لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-15, 02:37 AM   المشاركة رقم: 256
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل الثامن)

 





الفصل التاسع






لا أعلم لما يفعل هذا بي لما يكرهني دون سبب هل علم أني ضوء القمر يا ترى !!

ولكن مستحيل من أين سيعلم , إذاً ما به هل أكرهته ضوء القمر في النساء ؟!

لا أستبعد ذلك ولكن لما تزوجني إذا , يبدوا كما قال لأخدمه !!

هل أخبره الحقيقة يا ترى ؟! لكن ماذا لو كان لا يعلم وأنا من ستفتح عيناه على

الأمر ويكرهني حينها أكثر وأزيد الطين بله , لا أعلم كيف أتصرف ولا أفهم

شيئاً , أنا في حيرة من أمري إن تركته فلن أعيش سعيدة ومعه لم تتبدد تعاستي

ولكني على الأقل بقربه وهذا ما أشعر به هنا فهناك لا يوجد وهذا أكثر ما سيتعبني

لا أعلم كيف أتصرف جربت إصلاح الأمر بيننا بعد زيارة شقيقه وزوجته اليوم

وها أنا لم أزد الأمور إلا سوءً ولم أجني سوى جرح كرامتي بسبب كلماته

مسحت دموعي وتنهدت بحزن , شعرت حينها بمقبض الباب يدور ببطء , هل جاء

ليكمل باقي تجريحه لي أُقسم أنني اكتفيت , نزلت دموعي مجدداً فمسحتها بسرعة

على لحظة دخوله الغرفة , نظر لي مطولاً بصمت فعدتُ بوجهي جهة المرآة

وسافرت بنظري للأرض , وقف مكانه لوقت ثم توجه جهة الخزانة فتحها ثم

أغلقها ووقف مستنداً عليها مكتفا يديه لصدره وقال

" كل ما أردته توضيح فكرتي لك فلما البكاء الآن "

اكتفيت بالصمت فقال " قمر حين أتحدث معك تجيبين علي "

قلت بهدوء " فِكْرتكَ أصبحت واضحة لي ليس لدي ما أقول "

اقترب مني ووقف أمامي تقريباً مستنداً بجسمه على الطاولة المخصصة بالتزيين

واستند بكفيه عليها حيث كنت أجلس أمامها وقال " قمر انظري إلي "

رفعت نظري له في صمت فقال " هل تري أنك مخطئة في شيء مما حدث ؟! "

اكتفيت بالنظر لعينيه في صمت فقال بجدية " قمر أجيبي "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " إن كنت تراني مخطئة فقد أخطأت "

قال بنبرة هادئة " حتى إن كنتي غير ذلك ؟! "

قلت بابتسامة حزينة ونظري على يداي في حجري

" أكبر مشاكل البشر وصلت لذاك الحجم لأن كل واحد منهم يرى أنه على صواب "

مد يده رفع وجهي إليه ممسكا لذقني بأصابعه وعيناه في عيناي بنظرة غريبة وغامضة

ثم حرك إبهامه على شفتي السفلى يتلمسها به برفق وكانت عيناي معلقتان في عينيه

أتنفس بهدوء وصمت , ضغط بإبهامه على شفتي وعينانا معلقتان ببعض دون كلام

كان يضغط به عليها بقوة شيئاً فشيئاً حتى شعرت بطعم الدماء في فمي ثم أبعد يده

قبّل إبهامه قبلة صغيرة وقال " إنسي كل ما حدث اليوم "

ثم خرج من فوره تاركاً عيناي معلقتان مكان خروجه أنظر للفراغ بضياع

هل يُتعب لي نفسيَتي يوماً كاملاً بمشاكل لا تستحق ثم يقول بكل بساطة إنسي ما حدث !!

يُسمعني كلاماً كالسُم وكل ما يقدر عليه لإصلاح الأمر قبلة لإبهامه بعدما المني به وكأنه

يشكره على تألمي منه , تنهدت بحزن أخذت منديلاً ومسحت الجرح في شفتي من الداخل

ودخلت السرير ملاذي الوحيد وكاتم أسراري ومؤنس وحدتي وماسح دموعي



بعد عدة أيام مرت ونحن على حالنا انفتح باب الغرفة ودخل وأنا جالسة أمشط شعري منذ

زمن وذهني في بلاد آخر , جلس على السرير خلفي مقابلاً لي في المرآة وقال

" حيدر اتصل بي سنخرج للبحر خلال الأسبوع القادم لقد دعا صديقه وعائلته وقال

انه بإمكاننا دعوة من نريد , سأتحدث مع أسعد ليكون معنا وعائلته "

قلت وأنا أنظر لصورته في المرآة " هل يمكنني دعوة عمتي وعائلتها ؟! "

وقف وقال " كما تريدين "

وصل عند الباب فقلت " رائد "

التفت لي فقلت " خدني إليهم اليوم أنا مشتاقة لهم "

قال مغادراً " عند المساء سأزور صديق لي سأصطحبك في طريقي "

وخرج من فوره كما دخل ولكنه حمل معه عيناي وقلبي , لا استطيع الابتعاد عنه

لا يمكنني ذلك ولا حتى في خيالي رغم انشغاله الدائم عني وسجنه لنفسه مع الكتب

ومكتبه رغم نومه كل ليلة هناك تاركاً لي وحدي هنا ورغم خروجه كل ليلة حتى

وقت متأخر , أشعر بالأمان بقربة أشعر بالحياة في وجودي معه

كم أتمنى أن يتغير اتجاهي أن يحبني كما أحبه أن يعاملني كزوجة وحبيبة أن ينكسر

كل هذا الجمود , أنا حقا لا أفهمه لا أفهم بروده وهروبه لا أفهم قبلته الصغيرة

لشفتاي كل ليلة حين يعود بعد منتصف الليل ويدخل ليأخذ ثيابه وأنا نائمة

حتى أني أصبحت أُرغم نفسي على السهر وأتظاهر بالنوم ما أن يعود لأستشعر

شفتاه وهي تقبلني , آه لقد جننتي يا قمر جنوناً اسمه رائد , وكيف لا أجن إنه

رائد إنه المعنى الجميل الوحيد لطفولتي وهوا الشخص الذي أحبني بقوة وعنفوان

وكسرت قلبه سأستحمل علي أكفر عن خطئي في حقه , أحبك رائد وسأتحمل من

أجلك حتى تحبني حينها سأخبرك من أكون قمر الطفلة وضوء القمر الشابة وكل

ما حدث حينها , فإن أحبني سيصدقني أما على هذا الحال فلن يصدقني بالتأكيد



فتحت الدرج أخرجت قوساً كريستالي رفعت به غرتي للأعلى وما أن أبعدت يداي

حتى سقطت وهوا معها , أمسكته ورميته بقوة على الباب وقلت بغيض

" سحقاً لك لا شيء يمسكك أبداً "

فتح حينها رائد باب الغرفة بقوة ونظر لي بنظرة أُقسم أنها نظرة خوف

ثم قال " قمر ما بك ؟! "

شعرت بالخجل من نفسي أتصرف كالأطفال فقلت

" لا شيء إنه قوس الشعر رميته فضرب الباب دون قصد "

أغلق الباب قليلاً ونظر خلفه ثم نظر لي وقال " ولما رميته !! "

نظرت أرضاً ألعب بطرف الفستان القصير بين أصابعي وقلت

" أمسكت به غرتي فسقطا معاً شعرت بالضيق فرميته , هذا فقط ما حدث "

أخذه من خلف الباب اقترب مني وقف خلفي أمسكه بكلى يداه وغرسه في

شعري فوق الغرة تماماً وقال ونظره على عيناي في المرآة " هكذا أجمل "

رفعت رأسي للأعلى ورفعت نظري له لأرى وجهه كنت أريد رويته هكذا دون قيود

فأنزل رأسه ونظر لي ولعب بغرتي بأصابعه وقال مبتسماً " اتركيها أسفل فهكذا تعجبني "

ثم خرج من فوره وعيناي يتبعانه بذهول , أقسم أني أعجز عن فهمك يا رجل حياتي

يا ماضيا وحاضري ومستقبلي , أعلم أنه سيقسو عليا بعد قليل ويعود لطبيعته لكن

دموعي نزلت فرحاً بكلماته فلن أفكر بعد اليوم في رفع غرتي لأني ظننتها لا تعجبه



غادرت الغرفة فكان سجين مكتبه , أُقسم أنني صرت أكره الكتب والمكتبات والتأليف

وكل هذه الأمور التي يشغل نفسه بها عني

توجهت للمطبخ أعددت العشاء , الوقت لازال مبكراً عليه ولكن ليس لدي ما أفعله

ما أن أذهب اليوم لبيت عمتي سأجلب معي مفكرتي وأكتب فيها بدل هذا الملل و

الفراغ الكبيرين , شغلّت التلفاز وجلست أتابع برنامجاً عن الطبخ ومر بي الوقت


عند أول المساء طرقت عليه باب صومعته , لو كان راهباً في زمن الرهبان لدخل

الجنة دون حساب , جاءني صوته قائلا " تعشي يا قمر سآكل فيما بعد "

يبدوا لي نسي بأنه سيأخذني لبيت عمتي يالا خيبة الأمل , دخلت غرفتي وأغلقتها

ارتميت على السرير وغرقت في همومي , بعد ساعة فتح باب الغرفة وقال

" هل نمتِ ؟! "

جلست وقلت " لا ومن ينام في هذا الوقت "

قال ببرود مغادراً " جهزي نفسك لآخذك أم غيرتي رأيك "

قلت بهمس " بل ظننتك نسيت "

قلتها وأعلم أنه لن يسمعها لأنه غادر قبل حتى أن ينهي كلامه فكيف سيستمع لكلامي

تنهدت وغادرت السرير غيرت ثيابي وارتديت فستاناً جميلاً ومميزاً ووضعت بعض

الماكياج سرحت شعري وتركته مفتوحاً ووضعت به مشبك على شكل وردة زهرية

اللون كلون الفستان , تبتها خلف أذني وفتشت عن حدائي الزهري ولم أجده , يبدوا

في الخارج !! خرجت وتقابلت ورائد خارجاً من المطبخ حتى كدت أصطدم به

نظر لي مطولاً فنظرت للأرض وقلت بتوتر " حدائي الزهري هل رأيته ؟! "

كان ينظر لي بصمت ولا يفصلنا عن بعض سوى خطوة صغيرة , كم تقتلني هذه

العينان السوداء الغامقة الغامضة حين تفترسني هكذا بنظراتها وكم تحرقني هذه

الأنفاس الدافئة حين تلفح وجهي لاقترابها , شددت الفستان للأسفل بتوتر فقلص

تلك الخطوة الفاصلة بيننا باقترابه مني أكثر ثم مد أصابعه لوجهي , أبعد شعري

عن طرف خدي مبعداً إياه خلف عنقي مخللا أصابعه فيه , أمسك عنقي وقرب

وجهي من وجهه ليلفح نفسي فكه الأيسر وعلق عند خدي وبدأ يستنشقه بخدر

ليلعب بأعصابي لعبته الدائمة ثم تمتم بكلمات لم أفهمها , انتقل بعدها لعنقي قبله

قبلة طويلة حتى أفقدني حواسي فقلت بهمس " الحداء هل رأيته ؟! "

كان كل منايا حينها الهرب منه لأني سأطاوع جنوني وأتعلق بعنقه أو سيغمى

علي فوراً , ابتعد قليلا وأبعد شعري عن أذني وهمس فيها

" حتى لو كنت رأيته فلقد نسيته الآن "


كانت دقات قلبي كالطبول وأنفاسي تعصف كموج البحر من شدة توتري

لقد توقفتُ منذ مدة عن التزين ولبس الفساتين القصيرة لأنه غير مهتم ولم

أتخيل أن تؤثر فيه , لكنه اليوم على غير طبيعته أبداً ومنذ الصباح


اكتفيت بالصمت وعيناي في عينيه أبحث في هذا البحر الأسود عن شيء

أفهمه فيهما , فأمسك وجهي بيديه ووضع أنفه على أنفي وقال هامساً بابتسامة

" لن نتأخر في السهر الليلة فسهرتنا هنا "

ثم ابتعد عني وخرج للسيارة وتركني كقطعة القماش المبلولة في الريح , كنسمة

شتاء باردة أطلقوها لتتسلل عبر حرارة الصيف

بعد قليل عاد ووجدني واقفة مكاني فقال بابتسامة جانبية " ما بك سوف نتأخر "

تحركت حينها بسرعة وأنا أتمتم " يالي من بلهاء !! "

لبست الحداء الأسود فلم أعد أحتاج ذاك ولن أراه ثم لبست عباءتي وحجابي

وركبت معه السيارة في صمت قاتل حتى وصلنا , نزلت فقال

" كما أخبرتك سوف آتيك مبكراً "

قلت مغادرة دون أن أنظر إليه " حسناً "


دخلت منزل عمتي وقابلتني بالأحضان هي ونوران فهذه أول زيارة لي منذ

زواجي , حاولت أن أكون سعيدة أمامهم قدر الإمكان كي لا أُغرقهم في مشاكلي

التي لا تنتهي , بعد وقت نظرت نوران لحدائي ثم نظرت لي نظرة ماكرة وقالت

" عجيب !! قمر ترتدي حداء اسود مع فستان ليس أسود اللون "

نظرت لها بتهديد ثم نظرت جهة عمتي التي كانت تنظر لي فنظرتُ للأرض بخجل

خرجت عمتي من فورها فأمسكتُ الوسادة ورميت نوران بها وقلت بضيق

" وقحة أي موقف هذا الذي وضعتني به "

ضحكت وقالت " كان سؤالاً عفوياً "

ثم غمزت بعينها وقالت " ما القصة ها "

نظرت للأرض وغلبتني ابتسامتي حين تذكرت ما حدث فجلست نوران بجواري

وقالت هامسة " ماذا حدث معك هل أخبرته ؟! "

نظرت لها مطولا بصمت بادئ الأمر وما كان أمامي من خيار فقلت بابتسامة

" نعم وكل شيء وأخبرني أنه يذكر قمر وفهم أسبابي وتصافينا "

حضنتني وقالت بحب " حمداً لله لقد انشغل بالي كثيراً بسبب هذا الأمر "

نظرت لها باستغراب وفي بالي سؤال ولكن عمتي دخلت وغرقنا في الأحاديث حتى

رن هاتفي وكان المتصل رائد نظرت للساعة وقلت " يآه أخذنا الوقت ولم أشعر به "

قالت نوران بضيق " لازال الوقت مبكراً ما به مستعجل هكذا !! "

اكتفيت بالابتسامة وأجبت فقال مباشرة " هيا يا قمر أنا في الخارج "

قلت بشبه همس " حسناً "

ودعت عائلة عمتي وأصررت عليهم مرافقتنا للرحلة فرفضت نوران متحججة

لا أعلم لما أشعر أنها تتعمد عدم الذهاب !! أما من طار فرحاً هوا مؤمن وقال أنه

سيذهب معنا ولو لوحده , وصلنا المنزل في ذات الصمت سبقته ودخلت الغرفة

وما هي إلا لحظات ودخل , ضننت أنه كان يمزح أو سيغير رأيه بالقسوة ككل حين

شغلت نفسي عنه بخلع الأقراط من أذناي واقفة أمام ألمرآة فوقف خلفي وأبعد شعري

عن ظهري جمعه كله ورماه للأمام ثم قرب أصابعه لتلامس رقبتي فشعرت بالرجفة

تسري في كل عظامي وسافرت بنظري للأرض وأنا أشعر به يخلع العقد من رقبتي

ثم شعرت بشفتيه تقبل عنقي من الخلف كدت أفقد وعيي لولا أن تسللت يداه لخصري

وشدني له برفق وهمس في أذني " قمر حقاً يا قمر "

بدأت بالتنفس بقوة محاولة التخفيف من حدة توتري قبل عنقي فلم أستطع إلا الذوبان

بين يديه , حملني للسرير وضعني عليه برفق ثم انحنى لشفتاي وقال هامساً فوقهما

" الليلة ليلتنا يا قمر "

قبلني مطولاً ثم تسلل للسرير لأذوب كقطعة جليد بين أحضانه وقبلاته كحبيبة

تاهت بين ذراعي حبيبها كزوجة في حضن زوج يعشقها بجنون وكله كان في

خيالي وحدي بالتأكيد , استيقظت بعد وقت لأجد نفسي في حضنه , مررت إصبعي

على الشيء الغريب الموجود بين عنقه وصدره ومن كتفه حتى وسط ذراعه مع أثار

لنُدب صغيرة ومتفرقة , تبدوا وكأنها أثار جراح قديمة وعميقة

هل تعرض لحادث من قبل يا ترى ؟؟ , أم أنها ........... أثار تعذيب !!!

أغمضت عيناي بشدة وتألم , ما الذي تخفيه يا رائد ما الذي حدث معك في الماضي ؟!

نظرت لوجهه النائم بهدوء قبلت جرحه وغصت في حضنه أكثر استشعر رائحته

وجسده ووجوده , وتبدد الحلم حين استيقظت بعدها لأجده غير موجود لا في السرير

ولا الغرفة ولا أي شيء مما كان , كلها كانت لحظات وسُرقت مني

قمت من سريري استحممت وصليت الفجر وخرجت من الغرفة لأصدم بضوء حجرة

المكتب مضاء , وها قد عاد لسجن نفسه هناك لقد ضحك عليك يا قمر , لا بل أنتي من

ضحكتِ على نفسك , كان عليك طرده ببرود كما طردك سابقاً كان عليك رفضه فليست

العلاقة الحميمة ما تريدينه منه كما قال , لقد أتبتي صحة مقاله أتبتي صحة اتهامه لك

غبية وخدعتك مشاعرك الصادقة اتجاهه



وصلت المطبخ بخطوات ثقيلة وكل ما حدت يعود لمخيلتي وكل ما قاله يومها يدوي في

رأسي كالبركان فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أرمي الملاعق والسكاكين بكل قواي على

الأرض وأصرخ ببكاء , انفتح حينها باب مكتبه وخرج منه راكضاً اتجاهي , وقف عند

الباب بجمود ينظر لي بصدمة وأنا أرمي كل شيء على الأرض وأبكي بحرقة

توجه ناحيتي أمسكني من ذراعاي وبدأ يهزني بقوة ويقول " قمر ما بك هل جننتي "

ضربته بقبضة يداي على صدره وقلت بصراخ " ابتعد عني لا تقترب مني ابتعد "

أمسك يداي من معصميهما موقفا إياهما من ضربه وقال بغضب

" كل هذا من أجل ما حدث البارحة , هل تكرهينني لهذا الحد أنتي

بلا مشاعر يا قمر أنتي حجر "

نظرت له بصدمة وقد توقفت عن البكاء وعن الكلام فقال بصراخ

" أنتي لا تعرفين الحب ... متحجرة "

تيبس لساني وشفتاي وأبت الحروف أن تخرج منهما ترجيتها أن تفعل فرفضت

قولي يا قمر ... قولي كم أحببته وكم بكيتي لأجله وما فعلتي من أجله , ذكريه أنه

هوا الحجر الذي لا يشعر بكل ما في قلبك له , ذكريه بأنه لو أحبك حباً بحجم

الكون فلن يكون شيئاً أمام حبك وتضحيتك , تكلمي .. تكلمي يا قمر

وعبثا حاولت كنت أحملق فيه بصدمة فتركني وغادر وضرب باب المنزل بكل قواه

ولم يعد يومها حتى آخر الليل , وأصبحت أنا مثله سجينة غرفة النوم لا شيء سوى

البكاء والحزن والكتابة في مفكرتي , لا شيء سوى الوحدة والعذاب والألم وقد توقفنا

حتى عن الكلام ولم نعد نتناول الطعام معا ليتحول المنزل لشبه خالي سوى من أحدنا

وكأن الآخر ليس معه فيه




بعد عدة أيام استيقظت صباحاً فوجدت ورقة على الطاولة في المطبخ مكتوب فيها

( الرحلة للبحر في الغد )

تنهدت بضيق وقلت " هل وصلنا لهذا الحد كتابة في الورق "

عدت لغرفتي اتصلت بعمتي فاعتذروا جميعهم لانشغالهم خصوصاً أننا لن نرجع

في نفس اليوم , فيما عدا مؤمن الذي أخبرتني أنه متحمس وأخذ الإذن من والده

ووافق مادام سيرافقنا , وهنا المشكلة كيف سأخبر رائد وهوا يغلق حتى باب

الحديث , عدت للورقة كتبت تحت كتابته

( مؤمن استأذن من عمي وسمح له بمرافقتنا والذهاب معنا لأنهم اعتذروا عن الذهاب )

طويت الورقة وتمنيت من قلبي أن لا يخذلني ويحرجني أمامهم , أُقسم إن رفض

اصطحابه فلن أذهب معه وليفعل ما يشاء وليضربني حتى , ولكن لن أذهب بدونه

فليس لدي عذر أقوله لهم , دخلت المكتب ووضعتها هناك فهوا في الخارج وأغلقته

وغادرت , عند المساء كنت جالسة أشاهد التلفاز حين مر بجانبي ووضع الورقة على

الطاولة , انتظرته حتى عاد لمكتبه وفتحتها وكان فيها

( أخبريه أننا سنمر به عند الفجر )

تنهدت براحة , حمداً لله خان توقعاتي ولم ينتقم مني بإحراجي أمامهم , لم استطع

سؤاله كم سنبقى وإن كنا سنأخذ معنا شيئاً , نمت مبكراً واستيقظت قبل الأذان

بوقت , أعددت قالبين من الحلوى لنأخذهم معنا وقطعتها ووضعتها في حافظة

طعام كبيرة وصليت الفجر وجهزت نفسي , اتصلت بمنزل عمتي فأجاب مؤمن

كما توقعت فضحكت وقلت " منذ متى وأنت مستيقظ "

قال ضاحكاً " منذ وقت , هل ستأتون الآن ؟! "

قلت " رائد يستحم ما أن يُجهز نفسه سنمر بك "

قال بحماس " جاهز يا قمري يا أحلى قمر , عرفتِ بمن تتزوجي "

لم أُعلق على جملته , لو تعرف أنت من تزوجت لغيرت رأيك , خرجت بعد قليل

ووجدته يحمل الحافظة خارجاً بها , جيد لن أطر لإخباره , أخذت معي بعض

الثياب وشيئاً سميكا فقد يبرد الجو ليلاً , كم أتمنى أن تنتهي هذه الرحلة على خير

كنت ارتدي تنوره سوداء طويلة وواسعة وقميص أحمر وحجاب , مر بجانبي دخل

الغرفة وخرج حاملاً عباءتي في يده ووضعها أمامي على الطاولة وغادر , يا عيني

أوامر على الصامت , لباسي ساتر ما به !! ولكن ما سأقول غير أمري لله

أخذت العباءة ولبستها فلست بمزاج مشاكل مع أحد خصوصاً رائد

ركبت السيارة في صمت وصلنا منزل عمتي ووجدنا مؤمن يقف في الخارج

أمسكت نفسي بصعوبة عن الضحك ففتح الباب الخلفي وركب وقال " تأخرتم "

فضحكت من فوري فقد فاض بي من إمساك ضحكتي فقال مؤمن بضيق

" أعجبتك النكتة سيدة قمر "

ضحكت أكثر ولم اكترث بأحد ثم قلت " علمتك نوران أسوء عاداتها "

تجاهلني وقال " مرحباً رائد "

نطق حينها الحجر الذي لم أسمع صوته منذ أيام وقال وهوا ينطلق

" مرحباً الآن كنت قلتها عند صعودك , يالا المدارس الفاشلة والمعلمين الفاشلين "

ثم نظر للخلف حيث مؤمن وغمز له بعينه وضحك الآخر , ما يعنيان بذلك !!

المدرسة لا تدرس هذا إنه يقصدني أنا بالتأكيد لكن من الذي أخبره أنني أُعلم

مؤمن أذاب التعامل , نظرت بنظرة شك للخلف حيث مؤمن فنظر للنافذة من

فوره وبدأ يصفر , الخبيث هوا من أخبره إذاً وهذا يسخر مني

تجاهلتهما كليهما وسافرت بنظري للطريق , بعد وقت قال مؤمن بضيق

" ما بكما صامتان الرحلة مملة هكذا , قمري دائماً حزينة

وصامتة لكن أنت يبدوا أنها عدتك "

ضحكت حينها الصخرة بجانبي , جيد ضننت أنه لم يعد يعرف الضحك

قلت بضيق متجاهلة حاجز الصمت بيننا " أعجبتك النكتة سيد مؤمن ؟! "

ليفهم رائد أنه المعني بالكلام دون أن أتحدث معه فضحك مجدداً وقال موجهاً

حديثه لمؤمن " أخبرني عن أمور الدراسة "

اقترب حينها حتى أصبح وجهه بيننا وقال بحماس

" لدينا لعبة كرة قدم الأسبوع القادم سوف نهزم فريق الرقعة شر هزيمة لقد

هزمناهم المرة الماضية لكنهم احتجوا وسنعيد المباراة .... "

واشتغل كالمذياع فضحك رائد وقال " سألتك عن المدرسة وليس نشاطك فيها "

عاد جالساً في الخلف وقال " منذ سرقت منا قمري وأنا لا أدرس "

نظر رائد باتجاهي وأنا عيناي على الطريق أمامنا وقال " ولما "

فرقع بأصابعه وضحك وقال

" كانت تقف على رأسي لتدرسني جميع المواد أما الآن أعيش حياتي طولاً وعرضاً "

ضحك رائد وقال " لابد وأن مستواك تحسن عن السابق "

ما به هذا ؟! من أيام لا يكلمني ولا يأكل معي وقد أفرغ كرهه بي يومها والآن

يستفزني بإهانتي , بقيت على حالي متجاهلة كلامه ونظري للطريق أمامنا

قال مؤمن بضيق " لقد تراجعت درجاتي وأصبحت نوران من يدرسني بأوامر

من والدي وهي تضربني على رأسي كلما تعقدت الأمور عندي في الفهم وما

أكثر ما تتعقد عندي , متى ستُرجع لنا قمري لتدرسني ؟! "

نظر لوجهي بتركيز وقال " اسألها هي إن كانت تريد العودة "

نظرت له بصدمة , ما يعني بهذا ؟! هل يضع القرار في يدي !! هل يقول لي

إن كنتي تريدي الرحيل فلست أجبرك على البقاء , كنت أنظر لعينيه بضياع

وحيرة فقال وعيناه عادتا للطريق " بالنسبة لي لن أعيدها "

نظرت جهة النافدة بضيق , سحقاً له يستفزني ويختبر ردود فعلي يمارس عليا

ذكائه , قلت بضيق " مؤمن ركز على الطرق أمامك لا زلنا نريد الحياة "

نظر حينها في المرآة أمامه حيث المقعد الخلفي وقال

" مؤمن أخبر قمرك أن الغضب ليس من حقها هي "

قلت بحدة فقد ضقت ذرعاً منه

" مؤمن عديمة المشاعر المتحجرة يحق لها أن تغضب أيضاً "

قال مؤمن بهدوء " أنا لا افهم منكما شيئاً عودا للصمت رجاءً "

ضحك رائد وقال " متى مباراتكم القادمة "

قفز مؤمن بيننا من جديد وبدأ في حديثه الذي لا ينتهي عن الكرة وسافرت أنا بنظري

للطريق متكئة على زجاج النافذة حتى وصلنا , كان حيدر في استقبالنا فهوا من اختار

المكان وقد حجز لكل عائلة منا شاليها خاصاً بها , دخلت شاليهنا كان مكوناً من غرفتي

نوم وردهة صغيرة , مُشكلة سوف ينام مؤمن في غرفة ولن تبقى سوى غرفة واحدة

لا يمكنني النوم عنده ولا حتى رائد لأنه سيثرثر بكل شيء حين يعود ورائد لن تفوته

هذه النقطة إلا إن فعلها عمداً لإحراجي مع عائلة عمتي , لا دخل لي به سأنام قبله

وليجد لنفسه حلاً , رتبت أغراضي في الغرفة ترددت كثيراً ثم أخذت أغراض رائد

ورتبتها في ذات الغرفة ورتبت لمؤمن أغراضه في الغرفة الأخرى وكل هذا بمساعدة

مؤمن طبعاً فهوا يقفز على رأسي لنخرج للبحر


طرق حينها أحدهم باب الشاليه فتحته فكانت أنوار سلمت علي وأخبرتني أن

الآخرين عند الشاطئ , لو لي زوجاً يشعر بي لانتظر حتى يأخذني معه

تنهدت وخرجت , أمري لله أحبه رغم كل شيء وأحب كل شيء فيه

خرجنا حيث البقية , كُنَّ النساء يجلسن سوياً بالمقربة من الرجال بعض الشيء

جلست معهن وانطلق مؤمن للعب مع أبنائهم , كُنا أربعة نساء أنا وأنوار وزوجة

صديق حيدر ( أسماء ) وزوجة صديق رائد ( عائشة ) تبادلنا الأحاديث مطولاً

رغم أننا لا نسمع شيئاً من صراخ الرجال بجانبنا وكأنهم في مباراة لكرة قدم

وليس أحاديث عابرة ورائد منسجم تماماً معهم , يبدوا لي شخصاً مختلفاً وكأنه

ليس هوا , يضحك بصوت مرتفع ويضرب من جانبه بيده ومن أمامه بقدمه

وهوا مضجع على البساط , سمعنا صوت صراخ نظرت جهة الأطفال فكان

مؤمن يتشاجر مع أحدهم وقفت من فوري وتوجهت مسرعة اتجاههم أمسكت

مؤمن من يده وسحبته وقلت بحدة " مؤمن ماذا تفعل لما تتشاجران ؟! "

قال وهوا يقفز ويصرخ ناظرا للفتى الآخر " لقد ضربني ليأخذ كُرتي هل أسكت له "

جاء حينها والد الفتى الآخر فقلت بحدة

" مؤمن جئنا لتلعبوا وتتسلوا وليس لتتشاجر مع الأولاد "

قال بضيق " ولكن .... "

قاطعته بغضب " أصمت لا ترد كلامي أنا أكبر منك "

قال والد الطفل " حصل خيراً نحن آسفون "

قلت مغادرة به " آسفة الخطأ كان من مؤمن "

سحبته متوجهة به بعيداً نظرت جهة رائد فكان ينظر لي , لابد وانه سيوبخني

وقفت مع رجل وصرخت أمام الرجال , إن كانت ضحكة لم تعجبه فكيف الآن

ابتعدت بمؤمن بعيداً فقال بضيق " هوا المخطئ لما وبختني أمامه "

قلت بغضب " مؤمن هذا لا يجوز ما مظهرك ورائد الذي جلبك معه أمامهم "

قال بأسى " ما بك قمري لم تكوني تصرخي بي سابقاً لقد أصبحتي كنوران تماماً "

" يبدوا أنها تفرغ غضبها من أحدهم بك "

التفتت لمصدر الصوت فكان رائد , نظرتُ جهة مؤمن بضيق ولم أعلق على كلامه

فقال مؤمن " هوا المخطئ وقمر قالت لوالده أن الخطأ مني أنا ... لماذا !! "

صرخت به " احتراماً له كم مرة سأعلمك ذلك , علينا أن نحترم اعتذاره منا "

قال رائد بسخرية " إن كنتي ستعاملين أبناءنا هكذا فلن ننجبهم "

نظرت له بصدمة ثم تنفست بضيق وامتلأت عيناي بالدموع وقلت بعبرة

" رائد حلفتك بالله أن ترحمني أقسم أنني أكاد أختنق "

وانخرطت في نوبة بكاء شديدة أخفي وجهي بذراعي وأفرغ كل ما كنت أكبته منذ

أيام من ضيق وألم وشعور بالنقص والتجاهل , ولم أشعر إلا بيداه تطوقانني وإن لم

أكن أحلم فقد احتضنني ثم مسح على كتفي وقال بهدوء

" يكفي يا قمر أنتي بحالة نفسية سيئة عودي للداخل وسأعتذر منهم "

ابتعدت عنه ورجعت للخلف عدة خطوات وقلت بهدوء وعيناي في عينيه

" أنا لست مجنونة "

صُدم بادئ الأمر بكلامي ثم قال " ومن قال أنك مجنونة !! "

قلت بحدة " أنت قلت "

قال بصراخ غاضب

" قمر ما بك منذ ذاك اليوم , لقد كان كل شيء برضاك وإلا ما كنت فعلت شيئاً "

قلت ببكاء " نعم قلها قل أني من سحبتك للغرفة , قل أني من قالت أن ذاك ما كان

ينقصني معك .... قل ذلك الآن "

تنهد بضيق محاولاً تهدئة نفسه ثم قال مشيراً بأصبعه جهة الشاليه

" قمر عودي للداخل "

ابتعدت عنهما بغضب وجلست وحدي بعيداً أبكي وأمسح دموعي كل فترة

بعد وقت اقترب مني مؤمن جلس بجواري وقال بهدوء

" قمري أنا آسف لم أقصد إغضابك وسوف أعتذر من الولد ووالده أيضاً "

لذت بالصمت فقال برجاء

" قمر أرجوك لقد اشترط عليا رائد أن أُراضيك لنبقى أو سنعود الآن "

نظرت لمكان وقوفنا السابق فكان رائد لازال واقفا هناك واضعاً يديه في

جيوب بنطاله وينظر ناحيتنا , عدت بنظري للرمال تحتي وقلت بضيق

" لست غاضبة أريد فقط البقاء وحدي "

قال " وأن تتوقفي عن البكاء أيضاً , هكذا اشترط "

تنهدت وقلت " حسناً ولن أبكي "

قال مبتسماً " إذا سألعب هنا بالقرب منك "

لذت بالصمت وسافرت بنظري للبحر ممسكة نفسي قدر الإمكان عن البكاء

من أجل مؤمن وليس من أجل شيء آخر لكنت بكيت حتى جفت دموعي غير

مكترثة بأحد , بعد وقت اقترب رائد وجلس بجواري في صمت ثم قال بهدوء

" هل لي أن اعلم ما أغضبك فيما حدث يومها "

لذت بالصمت وكل ما أتمناه أن يغادر حتى غاضباً ولكنه قال

" قمر هل تُعلمي مؤمن أذاب التعامل ولا تجيبين على من يحدثك الآن "

قلت بسخرية " أجل معلم فاشل ما ستتوقع منه "

قال مجدداً " ما الذي أغضبك فيما حدث ؟! "

قلت بعبرة " كلامك السابق "

لاذ بالصمت طويلاً ثم قال " فقط "

قلت بحدة وأنا أحضن ساقاي " ألا يكفي ذلك ألا تكفي تلك الإهانة ولكني الغبية , أنا

أطعتك لأتلقى إهانة أكبر وتنعتني بالمتحجرة عديمة المشاعر وأني لا أعرف الحب "

قال بحدة مماثلة وهوا ينظر جهتي " وهل أنا حجر لا أشعر بالإهانة , ما معنى بكائك

وصراخك وتحطيمك كل شيء ذاك الصباح , أنتي لا تعلمي أي طعنة وجهتها لي يومها "

رفعت وجهي ونظرت للبحر وقلت بحزن

" مشكلتك يا رائد أنك تبرئ نفسك على حساب الآخرين "

قال بحزم " أنا لم أخطأ "

قلت بتحدي " ولا أنا "

اقترب حينها حيدر وقال مبتسماً

" هيا أيها العصفوران أجلا الحب قليلا وتعاليا لتناول الطعام معنا "

وقف رائد وقال " معك أنت لا يوجد عصافير ولا حب "

وغادر يتبعه ومؤمن كذلك , لا أعلم حتى متى سنبقى نخدع الآخرين , مشكلتي أني

لم أكرهه ولا حتى ذرة واحدة , تُرى هل سيزول كل هذا الحب يوماً !! هل ستحدث

معجزة ما تمحوه من قلبي في لمح البصر , عدت للشاليه وسجنت نفسي فيه حتى

المساء حين طرق رائد باب الغرفة ودخل , كنت جالسة على طرف السرير

ونظري للأرض حيث قدماي , وقف عند الباب وقال

" الكل يسأل عنك في الخارج , هيا أخرجي للجلوس معنا "

قلت بهدوء " لا أريد "

تنهد وقال " قمر نحن جئنا لنشاركهم الرحلة لا لنسجن أنفسنا "

نظرت له وابتسمت بسخرية وقلت " جيد أنه لا مكتب هنا لسجنت أنت نفسك فيه "

قال بضيق " قمر لما تريدين افتعال مشكلة معي بأي شكل !! "

وقفت وأخذت وشاحي الصوفي وضعته على كتفاي وخرجت أمامه في صمت

وهوا يتبعني حتى وصلنا عند الجميع , كانوا يجلسون حول نار كبيرة , الرجال

نصف دائرة في جانب والنساء في الجانب الآخر والأطفال طبعاً كلهم نيام بسبب

كثرة اللعب والاستيقاظ مبكراً اليوم , وصلنا فقالت أنوار

" أين أنتي يا قمر لقد افتقدناك ؟! "

قلت بابتسامة وأنا أجلس بجوارها

" أحسست ببعض التعب فذهبت للراحة والنوم , شكراً لاهتمامكم "

ضحك أسعد وقال " ضننا أن زوجك يخبئك عن الناس هنا "

جلس رائد وقال بضيق " أصمت أو رميتك في هذه النار "

شهقت زوجته بقوة لا إرادياً وضحك عليها الجميع عداي أنا , نظرت جهة

رائد فوجدته ينظر لي فنظرت جهة البحر , ساد الصمت قليلا وعم السكون

الأجواء وكلما وقع نظري على عيني رائد هرب كل واحد منا من عينا الآخر

قال حينها حيدر " ما رأيكم أن نلعب لعبة (قل لمن تفكر) "

صفق بعدها بيديه وقال بحماس

" انتهى عند هنا بدأنا كل واحد في من كان يفكر الآن واللعبة ما يقول له "

ثم قال " أنوار الأولى "

قالت بتذمر " ولما أنا ؟! "

قال " هكذا , أنا صاحب الفكرة وأنا أختار "

تنهدت بضيق وقالت " أقول لمن كنت أفكر فيه أرجوا أن لا تخصِم من

راتبي لأني صنعت شيئاً لا يُغتفر "

ضحك الجميع ما عدا قلبي المكسور طبعاً ثم قال حيدر

" دور زوجة أسعد "

قالت بعد ضحكة " أقول لمن كنت أفكر فيه أرجوا أن تكون غسلت أسنانك

قبل أن تنام ولست تكذب علي "

وقد عاد الجميع للضحك , كم هي لعبة جميلة ومسلية ولكنها في غير وقتها

بالنسبة لي فلو كانت في وقت آخر لسعدت وضحكت مثلهم

سمعت حيدر يقول " قمر "

نظرت له فقال " أين أنتي أناديك من مدة ؟! "

قلت بخجل " لقد شردت قليلا عذراً منك "

قال مبتسماً " إذا دورك "


وعند هنا انتهى بنا الفصل التاسع

كيف سيجتاز بطلينا هذه العقبة ومن سيجبر هذا الكسر وكيف ؟!

أحداث أخرى كثيرة ستكون في هذه الرحلة ومواجهات بالأقوال والأفعال

انتظروني فرحلتهم لن تنتهي بسهولة وستنتهي لعالم آخر مليء بالأحداث



 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 09-02-15, 09:58 AM   المشاركة رقم: 257
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل الثامن)

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

فصلنا عاصف اليوم بالمشاعر القمرية

أخيرا أستطاع رائد أن يثير جنونها بتصرفاته وبتناقضه وأستطاع أن يخرج ما يعتمل في قلبها من مشاعر حزينة.

رائد يعمل بقول المثل ( أكرهه ونفسي تتبعه ).. يكره خداعها له وكذبها عليه ويحبها بجنون في نفس الوقت ولكنه يجيد تعذيب نفسه وإلجامها بإنغماسه في العمل والخروج ليبتعد عنها.

ما سر تلك الندوب ؟!! هل هي آثار تعذيب ؟!!


قمر التي أعتقدت بأن الحظ قد أبتسم لها اخيرا وأن رائد يبادلها المشاعر التي تكنها له فوجئت بعودته صباحا لصومعته وكأن شيئا لم يكن.

رائد وكما هو حال بعض الرجال ... يقتل القتيل ويمشي في جنازته وإن كان بحسن نية .

كيف تتركها مهملة بحجة أن لديك عمل أو أنها كانت نائمة ؟!!
أنت دمرت أي معنى جميل لها وتركتها عرضة للظنون والمواجع التي استبدت بها .

للأسف رائد لم يعي أو أنه لم يرد أن يعي ذلك ... وكأنه يواصل رحلة إنتقامه وتعذيبها .

مؤمن كسر من جمود الصمت بينهما ولكنه صار كيس ملاكمة، كل يوجه فيه ضربة لصاحبه من خلاله.

قمر الثائرة أظنها جذبت رائد أكثر من تلك الخانعة البرئية.. أظنه قد يستمتع بمناوشتها
ولكنه لا يحتمل دموعها.

أتوقع بأنها ستقول قولا قد يهز كيان رائد وأن لعبة اﻷلغاز ستبدأ بينهما .

أعجبتني ثورتها في المطبخ وبالتأكيد فهو مشهد قد هز رائد وإن كان قد أرتدى قناع البرود ليخفي به مشاعره عنها .

سلمت يداك على ما خطته من إبداع ... رائعة تلك اللحظات التي مرت بقمر وهي تحدث نفسها أو تصف حيرتها وعدم فهمها لفعل رائد غير المفهوم معها .

بإنتظار الفصل القادم لنتعرف على وجهة نظر رائد ..

تقبلي مروري وخالص ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 09-02-15, 01:44 PM   المشاركة رقم: 258
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل الثامن)

 

تسلم أناملك ميمي على التعليق الرائع الذي شمل كل تفاصيل الفصل ‏

فكم تعجبني دقة تركيزك على مشاعرهم وتحليلك لها بعمق ‏


رائد رغم غرابة شخصيته وطباعه تكسره دموع المرءة ولا يرى إلا قمر الطفلة ‏

حين تبكي قمر فيضعف بقوة ‏

وهذه ميزة الرجل العصبي عطوف ويكره دموع المرءة ‏


أكيد قمر بترميه بلغز في اللعبه لكنه بيحتاج لوقت وصفعه قويه عشان يفهم مقصدها ‏


الله يسلمك مايتي هذا من دوقك والفصل القادم بيكون لقمر أيضا وبعده بنشوف رأي رائد ووجهة نظره ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 09-02-15, 01:58 PM   المشاركة رقم: 259
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل الثامن)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الله يسلمك يا الغلاا

وما كذب عليك كان عندي شعور أنه قمر ما كملت حكيها ...

العفو حبيبتي صدقيني روايتك الرائعة هذه لامست مشاعري بدون أية حواجز و وجدتني أغوص في بحرها وأستمتع بإكتشاف لألئها وكنوزها المخفية ...


متعك الله بالصحة وبإنتظارك بشوق كبير لنتابع اﻷحداث والتطورات ...




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 09-02-15, 07:08 PM   المشاركة رقم: 260
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر(الفصل الثامن)

 

شكرا لك ميمي وللطفك إلي غمرتيني بيه ‏

الله يسعدك في الدنيا والآخره

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منازل, منازل القمر, القمر, برد المشاعر, روايات, رواية, رواية للكاتبة برد المشاعر, رواية منازل القمر
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198400.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ظ†ط³ط± ط§ظ„ظ‚ظ…ط± ط§ظ„ظپطµظ„ ط§ظ„ط³ط§ط¨ط¹ - ظ‚ط§ط¦ظ…ط© ط§ظ„طµظپظˆظپ ظˆط§ظ„ظ…ط¨ط§ط­ط« ط§ظ„ط¯ط±ط§ط³ظٹظ‘ط© This thread Refback 11-11-22 10:12 PM


الساعة الآن 10:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية