لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


أسمتني أمي قربى

: بسم الله الرحمن الرحيم .. : : روابط البارتات الفصل اﻷول البارت اﻷول البارت الثاني البارت الثالث البارت الرابع الجزء 1 البارت الرابع

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-03-15, 06:05 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي أسمتني أمي قربى

 


:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
:
:

روابط البارتات

الفصل اﻷول
البارت اﻷول
أسمتني أمي قربى
البارت الثاني
أسمتني أمي قربى
البارت الثالث
أسمتني أمي قربى
البارت الرابع الجزء 1
أسمتني أمي قربى
البارت الرابع الجزء 2
أسمتني أمي قربى
البارت الخامس
أسمتني أمي قربى
البارت السادس
أسمتني أمي قربى
البارت السابع
أسمتني أمي قربى
البارت الثامن
أسمتني أمي قربى
البارت التاسع
أسمتني أمي قربى
البارت العاشر
أسمتني أمي قربى

الفصل الثاني
البارت الحادي عشر
أسمتني أمي قربى
البارت الثاني عشر
أسمتني أمي قربى
البارت الثالث عشر والرابع عشر
أسمتني أمي قربى
البارت الخامس عشر
أسمتني أمي قربى

الفصل الثالث
البارت السادس عشر ج1
أسمتني أمي قربى
البارت السادس عشر ج2
أسمتني أمي قربى
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الحادي والعشرون
البارت الثاني والعشرون ج1
البارت الثاني والعشرون ج2
البارت الثالث والعشرون
البارت الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرين
الفصل السابع و العشرون ج 1
الفصل السابع والعشرون ج 2
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون

الفصل الواحد و الثلاثون

[IMG][/IMG]
(أسمتني أمي قٌربى ..)


..قصة قديمه ..
:
:
:





ولدت في مقبره ،، اختارت امي ان تضعني من حيث ينتهى البشر لقد ولدت من النهايه ،،
ولدتني وهي تصر ان تكون بين موكب دفن جدتي ...
كل ما كانت تذكرة عن ذاك اليوم بأنه كان مشؤوم ،،لامتني لأستعجالي للخروج ،، واي خروج ،،
اشار عليها جهلاء قريتها ان تسميني اسما مستوحشا فأبعد الشر الذي أتيت به كما يزعمون ،،
أسمتني "قربى " رفعتني للسماء وقالت :لتكن قربى لله ،،للقدر ،،للصالحين ،،للأولياء وحتى للشياطين ،،
لتكن هذه الصغيره بشعرها الغريب قربى للحزن ،، للوحده ،، للأيام الطويله الموحشه ،، لتكن قربى للحرب ،، للتنكر ،،وللحب ،،
،
،
،
عندما كنت في الخامسه ،، كنت العب بحجرين امام باب منزل جدي المتهالك ،، حجر كان "ملاكا" كما اذكر والحجر الاخر نسيت ماكنت اكنيه لربما كنيته" شرا" لا اعلم كنت صغيره جدا وكنت مشبعه بنظرية انني شر مستطير ،،البس ثوبا اخضر ،، قماشه قديم وثقيل ،، تماما كتميمة ساحر ،، ولي شعر مشعث اغبر ،، وبشره سمراء ،، الا عيني يالله يا عيني بوابة الهلاك كما دعتها عرافة امي ،، كانت حدقتي بلون الحزن ،،، كانت رماديه ،،
،
،

[IMG][/IMG]
(أسمتني أمي قٌربى ..)


..قصة قديمه ..
:
:
:





ولدت في مقبره ،، اختارت امي ان تضعني من حيث ينتهى البشر لقد ولدت من النهايه ،،
ولدتني وهي تصر ان تكون بين موكب دفن جدتي ...
كل ما كانت تذكرة عن ذاك اليوم بأنه كان مشؤوم ،،لامتني لأستعجالي للخروج ،، واي خروج ،،
اشار عليها جهلاء قريتها ان تسميني اسما مستوحشا فأبعد الشر الذي أتيت به كما يزعمون ،،
أسمتني "قربى " رفعتني للسماء وقالت :لتكن قربى لله ،،للقدر ،،للصالحين ،،للأولياء وحتى للشياطين ،،
لتكن هذه الصغيره بشعرها الغريب قربى للحزن ،، للوحده ،، للأيام الطويله الموحشه ،، لتكن قربى للحرب ،، للتنكر ،،وللحب ،،
،
،
،
عندما كنت في الخامسه ،، كنت العب بحجرين امام باب منزل جدي المتهالك ،، حجر كان "ملاكا" كما اذكر والحجر الاخر نسيت ماكنت اكنيه لربما كنيته" شرا" لا اعلم كنت صغيره جدا وكنت مشبعه بنظرية انني شر مستطير ،،البس ثوبا اخضر ،، قماشه قديم وثقيل ،، تماما كتميمة ساحر ،، ولي شعر مشعث اغبر ،، وبشره سمراء ،، الا عيني يالله يا عيني بوابة الهلاك كما دعتها عرافة امي ،، كانت حدقتي بلون الحزن ،،، كانت رماديه ،،
،
،
،
همست فتاه الى امها ،، يالله كأنها تهمس في اذني انا ،،، :أمي ؟!لماذا لا تلعب الصبية مع قربى؟!

نهرتها امها ونفضتها كأنها تنفضها من غبار لعنة أسمي ،،، :لاتذكري اسمها ..انها لعنة جدتها سوداء وولدت في مقبره ،،،،
:
:
أختار الله لي أن أولد في هجره موحشه وقديمه وجاهله تحتفظ بأساطير الآولين المندثره ...
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
جلست على عتبة باب منزل زوج امها تراقب الماره بملل ..التوتر ساد المنطقه ..الحرب قريبه ..وهل هناك اشد من اسم الحرب وطئة على قلوب العاجزين ..
:
:
لازالت ترتدي زي دراستها ..انها في الصف الخامس الان ..كانت الدراسه معجزة هامشيه ..الا ان زوج امها رأى بأن هذا حقها ..الانتقال من تلك الهجره النائيه كان اقوم قررا ..
وكان ذاك الانتقال فتحة الخير على امها ...
امها جميله قيد عقلها الترهات والجهل ....
:
:
:
التفتت لأخر الشارع ...كان رجل أسمر البشره يمر ...للمره الاولى ترى في شارعهم رجلا ذو لون تحن اليه فهو كما لون ابيها الغائب وجدتها التي نبذت ونبذ قبلها ابيها من اجل لونها ..
:
:
بشرته السوداء ..نحتت سبعون عاما على ملامحه السارحه ..بثوبه الرمادي كان يمشي في الشارع الذي وصف له وهو يكتف ذراعيه وراء ظهره ..
هكذا بدون متاع مثلما اتى الى العراق صغيرا من قبل ...طفل لمالك ابل عتيد ..من جارية اقتناها ..
مثلما تعلقت العراق في قلبه الاجرد ...العراق مهد المشاعر و حنان القلوب...ارض الحضارة القديمه ..الارض العتيده ..امتلئت طبقات ترابها بالقصص والحكايا و انداثر الشعوب ..

:
:

رفع رأسه ........للمنزل المتواضع نهاية الطريق ..كادت ان تدمع عينيه للجميله الجالسه على اعتابه ...صغيره غربتها الاحزان ..وهل استقر يوما لينجب من صلبه طفله ..
أحس من هالتها بأنه ابنته ..
رغم من لونها الحنطي الفاتح ووسع عينيها الرماديه وسع جفنيها وشعرها الغجري الاهوج بلون فاتح مسرح بعشوائيه ..شفتيها الممتلئة و وجنتيها العاليه ..
:
:
راقبها تحرك الرمال بحذائها الاسود المغبر ...تتأمل الفراغ لوهله ومن ثم تعود لتسرح في مكان قدميها ..
التفتت اليه فجأة تعلقت عيناها به ..
عرفته من ثاني نظرة ..بعدما تأملت الحنين في عينيه الصغيره ..لم تره من قبل ..الا ان شوق الاب لا يضيع ..
بالغم من حنينه وشوقه ..كان هناك شيء من ندم يعتريه ...
:

:
شىء من هم ..لأبنه بعد كل هذه السنوات ...
:
:
جلست متكورة بجانب الباب المؤدي للغرفه التي اجتمع بها مع امها وزوجها ...
راقبت اخيها يهم بفتح باب الشارع ..."حاتم ...لو تخرج هسا سودا عليك "
:
:
علمت بما سيتلقاه من أبيه فأمها لا يهمها اي من ما يحدث حولها ...وكأنه لم تحدثه للحظه ..فتح الباب متجاهلا تهديدها ....وقفت لتلحقه ...
التفت لمن يناديها من خلفها ...."قُربى ....."
:
:
كان ابيها الغائب المزعوم ...أمرها بأيجاز ..."اغراضك وقدامي يابنتي ...برجعك لبلدك ....."
:
:
كانت جنسيتها مغيبه تماما امامها مع كل مصاعب الحياة حول طفله بلغت منذ نصف سنه ...انها في الحاديه عشر الا ان جسمها قد اكتمل منذ الان ...
ومشارف انوثتها الصارخه ...زاحمت طفولتها المغدورة لتظهر للعيان ..
فهي حتى الان لم تفهم غزل البائع الصريح لها ذاك اليوم ...
:
:
هكذا بجمله واحده انتشلت من كل ما رأته و عاشته منذ وعت على دنياها المحاكاه بضيق حولها ...هجرة متواضعه في طرف الانبار ومن ثم شارع متواضع منسي في بغداد ..
:
:
الى اجمل ارض سريه في حجاز السعوديه ...الحضاره الفريده السمحه..الى ......." بدر – المدينه المنورة ..."
:
:
بدر ..بأكبر مقبره فيها تضم جثمان شهداء غزوة بدر العتيده ...أنصار محمد صلى الله عليه وسلم ....
بمزارعها القديمه الضخمه ...المتجذر نخلها كصخر قوي عنيد في ارضها السهله ...بمنازلها القديمه وعمرانها الجديد الفخم المترف ...
بدر ...ملاذ مريح واطمئنان لا يوصف ..فهي التقاء بداوة جيل سكنها منذ الازل ...بعوامل التقدم التي تسير اليه ارض الحجاز ..
:
:
:
لم يكن ابيها كثير الحديث الا ان كل حنانها الذي دفن كل هذه السنوات ظهر اثناء تعامله معها ...:ان يحرسها بوجوده ...
وجربت شعور لم تجربه مع امها من قبل ولا مع اي احد ..
بالانتماء ...بالقيمه ..بالقدر ..
:
:
اثناء رحلتهم الطويله في النقل الجماعي ..امتثلت لأمره بسعاده ان تغطي شعرها رغم انها لازالت ترتدي فستانا اسود متواضعا مخاط يديويا طل من تحته بنطال بنفس لونه ...وغطاء شعر ابيض تركته على كتفها ...
:
:
وضعها بجانب النافذه لم تكن معتاده على الركوب في وسائل المواصلات ..راقبت الطريق بتلهف وجهل للقادم ...
التفتت اليه واجما صامتها بجانبها وقد وضع يده على ظهر الكرسي الذي امامه ..
مدت يدها لتضعها بجانب يده تأملت لونيهما ,,,لماذا نبذت انها اقرب الى لون امها من لون ابيها انه غامق للغايه ....العالم يتقدم وهذه الصغيره لازالت تخضع لعنصرية قلة نسيوا ان المسلمون اخوه ...
:
:
كانت تنتظر اي موقف لتناديه بكلمه تدربت عليها طويلا في سرها ...
أبتسمت بلطف ...."أبوي ...."
:
:
التفتت مستغربا الكلمه ....أكملت بأبتسماه لم تعتد عليها شفتيها ...."أني مسموح لي اكمل لي دراستي وياك لولا لا ...."
:
:
سكت يراقبها ..أبتسم ..."أكيد وانا ابوك ..العلم عباده ..."
:
:
أكمل يراقب راحة وجهه وشكرها ..."تكلمي مثل ابوك ياوليدي ..."
:
:
غضنت جبينها وهي ترفع احد حاجبيها المرسومه بأستغراب..."احتجي وياي علطول ..واني ان شاء الله بتعلم .."
:
:
ابتسم لها بدفء وهو يرتب شالها الابيض ...
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
جلست تراقب مظلات ساحه المسجد النبوي الشريف التي اغلقت لصلاة الجمعه وخطبتها ...كسى قلبها شعورا لم تعهده ..شعور بأنها في الوطن اخيرا ...
:
:
التفتت لمكان ابيها البعيد عنها نسيبا وقد حفظته خشية ان ينساها او يتراجع عن قراره ..
:
:
:
لم تكن تعلم بأنه سيعود لأجلها يوما ...أترى قرار رحيل عائلتها الى البحرين هو مادفعه أن يأتي لأخذها ..
ألم يتذكرها هو من حاله ...؟؟
:
:
كان منصتا للخطبة مطرقا رأسه ...نسيها للوهله ..الا انه تذكرها فرفع عينيه ليطمئن عليها في اطرف جموع النساء ...كانت تراقبه وعينيها متعلقه به ..
هذه النظرات التي خصته بها ..لأول مره يراها ...لأول مره يتعلق به احدهم الى هذه الدرجه ..
:
:
:
جلست تحتضن حقيبتها الجلديه القديمه بين يديها ..لم تعد جلسة الرصيف مريحة ..جمعت ركبتيها لصدرها واطرقت رأسها عليها بتعب ...لا زال ابيها يقف بجانبها ...
:
:
النقل يتوقف الى هنا لا بد من استأجار سياره توصله الى الـ150كلم ,,,المتبقيه الى محافظة بدر ..
انها متعبه للغايه فقد استغرقتهم الرحله لأيام ..
أغمضت عينيها للحظه وهي تشعر بحرارة الشمس على جفنيها الواسعه ...
:
:
للحظه نسيت أين هي ..لولا سمعت صوته البعيد ينبهها من غفوة انهاكها اللا أراديه ...
:
:
أبتسمت له بنعاس وهي تقف ..مد يرده لها ..تلقفت كفه الاجعد بحبور ..
ولأول مره في حياتها تمد لها يد ..
وكانت لأبيها ...
:
:
لساعدتها القصيره ...
:
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ما ان استوت راكيه بجانبه في السياره المتواضعه التي أعتاد صاحبها على الرحلات طويلة المدى ..
حتى داهمها النوم ..و بدأته بأنين المتعب ..
مال رأسه بعنف ..تنبهت لوضعها ورفعته هلعه ...
لم تكن تستوعب ماحولها بعد الا ان اشجار النخيل المتداخله التي مدت ظلها و رطوبتها على المكان لفتتها فتعلقت عينيها بها ..
مدت أناملها لحافه نافذه الباب الزجاجيه التي تركها السائق مفتوحه لبرودة الجو الخارجي ..
ولا زالت عينيها متعلقه بكل هذه المزارع الممتده الى اقصى حدود النظر ..وشوارع المحافظه المعبده و منازلها الداله على بساطه قانطيها ..
:
:
ألتفتت الى ابيها يشير الى الرجل الذي جلس بجانبه ليوصله على احد لمزارع شماله ..
كانت المحافظه هادئه من أي نشاط يذكر...
أتجه ذاك الى جدار غير منتهي ابيض ..و بوابه حديديه صماء وضخمه ...خاليه من اي تصميم الا برتابه قضبانها ..
تأملت قناطر الري بين النخيل والمياة الصافيه تجري بها في هدوء....
ترجلت من السياره امام البناء المرتب الصغير الذي رصف امامه لأستدارة السياره ...
راقبت ابيها يتقدمها بعد رحيل السياره مبتسما .."نورتني وانا ابوك ..."قالها بحنان وهو يفتح باب المنزل المرتب المكون من غرفه وحمام ومطبخ ولا غير ..
بفرش مرتب ونظيف بجانب بساطته ...أبتسمت وهي تراقب تحركاته حولها يفتح النوافذ فتغمرها رائحة الطين ...كانت اول من يدخل مكان سكنه ..
ابنته الجميله ...من يجهل غدا معها كيف سيكون ..
كيف وهو الرجل المنبوذ من أخوته للونه ..كيف وهو من عاش حياته وحيدا طوال هذه المده ..حتى انه لم يكن مخططا يما ان يحضى بأبناء ...الا ان تلك العراقيه فقيرة الحال فتنته فخاف الحرام ..لترزق منه بهذه الايه الحسناء...
جمال السمراء التي وصفتها له امه منذسنوات تجسد فيها ...لولا الحزن يغطي حدقتيها الرماديه التي سرقتها من بدوية ارض دجله ..
:
:
مرت الايام سراعا ..والحياة بدأت تتلون بوجود ابيها الغائب منذ زمن ..والحياة البسيطه حولها المتشبعه بالروح ...القناطر ...النخل ...وكل هذا الجمال ...
:
:
يوما من الايام ..سلكت الطريق الممتد اعلى منزل ابيها المتواضع ..
كانت ترتدي فستانا اخضرا اشترته لعيد شوال المنصرم وقد بدأت تكبر عليه حتى شف ملامح جسدها الغضه ..واتسع من خصره حتى اسفله ..لاسفل منتصف ساقها ..
تركت شعرها الصعب اهوجا كما اعتادت ..وشالها الابيض على كتفيها ...لعبت بطرف زينة كم فستانها وهي تتأمل المكان تاره ..وتقفز على بلاطات الرصيف الاسمنتي بملل ...
رفعت عينها فتعلقت بما اكتشفته ..
ارتفع الطريق ليلتقي ببناء ابيض ضخم وفخم ومرتب من ثلاثه ادوار و طراز شعبي خليط بالحديث ...
:
:
:
فغرت فاهها للحظه ..لطالما عاشت في هجره منسيه ومن ثم الى افقر شوارع بغداد..لم تواجه يوما اماكن كهذه ..
تجولت حول المكان مستكشفه ..
كان رغم فخامته الا انه محاط بهالة كئابة غريبه ..وكأن قد هجر من كل فرح ..وكأنه يندب اهله الغائبين بلا عودة ...
:
:
كأنه قبر منسي...
جلست على كرسي معلق في عرزال قديم ..بعدما نفضت بقايا اوراق جافه غطته ..
هزته بهدوء ليجر صرير حزين ..
اسنتد رأسه على يديها التي تمسكت بها ...
تأملته ترثي حاله ...بقت طويلا ..ومن ثم التفتت لصوت ورأها ,,كان ابيها يقف بصمت يتأمل المكان بشيء من رثاءها ..فكما يبدوا بأنه عهده في أجمل حالاته ...
:
:
أبتسم وهو يحدق بأمواج النخل أسفل الارض الممتده ..وبحنينه القديم ..."ايام الشيخ الله يرحمه ...كان هالمكان جنه وقصر والضيوف ماينقطعون ...لكن الحمد الحمد لله ..."
:
:
تأملت المكان تتخيله في أوج عهده ...."أبوي هاي المكان لمين؟؟"
:
هز رأسه بالايجاب ..."لناس طيبه ...."استرعى انتباها لتتبعه ....مغلقا الموضوع ...."قدامي يا ابوك نروح نشتري لك اغراض المدرسه الاسبوع الجاي تدومين ان شاء الله ..."
:
:
قفزت من مكانها مسرعه بخطواتها خلفه ..وقد اسعدها بقوله وملأ حياتها .....
:
:
وقفت أمام مرأة أبيها المتواضعه التي ثبتت على الجدر بالقرب من دورة المياه ..مرتديه حذائها الاسود الجديد وزيها المدرسي الرمادي الذي ابرز لون عينيها ...
:
:
حاولت ترتيب شعرها الصعب عبثا ..
حتى امتلئت المغسله بشعيراتها الفاتحه ..التفتت لأبيها يحضر مائده الافطار بسعاده ...
لجئت للتسريحه التي تكره الا ان شعرها اليوم يعاندها فقد خلدت الى النوم بينما لازال رطبا ..لقد علمتها صديقتها في الصف مسبقا كيف تفعلها بشعرها الاهوج ..
جدلته بعدما فرقته من المنتصف من جذورة فترتب نسبيا في جدائل عريضه ..جلست أمام ابيها ..اخذت كوب الحليب الساخن الي مده بها ..
كان سعيدا بها ..
كانت انجازه الاعظم ..كانت ضناه الوحيد ..
:
:
جلست ترتب حقيبتها السوداء للمره الالف فهي سعيده بكل تسوقها في محال بدر المتواضعه في الاسبوع المنصرم ...
:
:
التفتت الى ابيها الذي يناديها مبتسما وهو يمدها بعباءها اشتراها لها دون علمها فلقد لفتت الانظار فيما فيه الكفايه واصبح الكل يسأله عن ذات العينان الرماديه التي تسكن معه مؤخرا ..
:
:
فرحت بها وهي تجرب ارتدائها ..انها فارعه الطول دقيقه الخصر رغم سنوات عمرها الفتيه ..
الا ان انوثتها ابت الا ان تطغى ...
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::
تمسكت بحزام حقيبتها على ظهرها وهي تتأمل باب المدرسه ..تسترجي قوه ..التفتت الي ابيها المبتسم بفخر ..قبلت يديه وهي تتجه مع جموع الفتيات الى الداخل ...
:
:
دخلت الى المدرسه التي غصت بقريناتها ..كانت غريبه بينهن لونها وطولها ولون شعرها وملامحها ..
التفت الجمع لها في تحركاتها ...
من حسن حظها ان سير الدراسه في العراق يشبه سير الدراسه في السعوديه ..شرح ابيها لها بلامس كل شيء من حسن حظها ان زوج امها سحب ملفها دون علمها كانوا يخططون لهذا منذ زمن طويل ...
:
:
الغريب انها لاتفتقد امها البته ..
لربما للماضي تأثير عليها ..فهي الشؤوم الذي لاينتهي كما اعتادت ان تعامل وفقا له ...
:
:
راقبت احداهن تنزع عبائتها وتضعها في حقيبتها ..فعلت المثل ..و وقفت بهدوء تتأمل الجمع ...
أنذر الجرس عن بداية اول حصه ...جلست في مكانها تراقب اختفتء البنات تدريجيا ...
خلت الساحه الا منها ..
مرت احدى المعلمات تطمئن على الوضع ..
الا ان لفتتها الطويله تقف بتردد في احد الاركان ...اقتربت منها بهلع لاول مره تراها ضنت للحظه بأنها ليست بشريه مع كل هذا الجمال ..
سألتها ..."ليش جالسه هنا حبيبتي ...؟ليه ماتروحي لفصلك .؟؟"
:
:
اكتست حدقتيها بحزنها وضياعها الطفولي ..."أيه ما اعرف ..."
:
:
استغربت لغتها ...في الواقع خيبر مليئة بسعوديين من اصول عراقيه وكويتيه والعكس ...ليس بدر ..
مدت يدها لها ...وهي تأمرها ان تأتي معها ..."أش أسمك طيب ....؟؟"
:
:
مررت يدها ترتب خصلاتها الفاتحه ..."قٌربى محمد نصير..."
:
:
:
أستغربت تلك ..."أش اسمك ..؟؟"
:
:
رددت تلك على سؤال اعتادته ..."قٌربى ..قٌربى محمد نصير ..."
:
:
ابتسمت لها بعدما استوعبت اسمها ..."طيب يابنتي انتي سنه كم ...؟؟"
:
:
غضنت جبينها ..."هني لولا بالعراق..."
:
:
أبتسمت لها ..."كله واحد ياروحي ..."
:
هزت رأسها متفهمه ..."بالصف الخامس ..."
:
:
وضعت يدها على كتفها تطمئنها ...فقد استرعت خوفها بأنها قد نسيت ..."طيب مافي مشكله انتي تعالي اجلسى عند الادارة وان شاء الله نلقى لك فصل ...انتي اوراق نقلك خلاص تممها ولي امرك...؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تمشي بجوارها ...
لم تجلس لدقائق ...حتى أتتها معلمه اخرى ..."قٌربى ...تعالي معايا انا رائده فصلك ..."
:
:
عدلت حقيبتها وهي تلحقها ...في اول طابق اول صف عن يسارها ..فتحت المعلمه الباب وهي ترشدها ..."أجلسي هنا ياقربى ..."
:
:
امتثلت لأمرها وهي تجلس في اول صف ...سكتت الاعين الفضوليه تراقبها ...وبختهن المعلمه ....وهي تغلق الباب..."بس ياطالبه ...قلت لكم شويه خارجه وارجع وهذا وضعكم ...."
:
:
أمرت احد الطالبات ..."نوف ...روحي لأبله هناء قولي لها ابله مريم تبغا كتب لطالبه جديده ...بسرعه ..."
:
:
انخرطت في الجو الدراسي في اول حصه لمادة الرياضيات ...كانت تشعر بسعاده غريبه وهي تعيش هذا اليوم المثير للحماسه في هذا الجو ..
لقد اعتادت منذ ان بدأت المعلمه في الشرح فالمدارس متشابهه في كل مكان ...
فتحت معلمه اخرى الباب ....كلمت معلمة الصف للحظه ....وجهت حديثها لها ...."قٌربى قبل لاتخرجين تعالي خذي اوراق من عند المديره لازم ابوك يعبيها ....مين غايب اليوم ؟؟"قالتها وهي تفتح دفتر في يدها ...
:
:
لقنها الطالبات الاسماء ..."منى عيد و هاجر محمد واهداء رافد عمران..."
:
:
استغربت الاسم ..."أهداء هاذي طالبه جديده كمان ....؟؟"
:
:
ابتسمت احداهن ...بفضول الاطفال المعهود ..."يا ابله اهداء كانت معانا سنه اولى ونقلت الرياض وذحين ترجع ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."طيب ...لاتغيبون ياسنه خامس ...الغياب اول اسبوع تنقص عليه الطالبه .."
:
:
كطفله جميله و طاهره اندمجت بسرعه مع مجتمعها بنهاية اليوم ...فمجتمع الاطفال خالي من اي احزاب ..
خرجت تبحث عن سيارة ابيها بلهفه ..اتجهت اليها مسرعه ..قرأ الفرحه في ملامحها فأرتاح ..
أستمع لأحاديثها الدقيقه طوال اليوم بألأنصات واهتمام ...
:
:
تأملها وهي نائمه بأستسلام في سريرها الجديد ..وقد جهزت زيها و ملحقاته بترتيب وقد علقته في النافذه ...ورتبت حاجياتها حوله ..
وكأنه حياتها وكل اهتمامها ...
:
:
يوم الاثنين وهي تخرج كتابها من حقيبتها هذا يومها الثالث في الاسبوع و هي تداوم بدون رفيقه بجانبها فأجمع الفتيات ينفرن عن اول صف لانهن سيكونن مكشوفات حينها للمعلمه ..
:
:
فتحت المعلمه باب الفصل ..ودخلت خلفها احداهن في كرسي متحرك ...
ان كانت قربى في عيني الفتبات غريبه فهذه الاغرب ..كانت هزيله للغايه بشعر اسود خفيف مرتب بأتقان و زي انيق وحقيبه فخمه ...
على الرغم التعب المتمركز في نظراتها الصغيره الخجل اخذ منها مأخذا ...
ارشدتها امعلمه للجلوس بجانب قربى ...أبتسمت لها قربى تطمئنها ..
هدوء تلك طوال اليوم ..منع قربى من ان تخرج لتستمتع بالفسحه مع صديقاتها الجديدات ...فخافت ان تطلب منها الابتعاد عن طريقها فتنجرح تلك ...
عادت الى المنزل مرهقه فاليوم كانت حصص النشاط الممله التي تطيل من وقت الدوام ..نامت بالقرب من التلفاز ..
بعدما انهت فرضها اليومي..
انتهى اسبوعها على هذه الحاله ..وقد تحلت التي بجانبها بالصمت الخجول الطويل ..اخر يوم في الدوام يوم الاربعاء ...
كانت الحصه الرابعه فراغ ..راقبت من بجانبها وهي تشعر بشيء من حزن اتجاهها فهي تكره الوحده للغايه فقد جربتها من قبل ...
بدأت باكورة الحديث ...."اني من العراق بس ابوي من هنا انتي منين ..؟؟"

:
:
التفتت تلك لها بعد صمت طويل ..."انا من بدر ...امي من الرياض ..."
:
:
أبتسمت لها ..."بدر حلوة حيل ..."
::
::
هزت تلك رأسها بالايجاب بعدم اقتناع ...وعادت لسرحانها ...نفثت تلك نفسا عميقا ..."عندك اخوات ؟؟"
:
:
لقد بدأت تتقن لغة ابيها شيئا فشيئا ...مع كل الناطقات بها حولها ...هزت تلك رأسها بالنفي ..."بنات اخوي متعب ..عمرهم سنتين ذحين ..."
:
:
أبتسمت لها ...سعيده بردها ..."انا عندي اخو واحد بس ...اهو اللحين ما ادري بالعراق ولا نقلوا .."
:
:
ابتسمت لها ..."اخوي يقول العراق ارض الشعراء ...."
:
:
استغربت قولها الكبير .."اي كول اشيء بالعراق جميل ..."
:
:
اكملن حديثهن الرقيق الذي يفوق تفكيره عمرهن بهدوء ..وهاهي صداقه جديده بنتها قٌربى في ارض ابيها الهادئه ..
::::::::
::::::::::::::::::::::::
:
:
:
:
استلقت امام التلفاز بعدما انهت واجباتها وهي تتابع مسلسل كرتوني عرضته القناه السعوديه الاولى ...شعرت بالملل الكبير ..فتحت كتبها مجددا ...قرأت حتى تعبت عينيها ..
اعادت تريبها .ومن ثم توجهت الى المطبخ تنظفه ...
مر يومها بملل فالمدرسه هي مصدر تسليتها ..ظل ابيها غائبا في المزرعه الا انه حذرها ان تتبعه اليوم كما تفعل عاده ...
تحممت وارتدت فساتنها الاخضر الذي تحب ..سرحت شعرها بصعوبه تضيع وقتها فيه ..
وضعت من عطرها الذي اشتراه ابيها لها للمدرسه ..وقفت امام المرأه وهي تشد اطول خصله في شعرها فتصل الى عظمه وركها ..
كرهت تموجاته الحاده فهو لا يبين في طوله الحقيقي ..ارتدت حذائها وخرجت من المنزل ..وضعت شالعا الابيض على كتفيها ...
اتجهت الى المنزل اعلى الطريق..
:
:
:
مشيت بهدوء وهي تتوقف كل حين لتعبث بنبتة ما ...
اتجهت الى العرزال القديم ...جلست بهدوء في الكرسي ..هزته ليتحرك بها جيئة وذهابا بها بهدوء..لولا صريره ..
:
:
تأملت المكان وقد انتصف العصر ..الا ان الجو كان غائما ...
هبت نسمة هواء تغلغلت بين خصلاتها البارده ..اترجفت وهي تترك الكرسي تعاود الطريق فلقد غزاها النوم ستصلي المغرب وتنام ....
واجهها ابيها بالقرب من باب المنزل استغرب وجودها ..عاتبها .."ياوليدي انا ماقلت لاتطلعين ...."
:
:
قاطعهم صوت ..."يا ابو نصير ...."
:
:
كان يناديه وهو يحدق بالغريبه خلفه ....رافعا احد حاجبيه بأستغراب ....تبادل معه حديثا بينهم كان يلقي نظرته عليها بدون قصد بين كلماته ...
الا ان نظراته كانت خاليه وكأنه يلقيها على اي مما حوله بدون معنى ...
سمعت ابيها يتحدث عنه ..."هاذي وحيدتي يا طال عمرك جبتها من العراق امها بتهاجر ...وان كان ماعندك مانع ابيها معاي تعرف مالها غيري ولا لي غيرها ...."
:
:
هز رأسه بالنفي وبكرامته ..."ابد يا ابو نصير انت تامرنا امر الله يحفظك لها .."قالها وهو ينظر اليها مجددا ..
استغربها ..انها اغرب طفله يراها لم تشعره بالراحه ابدا وكأن هناك بالغه تراقبه ...
:
:
:::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
طوال وقت حديث ابيها اليه تأملت الاسمر ذا الطول الفارع ..يرتدي نظاره طبيه وغتره ترك احد اطرافها مسدولا والاخر خالفه على كتفه الايسر ...
لم تخمن سنه مع ملامحه القاسيه التي بالكاد يطرأ عليها تعبيرا ..
مسكت يد ابيها وهي تلتفت لغيابه وقد هم بدخول المنزل تتذكر جيدا عرض منكبيه الفتيه تتذكر كل مايتعلق به ...
:
:
:
:
:
:
"بعمران ...."
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
ولي بكن لقاء قريب بأذن الله ..
فالشوق اضناني لقلمي ولكن ياسعادتي ..واعذرن تقصيري ..
:
:
:
تناولت وجبة العشاء المبكره وهي تتأمل التلفاز الذي يعرض مسلسلا قديمه بملل ..
تذكرت شيئا وهي تسأل ابيها ..."ابوي منو هذا اللي كان يكلمك اليوم ...؟؟اني توقعت البيت مهجور..."
:
:
هز رأسه لها ينهي الحديث ..."هذا وانا ابوك ولد الشيخ رافد اللي كان في الرياض الشيخ عمران الظاهر بيرجع يعيش ببدر ...من اليوم ورايح مالك طلعه لبيتهم عيب وانا ابوك بيت الناس ..."
:
:
سكتت للحظه ...."انزين ليش عايشين وياهم بنفس المكان ...؟؟"
:
:
أبتسم لها ..."هذيلا معازيب ابوك و لابوه فضل علي ما انساه ليوم الدين .."
:
:
تأملت ابيها لتعود تكمل وجبتها صامته ...لازالت خلف ابيها الكثير من الحكايا ....رفعت رأسها ..."أبوي انا ماعندي اقارب ...عمام ..اهل ..اجداد مالي ؟؟"
:
:
أبتسم لها بشيء من خجل ..."لنا وانا ابوك ...لكن حسبي الله ونعم الوكيل ...لك عمه وعم والباقين توفوا الله يرحمهم ..."
:
:
أبتسمت متحمسه على الرغم من استغرابها حزن وخجل ابيها ..."طيب ابوي خلنا نروح لهم نعيش معاهم بدال ماحنا عايشين مع الناس اللي مانعرفها ..."
:
:
الصغيره البريئه لاتقهم شيئا ..."انا ابوك هاذي ارضنا وهاذي ديرتنا واللي مايبينا مانبيه انا معاهم مالي صله من ايام حياة ابوي الله يرحمه مايبغون امي لانهم ياوليدي يشوفون الوجيه مايشوفون القلوب وسوادنا في وجيهنا واجرنا على الله كلنا مسلمين وكلنا نعبد الله ونشهد بمحمد نبي ورسولا ...ولا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى ....."
:
:
أحست بحزن نبذ ابيها كما كانت ...."الله يسامحهم يا ابوي احنا طيبين وهم الخسرانين صح ؟؟يعني واذا جدتي الله يرحمها لونها مو من لونهم انت اخوهم ابوكم واحد صح ...والمسلم اخو المسلم كيف اذا كان ابوهم واحد والله حرام بس لاتزعل يا ابوي تسامحون بعض انشاء الله ..."
قالتها وهي ترتب السفره لترفعها ...سرحت للحظه ثم رفعت عينيها ..."اني ولدت بمقبره يا ابوي ...اني ولدت من وين ما الخلق تندفن ...امي تضن اني شؤم واللي زاد الطين بله انه جدتي مو من لونهم ....بس رحت لبغداد كل هالحتجي الفاضي انتهى لكن امي بقلبها حسرة وحزن على امها ولامتني كل لحظه بحياتي ....ابوي احنا طيبين والناس طيبه بس اللي ربي اختارهم حولنا مو طيبين ...صح ...؟؟"
:
:
أبتسم لها وهو يقبل جبينها يالصغيرته الكبيره الناضجه ...فمعانتها جعلت منها حكيمه صغيره ...
:
:
هاهي تجلس في مكانها بجانب صديقتها الجديده ...عايرت احداهن صديقتها بكرسيها الذي لازمها ....احست برأسها يشتعل لجهل تلك ...."بسك تخلف هواي هاي الناس تطلع وانتوا تنزلوا لتحت ...ربي يختبرها ...هاي امداها احسن منك عند ربها ...."
:
:
غضبها فضح شيء من لغتها الفاتنه ....
اغرورقت عينا تلك بدموعها الكسيره فهي لم تختار الكرسي الا ان وهن جسمها الزمها اياه الا ان اخيها وعدها ان اهتمت بتغذيتها ستغادره قريبا ...
مرت الاسبوع سريعا ...راقبت صديقتها تحرك كرسيها بعجز ...اقتربت منها .."اهداء تبغين مساعده ...؟؟"
:
:
رفعت تلك عيينها الباكيه ..."الكرسي علق مو راضي يتحرك ..."
:
::
ابتسمت لها وهي تناولها حقيبتها من على ظهرها لشعرها بالمساواه ..."انتي شيلي لي الشنطه وانا بدفك للباب ...اش رايك ؟؟"
:
:
أبتسمت لها بخجل ..."طيب ...موافقه ..."
:
:
كانت احد عجلات الكرسي عالقه بقوة الا انها حاملت على نفسها واوصلتها الى باب المدرسه ...انتظرت معها لوهله ...تنتظر سائقها وخادمتها ...الا ان احدهم لم يأتي ...تقدم منهن احدهم ..لم ترى ملامحه جيدا في الضوء الشمس ..
:
:
اخذت حقيبتها من حجر صديقتها ..عدلت غطاء رأسها وهي تمسح الارهاق عن وجها الذي تأثرت وجنتيه بحراره الجو ...
تناول الكرسي منها بصمت كان ذاك الذي قابلته امام المنزل الغامض ...التفتت لها تلك مبتسمه ...."شكرا قربى اشةفك يوم السبت ...."
:
:
راقب محيا اخته بأهتمام وهو يلتفت لتلك قبل ان يفتح باب سيارته ...
ركضت متجهه الى مكان وقوف ابيها في العاده ..انتظرته للحظات ثم بان ..ركبت بجانبه وهي تسرد الموقف له بحماس واستغراب...سعاده غمرتها وهي تفكر بأن صديقتها تعيش بالقرب منها ...
:
:
:
انهت واجباتها ..تحممت ومن ثم غسلت زيها المدرسي ...دخل ابيها وبيده ماقد وعدها بد شرائط بيضاء جديده لشعرها ...
اخذتها متلهفه وهي تقبله بشكر ...فتحتها بسعاده تستكشفها وكأنها ملكت الدنيا ...
سألها ابيها وهو يراقبها ..."انا ابوك عمك عمران كلمني اليوم .."
:
:
التفتت اليه مستغربه ...أكمل ذاك ..."يوصيك على اخته اهداء يقول خلك مثل ظلها لانها ماتعرف غيرك ..ومن الاسبوع الجاي ان شاء الله بتروحين وتجين مع سواقهم ..."
:
:
أبتسمت بسعادة طفله لانها ستلازم صديقتها اكثر لكن هذا يعني انها ستقضي وقتا اقل مع ابيها ...سألته بأدب..."انت راضي يا ابوي؟؟"
:
:
أبتسم لها ولمراعتها مشاعره ..."راضي وانا ابوك ضعيفه البنت ومالها احد ...وانتي طيبه وتحبين الخير صحيح ولا لا ...؟؟"
:
:
ابتسمت تهز رأسها بالايجاب ...
ومنذ ذاك اليوم توطدت علاقتها أكثر بصديقتها المقربه بل اختها الجديده ...
و باتت تزورها في منزلها الفاره الممل ...
:
:
لا تشاهد التلفاز كثيرا الا ان الحزن هدها لأخبار التي تسمعها داومت محمله بهمها وحزنها ...كن الفتيات يتحدثن بخوف وحماس عما سيحدث اليوم وتفسيراتهن الصغيره المتواضعه عما سيحدث ...
:
:
اليوم ستطلق صفارات الانذار حوال المملكه اجمعها انذارا بالقصف الغاشم لأرض بغداد ...
لبداية قصص الحزن والانكسار و تجريح ارض العراق الابيه ...
:
:
ارتجفت يدها وتبللت صفحتها بدموعها مع هدوء الجميع لهيبة الصوت الذي ينذر ببداية الحرب الغادره....انكسر قلمها الاحمر في يدها وكأن الورقة تنزف متأثره بجرح العراق ...
:
:
التفت اجمع من في الفصل لنحيبها الهادئ ...
رددت المعلمه بحزن ..."لاحول ولا قوة الا بالله ..."
:
:
:
استلقت بحزن على سريرها فهي اليوم خرجت من كل تفائلها وقوتها وغمرها الهم ...لأرضها التي ربتها تربتها ....
اقترب منها ابيها ....وهو يربت على كتفها يواسيها ....يكره ماسيقول لكن لو كان سيخفف عنها فليكن ..."تدرين انك معزومه من اهداء تروحين معاها الرياض ...."
:
:
التفتت الي ابيها ...."انت بتروح ...؟؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ....تنهدت ..."اريد ارجع العراق ...فيني شوق لها ....يعني اللحين صديقاتي وحارتي بالحرب ما ؟؟"
:
:
ابتسم لها بحزن يطمئنها ....."ادعي لهم بكل صلاة ربي يحميهم ياوليدي والحمد لله على كل حال ..."
:
:
مسح على شعرها ...."ها تقومين تجهزين اغراضك ...عشان تروحين مع اهداء الرياض ..."
:
:
تذكرت بأنها وعدتها بأنها ستذهب معها ان رضي ابيها ...الا ان رغبتها بالذهاب انطفأت ..." حاظر .."
:
:
:
:
طوال الطريق المؤدي الى المدينه تحلت بالصمت ...وجود أخو أهداء عمران مهيب للغايه ....كما ان جموده يجعل التأقلم صعب ...
داهمها النوم وبيدها مجله اطفال اعراتها اياها أهداء منذ قليل لتمضي الوقت بها ...
فتحت عينيها على تربيت أهداء المبتسمه على كتفها ..."قربى وصلنا المطار ...."
:
:
قامت بكل غير مستوعب تتأمل المكان ..لحقت بهم صامته للمره الأولى تكون في مطار ...
في صالة رجال الأعمال ..جلس ذاك و بجانبه أخته بكرسيها.. خجلت أن تقترب وبقيت واقفه بعيدا نسبيا ..
مر أحدهم بالقرب منها حدث أحدهم معه وهو يحدق بها بتوهان ..."ياوجه الله ياشفايفها ..."كان همسه اقرب لها من ذاك لكنها لم تعره اهتماما ..
:
:
أتسعت حدقتي ذاك حنقا ...أمرها بحزم ..."قربى تعالي أجلسي هنا ...."قالها وهو يشير على الكرسي الفارغ أمامه ...
أمتثلت لأمره بهدوء ..ألتفتت لأهداء مبتسمه لقربها ...
تأملها للحظه ..و أخيرا هناك احدهم يخرج صغيرته من قوقعتها التي حبسها مرضها بها ...فسرطان الدم لم يجعل لها من طفولتها متعه ..وعاشت أشهر بين سرر المشافي والمطارات وجلسات الكيماوي الحارقه ...
:
:
الصغيره الغريبه تزرع السعاده بطريقه فريده في قلب اخته ومحياها ..
لكن هذه الصغيره أمانه أيضا ...مع كل القصص في حدقتيها الرماديه ...
مع كل حزن يجره رمشها في سرحانها الغير مقصود ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تشعر بذاك الرعب من الطائره الا بشيء من رعب البعد عن ابيها جذورها الجديده التي لم تعهد حنان مننقبل ولا اهتمام سوى منه ...
قضين اول يوم في الشقه الفخمه المملوكه لهم لكثرة ترددهم على مدينة الرياض لعلاج الصغيره ..كان يوما جميلا وسعيدا وقد تشاركن السرير الضخم سويا ..
وخلدن الى النوم بعد تهديد أخير من الخادمه بأنها ستفشي سر لهوهن المتأخر الى عمران ..
:
:
تقلبت منزعجه في السرير ..لم تعتد على هذا بعد الا أن الألام اسفل معدتها لم يجعلها ترتاح ...
تسللت من السرير بهدوء الى حقيبتها ..لقد اخذتها في أخر لحظه ..
:
:
تمللت تبعد النوم من عينيها وهي تغسل ملابسها تبعد تلوثها الذي تخجل منه ..فهي لازالت صغير لكن يبدو ان هموم الايام جعل منها انثى ..
و لا زالت الايام تخبئ لها الكثير ...
:
:
:
فتحت باب الغرفه بهدوء ..كان ذاك يجلس في الصاله يخبئ جبينه بين كفه ..وبالكاد همسه للطرف الأخر من الهاتف يصل لها ..
صوته من ذاك النوع الفاتن الذي تسمعينه لرجل في طفولته فيعلق في ذاكرتك للغايه ..
صوته ذاك الصوت الذي جعلك تغرمين بسماع حديث اصدقاء ابيك للمره الاولى ...
رغم صغر سنه انه في الخامسه او الرابعه والعشرين ..الا انه وقور ومهيب ...
رفع عينيه كانت تقف مراقبته بصمت ونسيت غطاء شعرها مرتديه منامه حمراء ...
سكت مستمعا للطرف الاخر وقد تعلقت عيناه بها ...انهى المحادثه ..."انشاء الله يصحى من الغيبوبه ياخالتي ولا عليه خلاف انشاء الله خالي صياف طيب ..وقوي وبيقوم لنا بالسلامه ...."
:
:
:
أغلق سماعه الهاتف كانت تهم بالمرور الى المطبخ سألها هامسا ليطمئن..."أهداء فيها شيء؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي وقد تقوست شفتيها ارعبها احتكاكها به ..مره من جانبها يسد عنها النور الخافت المتسلل من ركن الصاله ..
لا يراها سوى طفله ...ولا تراه سوى أخا لصديقتها المقربه ..
:
:
:
::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت كأم لها ..صففت شعرها الناعم الذي تعشق ..فشعرها الاهوج يسبب لها الارق..
أبتسمت لأنعكاسها في المرأه ..
"أهداء ...؟؟ أشبك ؟؟"
:
:
أبتسمت تلك بحزن ...."انا كرهت المستشفى مالي نفس اروح ابغا ارجع بدر ..بدر مافيها مستشفى و لا مواعيد .."
:
:
الى الأن لم تفهم ما هية مرض صدقيتها الصغيره انها تستطيع المشي لكنه يجهدها ويتعبها و أي نشاط تقوم به تستلقي بعده مطولا بوهن ...
:
:
ألتفتت اليها مترجيه ...."قربى الله يخليكي روحي معاي ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب مصره على مؤازرتها ..."طيب ..."
:
:
ارتجف قلبها لجو المشفى الكئيب وكل العيون الحائرة والاجساد المحترقه من الداخل ..
فالمرض لم يرحم احدهم ..فهمت اخيرا ماهو مرض صديقتها ..
:
:
أستلقت صديقتها على بطنها بعدما غادرها الاطباء ...كلنت تتأمل الغرفه وعيناها تغرق بدموع صمتها المؤلم ...فالمصل يقطع احشائها اشلاء و يجري حِماما مع دمها ...
جلس اخيها بالقرب منها يراقبها بقل حيله ...وهو يمسح على شعرها تاره ويقبل كفها الهزيله تاره ..
نادتها بعينيها المتألمه ....شعرت بقلبها يتفتت لمنظر صديقتها ..أقتربت منها فأبتعد ذاك ..أحتضنتها بصمت ..تمنت ان تدفنها في صدرها او ان تقتسم المرض معها او تحمله عنها ..
:
:
:
:
عاهد نفسه بشيء في صدره ...هذه الغريبه ماهي الا بلسم لصغيرته المنهككه ...فليكن لن أسمح يوما بأن تبتعد عنها ...
:
:
:
:
::::::
::::::::::::::::::::::::
يوم الاثنين الطويل الممل بدوامه ...
كانت قد ارتدت عبائتها وحزمت حقيبتها ...تأملتها معلمتها بشيء من أمومه ...
راقبت تحركاتها الهادئه وابتسامتها لهمس صديقتها الخافت وكأن بينهن سر ...
نادتها ..."قربى ...تعالي ابغاكي ...."
:
:
أستغربت وهي تبعد الكرسي لكي تتيح لها مكان للخروج ...أقتربت متسائله بنظراتها ....
:
:
أمرتها ان تلحقها لمكتبها ..فعلت ما أمرتها والتساؤل يقلب فكرها ..
ادخلتها المكتب واغلقت الباب ...أمرتها بالجلوس ..
جلست تلك وقد دب الرعب في صدرها أن تكون اخطأت ...
أبتسمت لها المعلمه بشيء من تعاطف ...."قربى ...الاسبوع قبل اللي فات لاحظت انك ما مسكتي المصحف...وانتي ماشاء الله بنت كبيرة وحلوة وباين عليكي كل ملامح الانوثه خلاص ...صحيح الترم قرب ينتهي وتبدأ الاجازة وتطلعي بعدها لسنه سادس ...بس ماشاء الله عليكي الله يحفظكي يابنتي انتي كأنك بنت عشرين ...والكل مستغرب منك ...والدنيا مالها امان ...."
:
:
راقبت وجهها المستفهم فأكملت ..."أمك موجوده ؟؟يعني ماجات سألت عنك يوم ؟؟"
:
:
تبدلت ملامح وجهها لشيء من انكسار لطالما شارك ظهوره ذكر امها امامها ...هزت رأسها بالنفي ..."بالبحرين ..."
:
:
سكتت للحظه ثم أكملت ..."أعتبريني هنا ام للجميع يابنتي ...وانا بس بعلمك وبقولك ..انتي ماشاء الله كبرتي بدري وهذا شيء متعب ..لكن انا واثقه انك عاقله وفاهمه وماراح تضيعي نفسك ...صح؟؟فيا حبيبتي من اليوم ورايح حياتك تغيرت وصارت في أمور لازم تراعين الله فيها ..مثلا ماتقابلي الرجال ..ما تتكلمي معاهم او تحتكي فيهم والاهم تتغطي عنهم ....وعشان كذا جبت لك هديه معايه من المدينه ...انا من المدينه مو من هنا وامس خرجت بس عشان اجيبها لك ...."
:
:
:
في الواقع هي تعلم بأنها كبيره ومختلفه لكن مجتمع الصغيرات التي احاطت نفسها به ينسيها كل هذا ...راقبت معلمتها التي مدتها بغرض ما بخجل ...أخذته منها على مضض ...فتحته فأبتسمت لماهيته ...كان نقاب ..يشبه لما ترتدينه طالبات الصفوف العليا في المتوسط والثانوي...
:
:
دمعت عينيها لا اراديا وهي تراقبها ...هذه الصغيره وحيده للغايه وحزينه ...لكنها كريمه ومعطاءه بكل مافيها فقد كونت صداقات كثيره وبات الكثير يذكرها بالخير في حديثه ..
في الواقع بلوغها المبكر هذا اكبر عقبه تواجهها أنثى وهي تحسن التصرف مع هذا جيدا ...
فليكن الله في عون هذه الصغيره...
:
:

::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
نادرا مايسمح لها ابيها ان تزور أهداء في مكانها على الرغم بأنهن يسكن في نفس المحيط ...
كانت تشاركها الحماس فبتن يتشاركن كل شيء وشعور ونشاط مؤخرا فبتن كا الأخوات في الواقع تحسن اهداء وتركها كرسيها ...
لها صدى ايجابي كبير على قربى ..فقد كان عجز صديقتها يؤرقها ...
:
:
سألتها بفضول ..."شفتي خطيبه عمي عمران عند خاله أميمه ....؟؟"
:
:
كشرت تلك ..."ايوه شفتها ...تقهر .....تقهرررر...."
::
ضحكت تلك ..."ياغياره عشان بتاخذ عمي عمران منك ...."
:
:
هزت تلك رأسها بعدم اقتناع ...."لا مره متكبره ونحيفه ...وتخيلي قابلت عمران بقصير وقدام خالتي اميمه وعادي ...."
:
:
أبتسمت بحب .."لا طيبه ...عمي عمران صح مايتكلم وبس رافع حاجبه و معصب ...بس هو طيب والطيب ربي يرزقه طيب ...."
:
:
ضحكت تلك .........."ليش تتكلمين زي خالتي أميمه احسك عجوزة ..."
:
:
كشرت لها ..."أنا عجوزة اصلا ...المهم اذا اشتريتي فستان وريني هو ...انا خلاص برح بيتنا ابوي اليوم العصر مره تعبان ...."
:
:
تذكرت تلك وهي تضع كفها على جبينها كناية النسيان ...."يوه عمران وصى خاله اميمه تشترى لنا فساتين ......."
:
:
اتسعت حدقتي تلك ...."ايش ...أني مو رايحه .."
:
قاطعتها تلك ..."اصلا ابوك اول واحد بيحضر وبتجين معاه وبعدين خاله اميمه اشترت الفستان خلاص ..لازم تروحين قربى انتي اختي ...."
:
:
لامست وترها الحساس ...سكتت للحظه ...."بس اول استأذن ابوي على الفستان ...وبعدين نشوف ...يالله مع السلامه ...."قالتها وهي تفتح باب الغرفه ...
:
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تنزل السلم الضخم في وسط البيت وقد تسرب ضياء القمر المكتمل ليشف حدود اثاث المنزل الهادئ الا من خطواتها الخافته ..
فتحت باب المنزل الزجاجي الاخضر ...اغلقته بهدوء متفاديه ازعاجه ..
اقشعر جسدها لنسمه هواء بارده محمله برائحه الطين اسفل النخلات المعمره .
:
:
عدلت غطاء رأسها واحتضنت نفسها وهي تسلك دربها الى جزء ابيها السكني من المكان ....
توقفت للحظه في منتصف الطريق وصمت المكان من صدى صوت خطواتها رفعت رأسها للسماء ..و ألتفتت للمسافات بين النخيل التي غمرها صدف اكتمال القمر بدرا ...
أخذت نفسا عميقا ...أحست بشوق غريب الى ابيها ...
وكأنها لم تره لزمن طويل ..
وقد كانت في حضنه منذ ساعتان ....
:
:
اسرعت في خطاها للمنزل...فتحت الباب الذي تركه ابيها لها غير مؤصد ..
أطلت عليه كان نائما بكل هدوء وسكينه ..
أستلقت في سريرها القريب منه وهي تراقبها حتى داهما النوم ...
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها فجأه محدقه في الصالة المضاءه ...دخل ابيها الى الغرفه المظلمه وتبعثر النور حوله كان مبتسما ومرتاحا للغايه ..
أمرها "الصلاة وانا ابوك ...قومي صلي ..."
:
:
كان عائدا للتو من المسجد ..
لم ينزع ثوبه كعادته فقط استلى على سريره وقد ترك غترته البيضاء على طرفه ..
صلت ..ومن ثم اتجهت ليه تقبل رأسه ويده وكتفه كما اعتادت ان تفعل كان باردا و ومرتاح الاطراف ...
ابتسم لها ...وهو يمسح على شعرها ...."انا ابوك الطيب يبقى صيته في الدنيا وربي مايضيعه ...واللي يخاف الله الشر يخافه ..عمامك لا استسمحوك في يوم ترى دمهم دمك ..وعمك عمران سندك و رجالك في الدنيا ...وانا ابوك انا ماتركتك مع امك وقلبي مرتاح ...لكن قلت امها ابرك لها من الشايب .. الحمد لله وانا ابوك هذاكي يمي ..وذا مكانك وديرتك ..الحمد لله ...الحمد لله ..."
:
:
رددها كثيرا ..حتى غفى وارتاح ...
لم ترد عليه فقط راقبته بعينان دامعه ابيها اليوم غريب ...
:
:
أستلقت في حضنه مستسلمه للنوم هي كذلك ...أحست بجسدها يثقل ونفسها يختنق...فتحت عيينها ..كانت تشير الساعه المعلقه فوق الباب للعاشره والنصف صباحا ...
اليوم الجمعه وليس من عادة ابيها ان يستغرقه صباح الجمعه النوم ...
التفتت اليه ..تهمس له ..."أبوي ...أبوي ...قوم ..الساعه بتصير أحدعش وانت مارحت الجامع ...أبوي ..."
:
:
قالت كلمتها الخيره بشيء من خوف وخذلان وهي تهز صدره...بلعت ريقها كاد الدمع يعمي عيينها ....أرتجفت اطرافها ..وهي تبتسم بين تقوس شفتيها ..."أبوي ...قوم ...الصلاه ...."
:
:
مسحت على جبينه البارد لم يرد عليها ..
و بدون ان تغطي رأسها او ترتدي حذائها ..او حتى عبائتها التي ابتاعها لها ....عادت للخلف بخطوات متعثره ومن ثم اسرعت خطاها راكضها لملجأها الوحيد ....
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كان واقفا أمام المرأه يغلق كبك ثوبه ..مد يديه كي يعدل من اشتداد الثوب على صدره ...سرح للحظه في هديتها ..
لا يصف مشاعرها اتجاها ..
ولكن كما تقول أميمه .."سيأتي الحب بعد الزواج ..وكأن هذا ما يهمه ..كل ما يوده هو أن ينشيء عائله أمتدادا لأسم أبيه ونسله ..
فالحب في مجتمعه غير مطلوب ...
:
:
فتح باب غرفته بعنف لم يعتد عليه ...كانت تلك تقف وقد تبعثر شعرها ودمعت حدقتيها الردماديه فأزدادت حده ...وارتجف جسدها الغض ..كصغير طير تائه ومبلول ...
:
:
:
تلعثمت شفتيها الممتلئه تحارب بكاءها ...."عمي عمران ....أبوي ...أبوي ...ما ..."
:
:
كان تشهق فينقطع صوتها ويتزاحم الهواء الى رئتها ...لم ينتظرها لتبرر او تشرح ...وهو يركض الى خارج غرفته مسرعا ...
:
:
أبوها ...انه صلته الوحيده بعهد ابيه القديم ...فهو صديقه ورفيق دربه ومودع اسراره ...
:
:
حتى وان كان خادمه الوفي ...كان صديقه وقد وصاه ابيه به خيرا ...
:
:
من عنفتهم الحياه لا يثقون بالسعاده الدائمه يوما ..
:
بسيطي الحال ..بسيطي المطالب ...هم من تطحنهم الرحى ...هم لاغير ...
:
:
:
::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت هذه ولله الحمد مقدمه لروايتي "أسمتني أمي قُربى ..."
:
:
واليوم هو موعد البارت الاول ...
هذا وقد تأجلت رواية " العشق أنفى للعشق " لما بعد رمضان انشاء الله وانا في اصرار لأكملها ...وقد انحذفت مرتين من لاب توبين ...و الأن اكتبها للمره الثالثه وحرصا مني لأن تخرج كما يجب فأنا لن أكملها الأن ..
انا لم اخسر رواياتي فقط بل خسرت كل بحوثي ورسالة تخرجي وتعب خمس سنوات دراسيه ...وهذا ضد حرصي لكن الحمد لله ولكي نتعلم الا نؤجل الامور ..
:
:
أفقتدتكم لا حرمني الله اياكم ..ولا حرمنا تواصلنا ....وعد ووعد الحر دين كما اكملت هن لباس لكم بعد سنوات انقطاع أكمل العشق انفى للعشق ..
وستكون جميله تليق بمقامكم...





والحمد لله رب العالمين...

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة bluemay ; 18-10-15 الساعة 08:21 PM
عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسمتني, قربى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-11-16 10:35 PM
Untitled document This thread Refback 31-05-16 02:16 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ - Rocket Tab This thread Refback 26-04-16 08:37 AM
ط§ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ ط؛ط±ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 21-04-16 06:56 PM


الساعة الآن 01:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية