لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-15, 01:50 PM   المشاركة رقم: 411
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

بسم الله الرحمن الرحيم ...
به تعاسة وانتكاسة به ظلامٍ مايمانع........ يقتل اخر ضي فينا وشمسنا تنسى الطلوع..
به كاءابة به سحابة غيثها دم ومدامع....... به مهانة واستكانة به مذلة به خضوع..
:
:
:
الجزء العاشر ....
:
:
شعرت بالحر..وشيء من رطوبه ..فتحت عينيها بتعب الغرفه كانت مظلمه الا من انعكاس ظلال قضبان النافذه متأثرا بالضوء خارجا ..
صوت دعاء مابعد صلاة التراويح يصل اليها متقطعا من منبر المسجد المجاور ..الستائر البيضاء العملاقه بقماشة المخرم ..تحركت بكسل متأثره بنسمات رطبه ..
:
:
تنهد وهي تجلس بكسل ..لمست جبينها ..كانت الحمى قد أختفت ..الا أن شعور الهبوط لازال يعتريها ...
وقفت بكسل وخطوات متعثره ..أتجهت الى دورة المياة فتحت الاضاءة ...نظرت الى ضمادات قدميها بتعب ..بالكاد تستوعب اين هي ..
فتحتها ...غضنت جبينها وهي تنظر الى الجروح التي التئمت جزئيا ..رفعت شعرها الاهوج عن ملامحها ..نظرت للمرآه مطولا بفكر خالي و عاجز ...
توضت لتصلي العشاء ..الا ان جروحها المتها ...فتحت خزانة المغسله ..كانت مليئة بمستحضرات شخصيه لم تستخدم بعد ...أخيرا وجدت علبة ضمادات طبيه ...جففت قدميها وغطت جروحها التي التأم بعضها بالضمادات ...
:
:
عادت لتبحث عن سجادة في الغرفه ..كانت على غير ماتوقعت آهله للسكن ..وجدت سجادة ورداء للصلاة في الصالة ...
صلت ...دعت الله كثيرا ...ثم جلست في مكانها تتأمل الفراغ ...في الواقع الفراغ داهم داخلها و أتسع ...
:
:
أختل توازنها وهي جالسه ..تشعر بنبض قلبها في رأسها ..نظرت الى طاولة الطعام التي تغيرت الوجبه التي كانت عليها ..
ولازالت قارورة الماء تحتفظ بتجمدها ...التفتت الى الطاولة الاخرى امام الشاشه ..قهوه عربية وقطع حلوى ...
وقفت تنزع شرشف الصالة ..وهي تشد القميص الرمادي للأسفل بملل..أخذت دوائها ...أتجهت الى طاولة الطعام وهي تقرأ تعليماته ...
لمست صدرها بألم ..تشعر بأن نفسها أصعب ماتقوم به ويجهدها للغايه ...نظرت للأطباق أمامها ...
انها جائعه للغايه لكنها لا تقوى على الاكل أبدا ..غصبت نفسها ..أخذت دوائها ومن ثم عادت الى الغرفه ..
أتجهت الى النافذه ..سرحت للحظه ..أبتعدت وهي تغلقها بعدما رأت سيارة تهم بالدخول للمكان ..
:
:
ماهذا الشعور الغريب الذي يعتريها ...وكأنه كل شيء قد انتهى وضاع ..وضاقت الدنيا ..ولم يبقى سواها ..
حتى ابيها لم تعيد تريد لقياه فهو سبب كل ما تمر به ..شعور مؤلم هو العجز ..و أن تشعر بأنك عاله على أحدهم ..
:
:
فتحت تيار الماء الحار وهي تنزع ملابسها ..تمددت في المغطس ورفعت ساقيها على حدوده الرخاميه حتى لاتبتل جروحها ..
راقبت الفراغ وهي تغمض عينيها ...فتحت عينيها عندما ارعبها شعور الوحده انهت حمامها سريعا ..
فتحت فرشاة أسنان جديده ...رفعت عينها للمرآه كان يوجد خلفها معطف استحمام ...تنهدت براحه اخير ..
أرتدته ومن ثم خرجت ...كانت تجفف شعرها وهي تستكشف المكان حولها ..اذا هكذا يعيشون اصحاب الطبقه الفارهه ..وهي التي عاشت في الجانب الاخر من جده ..حياتها كانت اصعب من أن تتخيل حياة امثال هؤلاء ..
:
:
وصلت اخيرا للخزانه ..فتحتها ..على غير توقعها لم تكن خاليه ..كانت هناك منامتين بقصة كلاسيكيه وحريريه ..واحده سوداء والاخرى بيضاء ..ومعطف نوم قطني أسود ..
نظرت لعلامة المحل الذي لم تعرفه حتى عملت في وظيفتها التي لم تكملها بأسعاره الناريه بالنسبة لها ..لماذا هي هنا ...؟ أ هي لأحداهن ...؟؟؟ماذا هل اعتاد هذا المتعجرف استضافة النساء....؟؟
:
:
سحبت البيجامه البيضاء ...كانت لازالت تحمل ورقة السعر ...اذا هي ليست لأحدهم ..لبستها في مكانها ..نظرت الى المرآه ..يالملامحها المرهقه ...
في الواقع متى كانت مرتاحه ؟؟...
:
:
لاتعلم شعور بالراحه غريب غزاها ما ان اقصت متعب من تفكيرها ...ان كانت تريد العيش ببال خالي كما تمنت ...فلتقصي احزانها كما اعتادت ...لم تكن حياتها مع ابيها جميله او مريحه ابدا ...لكنها كانت ما ان تضع رأسها على الوساده حتى تقصي احزانها وهمومها ...وتغرق بخيالات جميله فتستيقض اليوم الآخر بمزاج أفضل ...كان هذا روتينها لتعيش...هنا ايضا ستطبقه ..لكن الفرق هنا بأنها محاطه بحياة فارهه ...
:
:
:
خرجت الى الصالة ..جلست امام التلفاز ...بتسمت لمنظر القهوه ...ياه لم تشربها منذ زمن بعيد ...سكبت لها فنجان ..تنهدت لا اراديا عندما عمت رائحتها الزكيه المكان ..
:
:
فتحت الشاشه التي كانت تبث قناة ما ..مملة وكئيبه وغطت الشاشه بأرقام غير مفهومه ...بحث عن قناة القرأن الكريم..
وجدتها اخيرا ...تأملت الحرم المكي بحب ..فهوايتها هي تأمل المصلين المكتضين فيه ..بحكاياهم وحزنهم وأمالهم...
:
:
في منتصف الصالة بالقرب من طاولة الطعام كان هناك باب ....أتسعت حدقتيها وهي تراقبه يفتح بهدوء ...
تنفست الصعداء عندما دلفن الى المكان خادمتين ...واحده همت بترتيب المكان ورفع السفره بأعتياده والاخرى اقتربت منها بأبتسامه ..."مدام ...يبغا حاجه ...؟؟أش يبغا سحور ؟؟في حاجه ناقص في غرفه ....؟كم مقاس أنتي ؟؟"
:
:
تلعثمت للطفها وكمية أسألتها ....ماذا هل تقصدها هي ...كانت تلك لاتزال تراقبها بأبتسامه وقد فتنت لملامحها العربيه البحته ...
استوعبت ...."آآ ....أم ..مقاسي ...؟؟ليه ...؟؟"
:
:
أجابت تلك بنفس لطفها ..."ما يبا ملابس ...انا لازم بكرا روح سوق ...اليوم انا بس جيب بيجامه عشان مافي وقت ...."
:
:
تنهدت وهي تبعد نظرها للخادمه في الخلف ...."لا شكرا ....ما يحتاج أنا قريب أمشي من هنا .."
:
لازالت تحافظ على ابتسامتها ...وبنبرة تخيب أملها ..."لا باقي شهر ..مستر متعب يقول ضروري ..."
:
تأففت بحنق وهي تهمس ..."متعب ...."
:
:
الحت عليها ..."كم مقاس؟؟.."
أجابت هامسه بعدم رضا ....."38 او 40 ...".......ومن ثم جاوبتها باقي اسئلتها على مضض..
:
أتجهت تلك الى الباب ..."شكرا مدام ....أنا أيجا ...مديرة بيت مستر متعب ..أنت يبغا اي حاجه ..دقي تيلفون رقم 1 أنا ...رقم 2 غرفه مستر متعب ...رقم 3 غرفه مدام نوف و مدام عنود ...شكرا ...."
:
أستوقفتها ....."معليش بس شنطتي ما ادري وينها ..؟؟"
:
"حاظر مدام أنا دحين يشوف ..."قالتها وهي تخرج لتغلق الباب خلفها ....تأملت مكانها الخالي ..أ هذه خادمه أنها انيقه أكثر مني ..؟؟ ألتفتت الى الهاتف بجانبها ...اذا هذا بيت عائلته ....؟؟لا افهمك ابدا ايها الغريب ...
:
:
في الواقع ياجليلة ...عندما تمعنين التفكير ...أنت مضطره له ...لكن ما معنى اصراره هذا ..؟؟
:::::
::::::::::::::::::::::::::
:
:
تبقى القليل عن صلاة المغرب ...جلست على الاريكة المعلقه وقد هدئت حركتها ...تأملت الغروب الحزين ..ولمعان سعف النخيل متأثرا بانعكاس الشمس الاخير لهذا اليوم...
:
:
على غير عادتها كان وجهها اليوم شاحبا ..ولبست فساتن اسود بقصه واسعه ..وتركت شعرها على طبيعته ...
التفكير يقودها الى طريق مسدود ...هي من يحتمل العتاب فهي التي رضيت ان تكون بهذا الوضع ضنا منها بأن كل ابناء عمومتها رجال ويشد بهم الظهر ..نوع من الاعتزاز الاحمق ..
:
:
أبتسمت وهي تقترب منها ....وبنبرتها الحنون ..."خير يانصرة ؟؟أشوفك اليوم تعبانه .."
:
:
جاوبتها تلك بعد شرود وهي تلتفت لها بأبتسامه شاحبه ...."لا ياعمه منوة ...مافي شيء ..."
:
جلست بجانبها وهي تلمس فستانها .."نصرة اللي اعرفها لا يمكن تلبس واسع ...الا أذا ..."
:
نظرت لها نصره بعينان تخفي حزنها ....أتسعت حدقتي عمتها ...."نصرة بنتك عمرها سنتين ...مو معقول .. أرحمي نفسك ...يكفي الثنتين ما بينهم الاسنه وكلهم قيصري نسينا كيف تعبتي المره اللي فاتت ..."
:
:
نفثت تلك نفسا متعبا ...."مو بيدي ياعمه ..والله أخذ مانع ..بس مدري كيف ..يعني خلاص بنمنع اللي كاتبه ربي....."
:
:
تنهدت عمتها يالنصرة المنيعه العنيده ...."ونعم بالله ...."حاولت أن تغير سير الحديث ..."في أي شهر ؟؟"
:
:
وقفت وهي تعدل فستانها وتحمل شالها الحريري عن الكرسي ...."قبل أمس خلصت الثاني ..."
:
عمتي تعاتبني خوفا على صحتي ...بينما انا احزن على طفل قادم أربيه وحدي ..أبتسمت لأبنتها الصغرى بالقرب من الباب وهي تحملها لتقبلها ..ألتفتت خلفها لعمتها التي راقبتها بحزن ....
:
:
وكعادة نصرة التي تحمل مسؤولية الجميع ....."وردة خلصت كل شيء ...لأني كلمت الكوفيره ان شاء الله تنزل من المدينه يوم الزواج ..لو ناقصها شيء انزل المدينة معاها ...."
:
:
أبتسمت لها عمتها بحب ...."لا ياروحي كملت كل شيء بس عاد الكوفيرة والنقاشه هي قالت على نصرة ..."
:
أبتسامه غمرت محاياها الجميل ....وهي تتناسى حزنها ...."ياروح نصرة هي الله يتمم لها على خير ..."
:
:
تأملت مكانها الخالي ...آه يانصرة ....تنشغل بحياة الكل ..وتحاول قدر المستطاع الا تقصر مع احدهم ..لتخفي حكياة قصتها الوحيدة الحزينه ...
:
:
دخلت الغرفه المضاءة جزئيا .اليوم خرجت تلك من العناية المركزه ..لاتعلم بأي وجه ستقابلها ..لكنها كما أمها تخاف عليها وتحبها ..
أن الله لم يهبها الا وليد ابنا ...لكن بخوت بالنسبه لها اكبر من ابنة وصديقه ..فقد كانت معلمتها في الماضي وشهدت على كل مأسى حياتها ..
:
:
كانت تلك تستلقي على ظهرها ...وقد وضعت جبيرة يدها على صدرها ..وتأملت الفراغ وقد بدأت كدمات وجهها تبهت ...لكن ملامحها الجميله الحاده بهتت معها أيضا ..
:
وقفت بالقرب منها وهي تقبل رأسها ...وبحنانها المعتاد.."سلامتك يابخوت ياعمري....."..
الصمت أعترى تلك والكثير من النكران فما مرت بها لم يكن سهلا ومرت به وحدها ....مهما كان انه ابنها....صدت بوجهها الى الجهه الأخرى ...
:
:
ألمها مافعلته ...."كذا يابخوت ماتردين على عمتك أميمه ....سامحيني يابنتي اللي حطيتك في هذا المكان ماكنت قد الأمانه ...."
:
أخذت تلك نفسا عميقا وقد ترقرت عينيها دمعا ..ألما وحسرة ...وحده ..وضعف ..همست بتعب وصوت مبحوح ...."مسامحه ياعمتي ....لكن حسبي الله ونعم الوكيل ...."
:
:
بالكاد ميزت ماتقول بين همسها ....تنهدت وهي تضع يدها على كتفها ....والكرامة والحمية أخذت منها مأخذا ...."يابخوت ...قولي لي أيش يرضيك ....وانا يابخوت والله ألبيه لك من عيوني ..."
:
:
تأملتها بنظرات فارغه ...ومن ثم همست .."الطلاق ..."
:
هزت تلك رأسها بايجاب ...فرحا بحديث تلك معها ...."حاظر ...مايصير خاطرك الا طيب ..."
:
رفعت احد حاجبيها وهي تعض شفتها ...."عمه ....الطلاق ...بائن خلاص ماعاد يلزمني من وليد شيء...."
:
:
دمعت عينا تلك ..تكره ما وضعها ابنها به ...."حاظر ياروحي انتي ...والله يطلقك غصبا عنه كمان ...."
:
تأملت الالم والصدق في عينها ..."أبغا جوال بكلم عمتي ..ماعاد لي قعده في بدر ...."
:
أتسعت حدقتي تلك ...لاتريد للفراق ذكرا ابدا ...."بخوت ..ياعمري انتي يابنتي ..عدتك خذيها في بيتك ...وبعده تروحين لعمتك ...يابخوت لو علي ما ابغا فراقك لحظه يابنتي ...."
:
خانتها دمعتها وهي تنحدر لامعه فوق خدها ببقعه البنفسجيه المتقطعه ...."ياعمه مالي رجعه لبيت وليد ابدا ...."
:
حاولت اقناعها ...."أنتي ذحين تعبانه ..خلك عندي مرتاحه والله اخدمك بعيوني ...والله يابنتي الدنيا بدونك ماتسوى ..وبعدين منين جاه بيته ..هاذا بيتي ورثته عن ابوي وصلحوه لي عيال أختي واخوي ..ولا هو وابوه ماعمري شفت من وراهم خير ...."
:
:
وليد لم يعد الى أمه الا بعدما تزوج أبيه من زوجه أخرى وكثرت خلافاتهم الحمقاء فطرده ابيه ولم يجد سوى أمه ملتجأ لكنه قد تصبغ بطبع ابيه حينها ....ولا امل من رجوعه أبدا ...
:
أخذت نفسا عميقا ...وبلا أمل ..."ياعمه بتفضليني على ضناكي ...شهر ...شهرين ...سنه ...بس أخره ولدك وانا بنت الغريب ...."
:
:
أتسعت حدقتيها توقف دمعها وهي تقبل رأسها وكتفها وتمطرها بقبلاتها ...."يا بخوت أنتي ابر منه فيني ...وتحسبيني ما اعرف لمن بترجعين ...اتخلى عن وليد الف مرة ولا ترجعين للي كنتي فيه ..."
قالت جملتها الأخيره ببطء مُصر حتى تتفهم تلك مقدار مصداقيتها ....
:
:
لاطاقه لها للنقاش أبدا ...لكنها ولاول مره تتمنى ان لا تغادر المشفى أبدا ....يبدو بأن هذا الحديث لن ينتهي أبدا ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
مر أسبوع هادئ من أحب الشهور الى قلب كل مسلم ...والحياة رتيبه تمر ببطء مؤلم لولا جمال وقع هذا الشهر على قلوب عبادة ....
:
:
لم تصنع اليوم سوى صنفين ...فلا يوجد ماتصنعه ...حتى انها انفقت أخر مافي محفظتها وهي ترسل سليم الى بقاله قريبه ..
نظرت الى ساعتها لم يتبقى عن الاذان سوى ربع ساعه ....مدت السفره بترتيب وهي تعود الى الغرفه لاتود ان تقابل احدهم أبدا ...بل انه يوم جميل هذا الذي يخلو من مصادفه مع ماجد الاحمق ...مدعي التدين ...وعمها غريب الاطوار المقصر بكل شيء ...لولا سليم واحلامها لاتعلم كيف كانت ستعيش هنا حقا ...لكنه أكرم لها بملايين المرات من العيش بدلال في بيت ذاك ...
:
:
دخلت عمتها مستغربه ...."قربى مو مقابله أحد ...؟؟"قالتها وهي تنظر الى كأس الماء وبضع تمرات وضعتها امامها وهي تفتح مصحفها ...
رفعت عينيها بملل ...."مالي نفس اقابل أحد يا عمه بالمره ..."
:
وقفت أمام المرآه وهي تفتح لفافات شعرها القديمه ...وتضع من عطر قربى الذي تملكته منذ أن اتت تلك ...."قلت يعني تغيرين ...بس بكيفك ...."
:
:
نظرت لانعكاس تلك في المرآه وهي تحدق في مصحفها بشرود وقد جمعت شعرها الفاتح بعشوائيه ...واحمرت خديها من حرارة المطبخ ...بجمالها الصارخ هذا في أشد لحظاتها ارهاقا ...
نظرت الى نفسها في المرآه لقد ذبل جمالها وشبابها من شدة قسوة حياتها ...رفعت عينيها لها وقد شعرت بنظراتها ...عينيها ...يا الله ...رماديه ..كلون الحزن والفراغ تماما ...
خرجت من الغرفه وهي تلتفت لها ...."سمعت صوت الباب ...."
:
:
اليوم سيفطرون صديقات عمتها هنا ...للمره الاخرى يدخل البيت احدهم ..بعد خالتها اميمه ...آه لا تريد تذكر احدهم من حياتها الماضيه ابدا ...
فهمي من طمرت أمها منذ زمن ...ستتذكر غيرها ....عليها ان تتحلى بالقليل من الانانيه هنا ..لقد استغنى عنها الكل ....لا وقت للغرق في الحزن على مافات ..عليها ان تتعلم كيف تعيش صامده ..فلو التفتت الى الوراء هناك الكثير لتحزن عليه...
غيرت رأيها وهي تقف و تتناول منشفتها ....أخذت حماما سريعا ...ومن ثم ارتدت فستان قد أحبته منذ اول لحظه ابتاعته ...بقماش لاصق وقصه صدر واسعه ..طويل وضيق وتفضح فتحاته ساقيها ...
لازال شعرها مبلولا ...جففته بسرعه فكون هاله ذهبيه حولها ....وزعت سيروم الشعر عليه بسرعه ....أخذت أحمر شفاه غامق بعشوائيه بين مكياجها ..وضعته ..لم تحتاج لمستحضر تجميل أخر ...رشت من عطرها على معصميها ارتدت ساعتها وخرجت ...ما ان دخلت الصاله حتى صدح الجامع المجاور بأذان المغرب ....
ألقت السلام وجلست ...تجاهلت النظرات الحمقاء المتفاجئه حولها ...
تسائلت احداهن ...."ما شاء الله يا هيا ...من القمر هاذي ...."
:
:
رفعت عينيها لعمتها تراقب ردة فعلها ....سمعت همسات حول لون عيينها الاكثر من غريب ....بررت عمتها وهي تمد احداهن بالطعام ....."قربى بنت اخوي ...."
:
:
استهجان حول اسمها وغرابته أضافت اخرى متعجبه ....."ماشاء الله لسعد بنت ...."
:
عندها نطقت تلك بنبره حديثها الجميله ....."لا ...بنت محمد ....توني اجي من بدر لبيت عمتي مابقى لي من اهلي غيرها ...."
:
:
قالتها وهي تنظر لعمتها رافعه احد حاجبيها ..لماذا هي لئيمه ودفاعيه لهذه الدرجه بنظراتها ...أبتسمت عمتها على مضض ...."اهل مالنا الا بعض ....بعدين قربى والله سلتني بدال وحدتي ...."
:
:
بوقاحه اضافت احداهن ...."جالسه معاك على طول البنت ...."
:
عندها ملت قربى من سطحيه الحديث وهي تستأذن لتقف ...صمت الكل عن اي قول وفعل وهم يراقبون خروجها ....
"والله يا هيا ...انتي ماتخافين تحطين هاذي مع عيالك في نفس البيت ..."
:
كرهت تلك الحديث عنها حقا ...."يعني الله يصلحك ماجد اللي يخاف ربه و ما يرفع عينه لاي مره ...بطل فيها ...."
:
"الخوف موجود اثنين شباب بنفس البيت ولا بينهم لازواج ولا ملكه صعبه ياختي والله ....بنت اخوك انتم اولى فيها من الغريب زوجيها ولدك والله انها ملكة جمال سبحان اللي سواها ...ماتدرين من اي عرب جايه "
:
تشاغلت في طبقها بشيء من غيره ..."امها عراقيه ...وجدتها سمراء ....وبعدين ماجد ولدي وحيدي ماني غاصبته ينقي على كيفه ...."
:
:
"صراحه الرجال اللي يشوفها مايرضا بغيرها ...الناس اللي مثلها جمالهم يخوف ...."
:
اضافت أخرى ..."هاذي مالها الا حلين ....تنقبر بالعنا ...ولا تاخذ لها امير ...ماتقدر تاخذ امير أكيد ...لاترضا بزي الرجال اللي حنا ماخذينهم ....يا بيجننها يا بتجننه ...لو اني رجال ...وهاذي زوجتي ...والله للهوا ما اطلعها ...."
:
:
تنهدت عمتها وهي تحدث نفسها ...كانت تعيش لدى عائلة أمراء قبيله ونبذتهم ...لتعيش قليلا في عناء معيشة عمتها ....لن تضرها ...
:
اخر من تحدث من كانت بجانبها ...."هيا ..خذي بالك اقول لك بس ...البنت ذي نظراتها تخوف ...ابعدي عنها ...واضح انها مو خاليه ..."
:
:
ضحكت ابنة احداهن ..."يا خاله الله يصلحك ..انتو اش فهمكم بالجمال ....مو عشان اول مره تشوفين وحده عيونها كذا تقعدين تشكين....تصدقون خاله أم حلا ..لو شافتها ماراح توفرها ....اقلكم بس ...."
:
:
رفعت هيا أحدى حاجبيها وفكرة جديده تتولد في ذهنها لمصدر دخل جديد ...فماجد مدلل وعاله ..وسليم علاجاته تكلف الكثير وسعد بخيل احمق ...بالكاد الضمان يغطي احتياجاتهم ...
:
:
:
:::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
اليوم كان تجمع العائله للفطور في منزل جدها الكبير والغائب يطاله اللوم والعتاب فهذا روتين اجباري كل نهاية اسبوع ...
اما بقية الايام فالباب مفتوح للجميع ...أسبوع فقطا لها هنا ..كان كفيلا بأن تمتلىء خزانتها في الغرفه التي خخصتها لها جدتها في الدور الاول بالقرب منها ...تلقت مقدار من الهدايا ...كفيلا بأن يغطي حياتها كلها ...معضمها كانت ثمينه ولا تقدر من جدها وجدتها ...حتى ابناء عمومتها اهدوها ولم يقصروا معها ...
:
:
كانت ترتدي تنورة رماديه في نصف ساقها وقميص وردي ...وتركت شعرها الاحمر حولها وقطع ذهب بسيطه بالنسبه لما تلقته .....كحل وروج أحمر صارخ ...كانت تهز ساقها بملل و وهي تلعب بشعر "في" التي نامت على رجلها رفعت حدقتيها العسليه الفاتحه مره أخرى للتى كانت تجلس امامها وتفتعل حركات طفوليه لتغيضها ....
:
:
رفعت احد حاجبيها لمدى تفاهة تلك ..عدلت غطاء الصغيره الصوفي ..ومن ثم أخذت هاتفها التي اهدتها اياه نصره .....فتحته بملل وهي تعاود قراءة وردها من المصحف ....
:
المكان مكتض تماما بنساء العائله واحاديثهن المختلطه ...هذا اكبر عدد من النساء تراه في مكان واحد .....وهي لاتشعر بالالفه بأبتعاد عمتها منوة او نصرة او جدتها ...
:
:
كانت بالقرب من الباب عندما دخلت نصره مبتسمه ...تغطو ياللي تتغطون ...جدي وابوي بيدخلون ...."
:
:
أبتسمت جوزيده ...فأجمل لحظات يومها التي تكون بالقرب من جدها ....رفعت رأس الصغيره ووقفت ...راقبتهن يرتدين براقعهن البدويه التي لا تفارق ايدهن والطرح السوداء على اكتافهن دوما ...
كانت اول من يستقبل دخوله قبلت جبينه وكتفه ويده ....أبتسم لها بحنان ...
هي فقط من يخصها بهذه الابتسامه ...و كأنها حلمه الذي فقده يعود بين حطام السنين ..
:
:
عندها اضافت نصره بفخر وهي تنظر للخارج ...."يابنات مهاب بيدخل ...يبي عماته وجدته ...."
:
:
التفتت حولها بهلع ...انها لا ترتدي مايرتدون ...بسرعه جرت ظرفه الباب من يد نصرة وأختبأت خلفها ...
:
:
ضحكت جدتها لمنظرها ....."الحضريه ...ماتعرف لسلوم اهلها ...."
:
أبتسم لضحكة جدته ..قبل رأسها ...وتبادل السلام مع عماته اللاتي أجتمعن حوله ...فمعد ومهاب حقا لهم قدر كبير ومميز في هذه العائله ...
:
:
لمست جدته خده بعتب ...."ليه ياوليدي ..أشوف معد من قطر يتعنى لي ....اكثر من ما اشوفك ..."
:
:
أبتسم لها خجلا من لطفها ...."ياميمتي ماحلفتيني ...والله مشغول ....هذاني ها جايك من الدمام ..والله العصر بكرا عندي أجتماع ...وقلت عيب ماقمت بواجبي لبنت عمي ولا باركت لجدتي ....مبروك ياجده ...."
:
قبلت ساعده كانت لا زالت جالسه وهو يقف بالقرب منها وقد اجتمعوا عماته حوله ...."حبيبي الله يبارك لك بأمتنان ان شاء الله ..."
:
:
راقبت ردة فعله وهي تتأمله بتملك ...."أمين .."بين سير حديثه ظهرت اعتياديه ...أكمل بحب لها ..."وعسى الله ياجدتي مايحزنك بيوم ..ولا نذوق زعلك بعدها ابد ....قرت عينك ..والله يحفظها ويخليها ويستر عليها ....ولاتفارق لها غالي بيوم ابد قولي أمين ..."
:
:
جده كان يراقبه بفخر لا مثيل له ...فهو من رباه ولا يعزي نجاحه لأحد غيره بعد رب العالمين ....نصرة ومهاب ومعد ماهم الا ابناءه وليسوا احفاده ...شاركه الجمع قول كلمته .."أمين يارب ..."
:
:
ألتفتت لنرصه الضاحكه في أخر الصالة وهي تحدث أحدهم خلف الباب...
:
:
أبتسمت لضحك نصره وقد احمرت خديها خجلا ...."نصره بالله مافي شيء يضحك ...."
:
لم تتمالك نفسها ..."كيف اقوله يطلع يا بنت ...هذا شيء متعودين عليه ...من الان تعودي تمشين بطرحتك ..."
:
:
دمعت عيينها .....وهي تسمعه بصوته الرجولي يسأله ....."وينها بنت عمي ...نبارك لها ..."
:
:
كان يتجه الى الباب عندما اقتربت تلك منه ...بادلها التحيه كأنه يبادلها مع اي من بنات عمومته ...
حنقت لفعله ....وهي ترفع عينيها له بحالميه وابتسامه اصطنعتها ....فقط ليكون منظرها مغيضا لمن حولها ...
::::
:::::::::::
ترجت نصره بعينان دامعه ..."نصره لا يكلمني والله مقدر ارد ....بالله نصره مقدر اكلم جدي زين ...اكلم ولد عمي ...."
:
:
ابتعت نصره ضاحكه ..."مالي شغل تفاهمي معاه ....بعدين يزعل حنا ماعندنا كذا بين بعض ...أخوك ذا ..."
:
:
مع اقترابه ..اخرجت تلك يدها تجر نصره بقل حيله .....ضحك لفعلتها الطفوليه ....وهو يجر نصره ليحتضنها ....
رغم المسافه والباب بينهم الا انها اختنقت برائحه عطره الرجوليه القريبه ....
:
:
سمعت صوته يتوجه لها بالحديث .."سلام عليكم ...شلونك يابنت عمي ...؟؟عسى مرتاحه ؟؟ما ناقصك شيء ...؟؟"
:
:
لا رد منها ..أبتسمت نصره له وهي تهمس ..."تستحي ماراح ترد "....أبتسم لأخته التي حاوطها بذراعه ..مع طول نصرة الا انها طفله بجانبه ....همس ممازحها .."أجر الباب يعني ...عشان ترد ..."
:
:
اقتربت نصره من جوزيده خلف الباب ..محاوله اقناعها ..."جوزيده ردي عليه ترى يجر الباب ...دايم يسويها بوردة ...."
:
:
امتلئت عيينها بالدموع قد يبدو الامر لهم روتيني وتافه لكنها لم تتحدث يوما مع رجل ابدا ...هزت رأسها بالنفي ...هامسه ..."قولي له طيبه ...خليه يخرج الله يخليكي توبه اطلع من الغرفه خلاص ....."
:
:
ضحكت نصرة لردة فعلها .....وهي تحادث اخيها ..."تقولك طيبه ...."
:
أبتسم بتفهم ...."الحمد لله على سلامتك يابنت عمي ...من الله على جدتي وجدي بالراحه والله ...ولا اوصيك فيهم ...نقصك شيء زعلتي من شيء انا اخوك الكبير هنا انتي ونصره عندي واحد ....واعذرينا على قصورنا ...مابدر منا ماهو بيدنا والله ...."قالها وهو يرمق عمته علياء بنظراته الناريه المعاتبه ....
:
عضت تلك شفتيها وقد كانت ملتصقه به طوال تواجده ...وهي تتأمل نظراته ..
:
:
تنفست الصعداء بعدما شعرت بخروجه ....و زالت رجفتها ....لم يصف لها احدهم الوضع ابدا ..لم تستعد له ...
عندها جُر الباب منها بقوه ...أغمضت عينيها بهلع ....واحتضنت كفيها ....هدوء عم المكان ...
أبتسم لمنظرها الطفولي .....يالها من جميله ....فتحت عينيها تدريجيا عندما طال الصمت ...كان يقف أمامها ....عاتبته بخجل وقد احمرت خديها وكادت دموع عينيها ان تفضح خجلها ..."عمي سيار ...."
:
:
ضحك وهو يقترب منها ليحتضنها ويقبل رأسها ....."يالخوافه ...ماتردين على ولد عمك ....ها سمعتيها منه يا بنتي لا تخلين شيء يضايقك او ينقصك ابد ..أشري والكل خدامك ...انتي بنت الغالي ...." بكلماته الابويه الحنونه لم تعد تسيطر على دموعها ....
:
:
انسحبت تلك من المجلس لم تقبل حتى رأس أبيها ..معترضه عما يحدث فيه ...هناك شيء يدفعها لكره هذه الوافده الصهباء وامها ..لطالما كانت امتنان محط اهتمام الكل ..والا لمَ يختار ابي "مهاب" لها ...
:
:
بعد السحور كان القليل يجلس في حديقه الجده الصغيره ...نصرة و صديقتها المقربه الجديده جوزيده قد انشغلا بفستان اشترته نصره لأبنتها في العيد ولم يكن كما تتوقع ...وقد اعطتها جوزيده أفكار ...
أتت احدى فتيات العائله الصغيرات وهي تمد جوزيده بحقيبه جدتها للخياطه ...أبتسمت لها جوزيده شاكره وهي تفتحها ....
:
:
عندها اتت الجده للمكان وهي تبتسم لحفيدتها أقتربت منها وهي تثني عليها ...."بنيتي ...الصقره تخيط هدومها بنفسها ....."
:
:
أبتسمت جوزيده لجدتها وهي تقبل يدها ...."قماشك حق العيد ياجده محد مفصله لك غيري ..."
:
:
كرهت عبارات المديح والاشاده التي غمرت المكان راقبت خروج جدتها عندها اطلقت ضحكه مستهجنه ...لتستقل قدر تلك ...
:
من حسن حظها ان صاحبه اللسان الناري هنا لم تنتبه لها ....فلا ردود مسكته بعد ردود نصره ...
:
ضحكت وردة وهي تلعب بخصلات شعر جوزيده الصهباء التي وقع الجميع في غرامها ....."محد عمره فهمني ...الا جوزيده اليوم لمن اندست ورى الباب عن مهاب ...."
:
:
علق الجميع على فعلتها ضاحكين عندها اضافت تلك وهي تراقب خصلات شعرها بين انامل وردة ....."صراحه كانت حركة لفت انتباه مالها داعي ...."
:
:
رفعت نصره عينيها عن الفستان الابيض في يدها لتهم بالرد الا ان جوزيده الهادئه سبقتها وهي ترد بهدوء ورزانه لا مثيل لها ...."لا اطلع قدام خطيبك بدون حجاب أحسن ...أش رايك ؟؟"
:
:
قالت جملتها وهي تأكد بنطقها على كلمة خطيبك ....عندها حنقت تلك لقولها ...فلا رد بعد قولها ...
أبتسمت نصره بتشفي منتصر وهي تعيد نظرها لما في يدها ...لقد وضعت نفسها في موقف أكثر من تافه ..فلا ماكن للأحزاب في عائلتها ....رغم جهدها وامها الحثيث لصنعها ...
:
:
راقبت تشاغل الكل المصطنع حتى لا يخجلوها أكثر بعد رد جوزيده القوي ...وقفت تجمع اغراضها بعنف وهي تخرج ..و وعيد يتجدد بداخلها على تلك الصهباء الدخيله ...التي اكتنفها الك بسعاده مبالغ فيها...انا محط اهتمام العائله ولطالما كنت ...انا المدلله اليتيمه الوحيده هنا ...
مسكينه انتي يا امتنان الحياة تمضي جربي ان تعيشيها ...
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في يدها فستان ابنتها و علبة جدتها الحديده في يدها ....دخلت فكانت عمتها وابنتيها جالستان على سرير جدتها ...
وذاك الطويل ممتد على الارض بتعب بالقرب من جدته ....أبتسمت وهي تلقي السلام رده لها بتعب ....
فتحت الخزانه لتضع مابيدها ...عندها دخلت ابنتها لترمي نفسها بقوه عليه ....تلقفها امطرها بقبلاته ومن ثم رفعها ...."ياحبيبة خالي الصغنونه ...."
:
:
كان كما يبدو مرهقا ومتعبا للغايه ....أبتسمت لها ...."معد تسحرت ؟؟"
:
رد عليها وهو يجلس ابنتها على صدره ويخرج لها هاتفه ....."لا ما ابغى....من سوى السحور ؟؟"
:
كانت ترتب المكان حوله باعتياد ...نهرتها عمتها لحركتها ....لم تهتم وهي تلتف له ..."مين يعني طباخ جدي ....بس في شربه حب سويتها للفطور تبغا احط لك ....كمان سويت كنافه ...شلت لك منها قلت للسحور مايجي انا اكلها ولا اعطيها مهاب ...."
:
:
راقب همس امه ....أبتسم لها ..."تاكلين كنافتي يالدب جيت وخربت مخططاتش ....يالله جيبي لي سحور ...."
:
اتسعت حدقتي امه ..."شوفي العياره ..توني اترجاه ياكل ...مع نصره اللي تدلعه مايقول لا ...."
:
ابتسمت الجده وهي تغلل اناملها في شعره الذي تحولت خصل اطرافه للون الرمادي ..."قلت لكم معد يحب الدلع ....محد دلعه الا هاذي عطلته علينا ...."
:
:
ضحكت نصره وهي ترفع ابنتها عن صدره ...."خلاص بنزوجه ثنتين اجل ....يتناوبون على دلعه ...."
:
:
نظرت امه اليه تراقب ردة فعله ...كانت نظراته فارغه تماما وسارحه وهو يتأمل ابنة نصره بين يدها ....
رفع رأسه لأخته وردة ...جر طرف ثوبها ...."هلا بحبيبة اخوها ...تعالي ...."
قالها وهو يجرها الى حضنه ...أبتسمت خجله وهي تقبل كتفه بالكاد تمنع دموعها فمشاعرها مؤخرا اصبحت جياشه لن تقوى فراق اهلها ابدا ....راقب دموعها ..عاملها كطفله وهو يحاول ارضاءها
:
:
دخلت نصرة وخلفها الخادمة تحمل الطعام ....عندها جلس رفع شعر اخته وقبل جانب جبينها ...."خلاص لا تبكين يابنت ..كل يوم بنط لك ...ومحمد بيطردني يقول بلشنا الشايب ذا ....عندش جدي و جدتي و نصره ...بعدين تنسينا ونترجى شوفتش مع محمد ...هو من الان ذايب بعدين مدري وش يصير "
:
:
رتبت له الطعام امامه ...راقبت خجل اخته ..."كل واترك المسكينه ...كل لا يأذن عليك ...."
:
أخذ الملعقه أكل أول لقمه ..رفع عينه لها ...."نصره ...طبخش هذا ادمان ....سوي كورس لامي ...."
:
:
أتسعت حدقتي امه ...."ولد ....مره انت معطيني طاف ...مستهين بقدراتي ...."
:
ضحكت نصره ...."يحب بطنه الانسان ذا ..متأكده بكرا اقول له مافي اكل ...بيمسح بي الارض تسفيل ...."
:
كان يأكل ...."أسكتي يالدب انتي ...مدري مين اللي يحب بطنه ...نسييينا ...ينصره هااا اذكرش..."
:
أتسعت حدقتيها وهي تعاتبه ...."الله يسامحك يا معد ...كله منك ومن مهاب ..."
:
غضن جبينه يمثل الجديه ...."ايه هو دايم ضعيف الحجه يحمل اللوم غيره ..."
:
امرتها عمتها بضحكه.."نصره بالله انتي اقرب له ...اضربيه هذا ماعنده شيء اسمه مشاعر الخلق ...."
:
أبتسمت نصره ..."خليه ياعمتي ..تنكسر يد تنمد عليه ...يعني بزعل منه ....ادري به معد مايحس بالكل غيره ...فديته أبو عبد العزيز ...بس يجيب لنا ام عبد العزيز أول...."
:
:
أبتسم لها ....وجه الحديث الى امه...."شفتي يمه ....شفتي اول تمدح فيني ترفعني سما ...ثم هه من الطرف تجيب طاري العرس ....مو انتم في الوجه ...ولد تزوج ...ولد عجزت ..عنست مدري ويش ....انا لاطق براسي العرس جيت لزينة البنات هاذي وقلت لها يانصره اخطبي لي مره ذربه مثلش ....."
:
:
أبتسمت جدته وهي تمسح على كتفه بحنان ..."ماعاد في من نصرة ياوليدي ....انا اللي بزوجك خلها علي ...."
:
نظر الى نصره بأبتسامته المعهوده ...."أخر اصدار الدبا ....بس ياجده هه قلت لك ...انقبر ولا اخذ من بنات خالتي علياء ..."
:
:
ضحكت جدته تعاتبه ...."وشبهن بنات علياء مافي اجمل منهن ماشاء الله ...."
:
عندها عارض ..."عاد ياجده ...شوفي ....راحوا ولا جو شيخه الزين معروفه ...."
:
عندها نطقت وردة ببراءه ..."نصره ...جسم وشعر وملامح وكلو ...."
:
صمت الجميع ..لم يرفع رأسه وهو يتأمل الارض مبتسم ....عض شفتيه ومن ثم اعقب...."تخسي الدبا ...قلنا شيخه ..معليه لكن الزين لاا...معرف منهي شيخته ...جدتي قوت ....شوفوا والدليل للحين جدي يقصد بها ...."
:
أبتسمت جدته بخجل وهي تقبل رأسه ....ضحكت نصره ...فقط نصره من يؤيد معد بحديثه دوما ....."صادق معد ياجده ..ولا احد ورث جمالك هنا ...شفي جدي من نذكرك له تنهد ....يالله يارب عقبال معد بالمره اللي تخليه يتنهد كل ماطرى اسمها ...."
:
:
أبتسم وهو يقبل يد جدته ...."اذا هي مثل جدتي ماعندي مانع ....بكرا اخطبوها لي ....."
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::
نظفت البيت الصغير بعدما خرجت أخر ضيفه ...راقبتها عمتها تقب بالقرب من المكيف البني القديم ...وبيدها المبخره ..
:
:
اعادت نظرها الى هاتفها بيدها في ملل ....بعدما انهت عملها بدلت لباسها بقميص قطني متواضع ....وشالها الابيض الكبير ...لازالت تحمله منذ ايام بغداد والانبار ...
:
جلست في ركن الغرفه فتحت شعرها وبيدها فرشتها ...قسمته الى اربعه اقساك كي تصففه جيدا ...
حينها اذاع التلفاز خبر ...."تفجير انتحاري في بغداد ...."
:
التفتت لها عمتها حدقت في التلفارز للحظه ومن ثم همست ...."هاي اشبيهم حتى برمضان ما خزوا الشيطان .."
:
:
أبتسمت لها عمتها بشيء من سخريه..."اشوف العرق طلع ...."...
:
لم تنظر اليها وهي تصفف شعرها ...."ايه عيني هاي العرق طالع طول الوقت مايحتاج ....باين ...."
:
سكتت عمتها للحظه ...."اليوم البنات ماصدقوا انك نص سمراء ....يعني.."قالت جملتها الاخيره بشيء من تنمر....
:
رفعت قربى عينها لها ......تستشعر عنصريتها الحمقاء ..."اشبيهم السمر ياعمه ....لولا هاي السمر مايدخلو الجنه يعني ..."
:
عمتها لاتعرفها جيدا بعكس اهداء الراحله فعندما تنسى قربى لهجه ابيها وتطغى لهجة أمها وحياتها القديمه فهذا يعني بأنها غاضبه للغايه ..
:
:
هزت ساقها و عضت شفتها وهي تراقب جملها بحنق ...."أنا تكلمت ذحين .....؟؟"
:
جمعت شعرها بعشوائيه ووضعت شالها الابيض على رأسها ....."لا سلامتك ...ماقلتي اشي ...بس هالنظرات تكفي ...يعني عمتي سمرا لولا بيضا ان شاء الله من جزر البلطيق ...هاي اسمي واسمك واحد عيني ...فرجاء هالكلام العنصري ماينفتح قدامي مره ثانيه ....."
:
:
تنهدت عمتها وهي تعيد نظرها لهاتفها ....مدافعه .."والله انتي اللي حساسه زياده ...."
أذا تقلب الامر لها ......حتى ان لم تتحدث بجمل عنصريه نابيه ...تكفيها نظرتها الحمقاء لها ...وشماتتها الهامسه ...يالهؤلاء البشر ...وكأن اعراقنا من تشفع لنا عند رب العباد ...
:
:
أبتسمت قربى بشيء من خبث كعادتها قبل ان تقدم على شيء يقتنص لها حقاً ....وبنبرة تدعي الاهتمام البريء....."ماخرجتي اليوم ياعمه ....؟؟لايكون بس صحباتك شغلوك عن التراويح في الجامع ....الله يصلحك كان صليتي في البيت ...يعني الصلاة في كل مكان اجرها واحد ...."
:
:
أتسعت حدقتي عمتها وهي تراقبها بعدم تصديق ....يالهذه التي لاتخنع ولا تنكسر ....من اين اتت بكل هذه القوه وثقه النفس ...
:
نهرتها عمتها تدافع عن نفسها ...."تعبانه اليوم ...اصلا صليت ..." قالتها وهي تخرج من الغرفه بغضب ..
أبتسمت قربى براحه و بهدوء وبراءه جميله وكأنها لم تقدم على شيء ...عندها اتى سليم الى الصاله ...
أبتسمت له قربى ...."سليم تبغا تاكل ...؟؟"
:
هز رأسه لها بالنفي وتعلو وجهه ابتسامه لطيفه وغير واعيه ...."أكلت انا برى ...."
قالها وهو يتمدد في منتصف الصاله ...راقبته للحظه ومن ثم اخرجت مصحفها ...حتى ان كانت ملامحها وعينيها لا يتقبلها ويذعر منها ...
الا انه يحب ان ينصت الى تلاوتها الهامسه ...رفعت عينها لها ...كان منصتا يراقب سقف الغرفه ..ويحرك يديه في الهواء بعشوائيه ..تدل على العوالم الاخرى في داخله ...اغمض عينيه تدريجيا فقد ارتاح لخلد الى النوم ...
:
:
عندها دخل ماجد الغرفه بنظرات ناريه وهو يجره ليقف ...توالت شهقات ذاك المذعورة وهو يقف ...
اتسعت حدقتي قربى وهي تراقبه يصرخ به بغضب عارم غير مبرر........."انت مين قالك تدخل غرفتي ها ....؟"
:
:
قالها وهو يهم بضربه ....عندها وقفت قربى ...وهي تسحب سليم عنه .....دافعت عن هذا المسكين .."أتركه ماسوى شيء ....مايفهم الضعيف "
:
صرخ بها ...."مالك شغل انتي ياقليلة الحيا ....."واكمل بألفاظ نابيه يستحي رجل عاقل ان ينطقها ....حتى ولو كان في اقذر شارع ...
:
:
اتسعت حدقتيها .....لقوله ..."انا اعرف الحيا قبل اشوف وجهك ....أتركه ..."
:
قالتها وهي تدفعه بعنف ليسقط على الارض ....تعثر في وقوفه وهو يراقب نظراتها الساخطه ...لقد انهارت تماما كرامته وقوته المزعومه امام اخيه ...عندها اضافت تلك ...."بدال ماتضربه طالع نازل ..التفت له ..راجع فيه مواعيده ...خذه بيده للصلاة على الاقل ...."
:
:
جمع ماتبقى من هندامه وهو يقترب منها للخروج من الباب مهددا ..."هين ...هين يالمقويه يا قليلة الحيا تمدين يدك على رجال ..والله لولا حرمتك علي لكان ربيتك ...عقابك عند الله عسير ...تحطين نفسك في مواجه مع رجل غريب ...."
:
:
أشارت لها بيدها ولا زالت ملامحها مستصغره ساخطه على مقدار سخافه وجبن هذا ...."روح بس اعلى مافي حمارتك اركبه ...هاي دين هاي لولا أخذ الحوائج وترك الواجبات ...لو بيك خير كان قدرت هاي اللحيه اللى عوجهك ...الله ياخذ وجهك ...."
:
:
انها متحامله عليه وعلى شخصيته التافهه للغايه ....فهو ...لايسلم انسان من قذى لسانه ..و صلته بربه كما يشتهي ..وقليل بر بأمه ...واناني حتى اقصى حد ..كسول ومتحامل على الجميع ...
:
ابتعد قليلا ....وهو يصرخ بها غاضبا .."اسكتي ولا والله لا امد يدي عليك يا....."
:
رفعت حاجبيها ...."اقصها لك قبل تمدها ....عوو اش هالريال ...صير ادمي ..ادمي استرجل ..تصارخ صراخك واصل للشارع على مره غريبه عقولتك ...شوف انا محد يحط راسه براسي تفهم ....خلك ذرب واسترجل ..."
:
:
تجاهلت الفاظه النابيه التي امطرها بها منذ البدايه ..فهي ما اوصلتها لهذا الحد معاه ...اشارت له بيدها ان يصمت ..."عفيه حط لساك بحنكك ...مالي نقاش معاك ...."
:
:
قالتها وهي تجر سليم الى داخل الصالة بينما ذاك لازال يقف في السلم يوجهه لها شتمه العنصري الجاري و الفاظه النبيه ...
:
:
لازال سليم هلعا من ضربه له ....بالكاد عقله البسيط يستوعب كل حدث ....همس بحزن وهو يراقبها ...تعاود فتح مصحفها ببرود ....."ماجد ....يهاوش ..."
:
:
كشرت وهي تغلق المصحف حول اناملها ...."ماعليك منه ...تعال نام ..."
:
:
قالتها وهي تربت على الوساده بالقرب منها ...أبتسم للامان الذي تعطيه ..قربت الوساده منه وعادت الى مكانها .....
انشغلت بمصحفها لم تعلم متى توقف ذاك الاحمق عن اذلال نفسه ...عندها دخلت عمتها الغرفه ببرود ...."خير ؟؟"
:
:
لم ترد عليها قربى أبدا ..قريبا ستعمل وتترك هذا المكان ...لكنها لاتعلم كيف تعود للمدينه لتخرج وثيقتها ...ستضطر الى عمها المادي ...وهي حقا لم يعد معها ريال واحد ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
كانت تغط في نوم جراء اوقات فراغها الهائله....أحست بضيقه وهي تفتح عيينها...تأملت الشاشة امامها بملل ...
تشعر نفسها في عزلة فخمه الا ان عقلها يأبي الا ان ينكر وضعها ...أخذت نفسا عميقا وهي تقف ...رفعت الغطاء عنها ...و بدلت القناه لقناة القرأن الكريم ..رفعت الصوت لتحس بشيء من طمئنينه ...
:
:
انها لاتعلم حتى في اي جهه من جده هي ...ولكن كما يبدو بأنها قريبه من أبحر ..فتحت الشباك وهي تتأمل العشب لامعا في الخارج ...
نظرت الى السماء هل هذا مطر ....؟؟أبتسمت وهي تمد يدها ...التي امتلئت بقطرات المطر ...سمعت صوتا ما ...
أبتعدت وهي تسدل الستار ...أغلقت اضاءة الصالة وهي تتجه الى غرفتها ...الا انها عادت لتنظر من خلف الستار ..كانتا فتاتين ...بالكاد قد تميز ملامحهن ....
في بداية مراهقتهن ربما ....أبتسمت لسعادتهن وحيويتهن فقد مدينها بسعاده غريبه لمجرد مراقبتهم يعيشون طبيعين ...من يواجه المطر ولا يختبىء عنه ماهو الا انسان نقي من الداخل ..أصر ان يلتقي اول القطرات القادمه ليعترضها جسده لا زالت تحمل طهارة السماء ...لم تتسخ من الارض بعد ...
:
:
بهتت ابتسامته وهي تراقبه كان واضح لها للغايه ...أقترب من فتاتيه يراقبهن بأهتمام وهو يضع يديه في جيب بنطاله القطني الاسود ...وقد ابتل قميصه القطني الرمادي والتصق بتضاريس صدره الواسع ...
فتحت احداهن يدها بمرح ...كانت جميله للغايه وشعرها قصير بالكاد يغطي عظمه فكها السفليه وقد صبغته بلون حيوي وارتدت فستان أحمر قصير .....وهي تجري ناحيته ...صرخت ..."بابا شيلني ...."
ضحكت الاخرى وهي تنهيها ..".بنت لا ..بابا صدره يعوره ..."
:
:
الا انه فتح ذراعيه لها ...متى كبرت هذه الصغيره لم يلاحظ ....رفعها بخفه ...صرخت لابتعادها عن الارض كطفله للتو تخطي اولى خطواتها....
رفعه اكثر بخفه وحملها بيد واحده كمن يحمل طفل أستندت على كتفه ...وهي ترتب شعره الذي أبتل ...
:
:
بغبطه راقبت سعادتها وملامح ابيها الجامده وكأنه يفعل امرا اعتياديا غير مليئ بالمشاعر ..وهو يحادث ابنته الاخرى التي اقتربت منه ...
:
لا اراديا أكتحلت عينيها بدمعها ...لا شيء..فقط منظر الابوه ...كم هو عظيم ..للحظه نسيت حنقها على متعب ...أنه أب ...أنه ليس كما خيل لها انسان يعيش بعسكريه ولا يرحم او يفكر أبدا ...
:
:
مسحت قطرات المطر عن محياها وصدرها وهي تراقبهم ...نظرت الى جيب قميصها الاسود حركته حتى تبعد التصاقه المبتل عن جسدها ...
رفعت عيينها فجأة هل رأها ...؟؟كان مطرقا رأسه لابنته وهو يتركها بين ذراعيه لتعود الى الارض ...
:
:
أغلقت الستار بعنف وهي تعاتب نفسها لهفوة تفكيرها الاحمق...ولماذا قد ينظر الى ....؟؟هل يتذكر وجودي حتى ..؟؟لماذا انا غاضبه ...؟؟
متى يأتي أبي واتخلص من كل هذه الغربه ................لطالما كنتي غريبه جليلة ..
عادت الى الغرفه لا تلعم ماسر حزنها وغضبها وهي تندس تحت الغطاء ....ستنام حتى يتوقف هذا الشعور ..
:
:
وضع ابنته على الارض ..وهو يلتفت الى الستار الذي بللته قطرات المطر ....هذه الفتاه قضيتها أكبر من ما يعتقد ..فلا أثر الى ابيها أبدا...
:
لقد خرج من السعودية بطريقه غير قانونيه ...سيكون من الصعب تبرير فعله ...لكن القضايا التي رفعت ضده لربما تساعده ...كيف يفكر هذا الرجل حقا ...؟؟
:
مرؤته تحمله ان يرد لها جميلها ...فأتصالها الناقص ساعده كثيرا ...سنوات وهو يبحث عن خيوط قد توصله لذاك الأثم ...لكن في قانون السعوديه سيلقى ذاك مايستحق فعقوبة جرائمه الاعدام ....
:
:
::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
اليوم اول يوم لها خارج المشفى ....جلست على اول اريكه قابلتها ...ساعدتها الخادمه وهي تعدل الوسادات خلفها لترتاح في جلوسها ...
نظرت في البيت حولها بشيء من ألم ...جلست اميمه بالقرب منها مبتسمه ...الا ان الحزن غطى محياها...
راقبت عمتها بنظرات فارغه ...مدتها تلك بظرف ورقي ...مدت يدها الخاليه من الجبيره مستغربه ...
فتحته ببطء ...أخرجت ورقه ما راقبتها ببرود وهي تعيد اغلاقها ...همست ...."بكرا بدق على عمتي برجع الديره ...."
:
:
اولا قربى ..والان بخوت ....نهتها تحاول ان تسيطر على الوضع ...."لا يابخوت ....اول اقضي عدتك عندي في بيتك ...وبعدين نتكلم في الموضوع ..."
:
غضنت جبينها ...."عمه انا بأعتد في بيت أهلي ....."
:
هزت اميمه رأسها بعناد ....."بخوت أنا اهلك ...أنا احق انسان فيك في هالدنيا ماهو منه يابنتي لكن انتي قطعه من قلبي ...ويشهد الله علي مازوجتك وليد الا لاني ما استحمل بعدك ...يعني كنت معلمتك و مديرتك من يوم كنتي اول ابتدائي ..انا كني ربيتك يا بخوت ....كبرتي قدام عيني ...وانا من بد الخلق هاذي كلها الادرى باللي ذقتيه ...انا ليش جبتك عندي تذكري ....يابخوت بترجعين لهم مطلقه كمان ...ما قدروك طفله بيقدرونك مطلقه ....انا مو اضغط عليك ولا اعايرك ...بس انا اخاف عليك ...اجلسي عندي "
:
:
نظرت اليها بعدم اقتناع ..."بصفتي ايش ياعمه ...لمتى بأجلس عندك ....فكري فيها ياعمه الله يخليك... "
:
أحتضنت يدها بين كفيها ...."بصفتك بنتي ...واكثر والله ....يابخوت الله يرضا عليك ...الله يرضا عليك ...سكري الموضوع الين تنتهي عدتك ..وبعدها يحلها ربنا ...بس ابغا اطمن عليك قدامي ....انتي يبغا لك رعايه ..فقر دم ...وتنظيف رحم ..وكسور ..وحالتك الحمد لله بس ....أنا حتى بعيد عنك ماقدر انام هم وخوف ....ترضين اعيش باقي العمر هم وخوف عليك ....."
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تقبل يدها ....انها حقا لاتقدر على كل هذا الحنان ...الذي لم يعيطها اياه احدهم بعد امها سوى أميمه ...."بس يا عمه ...اوعديني ...وليد ..."
:
:
غضنت تلك جبينها ..."وليد ما يحتاجني ...خله يروح لابوه اللي رباه ...يا بخوت حتى عمره ما باس راسي ...وانتي حيلتك اللي لك رضاي وبري ...انا مين اختار ....يابخوت انا واثقه لو اطيح اليوم تعبانه لأخر يوم في عمري محد قايم في غيرك وهو بينسى مين أمه حتى ....الله .."
:
:
قاطعتها بخوت ...."لاتدعين على ضناك ياعمه ...مالك غيره ..."
:
تنهدت عمتها بحزن...." ولدي وانا ادرى به يا بخوت ....أنا ادرى به ....الله يرضا عليك دنيا واخره يابنتي الله يرضا عليكي ..."
:
:
فلترتاح الان لن تفكر أكثر ...كل ماتعرفه انها لن تعود الى غرفتها التي جمعتها به ....مهما كان اميمه ام ...وحنونه حتى ان حطمتها الخيبات من ابنها ...يضل قطعه من قلبها تعيش منفصله ....
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثاني أسبوع في شهر رمضان ..................
:
:
كانت تجلس على طرف السفره بالقرب من الباب ....نظرت الى عمها الصامت وهو يأكل طعامه ...
:
رفعت احد حاجبيها وهي تحادثه ...."عمي سعد .."
:
رفع عينه له ...مالذي تريده ...."خير ؟؟"
:
مررت لسانها على طرف انيابها مغتاضه من ردة فعله ..."عمي ابغاك توديني المدينه بطلع وثيقتي بدور لي وظيفه ...."
:
:
توقف عن ما يفعل ....وهو ينظر اليها بغضب ...."انسي تتوظفين سامعه ...قلة حيا ...البيت ذا ماتخرجين من بابه الا على بيت زوجك ولا على قبرك ...."
:
رمقته بنظراتها تحاول ان تحترمه حقا ...."عمي سعد ...انا ما درست وتعبت ....ولا اخذت شهادتي ...وما خليت معهد ما التحقت فيه ...عشان تجي وتقول لي كذا ...من حقي اتوظف ....هاذي رغبتي محد له اي رأي فيها غيري ....شيء سعيت له طول عمري ..."
:
:
نهرها لتصمت ...."بنت ...سدي حلقك انا ولي امرك وكلمتي هي اللي تمشي اشوف دلعوك معازيبك ....ماعطوك على راسك وعرفوك قدرك ....تزوجي لك رجال يصرف عليك "
:
:
رفعت احد حاجبيها مستهجنه ...."ذحين اش دخل الموضوعين في بعض ....عمي اقولك ابغا اتوظف ...كيف اصرف على نفسي ....طموحاتي ..احلامي ...ابغا اتوظف ...انا ما انخلقت عشان انقبر في بيت بدون رأي او كيان ....مين قال انا افكر اتزوج اصلا ...."
:
:
وقف صارخا بها ...."اقول اسكتي .....هيا عقلي الغبيه هاذي ....فاضحنا ابوها وبعده جايه تفضحنا ....ولد الـ..."
:
:
وقفت بغضب مرتجفه ...."ابوي اني ما ارضى احد يجيب سيرته في هاي البيت ...ابوي اشرف ...بمليون مره من ان السنتكم تذكره ....طيب ...ياعنصريين يامريضين ...وشغل بأشتغل ...غلط علي قدرت واستأذنت ...أنا اكبر من عنصريتكم وتحطيمكم هذا ..."
:
نزع عقاله بغضب ...."انتي ماتربيتي .....يابنت الـ...."
:
:
لم يستطع ان يضربها كما نوى ..فقط لمس العقال جسدها مرات بالكاد تذكر الا انها كانت قويه ...كانت اميمه تراقب المنظر بخوف عارم ....بينما استمر سليم يصرخ وهو يغطي أذنيه ....ويغمض عيينه ...
:
لا تعلم من أين اتتها القوه كانت هاذا اول مره احد يضربها بعد امها ...التي طمرت ذكراها منذ سنوات ...
بكل قوتها جرت العقال من يده ...اتسعت حدقتيه من مدرى قوة شخصيتها ....بينما وقفت هي امامه بكل قوه ..على الرغم من الشقوق الداميه التي احدثها العقال في جسدها و ارتجاف جسدها ورعشه يديها ...اقتربت منه ....."اني ..محد يمد يده علي ياعمي ...."
قالتها وهي تدفعه بكل قوتها للخلف ...وترمي عقاله عليه ....أمرت سليم بهدوء ....."سليم ...خلاص اسكت مافي شيء....."
:
:
نظرت الى عمها قبل ان تخرج من الباب ....بنظرات ناريه ..."عمي ترى انا بكل قوتي جالسه احاول احترمك ...فرجاء ..الموقف ذا ما ينعاد ومحد يوقف في وجهي مره ثانيه ...."
:
:
قالتها وهي تخرج من الصاله وهو يرفع صوته مهدد خلفها ...."والله يا بنت الـ.. مالك خرجه من هالباب الا على قبرك ..الله يقبرك اليوم قبل بكرا ونرتاح منه يالمقويه يا قليلة الحيا ...."
:
:
لحقتها اميمه ...دخلت الغرفه واغلقت الباب بالمفتاح وهي تتأملها ..تسمح دمائها بكل برود ....أبتسمت اميمه غير مصدقه بين هلعها ...."وقفتي في وجه ماجد ...مشيتها ...بس سعد ....قربى مايصير كذا ..."
:
:
التفتت الى عمتها وهي تبتسم بسخريه ..."عمه هذيلا الاثنين اخر مخلوقات ربي ينقال عليهم رجال ...رخوم في ثياب ..فيا عمه كلميهم ...قولي لهم فتحوا عقولكم ...واستوعبوا ....ترى الدنيا تطورت ...واحد مخه حجري ماعنده ريال ويجري ورى الخلق يتشحد منهم الريال ....والثاني قال مطوع وهو صلاة في المسجد وعشره نايم عنها ...مالهم كلمه علي ...ولي امري ....ولي امري ماتركني سنين ويجي يحاسبني ذحين على قدر مخه الصغير ...."
:
:
:
فغرت تلك فاهها ..من اين ظهرت لهم هذه القويه ...منذ سنوات طويله ارادت ان تتخلص من اخيها المتسلط لكنها خافت ان تقول له كلمه رفض ...حتى ابنها تربى على تفكير اخيها المجحف بحق النساء ...حتى انه لم يعد يقدرها كأم واعتاد بانها خادمه تلبي احتياجاته وانه هو افضل منها واحسن منها عند الله وماهي الا عار وناقصه عقل ودين ولا تجر سوى المصائب ...
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
حذرت اختها التي كانت تتمدد على سريرها بملل ...."عنود ياويلك تقولين لخالاتي ...."
:
:
أتسعت تلك حدقتيها ...."نوف والله العظيم شفتها ثلاث مرات ...وحده صح يعني دبه بس جميله جمال ....مين ؟؟حتى ابوي ماتكلم ...."
::
واكملت بحماس أكبر ...."تتوقعين من هيا ؟؟آه محد عمره شافها غيري ...شكيت من شعرها ..شكلها مو ادميه بسم الله ..بسم الله ...."
:
:
ضحكت نوف بقل صبر..."شوفي ذحين على السحور بسأل ابوي انا مو زيك أقعد ابرر مليون مره وف النهايه كل تبريراتي تطلع غلط ...."
:
وقفت وهي تلحقها لتثنيها ....."لا امانه نوف لا تسألينه ....؟؟بعدين يطل فيا هاذيك النظره اللي تخوف ...."
:
ابعدت يدها ...."تحسسيني ابوي وحش ...صراحه انتي اللي ماتعرفين تتعاملين معاه ...شوفي لمن تدلعين عليه مايقول لك شيء..."
:
اضافت تلك وهي تشرح بقل صبر ...."أيوه بس احسه في اي لحظه بقول لي انقلعي غرفتك ولا تطلعين الا اذا ناديتك ...المشكله في عيونه ...نظراته تحسسك انك غلط وانتي ماغلطتي ..."
كانت تلك تسير واختها خلفها تبرر لها ....اشارت لها بالصمت عندما اقتربت من طاولة الطعام ...قبلت رأس أبيها وجلست يساره ......فعلت عنود المثل وهي تجلس يمنه ....
راقبت اختها طوال تناولهم الوجبه ...رفعت نوف عينيها لها مبتسمه ...هددتها بنظراتها ..
الا ان تلك تكلمت غير أبيه ....."بابا .....أم ..بسألك ...هو ملحق الضيوف فيه أحد .....؟؟"
قالتها وهي تراقب ردة فعله حذره ...
بغير اهتمام وهو ينظر الى طبقه ...أجابها ....."أمم..فيه ضيفه ...لاتزعجونها ..."قالها وهو يرفع عينيه لعنود ...التي شتت نظراتها ...
:
:
تسائلت نوف بحذر ..."أها ...ضيفه ..معاها أحد ...؟؟"
:
هز رأسها بالنفي وهو يرتب منديل السفره على ركبته ..أبتسمت عنود وهي تحرك حاجبيها بدراميه ....
أضافت نوف ...."طيب هيا مين ؟؟"
:
رفع رأسه فبهتت ملامح عنود وهي تراقب الفراغ مدعيه عدم الاهتمام ...."هي ..أمم ..يعني وضعها غير ...بينا مصلحه ...."
:
قالها وهو يحرك رأسه يحاول اقناع نفسه ...عندها غصت عنود بالماء ..
رفع حاجبه وهو يراقبها ...مسحت فمها وهي تعتذر ...بينما لم تفهم نوف ما يقوله ..."يعني ..أش وضعها بابا ؟؟مافهمت ...."
:
:
مضغ الطعام في فمه ببطء....."نوف سكري الموضوع ...ضيفه وانتهينا مو اول مره نستقبل احد ....هاذي مالنا علاقه فيها ...بس ينتهي رمضان ما راح تكون موجوده هنا ..."
:
:
أحترمن أمره بالصمت ...وتبدل الحوار بينهم الى دفه أخرى ....وعقولهن في تساؤل مصر عمن تكون تلك الجميله النائيه في الطرف الاخر البعيد من المنزل ...
:
:
::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس على سرير نصره وهي تراقبها تسرح شعرها أمام المرآه ...وقد هزم النوم المرهق عيني ابنتيها بعد يوم لعب شاق ...
:
:
جرت خيط بيجامتها الورديه الرياضيه ...."نصره تتوقعين جدي اش يبغى من أمي ...."
:
هزت نصره كتفيها بجهل .."مدري ...أكيد امور الورث وكذا ..."
:
وقفت بملل وهي تقف بجانبها ...."نصره لا تروحين بيتك والله هنا ملل بدونك ...."
:
أبتسمت تلك ..."ياليت ...بس ما اقدر اذا جا بندر لازم اروح ..."قالتها وهي تعيد رسم عينيها فلم يتبقى وقت حتى اجتماع الكل لوجبه الافطار ...
:
نظرت اليها ...."انتي مصره على اللبس ذا ...غيري وين الثياب الي وصيت لك من الامارات ...وين برقعك ...."
:
:
تمللت ...."ضيقتها بس احسها غلط على لون شعري وبشرتي لمن لبستها ..."
:
راقبت غزارة شعرها ولونه الغريب ...."تتعودين صدقيني بتجي حلوة عليكي ...مافي زيها مريحه وساتره ...وتعرفين هنا يعني حنا نقابل بعض عايدي ...."
:
:
أبتسمت للذكرى وهي تنكش اظافرها الطويله سارحه ..."اليوم مره خجلت من معد ..."
:
راقبت ابتسامتها ..."عايدي يعني هو متفهم ..."
:
احمرت خديها خجلا ..."والله ماكنت أدري انه الفراش له ...ولا ماكان استحليته ..."
:
:
ضحكت نصره تهون عليها ....."يابنت شفتي نص الدور هذا ...لمعد ومهاب ...بس معد الا ينام عند جدتي ...حتى لهم باب خارجي ...لاتفكرين انك مضايقتهم ...يعني حنا متعودين ..انه يكون الوضع مختلط ...لكن وقت الخصوصيه لا ..لكل مين جوه ....بس اتوقع مهاب اذا تزوج ينقل ...يعني اكيد عيلته بتكبر ...ويصفى البيت على جدتي و جدي ....مالهم غيرك .."
:
:
أبتسمت بحب ...."أحب لمن تتكلمين عن العائله ...أحس مو مصدقه انه اسمع شيء يخص عيلتي انه لي اهل ....عمري ماقلت كلمة حنا الا بعد ما رجعت هنا ...أحس هذا مكاني من اول ...تعودت على عماتي وعمامي وعيالهم وبناتهم ...وكل شيء وجدي يوحشني لو يغيب يوم ...الا مسألة الكلام لسى ....."
:
:
سكتت للحظه الا انها اعقبت ..."بس يانصره يعني ...أحس وضعنا انا وامي هنا صعب ...يعني تعرفين امي ذحين ...يعني مهما كان هذا مو بيتها ولا اهلها ...."
:
عاتبتها نصره...."دوبك تقولين عائله ومدري ايش ...صدقيني يا جوزيده جدي لا يمكن يفرط في تواجدك انتي وامك معاه ...."
:
:
حاولت تغيير الموضوع .."هيا روحي البسي الجلابيه الزرعي والذهبي بشوفها عليك ...."
:
أبتسمت جوزيده ...."لا حجزتها وردة ....تقول احضري فيها زواجي ....والوردي والفضي بخليها للعيد ..الباقيات عادي بلبسها ذحين ....بقتنع البسها ...."
:
:
أعقبت قبل ان تخرج من المكان ..."دايم كنت افصلها للبنات ...يعني كانو يجيبون لي القماش وانا اطرز اطرافها بيدي ...يعني مو مره زي الشغل اللي جبتي لي هوا ماشاء الله ...بس يعني هه تمشي الحال.."
:
:
راقبت مكانها الخالي ...أ كانت تلك نبرة حسره قديمه في صوتها .؟؟...ايام الحزن القديمه لاتزول ذكراها بسهوله ...
:
:
::::::::
لحظات حتى عادت تلك تحمل طرحتين وبرقع وعلبة ذهبها في يدها وقد ارتدت جلابيه امارتيه ناعمه بلون أزرق حيوي ونقشه اطراف نحاسيه ناعمه ..
وقفت خلفها وهي تضع الاغراض على السرير ...وبتردد ..."اش رايك ؟؟غلط صح ...."
:
:
يالجمالها ...."الله لون شعرك مع الجلابيه شيء ثاني ....بنت اول مره اشوف ملامح جسمك ...واو ...طلعتي طويله ...اش هالجمال ...؟؟"
:
:
خجلت وهي تنظر الى المرآه وتعدل شعرها ....يالجمال جوزيده فمعضمه يتشكل في خجلها وحيائها ونبرة صوتها المنخفضه ...مؤخرا حدقتيها العسليه الفاتحه غمرتها الراحه ..فلم يعد اجمل منها هنا انثى ....
:
:
أبتسمت نصره وهي تقترب منها وتعدل شعرها ..."اليوم بيجون ضيوف من المدينه ...ذهب البسي الطقم اللي جابه لك جدي ...ارسمي عينك ...وحطي روج فاتح ...والبسي كعب ..كمان ليت يكون لونه فاتح ...."
:
:
ابتسمت لتوجيهاتها ....."نصره ترى انا خياطه افهم بالموضه والالوان برضو ....بس يعني لاحظت هنا صح جلبيات وكذا ....بس في اسلوب عصري ..."
:
:
جلست نصره وهي ترتدي خلخالها ...."ايوا يعني انتي للأن ماجتمعتي جمعاتنا اللي بس بنات ...كان شفتي الاناقه صح ..بس يعني الجلابيات عشان بيت جدي ...الزواجات الاعياد ...كذا ...لان اغلب الوقت فيها يعني نقابل بعض عادي .."
:
:
تبادلن الحديث وقد همت جوزيده في تعديل هندامها...ياه ..كم تحب هذه النصره ..فهي حنونه وقريبه للقلب للغايه ....رغم حدة ملامحها وقوة شخصيتها ....الا انها تتميز بتأثير لا مثيل له تضيفه الى الحديث والاماكن و المشاعر ...
:
:
طُرق الباب حينها ....ومن ثم أطلت أم جوزيده برأسها ....أبتسمت وهي تدخل ....أثنت على جمال ابنتها الذي تراه للمره الاولى ....وقبلت ابنتي نصره ...
جلست على السرير وهي تراقب حديث ابنتها المبتسم لها وهي تصف لها ما الذي اضافته من تعديلات على الثوب ....
تأملتها بسعاده ...لم تراها تشع هكذا منذ رحيل والدها ...أنه حقا مكان ابنتها ...الان فقط هي تثق بأنها بين يدي امينه يحبونها تماما كما هي تحبها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
راقبتها طوال سفره الفطور ...وقد اعتادت تماما الوضع وكأنما المنزل لها ...يا الهى لماذا هي بيضاء وصهباء لهذه الدرجه ...لماذا هي تشبه دميه مثاليه غير مخصصه للعب وانما للعرض ..
:
:
لماذا كل مره تراها يزيد جمالها أضعاف ...والجميع هنا يحبها ومتعلق بها ...وكأنها أهم مايحدث ..
:
:
ما ان رأت امها ترتدي عبائتها حتى هبت من مكانها بعنف ...لحقتها اختها سخاء ...انها الطفهن نسبيا ...
:
:
خرجت مع الباب وهي تعدل برقعها ...تأملت جمع الشباب حولها ...أين هذا المتخلي ...؟؟أنه حتى لم يرد على رسالتها الاخيره له ...
:
أتجهت الى المنزل ..كانت تريد محادثه امها الا ان تلك وردها اتصال وتركتها ...التفتت على اختها وهي تنزع عباءتها بعنف ...."أنا ...أكره هاذي اللي اسمها جوزيده ...سخاء ...مستوعبه كمية الجمال هذا كله مع مهاب في نفس البيت ..وبعدين هيا مين ...عشان الكل كذا طاير فيها السما ...أوف تقهر هي وشعرها ذاك نفسي اقطعه لها يارب ينحرق هو ولونه ذاك اللي مدري كيف جاي ....."
:
:
أبتسمت اختها ببرود وهي تقلب في هاتفها ...."ذحين مهاب انتي وانتي زوجته وكل انواع الدلع طبقتيها عليه ما اداكي وجه ...بيطل في هاذي ...بعدين حرام احسه حبوبه ومربيه ماشاء الله عليها ....."
:
:
صرخت بها ...."لا تمدحينها قدامي الجنيه ...راحت قربى جات هاذي ...."
:
غضنت اختها جبينها لاتعلم ماذا تريده أختها ...."الله يرحمك يا اهداء... ذحين اش تبغين انتي؟؟ ....هيه انتبهي ترى هاذي مو زي قربى ...قربى مقويه صح بس كانت غريبه ....هاذي هاديه لكن لو بس تقولين لها عينك في راسك العيله كلها قلبت ضدك ...."
:
:
لم تقتنع تلك وهي تكيل الوعيد الشديد لتلك ....عاتبتها ..."امتنان لاتقولين محد نصحني ولا كلمني ...طلعي البنت من راسك ..نحنا مو في مدرسه ولا جامعه ...حنا وسط اهلنا ...والله جدي يشم خبر انك سويتي لها شيء ..حسابك معاه ...انا قلت لك بس ....ولاتقعدين انتي وامي تسوون حركاتكم اللي مدري كيف من تحت لتحت ...خلقه جدي اخذ موقف من أننا نعرفها طول هالسنين وماتكلمنا ...."
:
:
رفعت أحد حاجبيها بعدم اهتمام ...."ياشيخه روحي ....خوافه من يومك ..."
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
كان للتو عائدا من خارج الحاره ...مر بجانب المسجد واختلط بجموعه كأنه خارج من الصلاه للتو ...
عندما اقترب من منزله وخفت الجموع شعر بيد توضع على كتفه ...."يا ماجد ..."
:
:
ألتفت الى رجل يدعي الدين يقدره ...ومن يقدره ماجد حتما يحمل نفس فكره ...
بادله التحايا والسؤال ...عندها نظر ذاك حوله ...
وبدأ ببث سمومه ..."يا ماجد يا اخي ...انت يعلم الله انك غالي على قلبي ....لكن انا اود ان احذرك ...فالصالح منا يجاهد والله في هذا الزمن ضد المعاصي ...أحد نساء بيتك ...سترها الله ..شوهدت تخرج في الاونه الاخيره كثيرا ...مع رجل غريب ....وانا حبيت احذرك قبل يكبر الوضوع ويحدث مالا يحمد عقباه ..."
:
:
:
أتسعت حدقتيه واشتعل ذهنه غاضبا لما وجهه له ....شدد على قبضته يمنع انفجاره بما يهذي به من أمامه ..
لها معي حساب عسير ...
:
:
:
الهدوء ....لايسبق سوى الاعاصير ...
والايام ..لن تكون رحيمه أبدا ..
والوحده ...لا تزيدنا سوى ألم ..
:
:
قربى ...جوزيده ..جليله ..نصره ..بخوت ..من سمتهن امهاتهن وتركنهن للحياة ..
ما مصيرهم في الفصل الثاني ...؟؟
:
هذا وقد كان الجزء العاشر من روايه أسمتني امي قربى ....وانتهاء الفصل الاول منها ...

:
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..تأخرت في التنزل لكن كان اسبوع زحمه والحمد لله ...وان شاء الله راحي كون بيننا موعدين في الاسبوع للأن ما حددتها متى بالزبط ..
::
أحبكم ..

:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 29-10-15, 01:52 PM   المشاركة رقم: 412
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193336
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: yaw yaw عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 37

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yaw yaw غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

ياااحي يااااحي 💃💃

 
 

 

عرض البوم صور yaw yaw  
قديم 29-10-15, 07:38 PM   المشاركة رقم: 413
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2013
العضوية: 262091
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: ورده الياسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ورده الياسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

اخيـــــرا بعد طول انتظار
عاشت الايادي

 
 

 

عرض البوم صور ورده الياسمين  
قديم 29-10-15, 08:12 PM   المشاركة رقم: 414
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 
دعوه لزيارة موضوعي

حيا الله الحامل و المحمول و المحمول اليه
حيا الله شعووله العسل

حيا الله قربي و جوزيدة و ...جليله

لي عودة بتعليق "فيس متكي و يشرب قهوه و يقرا البارت مرة ثانيه"

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح  
قديم 29-10-15, 11:43 PM   المشاركة رقم: 415
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 133523
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام^عزووز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام^عزووز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

يامرحبا ومسهلا والكاذب يعطى العما.... يالبيييه يامشاعل

لاحد يطول يابنت ... بارت خيال كالعاده

 
 

 

عرض البوم صور ام^عزووز  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسمتني, قربى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-11-16 10:35 PM
Untitled document This thread Refback 31-05-16 02:16 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ - Rocket Tab This thread Refback 26-04-16 08:37 AM
ط§ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ ط؛ط±ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 21-04-16 06:56 PM


الساعة الآن 07:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية