لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-16, 12:32 PM   المشاركة رقم: 2121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289761
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: غربة أنفاس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غربة أنفاس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

الروواااايه رووعه ،،
مشااعل انتي قمررررر ،،
وكل رواايااتك جميله جدا ،،

 
 

 

عرض البوم صور غربة أنفاس  
قديم 25-11-16, 06:59 AM   المشاركة رقم: 2122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 252249
المشاركات: 62
الجنس أنثى
معدل التقييم: وفاء وفاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 82

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وفاء وفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

فصل رائع مشاعل امتعتينا
كنت انتظر تنزيله على قناتك في التيليجرام سابقة
موفقة اخيتي

 
 

 

عرض البوم صور وفاء وفاء  
قديم 25-11-16, 03:46 PM   المشاركة رقم: 2123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 176609
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام امل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام امل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
Stupid رد: أسمتني أمي قربى

 

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررا لعنوان شدني للقرائه

 
 

 

عرض البوم صور ام امل  
قديم 25-11-16, 08:18 PM   المشاركة رقم: 2124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 196157
المشاركات: 70
الجنس أنثى
معدل التقييم: اغلى دانة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اغلى دانة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

ميشو مره تاخرتي بالبارت عسى المانع خير ننتظرك

 
 

 

عرض البوم صور اغلى دانة  
قديم 28-11-16, 10:00 AM   المشاركة رقم: 2125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

الجزء الواحد والثلاثون ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ودي حروف الكلام
ما تختفي ما بيننا ولا دقيقه
ودي تشوف الغرام
على الدوام بسمه رقيقه
واتمنى اقول للناس
هواك جنه
وتصير فرحتنا حقيقه
وفي ليلنا ونهارنا
يصير الهوى دارنا
ويصير البدر و نجومه
في ليل الحب سمارنا
هواك زي الزمان داير
وانا قلبي معاه حاير
مع بسمة لقاء يرحل
مع دمعة فراق يعود
:
:
بهدوء اجابته ...." لو قلت لك انها عندي ...عندي اللي بتفهمك وتراعيك وتقوم فيك وبترضا فيك وبكل عيوبك اللي انتي تشوفها في نفسك ...وبتقويك وتوقف جنبك وابدا ماراح تتعبك وتعايرك وتلومك ....عن وحده تشتري الرجال ...ماهمها المظهر ولا الشكليات ...."
هز رأسه بالنفي غير مصدقها ...." تضنين ...انسانه ز زي كذا ممو موجوده .."
ابتسمت له تأكد قولها ..." لا موجوده ...موجوده ياصياف ...واقرب من توقعك ...."
:
:
تنهد غير مقتنع بما تقوله اخته فقط ليجيبها بما تريد ليريحا في النهايه لن يتم سوى ما يريده ..." مين ؟؟"
نفثت نفسا عميقا وهي تجيب بفخر ...."بخوت ..."
قالتها وهي تنظر الى عينيه ترقب ردة فعله ووقع كلمتها عليه ...
:
:
لا يكذب هو رجل ولفتته بوجود انثى تستحقه وتفهمه في هذه الدنيا ...لكن هذا كان اخر اسم يتوقع سماعه ..
قابلها بروده الصامت وانعدام أي ردة فعل فوق ملامحه الساكنه ...اجابها هامسا وهو يبعد نظرها عنه ..." قلّت ..."
دافعت بشده عن وجهة نظرها لانها تعلم بأنها واثقه تماما من قولها ...." ايوا قلّت ..قلّت لدرجة مافي وحده بتفهمك وتليق فيك غيرها ..."
اغمض عينيه وهو يتمسك بصبره ....." أنا خال زوجها...."
أخذت نفسا عميقا وهي تعتدل في جلوسها ....." قصدك طليقها ...وصدقني وليد اخر شيء يهمه انكم ترتبطون في بعض لانه عمره ما اقتنع فيها شريكة حياة ...وكنت متسرعه بأرتباطها فيه لمجرد اني كنت ابغى انقذها من وجودها في بيت عمتها مادريت اني جريتها لهم اكبر اسمه وليد ....نفسي اعوضها واصحح خطأي معاها...وادري بك انك خير عواض لها ...لا يمكن تضيمها او تغلط بحقها ابدا ....وهي لا اهل ولا سند لها ..اذا في يوم واحد بس راحت لعمتها رجعت لي مكسورة كسرة الدنيا كلها فيها ...ولو احكيك من اليوم لبكرا ما راح اجزي هاذي البنت حقها ...يا صياف البنت اميره اميره تربية ديار ...قلبها ابيض وعقلها نظيف وتجنن ....لاتضيعها من يدك ...اخاف تروح لنصيبها لواحد مايستاهل وحينها ماراح اكون بجنبها ولا اقدر اسوي لها شيء....وكمان اخاف يوم تقرر ترتبط تتربط بوحده ماتقدر وضعك ولا اش عشت ...ياصياف ياعمري انت اسمع كلامي انا ذحين ما ابغاك ترد علي ولا شيء ...بس ابغاك تفكر في الموضوع جدي مو بس موضوع الارتباط لا....ببخوت ...عن انسانه لو ربي كتب واخذتك بتشوف الدنيا بعيونك ...ياصياف هاذي تربية زمان تربيه نادره ...وين نلقى زيها ذحين ..."
:
:
سكتت وهي تقف وتضع كوب القهوه من يدها وهي تتأمل ملامحه الشارده وكأنها ليست في المكان حتى ...تنهدت تمحي حزنها ..ليتك تفهمها ياصياف ...اليوم طرحت الموضوع فقط لكنها تملك باقي الايام لتضغط عليه وتقنعه ..
وضعت طرحتها على رأسها وهي تهمس لها ولازالت الاحاديث تجري داخل ذهنها ...." طيب حبيبي انا ذحين اروح غرفتي اتركك ترتاح ....بس ابغاك توعدني تفكر جديا في الامر ...مرؤة صياف اللي اعرفه ماراح يرضا تبقى البنت في بيتي بدون حق والهرج يكثر حولها ....يا تقول ايوه وربي يسعدك ...يا تقول لا ونشوف لها نصيب ثاني ...وليتها الاولى ..."
::
::
لم تنتظر حديثه و رده او تلتفت اليه وهي تخرج من المكان ...عدلت طرحتها فوق محياها وهي تكمل طريقها في الممر الواسع ...الحديث هذا معه رغم قصره الا انه اهم من أي حديث مطول اخر ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
لم تكن تعلم الى اين هي متجهه معه ..طريق معبد يشق صمت جبال الحجاز الضخمه ..واناره صفراء بالكاد تفضح ما حول الاسفلت ..
غير سيارة الدفع الرباعي خاصته التي تعلم للمره الاولى انه يملكها ...تباطئت حركتها قليلا ..وهو يفتح النوافذ ..التفتت اليه مستغربه تراقب ابتسامته الراضيه ..
همس لها وهو ينظر لما خلفه في المرآه بالقرب منه ..." الاسفلت انتهى ...خذي نفس عميق ..."
استغربت قوله ...لكنها شهقت ما ان انطلق بأقصى سرعته في طريق غير معبد ....تشبثت في يده بخوف وهي تناه...." مهاب وقف دخت ...."
ابتسم وهو يلتفت لها ويبدو بأنه مستمتع ومعتاد بما يحصل ...." السيول خربت الخط ..العاده احسن من كذا ..."
تشجعت وهي ترفع نظرها للمكان حولها ...لم يكن هناك سوى الهواء البارد الذي ارتجفت له اطرافها ....وهيبة الجبال الشامخه بالكاد تبين مع السماء السوداء التي زينت بالنجوم ...
تعلقت نظراتها بها ...ترى هذا الكم الكبير من النجوم للمره الاولى في حياتها كيف وهي التي لم تغادر صخب المدينه يوما ..
نظرت امامها مره اخرى لم تكن ترى سوى ماتدله انوار السياره و الباقي كان مجهول ...
غضنت جبينها وهي تتشبث بيده اقوى ...." مهاب حنا ارتفعنا ولا ايه ...؟؟"
ابتسم غير مصدق ...." يابنت اش اللي يخوف...ايوا ارتفعنا بنطلع لبيوتنا فوق الجبل .."
اتسعت حدقتيها وهي تتأمل السكون حولها ...." جبل ...مهاب اقولك من ذحين انا مومتعوده على الاماكن هاذي ..."
ابتسم لها وهو يلومها بلطف...." يابنت هاذي ديارك ...محل ما ولد ابوك وجدك ...اعقلي ..."
نفثت نفسا عميقا وهي تتأمل ملامحه التي بالكاد بدت لها بين ظلمة المكان ....مما يهرب ..هي لا تعلم ...فهو يبدوا من الداخل عكس الرجل الذي يظهر لها تماما ...وكأن الحزن و الذكرى لا تجد لنفسها موطنا سوى صدره ..
:
:
اكتفت بتأمله بصمت وهو يراقب طريقه بحذر بدوى رغم اعتياده الا انه لا يأمن جباله ...توقفت السياره ...هلعت وهي تلتف حولها مما قد يكون حل بهم ...." أش في ....خربت السياره ...مهاب والله حسيت الطريق مره مقربع..."
ضحك وهو يترجل من السياره دون الرد عليها ....وهي تسمع صوته هازلا بأخر قولها وهو يقلد نبرتها ..." مرى مقربع ..."
تأملت السكون المظلم حولها وهي لا ترى شيئا مما حولها ....وحتى مهاب طال اختفاءه ...ابتعدت بكتفها عن الباب بخوف ..وهي تناديه بصوت مرتعد باحث ..." مهاب ..."
حينها فُتح الباب بجانبها ....صرخت وهي تغمض عينيها ....وكاد نبض قلبها ان يتوقف ....لم يتسطيع مقاومة الضحك وهو يتأمل شكلها ...
فتحت عينيها وهي تلومها بنظراتها الدامعه ....." رجعين بدر ذحين ...فين أخذني ...."
ابتسم لها وهو يمد يده ليساعدها على الخروج من السياره ...." انت لحظه بس وقفي الخوف ذا وتأملي المكان ركزي بتشوفين كل شيء ....أنزلي ..."
مدت يدها له وهي غير مقتنعه وهي تترجل من السياره اول ما قابلها هو البرودة التي ارتجف لها جسدها ....همست مستغربه الهدوء الذي احاط بهم ...." اش هذا برد ..."
نظر الى ساعته وهو يتأمل المكان حوله ...." شوي الفجر يأذن ...ويدفأ الجو ..." حثها لأستكشاف المكان ...." بنزل الاغراض من السياره وانتي خذي راحتك ..."
التفتت حولها بخوف وهي تبتعد عنه خطوه ...ولا زالت متشبثه بثوبه ...مرت نسمه بارجه ارتجفت لها اطرافها سمعت صوت عرفته في بدر ....سألته بأستغراب ...وهو منهمك بجمع اغراضه من السياره ...." في نخل .....صوت سعف نخل ..."
أبتسم لها وهو يجيبها جون ان يلتفت اليها ...."لو ركزتي تشوفينه ...."
تأملت المكان لكنها لم ترى أي شيء ...أطفأ اضاءة السايره وهو تناول يدها ....." تعالي ...."
انصاعت لامره الهدوء من حولها يخيفها ويريحها في نفس الان ....توقفت خطواته فتوقفت هي ...وهي تراقبه يخرج المفتاح من جيبه ..ويدفع الباب الازرق الحديد بأتجاهه لكي يُفتح ...
فتح الباب ...وهو يدفعه ليفتح حتى أخره ....التفت اليها وهي يستحثها للدخول ...." ادخلي بسم الله ...."
قالها وهو يسبقها ويدلف لداخل المكان المظلم ...هلعت وهي تلحق اختفاءه بخطوه واسعه ..ارتطمت به ....سمعت ضحكته وهو يطمئنها ...." يابنت اشبك ....جوالك معاك ...طلعيه وشغلي الكشاف "
استجابت لامره مستغربه وهي تبحث داخل حقيبه كتفها بيد عجله ....هذا مكانه ستتبعه في قول او امر ...فهي جديده على كل هذا ...
سمعت صوت خربشه حولها تمسكت به بقوه وهي تهمس ...." مهاب في صوت ...؟؟"
اجابها ببال واسع ..." هذا انا ادور الكشاف تركته هنا اخر مره مدري وينه ...."
غضنت جبينها مستغربته ..." طيب ليه مانولع اللمبه وخلاص ..."
كان يحادث نفسه ..." هذا هو .....بعد ثلاث شهور ان شاء الله اذا وصلت الكهربا ...للحين ما وصلت ....اجلسي هنا ولا اخرجي على كيفك ..انا بروح اشغل الماطور ..."
تشبثت به بخوف ...." بروح معاك ..."
عارضها "يابنت اجلسي مو جايك شيء ...غرفهة الماطور طريقها صعب ...ثواني وانا عندك ..."
قالها وهو يبعد يدها ويخرج من الباب الذي بدى لها منه التماع النجوم الذي بدأ يخفت ...اقتربت بخطوات بطيئه من الباب وهي تناديه بتردد ..." مهاب ..."
لكن لم يكن هناك سوى هدء غريب يقابها حتى كادت ان تسمع نبضات قلبها ....أذت نفسا عميقا وهي تلتفت للظلام الحالك حولها ...
الرائحه هذه غريبه ...تعشر بأنها تعرفها ...هي ما يدمع عيينها لا خوفها ...لا تعلم كيف لاتفهم شعورها ...تشعر بأنها مشتاقه لهذه الرائحه التي تزاحم ذكريات لم تكن تعلم بأنها لازالت تحملها الى ذهنا ...
فجأه التمع المكان اغمضت عينيها بأنزعاج وهي تفتحها ببطء وتتأمل المكان ....ابتسمت ..وهي تسخر من خوفها ....كيف كان كل هذا الجمال مختبئ خلف الظلام للتو ...
المنزل الحجري الواسع ..بفرشه البسيط وجدرانه العريضه ونوافذه الزرقاء الكبيره ..مدت يدها للجدار المصفوفه حجارته بأتقان هندسي كبير وتفرعت بينها عروق الاسمنت بجماليه غريبه ....درجات الازرق الاحمر والبنفسجي كانت لونها امتداد لجمال الوادي الذي اتت منه ....
ابتسمت تخفي دموعها ...وهي تجول حول المكان البسيط مطبخ دورة مياه صاله وغرفه واسعه ...كان هذا المنزل فقط ...لكنه ...كان غريبا يهدي شيء غريبا لدواخلها ...وكأنه يدلها لوجود مخفي ومنسي داخلها ...غير رائحته التي تهاجم خلاياها بشده واصرار غريب ...
:
:
التفت لصوت اغلاق الباب خلفها ....أبتسم وهو يقترب منها ويقبل جبينها ...." وجبناك الديره يالحضريه ...."
ابتسمت بشرود لقوله وهو تتأمل المكان ....بينما هو اكتفى بتأملها ....همست وهي تمد اناملها لأثاث المكان البسيط ...." الريحه ..."
ابتسم وهو يجلس ويرفع رأسه لها ...." أشبها ...."
هزت رأسها وقد خفتت ابتسامتها وحل محلها الحيره الحزينه ....." مدري ...تذكرني بشيء ....شيء ناسيته مو قادره استوعبه ...."
اجابها وهو يساعدها ...." عمي رباح ...."
بنطقه اسمه ...تجلى كل ما بداخلها وهي تلتفت اليه غير مصدقه وهي تهز رأسها بالايجاب ...وهي تلوم نفسها كيف غاب عنها كل هذا ....بلهفه اجابته ..." ايوا ...ايوا ....ريحة ابوي لمن يرجع قبل صلاة الجمعه ...لمن ...لمن ..."
خانتها الذكرى ...وضاع الحديث منها وهي تتأمل المكان حولها ....أبتسم لها وهو يكمل عنها ...." عمي رباح كان قلبه معلق في الديره ....يطلع يوم الاربعاء الظهر ....والجمعه الصبح ينزل...ليتني كنت ادري انه ينزل لكم ...المكان قدامك ...عمره فوق 40 سنه ...رممته بعد وفاة عمي رباح واشتريته من جدي ...صار لي ...البيت عمره 40 سنه ممكن لكن الاساس والمزرعه اكثر من 100 سنه ...."
التفتت اليه وهي تقترب منه وقد دمعت عينيها وهي تتأمل المكان ....." في غربه اكثر من انك ما تعرف ريحة ابوك ..."
مد يده لها ليساعدها على الجلوس بجانبه ....وهو حزين لقولها ....اكملت وهي تعتدل في جلوسها بجانبه ....." الريحه غريبه نفسي افسرها مو قادره ..."
أبتسم لها وهو يحاول ان يبسطها لها ويساعدها ...." غبار ....طلع نخل ..شمع عسل ...بارود .."
التفتت اليه مبتسمه لمنظر ابيها امامها ....." ابوي عمره كان يفكر ان راح اكون في هذا المكان معاك ...."
هز رأسه بالنفي وهو يتأمله ...." مثل ما انا عمري مافكرت انه راح تكون معاي فيه من تكملني ..."
تنهدت بصوت مسموع وهي تلتفت حولها ....." ديرتي ..."
ابتسم لها وهو يفسر الامر لها اكثر ...." هاذي رحلة الصيف ...."
غضنت جبينها وهي تلتفت اليه ......اكمل مفسرا لها قوله ...." تحت محل ما وريتك نياقك ...قريب منها كانو يعيشون رسميا طول السنه ....فتره الصيف يطلعون هنا عن نخلهم وعشلهم والبراد فوق الجبال ....نهاية الصيف ينزلون لبيوتهم مع عسلهم وتمرهم ويعيشون عليه للصيف الجاي ...هاذي رحلة الصيف والوادي رحلة الشتاء ..."
ابتسمت لقوله ...." جد ..."
هز رأسه بالايجاب ...." مهما وصلنا في دنيانا ياجوزيده ...هاذي ارضنا وهذا مكاننا لا ننسى منين جينا ...."
هزت رأسها بالايجاب ...." أكيد ...."
نظر الى ساعته ...." اذن الفجر ....قومي خلينا نصلي ...اجمل شيء الشروق لايفوتك ...."
نظرت الى هاتفها لتتفقد الساعه وهي تقف ...." مهاب هنا مافي ارسال ...؟؟"
هز رأسه بالنفي وهو يتجه لدورة المياه ...." وذا احلى شيء....البيت مافيه ...لازم تطلعين برى عشان تجيك ...خفيفه حقت رساله او اتصال .."
ابتسمت وهي تقف بالقرب منه ...." يعني عزلة ..."
ابتسم لها وهو منهمك بوضؤه ...." شيء زي كذا ...."
:
:
بقيت على حالها بعد ان انهت صلاتها ..بينما هو ترك مكانه ...سمعت صوت الباب الحديدي يفتح ورائها ...سمعته وهو يهمس مستغربا انخفاض درجة الحراره ..
لاتعلم كم لبثت في جلوسها هذا وهي ترفع يدها لله داعيه ..فليس بيدها شيء سوى الدعاء ...
سمعت صوته يناديها من الخارج ...." جوزيده ...اطلعي لا يفوتك الجو ..."
انهت دعائها وهي تقف وتنزع عبائتها ...ابتسمت وهي تقترب من الباب وتتأمل شدة زرقة السماء ...ارتجفت وهي تكتف ذراعيها وتقف مسنده جسدها على الباب ...وقد شق صمت المكان صوت العصافير التي تركت اشجار العرعر المعمره لتبدأ يومها ....
:
:
كان ذاك يجلس امام كومة الحطب التي رتبها في المشب ليشعلها ..ابتسمت وهي تقترب منه وتراقب الارضيه الاسمنتيه اسفل خطواتها ..." أش تسوي ...؟؟"
رفع رأسه لها مبتسما ..." ياهلا ....اشب نارنا ...نتدفأ ونسوي فطورنا ...شفتي النخل ...ترا بعضه اكبر من جدي فلاح ..." قالها هو يومئ لها برأسه لما خلفها ...
هزت رأسها بالنفي ...."لا ماشفته ..."التففت حيث نظراته ....اتسعت حدقتيها وهي تقترب من السياج الحديدي الاحمر ....فوق جسر حجري ممتد حيث اقصى مايصل لها نظرها ...
اقتربت منه حتى التصقت به وهي تنظر اسفلها ...وقد تدرج الجبل بثلاث رياض متتاليه ..بحيضان نخل متقاربه ...وقد تعملقت نخيل حتى كادت ان تلامس السماء ...
وفي منتصف كل روضه كان هناك بئر عميقه بهيكل حجري ضخم قديم ...ارتجفت قدميها للمنظر المهيب اسفلها وهي تلتفت الى السلم الحجري باقرب منها ويؤدي للروضه الاولى اسفلها ...التفتت خلفها وهي ترفع رأسها لما يحتضن المنزل وكل هذا ...فأذا بالجبل الذي هي به يقف شامخا ..بأحجاره السوداء الملساء واشجار العرعر ذات الجذوع الضخمه ...
التفتت حولها كانت الجبال المشابهه له هي فقط مايحيطها ....والمنزل الحجري المتقن وقد التحق به مجلس و عرزال حجري مرتفع ..
دون ان تشعر كان قد اقترب منها .....حدثها بفرح يشبه ما يخيل له لحظه حديثه ...." لمن يجي الربيع ....الجبال تتغطى اعشاب ....خزامى و اقحوان وبرسيم ....والعرعر يثمر ..والطيور تقترب من الارض ...بكل انواعها ...والنحل يشد وصوته فوق العشب يصم اذنك...والماء يركد فوق الجبال ...والصيد ..."
التفتت اليه غير مصدقه الاعجاب في صوته هل يكون هذا المكان اجمل من هذه اللحظه ....سألته مستغربه ..." الصيد ...؟؟"
هز رأسه لها بالايجاب ..." ماعز جبلي ....يشبه الغزال بس اضخم ..."
ابتسمت له وهي تعيد نظرها لقيعان النخل البعيده عنها ...." واضح انك تحب المكان ..."
ابتسم لها وهو يتأمله ...." رحت كل مكان وزرت كل مكان ....هنا زي الجنه ..هنا في قسوة مع انتماء ...هنا ارضي ....هنا مكان اعرف ان محد يعرفه غيري ...غير اهله "
:
:
دمعت عينيها وهي تتأمل المكان ...." عمري ماتوقعت اني اشوف شيء بالجمال هذا ...ياه نفسي اعيش هنا ...ما الوم ابوي ابدا ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يتأمل المكان....." البيئه هنا قاسيه تمر سنين وتجدب الارض ...وبموسم مطر واحد ترجع جنه ...بيئه صعبه ومتقلبه ...."
ابتسمت له وهي تتأمل المكان ...." زي الدنيا ...."
هز رأسه لها بالايجاب وهو يبتسم لقولها ....." زي الدنيا ....امشي خلينا نتدفأ ...لاطلعت الشمس مزبوط انزلك الروضه ...ان شاء الله الربيع بأذن الله تكون الكهربا واصله نجي ونجيب جدتي ونأخذ لنا كم يوم ...."
هزت رأسها له بالنفي وهي لازالت غير مصدقه وهي تتأمل المكان ...." للان مو مستوعبه جمال المكان .."
ابتسم وهو يمد يده لها ليستحثها على اللحاق به .....اكملت وهي تمد يدها اليه...وتلقي نظره على المكان حولها ...." تحس انك نسيت كل شيء...."
رفع يدها ليقبلها ...وهو يجيبها بمعنى قديم في عينيه ......" افضل مكان تنسين فيه كل شيء...."
أبتسمت له وهي تتأمل نظرته هذه ...احتضنت ذراعه وهي تشاركه خطواته ....سيتحدث يوما سيتحدث ...حينها اعرف بأنني انا الوحيده التي ستكون في حياته الى الابد ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
نزعت رداء صلاتها وهي تنظر الى ساعتها لقد تبقي عن صلاة الفجر اقل من نصف ساعه ....لا تعلم هذه الليله التي قضتها بدون ابنتيها اتت لها بسكينه غريبه ...رغم اشتياقها لهن الا انها تجد لحظه تفكر بها بنفسها ...تفكر بكل هذا ..
لقد ملت من الغرفه حقا ...حررت خصلات شعرها وهي تلمس مكان جرحها وتغضن بملامحها ...فتحت باب غرفتها مراعيه عدم اصدار أي ازعاج ..وهي تلقى نظره على الباب المغلق في نهاية الطابق ...تكره أن تفكر بالانطباع الذي تركته لديه ...وهو من اعتادها مرحه وقويه وحكيمه ..بانت له في اسواء مراحل صحتها ومزاجها...وافضت له بما تكره ...بضعفها ....
:
:
نزلت السلم وهي تنظر لجزء من واجهة المنزل زجاجيه ...تأملت الاضاءة الصفراء التي تطل عليها دون أي منظر اخر ...للتو تستوعب لم تخرج كثيرا منذ ان اتت لم تعرف قطر المغرم بها معد واخواته وعمتها بعد ...
:
نفثت نفسا عميقا وهي تتجه الى المطبخ ...كان مضاء ...لكنها لم تلقي لهذا بالا ..تباطئت خطواتها و قد تعلقت حدقتيها بما امامها ...لم تجزع ...فقط استلهمت السكون منه ...وكأنها تنظر من نافذه لحياة هذا الضخم الغامض الوحيد التي لطالما فكرت كيف يقضيها ...كم تبدو عزلته جميله وانيقه ..كان يجلس على اخر كرسي في طاولة المطبخ ويعطيها جزء من ظهره العاري ..ويضع يده على كوب قهوته وبيده كتاب ما كان قد غرق به ...
حرصت الا تصدر أي صوت وهي تسند كتفها على متن الباب وتكتفي بمراقبته ...لتسرق لحظه من زمنها المتوتر وتكتفي بهذا ...
توقف عما يفعله فجأه وهو يلتفت لها ..وكأن رائحتها التي يعشق ايقضته من روتينه البارد ...
كانت مسالمه للغايه ابتسمت له وهي تقترب ...بينما هو اكتفى بتأملها .....جلست امامه وهي تلقى نظره عما في يده ...." صاحي ....؟؟"
ابتسم لها وهو يغلق الكتاب الذي في يده ...." حي الله الشيخه ...شلونش اللحين ...؟؟"
بادلته الابتسام وهي تمد يدها وتأخذ كتابه منه ...." طيبه طاب حالك ..." قالتها وهي تخبيء ابتسامتها بالكتاب الذي فتحته ...
ابتسم لقولها ...." زين حكيش وزين منطوقش ...خلش على حجازيتش هي من يحليش..."
رفعت حاجبها له غير مقتنعه لكنها غيرت ردها في اخر لحظه ....." تسلم ..."
ابتسم لنظرتها ....." كن في عينش رد ثاني ..."
ابعدت نظراتها عنه ...هل نسيت بأنه طوال سنوات لم يرى منها سوى هاته العينين وكم هو ماهر في قرائتها .....تحدثت تزيل وقع حديثه عليها ...." اجل هذا نوع الكتب اللي تقراها ..."
مد يدها وهو يأخذه منها ...." نتثقف في مجال عملنا ...."
أبتسمت له وهي تراقب الكتاب بين يديه ...." ممل ....حتى في وقت فراغك تتجه لعملك ..اقرأ حاجه تسليك ...تنسيك شوي ..."
رفع حاجبه وهو يرتشف من كوب قهوته ...." من بكرا بقرأ لجين اوستن لعيونش ..."
ضحكت لقوله ....." صح انو خريجة انجليزي ....بس انا احب جين من قبل اتخصص ..."
بجديه اجابها ...." اش سويتي مع شغلش ....؟؟"
هزت رأسها بالنفي وقد تبدلت ملامحها ...." ولا شيء...سويت اللي علي والباقي قالي مهاب يكلم معارفه في الوزاره يتممونه ...بترك الوظيفه ..."
لم يعجبه قولها ....." ليش...؟؟"
ابتسمت له برضا ...." معد ..ليش نكذب انا درست القسم من باب انه ادرس اللي احبه ...ولولا واسطة جدي اللي ماعجبتني كنت للان اكمل دراستي فيه ...مافكرت في التدريس ..كانت رغبة جدي وابوي ...والحمد لله انا ما احتاجها الوظيفه غيري كثير اولى ...كان حلمي اني اكمل دراستي في القسم بس...."
ابتسم لها وهو يعرف تماما مايفكر به جدها ...." اخر شيء يبونه امتنان ثانيه في العيله ..."
ضحكت لقوله ....وهي تضيف ..." انا وامتنان حالات مختلفه ...امتنان من يومها تفكر في الابتعاث والخلاص من بدر والعيله ...انا بس افكر في اني اكمل دراستي في شيء احبه ...الله يهديها ماقدرت وقفة مهاب معاها ابدا ..."
راقب عينيها وهو يدلو برأيه ...." كملي في قطر ....خلصي اوراقش وخلي الباقي علي ...اللحين ماعندش شيء ومتفضيه لا وظيفه ولا ارتباطات ..."
رفعت نظراتها اليه غير مصدقه قوله وهي التي تلافت طول النظر اليه خجله من منظره ..." من جدك ...؟؟"
هز رأسه بالايجاب ...." اكيد ..ليش لا ..؟؟"
رمشت عينيها بأستغراب لاتعلم ماذا ترد عليه ....." أمم ...آآ ..مدري ...يعني ..أفكر قرار صعب وحلو بنفس اللحظه ..."
عارضها ...." مو بصعب ....فكري جديا ...وانا معاش في قرارش ..."
أبتسمت له وهي لاتعرف حقا بما ترد ...ابعدت نظرتها عنه وهي تأخذ نفسا عميقا ..." ان شاء الله بفكر ....المهم قولي انت اش مصحيك ذا الوقت ..."
نظر الى ساعته بتملل ...." ماجاني نوم ...."
نظرت الى عينيه وهي تسأله بأهتمام ...." ليش..؟؟"
وضع يده فوق الطاوله وهو يتكئ على قبضته ...." برايش انتي ليش ...؟؟"
ابعدت نظراتها عنه وهي تمرر يدها في خصلات شعرها ....طال صمتها الا انها اعادت نظرها اليه وهي تجيبه سارحه بملامحه الرجوليه ....." مالي راي يامعد ...الراي كله لك يا ولد عمتي .."
أبتسم لها وهو يهز رأسه بالنفي ...." وانا لي رأي بعد رأيش ...نصره الشيخه اللي اعرفها مايمشي الا قولها ..."
هزت رأسها بالنفي بأبتسامه ساخره اجابتها ...." تضن ..."
أبتسم لاجابتها الذكيه وهو يسند ظهره للكرسي خلفه ويعدل من وضعية جلوسه .....ويغير مجرى الحديث " عازمش على الفطور برى ...اليوم جمعه ماعندي شغل كثير ....بأتفضى لش ..."
ابتسمت بخجل لقوله .....بينما هو اكمل ...." اللايدي نصرة تقبل دعوتنا ...."مقلدا حوارات روايتها الكلاسيكيه التي أمنت بها يوما ما ....
ضحكت لقوله ...وهي تخبيء شفتيها بأناملها....رفعت حاجبها بأعتزاز ....." حضرتها تقبل بالتأكيد ..."
أبتسم لضحكتها وهو يغرق في تأملها بطريقه اخجلتها ....اوقفت ضحكها وهي تأخذ نفسا عميقا ناظره اليه ...تيقضها ...تيقض نظراتك هذه يامعد كل مندثر داخل هذه الانثى ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
:
مررت البطاقه في الباب وهي تفتحه بهدوء لابد بأنها نائمه هذه اللحظه لاتريد ان تزعجها ...الا ان تلك كانت تجلس لاقرب مكان من الباب مرتديه معطف الاستحمام وخصلاتها السوداء الرطبه منتثره حول محياها ...
نفثت نفسا عميقا وهي تتأمله تعرف ماذا ستلقى منها....تأملت نظراتها الهادئه لها ..لجمالها الذي لم يخبوا بل يزداد يوما بعد يوما ..تحدثت تلك وهي تقف متجهه الى سريرها ...." ماشاء الله طولتي ...قلت استناكي تجين نفطر مع بعض بس خلاص طفيت ....وبنام ..."
أبتسمت تلك بخجل لها ...يبدوا بأنها اثقلت عليها حقا ...." السموحه ...كان افطرتي ياعمه انا مر علي الوقت وانا مدري ...زمان عن الحرم ...."
ابتسمت لها اميمه بحب ..." ياعمري انا ...انا خفت عليكي بس ...تقبل الله ...."
نزعت عبائتها وهي ترد عليها بأبتسامه خجله ...." منا ومنكم صالح الاعمال ...عمه اذا فيك حيل خلينا نفطر ...لاتنامين جيعانه ..."
أبتسمت اميمه وهي تلتفت اليها ...." لا ياقلبي مو مشتهيه بس قلت استناكي عشان لاتفطرين لوحدك ...بنام عشان نلحق صلاة الجمعه في الحرم ...انتي اطلبي لك شيء تاكلينه قبل تنامين ...سامعه .."
أبتسمت بخوت لاهتمامها هذا الذي لا تمل من اعطائه ...لم ترها يوما تأخذ او تطلب اهتماما من احدهم ..." حاظر ..."
:
تشعر بأن هناك هم كبير انزاح عن صدرها بطريقه عجيبه ..وراحه تسري بها لاتفهمها بأن الايام كلها بعد هذا اليوم ستكون خير ...كانت تحتاج هذه العمره حقا ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
لاتعلم كم لبث وهو يحادث هاتفه في الشرفه ...اكتفت بتأمله ..انها ايام قليله لكنها كانت كدهر في حياتها كشفت لها الكثير واضافت لها الكثير دون سابق انذار او تمهيد ...
لقد عاشت الكثير من الخيبات حتى باتت لاتثق بأي اضافه لحياتها سوى الخيبه ...لكنها معه حقا ترتفع حتى تكاد تلامس السماء ...كأنه حلم جميل فوق استيعابها ومطلبها ...
تحذر نفسها منه لكنها تجد نفسها تنسى كل ما تدرعت به ما ان يحادثها او يقبل يدها ...
:
راقبت تغضن جبينه وهو يدخل الغرفه ....محادثا هاتفه منهمكا في محادثته التي هم في انهائها ..." كلم محامينا ومحاميهم ....اليوم بعد العشاء في مقرنا في المدينه لنا اجتماع ...."
:
رفعت عينيها عنه وهي ترتب الغطاء فوق جسدها وتعدل جالسه متظاهره بأنها لم تستمع لاخر محادثته ..لكنه كرهت فكرة انتهاء هذه الايام الجميله ..خبت كل هذا تحت ملامحها المتجاهله..
اغلق هاتفه وهو يرفع عينيه لها ....مرر يده داخل شعره وعلى رقبته وهو يرمي الهاتف بالقرب منها ويجلس على طرف السرير ...." لازم ارجعك بدر قبل الظهر ..."
مررت يدها في شعرها تبعده عن محياها وهي ترفع رأسها له ...أصطنعت ابتسامه راضيه وهي تهز رأسها له بالايجاب ...." ان شاء الله ..."
راقب ملامحها وهو يحبس حديث ما داخل نظراته ....وقف مبتعدا عنها وهو يقبل جبينها ..." عجلي اجل يادوب ارتب اموري قبل الاجتماع .."
راقبت دخوله دورة المياه ...تأملت المكان الخالي لبرهه كارهه لنبرته الرسميه للتو ...وبخت نفسها ...قربى كوني عقلانيه ..هذا امر طبيعي ..
:
:
التفتت للغرفه حولها لقد تعلقت بالمكان حقا ...سوف تفتقده ..كانت في عزله به من كل شيء ..من كل ذكرى وكدر ...
بعودتها لبدر ستتجدد في ذهنها وتتعاظم اسئلة كثيره ...عما سيؤل اليه كل هذا ..؟؟
تنهدت وهي تترك الفراش ..عليها ان تقف ان تواجه ايامها كما اعتادت والا كيف ستكون قويه حتى اليوم ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كانت تجلس على طرف السرير وهي تراقب انعكاسها في المرآه ...شعرت برغبه غريبه في اتمام ما هي على صدده ..
لربما لمكانته في مجتمعه ..لربما في قلبها لاتعلم ..لربما تريد الهرب من كل هذه الكأبه التي هي بها ..
وقفت لتبدل ملابسها ....لاتعلم هي الى أين سيأخذها ...اخرجت حقيبة وحذاء متلائمين ...ارتدت اساورها الفخمه وضعت من طلاء اظافرها اللحمي الفاتح...ورسمت عينيها واحمر شفاه وردي هادئ ...
عطرت شعرها فقط ومن ثم ارتدت عبائتها الرسميه وتجاهلت عبائتها اليوميه ...بدلت محتويات حقيبتها ..وهي تحملها وتلقي نظره اخيره على منظرها في المرآه ..تبدو جميله تماما وسعيده كما تظاهرت دوما ...
ارتدت حذائها ولفت طرحتها ...ولازالت تحمل نقابها في يدها ...رن هاتفها وهي تنزل السلم ..كان رقمه لا بد بأنه ينتظرها في الخارج كما وعدها ..
اخذت نفسا عميقا وهي تقف امام المرآه بالقرب من الباب تأملت محياها وهي تقاوم ابتسامه انثويه علت محياها ...ارتدت نقابها وهي تعدل هندامها ...عدلت فتحة عينيها وهي تمرر اناملها اسفل جفنيها الكحيله ...رعشه غريبه سرت بجسدها وهي تهم بفتح الباب ...ياربي مالذي يمر بي ..ماهذا الشعور الذي لا افهمه ...؟؟....لكني حقا اتلهف شوقا لوقت يجمعني به ....
:
ابعدت نظرها عنه ...وهي تتجه للطرف الاخر من السياره ...اغلقت الباب خلفها بهدوء وهي تلتفت اليه ..." السلام ...تأخرت عليك ..."
رد سلامها وهو يعارضها ...." خذي راحتش ..." قالها وهو ينظر الى يدها التي وضعتها فوق حقيبتها ..أكمل وهو يدير محرك السياره ..." مشينا ...؟؟"
ابتسمت اسفل نقابها وهي تلتفت اليه ..." بسم الله ...." قالتها وهي تبعد طرف طرحتها التي سترت به فتحة نقابها الواسعه التي تفضح جمال عينيها ...
التفت اليها حينها ...تعلقت نظراته بعينيها ...ايقضت هاته النظره مواجع غفت للتو في صدره ....انها نصره ...نصره الانثى التي لم انسى يوما ...نصره اصعب حلم مر بي ...
ابعدت نظراتها عنه وهي تراقب الطريق خجله لما افصحت عينيه للتو ..." برد والله ...باقي عن البرد شهر وهذا الجو ...؟؟"
أبتسم لها وهو يراقب طريقه ...." جو بر والله ..."
حنين قادها لمكان لم تزره منذ مده ...." جو الديره والله ..."
سألها حينها بأهتمام ....." تبين احجز لش على السعوديه ....؟؟ تروقين تشوفين جدتي واخوانش وابوش ...؟؟"
التفتت اليه رافضه الفكره تماما ...." لا ...لا ..اذا انت بتنزل انا انزل معاك ...بس اذا على شاني لا... انا مبسوطه كذا ...." قالتها بنبره راضيه ..
ابتسم لها وهو يراقب طريقه ...." دوم يارب ...."
التفتت اليه مبتسمه ...." ياخي انت في بيئتك تتغير تماما ....اول مره اشوف مكان لايق عليك ...قطر تشبهك مره ..."
توقف في الاشاره وهو يلتفت اليها مبتسما لقولها الصريح ...." اشهد انها نورت بطلتش هالقطر ..."
لمست ذراعه وهي تعارضه ...." منوره بأهلها اللي يفتحون النفس ... بس مدري عجبتني احس اني في بيتي ...يمكن لاني معاك مدري ...؟؟"
كان يراقب يدها فوق ذراعه وهي تتحدث بكل اريحيه ...هذه اللحظه التي نسيت نفسها معه ..كم يريد ان تستمر للأبد ...
لقد نسيت نفسها ...نظرت الي اناملها فوق ذراعه ....رفعت عينيها له ...وهي تبعدها ببطء...انه واضح تماما ...هي من غطتها الرتوش حتى لم تعد تعرف كيف تريد ان تشعر به ...
عارضها بنظرته وهو يمد يده لكفها التي رفعتها للتو ...ويشبك انامله بأناملها الرقيقه ..ارتجفت لفعله وهي تراقب اناملها وسط كفه الضخمه فوق المسند الاسود بين مقعديهما ...بينما هو لم ينزر لها واكتفى بوضع يسراه على المقود مكملا طريقه الذي ركز عليه ...حاولت عبثا ان تسيطر على ارتجافها ولازالت عينيها معلقه بما تراه .....رغم بساطة الفعل كان عظيما ...عظيما بداخلها ..فهي انثى لم يشعرها رجلا قبلا بأهمية قربها ... بأهميه لمسه عارضه تفصح عن شعورها دون ارادتها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
وضع كوب القهوه الورقي على الطاوله ومن ثم جلس بهدوء وهو يراقب المكان حوله ...منظره غريب بينهم ملامحه تمر للمره الاولى على كل من يدخل المكان ...
بينما هو يشعر بغربه كبيره بين هاته الملامح التي لاترد له الصوت او الاهتمام ...يفتقد مجلسه..حياته العامره ..ارتباطاته التي لاتنتهي ..افتقد الحياة التي صنعته ..لايعلم متى كانت اخر مره حادث احدهم ..او احتسى قهوة عربيه ..او غرق برائحه بخور تسيطر على المكان ..ليس هنا سوى رائحة المستشفيات الكريهه ..القهوه المزيفه التي لا لذه ولا رفيق لاحتساءها ..والكثير من الاسره البيضاء ..لقد مر الاسبوع هذا كله وهو لم يفارق ابه للحظه ولم يفتح عينيه لثانيه ...يخاف ان يخسره ..أن يخسر رباح أخر ..
حتى امه فقدت الامل ...واخواته ...الاتصال الوحيد الذي يتلقاه هو من أبيه او خالته قوت ...
كان مرض ابنه عزلة اجباريه اخذته من حياته ...أخذته من الآمر كبير قومه ...الى متفرج ..جددت اشياء كثيره في حسبته وبدلت اشياء اكثر ...
:
:
لكنها في المقابل قيدت حياته بوحده يكرهها ...بوحدة لم يعتد عليها وتجعل منه ينسى كل يوم عن قبله من هو ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
تقلب في سريره بأنزعاج ..ليس لتغيير المكان و وساوس وحدته المعتاده دخل فيما يشعر به ...منذ ان خرجت اخته حتى الان عقله لم يتوقف عن التفكير ويشعر به سيتوقف في أي لحظه ..نظر الى ساعته التي لازالت على معصمه تبقى عن صلاة الجمعه اقل من ساعه ..
جلس بصعوبه وهو يخبئ عينيه بين انامله ...يشعر بصداع يضغط على اعصاب رأسه المشدوده ...غير برودة المكان التي اثرت على يده فيشعر بألمه بها يتعاظم ...
رفع الغطاء عن جسده ..لقد اعتاد على جروحه ..لكن دون وعي منه وجد نفسه محدقا في اثار المشارط والندوب والغرز التي غطتها ...كيف تقول له اخته ماقالت دون ان تلقي بالا لكل ماهو به ...كيف ...؟؟
وهل هناك رجل يا اختي العزيزه لا يطمع في انثى بجانبه وابناء امتداد لاسمه ..لأن يكون رب بيت لا يفنى ...لكنه جرب كل هذا مره وكانت تجربه ممسوخه لا يريد تكريرها ...ام يريد ..؟؟ لا يعلم ...
كل هذا في كفه ...وموضوع بخوت في كفه اخرى ...لطالما شكت له اخته حال هذه الفتاه ..لطالما اقتص من وليد حقها ...لطالما ناصح وليد لساعات عده بأن يخاف الله بها ...لكن ..كانت زوجة ابن اخيه اليتيمه لاغير ...لما بعد كل هذا تريد اميمه ان تغير مكانتها ...لو كانت ترى بأنها تليق بي لما اختارت ان ترتبط بوليد من البدايه ..
نفث نفسا عميقا وهو يقف خارجا من سريره بتعب ...حسنا انه لا يمر بأفضل ايامه ...كلما اقترب وقت العمليه يشعر بتوتر داخله يكبر ....
مرر انامله داخل خصلات شعره الرطبه وهو مكشر وكأنه يلوم نفسه بأنه لم يراعي الجروح التي لم تلتئم والاسياخ التي تقبع داخل جسده معرضها لكل هذه البروده ...
يوما ما كان هذا الجسد يتغنى بمجابهته للبروده ...بجلف صفات رجل الحجاز الجبلي الذي لم يشكل له البرد سوى رفيق سهر لا يشكوا منه بل اليه ..
اول مافعله هو انه اطفأ نظام التبريد ...تنهد وهو يستمع للهدوء حوله ..اميمه تعرفه ...تعرف جيدا بأنه لا يفكر مرتين وكم هو متردد حقا في بدء التفكير بالامر ....
:
اتجه الى دورة المياه ...توقف طويلا امام المرآه وهو يراقب هدير المياه ...رفع رأسه لمنظره ..كانت كتفيه ..رقبته وجزء من صدره ..تحمل ندوبه كل ذكرياته عن التوقف العظيم في حياته ...38 سنه شارفت على الانتهاء ...كانت عامره للغايه ..كانت متقلبه و متأرجحه و مرعبه ..كانت على شفا الموت ..ترقد على سرير ابيض ...وصل الى النهايه ثم عاد منها ...عاد منها وهو يريد ان يعرف نفسه ...يريد ان يعطي نفسه فرصه للعيش وولو كان لا يملك سوى يوما اخيرا في حياته ...
:
مد يده الى حافظه ادويته ...تناول ما اعتاد تناوله ليستمر طبيعيا في يومه ..توضأ وخرج من المكان ..حينها رن هاتفه ...كان رقم اخته ...اخذ نفسا عميقا وهو يجلس على طرف السرير ويجيب عليها .....اطال صمته حينها تحدثت هي ....." صباح الخير ياروحي ....كيفك ..؟؟"
ابتسم لصوتها ...انها اخته وكل عائلته ...." الحمد لله ..." رد عليها بصوت مسالم ورزين وليس كأن جسده يأن بألمه ...
اجابت بحماس متعجله ...." حبيبي دوم ان شاء الله ....ابغى انزل معاك الحرم ..اعرف بدونك ما حدل طريقي واليوم بخوت تقولي لين طبت في الغرفه داخت ...عاد والله مفحالي افكر انت امشي وانا بمشي وراك ..."
نظر الى ثوبه المعلق بالقرب منه ...." ان شاء الله ....عـ..عشره دقايق و..واجهز .."
انهت المحادثه وهي توعده ...." خلاص اجل ...تلاقيني قريب المصعد ....سلام ..." قالتها وهي تغلق هاتفها ...ابتسم وهو يقف متجها الى ثوبه .....اميمه المراوغه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
انتهت مبكرا من استعدادها ليوم حافل كهذا ...لم ترتدي ذهبها بعد ..تركته لاخر لحظه ..تأكدت من الحقيبه التي جهزت بها ملابس ابنتيها ..لا اراديا فتحت اعلى درج من التسريحه وهي تبحث عن برقعها ...ابتسمت بسخريه وهي تعيد اغلاق الدرج ..بعدما اخذت منه بخور لشعرها ..عليها ان تسأل معد لاتعرف مراسم تجمعات عائلته هنا ..هل تأخذ البرقع ان تتركه لاتعلم ...عدلت فستانها العودي الضيق البسيط فوق جسدها وهي تتأكد من مظهرها ...في ملكة قوت لم تحتك بهم كثيرا الان هي متوتره بعض الشيء ...ستكون هي الغريبه الوحيده بينهن ......مررت اناملها على الضماده اياها وهي تنزعها بلطف ...ابعدت شعرها لترى أثرها لم يكن سيئا ولازال يحمل الكدمه وبعض الدماء المتجلطه ...عدلت خصلات شعرها الذي تركته على طبيعته لتخبئه ....خرجت من المكان و نزلت السلم وهي تحاول ان لايصدر كعبها ضجيجا بخطوات خفيفه وواسعه ...
وضعت من البخور الذي في يدها فوق الفحم الذي سخنته من قبل ...عادت ادراجها وهي تمرر المبخره اسفل خصلات شعرها بأستعجال لاتريد تأخيره الوقت يداهمها ...
نظرت الى المبخره في يدها والرائحه التي جلبتها من موطنها هي الشيء الحيده الذي لم يتغير هنا ...اتجهت الى غرفته تهم بطرق الباب ...عندها فتح ذاك الباب وهو يرتدي طاقيته ويضع عقاله داخل ذراعه ...بدى يهم بالخروج ...
توقف لبرهه وهو يتأملها ابتسم لها وهو يفتح باب الغرفه أكثر ...." نصره ...كنت جاي لش ابيش بموضوع ...."
أبتسمت له وهي تدخل خلفه .....مخفيه تساؤلها بما قد يكون ..."وانا جيت ببخرك قبل نخرج ...وبسألك عن حاجه بس قول انت اول ...خير ؟؟"
التفتت اليها من محله وقد اقترب من المرآه ...كانت تلقي نظرتها على الغرفه بعدم رضا ...تشعر بأن الغرفه ناقصه للغايه والحياه بها غير مريحه ابدا ...عندها تحدث وهو يبديها ...." اسئلي جعل ما يسأل غيرش ...أبوي يالصبح اللي ابتدا بش ..."
عرف كيف يلهيها عن انزعاجها من المكان ....احمرت خديها وأحست بحرارتها ترتفع ...لم تعرف كيف ترد عليه حتى ...سوى انها اندفعت بسؤالها ..." ألبس برقي ولا ارتكه ...أش النظام يعني زي بدر ....ولا ..يعني عادي كذا مافي رجال فجأه يدرعمون ...يعني مدري فهمتني ...؟؟"
قالتها وهي تبعد نظرها عنه وتضع يدها على رقبتها ...انها خجله ....يا الهي كم هي لذيذه وطفوليه بحالتها هذه ..يرى خجلها للمره الاولى ....ابتسم لها وهي يعدل من وضع غترته البيضاء بأطراف عوديه بهدوء واتقان وتركيز ...." اللي يريحش ...اللي تبين ...لكن عندنا مافي نظام بدر وتسلمين على ولد عمش ومن هالكلام ....تدخلين في وجه النسان وتخرجين في وجهي ....ابوي او جدي هم اللي راح تقابلينهم ...."
ابتسمت بتوتر وهي تنظر الى فستانها الذي راعت الحشمه به مفكره في هذا الامر ...." مدري احس خجلانه مو مستوعبه انه بقابل احد غير رجال عيلتي ...هما كيف طيب ...؟؟"
ابتسم لها وهو يقترب منها بعد ان عدل من وضع عقاله ....." علامش ...أبوي ابوش وجدي مثل جدي صلاح مافي فرق ..."
كانت وكأنها تحادث نفسها ...." على اساس ريحتني ذحين ...."
اكملت ولم تعي اقترابه وكأنه معتاده عليه وهي تمرر المبخره بالقرب منه ..." يعني انت فاهمني يامعد ...من يوم خلقت للدنيا الين جيت عندك وانا رجال عيلتي وبس ...كيف اقابل احد جديد .."
مرر انامله في خصلات شعرها وهو غافلا تماما عما تحادثه منشغلا بقلقها المتألق هذا ...رفعت عينيها له وقد استوعبت للتو قربه ....عندها عاتبها ....وهي بالكاد تستمع له وقد كادت نبضات قلبها ان تصبها بالصمم ...." نصره القويه اللي اعرفها وين راحت ...."
ابتعدت عنه وهي تميل لتضع المبخره في الارض وتستند واقفه معدله شعرها تحاول الهرب منه ....تريد ان تحادثه فقط لاتريد ان يقترب من منطقة راحتها ابدا ....لامته بقولها ...." يامعد تعرف انه انت الوحيد اللي اضعف عندك واحكيك كل شيء وافضفض لك لتقولي قويه ولا مو قويه ...."
ابتسم وهو يمد يده لها مقتربا ....." ادري بش ..ماسهرني ليالي الا شكاويش وهرجش ...تعايل معاي اللحين ابيش بشيء تأخر ..."
نفثت نفسا عميقا وهي تبعد نظرها عنه الى يده الممدوده لها ولاتعرف بأي جزء بقوله الذي ادلى للتو تنشغل ...مدت يدها له بتردد ...ابتسم لها وهو يضغط على اناملها بين كفه الضخمه ..." ياربي يا هالخوف اللي ما ينتهي ...ماني بماكلش انا ....أمشي ..."
ابتمست له بتوتر وهي تلحقه بخطواتها لغرفه اخرى في نفس الطابق تظهر له عكس ماتبطن تماما وهي تعلم بأنه الادرى بما تبطن دوما ....
فتح الباب وهو يقدمها عليه ...." تفضلي ..."
ابتسمت تخفي توترها له وهي تتقدم بخطوات بطيئه وتبعد نظرها عنه للمكان الذي دخلت ..."زاد فضلك ..."
القت نظره على المكان الكلاسيكي المرتب للغايه وهي تبتسم برضا ....انه غرفه تشبهه جدا ...دخل خلفها وهو يراقب ردة فعلها مبتسما ...." الحمد لله حازت على رضاش...."
ابتسمت له وهي تتقدم بخطواتها ....." اكيد ...لمن قلت لي انك صلحت مكتبك توقعت كذا ...شيء يليق فيك ..."
اتجه الى يسار الغرفه ....وهو يراقبها ...." زين يعني اذواقنا تتشابه ..."
التفتت اليه ...." مره ...." كانت ستكمل حديثها لولا ان توقفت وهي تراقب ما كان امامه على الطاوله ...
اقتربت منه ببطء وهو يراقب تبدل ملامحها ..لأم يعجبها ماترى لكنها لاتستطيع ان ترفض ...حينها تحدث على ما صف امامه بعنايه ...ليس بالبهرجه والشكليات المعتاده لكنه لم يفقد قيمته الفلكيه ...." جهازش ....انشغلت بش و ماكان في وقت مناسب ...اللحين قبل تروحين لاهلى لازم تكونين لابسه منه ...واكيد الكل بيسأل عنه "
راقبت اطقم المجهورات الفخمه امامها انها تحب الذهب واعتادت ارتدائه لكن ليست بالطريقه هذه وليست اسماء الدور المصنعه الفخمه هاته ...غير العطورات الفاخره ...البخور.. والساعات اكتفت بالصمت وهي تتأملها حقا لاتعرف ماذا تفعل بها ....رفعت حاجبه وهي ترمش بعدم رضا للمبلغ الخيالي الذي صف طرف الطاوله السوداء الضخمه ...همست وهي تراقبها ...." معد ....ليش كذا ...ومهري ..والله مالمست ربعه حتى ..مرا كثير كذا ..."
رفعت رأسها له ...كان يرمقها بنظره غير راضيه .....سارعت بالاعتذار منه ....هو لم يفعل سوى واجبه في نظره ...." يامعد بالله لاتزعل مني ...بس انا مو متعوده على كذا ...والله كثير ...انا من بدر مو من الدوحه ..."
حينها تحدث برسميه يقاطعها وهو يشير على ما كان امامه ...." انا من الدوحه ...من غير قبيلتش وديرتش..هذا عرفي وعرف عيلتي ...وهو اقل من قدرش واسمي واسم عيلتي اعتبر مقصر به في حقش....العاده بينا اكثر من كذا ...يكفي لازواج ولا حفله ولاشيء ....مهرش لش...وهذا جهازش مني انا رجلش تقدير لش وقليل في حقش وحق اسم العمران بيننا ...البسي منه ...مابغى اشوف عليش شيء انا ما شريته لش...كان الوقت ضيق وحقش اكثر والخير جاي ...اتمنى انش تفهمين ولا ترفضين ماقدمته لش لو كان لي خاطر عندش ...لانه لا يمكن ترفضينه كنش ترفضيني انا .....تركتي بدر ...جيتي عندي خلاص تقتنعين بهالاختلافات البسيطه ....لو لي خاطر عندش ....رغم اني اشك ..."
وبخت نفسها حقا ....لم تفكر بأنه في مكانه ويقوم بالامر كما اعتادوا عليه ...هزتها جملته الاخيره....اقتربت منه وهي تجلس بجانبه ..." افا عليش يامعد ....لا تقول كذا ...انت خاطرك ورضاك عندي بالناس كلها ....مشكور ...والله مشكور ...ويجنن ويأخذ العقل ولك مني ما البس غيره ...بس ..."
راقبت نظرته الغير راضيه بقولها لها .....اكملت مدافعه عن نفسها ...."مو بس حقت الاعتراض لا ....بس انو هي عاجبتني ماشاء الله وحلوه لكن عمري مافكرت ان يكون لي يوم شيء كذا ...فهمتني ..."
قالتها وهي تبتسم عاجزه من ان توصل له ماتريد قوله ....متى كانت نصره الفصيحه متلعثمه ...متى كانت هكذا ...كانت في يوم واندثرت يوم لاتريد تذكره ...
همس لها وهو يأخذ اناملها بين يده التي سندها فوق ركبته ..." الموضوع انتهى ..بتاخذينها غرفتش وتتصرفين فيها شيء راجع لش ..."
ابتسمت له وهي تحاول ارضائه وهي تشعر بأن كل ذرة شعور في جسدها اجتمعت في اناملها التي بين كفه قابعه ...." حاظر ...وشكرا ..وتسلم ...وجزاك الله خير ..وتعيش وتجيب لاهلك وحبايبك يا امير ياولد الامراء ...."
ابتسم لقولها الاخير وهو يطرق رأسه ...همس مكملا ....وفي صوته نبرة صدق لا تخبأ " نصره ....اللي بيني وبينش ...بيني وبينش ...ادري بش عاقله وشيخه ومنطوقش موزون ....لكن الانسان في لحظه صفا زايد ولا كدر زايد بيقول اللي بيندم عليه ...وانا ادري بش والله اكثر من مخاليق ربي ....كلام اول ما ابيه ينعاد اللحين كل دعاويش ومطالبش تحققت " يقصد بدعواتها وثنائها الدائم عليه فيما مضى و تمني له زوجه لا تضاهى تليق به ....اكمل وهو يراقب رموشها المرتجفه وقد اطرقت رأسها ...." ... وهذاني اخذتش ..زينة بنات ادم ...ولاني بمفكر في وحده غيرش ..ودام اني وزانش مافي من ترضيني ..قلتها لش وانا صادق ومؤمن ومقتنع بها ....ادري بش تبغين لي الاحسن لكن لو عرفتيني حق المعرفة دريتي انش الاحسن لي وغايتي ومناي ...وباقي على رأيي ..و ابيش لي يانصره ....خبري فيش ...مافي احن ولا افهم ولا اعقل منش ...فكري بي و بش..يانصره انتي تستاهلين اللي احسن مني ولش على نفسش حق ...فكري بعمرش كوني انانيه ان ماكنتي انتي انانيه اجل يحق له يكون ....؟؟ والله اني ابغيش وتعبت وانا ابغيش ...وقلبي ما امتلى يوم الا بش وبذكرش بعد الله ...والعمر كله افنيه منتظرش لو بيني وبينش باب ...يانصره هاش ..." اشار على نفسه وهو يكمل ..." شفتيني قدامش هالايام وقبلها السنين لاقاصرني شيء ولاعاجز من شيء ...لكن ذا ..." قالها وهو يشير الى صدره ...." ما راد غيرش ...لو تعيشين العمر كله نافره وباعده وناسيه ...والله ما راد غيرش ولا رغب غيرش ....انا اللي ارجع من بواب بيوت الرجال لا اخطب بناتهم في اخر لحظه لا طرا لي رمشش ...وصوتش.. و وجودش ...وكلام هو يزيح الهم عن قلبش ويجمعه بقلبي ...يشهد عليش الله انش حشيمه و طيبه واصيله ولا غلطتي معاي يوم بكلمه و جريتيني بكلمه ...وذا اللي عذبني ...يانصره تلوميني ان مارضيتها فيش وتزوجتش ومعاي في بيتي حطيتش ...يكفيني تردين لي الصوت ...غلطت في حقش يوم كنتي تفضفضين لي وتعجيني اخو وانا اهوجس بش....وكل ما انقطعت عنش وقلت توب ياقلب ...يردني صوتش ..خذيتي غيري ...مانمت ليلتها ..وباكرها ...وعقبها ...وعقبها ...حر في جوفي ...هزيمه قهر ...وقلت بتوب ...ورجعت قلت ياربي بس بسمع صوتها ...بس بتطمن عليها واجيرها من ضيم الايام لابد يوم في حياتها بتنساني ...وتترك عادتها ...انا ما الومش انتي كبرتي في عيله عودوش انه ولد العم والعمه اخو ...عودوني لكني ماقدرت ...بزواجشش انقطع الامل في صدري ...لكن ما انقطع غلاش ومكانتش ...ولافكرت بش بعدها بمثل ما تعودت اني افكر ...انتي الشعور اللي ماعرف غيره ولا عرف كيف اوصفه لنفسي ....و الله اني شاريش من يومي ...لكن القدر اقوى مني ومنش ...وما كان يومنا ....اللحين يانصره دامه جا يومنا ...لا تبخلين علي ...بيني وبينش ثلاث شهور ...ما ارتحتي والله ما اغصبش على شيء ...ولو تقولين لي اذبحك عمرك قلت تم ...وان قلتي لي انا لك ...يافرحتي بقضيها سعب من الدوحه الى نجران ..."
قال جملته الاخيره وهو يحاول ان يخف من فيض مشاعره هذا ....لا يعلم ماذا اجج في داخل الهادئه المرتجفه بجانبه ....ماذا ايقض اعترافه ...ماذا أخذ وماذا اضاف لهذا الكيان المعقد بجانبه ...لهدوء صوته وعقلانية قوله ...وقع كبير على هذا القلب الكسير ..القلب المنقاد ..لم تكن تملك لحظه الصدق هذه سوى دموعه ...كم هي اضعف من كل هذا ...رفعت يدها التي لازال يحتفظ بها ويدها الاخرى وهي تشبك اناملها فوق كفه اسندت رأسها عليها وتركت المجال لدموعها ان تنهمر هي من تملك حق الحديث عنها ...فلو تحدثت هي حتى لن تصدق نفسها ....
هذه ضريبه الكتمان ...هذه ضريبه النسيان ..فقدان المصداقيه ..فقدان الروح في احديث قد يصف مشاعر كنا قد وأدنها كنا قد ظلمناها كنا اخترنا ما لم تميل له قلوبنا ..
:
أبتسم بحزن وهو يطرق رأسه فوق رأسها و يأخذ نفسا عميقا من رائحتها ...لقد ارتاح الان لقد ازاح الحمل عن صدره لقد افضى اليها بكل شيء ...لتختار هي ...ليترك المجال لها...
همست وهي تنظر الى ما قد صف امامها وكأنها تحادث نفسها ....." انا اش سويت عشان ربي يرزقني فيك ....وتلومني اذا استقليت نفسي في حقك ..."
قبل رأسها وهو يعارضها ...." كامله يالشيخه والكامل وجهه ...مانقص منش شيء ...لو بس تفكرين بنا شوي لو تتركين عنادش على جنب يوم ..."
ارتجفت شفتيها وهي تأخذ نفسا عميقا وتفصح عما في دواخلها وقد استلهمت من صراحته مسلكا ...." أخاف ...أخاف اغلط في حقك ..واقصر ..وانت ماتستاهل ..."
عارض قولها ...." التقصير منش احب لي من الكمال من غيرش ...وبني ادم مقصر ولاهو معصوم من الخطأ وادري بش ما راح تقصرين في حقي ...ولو قصرتي بقولش مهوب كاتم علشانش ...لاني ادري انش ماترضين علي ...خلينا نرتاح يانصره ...انسي كل يوم وكل موقف لش قبلي ..ونبدأ من جديد ..هذاش اليوم في بيتي وانا اللي فقدت الامل ...الدنيا تتبدل ايامها يا نصره عيشيها .."
اخذت نفسا عميقا وهي تتمالك دموعها ....ان كانت تجيد شيء ..فهي ماهره لا تهزم في الكتمان ...كم تكتم من حديث ودمعة وشكوى وشعور هذه اللحظه ...كم تكتم مفاجئتها وخوفها وتخبطها هذه اللحظه ...كم تكتم مشاعر ورغبات لا طائل لها ولا مُنتهى ..كم كل كان قوله لذيذ مستحب ومريح لقلبها ..كم كان ذا وقع عظيم و مزعزع و مباغت على ذهنها ...
شددت من قبضتيها فوق كفه التي لازالت تستحوذ عليها وهي تقبلها ...وضعتها على صدرها تحتضنها وهي تنظر لما امامها محاوله انهاء هذه اللحظه الصادقه التي تمحي معظم مخاوفها وافكارها ....تريد ان تحتفظ بها لا تريد ان تتخلى عنها بسهوله ...بدونها هي ضعيفه للغايه ...ومعها ايضا هي ضعيفه ....لتختار الضعف اللائق بها فقط ...
أبتسمت تمحي اثر دموعها ...." أش رايك ...؟؟ أش البس منها اليوم انت الادرى ...؟؟"
أبتسم لقولها وهو يراقب كم هي عصيه ...." اللي يعجبش ...أهم شيء الدبله ...لا تهزئني امي ...تراها فرع قوت في قطر ..."
أبتسمت وهي تمد يدها للعلبه امامها التي عرضت دبله فضيه لامعه وفخمه ...." لا اخر شيء نبغاه زعل عمتي..."
قالت جملتها وهي تهم بأخراج الدبله من العلبه بأعتياديه الفتها ....الا انها راقبت يديه التي تمنعها وهو يأخذ العلبه منها ...لم ترفع رأسها اليه تشعر بأنها في حياتها كلها لم يمرها خجل او توتر كما يمرها عندما تكون بقربه وبجانبه ...وكأنه معد أخر اكتشفته للتو ...
تناول اناملها وهو يدخل الدبله في اصبعها ..تأملت فعله بعدما انتهى و ضغط بيده فوق اناملها التي جمعها ...تأمل التماع الدبله فوق اناملها ..نهاية الصبر جميله جدا ..رفع يدها ليقبل ظاهرها وهو ينظر الى محياها الذي اطرقت بخجل ..
فضحتها رجفتها ..نصره اخرى ...انثى اخرى تظهر عندما يعاملها هكذا ...أبتسم وهو يبعد يدها عن شفتيها ويراقب الدبله في يدها ....." أن شاء الله تكون اعجبتش ..."
ابتسمت تخفي رجفتها ...وهي تمرر ابهامها اسفل الدبله لتعدل وضعها ...." حلوه ...تسلم ..."
أبعدت رأسها للجهه الاخرى وهي تنظر حيث موضع قدميها هاربه من تحديقه بها ..وكأنه يحادث نفسه احاديثا طويله ..أحاديث ووعود قديمه تحققت ..وقفت بهدوء وهي تعدل هندامها و وتمرر يدها داخل شعرها ....." طيب ..أنا تكه واجهز لا أأخرك ...."
استمع لرجفتها الظاهره في صوتها وهو يقف لوقوفها ....." انا انتظرش تحت ....أهم شيء لاتنسينها ...."
قالها وهو يشير على ما خلفها ....نظرت الى حيث اشار ...." حاظر ...ثلاث دقايق بس وانا عندك ...."
:
:
راقبت خروجه وهي تلتفت للمكان الخالي حولها وتنفث نفسا عميقا ازاح بضع مافي صدرها ..وضعت يدها على قلبها تهديء من عنفوان نبضه ...لايعلم هذا المعد بأن كل مايقوم به غريب وجديد عليها ..الحيره والتشتت التي تتعاظم بداخلها بأفعاله هذه ...
كان الله في عونها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
تشعر بكأبه غريبه تسيطر عليها هي لاتفهمها ...أغمضت عينيها بأنزعاج وهي تراقب حدة سقوط اشعه الشمس على سعف النخيل في الخارج ...
تثأبت بكسل وهي تراقب اقتراب بوابة المنزل الخارجيه الضخمه التي أخفت خلفها كل قصصها وماضيها ...تمنت لو ان لاتدخل لكن تبعثرت امانيها وهي تراقب البوابه تفتح ..
نظرت اليه مزاجه السيء ينبعث حتى من خلف عدسات نظارته السوداء الداكنه ..نظرت الى ساعتها تبقى دقائق فقط عن صلاة الجمعه ...انها حتى لم تحسب كم يوما لبثت معه هناك ...اكتفت به فقط وتوقف الزمن في ذهنها ...
لربما هي تحتاج بعده ..أليس كذلك ...لتهذب اضطراب دواخلها هذا ..لتهديء من العنف الغير الامن الذي يجتاحها ويجذبها نحوه دون سابق انذار ..
توقف امام البوابه دون ان يطفيء محرك سيارته .....همس وهو ينظر الى باب المنزل ..." بأصلي وانزل المدينة ....مدري متى راجع ..توصين شيء ..."
مدت يدها لمقبض باب السياره وهي تنظر اليه وهو يبعد نظره عنها ....غضنت جبينها بأنزعاج ..." سلامتك ..انتبه لنفسك ...." لم تشعر يوما بأض
راب مشاعرها كهذه اللحظه فرحتها وندمها على مافات من الايام لاتعرف تضن بأنها تسرعت وبأن ماحدث ليته لم يحدث بينما يشعر جزئها الاخر براحة وانتماء كم هذا مزعج ...
لم تنتظر رده وهي تترجل من السيارة متجهه الى باب المنزل لم تلتفت له ...واغلقت الباب خلفها بهدوء وهي تستمع لصوت ادارة عجلات السياره على الحصى في الخارج ...
:
:
اخذت نفسا عميقا وهي تلقى نظره على المكان...نزعت نقابها وهي متجهه لصعود السلم بهدوء ..سمعت صوت رافد وهو يحادث الخادمه ...." فين البخور ..بسرعه بروح اصلي واروح بيت عمي صلاح ..."
ابتسمت بسخريه ....كلما كبر كلما اصبح يشبه ابيه كيف لم تلاحظ هذا من قبل ..لاتود ان ترى احدهم ابدا ..
الى انها عندما اقتربت من الباب كانت تلك قد خرجت من غرفتها ....توقفت لحظه وهي تنظر اليها ...وكأنها لا تستوعب وجودها بقدر ماهي تمقتها ...
كشرت لها وهي ترفع حاجبها بأستهجان ....." أنتي رجعتي ....مدري متى الواحد يفتك منك ...؟؟"
كانت تشعر بنعاس كبير وليست في مزاجها ابدا ....أبتسمت لها بسخريه وهي تبدي استغرابها ..." واو ...ماعرفتك وانتي في البيت ..."
رمقتها هنده بنظرتها التي تتلضى شرا وتمنت لو انها قتلتها بنظرتها وهي تتجاوزها لهبوط السلم ..." بنت الــــ...."
زمت قربى شفتيها وهي ترفع حاجبها وتشدد على قبضتها ...هنده حقا مريضه ...لكن كم تكره هذه الالفاظ التي تنعت بها ابيها ..انه اطهر من ان تذكر اسمه هذه الحمقاء ...
:
اخذت نفسا عميقا وهي تخرج هنده من رأسها كما اعتادت دوما ...القت نظره على غرفة اميمه الصغيره تشتاق لها حقا ...ولاتود ان تدخل غرفتها ..لكنها تريد بشده ان تستح وتصلي ..
ما ان فتحت باب غرفتها المظلمه حتى سمعت صوت الاذان من المسجد القريب ..فتحت الاضاءه..تأملت غرفتها التي لازالت تقبع في فوضاها ..رمت حقيبتها على الارض وهي تغلق الباب خلفها ...
اتجهت الى دورة المياه ..استحمت سريعا وارتدت ملابسها وخرجت لتصلي ..انهت سورة الكهف ..وقفت تترك سجادتها وهي تنظر الى غرفتها وقد انشغل ذهنها حتى هرب النوم منها ...رتبتها بخفه وسرعه معتاده عليها ...
:
حينها فُتح باب الغرفه ...التفتت قربى للداخله الخجله...فتحت ذراعيها وهي تبتسم لها بشوق ..." هلا بعمري انا ..."
اقتربت تلك لها ولم تغفل عن العتاب في عينيها ....اقتربت منها قربى مسرعه وهي تحتضنها بكل قوتها وتقبل رأسها ...." ياعمري انا ياروحي وحشتيني ...مره وحشتيني ..."
شددت تلك على خصر قربى بين ذراعيها ...وهي تلومها بذعر ...." انا حسبت انك مشيتي خلاص وماقلتي لي مع السلامه ....انتي وعدتيني انك ماراح تمشين ..."
رفعت قربى رأسها لها وهي تلوم نفسها اكثر وهي تقبل جبينها ..." ياعمري انا كيف اتركك وامشي ...بس رحت كم يوم ورجعت ..."
تسألت تلك غير مقتنعه ...." فين رحتي ....؟؟ طولتي ..قمت من النوم مالقيتك ..."
ابتسمت لها قربى وهي لاتعلم ان كانت مستعده لقولها لها....." امم كان عندي شغل في المدينه مع خاله اميمه وطولت....أسفه ..."
غضنت الصغيره جبينها ...." بابا كان معاكي ..."
هزت قربى رأسها بالايجاب ببطء وهي تسرح بنظراتها متردده ...لكنها سألتها ..." اممم ...كان معايا ..."
جلست الصغيره على طرف السرير وهي تتسأل بحزن ..." صح بتعيشون لحالكم ...؟؟"
غنت قربى جبينها بأستغراب وهي تقترب منها ...." لا حبيبتي ...كيف اعيش من غيركم ..هذا بيتنا كلنا ...."
كانت ستكمل حديثها لولا ان اتسعت حدقتيها للأثر أعلى ساعد الصغيره ....مدت يدها وهي تتناول يد الصغيره وترفعها ....ابعدت كم بيجامتها لتشهق ....ارتجفت يدها وشفتيها للكدمه التي غطت ذراع الصغيره النحيله ...وقد دكن لونها وتخثرت دماء جرحها ...." ميمي اش هذا ...؟؟"
قالتها وفي صوتها هلع وداخلها اعظم مخاوفها ....ابتسمت الصغيره وهي تغطي ذراعها ...." كنا نلعب في حوش المدرسه بالمويا والبنات الصغار دفوني على حدة البراده ...."
الا ان قربى لم تقتنع لحديثها وهي تعيد رفع كم بيجامتها عنه ...." أشوف ...ليه منظره كذا ...مين هذول البنات اللي دفوكي ....يعورك للأن ...؟؟"
كان الالم هو مايغطي ملامح قربى ....وهي تراقب الجرح مكشره ...الا ان اميمه الصغيره ابعدت يدها ..." لا مايعور ....والابله عاقبتنا وقالت لاعاد تلعبون في المويا ..."
رفعت قربى رنظرها لعين الصغيره وهي تحذرها ام تأمرها شيء من هذا القبيل ...." اميمه ....قولي الصدق ..."
تأففت الصغيره وهي تبتعد عنها ...." عمه قلت لك كنت العب ..."
نفثت قربى نفسا عميقا ....لربما هي تعظم من الامر فقط ...ومخاوفها القديمه هي ما يجعل منها حريصه كل هذا الحرص عليها ....بررت خوفها لائمه ..." اللي يلعب يسوي في نفسه كذا ...عيب انتوا بنات ...ميمي لو ادري انه في احد يأذيك وانتي تكذبين علي ...راح ازعل منك ...قولي لي ...؟؟"
تنهدت الصغيره وهي تستلقي على السرير ...." محد يضربني ولا شيء...اصلا اللي بتضربني بضربها .."
ابتسمت لها قربى وهي تستلقي بجانبها .....مراقبه ملامح الصغيره تبحث عن اجابه لشكها ..." لاتضربين احد ..خليك ليدي ومحترمه حالك محد بيمد يده عليك ...انت بنت عمران العمران ..اميره يعني ...والكلمه الطيبه هي اللي تبقى ماله داعي العنف وحركات الاولاد ...طيب...."
:
ابتسمت الصغيره وهي تمرر خصلات تلك بين اناملها ...." حاظر ...فين رحتي ...؟؟"
ضحكت قربى لقولها وهي تغطي ملامحها بأناملها خجله ...." ليش تسألين كذا ..."
هزت الصغيره رأسها بالنفي وهي تراقبها ...." بس ..وجهك مبسوط ..."
ضحكت قربى وهي تعتدل في استلقاءها .....معيده قولها" وجهك مبسوط ...لايسمعك ابوك اش الكلام المكسر ذا ...." خفتت ابتسامتها وهي تراقب محيا الصغيره ...قلوبهم رقيقه فلا تخفى عليهم مشاعرنا ابدا ....تحدثت وهي تتأمل الفراغ ....." مبسوطه ...الحمد لله ..ومرتاحه ...ونعسانه ..."
ضحكت الصغيره لقولها الاخير ...." حتى انا ...؟عادي انام عندك ..."
تأملت قربى غرفتها ....." عادي انا انام عندك ...؟؟"
ضحكت الصغيره وهي تغادر السرير بحماس ...." أكيد ..."
أبتسمت قربى وهي تترك السرير لتلحق بها ...اغلقت اضاءه غرفتها وبابها وهي تراقب تلك تستحثها على اللحاق بها ...خفتت ابتسامته وشعرت بهم ومسؤوليه كبيره وهي تفكر بكدمتها ...
لتنام الان ولتفكر عندما تستيقض ...انها مشوشه الان ..وتحتاج للراحه ..
القت نظره على باب جناحه وهي تهم بالدخول لغرفة ابنته ..ابتسمت بحزن للحلم الجميل الذي مر بها ولاتعلم كيف سينتهي ...لكنها تشعر بأنها تريد رؤيته الان ....ياه كم هذا مشوش و معقد ...اغلقت باب الغرفه خلفها بهدوء ..سيكون مل شيء على مايرام ...الامور بدأت تتخذ مجراها عليها ان تستمر بالصمود فقط كما اعتادت ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كانت خطواته هي الصوت الوحيد في المكان الخاوي المظلم نسبيا ...فتح باب جناحه وهو يمد يده يفتح الاضاءه ...
فتح اعلى زر من ياقة بذلته الرسميه ..وهو يتجه الى مكتبه ..لم يفتح الاضاءه كلها ..وضع الملف الذي في يده على متن مكتبه ورمى فوقه مفتاحه ..اتجه الى كرسيه ..جلس وهو يتأمل الملف القابع على طرف المكتب ...حسنا ..منذ هذه اللحظه كل ما كان يسعى اليه وكل مهامه واهتمامته و روتين عمره قد انتهى ...هو متقاعد رسميا ..لكنه لا يعلم ان كان مستعدا على ترك نمط حياته هذا ..وبدء حياة اخرى كما خطط وكما رغب ابيه ..أن يستمر بمشيخة قبيلته التي تخلى عنها ..ويستمر بأدارة اعمال العائله جنبا الى عمران الذي اعطى كله لهذا العمل الشاق ...
و .... يتفرغ الى ابنتيه ..والداخله الجديده ..من لم يشعر بعجز يوما ما في حياته سوى امامها ..بمن لم تظهر عيوب نفسه اليه الا في وجودها ..الا في لطفها وحديثها وعظيم مشاعرها ..
نزع قبعته العسكريه وهو يمرر انامله في شعره ويرتاح في جلوسه ولازال سارحا ...يشعر بفراغ كبير بعد ان عاد من المسجد للتو ولا يعرف مالذي يفعله الان ...لقد انهى ما اتى لجده لاجله في ساعات ...عليه ان يحادث عمران ..عليهم ان يلتقيان عاجلا ليتفقا على اعمالهم سويا لايعرف كيف سيعيش يوم فارغ واحد ...
رفع رجلا فوق الاخرى الا انه احس بشيء ما يشتبك في حذائه العسكري الثقيل ...ابعد الكرسي الا الخف قليلا وهو ينظر الى موضع قدميه ...غضن جبينه مستغربا ما قد يكون ..مد يده اليه ليأخذه ...
نظر الى الادراج امامه بعدما تبين ماهو ولم يحتج لثانيه ليستنتج كيف وصل الى هنا ...رأته ..كيف نسي بأنه هنا ..لكنه لم يتوقع بأنها ستفتح الدرج هذا ..كان يريد التخلص منه مره لكنه نسي ...أو لم يقوى لا يعرف ..
شرد بنظراته للفراغ ولازال يحمل القميص القطني بين يديه ..وقف بأستعجال وكأن هناك من يستحثه على عليه وهو يأخذ مفتاحه ويتناول الملف ويضعه في الخزنه ..
اغلق الاضاءه وباب جناحه وهو ينزل السلم مسرعا ....لايحتاج لاسبوع كي يفهم ...

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
اخذت نفسا عميقا وهي تعدل نقابها ..وتلتفت له وقد اوقف السياره وهم بمغادرة فناء المنزل الواسع ..طرقت الباب ..لم تلبث لحظه حتى فُتح باب المنزل ..
ابتسمت للمنظر خلفه ...وكأنه بيت جدها وجدتها تماما من حيث الازدحام ..الصوت ..والروح به ..
دخلت وهي تلقي السلام على الخادمه التي فتحت لها الباب ..نزعت نقابها وطرحتها وحررت خصلات شعرها وهي تلقي نظره سريحه على المرآه بجانب الباب لتخبئ جرحها ...
لن تلاحظ بأن الكل توقف عما يفعله واكتفوا بالنظر اليها ....
كانت عمتها منوة تمر من المكان وهي تهدد حفيدتها ....." نوره ....علاج جدتش فاطمه وينه ...؟؟"
توقفت وهي تنظر الى ابنة اخيها بأستغراب ..حينها استوعبت ...تلقفتها بالاحضان وهي تعتذر لها ...." ياعمري ما انتبهت لك ....ياحبيبتي والله نور بيتنا...ياعمري انتي يامالي ياريحة بدر ...ياريحة اهلي ...الله يحيك ياعمري ..والله بيتنا اليوم نور ...نور ...سامحيني يابنتي والله ما انتبهت لك مع الزحمه ...لاتزعلين مني ما انتبهت والله "
ابتسمت نصره بتقدير لها وكادت ان تدمع عينيها انها مقصره حقا في حق عمتها فهي لم تزرها من قبل في منزلها ...قبلت يدها ورأسها" حبيبتي عمه هذا نوركم ...استغفر الله كيف ازعل منك ...ماشاء الله بيتكم مليان الله يديمها عليكم هالجمعه "
:
اقتربت احداهن وكانت الاكبر بين الفتيات والاطفال الذين انشروا في المكان ....مبتسمه بجمالها الهاديء " ياهلا ...أشهد انش نورتي ...يازينش ...اهل عمتي طيبكم من طيبها .."
قالتها وهي تلقي السلام عليها ....لقد قابلتها في ملكة قوت لكن نسيت من تكون مع الازدحام والضجه ابتسمت عمتها وهي تراقبها ...." هاذي زوجة ثاني ...أم حمد ..."
ابتسمت لها قربى ...." ياهلا ....اخيرا شفناك بنات عمتي مالهم الا سيرتك ...عن الملكه لو قابلتك اعذريني زين كنت ادل طريقي ..."
عذرتها تلك بلطف ..." تسلمين تسلمين ...حبيبتي معذوره ..طمنينا عنش ...اخبارش..علومش ..كيفها الدوحه واهلها معش...؟؟"قالت جملتها الاخيره وهي تغمز بأبتسام ..
احمرت خدي نصره خجلا وهي تبعد نظرها عنها وتهمس ..." الحمد لله ..الحمد لله .."
راقبت ابتعادها وهي تثني احد الاطفال عن أذى هم بفعله ...." معد ...معد ..."
رفعت رأسها لقولها وهي تتأمل الصغير المبتسم بشقاوه وقد تعثرت خطواته ...أبتسمت عمتها وهي تراقب نظراتها ....واضعه يدها على كتفها تستحثها للحاق بها ...." ولد ثاني الصغير ...جده حمد سماه معد ..يقول ان شاء الله يطلع زيه ..."
ابتسمت نصره وهي تخطو بجانب عمتها وتنظر للصغير الذي رفعته امه ...." ان شاء الله ...ماشاء الله الله يحفظه .."
سألت عمتها بلهفه ...." عمه فين بناتي ......؟؟"
ابتسمت لها عمتها وهي تستحثها لصعود السلم معها ...." نايمات في غرفة قوت ...امس ليلهم وصباحهم اليوم مع بنات وعيال هيا واخواتها انبسطوا ...ياليت نومتهم على 7 الصبح ...لاتصحينهم ..لا جا الغدا نصحيهم ..."
ابتسمت نصره بشوق وشكر لعمتها ...." ياعمري ياعمه تعبتك..."
عاتبتها عمتها بحب ..." لاتقولين لي كذا ازعل ....دخلتهم علي بالدنيا وغلاهم من غلا باقي احفادي ان كان ماهو ازود ..."تأملتها بحب واهتمام ..." انتي كيف حالك ..معد كلمني امس وصوته ماهو شيء...يقول تعبانه ..."
ابتسمت لها بخجل من لطف ذاك...." حبيبتي ياعمه ...لا الحمد لله تمام ...بس تعبت معد معا يخجلانه منه والله ..."
ابتسمت لها عمتها وهي تثنيها عما قالت وفي عينيها حزن قديم له ...." يوه يانصره ...انتي تتعبين معد .."
اخذت نصره نفسا عميقا وهي تبتسم لحديثها التي تضن بأنها تفهمه ..سبقتها عمتها وهي تدلها للغرفه التي همت بفتح بابها ...." خذي راحتك ..وصلي وغيري بناتك ..ومتى مانزلتي انزلي ...تسلمين على البنات تتعرفين عليهم تروقون مع بعض "
:
سألت بتقدير ....." والجده موجوده ابغى اسلم عليها....."
ابتسمت لها عمتها وهي تفتح اضاءة الغرفه وتلقي نظره على الصغيرتين اللاتي غرقن في نومهن ...." اكيد هنا ..الجد والجده عايشين هنا ..من يوم مارجعت من اميركا وانا عايشه معاهم ولافكرت اطلع من البيت ..."
تفاجئت نصره ...." ماشاء الله ....مشاء الله ..والله بركه يابختك ياعمتي في برهم..."
أبتسمت عمتها لمبدأ الفكر الذي تعتنقه ....." الحمد لله ....انا ذحين نازله ..خذي راحتك انتي في بيتك وبين اهلك وناسك ..."
شكرتها وهي تؤكد قولها ...." حبيبتي ياعمه اكيد ...ماتقصرون ..."
ابتسمت لها عمتها وكأنه تريد ان تملىء عينها منها وهي تنظر اليها ...مررت يدها على كتفها " ياعمري انتي ...الله يحفظك ويسعدك "
راقبت خروج عمتها ..حسنا بوجودها لاتشعر بأنها غريبه ابدا ..التفتت الى السرير وهي تقترب من ابنتيها ....وزعت قبلاتها بينهن وهي تحتضنهن حتى انزعجن لفعلها ...كم هي مشاقه لهم ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
لم يرفع عينيه لها ..ولم يفكر حتى ..انه كعرف العيب في حق المراه الغريبه لدى البدوي حتى لو كانت تجلس ملاصقه له ..
كان يسبقها هي واخته بخطوات وقد انتهت الخطبه منذ زمن و خف ازدحام المصلين ..أخذت نفسا عميقا وهي تقف بجانب اميمه وتعدل فتحة نقابها ..حرارة الجو في الخارج خانقه وليس كأن الشتاء على مشارفه ..
حادثتها اميمه عن تخبطها في معرفة المصعد ...هزت رأسها لها بالايجاب وهي ترفع رأسها ..كان ذاك يقف امامها وهو يطلب المصعد ...كانت اقل من ثانيه فقط ..لكنه رفع عينيها لها وكأنه شعر بها ...
ابعدت عينيها عنه وهي توبخ نفسها ...كيف تقول اميمه بأنه مريض أنه اصح جسدا من أي رجل عرفته في حياتها ...هي فقط عصاته التي تلازمه ما يدل على مرضه ..
رفع عينيه وهو يأخذ نفسا عميقا كان جلوسه خاطئا طوال الخطبه يشعر برجله تؤلمه للغايه ..كانت قريبه منه تقف خلف اخته لم يلاحظها ..الا ان من سوء حظ عينيه انها اصدمت بنظراتها التي لم تزدها بقايا كحلها سوى حده وجمال ..
في لمحة عينيها هذه رأى الكثير ...لون الجبال من حيث اتت ..العزه البدويه القديمه ..وحزن وانكسار قديم ...
أبعد عينيه عنها وقد كان طوال وقته لم يفكر الا في موضوعها الذي ادلت به أخته دون سابق انذار ..
دلف الى المصعد الذي فتح بعد طول انتظار ..ابعد نظره عن مكان دخولها ...دخل بعدهم زوجين من جنسيه اجنبيه ...وتحرك المصعد ..
رفعت اميمه نظرها بتعب وتملل في المكان حولها ..كان اخيها منشغلا بهاتفه الذي اخرجه للتو ..وبخوت تنظر حيث موضع قدميها سارحه ...
اعادت نظرها للزوجين امامها ..كان ذاك يقبل يد زوجته هامسا لها بقول ما ....
علقت على ما رأته هامسه بسخريه مثلت الحسره ...." ربييع ..ربييع ..."
رفعا رأسيهما لقولها ....أبعد صياف عينيه مبتسما لقول اخته ..الا ان من حظ بخوت حين رفعت رأسها كان ذاك يقبل خد زوجته دون ان يراعي وجود شخص اخر ...شهقت خجله وهي تبعد نظراتها وتغطي عينيها بأناملها ..." يه يه ...ياحري ..."
:
رفع رأسه غير مصدقا الكلمه التي سمعها للتو ..همست لاميمه وقد كاد خجلها ان ينفذ من المكان الضيق ...." ياربي سترك ...قلة حيا ..الله يحمانا كن مايمهم أحد"
التفتت لاخيها الذي كان يحدق بتلك بشبح ابتسامه مستغربه ....لكنتها بدويه عذبه للغايه تشبه لكنة امه وخالته قوت ...ضن بأنه نسي هذا الحديث ...حتى جلبته بكل رقته وجماله له في هذا الموقف العارض والمكان الضيق ...
كانت تهمس ناسيه وجوده ...لكن صوتها واستهجانها الحيوي النادر القديم قد وصله ...ابعد نظره عنها وهو يعيده لهاتفه ..وقد ارتسمت ابتسامه خافته على شفاه ..ليس لشيء سوى لأستغرابه بأنه لازالت هناك انثى بل فتاه في هذا العمر تحمل هذه الصفات القديمه ..
تأملته اخته لوهله وهي تبعد نظرها عنه ..اعادت نظرها لبخوت التي ابدت تمللها من الوضع الذي هي به ..الموضوع اكبر من تفكيرها و تحليلها له ...لكنها تود بشده ان يتم بينهم ..تود ان يرتاح اخيها اخيرا ..وتود الامان الذي سيوفره لبخوت بشده ..
ان تفاتح بخوت بالموضوع ايضا صعوبه هي تفكر بها كثيرا ...لكن كل هذا هين عند تحريا لرأي أخيها ....ليته يقتنع ...
هل تحادثه مره اخرى ...؟؟ لاتعلم ...لتتركه اليوم ان لم يعيد فتح الموضوع معها ستعيده له في الغد ..المهم ان يتم الامر في اسرع وقت ممكن ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كان يجلس في صدر مجلس جده ..ثالث جده وابيه ...وقد رفعت سفرة الغداء للتو ..وسينفض المجلس بعد لحظات ...
لايعلم متى كانت اخر مره قضى الجمعه في بيت جده لابيه ...لربما منذ شهر او شهرين ...يشعر اليوم بأن المكان غير كل مره ..بأنه رحب و حماسي ...وبأن لقاءها اخر النهار سيكون اجمل ما بهذا اليوم ...
كانت هذه دواخله بينما خارجه كان كما اعتادوه ..الهاديء الرزين ذو القول الموزون والمقام المرموق ...فكما كتم حزنه يوما يكتم حماسه اليوم ..
وقد بدأ المجلس الواسع يعج بأطفال العائله الذين اتجهوا للسلام على جدهم واعمامهم ..كان اخيه يجلس بجانبه وهو متورط حقا بحركة ابنه الواسعه ..عدل عقاله وهو يحكم من جلوس ابنه على حجره ...وذاك يحاول الهرب عبثا .....لام اخيه ..." سميانه معد أملا يطلع عليك ..خذت العقل كله عنه وخليت له الشطانه وورطنا فيه انا وامه .. "
ابتسم له معد وهو يمد يده له ويقرص خده الممتلىء ...." زين السمي ...رجال ..اترك له المجال يثبت نفسه بس..."
غضن اخيه جبينه للغريبه بين الاطفال ...اومأ له بنظراته عليها ...."هاذي من ..؟؟"
رفع اخيه عينيه لقوله ....كانت تلك الصغيره الرقيقه بعينيها الكحيله الواسعه وشعرها الاسود الناعم وغرتها التي زادت من حده لون بشرتها الفاتح ...وفستانها الوردي الانثوى الذي زادها رقه ...التفت حوله خوفا من ان يلمح احدهم جمالها الذي كادت ان تأخذه كله من امها ...
:
الا ان لا احد يعرف امها هنا سواه ....ناداها ...مبتسما لوجودها ..." في ...تعالي خالي .."
انتبه المجلس لوجودها و بدأو يحيطون جمالها ورقتها بالثناء والدعاء ...اقرتبت تلك بخطوات خجله وقد انقذ حيرتها وجوده بين الاغراب ...
تلقفها بخفه وهو يضعها في حجرها ويقبل خدها الممتلئ...شخص واحد فقط كان لم يعجبه مايرى ...
تحدث عمه وهو يراقبها تجلس خجله في حجر ذاك ...." يامعد ترانا بنخطب من عندكم ....سلطان يقول بنت عمي معد كيكه ..."
ضحك ثاني لقوله ..." الحجازيه جابت راسه الاقشر .....هاذي لعيال عمها العمران والله مارخصوها لكم ..."
ابتسم معد وهو يقبل يد الصغيره التي جلست في حجره بهدوء ...دون ان يلتفت لنظرات جده التي احس بها ..وكأنه يستمع للقول الذي يدور بذهنه الغير راضي بكل هذا ..
:
عندها اثنى من في المجلس عن رجال عائلتهم وصلاح من يكبرهم ..بدأ المجلس يخلوا تدريجيا من مرتاديه لقرب صلاة العصر وانتهاء اجتماعهم الروتيني ..
بينما هو جلس في مكانه يراقب الخارجين ..وقد استسلمت الصغيره لنومها الهاديء منذ وقت طويل في حجره ...لربما شعرت بما في قلبه ..لربما استلهمت الامان منه ...الصغار يعرفون كل ما بالقلوب ...
خلى المجلس تقريبا سوى منه ومن جده وبعض شباب العائله الذين هموا في مغادره المجلس ببطء...وكعادته لا يترك مكان قبل جده ...
:
التفتت اليه جده بعدما خلى المكان تماما ...." بنات عمامك ...بنات عمانك ...الدوحه ..قطر ومن فيها ...ضاقت بك ..يوم تأخذها .."
استمع للوم في صوته الجهوري المسيطر ....لم يتحدث ليتركه يتحدث يريده ان يتحدث كي يتبين كل شيء ويعرف كيف يرد ...." يوم مارضوا فيها عيال عمها تاخذها انت ...اش ناقصك انت ..من العمران والنعم فيهم لكنها ماتقل عنهم ....تأخذ بنت الـ.." معيبا اختلاف مذهب امها الديني ..
حينها استغفر معد لقوله ....." ياجدي كلنا نشهد انه لا اله الا الله ماله داعي هالكلام ..."
دافع جده عن قناعته ....." ونعم بالله ...ماقلنا شيء...عيال عمها اولى بها ..خطا عمهم خذا امها وهم غطاه ...يوم ابوك اخذ امك ...ماكان له لابنات عم ولا بنات خال ...وقال يبه ابيها ونعم الرجال كان صلاح ...لكن انت غير ابوك ...بنات عمك اولى بك ..طب بينهن وتخير ...وارمله ..وام ..وماندري عنها لاطيبها من شرها ...انت وش ناقصك يومك تاخذها ...ودي احلف تاخذ عليها من بنات عمك ..."
حينها قاطعه معد وهو يضع الصغيره من حجره بجانبه ويقف امامه ...." جدي ..كاني وقفت قدامك ...ورجال ومسؤول عن كلمتي وقولي ولاني بمستحي والكلمه اللي بي حيا منها ببديها ....ياجدي انا رجال هويت ....وبنت خالي مارضيت عليها الا انها تكون حلالي ..ولالي على قلبي سطوه او خلاف ..."
:
حينها صمت جده وهو ينظر اليه بحاجب مرفوع وعدم رضا بقوله الا انه هذا معد الذي اعتاده وهذا الرجل الذي يعرف ....فمسألة عدم رضاه هذا على ابنة خاله يتفهمها منه ...
حينها وقف جده وهو يلقي نظره على ابنتها النائمه ...." بعد العصر تجيبها لي ..واشوف ...."
رفع معد حاجبه بعدم رضا عن السطوة الجائره في قول جده ...وكأن الموضوع يخصه هو فقط ...وقناعاته القديمه ...
همس وهو يبتعد عن طريقه ...." اللي تأمر فيه طاله عمرك ..." راقب خروجه ..ومن ثم تناول هاتفه من جيب ثوبه ..طلب رقمها ...يريد ان يسمع صوتها هذه اللحظه ...لم يرضا ابدا بالنبرة التي تحدث بها جده عنها وشعر بنفسه ملوم فيها ..
كانت تجلس بجانب عمتها ...لازمتها طوال الوقت هي ايضا اتت من عائله وتفهم بنات العم كيف يكونون رغم لطفهم الا انهن كانوا منغلقات على انفسهن ...
لم تمنع نفسها بالشرود بتأمل مها التي كانت تجلس في ركن المكان غارقه في حديث ضاحك مع بقية بنات عمها ..." كم هي جميله ..وتشبهه..وتليق به ...لكن ..."
حينها قاطع تفكيرها رنين هاتفها ..رفعته واذا بأسمه يلتمع على شاشته ابتسمت لا اراديا وهي تجيبه .." هلا ..."
سمعت صوته وهو يرد لها ...." حي هالصوت ..."
اغمضت عينيها وهي تبتسم لقوله ...لقد انقادت ..للحظة شعور انفلتت منها ...بينما كان ذاك في الطرف الاخر يعيش سكره اعتاد كتمها بصوتها ....أكمل يحادثها ...." بعد العصر ابيش تسلمين على ابوي وجدي ...و في نايمه هنا في المجلس انا بروح اصلي ارسلي لها احد ياخذها ولا قابليني على الباب بعطيش اياها ..."
حينها شعرت بخجل كبير من الثقل الذي قد سببته له...." معليش يامعد مدري كيف فلتت مني وراحت مع البزورة لمن قالوا لي انها معاك ارتحت بس طولت ...أسفه والله ...ثقلت عليك ..."
كره نبرتها ...عاتبها وهو ينظر للصغيره ...." نصره اش هالكلام ...هيا تعالي عند الباب خذيها مني ...أنا انتضرش..."
قالها وهو يغلق الهاتف ...اراد ان يراها بعد نبرتها الاخيره هذه لا يعلم لماذا ..مال ليحمل ابنتها بخفه ...فتحت عينيها متكاسله لتعود للغرق في نومها اللذيذ..
وقفت مستأذنه عمتها وهى تخرج من المكان ..اتجهت سارحه الى باب المنزل ..القت نظره على مظهرها في المرآه بجانب الباب ...عدلت شعرها وهي تفتح الباب بهدوء ..وقفت خلفه ولازالت سارحه ...لاتعلم لما تريد ان تراه...هذه اللحظه بعدما رأت مها ..ونسيت كيف تكون هي بجانبه وفقط تخيلتها بقربه كيف تكون ...
سمعت صوته ينادي من خلف الباب ...." يانصره ..." لم تتأمل يوما صوته وهو ينادي اسمها ...هل يبدو مختلفا ...ربما ..
اجابته وهي تقترب من الباب ...هامسه ..." ايوا هنا ...نعم .."
سألها ..." حولش أحد ..."
نظرت للمدخل الواسع الخالي الا منها ....اجابته وهي تفتح الباب اكبر ولازالت تقف خلفه ...." لا ...تفضل .."
" زاد فضلش..." قالها وهو يدخل المكان حاملا ابنتها في يده ...لوهله سرحت بمنظره وهو حاولا ابنتها المطمئنه فوق كتفه ..الا انها استيقضت من ما هي فيه وهي تمد يدها بخجل لها للتتناولها منه ....اعتذرت ..." تعبناك والله ..."
عدل عقاله بعدما اخذتها وهو يعاتبها .." وين التعب الله يهديش...."
لاتعرف كيف ترفع نظرها اليها بعد اعترافه المتخم اليوم ..الذي لاتفكر سوى بها من حينها ...تفكر به ..فيريد عقلها شيئا ويريد قلبها شيئا اخر ...
همست له وهي تعدل فستان ابنتها ..." الله يعطيك العافيه ..."
ابتسم لها وهو يراقب المكان خلفها ...." ها ...كيف ..؟؟"
هزت رأسها بالنفي مستغربه ...." اش اللي كيف ..؟؟"
عدلت خصلات شعرها فوق كتفها ....." الانطباع العام ...."
ابتسمت لقوله تغطي توترها من لمسات انامله العرضه لكتفها ...." حلو ...يازينهم ..صح مو بكبر عيلة العمران ..بس يجننون طيبين ويفتحون النفس والجده تجنن تأخذ العقل ...وعماتك والبنات كلهم ..الله يسعدهم ..."
أبتسم لها وهو يتأملها ....لا يمل منها ابدا ..." ويسعدش ..من طيب اصلش ...انا بروح اصلي ..خلاص بعد العصر على الوعد خلش هنا وبجي اخذش للمجلس.."
كان سيخرج الا انها استوقفته وهي تمسك ساعده ...." معد لحظه ..."
عاد اليها مبتسما برحابه صدر...." امرش..؟؟"
ابتسمت له بتوتر ...." تجلس معاي ولا تتركني لحالي...؟؟"
ابتسم لها يطمئنها ...." كيف بأتركش بالله ....اكد بكون معاش ...تطمني ..." قالها وهو يرفع ساعده الذي لازالت ممسكه به ويقبل ظاهر كفها ..
كتمت شهقتها لفعله وهي تبعد يدها ...راقبت مكانه الخالي ...هي ليست معتاده على هذه المبادرات ..وما يزيدها غرابة ايضا بأنها من معد ..
عدلت شعر أبنتها وهي تقبل خدها وقد اطرقت رأسها على كتف امها ...عادت ادراجها وهي تفكر بما قاله لها ...لاتعلم لما هي متخوفه من مقابلة رجال عائلته هكذا ...حسنا فليكن انه ليس اسوأ مافي الامر...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
أستغلت عدم وجود موظفات اليوم ..لتذهب للجمعيه وتتم ما اوصتها به اميمه من عمل ...وتفرغ غرفتها ..اخر ماتوده ان يأتين يوم الاحد فأذا بها تحتل مكان اميمه ...تعرف جيدا كيف سيفكرون ..لتنهي عملها اليوم ولن تأتي وستعتذر من اميمه وتداوم كما اعتادت ان تكون مساعدتها لاغير ..
التفتت حولها وهي تسأل نفسها من اين أتى كل هذا ...وهي لم تعش سوى اشهر قليله في هذه الغرفه الصغيره ..
جلست على طرف السرير وهي تفتح شعرها وتعيد جمعه فوق رأسها بعشوائيه ..سرحت وتباطئت حركة يدها وهي تفكر ....به وبمن غيره قد تفكر ..وما رأته لايغيب عن بالها ..لما احتفظ بها ...؟؟ جواب بسيط تريد له اجابه مفصله تريحها ...
حينها رن هاتفها الذي تركته على طرف التسريحه البسيطه ...مدت يدها له وهي تتلقفه ...لابد بأنها نوف حيث قالت لها بأنها ان خرجت مبكرا من منزل عمهم صلاح ستأتي لتساعدها رغم رفض جليله الا انها اصرت بعناد ...نظرت الى ساعتها كان قد تبقى عن صلاة المغرب نصف ساعه ....
لكنها لم تكن نوف ابدا ..كان رقمه ...نظرت الى نفسها في المرآه غير مصدقه وهي تلقي نظره على منظرها ...وكأنها يراها ام تتطمن على مايفضحها محياها من مشاعر تتضارب بدواخلها ....اخذت نفسا عميقا وهي تجيبه ....بصمت ترقبت قوله ..
سمعت صوته الذي رغم بعده الا انها لم يفقد هيبته وهو يلقي السلام ....سألها بأقتضاب ..." فينك ...؟؟"
ردت سلامه وهي تجيبه ....محاوله ان يكون صوتها طبيعيا ...." في الجمعيه ...اعزل الغرفه وارتب اغراضي ..."
قابلها صمته المهيب اكثر من صوته ....حينها اكملت وهي تكره صمته وتهرب بأحاديثها من سطوته ...."البنات عند خالتي قوت ..قلت لهم وانتم خارجين مروني ..." هي تعرف بأنه يعلم اين هن لكنها ارادت ان تتحدث فقط ...
:
سمعت صوت محرك السياره ....سألته تطمئن ...." انت فين ...؟؟"
اجابها بأقتضاب وهو ينهي المحادثه ....." في السياره رايح مشوار .....نسلم عليك .."
رت عليه السلام ولاتعلم حتى ان كان قد سمعها ...وقفت وهي تعيد الهاتف مكانه ...عدلت حبل كتف البدي البسيط الذي ارتده وهي تتأمل الفراغ ....هل يعلم بأنه يؤذس قلبها بأسلوبه هذا ام لا يعلم ...
:
سمعت صوت جرس الباب ..لم تعره انتباها لابد بأنها احد المستخدمات صعدت من الاسفل ..عادت لعملها وهي تجمع مافوق التسريحه ...كانت مطرقه رأسها منهمكه في عملها ...
شعرت بأن المكان قد ضاق بها ...وهناك من يقف على باب غرفتها رفعت رأسها ...ارتجفت لما بدى لها غير مستوعبه وكادت ان تفقد توازنها وهي تتمسك بطرف التسريحه ...ولازالت حدقتيها متعلقه به ...
لم تستوعب وجوده هذه اللحظه في هذا المكان ...وكأن تفكيرها استحضره في مكان لايمكن ان يكون به ..
كان واقفا مسندا كتفه على متن الباب وقد كاد ان يسده وبيده قبعته العسكريه ..كان يقف هنا منذ لحظات وهو يراقب انهماكها السارح ..ولباسها البسيط والتماع اسورتها الناعمه فوق ساعدها الممتلئ ..واحمرار خديها لانهاكها ..
كانت بينهم خطوات الا انه شعر برقتها ورائحتها تغمره وتملئ المكان ...
وضعت يدها على صدرها تهديء من روعها و اضطراب نبضات قلبها التي كادت ان تفقدها توازنها وهي تهمس لائمه غير مصدقه بأسمه ...." متعب .."
قالتها لتسوعب وجوده متذكره حالها وحال المكان ...أعتذرت منه وهي تحاول ترتيب المكان ..." ليه ماقلت لي انك جاي ..."
اكتفى بصمته وهو يقترب بخطواته الثقيله ليدخل الغرفه ...ملقيا نظره على المكان حوله ..جلس على طرف السرير وهي تراقبه بخجل وتوتر وتحاول ترتيب المكان عبثا ..." ارتاحي لاتتعبين نفسك ..."
الا انها لازالت متوتره ..." اسوي لك قهوه ...تغديت ...؟؟ اجيب لك مويا عصير أي شيء .."
هز رأسه لها بالنفي وهو يكتفي بتأملها ...تمنى لو لديه فصاحة اخيه هذه اللحظه ليحادثها بما يفسره ...لكنه هو حتى لايعلم لما شعر بلهفه كبيره لرؤيتها ...
استلقى على سريرها وهي تراقبه بأستغراب ..وقد امتلى السرير بضخامة جذعه ..وضع مفاتيحه وقبعته على الكومدينو بالقرب منه وهو يرد عليها ....." سلامتك ...ابغا اغفي لين المغرب صحيني ..."
كانت تضن بأنها لاتفهمه من قبل ...لكنها هذه اللحظه بالذات حقا لاتفهمه ابدا ..هزت رأسها له بالايجاب وهي تراقبه ...." ان شاء الله ...نومة العافيه ..."
القى نظره اخيره عليها وهو يعدل من وضعية استلقائه ويغمض عينيه ...وقفت لبرهه عاجزه وهي تراقب هيبته الساكنه فوق سريرها المتواضع ...لم تعلم كم مر من الوقت وهي على حالها هذا ..
بكل رسميه هندامه و ترتيبه ..شعرت بالانزعاج وهي تقترب منه ..وتمد يدها بهدوء لحبال حذائه العكسري الثقيل ..
حاولت ان لا تضايقه وهي تنزعه بصعوبه ..يالهي كم هو ثقيل ...تركته على الارض حريصه عن الا تصدر أي صوت ...وهي تقترب منه ..مدت يدها لاعلى زر في ياقة بذلته ..الا انها شهقت عندما شعرت بقبضته فوق عضدها ..
وضاعت حدقتيها الدامعه الهلعه بحدقتيه ذات اللون الغريب التي حدقت بها بفراغ غريب لا تجرؤ على فهمه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كان يخطو امامها متجها الى باب المجلس الواسع ..مدت يدها تستند على كتفه وهي تنزع حذائها ..لم ترفع نظرها حتى ..دخل المجلس الذي لم يكن به سوى ابيه وجده ..بينما كان طوله الفارع يخبئها خلفه ...
اخذت نفسا عميقا وهي ترفع رأسها وتبعد خصلات شعرها عن وجهها وتعدل طرحتها الواسعه الشفافه فوق رأسها ..رسمت ابتسامة الاحترام التي لطالما اعتنقت وجهها مع رجال عائلتها ...
ظهرت من خلفه وهي تلقي السلام ...." السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..."
ردوه كليهما ..الا ان الجد لم يرفع رأسه لها ..توقفت لبرهه وهي تتأمل الضخم الجالس على الارض وقد وضع بشته على كتفه و ترك طرفه الاخر على ركبتيه ...لحيته البيضاء ورائحة عودته القويه ...كان يشبه جدها صلاح للغايه لولا اختلافات بسيطه ..
لكن من كان يقف بالقرب منه بطوله الفارع ونظاراته الطبيه ولحيته التي قد غزاها الشيب ولم يسيطر عليها بعد ...بطوله ..بعرضه بهيئته وهندامه ...لم يكن سوى اصل ملامح من يقف خلفها ..كان يرسم ابتسامه فخورة وراضيه على ملامحه المريحه ...ابتسمت له لا اراديا وهي تتقدم ..وتنحني ..لتقبل رأس الجد وكتفه ...." كيف حالك ياجدي ...علومك ..أخبارك ..طمني عليك وعلى من تحب عساكم بخير ..."
رفع رأسه لقولها الموزون ...تعلقت عينيه بها وهي تقترب بخجل واضعه نظرها في الارض وتعيد فعلتها مع ابنه ....الذي وضع يده على رأسها مبتسما وهو يرد عليها بحب ..." طيب طاب حالش ...الله يحفظش ويرفع قدرش..."
نظر الى حفيده الذي كان يحيطها بنظراته ...تأمل عيني حفيده..الرجل الذي يفخر بأنتماء اسمه له ..لألمره الاولى يرى هذه النظرات في عيينه وكأنها يحرسها كأنه يفتخر بها وكأنها كل مبتغاه ..
أبتسمت لهما وهي تجلس امام الجد كما اعتادت دوما في مجلس جدها ...القت نظره على معد الذي اقترب منها ...وجلس بجانب ابيه ..
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر الى ثلاثتهم ...وتعيد نظرها حيث موضع جلوسها ..حينها ابتدأ معد بسكب القهوه لجده و ابيه ...
بعدما ارتشف جده قهوته وهو مكتفي بتأملها ..وهي ترد على اسئلة اب معد المراعيه اللطيفه ...لم تحتاج لثانيه فقط لتفهم لابقته ولطفه ومدى ثقافته ...
حينها القى ذاك سؤاله وهو يتفحصها بنظره ..." جدش شلونه ..؟؟ ابوش وعمامش ..ومهاب شلونهم ...."
رفعت نظرها اليه وهي تبتسم لسؤاله ...فهي بعد كل هذه المسافات والخيبات الصغيره لازالت تعتز بذكر رجال عائلتها ...." الحمد لله طيبين طال عمرك ...جدي كلمني اليوم الصبح يوصل لك سلامه ...انت بشرني عنك عساك بخير ..."
هز رأسه بالايجاب لها وهو يرفع رأسه ...." الحمد لله بخير ....الله يسلمش ويسلمه ..."
حينها اراد ابنه ان يلطف الجو وقد بدأت نظرات ابيه المقيمه توتر الحديث ...." ما حولش عسل يا نصره ...؟؟"
ضحكت لقوله ..كون ديارها في الحجاز اشتهرت بالعسل ...." افا ...الا حولي وحولي أشر بس تلقاها تحت امرك العسل واهله فدا لك ياعمي ...."
ابتسم معد لردها وهو ينظر لابيه الذي اثنى على لطف قولها ...." تسلمين وانا عمش ماتقصرين ..."
بادلته الابتسام وهي تعيد نظرها الى الجد ...." الله يسلمك ..من طيبك ياعمي ..."
تحدث الجد حينها وكأن كل الحديث حوله لا يهمه ...." قولش في معد يابنت العمران ..."
رفعت رأسها لمعد رغم استغرابها السؤال الا اجابته وهي تحدق بمعد ...." سيد الرجال ..امير ولد امراء ..."
هز رأسه بالايجاب لقولها وهو ينظر اليها ....." قولش ..وانتي ان شاء الله قدر قولش ...لا اوصيش عليه ...وان شاء ولدنا ما منه قصور ..."
دافعت عنه وهي تنظر اليه ...." لا ياجدي القصور مايجي من معد الله يرفع قدره وقدر من رباه ..."
:
هو رجل مخضرم..وقد تكانفته الايام الصعبه من كل جهه ..لم تكن حياته سهله دوما وعرف قدر الرجال وماتخفي انفسهم وما يبتغون ....لا يحتاج لان ينظر اليها مرتين ليعرف بأنه نعم الزوجه ونعم الانثى ونعم التربيه...انها تربيه رجال و انثى يتمانها كل رجل في مقام معد" لتبيض وجهه" امام اقاربه و قبيلته ...
هز رأسه لها بالايجاب ...." الله يحفظش ويوفقكم ...." ابتسمت له وهي تتقدم لتقبل يده ..." ويخليك لنا ياجدي ..."
حينها فقط رأت ابتسامته منذ لحظه دخولها ...رفعت نظرها لمعد الذي كان يجلس بجانب ابيه بهدوء وقد اكتفى بتأملها ...عرف بأن جده عند رؤيتها لن يقوى على رفضها في عائلته ابدا ...
:
تحدث معد حينها ....." مشينا يانصره جهزي بناتش واطلعي ...."
وقفت وهي تستجيب له ..." حاظر ....نسلم عليك ياجدي ..وعليك ياعمي ...انا ان شاء الله مو قاطعتكم وبجي اتقهوى عندكم هالاسبوع ...."
رد عليها السلام هامسا وهو يوكل الامر لله ...بينما وقف ابيه ...." خذيني معش يانصره ...بكمل قهوتي عند عمتش تلقينها مجمعه هروجها من اللحين تنتظرني ..."
ابتسمت له وهي تبطيء في خطواتها ..." الله يخليكم لبعض ..."
لربما لشدة شبهه بمعد او لتركيب شخصيته الآخاذه هي لم تنفر منه وتشعر بأنها تعرفه منذ زمن ....
القت نظره على معد قبل خروجها من المكان وكأنها تطمئن بأنه لازال قريبا منها ...التفتت جده له كان ذاك لازال ينظر الى مكان خروجها الخالي ...تحدث جده فالتفت اليه ..." قلت لك انت بنات عمك اولى بك ....و شفتها ...نعم التربيه ...ما الومك فيها وانا جدك مره يفتخر الرجال ابها ...الله يوفقك ...صحيح ماني راضي لكن ماني واقف بوجهك ...."
ابتسم معد لثقته بقوله هذا ...فهو يعلم كم هي رزينه و وقوره وستعجب جده للغايه ...وقف و هو يقبل رأس جده ...." الله يحفظك لنا يا جدي ...رضاك مطلب لنا الله يقدرنا عليه ..."
:
:
قالها وهو يلقي السلام على جده ويخرج من المكان وهو ينظر حيث مكان خروجه وابتسامه رضا وراحه ترتسم على شفته...لم يعد هناك سوى الايام بيننا يانصره ..و بقدر وثوقي برضا جدي ..واثق بأنك لن تتركيني لغيرك ابدا...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
حاولت ان تستند واقفه عبثا ...كان ذاك محكما قبضته على عضدها ...أخذ نفسا عميقا وكأنه يستيقض من حلم ما ..وهو يترك يدها ويستقيم جالسا ..اطرق رأسه واحتفظ بأناملها بين قبضته ...
سكنت هي لحظه لسكونه .....همس وكأنه يحادث نفسه ...." كنت راح ارميها ..."
فهمته ...فهي كانت تفكر في هذا الوضوع ...لكنها لم تتوقع ابدا حديثا منه يتعلق به ....أخذت نفسا عميقا وهي تراقب رأسه الذي اطرقه ....سألت نفسها ....." ليش سبتني لباسم ...؟؟"
غضن جبينه وهو يرفع رأسه لها ويستند على ظهر السرير .....طال صمته ليجيب" اترك لك فرصه تعيشين بعيد عن الوضع اللي حطيتك فيه ...تعيشين طبيعيه ...بعيد عني ...."
هزت رأسها بالنفي وهي تراقب قوله الهاديء الذي ظهر منه بعد طول صمت وصراع على مايبدو ..." كنت ابغى اعيش بعيد عنك ...بس ماكنت اعرف كيف ..."
نظر الى اناملها بين قبضته ....." انا الوم نفسي اني حطيتك في الوضع المزري ...مع راني والبيت وفاتح ....ألوم نفسي ان ماساعدتك من اول مره ...وشفت ان باسم نعم العواض ...انك تعيشين طبيعيه مع انسان بسيط ...أنا صعب ..."
قاطعته وهي تهز رأسها بالايجاب وهي تنظر اليه ....." انت اجمل صعب في حياتي ...وانا ما الومك على أي شيء ...بالعكس انا ادعي لك واشكرك ...صح صعب ..لكن ما اتخيل نفسي انتمي لشخص غيرك ..وما ابغى اتكلم في الماضي ..واللي راح راح وانا ذحين مرتاحه و بركز في حياتي معاك بس ...وزي ما انا اصحى كل يوم وانسى اللي مريت فيه ..ابغاك تنسى زيي مو صعبه ..."
قالتها وهي تغلل اناملها في خصلات شعره ....كان صمته الدائم يخبئ هذا الحديث والخوف المراعي خلفه ..
رفع رأسه لقولها الرقيق المتفهم البسيط ....أبتسمت له وهي تميل لتقبل جبينه ..." ارتاح ياعمري ..."
قالتها وهي تبتعد عنه وتكمل انشغالها ...راقب حركتها حوله وهو سارح في الفراغ ...رغم بساطة قولها للتو الا انه يشعر براحه كبيره وقد ازاحت بضع ما تجمع في صدره ..كيف تستطيع بكلمات فقط قالتها وهي مبتسمه ان تخلق كل هذه التقلبات بداخله ...
سمعت اذان المغرب بينما هي منهمكه في عملها الذي كادت ان تنهيه ...تذكرت حينها وجوده التي هربت من رفع نظرها اليه حتى نسيت وجوده لكن لم يغب قوله من ذهنها ...اذا ..هو يشعر ...هو يميل اليها ..هو يضن بأنه ظلمها ويلوم نفسه ...كان يراها طوال هذا الوقت ...
:
نظرت اليه ...كان جالسا على حاله الا انه غرق في نومه ...يبدو بأنه متعب للغايه ....انتظرت حتى انتهى الاذان فالمسجد قريب ..للتتركه للحظه يرتاح ...
اقتربت منه ..وهي تمرر اناملها على شفته لتغلق انفراجها الخفيف ..انه حقا متعب للغايه ...جلست على الطرف الذي بالكاد تركه بجانبه لضخامة جذعه ....قبلت جانب جبينه وهي تترك نفسها على حالها تسرق لحظه من سكونه بعيدا عن يقضته التي يكون مسيطر بها ةهي تستنشق رائحته التي باتت تشعرها بالامان بعدما كانت تزرع بها الرعب والتخيلات ...
همست توقضه ...." متعب ....متعب الصلاة شوي وتقوم ..."
فتح عينيها لحظتها رغم استيقاضه منذ لحظة سماعه الاذان ..يجرب هذا الحنان الذي تغمره به بلحظة قربها للمره الاولى و يخاف حقا ان يدمنه ...يدمنه فينسى من هو ..
مرر يده على وجهه وشعره وهو يأخذ نفسا عميقا و ينظر لها ثم للمكان حوله ...." خلصتي ...؟؟"
ابتسمت له وهي تقف وتلقي نظره اخيره على المكان ...." تقريبا ...بس بطلع الصناديق اللي راح ارسل لها السواق بكرا ...تبغى تتوضا ..."
قالتها وهي تشير لدورة المياه الصغيره الملحقه بغرفتها ..هز رأسه لها بالايجاب وهو يقف ويرتب هندامه ...." أجل بعد الصلاة أنا بأخذك البيت ...كلمي البنات ..."
أبتسمت له وهي تؤيده ...." حاظر ..." قالتها وهي تراقب اختفاءه خلف باب دورة المياه ...أخذت نفسا عميقا وارتعد قلبها وهي تنظر للمكان حولها الذي غمره وجوده ...المكان الحزين الخالي الا من خيبتها وتفكيرها ودموعها ...هو به اليوم ..
ارتسمت ابتسامه راضيه على محياها تخفي حزنها ودمع جفنها ..كم عنى لها قوله للتو الكثير ولو كان موجزا قصيرا ...ولكنه تحدث اليس كذالك ..يكفيها الان هذا ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
دخل منزله للتو وهو يغلق الباب خلفه ...صحيح بأنه لا يرتقى لحيث مكان سكنه الاول لكنه الان هو من يدفع الاجار يكفيه هذا ...رمى الحقيبه من يده وهو يأخذ نفسا عميقا ..رغم برودة الجو بالخارج الا انه لم يرتدي سترته ..والتصقت ملابسه الرياضيه البسيطه بجسده الذي تبدلت ملامحه تماما ...
كلما وجد وقت فراغ او ميول لهوى قديم حمل نفسه الى النادي الرياضي وافرغ طاقته به حتى يعود لايريد سوى النوم ..
نزع حذائه الرياضي وهو يرمي بجسده فوق الاريكه الرماديه الكئيبه مراقبا الشاشه التي بثت النشره الجويه والانخفاض الملحوظ في درجات الحراره للاسبوع القادم ...
مد يده متمللا للكتاب فوق المنضده امامه لديه غدا اختبار مهم ومصيري ويريد ان يستعد اليه جيدا لا يريد ان يخيب ضنه بنفسه ...
رن هاتفه حينها ...أستغرب من يكون المتصل هذه اللحظه ...من يتذكره في عزلته هذه التي اختارها وتخلى الجميع عنه بها ..اخرجه من جيب بنطلونه القطني وهو يعدل من وضعية استلقائه ...
نظر الى الرقم على الشاشه ....هذا الذي لم ينساه ..فقط هو ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
مر اليوم طويل وروتيني وممل للغايه ..تريد ان تشغل نفسها بأي شيء الا ان تسرح بنظراتها وتتباطئ يدها في حركتها وتنسى حتى ماهمت بفعله ...
:
:
كان المنزل قابعا في هدوءه وظلامه ..ولم يكن هناك مضاء سوى شاشة غرفتها التي بثت قناة القرأن الكريم ..سلمت من صلاتها ونزعت رداءها وهي تمرر يدها في شعرها الرطب ..مدت يدها لمصحفها ...قرأت صفحتين ثم اغلقته وهي تقف بخطوات متباطئه متجهه الى سريرها ...جلست على طرفه وهي تنزع فستانها البسيط ..وتتناول قميصها الذي تركته على طرفه ...ارتدته وهي تستلقي في مكانها ..
تكره ان تقول هذا لنفسها الا انه هو ما يسيطر على كل شعورها وذهنها هذه اللحظه تفتقده حقا ..وكما يبدو برسميته التي انهى بها لقائهم مبكرا اليوم بأنه ينوي ان يتناساها ...
أليس هذا من حق رجل مثله يضن بأن كل شيء ملكه ...انه اناني كيف نسيت هذا ...
فُتح باب غرفتها حينها ..رفعت رأسها له الا زالت اميمه مستيقضه .. كان الباب لايطل من ورائه احدا ..أستغربت وهي تنظر للغرفه الخاليه حولها ..متأكده بأنها اغلقته ...ومتأكده بأنها سمعت صوته يفتح ..
وقفت وهي تتجه اليه ...لتغلقه ...لم تشعر بنفسها الا وهي مرتفعه عن الارض صابها الرعب في لحظه الا انها استوعبت وهي تصرخ به ...." عمران ....عمي ..اوف خوفتني .."
أبتسم لها وهو يخفضها لمستواه ويقبل خدها وعنقها بقدر عنف شوقه لها ..." شش لاتفضحينا ...رافد صاحي ..."
لازالت غير مصدقه وجوده وهي تضع يدها على شفتيها معتذره بنظراتها ...." أسفه ..اش جابك ..؟؟"
تركها على الارض وهو يغلق باب الغرفه خلفه بالمفتاح... ويتجه الى سريرها ليجلس على طرفه ..." عادي ارجع ...أش اللي جابني لك ...حطيت رأسي بنام ماقدرت شغلت سيارتي وجيت ..أشتقت لك ..."
أبتسمت بخجل لقوله وهي تقترب منه وتجلس بجانبه ....وهي تسأله غير مصدقه ..." جد ..؟؟"
غير مصدقه هي الى اين وصلت معه ...ألتفتت اليها وهو يبعد خصلات شعرها عن جبينها ..." ايوا وكنت راح اسخن واصدع واتعب..وانا افكر اني تاركك وحدك وراي هنا ...."
ابتسمت وهي تغلل اناملها في شعرها وتسند رأسها عليها وهي تتأمله ...وهي سارحه به ..." بسم الله عليك ..."
تأمل التماع حدقتيها في ظلام الغرفه النسبي ..بعدما جرب وصلها لم يقوى حقا على فراقها ...يشعر بتملكه وغيرته تكاد تقتله ...يريد ان يخبئها داخل صدره ويعيش بها ابد العمر ...لاينعم بوصلها غيره ...ليته يستطيع ..
:
:
اطرق رأسه على كتفها وهو يستنشق رائحة شعرها ...يحبها ...يحبها بقدر الوجع الذي تشاركه به ..بقدر الذكريات والاسرار والمخاوف بينهم ..
احيانا من قلوبهم تشبهنا ...من يفهمون حاجتنا وحزننا ..رغباتنا الكسيره ...واحلامنا البسيطه ...هم من يصلحون لان نحبهم ...لن يرضوا لنا الغدر او الفراق يوما ...
لانهم ببساطه يشبهوننا ونشبهم ..
:
:
:
هذا وكان بحمد الله الجزء الواحد والثلاثون ..ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..
:
كاتبتكم / مشاعل الحربي ..
اعتذر من كل من لم ارد عليه ..ايفوني طاح في المويا وكمل اسبوعين يحتضر ..وقبلها كنت مسافره في منطقه الاتصال فيها معدوم ...
:
رباه كم أحبكم ..

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسمتني, قربى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-11-16 10:35 PM
Untitled document This thread Refback 31-05-16 02:16 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ - Rocket Tab This thread Refback 26-04-16 08:37 AM
ط§ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ ط؛ط±ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 21-04-16 06:56 PM


الساعة الآن 10:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية