لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-15, 11:30 PM   المشاركة رقم: 1001
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رسيل الاحزان مشاهدة المشاركة
   بإدن الله
ولا يهمك مش مشكلة معدورة حبيبتى زى اليوم زى بكرا عادى
اعدرى حماستنا وتشويقنا للرواية

شكرا ليك رسولة جبيبة قلبي ‏

تشوقكم وحماسكم يسعدني دايما ‏

الله لا يحرمني منكم ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 12-03-15, 11:37 PM   المشاركة رقم: 1002
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafa hadad مشاهدة المشاركة
   غذا ان شاء الله راح اكون في موعد،راح اربط الاحزمة ميشان نقلع في امان،حاسة انو هالفصل راح يكون حماسي خاصة بانظمام شخصيتين و كمان ميشان نعرف سر عدم زواج مروان،الله يحفظك مستنينك على نار و براحتك حبيبتي واستوذعك الله الذي لا تضيع ودائعه

وهذي فوفو أول من ربط الحزام وجايه طيران ومطار روايتي في استقبالك حبيبتي عند المهبط ‏22‏ ‏

في أمان الله عيوني ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 12-03-15, 11:45 PM   المشاركة رقم: 1003
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سعد مشاهدة المشاركة
   الف مبروك ندوش النجاح وان شاء الله عقبال الدكتوراه وانشوفك معيده ب الجامعه
وانت ميشو كيفك ان شاء الله بخير وسلامه ويسعد مساكم جميعا عشاق منازل القمر وناطرين البارت بششششششششششششششدق وعلى ناررررررررررررر
ارحمي فضولي ميشو اهئ ......اهيء

يسعدلي صباح الحلوين ‏كيفك منون ‏

خلاص رحمت فضولك بكره إن شاء ‏الله تروحي مع رائد المزرعة و
اتعيشي ‏
الأحداث معاهم ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 13-03-15, 09:21 AM   المشاركة رقم: 1004
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الواحدوالعشرون)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر مشاهدة المشاركة
   أهلين باللولي

طلع موتورك صاروخ ولحقتي ركبنا

بسرعة مشاء الله عليك ‏


يا عيني على التحليل إلي يبهر وكأنها

أفكاري تمام بخصوص شخصية قمر

وهذا إلي حاولت أوضحه كثير عن

شخصيتها وقدروا الكاتبات يستشفوه

مثلك إنتي وكيد وقبلكم ميمي ‏


طبعا البقية ما أخطأوا في تحليل

شخصيتها ولكلن وجهة نظره ونظرته

للأمر وأنا أحترم رأي الجميع ‏



منازل القمر شدني هالأسم واخترته

للرواية من قبل أن أفكر فيها ومنه

انولدت عندي فكرة أوراق المذكرة

ووصولها له ‏

و تعذيب ‏الأطفال محورها الثاني لأنه

بالفعل فيه نساء قلوبهم ميته

ويعذبواالأطفال لعل وعسى نصحي

ظمير ولو وحده منهم لأن نهايتها

بتكون مثل سلوى أو أبشع والله حي ولا يموت ‏


رائد شخصيته اخترتها من البداية

والرواية مجرد فكرة إنه يكون كاتب

وأديب رغم إني استصعبت الأمر

واستعنت بمقالات لكات كبير ومعروف

وما ركزت كثير على وضيفته لأن مجال

ما أفهم فيه مثل العايشين في محيطه

بيكون خوضي فيه بتعمق فكرة غبية



‏كره رائد للسياسة متعمد أيضا صحيح

السياسين لهم شخصية تميزهم لكن

تجربتنا الأخيرة في ليبيا خلتني أكرههم

مع احترامي للجميع لكننا تأذينا كثير

منهم في الخارج والداخل ‏



قمر البنت إلي ما عرفت الدلع والدلال

في طفولتها لو استثنينا الخمس سنين

الأولى في عمرها ما عندي شي

أوضحه لأنك ماشاء الله كفيتي ووفيتي لولو


‏مريم شخصية أنا عن نفسي حبيتها

وكأنها جزء من الأبطال

معرفتها بماضيهم وحقد رائد عليها

خلاها تتحرك لا شعوريا لمحاولة جبر

الكسر خصوصا إنها متأكده من حب

رائد لقمر فهي عارفه إنه بيندم لو

ضيعها من يده

‏بالفعل لولو رائد ما بيعترف لو ما

اعترفت قمر وقمر قررت تموت

أسرارها معاها

‏إختيار قمر للموت نقطة حساسة

واستغربها الجميع وأنا وضحت فكرتي

في ردي على الأخت الزميلة كيد

وباختصار أنا حبيت أوضح بهالنقطة إنه

الحياة ما توقف على إنسان ولا أحد أو

شي يستاهل انموت بسببه ولازم نتأمل

في المستقبل لأنه ممكن يكون مخبي

لنا أشياء أجمل وناس يستحقوا الحياة

من أجلهم يعني هالنقطة أنا اخترتها

عشان أوصل بها هالرسالة ‏


المزرعة بتحمل لكم أحداث رغم قلتها

إلا أنها مهمة ‏



لولو مدحك لروايتي شرف كبير لي ‏وأنا

عن نفسي حبيت أختلافها دونا عن

باقي رواياتي



‏شكرا لك عيون ميشو الله لا يحرمني

طلتك البهية وتحليلك الرائع ومنتظرة

التحليل على الفصل الجديد ‏



الصراحة تعليقك ما وفيته حقه راسي

مصدع شوي لأنه يستحف أكثر مما

كتبت ‏وموعدي معاك في روايتك لأني

قرأت الفصل امبارح أول ما نزل لكن

تركت التعليق لليوم يرتاح راسي شوي ‏



إيه صحيح نسيت أقول لك إنه للقمر

منازل ‏28‏ منزل ينزله في الشهر ولكل

منزل اسم ابحثي عنهم لو حابه تاخدي

عنهم فكره عامة ‏

وسلام يا عسل ‏ ‏





يا صباح الفل ..


افا عليج موتريه صناعة ألمانية يعيبج :)

الاسم والفكرة المحورية اهنيج عليهم الصراحة .. برافو ... ما شاء الله ... ننتظر تحفتج الايديدة واسمها اللي اكيد ما بتقل روعه عن سابقاتها ..


رائد .. شخصيته تعيبني .. ووايد بعد مب شوي ... وكون انه يكره السياسيين فـ ها اكيد لأسباب كثيرة .. وكونج انتي بالذات تكرهينهم .. فـ والله انا ما ألومج لأنكم صدق مريتوا بظروف ما يعلم بها الا رب العالمين .. ربي يفرج كربكم وضيقكم ووضيق كل شعب يمر بـ مشاكل وازمات ... نقول الحمدلله رب العالمين على كل حال مهما كان الحال ..


رسالتج عن رغبة قمر في الموت وصلتني .. وبتوصلني اكثر يوم اشوف هالبنوتة الحلوة تقوم من ازمتها وتسترد قوتها وعنفوانها ... ابا اشوف فيها الكاتبة والناقدة قمر .. مب قمر الطفلة ... قمر الطفلة خلاص لازم تلغيها من قاموسها عشان تكمل حياتها .. ما تلغيها بشكل كامل .. تحتفظ على الاقل بلحظاتها الحلوة مع امها وابوها ...


ننتظر احداث المزرعة بفارغ الصبر ....



ولووو حبيبتي ... ماله داعي الشكر .. روايتج تستحق الافضل والاجمل صدقيني ... سمحيلي لو ما عطيتج تعليق يليق فيها ..


ولا يحرمني يا رب من وجودج وحضورج ... ربي يسعدج انتي وجميع متابعينج ...


ويلاااا .. جاري ان شاء الله البحث عن القمر ومنازله الـ 28 .. شوقتيييني يا بنت ....


صافي محبتي/ودي ...

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 13-03-15, 01:44 PM   المشاركة رقم: 1005
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: منازل القمر ( الفصل الواحدوالعشرون)

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أسعد الله مساكم وكل أوقاتكم بكل حب متابعي روايتي الأعزاء


فصل اليوم طبعا نزل في غير وقته هدية لحبيبتي وحبيبتنا

كلنا ( طالبة هندسة ) لنجاحها الحلو بنسبة 92% في هندسة الديكور

ألف مبروك ندوش ومن نجاح لنجاح يا رب وعقبال باقي الحلوات في روايتي والمتابعين





الفصل الثاني والعشرون










كانت عيناي وفكري مسافران مع هذا المنظر الخلاب حتى سمعت صوتاً

يضرب قلبي قبل أذناي صوت الشخص الوحيد الذي يمكنه الصعود هنا نهاراً

صوت مخملي لا تعرف يخرج من رئتيه أم من حنجرته مباشرة قائلا

" السلام عليكم "

كانت دموعي تريد السقوط وبشدة وقلبي يريد البكاء وبنحيب ولكن يكفي حتى هنا

لم التفت ولم أتكلم ردوا عليه التحية وقبل رأس جدته وسلم على مريم ثم شعرت

بخطواته تقترب مني أمسك ذراعاي بيديه وقبل خدي بهدوء فأغمضت عيناي

ببطء وألم أحاول منعهما من استراق نظرة له , هل كان عليه فعل هذا ! لما يقتلني

ثم يكمل الأمر بتمثيلياته الدائمة أمامهم ؟ ما أسهل الهجران عليك يا رائد وما أقساه

عليا أنا وما أهون لقائي عندك وما أصعب لقائك هذا عندي فسحقاً للحب ولي ولهذه

الغبية المتدحرجة من سماء عيني , مددت أصابعي ومسحت دمعتي قبل أن تسقط

وبقيت مسافرة بنظري للبعيد , ابتعد وجلس معهم فقالت جدته من فورها

" جيد تذكرت أن لك أحد هنا "

قال بهدوء " كيف أنتي وكيف هي صحتك ؟ "

عدلت من فستانها الخريفي المشجر الطويل لتضمه تحت ساقيها وقالت ببرود

" كان يفترض بنا تزويجك منذ سنين لتأتي "

قال بهدوئه ذاته والغريب عنه " هكذا كانت الظروف وها هم أحفادك

كلهم يزورونك مرة في العام "

تنهدت وقالت " المهم أنكم بخير ولا أحد مجبر على زيارة أحد "

ساد الصمت مطولاً وكأن كل واحد يريد اختبار سكون المكان ثم وصلني

صوت رائد قائلا بهدوء " قمر ابتعدي عن السياج "

ها قد جاء من سيعكر مزاج الرحلة بأكملها , الإسطبلات في الجانب الآخر

والمكان هنا مرتفع لا أفهم سبب هذا , تنهدت بضيق وابتعدت كنت أود استئذانهم

والمغادرة ولكن ستكون فرصته ليلحق بي للغرفة ويفرغ بي غضبه لقدومي هنا

دون علمه , جلست بجوار مريم مقابلة لجدته ونظري للخارج لم أرفعه جهته أبداً

ولم أطاوع قلبي لرؤيته , هل جربتم يوماً أن قتلتم الشوق في أوجه ؟ هذه أنا أفعلها

الآن ولا أنصحكم بتجربتها فهي أقسى من الشوق ذاته , كسرتْ الجدة السكون الذي

غزى المكان مجدداً قائلة " ما بك تبدين متعبة يا قمر ؟ كنتي بخير أول الصباح "

عدت بنظري من المكان الذي لا أرى منه شيئاً ونظرت للأرض وقلت

" لا شيء جدتي "

حركت شيئاً على الطاولة وقالت " أعلم أن رؤية الأزواج تسد النفس وتعكر

الصحة قبل المزاج ولكن هذا قدر النساء وعليهم الرضا به "

قال رائد بضيق مكتفا يديه لصدره " جدتي أن تعتبي علي لعدم زيارتك شيء

وأن تهينيني شيء آخر "

عادت لجلستها وقالت ببرود متجاهلة ما قال " كيف هم عائلة والدك ؟ "

يبدوا أن رائد أخذ أسوء الطباع من جميع أفراد العائلة , بل يبدوا لي هذه العائلة

تتوارث هذه الصفة أباً عن جد , حمداً لله أنه لم يأخذ خصلة خاله السيئة تلك

ساد الصمت مجدداً .. لا أعلم أي تأثير أضافه رائد على المكان جعل الجميع

يميل للسكوت والهدوء , رفعت نظري إليه فكان ينظر لي بسكينة وهدوء ثم

رفع يده ببطء ومدها لي وقال هامساً " تعالي "

شعرت بمساحة الأرض تتقلص عند أصابعه الممدودة وبالسماء تطوى صفحاتها

في عينيه , نظرت ليده بتيه وكل خلية في جسمي تقول ( لا أفهم ما يجري !! )

نظرتُ لمريم والجدة فكانتا تنظران لنا , كم تمنيت أن دخلت وتركته ويده الممدودة

كم تمنيت لو علّمته معنى الخذلان أمام الجميع ولكني بذلك سأكون أنا السيئة في

نظرهم جميعاً , وقفت وتوجهت نحوه بهدوء , عليه إكمال تمثيليته وبعدها سيزول

كل هذا , جلست بجواره دون أن أمسك يده الممدودة لي فرفعها ولفها خلف رأسي

ووضعها على كتفي الآخر لتغمرني رائحة عطره المميزة الممزوجة برائحة دخان

السجائر لينتج عنهما عطراً جديداً يميزه عن غيرة , عطراً يزيده سيطرة على

المكان , ومن الغريب أنه لم يهمس لي بإحدى كلماته المسمومة تلك عن أني يجب

أن أستحمله قليلاً أمامهم , قالت مريم مبتسمة

" حيدر وأنوار ينتظران مولوداً , لابد وأني أول من نقل لكم الخبر "

قالت الجدة ببرود " ثلاث أعوام لتحمل زوجته !! يا لكم من جيل "

ابتسمت مريم بعفوية وقالت " جدتي ما كان في عهدكم انتهى , على الزوجان أن

يستقرا قبل أن يفكرا في الأطفال "

قالت بحدة " وهل هم سفن لتستقر ؟ "

لم استطع إمساك نفسي فضحكت ضحكة صغيرة أكتمها بظهر أصابعي فأمسك

رائد يدي من على فمي ووضعها وهي في يده على فخذه فسحبتها من يده بسرعة

فقالت الجدة ناظرة لنا " وأنتما هل ستستقران أولاً ؟؟ "

لذت بالصمت أنظر للأرض أضغط بيدي على طرف قميصي بقوة فرأيت أصابعه

تمتد ويده تمسك يدي مجدداً ثم رفعها إليه وقبلها ثم وضعها على ذقنه تحت شفتيه

وقال " ليس بعد ولا نريدهم الآن فقمر أمامها عملية على قلبها ستجريها أولاً

أعرفك ستجرحينها بكلماتك "

كانت عيناي معلقتان به تملأهما الحيرة ويدي لازالت في يده يتحسس بها ذقنه

بحركة بطيئة , رفعها لشفتيه مرة أخرى قبلها وأعادها مكانها فقالت الجدة من

فورها " ينقطع لساني قبل أن يجرح واحدة مثلها , هلّا أخبرتني

من أجبرك على الزواج بها ؟ "

ضحك ووضع ساق على الأخرى وقال " ولما أجبروني عليها ! "

ضربت بطرف عكازها على فخذه ضربة خفيفة وقالت

" لأني اعرف اختياراتك السيئة جيداً "

ابتسم وقبل رأسي وقال " وها أنا قد أتبث لك العكس "

علمت الآن معنى أن يقتل أحدهم القتيل ويعزي أهله فيه , أن يجرحك أحدهم

بعنف ثم يمارس فن الطب على جراحك , أن يدوس مشاعرك بقدميه ثم يعود

ليمسح غبار حدائه عنها ... ما أقساه من شعور وما أصعبه , بقدر ما هوا شعور

جارح بقدر ما هوا ظالم وجائر , سحقاً لذاك الشيء المسمى حب وسحقاً لتمثيلياتك

أمامهم يا رائد فكم هي متطورة جداً وطويلة هذه المرة

أخفضت رأسي للأسفل أعض طرف شفتي محاولة منع دموعي من النزول فقالت

جدته " لو كنت عرفتها قبلك لزوجتها لمروان "

أبعد ساقه التي كان يضعها على الأخرى وأعادها مكانها ضارباً بها على الأرض

وقال بضيق " وما بكم مع زوجتي الكل يريد تزويجها "

ضحكت ووكزته بعكازها عند كتفه وقالت " لأنه لا واحدة غيرها قد تقنعه بالزواج "

رمى العكاز بعيداً عنه وقال بضيق " وتزوجيه بها ولستِ تهتمي بي أنا ومن أتزوج "

ضحكت وقالت بسخرية " بالتي تنتظرك حتى الآن "

أحسست حينها بوخزه قوية في قلبي وكأن أحدهم رماه بسهم من بعيد

لا أعرف حتى متى ستتحكم في هذا القلب المريض يا رائد حتى متى سيموت

كلما اقتربت غيري منك ولو على لسان الغير , وقفت من فوري وقلت

" بعد إذنكم "

تركتهم هناك ودخلت للداخل ثم للغرفة , ارتميت على السرير أخفي وجهي

تحت ذراعاي أمسح من عن قلبي بقايا عطره وحروفه وأسكب من عيناي بقايا

دمعاتي المتحجرة فيهما , بعد قليل طرق أحدهم باب الغرفة ودخل فكانت

مريم , جلست بجانبي ومسحت على ظهري وقالت " قمر لا تغضبي من كلام

جدتي فهي هكذا مع الجميع ورأيتِ بنفسك كيف توبخني دائماً وكأني طفلة

أنتي أول من أحبتها وعاملتها بلين "

جلست وقلت ودموعي بدأت بالنزول " لست غاضبة منها لا تقلقي "

قالت وهي تمسح لي دموعي " ولما البكاء إذا وكل هذا الحزن "

دخل حينها رائد ووقف مستنداً بالجدار ويديه في جيوبه ونظره علينا دون كلام

فزادت دموعي بدل أن تتوقف وتبعتها شهقات متفرقة , أنكست رأسي للأسفل

وأنا أمسك فمي بيدي كي لا تزيد عبراتي أكثر , لقد تعبت من كتم هذا وخرج

أمامهم دون اكتراث , حضنت مريم رأسي وقالت

" قمر يكفي نحيب أقسم أنك فطرتي لي قلبي "

قال رائد بهدوء " مريم اتركينا وحدنا قليلاً "

ابتعدت عني ومسحت بيدها على شعري وقالت بلامبالاة

" لن أخرج ولن أتركك توبخها فأنا من أحضرها إلى هنا "

قال بضيق " أنا زوجها أم أنتي ؟ "

ضربت كف يدها على ظهر يدها الأخرى وهما في حجرها وقالت بضيق

" أنت طبعاً ولكني اشعر بها أكثر منك "

ابتعد عن الجدار وقال بحدة " مريم ستخرجين أم ماذا ؟؟ "

قالت بحدة أكبر " لن تستفرد بها فهمت , لن أتركك تعاقبها على ما فعلته أنا "

تأفف واقترب منا جلس بجواري على السرير ضم كتفي بيده ورفع وجهي بيده

الأخرى ومسح دموعي بأصابعه ثم قبل شفتاي قبلتين صغيرتان ثم ثالثة أطول منهما

فابتعدت وأنزلت رأسي وأشاحت مريم بوجهها وقالت بضيق " ما بك ألا تستحي قليلاً "

شدني إليه مجدداً ودس وجهي في حضنه وقال ببرود " أخبرتك أن تتركينا وحدنا

ولم تفعلي وأنك لست ِ زوجها بل أنا ولم تكترثي "

وقفت ونفضت قميصها بضيق وقالت " ليكن في علمك قمر لا تعلم أني لم أخبرك "

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها فوقفت أنا مبتعدة عنه ونظري للجانب الآخر

مرر يده على صدره العريض ونظر لي وقال بهدوء

" هل تري قدومك هنا دون علمي يجوز ؟ "

مسحت دمعة ما تزال عالقة في رموشي وقلت بابتسامة حزينة " إن كان تركك لي

ورميي ككيس قمامة وعدم إخباري يجوز فهذا يجوز أيضاً "

ضرب بقدمه على الأرض عدة مرات وهوا جالس مكانه على السرير وقال بعد

صمت " أنا الرجل يا قمر "

نظرت له بجمود ورميت جديلتي خلف ظهري لتضرب فخذاي من الخلف وقلت

بألم " ولما أعاملك كرجل ولا تعاملني كامرأة "

أخفض رأسه وحك حاجبه ثم تنهد ونظر لي وقال بذات هدوءه

" وكيف أنا أعاملك في نظرك ؟؟ "

ضممت ذراعاي بيداي ونظرت للأرض وقلت بابتسامة حزينة

" كنكرة كجدار كقطعة أثاث كجارية كمملوكة كـــ ... "

قاطعني قائلا " قمر كوني عادلة فكم عاملتك كزوجة كشريكة كمسؤولية "

نزلت دمعة من عيني مسحته وقلت بهمس " لا أذكر "

وقف وقال " سنغادر في الغد "

وتوجه جهة الباب ليخرج فنظرت له وقلت بجدية " لن أغادر معك "

وقف مكانه ثم التفت إلي في صمت فأشرت بأصبعي للنافذة جهة مشرق الشمس

حيث مدينة أيوب وقلت بحزم " جئت مع مريم من هناك من منزلها وأغادر معها

ولمنزلها فهي أصبحت المسئولة عن هذه الجارية الآن "

توقعت أن يخرج من هدوئه الغريب ويزمجر غاضباً كعادته ولكنه لم تتغير حتى ملامحه

وبقت على هدوؤها وقال بنبرة هادئة " أنتي لستِ جارية ولا تكرريها أمامي يا قمر "

ثم خرج وأغلق الباب دون أن يضيف حرفاً آخر ليتركني لحزني وبكائي لوحدتي

وألمي لجراحي الكثيرة منه , لما عدت يا رائد ؟ لما لم تتركني لآخر العمر لعلي

هذه المرة أنساك للأبد , نزلت جالسة على الأرض ودموعي تتناثر وتتكسر

فوق سطحها الأملس ولا شيء يضاهي شعوري بالفقد والحرمان سوى شعور

هذه الدموع اليتيمة ولا شيء أقسى من جور قلبه علي سوى هذه الأرضية

الصماء , نمت فوقها أحضن برودتها فلاشيء في حياتي تغير سأبقى دائماً قمر

الطفلة اليتيمة الوحيدة التي تلتمس الدفء والحنان من برودة الأرض والأبواب

الحديدية , بعد العصر سمعت طرقات خفيفة جداً ومتقطعة على باب الغرفة ثم

انفتح الباب ودخلت ابنة مريم وأنا جالسة على السرير احضن ساقاي نظرت لي

وقالت بابتسامة " جدتي تقول تعالي بسرعة "

ابتسمت وقلت " تعالي ادخلي يا صبا "

اقتربت مني فقلت " من مع جدتك ؟! "

قالت من فورها " خالي رائد "

تنهدت وقلت " حسناً أخبريها أني قادمة "

غادرت السرير الذي لم أنم عليه طوال تلك الساعات وتوجهت للخزانة ارتديت

سروالا من الجينز وقميصا بلا أكمام ويُربط عند العنق من الخلف بألوان مدموجة

سرحت شعري للخلف وتركته مفتوحاً فليتحدث عن ملابسي إن استطاع فمن اليوم

لن يتحكم بها , لبست خاتما فيروزياً ملوناً وعقد وخرجت , كانوا يجلسون في

مجلسهم ذاته أغلب الأوقات , ألقيت التحية وتوجهت من فوري بجوار الجدة دون

أن انظر إليه وحملت طفلة مريم من جانبها وأجلستها في حجري ونظري عليها

فقالت الجدة " أين أنتي يا قمر حتى الغداء لم تتناوليه معنا ؟! "

قلت بهدوء ونظري لازال على الصغيرة

" لم تكن لي رغبة في الطعام شكراً لك جدتي "

تنهدت وقالت بضيق " إن كان هذا الرائد أغضبك فلا يمسكك إلا لسانك "

نظرت له فكان يتكأ على مسند الأريكة بمرفقه ويده في شعره وينظر لي بهدوء

فعدت بنظري لأروى وقلت " هكذا هي الحياة لكل صباح مساء يا جدتي "

ضحكت وقالت " هكذا هم الرجال يعرفون كيف يجعلون الصباح مساء فقط "

ابتسمت ابتسامة صغيرة وأنا ألعب بشعر أروى بأصابعي ونظري عليها , ضننت

أن رائد وحده من سيفهمني لكن جدته ليست بالهينة , دخلت حينها مريم وقالت

" ما رأيكم لو زرنا الإسطبلات جميعنا ألستم تريدون رؤية الفرس التي ولدت حديثا "

قالت الجدة " نعم فمروان لن يغادرها إلا إن شددناه من قميصه وأعدناه معنا "

ضحكت مريم وقالت " ينام معها ووالدتها منذ البارحة لا أعلم ما يصنعه هناك اليوم "

وقفت الجدة فقال رائد " أنا وقمر سنتمشى جهة الأشجار قليلاً "

قالت الجدة مغادرة " كما تريدان "

وقالت مريم مبتسمة " إذاً أروى أمانتكما هي تحب التنزه أكثر من الخيول "

وهربت مسرعة كي لا نعترض ووقف بعدها رائد وقال

" لا تنزلي للطابق الأرضي أبداً "

ثم توجه جهة الباب ووقف عنده واضعاً يديه في جيوبه ملتفت إلي بنصف جسده

وقال " لم أتخيل أبداً أن أكون أصبحت بالنسبة إليك رمزاً للمساء يا قمر "

وتركني ودخل جهة المجلس الداخلي حيث التلفاز هناك , تنهدت بضيق ... يالها من

نزهة جميلة , جيد أنه ألغاها من نفسه لأني كنت سأرفض , أكملت جلوسي مكاني

ألاعب الصغيرة حتى عادت مريم فوقفت عند الباب ونظرت لي وقالت

" عدتما سريعاً !! "

ضحكت وأنا أداعب يد صغيرتها وقلت " نعم فقد تعبنا من كثرة السير والكلام العذب "

ثم امتلأت عيناي بالدموع من فورها فتنهدت وقالت بضيق

" ياله من متحجر , هكذا إذاً لم يكن يريد أن تذهبي "

مسحت عيناي وقلت ببرود " لا يهم ذلك فلم أرغب في الذهاب وكنت سأعتذر منكما "

اقتربت مني وأخذت الطفلة فوقفت من فوري فقالت

" أين يا قمر ! هل ستعودين لسجن نفسك ؟ "

قلت مغادرة " هوا أفضل لي فلما أبحث عن سبل التعب "

ثم دخلت وعدت للغرفة غيرت ثيابي وأخرجت كتاباً ونسيت نفسي بين صفحاته

حتى المغيب وعند العشاء اعتذرت متحججة أن معدتي تؤلمني فهم سيتناولون العشاء

معاً في الأسفل وبعدها سيصعد حيدر وخالهم ككل يوم فالأفضل لي البقاء هنا من

سماع الكلام المسموم منه , بعدما صليت العشاء عدت لكتابي وسمعت حينها طرقات

على الباب , فتحته فكانت الخادمة تحمل لي العشاء فقلت من فوري

" الجدة طلبت منك هذا ؟! "

هزت رأسها بلا وقالت " ليست السيدة الكبيرة "

قلت " من إذا ؟! "

قالت " السيد رائد ... الصينية تقيله سيدتي "

ابتسمت وقلت " آسفة خذيه معك لا أريده وشكراً لك "

غادرت من فورها فأغلقت الباب وعدت لسريري وكتابي , بعد وقت دخلت

السرير وأطفأت النور , الوقت مبكر ولكن ما لدي غير النوم لقد أفسد عليا

بقدومه , لم أتوقع أن لا أسعد برؤيته لقد أصبحت جراحي تزداد منه على ما

يبدوا لي وكثرة حزني تقتل مشاعري رويداً رويداً , ترى هل يأتي اليوم الذي

أكرهه فيه ؟ شعرت حينها وكأن أحدهم استل عرقاً من قلبي وتوقف تنفسي

فجأة فقلت بهمس " آآآآآآآه "

ثم اضطربت أنفاسي كثيراً فدسست وجهي في الوسادة وابتسمت بحزن

لا يبدوا لي سأجد عمراً لأكرهه فيه فحتى العمر سيتخلى عني قبل أن يحدث

وأنساه , بعد وقت فتح رائد باب الغرفة ودخل , لا أعلم لما ينام معي هل ضاق به

المنزل بطابقيه أم عليه إكمال تمثيليته أمامهم , كنت معطية ظهري له فجلس على

طرف السرير الآخر لوقت طويل في صمت ثم قال " قمر هل أنتي نائمة "

لم اجبه ولم أتحرك فقال " ألستِ من طلب الخروج من المنزل فلما الغضب الآن "

قلت بعد صمت " أن تخرجني من المنزل شيء وأن تخرجني من حياتك شيء آخر

وعموماً شكراً لك فالشعور بات متبادلاً "

قال بهدوء " متبادل في ماذا تحديداً ؟! "

قلت بهمس حزين " أنت أعلم بذلك "

اقترب مني ووضع يده على ذراعي وهمس في أذني " بالنسبة لي بات متبادلاً "

لم أكن افهم ما يقصد ولم أساله , تسللت يده أمام وجهي و أزال شعري لأنه كان

مجموعاً للأمام في حضني , أبعده للخلف وقبل خدي وقال بهمس خافت

" اشتقت إليك "

يبدوا لي قال ذلك أو قال شيئا فهمته كذلك لأن عقلي لن يستوعب أن يكون هذا

ما سمعت ومؤكد هيئ لي , قبّل بعدها عنقي ثم أبعد ياقة القميص وقبّل كتفي قبلة

طويلة فبدأت بالبكاء في صمت سوى من شهقات صغيرة فأعاد شعري حيث كان

وغادر السرير للشرفة الصغيرة الموجودة هنا ولا شيء سوى رائحة سجائره

تصلني للداخل وبعد وقت غادر من الغرفة بأكملها ولم يرجع إليها

يطلب مني أن لا أنادي نفسي بالجارية وهوا لا يعاملني إلا كجارية , كيف يزيل

الشعار وينسى إلغاء تطبيقه , كيف يظلمني لهذا الحد ليقول أن الشعور بات متبادلاً

لا لن تبادلني الحب يا رائد ولا الشوق والجنون , ليس لديك ما تبادلني به لأنك أجوف

من الداخل ويجب أن أصبح مثلك , انقلبت على الجانب الآخر وتنهدت بألم ... هدوئه

غريب هذه المرة ولابد يخفي خلفه إعصاراً سيضربني به بالتأكيد , تقلبت كثيراً ولم

أنم إلا بعد الفجر ثم استيقظت بعد وقت دخلت الحمام استحممت وخرجت ثم اتصلت

بعمتي فأجابت من فورها " مرحباً قمر كيف أنتي ؟ "

قلت بابتسامة حزينة " مرحباً عمتي كيف حالك والجميع ؟ "

قالت بهدوء " قمر ما بك حبيبتي صوتك لا يعجبني ! "

كتمت دموعي وقلت " لا شيء عمتي فقط مشتاقة لكم "

قالت بقلق " قمر لا تخفي عني شيء يا ابنتي "

نزلت دموعي رغماً عني وقلت بعبرة " مشتاقة لكم عمتي لما لا تأتون الآن "

قالت " قمر حبيبتي لما البكاء نحن فقط ننتظر أن ينزع مؤمن آخر جبيرة

قولي أنك لست بخير فنكون عندك في أقرب رحلة "

قلت " لا عمتي أنا بخير لا تقلقي أريد أن أراكم سريعاً أرجوك اقسم أني أموت

شوقاً لكم وكم أخشى أن ... "

قالت من فورها " تخشين ماذا يا قمر ما بك ؟! "

قلت بهدوء " لا شيء "

تنهدت وقالت " أين أنتي الآن أمازلت في مدينة والد رائد "

قلت " لا نحن الآن في مزرعة جدته جئنا لزيارتها "

قالت بصوت مبتسم " جيد يبدوا لي عائلته كبيرة "

قلت بابتسامة حزن " أجل "

قالت " قمر إن كنتي غير مرتاحة أخبريني بنيتي وسأتحدث مع زوجك من

فوري وسأوبخه شر توبيخ إن لزم الأمر "

قلت " لا عمتي أنا بخير لا تقلقي سلمي لي على الجميع , وداعاً الآن وعودوا قريباً "

أنهيت الاتصال وحضنت الهاتف وقلت بعبرة " نعم لست بخير عمتي لست بخير أبداً "

سمعت حينها حركة عند باب الشرفة فالتفتت من فوري فكان رائد يقف هناك ينظر لي

ذات النظرة الهادئة , نظرتُ له مطولاً ثم عدت برأسي للأمام ومسحت دموعي وقلت

" ما أن تعود عمتي فسأذهب معها , سأخرج من هنا لمنزل

مريم ومن هناك لمنزل عمتي "

وصلني صوته قائلاً " هل تكرهينني لهذا الحد ؟؟ "

أنزلت الهاتف من يدي وقلت بسخرية " بل علمت الآن كم تكرهني أنت "

قال " لم أتركك عند مريم كرهاً لك وكل ما تريدينه سيحدث "

تم خرج مغادراً الغرفة ونمت أنا على السرير أشد اللحاف وأبكي بمرارة وقد

عاد ذاك الألم لقلبي المجروح , متى ستتوقف وتريحني ؟ متى ستموت لقد تعبت

من ألمك ومن جراحه , بعد وقت طرق أحدهم الباب ودخلت مريم ثم ركضت

مسرعة نحوي وجلست على السرير وقالت " قمر ما بك !! "

دسست وجهي في الوسادة وقلت " لا شيء "

تنهدت بضيق وقالت " لو كنت أعلم أن هذا ما سيحدث ما جئنا من أساسه "

قلت ببكاء من تحت الوسادة

" أخبرتك منذ البداية لن ينجح الأمر فلم يعد يريدني يا مريم "

مسحت على ذراعي وقالت

" هيا توقفي عن البكاء ألا يوجد رجال غيره على وجه الأرض .... هوا الخاسر "

بعد محاولات منها لتهدئتي وإصرار كبير خرجت معها لنتناول الفطور سوياً لأني

لم أتناول بالأمس سوى الإفطار ثم انتقلنا بعدها للمجلس بجوار الجدة فقالت

" شقيقتي قادمة اليوم "

قالت مريم بضيق " وابنتها معها "

قالت الجدة بابتسامة جانبية " بالتأكيد فالزيارة كلها من أجلها "

قالت مريم من بين أسنانها " رائد معه حق حين قال أنه لا يريد قدوم قمر بسببها "

نظرت لها بحيرة فقالت " كدنا نتشاجر أنا وهوا منذ قليل ويبدوا لي وجهة نظره

صحيحة , قمر لا تقابليها أو لا قابليها لتراك وتعلم أن منافستها ليست بالسهلة "

أبعدت نظري عنها وقلت بابتسامة حزينة " لن تأتي لمقابلتي أنا فاتركيها فيبدوا

لي ستنتصر في النهاية ولن أدخل حرباً خاسرة "

بعد الغداء عدت لغرفتي وبعد العصر كانت ضيفتاهم هنا ولم أخرج رغم زعمهم

أنهم يرغبون برؤيتي فلست بمزاج لغيداء جديدة فلتشبع به فهوا سيتركني على أية

حال , نزلت مني دمعة فمسحتها بسرعة وقلت

" يكفيك جنون يا قمر يكفيك تعلقاً به "

ولكن دموعي لم تزدد إلا انهماراً دون توقف , كنت أشعر بالنيران تأكل أحشائي

كلما فكرت أنها قد تقابله , بعد وقت فتحت باب الشرفة استنشق الهواء ليخفف

اختناقي فرأيت رائد يقف عند سياج ساحة الخيول ثم اقتربت منه فتاة بخطوات

بطيئة هذه هي بالتأكيد , وقفت بجانبه فنظر جهتها ووقفا لوقت يتحدثان سوياً ثم

ضحك رائد وغادر ونظر من فوره حيث شرفتي ووقعت عيني في عينه فدخلت

وأغلقت الباب ولم أصل السرير إلا بصعوبة فألم قلبي بدأ يزداد عن الأمس

هنيئاً لك يا قلبي فها قد بدأت بعزف المقطع الأخير وهنيئاً لك يا رائد فها قد كتبت

معزوفة النهاية الحزينة , لم تغادر ضيفتاهم إلا بعد العشاء وأنا سجينة الغرفة طبعاً

فلن أخرج لأراه يضحك معها ويتبادلان ذكرياتهم هنا , فستفعل هي ذلك ولو متعمدة

وسيسعد رائد بذلك ولو من أجل الانتقام مني

بعدها بقليل سمعت أصوات صراخ وكأنه شجار بين اثنين فخرجت من الغرفة

واقتربت من السلالم المؤدية للأسفل وسمعت رائد يقول بصراخ غاضب

" إن صعدت للأعلى الآن غادرنا المزرعة من فورنا ولن تراني ما حييت "

جاء حينها صوت خاله مزمجراً بغضب

" لست اصغر أبناءك لتأمرني وسأنام في غرفتي شئت أم أبيت "

قال حيدر " تعودا من الشيطان أنتم لستم صغارا "

قال رائد بغضب " وهل تراه غير ذلك وهوا يتغزل في زوجة ابن شقيقته علناً

وبوقاحة وليس أي غزل , أقسم لولا الحياء لأخجلتك أمامهم "

قال مروان " وما في الأمر إن أثنيت عليها أمام الجميع ولما تمنعني من

الصعود للأعلى يا مجنون "

قال رائد صارخاً " لا تهينني يا مروان خيرٌ لك "

صرخ به " خالك مروان يا طفل "

صرخت حينها الجدة قائلة " ماذا يحدث هنا هل جننتم أم ماذا !! "

قال رائد " إن صعد ابنك للأعلى فلن أبقى وزوجتي دقيقة أخرى "

ثم سمعت خطواته الغاضبة تقترب فعدت للغرفة وأغلقت الباب ودخلت الحمام

وأغلقته وبعد وقت خرجت فكان رائد يجلس على السرير يتنفس بقوة والغضب

لازال جليا على ملامحه فقلت بهدوء " دعنا نغادر صباح الغد "

نظر لي مطولاً ثم قال " وما غير رأيك بالأمر !! "

ثم نظر للأرض وقال " سوزان كانت تريد أن تسلم عليا فقط "

قلت ببرود " لا يهم ... لا أريد أن تتشاجر وخالك أكثر بسببي "

نظر لي في صمت ثم أبعد نظره عني فدخلت السرير ونمت موليه ظهري له

مر وقت وهوا جالس في صمت ودون حراك ثم قال

" أراك تراجعتِ عن الذهاب مع مريم فما بشأن عمتك "

قلت ودمعتي نزلت من عيني لتسافر لعيني الأخرى " الآن الضرورة حكمت "

قال بهدوء " والأخرى ألن تحكمها الضرورة "

قلت بحزن " استحملت كل شيء منك لكن أن ترميني لشقيقتك وتذهب

لم أجد لها أي طاقة "

قال بعد صمت " أردت أن أحميك من قسوتي "

قلت بألم " ولما تقسو علي ؟ لماذا !! "

قال بصوت مكسور وحزين " هذا أنتظر جوابه منك "


شددت اللحاف بقبضتي بقوة وأنا أضمها لصدري وقلت بأسى

" ليث لدي ما يرحمني ويريحك يا رائد أقسم أنني تعبت "

لاذ بالصمت طويلاً ثم قال " لا داعي لأن تعودي إليهم لن أتركك مع مريم ثانيتاً "

قلت بألم " لن يمنع ذلك إلا موتي يا رائد "

رمى شيئاً على الطاولة وقال بضيق

" لا أعلم لما تعشقين الحديث عن الموت يا قمر "

قلت بأسى " لأنه وحده يعشقني "

ثم تابعت "سمعتك تقول لمريم سابقاً أنك ستعيدني من حيث

أخذتني فلما تغير كلامك الآن "

اقترب مني وهمس في أذني قائلا " قلت ولكني جَبُنت "

ثم قبل خدي وغادر الغرفة في صمت وسافرت أنا لبكائي حتى غلبني النوم وعند

الصباح غادرنا المزرعة عائدان من حيث أتينا , يبدوا لي مخطط مريم نجح نصف

نجاح هذه المرة , نمت طوال الطريق وكأني أعوض ما فآتني من نوم ولم أستيقظ

إلا ونحن على وشك الوصول , دخلنا المدينة فقال

" نذهب لمنزل والدي أم منزل الجيران "

قلت ونظري على يداي " ألا خيار ثالث ؟! "

قال بعد صمت " لم أجد منزلاً قريباً "
نظرت لوجهه وقلت " وكيف تركتهم المدة الماضية ؟! "

قال ونظره على الطريق " كنت هنا أغلب الوقت "

اتكأت على النافذة بحزن ومسحت دمعة نزلت من عيني فقال بهدوء

" قد يأتي وقت أشرح لك فيه سبب كل هذا حين تتسامحين مع نفسك يا قمر "

قلت بحزن " لن يكون ذلك فلا وقت وقد مات الورد وانتهى "

هز رأسه وقال بشبه همس " لو اعلم حكايتك مع الموت الذي تنادينه كل لحظة "

ليث لي غيره أناديه ويأتيني على الفور يعشقني ويتربص بي كل حين , أناديه

فلا يتردد وأطلبه ولا يبخل أبداً , ليتك مثله وليته مثلك يا رائد

ضممت يداي لبعضهما ودسستهما في صدري أبكي بحرقة متجاهلة كل شيء

وكأني أقول لكل ما في قلبي وداعاً للأبد ... وداعاً يا عشقي الجنوني وداعاً يا

حزني وداعاً يا دموعي وألمي ووداعاً يا بقايا أهلي , أوقف السيارة جانباً وشدني

لحظنه في صمت وكأنه يريدني أن أودع حضنه أيضاً , لم أتخيل يوماً أن القبر

سيكون أرحم منه وسأختاره عليه , ابتعدت عن حضنه فمسح على خدي وقال

بهدوء " هل أنتي بخير هل نتابع سيرنا ؟ كدنا نصل "

هززت رأسي بنعم دون كلام فشغل السيارة وتابع سيره , بعد قليل وصلنا

لمنزل والده ولكني نزلت وتوجهت لمنزل خالي ووقفت أمام بابه فلم تترك

لي خيار آخر يا رائد فهذا الجحيم أهون عندي من شقيقتاك

على الأقل سأستحملك أنت وحدك وليس ثلاثتكم معاً , لقد علمتني أن ما قاسيته

من خالي وزوجته لا شيء يذكر فجرح من تحب أقسى ألف مرة من جرح من

تكره , اقترب مني فتح باب المنزل ودخلت , نظرت لكل شيء وتنهدت بحزن

ها قد عدت ويبدوا أنني لن أخرج من هنا إلا جثة , دخل رائد ومعه حقيبتي توجه

لغرفة النوم وأدخلها هناك فدخلت بعد خروجه منها ولم أخرج من هناك ولا لإعداد

الطعام ولا تناول شيء وألم قلبي في استمرار وكأن ثمة من يعصره بين يديه ويستل

أوردته , في صباح اليوم التالي خرجت من الغرفة كان التلفاز مفتوحاً وهاتف رائد

ومفاتيحه على الطاولة وهوا غير موجود , رن هاتفه مطولاً ثم رنت رسالة , اقتربت

منه فكان رقماً غريباً , فتحت الرسالة فكان فيها ( اتصل بك ولا تجيب .... سوزان )

ثم مجموعة حروف كل حرف منها في سطر وهي ( أ ح ب ك )

كنت أنظر لكلماتها وأحرفها بصدمة وكأنها لكمات تضرب قلبي المنتهي بل تضرب

بقاياه المتألمة , دخل حينها رائد من الخارج نظرت له بعينان تمتلئان بالدموع وقلت

" كنت انتظرت حتى أعدتني لمنزل عمتي أو حتى مت ثم فعلت هذا "

ثم رميت بهاتفه على الأريكة ودخلت الغرفة وأغلقتها بالمفتاح , كانت الآلام في قلبي

تزداد وتزداد ... زحفت على السرير حتى وصلت لهاتفي واتصلت بعمتي فأجابت

من فورها قائلة " قمر ما بك لما البكاء !! "

قلت بنحيب " عمتي تعالي وخذيني معك الآن , عمتي أنا لست بخير

وأتعذب تعالي وخذيني "

قالت بصوت مرتفع " قمر ما بك !! كنت أعلم أن صوتك ليس بخير كنا سنعود على

رحلة اليوم , بنيتي اهدئي ولا تبكي "

قلت بعبرات متتالية " لا تتأخري عمتي أرجوك تعالي بسرعة لا أريد البقاء هنا "

قالت " مفتاح منزلنا هناك مع المفاتيح التي تركناها لديك اذهبي إليه ونحن قادمون

سريعاً , قمر هل تشعرين بفشل يدك "

قلت بعبرة " بل وبالألم في قلبي أيضاً "

شهقتْ بصدمة فقلت بحزن " أحبك عمتي ... سامحيني "

ثم أغلقت عليها الخط ولم أجب على جميع اتصالاتها فسمعت حينها طرقاً

قوياً على الباب وصوت رائد يقول " قمر افتحي الباب "

وقفت بصعوبة أصارع آلامي وقلت بصراخ باكي وأنا أشد على قلبي بيدي بقوة

" لن أفتح ... أتركني أموت هنا وحدي "

قال وهوا يضربه بقوة " قمر افتحي الباب بسرعة "

لم أجبه ولم أفتح , تساندت بطرف السرير من شدة الألم كي لا أقع فغادر لوقت

ثم عاد وفتح الباب ودخل فأبعدت يدي ووقفت بتبات أكتم ألمي قدر الإمكان فاقترب

مني أمسك ذراعاي وقال " ماذا تعني عمتك بأن ألحقك لأنك تموتين !! قمر ما بك "

دفعته من صدره وقلت بحدة " اتركني وشأني واذهب لها "

هزني وقال " قمر لا تستعجلي الحكم وأخبريني ما به قلبك "

رميت بيديه بعيداً عني وقلت بأسى " يموت ... يموت يا رائد , أقسم إن أحبتك

بحجم الكون لن تحبك مثلي ولا أي امرأة في الوجود ولا حتى والدتك التي أنجبتك "

ثم قلت وأنا أضرب على قلبي بقبضة يدي

" موتي يا قمر موتي الآن ما الذي تريدينه من الحياة بعد هذا "

حضنني بقوة وفتح باب الخزانة بيده الأخرى ليخرج عباءتي وحجابي فقلت بصوت

مخنوق " فات ..... فات الأوان "





وعند هنا كانت نهاية فصل اليوم

ما مصير قمر التي وصلت بها الآلام للنهاية

أحداث غريبة في انتظاركم وطوفان كبير في انتظار رائد

شخصية جديدة تتعرفون عليها في الفصل القادم

فصل عاصف يحمل في خباياه الكثير والكثير من المفاجأات

الفصل القادم لرائد فكونوا بانتظاره ودمتم في حفظ الله ...... برد المشاعر

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منازل, منازل القمر, القمر, برد المشاعر, روايات, رواية, رواية للكاتبة برد المشاعر, رواية منازل القمر
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198400.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ظ†ط³ط± ط§ظ„ظ‚ظ…ط± ط§ظ„ظپطµظ„ ط§ظ„ط³ط§ط¨ط¹ - ظ‚ط§ط¦ظ…ط© ط§ظ„طµظپظˆظپ ظˆط§ظ„ظ…ط¨ط§ط­ط« ط§ظ„ط¯ط±ط§ط³ظٹظ‘ط© This thread Refback 11-11-22 10:12 PM


الساعة الآن 10:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية