-أنا يجب أن أذهب اليه..
هتفت وهي تركض نحو الباب..
-لا يجب أن تخبريه..
هتف بها بسرعة لتنظر له بحنق فيطلب منها بضراعة:
-جساس لن يتحمل معرفة الحقيقة.. ليس وهو بهذه الحالة.
مسحت دموعها بظهر كفها وهمست بعذاب:
-بعض الأمور لا يجب أن تُقال سيف, جساس قد يكرهني ان عرف بأمر كهذا مني أنا.
ثم سارعت بالخروج وهي تلملم حجابها حول رأسها عائدة اليه..
لم يكرهها ..لم يكن ينفر منها..
بكت بألم وهي تقتحم غرفته .. رأته يقف أمام النافذة..
"جسااااس"
هتفت بقوة ليلتفت نحوها بذهول ودون أن تتردد كانت تركض لترتمي بين ذراعيه..
تيبس في مكانه ولم يقدر حتى على مبادلتها العناق..!!
-سامحني, أرجوك حبيبي سامحني.
هتفت تستجديه بينما يقف هو متصلباً دون حراك..
-كنت غبية جساس, ضيعت سنوات من عمرنا وها أنا كدت أضيع الباقي.. ولكنني لم أستطع.
همست بمرارة.. تدفن وجهها في صدره ولا تقدر على النظر اليه.. الرفض والنبذ كابوس يجب أن تتجاوزه, لا يجب أن تفكر فيه أبداً..
-أحبك جساس, منذ وقت طويل وأنت تعرف وتدرك هذا, لم يكن سواك في حياتي ولن يكون..
"صوااان؟!"
همس متلعثماً لتنظر الى وجهه.. لم يكن هناك رفض بقدر ما كان هنا توتر وارتباك عظيمين..
-لماذا عدتِ؟؟ لماذا رحلتِ؟؟
تساءل بارتباك واضطراب لتهرب بعينيها:
-لأنني خائفة.. المرض الذي أصابك جعلك تخرج عن وعيك في كثير من الأوقات وأنا.. أنا خفت كثيراً جساس, وخوفي من فكرة فقدانك اكبر.
رفعت له عينيها وهمست بثقل:
-لا أريد الابتعاد عنك حبيبي.. أنت نعيمي, جنتي.. روحي وحياتي كلها.
-ربااااه ..
صاح بانفعال وهو يقربها ويضمها بين ذراعيه بقوة كادت تكسر ضلوعها, يستمع لبكائها وتوسلاتها أن يسامح ويعفو واحساس عميق بداخله يتصاعد أنه هو من يجب عليه أن يعتذر.. أن يتوسل وهي.. هي من عليها أن تسامح..
-هل ستسامحينني أنتِ؟
همس لعينيها وهو يقبلهما بشغف لتفتحهما بتردد وتحدق به فيهمس مجدداً:
-هل ستغفرين لي كل السوء الذي ألحقته بكِ؟! قسوتي وخشونتي معكِ؟
-لقد غفرت لك منذ زمن جساس.. من قبل أن تخطئ حتى.
-هذا يعني أنكِ لن ترحلي مجدداً..؟؟
قال بلهفة لتحرك رأسها بنفي:
-أبداً أبداً..
أكدت بحب وهي تعاود الاندساس بين ذراعيه وتهمس اسمه بلا توقف.. فيغرقها بعناق حميم شغوف وقلبه يخفق بجنون مؤكداً حبه اللامحدود لمجنونته التي أطارت صوابه وعصفت بكيانه وحملت أوجاعه الى عالم من العشق والغرام لم يعرفه مع سواها..
***
وفي المقابل.. وقفت ترنيم أمام أوس والطبيب المعالج وهو يرفع اصبعه محذراً:
-سوف تكون النتيجة الآن مبدأيه كابتن, وهذا يعين أننا لدينا فرصة لتعديلها بالعلاج بعد الجراحة التي قمنا بها.
-هيا دكتور.. أنا لم أعد أطيق الانتظار.
قالها أوس بنفاذ صبر جعل ترنيم ترتجف وهي تفكر أنه قد يصاب بصدمة حياته ان لم ينجح الأمر, ماذا لو كانت الجراحة فاشلة؟؟!
فكرت بهلع .. ما قاله الطبيب عن العلاج بعد الجراحة مجرد هراء,, ليطمئن مريضه لا غير.. وأوس لم يكن غبياً.. وهو يعرف هذا تماماً.
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتابع كيف خفض الطبيب من اضاءة الغرفة وبدأ ينزع واقي العينين عن أوس .. حتى انتهى.
-افتح عينيك كابتن.
ولكن أوس لم يتحرك, بل رفع ذراعه ينادي ترنيم:
-تعالي ترنيمتي, أريدك ان توني أول ما تراه عيني.
انهمرت دموعها بغزارة وكادت تهرب حقاً ولكنها لم تفعل, بل تقدمت لتجلس مكان الطبيب الذي تراجع مدمدماً بعصبية عن مزاج مرضاه الغريب..
-هل تجلسين أمامي..؟
اومأت فابتسم بعبث:
-هل تومئين ترنيم .. أنا لم أفتح عيني بعد؟
تحشرج صوتها وهمست:
-نعم..
مط شفتيه وتنهد بصبر:
-حسناً لا بأس.. سأمسح دموعك فيما بعد وبطريقتي.. ولكن حالما نتخلص من الطبيب.
ابتلعت ريقها وهمست بتأثر:
-وكيف نتخلص منه.. أنت لم تفتح عيناك بعد؟!
رأت جفنيه يتحركان وبسرعة كان يقبض على كفيها ويرفعهما الى عينيه يغطيها بهما ويقول بجدية:
-حتى وإن لم تركِ عيناي ترنيمة.. قلبي سيراكِ على الدوام يا قطتي.
شهقت باعتراض ولكنه كان أسرع منها وخفض كفيها لتظهر عيناه الرماديتان كغيمتين مهددتين بنزول المطر.. حبست أنفاسها وهي ترى بؤبؤ العينين يضيقان تأقلماً مع ضوء الحجرة الجزئي, وعقدة مربكة تتكون بين حاجبيه..
-أوس ؟!
لعدة دقائق لم يتحرك.. ثم ارتفعت يده لوجهها أصابعه تتحسس وجنتيها, أنفها.. ثم عينيها,, نزولاً حتى شفتيها,,
-كنت سأنظر اليكِ هكذا..
سألمسكِ وأعرف تفاصيلك التي حفظتها عيناي بأناملي..
كنتِ ستبدين جميلة جداً.. وكنت سأعشقكِ من جديد..
همس بثقل لتتسع عينيها وهي لا تعرف كيف تفسر كلماته المثيرة..
-كنت سأتعلل بالعمى لأتحسس طريقي الى شفتيكِ بنهم .. كل ليلة.. كل ساعة.. لم أكن لأرتوي.. ولن أرتوي.
-كنت؟!
همست بذهول ليبتسم لعينيها وتنضخ عينيه بابتسامته:
-كنت يا ترنيم, فالله قد رأف بعقلي المسكين الذي لن يتحمل جمال احساسك وملمسك دون أن يرتوي بملئ عينه منكِ.. رحمني الله وأعطاني نعمة أخرى كي أعشقكِ بها..
واقترب يسند جبينه لجبينها هامساً:
-أنا أراكِ يا مليكتي.. أرى عينيكِ وابتسامتك.. أرى تفاصيلك الصغيرة التي لم أرها من قبل..
-أوووسي..
هتفت وهي ترتمي على صدره تعانقه وذراعيها تتسلقان لتحيطا بعنقه وهي تعاود الصراخ باسمه بجنون لا تكاد تصدق ..
لقد نجحت عمليته.. هو يراها.. أوس يراها فعلاً..
ابتعدت عنه بمقدر ضئيل لتنظر لوجهه وتهتف دون ان تصدق:
-أنت تراني, أوسي هل تراني فعلاً؟؟
-نعم يا قصيرتي, أراكِ.. بحجابك الأخضر والتفاحة البرتقالية على طرفه..
قالها ضاحكاً لتتسع عينيها بذهول وهي تتأمله.. ثم تغرق وجهها في صدره وتجهش بالبكاء, بعد أن انزاح هم أيام طويلة عن كتفيها وتركها ممرغة بالسعادة, الطاقة التي تفجرت من اعماقها كانت مجنونة لدرجة أنها تكاد تطير,, وبنفس الوقت كانت لا تريد أن تفعل شيئاً وتخسر نعمة ذراعيه التي حولها, ولو مجرد التصحيح له أن التفاحة البرتقالية ليست سوى برتقالة!!
-هل سنعود الى البيت الآن؟!
همس بثق لأذنها وحدها فتبسمت بحنان وتحدثت كأنها تكلم طفلاً صغيراً:
-لا يزال أمامك وقت طويل كابتن.
ابتسم بأسى حاول أن لا يظهره لها:
-ولكنني أريد البقاء معكِ وحدنا ترنيم.. أريد ان أعوض كل الوقت الماضي, أريد أن أنفرد بكِ لوقت طويل.
تضرجت وجنتيها بحمرة قانية وضربته بقبضتها بخفة:
-انتبه لألفاظك نحن لسنا وحدنا.
ضحك بمرح:
-الطبيب غادر منذ قررت الجلوس على ركبتي يا صغيرتي.
-رباااه أوس أنت لا تطاق.
هتفت قافزة مبتعدة عنه وهي تخفي وجهها بين كفيها وتركض هاربة تكللها نظرته..
السعادة احساس مؤقت ربما..
ولكن قواعده متغيرة.. متبدلة.. متعددة.. ولذا فنحن تسعدنا أبسط الأشياء..


كضحكة على شفاه طفل, وخربشة قطة شقية , كابتسامة أم.. ودعوة أب صادقة..
السعادة في أبسط أشياءنا وأقربها الى قلوبنا..
السعادة في الماضي وفي التخطيط للغد..
لا تدع الحزن يغمر قلبك.. واترك ترانيم الألم ولا تغنيها..
ارسم فرح .. نعزفه على أوتار حياة شقية فنسعدها
فالسعادة الحقة تظهر حين ننقشها في عيون الأخرين..
...

النهاية
عبير محمد قائد ((( تسلم الأنااامل بنت القااائد ،.،. مبدعه دااااائمااااً و أبداااااااً

صرخت بحنق وهي تشوح بذراعيها لتشهق بذعر وقدميها تتركان السلم وترتفعان فجأة وصوت متهكم يقول من أسفلها:
-أستغفر الله العظيم, من سمح لقصيرتي بالتسلق, ماذا لو وقعت وضاعت تحت أحد المقاعد؟ يجنننننننننننننن أوسي

ثلاثين صفقة لاروع ثلاثين فصل.....

الف الف مبروووك النهاية بيرو......... رغم الأسف الشديد لهيدا لكن عن جد استمتعنا كثير بفصول الرواية......... انت بتعرفي ان اول فصل قريته بالرواية كان في أسوأ ليلة بحياتي الليلة اللي غيرت حياتي لشكل جذري... بس انا ما بقدر انسى ان روايتك كانت الدافع لابدأ حياة جديد بحلم جديد ولافهم ان الحياة لا تتوقف ابدا وان طالما الحلم والامل والارادة موجودين يعني الحياة مستمرة...... فلا حياة مع اليأس....
ارجو ان نعود لمتابعتك من جديد في رواية جديدة.... وان تستمر ابداعاتك بلا توقف... كما ارجو ان تكون هناك نهاية لعلي العزب ولو للمحة طفيفة.... فانا اشعر ان قصته غير مكتملة وارجو ان يحصل على النهاية التي يستحقها...
شكرا لك على قلمك الرائع والجميل وارجو ان نقرا لك روايتك المائة...

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 170 ( الأعضاء 170 والزوار 0)
‏الوفى طبعي, ‏Znooo, ‏halasari, ‏مُبهمه, ‏eheh, ‏أسيل محمود, ‏شيماء نبيه, ‏ثلوجة, ‏ريمان الأمل, ‏ندى الاحلام, ‏Esraa You, ‏Rokaaa, ‏luz del sol, ‏شام كريم, ‏princess miroo, ‏naznaz, ‏اروي احمد, ‏Mariam abada, ‏asinona, ‏لاورا, ‏أيه هشام, ‏ورد البستان, ‏بعثرة حروف, ‏nada alaa, ‏اسية232, ‏فاطمه عياد, ‏وردةالصباح, ‏ام عبدالله نعمان, ‏Heba sharafe, ‏امل اليوم, ‏sweetsallo1, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏عبيرك, ‏نووووسه, ‏hebaabd, ‏myangel, ‏مسره الجوريه, ‏battota 4ever, ‏shimaa abdelhalim, ‏tamaa, ‏اين انتي يامسافره, ‏سوزان سلوى, ‏نهولة, ‏نشوى مجدى, ‏حديث المساء, ‏misachan, ‏shorouk ibrahim, ‏البيضاء, ‏دونا لامار, ‏هّـمًسِـه, ‏اميره رفعت, ‏ست أبوها, ‏shahoda, ‏eng sarahsnowwhite, ‏مريمة علي, ‏شيماء علي, ‏REEM KAMAL, ‏كيوانو, ‏gawgaw, ‏متمردة, ‏WARDA, ‏مانولر, ‏ebru., ‏سارة18, ‏salouma 201, ‏نجمة ساطعة, ‏nourra, ‏special Lady, ‏ايه خليفه, ‏dentistaya, ‏rokaya, ‏انتوريم, ‏dark secret, ‏Aya youo, ‏fattoma2020, ‏Electron, ‏موج هاديء, ‏فاطمة أحمد علي, ‏rere87, ‏بلا ملامح, ‏narjiss, ‏Esraa Nassar, ‏Alyaa Elsaid, ‏حبيبي روحي, ‏meryen, ‏جنه الله, ‏nour mohsen, ‏فارديا, ‏ashrkt tarek, ‏Hager owemar, ‏رانو قنديل, ‏sara osama, ‏athc, ‏دموع الاقصى, ‏محبة الطبيعة, ‏عائشة عيد, ‏هوس الماضي, ‏ليزا عمر, ‏منيتي رضاك, ‏رشروشة, ‏shimaamostafa, ‏ملك خالد, ‏Samajemoo, ‏sarih, ‏nahe24, ‏rosemary.ea, ‏اضوه, ‏روووووونى, ‏فصبر جميل, ‏um ghazal, ‏lima, ‏الباحثة عن الحب, ‏hayaty alquran, ‏ولاء محمد قاسم, ‏scarlet, ‏موني موني موني موني, ‏mariouma1, ‏nahlaallam, ‏زهرة الجوررري, ‏دينا جهاد, ‏نانو عبده, ‏بسمة وليد, ‏لا للمستحيل, ‏jiada seleem, ‏bash, ‏ميرو جمال, ‏elizabithbenet, ‏شيماء عبد العزيز, ‏ميجا بوب, ‏ليل سوسو, ‏نيرمين احمد, ‏نور بلادي, ‏راضية أور, ‏Daliaa, ‏رحاب الولهازي, ‏نادية المشري, ‏haeinjoan, ‏منة السيد أحمد, ‏الشيماءعمر, ‏أشواق حنين, ‏إيمان سعيد, ‏lolo55, ‏جميله عبدالله, ‏métallurgier, ‏rasha emade, ‏Alss, ‏ndaa 87, ‏صيدولة الاء, ‏ubax, ‏ورد الحياة, ‏الاميرة سندريلا, ‏نوف بنت ابوها, ‏YASSER20, ‏mini DOC, ‏سهرانة الليل, ‏eman salama, ‏rainfall, ‏asmae san, ‏salma ahmed22, ‏sedef, ‏mhga, ‏Hidra, ‏مراايا, ‏safoo85, ‏emy e m, ‏pmepmepme, ‏اسراء المصريه, ‏ملكة الدلع, ‏Rbarebo, ‏دييجو

الف الف الف مبرووووووووووووووووووووووك يا بيرو
ختامها مسك وعنبر
مااااااشاااااااااااء الله
سعيدة لراكان وسارة التى سامحته بعن ان عرفت الحقيقة
وسعيدة لان اوس استعاد بصره ويعيش بسعادة مع قصيرته ترنيم
جساس وصوانة الف مبرووووووك الزواج
كانت رحلة جميلة بكل معنى الكلمة
اتمنى ما تتوقفى يا بيرو عن الكتابة
واكيد بانتظار الجزء القادم
او اى ما تخطه اناملك الذهبية
لكى من كل الحب يا احلى بيروووووووووو
☺☺