لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


امرأة للتقبيل

ليه تختفي النجوم ؟؟ تهرب من القدر !! مين فينا يهرب من قدره .... سواء كنا من أهل الأرض أو من أهل السما ... مالنا مفر

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-14, 03:22 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 286590
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: بورتريه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بورتريه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي امرأة للتقبيل

 

ليه تختفي النجوم ؟؟

تهرب من القدر !!

مين فينا يهرب من قدره .... سواء كنا من أهل الأرض أو من أهل السما ... مالنا مفر !! .. يملكنا بوضع اليد .. و يحاصر سلوكنا و أمنياتنا ... ينهي الغايات فينا قبل ما تبدأ .. يحركنا على حد رفيع بين النار و الجليد ... بخطوة نتجمد ... و بخطوة ثانية نحترق .. نحاول نسبح عكس التيار ... نحاول ننقض عهودنا مع الطبيعة ... نحاول ننجى !! لكن القدر واقف خلف كل باب نفتحه ... وفي يده كأس فيه شربة واحدة ... شربة الموت و الحياة !! وبعدها نقدر نوصل لحدود السما !! لكن بدون مقدمات نهوى لقاع الأرض ... في ظلام الليل و بين الموت و الحياة يمر العمر ... و نرجع عشان نجمع بقايا ضوء أبيض .. و الحان و أغاني من محيط الأقزام المنتحرة .. أقزامي البيضاء .. الي تعودت أراقبها كل يوم ... في ساحة البيت ... أو شيء يشبه البيت .. مع أول ساعات الفجر يزيد لمعانها ... كأنها تودعني قبل ما تغيب .. حتى النجوم تضيء و تطفى ... زي البشر ... تموت نفس و تولد نفس ... لان ما حد يهرب من سطوة القدر .. !!


******

الفصلـ الأولـ
//
\\
//
\\
//




الغروب اليوم حزين ... حتى البيوت البعيدة .. الي كنت اشوفها تحضن الشمس بلهفة كل يوم ... و تظلل

نفسها بلون الستر و السكينة ... حضنها اليوم اليوم موحش و ظلها بلون السواد .. وسترها مكشوف ..

حتى الشمس خطواتها بطيئة ... و بين كل خطوة و خطوة تترك بقعة بيضاء في عرض السما ... كآنها

فتحة سحرية ... لو عبرتها حوصل للطرف الثاني من العالم ... و حبعد عن ريحة الموت الي كتمت

أنفاسي ... و صوت البكا الي أجهد روحي .. و مازالت عيوني صايمة عن الدموع .. ولساني صايم عن

البوح .. !

حسيت بيد تمسح ظهري وصوت جارتنا أم محمد : ندى ..تعالي إجلسي يا بنتي ... ريحي نفسك !!

جاوبتها : كذا مرتاحة !! ...

أم محمد : ما يصير يا حبيبتي ... في ناس تبغى تعزيكي !! ... حتى أمل أختك حابسة نفسها في

غرفـ ...

خانتها العبرة وكملت : الله يرحمه ...

لحقتها لساحة البيت ... و كآني أمشي في مكان غريب عني ... معالم البيت تغيرت .. شيء أصيل أختفى

منه ... زواياه ضاقت أكثر ... و ألوانه بهتت أكثر و أكثر ... جدران البيت لونها أزرق ؟! ... !! ... أو أنا

بشوف كل شي حولي يختنق حتى الجدران !! .. جلست وسطهم ... أرد على تعازيهم بكلمات أختصرها

لساني ... مو حاسة إني جالسة آخذ عزى أبويا ... !! ... أصلا كيف هو هذا الإحساس .. مو قادرة

أستوعب الأمر للآن ... شفت أم محمد قامت بإتجاهي بعد ما جا طفل و همس لها بشي ...

قالت لي بهمس : في واحد واقف برى يبي يعزي !!

جاوبتها بإستغراب : ليه عزى الرجال مو في البيت عندكم !!

أم محمد : إلا و راح عزى أبو محمد .. بس يبغى يتكلم مع وحده منكم !!


لبست عبيايتي و النقاب و طلعت أشوف هالزاير الغامض !! و أنا أسأل نفسي مين ياترى هذا الانسان!!

.. تارك عزى الرجال وجاي يعزينا إحنا !!


*****


بدأت صورة الواقع تتشكل من أول يوم مر على موته ... حسيت إني محتاجة أكبر سنة مع كل خطوة بخطيها

محتاجة يصير عمري 45 سنة زي عمره عشان أقدر أواجه الي ظل أبويا 23 سنة فاتح له صدره

يستقبل كل الضربات و الأوجاع بدون خوف او تهاون عشان بس يحميني أنا و أمل .. و اليوم هالصدر راح

.. وراح معاه أي إحساس بالأمان ...

ظنيت إني حشوف شخص كبير في السن ... ما اتوقعت انه شاب !! .. كان واقف و ظهره للباب و مو

واضح غير جزء من وجهه

طليت ورايا عشان أتأكد إن أم محمد واقفة قربي وقلت : السلام عليكم !! ..

الشاب التفت نص التفاته بس مازال ظهره للباب وجاوب : و عليكم السلام !! عظم الله أجركم

رديت: جزاك الله خير ... مين !!

جاوبني : يزن ... رئيس الوالد الله يرحمه في العمل !!

قلبي دق بسرعة ... أكيد ما جا عشان يعزي .. الله يستر .

قلت له : قالولي إن عندك كلام تبغى تقوله ..

بعد فتره صمت .. جلست اضرب فيها أخماس في أسداس و عقلي يودي و يجيب جاوب : كنت أبغى رجل

أتكلم معاه .. بس قالولي إن حسن الله يرحمه ما عنده أولاد !!

ماكلف خاطره حتى يقول العم حسين ... وهو قد ابوه !! .. حسيت بنفور من هالإنسان المغرور

قلت له : أنا بنته الكبيرة ... قول إلي تبغاه !!

قال : طيب مالكم عم أو خال !!

جاوبته : لا مافي .. ايش الحكاية !!

لف جسمه كامل بإتجاهي و قدرت أشوف وجهه بوضوح هالمرة .. مع إنه وسيم بس ملامحه كانت فيها

غلظة و عبوس خلت قلبي ينفر منه أكثر .

قال : الموضوع .. إنه أبوكم عليه إلتزامات مالية لنا و ...

قاطعته أم محمد الي كانت ساكته طول الوقت وقالت : أي إلتزامات مالية الله يصلحك يا ولدي !! ..

الرجال مات بحادث و هو يخدمكم ... يعني مين الي عليه إلتزام للثاني !!

بدأت ملامح يزن تغلظ بزيادة وقال : كان يخدم نفسه ... أنا ما شغلته بلاش !!! .. أنا بدفع له عشان

يخدمنا زي ما تقولين !! ... و بعدين البضاعة الي راحت في الحادث خسارتنا فيها توصل قيمتها مئات

الألوف .. غير الشاحنة الي اتهرست!!

رديت : تقصد البضاعة الي راحت في الحادث الي أنا وأختي خسرنا أبويا فيه ... و الشاحنة الي اتهرس

هو داخلها !!

سكت وطالعني بنظرة ما فهمتها وقال بصوت أقل حدة : أيوا !!

جاوبته : و المطلوب !!

يزن : تعويض خسارتي !!

رديت عليه : وخسارتنا مين يعوضها ؟

بحدة : هيه إنتي بدون تلاعب ولف ودوران أبوكم مات الله يرحمه .. بس هالشي ما يعني إني أسكت عن

حقي !! انا قلت اتكلم معاكم قبل لا اسوي اي اجراء قانوني !!

جاوبته : أعلى ما في خيلك إركبه ...

يزن : إسمعي ... أن مقدر أنكم بعزى ... عشان كذا

قاطعته : إنت إسمع ... وإنت داخل الحي شفت أكيد الحال بشكل عام ... وأظن انك كونت فكرة عن حالتنا المادية .. و انت شايف بنفسك

وأشرت له على البيت و كملت : تتوقع حنقدر نعوض خسارتك الي قيمتها مئات الألوف زي ما بتقول !!

جاوب ببرود : ماهي مشكلتي !!

رديت عليه : صح ... عشان كذا قتلك ... إلي يطلع بيدك سويه ... الله معاك .

وقبل ما ينطق دخلت و قفلت الباب .

//
\\
//
\\
//

أي نوع من البشر هالإنسان !! .. جاي يتكلم عن مئات الألوف الي خسرها !! ... ما يدري إن الي

خسرناه إحنا قيمته ما تتقدر بثمن !!

ضمتني أم محمد لصدرها وقالت : هدي نفسك يا بنتي .. قلتيله الي يستاهله !!

سألتها و أنا أبكي : طيب و إحنا مين يعوض خسارتنا !!

أم محمد : حسبي الله و نعم الوكيل !! ربي بيعوضكم يابنتي ... تعالي معايا خلينا ندخل !!

وحدة من داخل جات وقالت بسرعة : أمل إلحقي أختك ما أدري إيش حصل لها ... مو راضية ترد علينا .. !!!

كأن روحي بتتسحب مني شوية شوية ...أول مرة أبويا .. و الحين أمل !! .. مستحيل !! رحت لها أركض

.. ما حقدر أعيش في هالدنيا ولو لحظة وحدة لو أمل هي الثانية راحت وتركتني ..


><// ندى \\><

رغم موته الا انه الان جالس يعطيني أعظم درس في الحياة .. غيابه خلاني اتعامل مع الناس بطريقة مختلفة .. كنت اشوف الناس الي بحياتي كل يوم وانا متوقعة بشكل تلقائي إني راح اشوفهم ثاني يوم وكل يوم ... بس الآن وانا أتأمل وجه أمل التعبان وهي على سرير المستشفى صوت بغيض يقولي إني ممكن ما اشوفها بكره .. أو ممكن ما اشوفها بعد ساعة !! ... الموت هو الفعل الوحيد الي ماله ردة فعل مساوية في القوة ... ولا أحد فينا له عليه سطوة .. خايفة لا أخسر أمل هي كمان .. مسكت وجهها وقلت لها بهمس و ترجي
: لا تتركيني يا أمل ... مالي غيرك أحد في هذه الدنيا !! ... أنا عارفة إنك تبغي تكوني معاه .. بس انا محتاجتك أكثر منه !!

حسيت بيد ام محمد تمسح على ظهري بحنية وجاني صوتها
: ندى .. !! اختك كويسة .. ماسمعتي الدكتورة ايش قالت !! .. هي بس مرهقة .. ارحمي نفسك يا بنتي من الصبح وانتي واقفة هذه الوقفة .. !!
جاوبتها : انا كويسة .. انتي ارجعي وارتاحي ... انتي تعبانة معانا من امس يا خالتي ...
ام محمد : الله يعلم انك وامل بمكانة سناء ومحمد ..
: الله لا يحرمنا منك ... بدونك والله ما ادري ايش كنا عملنا !!

: ندى أبغى ارجع البيت !!

كان هذا صوت أمل أختي .. صوتها رد لي الروح .. كاني كنت في غرفة محجوب عنها النور والهوا ... وفجأة انفتحت لي طاقة رحمة .. حطيت يدي على راسها وهمست بخوف
: يا عمري إنتي .. الحمد لله على السلامة يا قلبي !!

مسكت يدي وقالت بصوت مخنوق ... مرهق
: ندى ... ابغى ارجع البيت ... خليهم يطلعوني ...
جاوبتها : طيب يا عمري ... الحين اشوف الدكتورة ..

والتفت لأم محمد وقلت لها : خليكي عندها .. حروح اشوف الدكتورة
أم محمد : ان شاء الله ...

طلعت من غرفة الطوارئ الي كنا فيها ... جات عيني على محمد ... كان جالس على الكرسي المقابل للغرفة الي احنا فيها .. كان ساند جسمه على الجدار و ساند يدينه الثنتين على رجله اليمين ... انكسر خاطري عليه .. كان التعب باين على وجهه ... زي الي حس بوجودي .. فتح عيونه وشافني ... جالي وسآلني
: كيف أمل الآن !!
جاوبته : صحيت وتبغى ترجع البيت ..
محمد : الدكتورة شافتها !!
جاوبته : لا لسى .. طلعت اناديها تجي تشوفها ..
محمد : طيب انتي ارجعي لها وانا الحين اشوف الدكتورة ..
قلت له بخجل : تعبناك معانا يا محمد ...
ابتسم ولمعت عينه بطريقة غريبة وقالي : الروح ترخص لك يا ندى ..

ما قدرت أرد عليه بعد جوابه المفاجئ هذا ... لحظات صمت مرت بيننا ... و بعكس الإعصار الي كان يموج داخلي والي عارفة انه قراه بعيوني كانت ملامحه هادية ونظراته مطمئنة .. وشبح ابتسامة مرسوم على وجهه .. كان نفسي في هذه اللحظة اني اهرب منه لابعد مكان في الدنيا ... اتمنى اهرب من احساسي بالذنب الي يعذبني كل ما شفت نظرات محمد الي كلها حب وهيام .. جاوبت بهمس
: الله يسلمك من كل شر ..

رجعنا البيت ونامت أمل بحضني ... كانت زي الطفل الصغير الخايف الي متعلق بحضن أمه ... كانت ماسكة يدي بيدينها الثنتين وظامتها لصدرها ... عدا الوقت وانا اقرأ عليها الاذكار وامسح على راسها ... كانت تصحى احيانا تبكي .. بس كنت احضنها اكثر وامسح على وجهها وراسها لغاية ما هديت وانتظم تنفسها و دخلت بنوم عميق

: وانتي ما راح تنامي يا ندى !!

كان هذا صوت سناء بنت أم محمد ... صديقة عمري .. وجارتي .. واختي الي ما جابتها امي ... اصرت انها تنام اليوم عندنا .. وام محمد ما عارضت ابدا ...
جاوبتها : انا كذا مرتاحة ... انتي نامي !!
سناء : لا ما راح اتركك ... يلا قومي نامي وانا حجلس عند امل انا نمت .. بس انتي ما نمتي من امس يا قلبي !!

تأملت وجه أمل النايم و نزلت دمعة انحدرت من خدي و طاحت على وجهها وقلت : من فين حيجي النوم ... حاسة اني بردانة ... حاسة اني مكشوفة ... خايفة من بكرة الي حيجي وهو مو في هذه الدنيا ..
سناء : ما تعودت اواسيكي او اقويكي ... لاني دايما اخد الدعم و القوة منك ... عشان كدا حقلك كلامك .. مو انتي الي دايما تقوليلي انه مافي داعي للخوف دام الشمس ما تغيب في مكان الا عشان تشرق في مكان ثاني !!
همست : الحمد لله
سناء: حبيبتي ... احزني ... وخدي وقتك ... بس لا تضيعي كل طاقتك في الحزن ... ربنا خلق لنا في هذه الدنيا حاجات كثيرة حلوة ما تنتهي لازم نعيشها ... توكلي على ربنا ..
قلت لها : عارفة يا سناء ... كنت اشوف انه مافي داعي اقول ايش انا حاسته .. خلاص الناس راح تعرف من تصرفاتي معاها ... بس اكتشفت انه غلط .. الله يرحمه كان عارف انه غلط .. عشان كذا كان دايما يحط يده على راسي ويقولي ... انا احبك يا ندى ... الله يخليكم ليا يا بابا ... !! ...يا الله يا سناء جالسة اسمعها بصوته ... كانه دوبه قالها .
سناء : الله يرحمه !!
رديت : بس انا !! .. أنا ما عمري فكرت إني اقولها له .. كنت دايما ابوس يده وراسه .. اتطمن عن صحته .. على اكله .. نومه .. شربه .. كنت افتكر ان هذه الأشياء كفاية .. وراح تقوله إني احبه ... ليته يرجع ساعة وحدة .. لحظة وحدة بس ... عشان اترمي عند رجله وأقله اني أحبه ... اني أحبه كثير ...

سحبتني بهدوء من عند أمل وحضنتني وقالت : اذكري الله يا ندى .. حتصحي أختك الان ... ما نبغاها تشوفك وانتي في هدي الحالة ..
كنت ابكي في حضنها بقهر وحسرة و أقول : ما راح يرجع ... ما راح يسمعها .. ولا راح اقدر اقولها له ابدا ...
سناء : الله يرحمه ... هو الحين بين يد الي يحبه اكثر منك ... الشي الوحيد الي حيوصله منك هو دعائك له ...

.....

حاولت انام .... بس ما قدرت ... حسيت جدران الغرفة كانت تضيق وتضيق .. لغاية ما اختنقت انفاسي ... طليت على امل شفتها نايمة ... وسناء كمان نايمة بجمبها ... طلعت للحوش ... قبل يومين بس كان واقف هنا وكنت جالسة اصب له الموية عشان يتوضى ... ما كان يرجع البيت غير الساعة 5 الفجر ... حيله مهدود و ظهره منحني ... ومع هذا يصلي الفجر حاضر بالمسجد ويرحع البيت عشان يلحق ينام كم ساعة عشان يصحى ويبدأ شقى وتعب .. وفي النهاية يجي الي اسمه يزن يقول هاتوا حقي .. غريبة هذه الدنيا كيف صارت فيها الموازين مقلوبة .... ما ادري كيف حينتهي موضوع يزن هذا ... بس الي شفته بعيونه يقول ان وراه مشاكل كثيرة ما راح تنتهي ...

.....

مرت الأيام ... حاجات كثير حولي وداخلي اتغيرت ... الليل صار طويل ... صار موحش كئيب ... بارد .... ومخيف ... لسى محتاجة لاحد يفهمني ايش يعني اني صرت يتيمة !! ... ايش يعني اني ما راح اشوفه ابدا !! ... احيانا اتمنى لو اني لسى طفلة صغيرة .. عشان بس يقولولي ان ابويا حيرجع ... عشان اكبر واعيش على امل اني راح اشوفه مرة ثانية ... حتى لو كان امل كاذب ... امنية حلوة مستحيل تتحقق ... الشي الوحيد الحقيقي انه مات وان كل يوم يمر على غيابه اكبر فيه سنة ... حاسة اني صرت كهلة ... شخت مرة وحدة ... انتهيت من الدنيا قبل ما ابدأها .. اصلا ما بقي فيها شي له قيمة ... حتى السما ما فيها نجوم !! ماتت هي كمان ... !! ... او انا الي ما صرت اشوف شي ...

:ندى !! ....ايش الي مجلسك في الحوش في هذه الساعة !!

كان هذا صوت سناء ... التفت لها وقلت :ولا شي صليت الفجر و قلت اجلس هنا شوية ... مو جايني نوم ..
جلست جمبي و قالت : في ايش تفكري !!
جاوبتها : في النجوم ... شوفي السما مع انها صافية بس مافيها ولا نجمة ..
سناء :طيب ايش فيها !!
ابتسمت و اتسطحت على الارض وجلست اطالع في السما و سناء سوت زي ... قلت لها : ابويا الله يرحمه ... كان يحب النجوم ... كان دايما يقولي ان النجم صديق جديد في كل يوم ... كل يوم ترفع راسك للسما وتشوف نجم جديد ... كان يقولي انه لما يسوق الشاحنة و يخرج من العمران كان ينبسط ... لان النجوم تزيد لمعانها ... و تنور الدنيا اكثر ... انا زيه ... احب النجوم ... حبيبي كان يرجع من شغله يلقاني نايمة في الحوش ... ما كنت اقوله اني مستنيته عشان لا يتكدر ويزعل ويجلس يلوم نفسه .. كنت اقله اني كنت اشوف النجوم ... احيانا كنت اصحى واحيانا كنت اتضاهر اني نايمة عشان يشيلني و يدخلني الغرفة و اول ما يحطني على السرير انفجر اضحك واقله خدعتك ... كان يضحك .... و يقرصني على خدي ... بس خلاص كل شي راح بغيابه ... حتى النجوم غابت . .

وقبل ما ترد سناء عليا قمت من مكاني وقلت : يلا خلينا ندخل ننام ... انتي و راكي دوام ... أمل كمان لازم اصحيها الساعة 8 عشان تروح جامعتها ...

ما ستنيت اي رد منها ... دخلت واتسطحت على السرير ... كنت افكر في نفسي قبل اي احد ثاني ... مو قادرة القى ندى القديمة .... ندى الي الكل يعتمد عليها ... بس هي كانت تعتمد على واحد بس في هدي الدنيا وراح ... وتركها لوحدها ...

.....


الساعة 10 الصبح ... ما في احد في البيت غيري ... أمل في جامعتها ....و كنت في الغرغة ارتبها لما سمعت صوت الباب ... مين حيدق الباب في هدا الوقت !! ... رحت اشوف مين وكان محمد ... ايش يبغى في هذي الساعة ... بالعادة يدق على جوالي لو كان يبغى شي!! ...
:مين !!
:السلام عليكم ... انا محمد !! كيف حالكم !!
: وعليكم السلام ... الحمدلله بخير ... خير يا محمد!!
محمد: اعذريني يا ندى ... بس دقيت على جوالك ما جاني رد ... وانا كنت بالسوق اقضي للبيت ... و قضيت لكم معايا
جاوبته :الله يكثر خيرك ويغنيك ... ليه تعبت نفسك
: لا تعب ولا شي ... حترك الاغراض عند الباب و لو نقصكم شي كلميني ... في امان الله
:محمد استنى !!
محمد: أمريني
جاوبته : ما يأمر عليك ظالم ... كم دفعت في الاغراض !!
:ايش هذا الكلام يا ندى !!
:لا تزعل ... عارف اني ما راح اخدها لو ما دفعت قيمتها ..
جاني صوته : ندى الاغراض عند الباب ... خديها لجوه ... و بعدين ردي على جوالك ..

شفته من العين ... حط الاغراض و راح ... دخلتها جوه و رحت للجوال شفته هو متصل : الو
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاوبته : وعليكم السلام ورحمة الله ..
محمد : ايش مشكلتك يا ندى !!

كان باين من صوته انه زعلان ومتضايق
جاوبته : ما عندي مشكلة ... بس الحق ما يزعل !!
محمد : تبغيني اخد منك انتي فلوس !!
جاوبته: لانه انا بالذات لازم تاخذ الفلوس ..
محمد : مصممة تعتتبريني غريب !!
: لا يا محمد انت ما عمرك كنت غريب .. انت اخويا ..
رد بصوت فيه خيبة أمل : أخوكي !!

ما رديت عليه ... عارفة اني يمكن اكون جرحته بكلامي ... بس ايش اسوي ... ما ينفع اكذب عليه ... هذه هي الحقيقة ... محمد بالنسبة ليا اخ ... ما عمري شفته بغير هدي الصفة ... وهذا الي دايما اقوله له بس هو ما يبغى يفهمني ... !!

جاني صوته : طيب يا ستي اخوكي .. راضي ... وعشان الاخوة دي لا تعملي من الحبة قبة ... كلها كم غرض يا ندى !! ..
:محمد انا اسفة ... لا تزعل منك
محمد : ما عمري اقدر ازعل منك يا ندى ... بس لا تكبري الموضوع ... !!
جاوبته : خلاص ... وجزاك الله خير ... الله لا يحرمنا منكم يارب
محمد :ولا يحرمني منك يا اختي .. في امان الله

قالها و انهى المكالمة .. صوته كان فيه نبرة سخرية مخلوطة بحزن ... محمد انسان خلوق ... ومحترم ... والف بنت تتمناه ... موظف ... و حاله ميسور ... و فوق هذا كله يحبني ... بس انا مو قادرة احبه ... مو قادرة احبه بالطريقة الي هو يبغاها ... لاني طول عمري احبه زي اخويا .. لا اكثر ولا اقل ... مو متخيلة نفسي اعيش معاه كزوجة ...

.......

مر الوقت وانا ما بين المطبخ و التنظيف ... كنت متعمدة اجهد نفسي ما ابغى ارتاح ولا دقيقة وحدة ... عشان ما ابغى افكر ... لاني تعبت من التفكير ... مرة ثانية رجع الباب يدق ... ولسى الساعة 12 الظهر يعني مو موعد رجعة أمل من الجامعة ... رحت شفت مين ... هذه المرة ما قدرت اعرف مين الي يدق ... الوجه مو غريب عني قد شفته في مكان ما ... بس متى وفين ..!!
رديت :مين !!
: السلام عليكم ورحمة الله
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
: يا اختي انا جيتكم ايام عزا حسن ... وكنت ابغى احد اتكلم معاه ...

هذا ايش جابه ... حسيت قلبي انقبض ... ما رجع مرة ثانية الا ووراه مصيبة ... حاولت ابين صوتي طبيعي
قلتله : ايوا الاستاذ يزن ...
يزن : انتي الي كلمتني المرة الي فاتت !!
جاوبته : تفضل ايش عندك
يزن : ممكن اتكلم مع بنته الثانية !!
جاوبته :انا بنته الكبيرة ... عندك شي تكلم معايا انا ...
يزن : أظن انتي عارفة ايش ابغى !!
جاوبته : واظن انت عارف ردي !!
يزن: وردك ما عجبني ..
جاوبته :الله لا يجعله يعجبك ... شي ثاني !!
يزن : احسن لك تتكلمي معي باسلوب احسن
جاوبته : اعلى ما في خيلك اركبه .. وعندك المحاكم روح اشتكي عليه ... خليهم يحبسوه ... في احسن من هذا الاسلوب !!
هالمرة احتد صوته وقالي : اسمعي ... هي كلمتين حقولها و افهميها كويس ... لو ما رديتوا لي حقي حرميكي انتي واختك في الشارع !! ... قدامكم 24 ساعة يا نتفاهم وترجعوا لي حقي يا دوري على مكان يضفك انتي واختك ... وهذا عنواني ورقم تلفوني ...

ودخل ورقة من تحت الباب ... اخذتها وطليت من العين لقيته اختفى ... من القهر قطعت الورقة قبل ما حتى افتحها واقرها ... مين يحسب نفسه يهددنا انه بيطردنا من بيتنا ... لا يفتكر ان البيت اجار وممكن يشتري صاحب البيت يفلوسه ... مسكين ما يدري ان البيت باسم ابويا ... و خليني اشوفه ايش يسوي ... دخلت كملت الي بيدي و راسي شغال بسرعة جنونية ... الثقة الي يتكلم فيها تخوف ... بس هو ما بيده شي ... كلام في الهوا ... كل الي يقوله مجرد حرب اعصاب ... يبغى يتلف اعصابي ويشتتني ..هذول هم اصحاب الفلوس والنفوذ والسلطة يستغلوا كل شي عشان يحققوا اهدافهم ...

........


على السفرة جلسنا نتغدى ... انا وأمل و سناء ...جلست أتامل سناء ... وانا افكر من يوم ما ابويا اتوفى الله يرحمه ... وهي ما تركتنا ولا لحظة ... وفوق هذا كله اصرارها انها تنام عندنا ... بعد كذا اصرارها انها تشارك في مصروف البيت .. قد ايش نبيلة هدي البنت وحساسة ما بغت تجرحني و تمد لي معونة فجابتها بطريقة مستحيل تجرحني او تزعلني فيها ... ليت كل الناس زيها ... كنا ارتحنا من عينة يزن و نظفت الدنيا من أشكالهم ..

:ليه ما تاكلي يا ندى !!
كان هذا صوت امل اختي ... ابتسمت لها وقلت : لاني كنت انقنق وانا اجهز الغدا ..
أمل : بس شكلك سرحانة وتفكري ..
جاوبت :لا مو سرحانة بس شوية صداع ...

قمت من على السفرة وقلت : انا حدخل ارتاح شوية ... كلوا انتوا بالعافية ..

بعد شوية دخلت سناء ورايا وقالت : اشبك يا ندى .. شكلك مو عاجبني
جاوبتها :قلت لك شوية صداع ... الحين ارتاح ويخف
جلست على السربر وقالت : لو خبيتي على الناس كلها ما تقدري تخبي عليا قوليلي ايش الي مضايقك !!
جاوبتها :فين امل !!
سناء : في المطبخ تغسل المواعين ...
جاوبتها : طيب الله يخليك يا سناء خليني الان ارتاح ولما اروق انا حجيكي واحكيلك
سناء : على كيفك ... طيب انا حرجع البيت يمكن اجيكم بالليل ... مع السلامة

مسكت يدها قبل ما تقوم وقلت لها : يزن رجع اليوم وفتح نفس الموضوع وقال كلام غريب ما فهمته
سالتني بإهتمام : كلام غريب كيف يعني !!

حكيت لها الموضوع من بدايته ... لغاية ما قطعت الورقة الي فيها العنوان
سناء : الله يهديكي يا ندى ... ليه عملتي كذا !!
: لانه كذاب وما يقدر يسوي شي ... كيف يعني يطردنا من البيت ... البيت باسم ابويا ... جالس يهدد على باله حنخاف منه
سناء : ما اعرف قلبي مو مطمن ... فين حطيتي الورقة الي قطعتيها
جاوبت ببرود :في الزبالة ... فين يعني !! ... بعدين ليه خايفة ...
سناء : هدي ثاني مرة يجي فيها ويهدد
جاوبتها : لانها ثاني مرة انا مطمنة لانه لو كان طالع بيده شي كان سواه من زمان ...
سناء : ولو كبر الموضوع !!
جاوبتها بتحدي :ساعتها الموضوع راح يكبر على راسه ..


********

><// يزن \\><

وقفت أتاملها ... كانت زي الملاك ... رغم حزنها الي مرسوم على ملامح وجهها الي احبه ... قالوا لي انها ما اكلت ولا شربت شي من امس ... كانت حابسة نفسها في المرسم ... عارف انها الان جالسة تعاقب نفسها ... هي مو قادرة تفهم او تستوعب الي حصل ... وان مالها ذنب ... حطيت صينية الاكل على الطاولة وقلت لها
:ممكن أقطع خلوتك يا معالي الاميرة !!

التفتت لي و ارتسمت ابتسامة حلوة على وجهها البريء الناعم و قالت : يزن !!
حطت الفرشة و لوحة الالوان على الطاولة و جات باتجاهي بخطوات بطيئة ... كنت انا اسرع منها ... قربت منها ومسكت وجهها وبستها على راسها هي ضحكت بصوت عالي وقالت : الي يشوف كيف تتعامل معايا يفتكر اني اكبر منك بست او سبع سنوات ... مو توأم ...

جاوبتها وانا اساعدها تجلس على الكنبة : ولما يشوفوا وجهك الحلو هذا حيقولوا لا هي اصغر منه بست او سبع سنوات مو توأم ...
ضحكت وقالت : ليه طيب جبت الاكل هنا .. انا كنت حنزل اكل معاكم
قاطعتها : اليوم انا ابغى اكل معاكي انتي وبس
نجوى : يا بختي ... ما حد قدي يزن يسيب الكل ويجي ياكل معايا انا
جاوبتها :انتي عارفة ان ما في احد يهمني في هدي الدنيا غيرك يا نجوى
مسكت وجهي وقالت بحب : الله يخليك ليا يا يزن .. ولا يحرمني من قلبك الطيب يا رب
حاوبتها : امين ويخليكي ليا يا رب ...

جلست اكل معاها ... بالرغم من ضحكاتها و مزحها معي ومحاولتها انها تخفي حزنها الا ان عيونها ما قادرت تخفي هذا الحزن ابدا ... وقبل ما افتح معاها اي حوار كان جوالي يرن
رديت : اهلا يا خالد
خالد:ايوا يا يزن ... كيف حالك
: الحمد لله ...

قلت لنجوى اني حرجع بعد شوية وطلعت من الغرفة ... لاني عارف ان نجوى اختي دايما تعترض على طريقتي في الشغل ... وما كنت حابب ادخل معاها في جدال وحوار ماله داعي
: ايوا يا خالد معاك ... سويت الي اتفقنا عليه !!
خالد : حصل ... بس مو شايف اننا استعجلنا شوية !!
جاوبته:لا ما استعجلنا ... انا اعطيتها مهلة 24 ساعة ... و عدى اكثر من 18 ساعة ولغاية الان ما جاني منهم اتصال على الاقل !!
خالد: بس في النهاية هذولا بنتين وايتام !!
:انت ما سمعتها كيف تتكلم ... ما كان قلت عنها بنت ابدا ... وبعدين انا ما سويت شي غلط ... انا جالسة اطالب بحقي ...
خالد : فليكن ... عموما كل شي ماشي زي ما طلبت ... يلا سلملي على نجوى و الجماعة ... مع السلامة ..

مر ببالي كلامها " اعلى ما في خيلك اركبه " حنشوف يا بنت حسن ايش حتسوي ... ان ما جبتك راكعة تبوسين رجولي ما اكون انا يزن .. وحقي الي ما قدرت اخده من
ابوكي حاخده منك انتي واختك ... والايام بيننا ..

****


... يزن ...

وقفت قدام الباب فترة طويلة ... كل مرة اجي فيها هنا اتردد الف مرة قبل لا ادخل ... ما ابغى اشوفها ... ما ابغى اسمع صوتها ... لما تنهار صورة المثل والقدوة قدامك ... تتهار داخلك كل القيم .. تشعر انك وسط طوفان من المشاعر المزيفة ... وانك متجرد من اي قوة او حيلة ... والموت محاصرك من كل الاتجاهات ... لازم تدور على طريقة او معجزة تنجيك من هذا الموت ... وانت اصلا ساعتها بقمة الياس لانك فاقد الايمان باي شي ... وحلك الوحيد انك تقتل بقلبك الفطرة لانها ممكن في اي لحظة تسحبك لتحت وتقضي عليك وتغرقك .. !!

اخيرا دخلت ... صفقت الباب ورايا بقوة عشان تعرف اني جيت ... شفتها جالسة في زاويا من الزوايا على الارض ... صارت زي الشبح ... منظرها كئيب ونظراتها ضايعة .. سألتها وانا احط كيس الأكل على الارض :ايش الي مجلسك هنا !!
طالعتني بنظرات باردة وما ردت عليا .. رحت لها وجلست قدامها وسالتها :اكلتي !!
طالعتني بسخرية وردت : خايف لا اموت !!
حاوبتها : ما ابغاكي تموتي قبل ما اعرف الحقيقة !!
صرخت بوجهي :اي حقيقة ... !! ... قلت لك كل شي ..!!
قمت من مكاني وقلت لها : اجل خليكي هنا ... خيسي لوحدك .. اصلا ما في احد راح يحزن عليك ... ما في احد يحزن على فا..
.ما قدرت تطلع الكلمة من فمي ... !!
قامت من مكانها وجات مسكت يدي وقالت : قولها ... خجلان تقولها !!
سحبت يدي عنها بقوة وقلت لها : لساني مو راضي يقولها ... لكن عقلي قالها من زمان ... تدري اني اقرف كل ما جات عيني عليكي ... فمابالك اذا لمستيني !!
:يزن حرام الي تسويه فيا ... انا امك .. !!
كنت اتكلم بحرقة والم لما قلت لها : للأسف انك امي ... للاسف اني كنت اشوفك شي عظيم .. قدوة ... شي مقدس ... شي طاهر ... نظيف !!
قالتلي : والحين تشوفني فاجرة ؟!
حسيت بقلبي يعتصر مع كلمتها ... تقلصت كل عضلات وجهي انهرت على الارض ... ماقدرت اتحكم في دموعي الي تمردت ونزلت بدون حسبان... حاسس بضياع ... بغربه .. بغضب ممكن يدمر العالم كله ..

جلست قربي وهي تبكي وقالت : والله الموت ارحم من اني اشوفك تتعذب بسببي !!
التفت لها وقلت :الموت !! ..تخربوا الدنيا و بعدين تتمنوا الموت .. !! .. انا اقلك عن اموت .. الموت هو الي جاس اشعر فيه الان ... بسببك انا اموت الف مرة في اليوم ... أتألم الف مرة ... ذليتيني خليتي الي يسوا والي ما يسوا يبيع ويشتري فينا ...
قالت بصوت مخنوق : عساني الموت .. لو كنت انا السبب!!
صرخت : آمين .. لانك انتي السبب في كل هذا الجحيم الي انا فيه الان !! ...
قالت :اقتلني ... ريحني ... بس لا تسوي بنفسك كذا !! ...

في هذه اللحظة رن جوالي ... نجوى هي المتصلة .. كان مستحيل ارد عليها وانا في هذه الحالة ... خليت الجوال على الصامت و قمت ... مسحت وجهي بيدي وقلت لها : انا رايح ..
جاني صوتها : هذي نجوى صح!! .. طمني عليها يا يزن .. كيف حالها !!
جاوبتها بسخرية : ما حقلك كيف حالها .. حقلك كيف كان حالها قبل ما تخربي حياتها ... كانت سعيدة .. كانت اسعد بنت في الدنيا .. وبسببك الان صارت اتعس بنت في الدنيا .. أسعد طلقها ... عارفة ايش يعني رجل يطلق بنت كان مملك عليها قبل زواجهم بثلاث ايام ... متخيلة ايش الناس قالوا عنها ... متخيلة كيف هذا الشي دمرها وقضى عليها !!
قالت بصدمة : أسعد طلق نجوى ... !! .. وكيف انا خربت حياتها ...
!!جاوبتها : اسالي نفسك .. ايش سوى حبيب القلب الله لا يرحمه .. ولا يرحمني اذا رحمتك انتي واهله

قالت بخوف : بنات حسن مالهم ذنب يا يزن .. حرام عليك لا تظلم ايتام ...
ضحكت بسخرية وقلتلها : حسن زي ما باعك .. باع بناته .. والي خلقك لافضحهم زي ما فضحك وفضحني !!
طلعت وتركتها طايحة على الارض تتوسل وتبكي .. وقفلت الباب ورايا بالمفتاح ...

.......

قدام بيت حسن كنت واقف بالسيارة ... كان خالد معايا .. سالني : ممكن تفهمني احنا ايش نسوي هنا ... وفي هذا الوقت !!
جاوبته : الحين راح تشوف بعيونك ...
رحت لشنطة السيارة طلعت منها سلسلة حديد و قفل ... و رحت لسكينة الكهربا ... فتحت العلبة وقطعت التيار و قفلت العلبة و حطيت عليها السلسلة الحديد و حطيت القفل عليها ...
خالد قال باستنكار : ما يجوز هذا الشي يا يزن ... هذولا بنات ولوحدهم !!
: لسى ما شافوا مني شي .. !!
خالد : يا يزن ... مشكلتك كانت مع حسن ... مو مع بناته ...
قلت له بحدة : اشوفك تدافع عنهم ... حزنت عليهم ... وما حزنت على نجوى ... !! ... تتوقع بعد كل الي حصل باقي شي يأثر فيني !!
خالد : انا ولد خالتك واخوك وصاحبك ... ومعاك في كل شي الا الظلم ...
طالعت له وعلى وجهي ابتسامة سخرية ومديت له مفتاح القفل وقلت له : خذ يا غاندي ... حقق العدل ... ساعدهم !! ... بس لازم تعرف ان الي يوقف بصف حسن او بناته يصبح عدوي ...

رميت له المفتاح على الارض و رجعت السيارة ... جلست اراقبه .. اخذ المفتاح من الارض و جا ... دخل السيارة و هو ساكت
سالته : ليه ما رجعت الكهربا !!
خالد : رغم كل الكره الي عاميك ومخليك تتصرف تصرفات ما هي تصرفاتك الا اني متاكد وواثق انك من جواتك مستنكر نفسك ... لا تخلي حقدك يدمر يزن الي اعرفه ...

مارديت عليه ... كان عقلي يحارب كلامه ... وقلبي يحارب عقلي ... بعد ما وصلته البيت شي خلاني ارجع لبيت حسن وقفت السيارة قدام بيته ... كنت اراقب البيت وهو غارق بالظلام ... كنت أتأمل السلسلة السلسلة لكن ما فكرت ولو لحظة اني اشيلها وارجع الكهربا .. وفي نفس الوقت ما فكرت اني اتحرك من مكاني واتركهم في هذا الظلام .. بس فينهم !! .. مو باين لهم حس !! .. يمكن اصلا نايمين وما حسوا بشي .... طالت جلستي بالسيارة ... فجاة رقم غريب دق على جوالي ... ابتسمت واخذت الجوال وانا عارف ومتاكد انها ندى ... تعمدت اني ما ارد اول مرة ... رجعت دقت مرة ثانية ... هذي المرة رديت : الو نعم ...
ندى: السلام عليكم ورحمة الله
جاوبت : وعليكم السلام ... مين !!
ندى : هذا رقم الاستاذ يزن !!
: نعم من يبغاه !!
ندى : انت الي قطعت الكهربا ..
:نعم انا ...
ندى : ممكن افهم باي حق ... !!
: انا انذرتك ... واعطيتكم مهلة 24 ساعة ... وترى لغاية الان انا ما سويت ولا شي ... !!

مرت فترة صمت طويلة ... استغربت من هدوءها العجيب في الكلام معايا ... من اول مرة اتكلمت معاها وهي كانت زي الاعصار ... حتى من كثر الشك سالتها : انتي الي كلمتيني اليوم !!
ندى : ايوا ... ممكن افهم ليش تسوي كذا !! .. الصبح قلت كلام غريب ... والان تقطع الكهربا علينا ... فين تحسب نفسك عايش !!
جاوبتها : بكرة راح تفهمي كل شي لما يجيكم استدعاء من الشرطة ... بس نصيحة ... خذي اختك وشوفوا لكم اي مكان ... لانكم مو قدي ..
ندى : اها ...!! طيب اسمع ... لو ما صرفت شرك عنا راح تندم ... صحيح احنا مو قدك ... احنا اقوى منك ... لا تقول لنفسك بنتين و مساكين ... مالهم احد ... احسن لك ابعد عننا بالتي هيا احسن ...

كنت مبتسم وانا اسمع كلامها ... قالت لها : يعني !!
ندى : ايا كان الي انت تبغاه في طرق ثانية غير التعدي على الناس ... تبغى حقك !! قدامك المحاكم ... ماحد منعك تطالب بحقك ... بس خليك رجال وتصرف بالاصول !!
جاوبتها : اذا دخلتكم المحاكم صدقيني ما راح تطلعون منها ... !!

ضحكت بسخرية وقالت : انا الي بشتكي عليك ... ووريني مين الي راح يدوخ في المحاكم ...

وانهت المكالمة ... . جلست اضحك ... ثقتها الزايدة ضحكتني ... ما تدري اني ببساطة اقدر ادخل البيت و ادخل لغاية غرفتها بدون ما احد يكلمني او يفتح فمه ... بس بلعب باعصابها هي واختها ... بقلق منامهم و بحرمهم طعم الراحة ... زي ما اتحرمتها ليالي وايام ..

.......

مرت مدة قصيرة قبل ما اشوف احد يطلع من بيت حسن ... اكيد ندى ... راحت لجهة سكينة الكهربا ... جلست تحاول تفك السلاسل ... ولما عجزت دخلت ... كان باين انها معصبة .... رجعت بعد شوية ومعاها فاس .... صارت تضرب القفل و السلاسل ... ماهمها الازعاج الي كانت تصدره ... ولا ان التيار الكهربائي ممكن يصعقها .. استمرت تضرب وتضرب وانا كنت اراقبها من مكاني .. لغاية ما انفكت السلاسل رمتها على الارض بعصبية و فتحت السكينة ... في لحظة وحدة نور البيت ... دخلت وقفلت الباب وراها .... كنت اتابعها وانا مبتسم ... مسكينة لو فكرت انه كذا انتهى الموضوع ... ما تدري ايش الي مستنيهم .. ما ادري ليه شيء داخلي ارتاح على تصرف ندى لما رجعت الكهربا ... حركت السيارة و طلعت من الحارة ..

*********

.... ندى ....

وبعدين !! .. ايش مستنينا كمان ولسى متخفي ورى سواد الليل هذا !! .. قفلت عيوني .. يمكن القى جواتي ارض صلبة اقدر اثبت عليها رجولي ... لان كل شي حولي رخو .. حتى الشجاعة الي تصنعتها وانا اكلم يزن كانت فقاعة صابون اهون شي يفجرها ..... كنت اكلمه وانا مرعوبة ... حسيت كانه واقف ورى الباب في اي لحظة ممكن يكسر الباب ويدخل ... وماحد راح يردعه او يصده ...

جاني صوت امل ينادي من جوه ... رحت لها بسرعة ... عارفة انها تخاف من الظلام ... اول ما شافتني جات وحضنتني وتعلقت فيا زي الطفل الخايف ... طبطبت على ظهرها وقلت لها : امل اشبك !!
امل وكانت تبكي : البيت كله كان ظلام ... ودورت عليك ما لقيتك !! ... ليه رحتي وتركتيني
جاوبتها : لا يا امل ما تركتك ولا حتركك ... يا تخافي يا قلبي ... وبعدين شوفي النور رجع !!

جلست اهدي فيها لغاية ما نامت ... نامت وهي ماسكة يدي ... جلست اتاملها ... شكلها جميل وهي صاحية وشكلها اجمل وهي نايمة ... كان في سلام على وجهها ... ابويا الله يرحمه افنى عمره عشان نعيش انا وياها في سلام ... والحين جا دوري اني اصبر واتحمل و احارب عشان امل ترتاح وتكون دايما سعيدة ... امل صغيرة ... خجولة اضعف من انها تستحمل حقيقة هذي الدنيا القاسية ... دايما تحتاج احد يتكلم عنها ... احد يدافع عنها ... وكنت دايما انا هذا الشخص .. انا كمان كنت القى الي يدافع عني .. لكنه راح .. وصار حملي حملين ... ادافع عني وعنها ..

بعد ما تاكدت انها دخلت في النوم سحبت يدي منها ورحت عشان اكلم سناء في الجوال ... هي الوحيدة الي اقدر اتكلم معاها بصوت عالي وافكر بصوت عالي ... لازم ندور على حل يخلصنا من يزن !!

اول ما جاني صوتها قلت لها : هو الي قطع عنا الكهربا .. زي ما توقعت .
سناء : وكيف تاكدتي
:منه هو نفسه .. كلمته بالجوال !!
سناء : كيف وانتي قطعتي الورقة
: دورت في اوراق ابويا الله يرحمه ولقيت رقمه ..
سناء : لسى جالسين بالظلام!!

حكيت لها كل شي حصل ... من اول ما كلمته لغاية ما كسرت السلاسل !!
سناء : هاتي رقمه .. لازمه رجال يتفاهم معاه !!
جاوبتها : لا الله يخليك اخاف على محمد يدخل معاه في مشاكل !!
سناء :الله !! .. تطورات !! ..خايفة على محمد !!
جاوبتها : طبعا اخاف .. محمد اخويا
سناء : لا مو اخوكي .. انتي ابوكي اسمه حسن وهو ابوه اسمه عدنان .. امك اسمها فاطمة وامي اسمها عائشة .. ولا عمركم رضعتوا مع بعض .. هو اصلا اكبر منك ب3 سنين ... اخوك من فين !!
: انتي عارفة قصدي ...
سناء : لا مو عارفة ... ولا تقنعي نفسك بكلام ماله اساس من الصحة ... وبعدين انا ما قلت بعطي محمد ... انا فكرت في ابويا وانتي فكرتي في محمد .. عاد شوفي انتي ايش قصدك !!

ما رديت عليها ... اعطيتها الرقم وطلبت منها تبلغني بكل شي يحصل معاهم ...

....

عدى الليل ثقيل ... ما قدرت انام ... وجا الصبح .. امل داومت ... وانا جلست بالبيت وحدي ... كنت افكر بكلام يزن قال بيجينا استدعاء من الشرطة ... حتى ما جاتني جرأة اساله ليه ... خفت من الجواب ... كنت اروح واجي في البيت وانا كل عقلي وفكري مع الباب و الجوال مستنية سناء تدق وتقلي ايش حصل مع ابوها ويزن ... واخيرا دق الباب ... حسيت بقلبي انقبض ... رحت اشوف مين ... وكان شرطي زي ما توقعت ... اخذت منه الورقة .. ووقعت على الاستلام ... وقفت اتامل الورقة وانا خايفة من الي داخلها

....



ماسكة الورقة بيد و باليد الثانية الجوال ... اول ما جاني صوتها سالتها : سناء فينك !!
سناء : بالدوام ... فيك شي !! ... يزن رجع جاكم !!
قلت لها : اشتكى علينا بالشرطة ... و ارسلوا خطاب استدعاء
سناء : ايش مكتوب فيه طيب !!
:لسى ما فتحته . حاسة فيه مصيبة !!
سناء : ليه خايفة ...!! ايا كان الي فيه خلاص صار امر واقع ... توكلي على الله وافتحيه ... يمكن على اساسه نقدر نتصرف
: انتي عارفة شي صح !! ... ابوكي اتكلم معاه امس ... وقلكم شي ... صوتك يقول انك عارفة شي !!
سناء : لا مو عارفة اي شي .. بس احاول اني اقويكي .. لا يجلس عقلك يودي ويجيب ...

سكت ما رديت عليها ... جلست على الكرسي و حطيت الجوال على الاسبيكر و فتحت الورقة ... كان لازم افتحها عشان انهي هذا الخوف الي داخلي ...

و كانت صدمة ... قلت بانكار : مستحيل !!
سناء بخوف : ايش فيه !!

مو قادرة اتكلم ... قريت الخطاب مرة ثانية ... وثالثة ... مخي تعطل عن التفكير .. وعظلاتي تعطلت عن الحركة !! كنت اسمع صوت سناء بس ما كان عندي المقدرة اني ارد ...


سناء : ندى لا تجننيني ردي عليا .. ايش مكتوب بالخطاب .. !!

اخيرا رديت عليها : يقول ان البيت بيته .. ومتهمنا اننا انتهكنا حرمة مسكنه !! ... اكيد هذا حلم صح !! ... الحين راح اصحى ...

رميت الورقة على الارض ... وقفلت عيوني وحطيت يدي على اذوني ... ابغى اطلع من هذا الكابوس ابغيض ... صرت اردد بصوت عالي .. هذا حلم ... اصحي يا ندى .. اصحي !!!

......

.......

اول ما فتحت لها الباب حضنتني ... كنت منهارة ... كنت ابكي بحرقة ... قلت لها : فين اروح انا وأمل !!
سناء : حسبي الله عليك يا يزن ...

قلت لها : انا متاكدة انه زور الورق ... انتي تصدقي ان ابويا يسوي فينا كذا !!
: كلنا عارفين العم حسن الله يرحمه انه مستحيل يسوي كذا .. انتي بس اهدي ... وتعالي معايا داخل ...

سحبت نفسي منها وقلت لها : لا ما بدخل داخل بروح اشتكي عليه ... !!
: طيب .. بنروح نشتكي عليه .. بس ابويا واقف عند الباب ويبغى يتكلم معاك ...
قربت من الباب وقلت : السلام عليكم ... كيف حالك يا عمي
ابو محمد : اذا انتو طيبين .. انا اكون طيب يا بنتي ..
قلت له : اتفضل بالمجلس .. الحين اجيكم ...
وهمست لسناء : دخلي ابوكي انا بدخل البس العباية وجاية ..

.....

في المجلس بعد ما حكيت كل شي حصل معايا قالي ابو محمد : فين الاستدعاء هذا !!
مديت له الخطاب ... اخذه مني وجلس يقراه ... بعدين قال : بكرة الساعة عشرة الصباح !!
وقفت وقلت بقهر : هذا لازم احد يوقفه عند حده ... انا ما بستنى لغاية بكرة ... انا بروح الشرطة الحين !!
ابو محمد : ليه !!
جاوبته : بشتكي عليه ... ياعمي هذا مزور الورق ... !!
ابو محمد : اجلسي يا ندى واستهدي بالله .. خلينا نتكلم ...
:نتكلم في ايش يا عمي ... الموضوع واضح زي الشمس ... ما بستنى لغاية ما نصير انا واختي بالشارع !! ..
: الموضوع ما راح يوصل لهنا ان شاء الله .. انتي بس مطلوب منك تهدي وتسمعيه !!
: اسمع مين !!
: يزن واقف بره ... و ال..

وقفت وقلت بحده : مستحيل ادخله بيتنا ... بعد اذنك يا عمي ... كلامك على عيني وعلى راسي ... بس يزن ما يدخل بيت ابويا الا على جثتي ... !!
ابو محمد : يا ندى ... الرجال اوراقه سليمة مية بالمية .. !!
سالت بصدمة : ايش !!
ابو محمد : اقولك الصدق ولا تبيني اكذب عليك !! ... عشان كذا ابغاكي تهدي و نفكر سوا في حل لهذه المشكلة ... خذيها يا سناء على جوه .. ولما اناديكم تعالوا !!
دفيت يد سناء عني وقلت بشبه جنون : تاخذني فين ... اهدى كيف !! .. تبغوا تجننوني !! .. كيف يعني اوراقه سليمة !! .. لو يجيب لي مليون ورقة ما صدقته ..!!

ابو محمد كان ياطالعني وهو ساكت ... و نظرات الحزن والشفقة على وجهه ..
قالت لي سناء : اهدي يا ندى ... مو كذا !!
صرخت : ايش هو الي مو كذا !! ... بيطردني انا واختي بالشارع وتقوليلي مو كذا ... !!

حاسة طاقتي نفذت ... واعصابي استهلكت .. جلست على الكنب بتعب و التفت لابو محمد وقلت له بصوت يرجف : ابويا كان صاحبك يا عمي ... كنت شايف كيف تعبان و حيله مهدود عشان بس ما نتبهذل بحياته .. كيف بعد هذا كله بيخلينا نتبهذل بعد موته .. !! كيف تبغاني اصدق !! ..

دسيت وجهي بين يديني وصرت ابكي بصوت عالي .. حاسة اني لوحدي ... والعالم كله ضدي ... الكل متسلح والكل محصن نفسه وانا واقفة لوحدي بضعفي وقلة حيلتي .. حسيت بسناء تحضني : خلاص يا ندى ... خلاص يا قلبي اهدي !!
قلت بصوت مخنوق: حرام عليكم ... والله انا تعبت ... تعبت !!

سمعت ابو محمد يقول بصوت متاثر : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
وسمعت صوت باب المجلس يتفتح وبعدين يتقفل ... وجاني صوت سناء : قومي معايا يا ندى ..
قمت معاها بدون اي مقاومة ... وانا في هذه الحالة لو ودتني على جهنم ما حقول لا ...

......
لما وصلتني الغرفة .. قبل ما تقول اي كلمة سحبت يدي منها ودخلت الحمام وانا ساكتة ... مسحت وجهي مرة ومرتين وثلاث ... لسى ما فقت ... جات عيني على الشاور ... فتحته ووقفت تحته بثيابي ... تركت الموية تبللني كلي ... حسيت قطرات الموية اقوى مني .. كانها تسحبني معاها للاسفل .. جلست على الارض ... كنت اسمع صوت سناء وهي تدق الباب وتوسلاتها اني ارد عليها ... قفلت عيوني ... محتاجة اكون لوحدي ... محتاجة انفصل عن الواقع ولو لثواني ... ابغى افكر ... الامور فرطت من يدي مرة وحدة ليه امس موصول باليوم ... ليه ما يبغى ينتهي ... قال انه يبغى يتفاهم ... !! ... المفروض اسمع له ؟ .. يمكن يعتبره ضعف !! ... يعتبر الي يعتبره ... المهم انا ايش حاسة !! ... حتى لو كنت خايفة ما راح اظهر له هذا الاحساس ... مو قادرة استوعب حكاية انه يبغى تعويض !! ... شخص بمنصبه ومكانته الاجتماعية مستحيل يكون هذا تفكيره ... ابتسمت لاني لقيت شي من وسط هذا الضياع اقدر ادافع فيه عن نفسي وعن امل ... حتى لو كان سلاحي واهي وضعيف مو مهم .. المهم انا كيف راح استخدمه .. ... الغريق لو لقي قدامه قشة تعلق فيها لان هذي فطرته تصرف لا ارادي منه يظهر وقت الخطر .. غريزة البقاء هي الي تخليه يحاول يدور على النجاة باي طريقه .. بس ايش الي يحرك الغريزة هذي وكيف .. اكيد العقل .. لو عقله قاله انها مجرد قشة طافية على سطح الموية بلا حول ولا قوة اكيد راح يغرق .. بس لو فكر ان نفس هذه القشة الي اعتقد غيره انها بلا قيمة كسرت ظهر بعير ما يهم كيف كسرته او متى كسرته . فاكيد راح تختلف رؤيته لكل الاشياء حوله ورؤيته لنفسه وتقديره لقيمتها .. وانا لقيت القشة الي راح تنجيني من الغرق وتكسر ظهر البعير ..

.........


شفت محمد واقف بره قدام باب المجلس ... كان باين انه متضايق و زعلان .. اول ما شافني جا باتجاهي وقالي باندفاع : ندى لا تخافي ... وترى ما حد يجبرك تروحي للشرطة ... وهذا الي داخل انا الحين راح اطرده ... ماله عنك شي ... وانا الي بوقف بوجهه وبوجه الشرطة وبوجه كل الناس !!

ابتسمت براحة ... ادري انه ما شاف ابتسامتي بس متاكدة انه حس فيها لاني شفت انعكاسها على عيونه ... محمد الوحيد من امس لليوم هو الي حسسني انه مستعد يحارب الدنيا معايا .. هو الوحيد الي حسسني اني مو لوحدي ..
قلت له بصوت مرتاح : انا مو خايفة منه ... بس حسمعه .. خلينا نشوف ايش عنده !!
محمد : متاكدة !!
جاوبته : زي ما انا متاكدة انك معايا ... !!

رفع حاجبه اليمين رفعه خفيفه ... دليل استغرابه ..
بعدت نظري عنه وقلت : اقصد انك واقف قدامي الحين ...
قالي : طيب ادخلي .. مستنينك كلهم ... ووقف على جمب عشان يعطيني مجال ادخل ..
ناديته : محمد .. ابغى اطلب منك طلب !!
محمد : أمريني يا ندى
قلت له : ابغاك تدخل قدامي .. وبدخل وراك على طول ..
طالت نظراتنا لبعض .. كانت عيونه تقول " ليه جالسة تسوي كذا ... !! .. لا تعيشيني امل كذاب .. وتصحيني على واقع قاسي وتقولي لي سويت كذا لانك اخويا "... وكانت عيوني تقوله " انا مو حاسة في هذه اللحظة غير انك اهم رجل في حياتي وانك الوحيد بعد ابويا اقدر احتمي بظهره " ..

ابتسم ابتسامة خفيفة وقالي : طيب غطي عيونك !!
جيت بنزل الغطا صفر باندهاش
سالته :ايش !!
محمد : من متى هذي الطاعة .. !!
جاوبته جكر فيه : بدون ما تقول كنت حغطيها ..
محمد : لا تغطيها .. مع اني ما ابغاه يشوف ولا شي فيه ... بس ابغاه يشوف هذه القوة الي انا الان شايفها في عيونك .. يلا ورايا .. !!

قالها بطريقة ضحكتني ودخل ودخلت وراه وانا اضحك ... كنت ممنونة لوجوده جدا .. لاني حدخل على يزن وانا اضحك .. وايماني بربي يقولي اني حطلع من عنده وانا كمان اضحك ..

........


.... يزن ....

لما كنت واقف مستني بره ... خرج ابو محمد وكان باين عليه الحزن .. قالي ان ندى منهارة ... واحتمال ما اقدر اكلمها اليوم ... انا الحين بمجلسهم ... ومستني بفارغ الصبر اني اشوفها وهي مكسورة ... يمكن هالشي يداوي شيء بسيط من الجراح الي سببها لي ابوها !! بعد لحظات دخل محمد ... وكان باين الضحك على وجهه ... ودخلت ندى وراه ... طالعت بعيونها كانت عيونها تضحك هي كمان ... حسيت بشعور بغيض ... حسيت اني متضايق ... مو لانها دخلت تضحك وانا كنت اتمنى العكس .. لكن تضايقت لانها كانت تضحك مع محمد ... مشى بثقة و هي مشت وراه ... كانت ماسكة ظرف بيدها .. وقف واشر لها على مكان وجلست وهو جلس قربها ... مع انه ترك مسافة بينهم .. بس كانت مسافة صغيره ... احساسي بالضيق زاد ... جات عيني بعين محمد حسيت ان نظرته زادت قوة وهي جالسة قربه .. لمعان عيونه زاد و حتى شكل جلسته اتغيرت .. اما ندى فكانت نظراتها هادية ومتزنة ... طالعت لابو محمد وقتله : اتفضل اتكلم يابو محمد ..
ابو محمد : بسم الله والصلاة والسلام على من لا نبي بعد .. وعلى الله وصحبه اجمعين .. بنتي يا ندى ... هذا الاستاذ يزن ... جاي اليوم ومعاه المحامي الاستاذ طلال ... ويبغوا يتكلموا معاكي
ندى ببرود : اسمع ..
طلال : كنت اتمنى حضور الاستاذة أمل ..
ندى : أمل عندها جامعة ... ومافي داعي انها تغيب ..

قالت كلمتها وطالعت فيا بتحدي ... بالمقابل انا ابتسمت بسخرية ...
طلال : مو مشكلة ... فهمت من الاستاذ يزن انه ما عندكم علم ان البيت انتقلت ملكيته وصار باسم الاستاذ يزن ابراهيم الزيني ... !!
ندى : لا ما عندنا علم ..

سحب طلال الشنطة بقربه وطلع منها ملف وفتحه وطلع منه ورقه وقال :هذه صورة صك موثق بوزارة العدل بالمتلاك البيت .. مسجل وموثق بتاريخ 28/8/2013 يعني قبل خمس اشهر من الان .. وهذه صورة عقد بيع وشراء العين المذكورة بين كلا من الطرف الاول السيد حسن عبدالرحمن قطب و الطرف الثاني السيد يزن ابراهيم الزيني .. تقدروا تطلعوا عليها ...

لما كانت الاوراق بين يد ابو محمد ... كانت تراقبني بنظراتها ... لما وصل لها الورق جلست تقرأه بهدوء .. ولما خلصت رجعت طلت عليا وعلى عيونها نفس النظرة الهادية ..
طلال : صار عندكم علم الان ... وتقدروا تتاكدوا من صحة العقود وسلامتها بنفسكم لو حبيتوا
ندى : صار عندنا علم ... شكرا لك يا استاذ طلال ...
طلال : العفو ما سويت شي ... اتفضل استاذ يزن .. اذا حابب تضيف شي ..!!
وجهت الحديث لندى مباشره : راح اعطيكي مهلة اسبوع عشان ترتبي امورك انتي واختك و تطلعوا من البيت ... واي اضرار في البيت انتوا مطالبين بتصليحها ... طبعا بعد ما اثبتت الحالة في الشرطة فالشرطة الان هي الي راح تتعامل معاكم مو انا ... لكن عشان خاطر الرجل الطيب ابو محمد انا راح اتنازل عن البلاغ بمجرد ما تطلعوا من البيت ..

بعد ما كلمت كلامي سالتني ببرود : وايش كمان !!
جاوبتها : هذا كل شي !! ..
ندى : لما كلمتني امس قلت خلينا نتفاهم او راح تطردنا من البيت ... اقدر اعرف تبغانا نتفاهم على ايش !!

كنت فعلا راح افتح موضوع ثاني لاكني غيرت راي في النهاية .. جاوبتها : هذا هو الموضوع ...
ندى بعدم اقتناع : اها !! ... راح اعيد السؤال بصيغة ثانية : هل لك اي طلبات تبغانا ننفذها لك عشان تصرف نظر عن بيت ابويا .. المعذرة اقصد الي كان بيت ابويا !!

قالتها باستهزاء وسخرية واضحة .. خلت طلال يطالعني بتساؤل .. جاوبت : غير انكم تطلعوا من البيت مالي اي طلبات ...
ندى : جميل .. في هذه الحالة عندي سؤال للاستاذ طلال اذا سمح ...
طلال : اكيد تفضلي ..
ندى : اعذرني انا ما افهم في القانون .. فححاول اصيغ سؤالي بطريقة صح ..
طلال : اتفضلي
ندى : الي اعرفه انه لو في موظف يشتغل في قطاع حكومي و حصل له تضرر او فقد حياته اثناء تأدية عمله .. فالحكومة ملزمة انها تعوضه .. او تعوض الورثة .... !! .. والعكس ليس صحيح .. يعني الحكومة المفروض ما تطالبه بالتعويض .. يعني مثلا لو مات في حادث سيارة .. ما تطالب الورثة بدفع قيمة السيارة !!
طلال : اكيد ...
ندى : والقطاع الخاص ..!!
طلال : تقريبا نفس الشي !!
ندى : عظيم ... النقطة هذي وضحت للكل اظن .. في حالة ماكان في احد فاهمها

وطالعتني وعلى عينها نظره استهزاء وكملت : لاني اطلعت على عقد ابويا الله يرحمه معكم .. و شفت انه نفس الشي مية بالمية ... مو تقريبا !!
وطلعت من الظرف ورقه وطلبت تمريرها لطلال وقالت : مع اني اشوف انه مافي داعي للاطلاع على صورة العقد لانه انت الي كاتب العقد مع ابويا يا استاذ طلال ... وانت ادرى بالي فيه .. بس هذا ما يمنع انك تشوف ..

ما توقعت سؤالها هذا ابدا .. كيف فكرت فيه ... متى لحقت ... ومتى لحقت تشوف العقد وتفهمه !! طالعتلها باستغراب ... كانت نظراتها مازالت هادية .. طالعني طلال باستغراب هو الثاني ...

ندى كملت : كمان شي ثاني .. صراحة استوقفتني نقطة في العقد ما كنت عارفتها للاسف لما كان ابويا الله يرحمه عايش ..
طلال : ايش هيا !!
ندى : في بند بالعقد يقول ان ساعات العمل لا تتجاوز ال8 ساعات يوميا ... و يجب على الموظف العمل 5 ايام في الاسبوع !!
طلال : طيب !!
ندى : طيب لو اثبتنا وبشهادة الشهود ان ابويا كان يداوم 18 ساعة في اليوم و 7 ايام في الاسبوع .. وهذا الموضوع بدا تقريبا من 5 اشهر .. يعني بنفس تاريخ عقد بيع البيت للمواطن المذكور والذي هو صاحب المنشاة الي يشتغل فيها ابويا !!
طلال : ايش تبغي تقولي !! ...
ندى : ما وصلت لسى !! ...

مسكت الملف وسحبت منه ورقه وقالت وعينها بعيني : ولو ظهر تقرير رسمي من المستشفى وبشهادة الشهود كذلك ان المواطن حسن عبدالرحمان قطب .. تعرض للضرب و التعذيب بآله حادة ... في هذه الفترة تقريبا .. كل هذي الحاجات مع بعض ما وضحت لك الصورة يا استاذ طلال !!

وقالت وهي تمرر صورة التقرير لطلال ومازالت نظرات التحدي على عيونها : مسحت اي معلومات تدل على الشهود او المستشفى الي اتكتب فيه التقرير ..

ما انكر ... استفزتني ... حركت وحش رابض داخي من سنين ماحد قدر يحركه ... ولا حتى ابوها رغم كل الي سواه .... كنت اراقب طريقتها بالكلام ... وثقتها ... ونظرات عينها الثابتة .. لو الموقف غير الموقف الي احنا فيه كنت طلبت منها تشتغل عندي ... القيت نظره على الجالسين شفت كل الي في الغرفة مركز مع كلامها و الكل يطالع لها بتقدير واعجاب .. كنت اتاملها وانا اسال نفسي هل وقته اني اكشف كل اوراقي .. صراحة انا مبسوط باللعبة الي جالسة تلعبها .. واحب اشوفها فرحانة شوية بانتصارها المزيف قبل لا اعطيها الضربة القاضية ... عشان كذا سالتها انا هذي المرة : ممكن تتكلمي بوضوح اكثر .. !!
ندى : من الواضح ان كلامي اوضح من كلامك !!
جاوبتها وانا اضحك : في اوضح من اني اقلكم اطلعوا من بيتي ..

تعمدت اتكلم معاها باسلوب مستفز .. عشان استفزها واطلعها من طورها .. واجردها من هالة الحكمة و الدهاء الي حاطت نفسها فيه .. لكني ما قدرت لانها جاوبت بنغمة هادية : المليونير يزن الزيني يطالب اسره موظف فقير قضى نحبه اثناء تادية عمله في منشاة المليونير بتعويض خسارته .. تتوقع الناس راح تتعاطف مع مين !!
سالتها : ايش دخل الناس !!
جاوبتني : انا صراحة مو مقتنعة بسببك .. ان رجل زيك بمكانتك ومنصبك .. يجري ورى كم الف .. فابغى اشوف راي الاعلام والصحافة هل يتفقوا معايا او يختلفوا ...

وقفت وقلت بسخرية : خلاص خلصتي كل الي عندك !!
قالت : لا ما خلصت كل الي عندي ..
ابتسمت ورجعت جلست وقلت لها : اتحفينا ... !!
مرت ثواني صمت كنا نتبادل فيها نظرات مباشرة حسيت انها تحاول تحطني تحت المجهر .. كانت مركزة مع تصرفاتي ومتابعة لنظراتي بطريقة غريبة ... واخيرا تكلمت

........


..... ندى ....

طول الوقت جالسة احسب النفس الي اتنفسه والحركة الي اتحركها ... اي حركة او نفس خطئ يمكن يزن يفترسني انا و امل ... وفي نفس اوقت كنت جالسة اتابع كركاتة و سكناته .. اي شي هو او محاميه يسوه ممكن يكون شيء مهم بالنسبة ليا .. ا
قلت له بنبرة هادية ... حاولت انها ما تتغير بالرغم من اسلوبه الوقح في الكلام : باقي اخر سؤال ...
يزن باستخفاف : الي هو !!
: ليه قررت تشتري بيتنا بالذات !!
جاوبني باستخفاف : ابغى اسكن فيه لاني احب البيون لقديمة
سألته : و كم دفعت لابويا قيمة البيت !!
انكسر التواصل البصري الي بين عيني وعينه ... وبعد نظره عني باتجاه المحامي كانت حركة ما استغرقت جزء من الثانية لكني لقطتها .. وهو الان على وشك يكذب قال : احنا قدرنا البيت بي ... حوالي
هنا قاطعه طلال بسرعة : 750 الف ... !!

غمضت عيوني براحة .. وحمد ربنا في سري .. لاني تاكدت ان ابويا ما استلم ريال واحد من يزن او غيره ... مماطلة يزن بالجواب .. وتدخل طلال السريع دليل على ان المبلغ المكتوب بالورق مجرد رقم خصوصا انه مبلغ كبير .. كان يقدر يقول على الاقل مليون الا اذا نسي المبلغ بالزبط
قلت له بتريقة : 750 الف تتنسي !! ... غريبة تشتري بيوت من غير ما تعرف انت كم تدفع !! ..
طلال بارتباك : يا استاذة ندى الشركة فيها ناس مختصة بالمسائل المالية ... الاستاذ يزن حيتذكر ايش ولا ايش
لحقته بالسؤال الثاني : لما سالت يزن ليه اشتريت هأ البيت قال بيسكن فيه .. يعني اشتراه لتفسه من ميزانتيه الخاصة وليس من ميزانية الشركة ... !! .. اما اذا مو عارف المبالغ الي يصرفها من حسابه الخاص فالله يعينه .. ماعلينا مو هذا موضوعنا ... طبعا مبلغ مهول زي الي قلته يمكن يعتبر مبلغ تافة بالنسبة لك .. لكنه ثروة بالنسبة لواحد زي ابويا الله يرحمه ... تتوقع كيف اختفى هذا المبلغ فجاة وكانه ما كان له وجود من الاصل !!

وقف يزن وقال ... سالتك سؤال اول ما قابلتك وطالبت بحقي و جاوبتيني جواب عبقري .. فاكرته ... !!

مر ببالي اول يوم شفته فيه وقالي ابغى حقي قلت له طالب الحكومة وخلي الحكومة تحبسه ..

جاني صوته : حستخدم نفس مفهوم جوابك ... روحي اسالي ابوكي فين ودى الفلوس ..


ابتسمت انا بسخرية بسخرية ووهو قبل ما يطلع قال : وهذا انذار اخير ... اطلعوا بالتي هي احسن .. بعد اسبوع حيكون لي معاكم تصرف ثاني
قلت له بتحدي وانا لسى جالسة بمكاني : انا الان متاكدة انك ما تقدر تسوي شي .. دخلت هذا البيت وانت تفتكر ان بنات حسن لقمة سايغة تقدر تبلعها .. بس الحين راح تطلع من بيته واللقمة ناشبة بزورك ..
يزن بتهديد : حتشوفي انا ايش اقدر اعمل !!
رديت بتحدي : اتحداك تسوي شي يدينك قدام الاعلام لانك عارف ومتاكد انك مو صاحب حق ... اما انك ممكن تسوي شي في الخفاء فانا متاكدة اني راح اعد واغلط !!

قال : الا انا صاحب حق ... صاحب حق اكثر مما تتصورين بكثير .. اما على الاشياء الي انا اقدر بكره راح تشوفي ..

قال هذا وطلع وطلع طلال وراه وطلع ابو محمد وراه ... ما بقي غير انا ومحمد وبعد شوية دخلت سناء
محمد كان واقف يطالعني بذهول ... كانه يشوفني اول مرة
سناء : ايش حصل !!
جاوبتها : يبغانا نطلع من البيت بعد اسبوع
سناء : الله لا يعطيه عافية !!
محمد : انتي ايش سويتي !!
ابتسمت على تعليقه .. وردة فعل سناء لما قالت : ايش هببت !!
ضحكت وقلت لها : حاولت اني الاعبه
محمد باعجاب : ما عرفتك ... كيف جبتي هذا الشجاعة و القوة و الثقاااافة ... افحمتي المحامي ... صار يطل على يزن زي الاهبل !! .. وكل هذه الاوراق من فين جبتيها !!
سناء بصدمة : الله ندى سوت كل هذا !! ... لا لازم تحكيلي
الا على دخلة ابو محمد الي كان وجهه ينور من الفرحة : الله يرحم بطن جابتك ... لولا انك محرمة عليه كنت حبيت راسك
سناء الي ما تعرف ايش حصل قالت : غاااالي والطلب رخيص
وجات وباست راسي وقالت وهي تقلد صوت ابوها : كفو كفووو بنت حسن ..

ضحكنا كلنا ... جات عيوني على محمد ...ما قدرت احط عيني في عيونه ... نظراته كانت غريبة مو زي كل مرة ... طول الوقت كان يقول انه يحبني بس كنت احس انه يبغاني عشان يتزوج وبس او حبني بالعادة بحكم اني قدامه كل يوم .. بس هالمرة عيونه شفت فيها حاجة غريبة حاجة خلتني اخجل واتركم وادخل ...


.........



><// ندى \\><


في المطبخ كنت واقفة أغسل المواعين بعد الغدا ... و سناء قربي تسوي الشاهي لما سالتني : ما قلتيلي من فين جبتي التقرير الطبي !!
: تصدقي !! .. الحمدلله اني قطعت ورقة يزن .. لاني لما دورت على رقمه بين اوراق ابويا الله يرحمه لقيت التقرير !!
سناء :من جد رب ضارة نافعة .. الحمدلله انه قطع الكهربا اجل ..
جاوبتها وانا اضحك :من جد ..
سناء :الحين ايش راح تعملي !!
:احتاج ارتب افكاري ... اجتماعنا مع يزن خلاني أوصل لاشياء كثيرة ..
سناء : ايش هيا !!
جاوبتها : اهم شي تأكدت أن ابويا ما استلم من يزن ولا ريال حق البيت .. ايش تفهمي من هذا الشي !!
سناء :ان ابوك باعه البيت ببلاش !!
سالتها : تقولي هذا الكلام مع انك عارفة قيمة البيت بالنسبة لابويا !!
سناء : طيب ايش يعني !!
جاوبتها : ابويا باع له البيت بالإكراه .. ومو بس كذا .. لما كانت سيرة ابويا تجي في الحوار كان الكل يترحم عليه الا يزن !! ..ليه يكره ابويا كل هذا الكره !! وليه ابويا كان خايف منه
سناء : ايش ممكن يكون بين ابوكي ويزن!!
:هذه هي .. الشي الي بين ابويا الله يرحمه ويزن هو حل اللغز كله ..
سناء :بس غريبة انك مالاحظتي ان عمي حسن الله يرحمه تعرض لكل هذا الضرب والتعنيف !!
: لاحظت وسالته اكثر من مرة .. كان يجاوبني اجابات مو منطقية .. مرة طحت .. مرة اتزحلقت .. عرفت الان انه كان ساكت لانه كان خايف .. انا الحين متاكدة مليون بالمية ان يزن هو الي كان يعذبه .. اذا ما كان هو الي دبر حادث السيارة
سناء بصدمة : تقصدي ان يزن قتل ابوكي !!
جاوبتها : انا مو متاكدة .. بس واضح انهم كانو يهددوا ابويا بشي عشان كذا ما راح الشرطة وبلغ عن الي عذبه وضربه صحيح !!
سناء :ايوا !!
جاوبتها : طيب .. ليه راح المستشفى وعمل هذا التقرير !! .. التقرير هذا وجوده زي عدمه ... لانه ما يثبت شي ضد يزن .. وانا عارفة ان يزن والمحامي عارفين هذا الشي كويس .. السؤال الحين .. ايش الفايدة الثانية من هذا التقرير !!
سناء : ايش !!
جاوبتها : هو كان حاسس انه راح ينقتل .. فتركلي رسالة معينة .. بس انا الى الان مو قادرة اوصل لها !!
: هذا الكلام يخوف يا ندى .. هذا معناته انك وامل بخطر !!
جاوبتها : الحين في شي مهم يدور براسي .. ولازم انفذه ..
سناء: الله يستر .. قولي !!
:لازم ادخل بيت يزن !! ..
صرخت : جنيتي !! ...

قلت لها وانا اقفل باب المطبخ : اخفضي صوتك ... امل راح تسمعنا .. لا ما جنيت .. وراح ادخل بيت يزن في اسرع وقت ممكن ..
سناء : وكيف ان شاء الله !!
جاوبتها وانا اشيل صينية الشاهي : لسى مافي براسي شي ..الموضوع يبغاله تدبير .. يلا امل جالسة لوحدها ..

من جد سؤال صعب .. كيف راح ادخل بيت يزن ... كذا حصير زي الغزال الي دخل عرين الاسد و هو حاط بباله انه راح يطلع حي !! ... ياترى هذا الي راح اعمله غباء ولا شجاعة !!

.......

اول ما صرنا انا وسناء لوحدنا سالتني
: طيب و الاستدعاء !! .. راح تروحي !!
قلت لها : يزن راح يتنازل عن الشكوى .. وما راح اروح مكان !!
سناء : ياولد !! .. ايش هذي الثقة كلها .. دوبك تقولي التقرير الطبي ما يثبت عليه شي !!
ضحكت و قلت لها :سويت له فخ بسيط .. واظن انه بلعه بالهنا و الشفا ..
سناء الي صارت مو فاهمة شي : فخ ايش !!!!
قلت لها : دقي على محمد و عمي .. خليهم يجوا .. في شي مهم لازم اقوله لكم


......


ست عيون كانت متعلقة فيا ... كلهم كانوا مستنين يرعرفوا انا ليه طلبتهم يجوا في هذا الوقت ..
جاني صوت ابو محمد : خير يا ندى ايش الحكاية !!
قلت له : أسفة يا عمي اني ازعجتكم في هذا الوقت ..
ابو محمد : ما ازعجتينا ولا شي .. بس اقلقتينا عليكم .. حصل معاكم شي يا بنتي !!
محمد : الي اسمه يزن رجع كلمك!!

طالعت فيه .. صار شي بقلبي يفرح كل ما سمعت صوته الخايف عليا .. هزيت راسي بمعنى لا وقلت : في براسي شي وابغاكم تسمعوني ..

.........

><// يزن \\><


اول ما شافنا خالد قال : ها ايش حصل ..
اعطيته المفتاح وقلت له : انت سوق السيارة ..
طالع لطلال باستغراب وقال : اشبه !!

من فين طلعت لي هذه البنت !! ... كنت فاهم اني راح اتعامل مع وحدة ساذجة ... حتخاف وتسكت .. مثل ما كان ابوها يخاف ويسكت .. مع ان الاوراق الي معاها ما تسوى اي شي ... ولا تثبت عليا شي .. واكيد هي عارفة كذا كويس .. بس هي جابتها من الاخير .. و ضربت على الوتر الحساس .. حساسية موقفي قدام الاعلام و الرئي العام ... ومنافسيني يبغوا عليا الهفوة .. واكيد لما تطلع ندى وتتكلم الف واحد منهم راح يدعمها و يوقف معاها .. وخصوصا هذه الايام اي شوشرة اعلامية مو في مصلحتي ابدا ..

طلال قال : ايش هذه البنت .. من ايش معجونة !!
خالد الي جالس بيننا مو فاهم شي قال : احد يفهمني ايش حصل !! .. ومن هذه البنت
قلت له بهدوء عكس العاصفة الي داخلي : ندى
خالد : أها ... أيش سوت !! ..
طلال :قول ايش ما سوت .. بدل ما تسمع لنا احنا الي جلسنا نسمع لها ... وتقول ما افهم في القانون .. هذه لو درست قانون ايش كانت سوت !!
: كانت صارت احسن منك ..
التفت لي طلال بعتاب وقال : ليش تكلمني كذا ... !!
جاوبته بقهر : لانك جلست ساكت .. كانت تتكلم في هوامش القانون ... اشياء سطحية .. قرتها من النت ... وجات تستعرضها قدامنا .. وكل الي تملكه كلام و بس .. حتى الورقة الي معاها ... لو بلتها وشربت مويتها يكون احسن لها ..
خالد باستغراب : ورقة ايش !!
طلال : الحين جالس تحملني الغلط ... انت عارف اني اقدر اسكتها و ارد عليها .. وورقة وحدة من الاوراق الي معانا كفيلة بإلجامها طول العمر ... بس انت طلبت مني ما اتكلم غير في موضوع البيت .. والحين جاي ترمي اللوم على راسي !!

ما رديت عليه ... كنت افكر في التقرير الطبي الي معاها .. التقرير بحد ذاته ماله اي اهمية .. طيب ليه حسن سواه .. !! .. في حلقة مفقودة .. لو لقيتها راح اوصل لكل الي ابغاه .. بنت اللذين طمست اي شي يدل على اسم الطبيب او المستشفى .. كيف قادرة تتصرف بهذه الدرجة من الحذر و الرصانة !! ..

قلت لطلال : ابغى التقرير الطبي الاصلي الي مع ندى يجيني اليوم قبل بكره !!
طلال باستغراب : وهذا كيف اجيبه !!
قلت بعصبية : اتصرف .. أرسل احد يسرقه .. سوي اي شي ... اهم شي التقرير يكون في يدي بكرة .. !!
خالد قال باستنكار : اتجننتوا !! .. ما توصل لكذا يا يزن .. هذا انتهاك حرمات !! ..

تجاهلت كلامه لاني الان ما يهمني اي شيء غير اني اوصل للطبيب الي عالج حسن وكتب التقرير .. اكيد حلاقي عنده الي ادور عليه ..
سالني طلال : ايش حتستفيد من التقرير .. دوبك قلت تبله وتشرب مويته .. !!
سالته من القهر : فين مخك يا طلال !! .. اذا بنت حسن الي لسى ما فتحت عيونها فهمت اهمية التقرير و مسحت اسم الطبيب والمستشفى .. وانت جاي تسال ايش راح استفيد !! ..

طلال الي حس بالاحراج سكت وما عاد فتح فمه .. رجع خالد يقول : وانا زي الاطرش في الزفة .. شايفكم تتكلموا مو عارف شي !!
قلت له : الحين نوصل البيت واحكيلك كل شي ..

.......

وقفت السيارة قدام بيت طلال قلت له قبل ما ينزل : اليوم ترسل احد يجيب الورقة من بيت حسن ...
طلال: ان شاء الله ..
: البنات لو حصلهم شي او اتآذوا انت المسؤول قدامي .. وتدري اني ما راح ارحمك !! .. ارسل احد ثقة و حركته خفيفة ما ابغى البنات يحسوا .. فاهم !!
طلال : فاهم .. اوامر غيرها !!
: تصبح على خير ...

ونزل من السيارة وقبل ما نحرك قلت لخالد : قبل ما نرجع البيت وديني الشقة ..
خالد باستغراب : في هذا الوقت !! ..
قلت له : لازم اتكلم معاها .. ما راح اتأخر .. أستناني
خالد : ان شاء الله ..

......

كانت الشقة غارقة في الظلام و البرد .. فتحت نور الصالة .. ما كانت موجودة ... والاكل الي جبته لها امس بالليل لسى بمكانه .. يعني ما اكلت شي من امس .. اخذت كيس الاكل وحطيته بالمطبخ .. و رحت اشوفها بغرفتها ... مالقيتها .. هذي فين راحت !! .. ناديتها .. لكن ما جاني منها رد .. بدأت اقلق .. لا يكون سوت بنفسها شي .. دقيت باب الحمام وناديتها .. ولما ما جاني رد فتحته و كانت مو فيه.. صرت انادي عليها زي المجنون لما جا صوت من ورايا يقول : الله اكبر ..

التفت لمصدر الصوت لقيتها تصلي بغرفتها ... كانت ساجدة لما فتحت الباب وما شفتها .. ارتحت وجلست على كنبة عند الباب استنيتها لغاية ما خلصت صلاتها ...

قالت لي وهي تشيل جلال الصلاة عنها : لا تخاف ما راح اهرب .. ما عندي مكان اروح له للاسف بعد ما الغيت وجودي من هذه الدنيا .. !! ..
كنت اراقب حركتها الي بدات تتباطئ و بطنها الي صار كبير نوعا ما .. جلست على السرير وقالت : ايش الي جابك الحين .. امس كنت هنا .. لحقت تشتاق لامك !!
مارديت على تريقتها .. وسألتها : ليه ما اكلتي شي من امس !!
جاوبتني : ايش .. راح تجبرني على الاكل كمان !!
قلت لها : لا انتي حرة ... باي شهر صرتي ؟
امي وهي تحط يدها على بطنها : بالشهر السادس ..
سالتها بأستغراب : بس الي يشوف بطنك يقول انك بالتاسع !!
امي : الله واعلم انه توأم ..
قلت بدهشة : توأم !!
امي : هذا الي حاسته ..

ما قدرت غير اني اضحك .. كنت اضحك بحرقة وكانت هي تتأملني بصمت ..
بعد ما سكتت قالت بحزن : هذا ضحك ولا بكا !!

طالعت لها بألم وطال الصمت بيننا... كانت الدموع متجمعة بعيونها .. ما ادري كيف ماسك نفسي عن حضنها لغاية الان .. كانت الوحيدة الي اقدر ابكي على صدرها وما كنت احس بخجل .. كنت اعتبرها نفسي ... كنت ابوح لها بكل المي ووجعي و بكل شي يفرحني ويحزني .. كانت تطبطب عليا زي الاطفال ... فجاة في يوم وليلة صرت اشوف حضنها كله اشواك .. و حتى لمساتها الي صارت بالصدفة اصبحت احسها زي النار الي تحرق الجلد واللحم و توصل حتى لنخاع العظم .. صارت عدوتي بعد ما كانت الامن في حياتي
قالت : اشبك!!
قلت لها بسخرية موجعة : حسن مصمم يتحداني حتى وهو ميت ..!!
ماردت امي .. او انا ما استنيت ردها .. سالتها : جيت أبسالك شي ..
امي : أسال ..
: حسن قبل ما يموت ما جاب لك سيرة دكتور !!
امي : دكتور مين !!
قلت لها : أنا الي أسالك .. قبل ما يروح بداهية ما قالك انه كان يروح لطبيب ... ما عمره قال قدامك اسم طبيب!! او مستشفى كان يروح لها
امي : لا !! .. ليش تسال !!

تجاهلت سؤالها وقمت من مكاني و قلت لها : مو لمصلحتك ولا لمصلحة الي ببطنك انك ما تاكلي ..
قبل ما اطلع نادتني : يزن !!
وقفت لكن ما التفت لها ولا رديت عليها .. سألتني : ايش سويت مع بنات حسن !!
ما رديت عليها .. قالت بعصبية : رد عليا .. بنات حسن ايش سويت فيهم !!

تركتها تصرخ وتكرر السؤال .. وقفلت الباب وطلعت ...


.......

><// ندى \\><


الساعة 3 الليل ... الجو هادي ساكن ... وانا واقفة في الحوش ... هذي المرة عيوني ما كانت تتامل السما والنجوم زي ما تعودت اسوي في هذا الوقت ... كانت كل حواسي مع الباب وجدران البيت المنخفضة نوعا ما .. وسهل جدا ان اي احد ينط ويدخل وسط البيت ... كنت اسال نفسي من اي جهة يا ترى راح يجي !! .. و هل اصلا يزن حيرسل احد و شكي حيطلع بمحله ولا الخوف الزايد منه هو الي خلاني افكر هذا التفكير ... شديت الغطا على وجهي مزبوط ... ابو محمد و محمد متخبين وعينهم هم كمان على الحوش وباب البيت وعليا ... فجاة سمعت صوت نطة وسط الحوش وخطوات احد يتحرك .. على طول اختفيت داخل الغرفة وقفلت الباب بهدوء عشان لا يحس فيا ... رحت وجلست عند راس أمل ... حضنتها بخوف وصرت امسح على وجهها وشعرها بهدوء وكانت هي رايحة في النوم .. كنت خايفة عليها اكثر من نفسي ... ما خاب ضني .. يزن هذا شخص مريض .. مو طبيعي ... لما شافتني سناء بهذي الحالة قالت بهمس :جا !!

هزيت لها راسي بخوف يعني ايوا
سناء : لا تخافي ابويا ومحمد راح يمسكوه ..
طالعت لامل وقلت : اخاف امل تصحى ... حتتجنن لو عرفت شي زي كذا ..
سناء : لا تخافي ابويا ومحمد عارفين هذا الشي .. وكل شي راح يتم بهدوء ان شاء الله ...

مرت لحظات كانها دهر ... كنت ادعي ربنا انه ينصرنا على يزن اذا كنا اصحاب حق ... لما جاني صوت سناء : رسالة من محمد يقول اتغطوا وتعالوا المجلس .. يعني مسكوه ..
قلت براحة وكان جبل انزاح على صدري :الحمد لله ..


........

وقفت أتامله .. كانت اياديه ورجوله مربوطه .. وفمه مقفول بقماشة ... وعيونه زايغة يطالع فينا الاربعة وكانه مو مصدق الي هو فيه و الخوف مرسوم على ملامح وجهه .. كان شاب عمره ما يتجاوز الخمسة وعشرين ... مع ان بنيته كانت قوية .. بس باين الشقا والتعب عليه
قاله محمد : الشرطة في طريقها لهنا ... وحتروح في ستين داهية ... انت عارف ايش مستتيك !! ... نقدر نورطك باي مصيبة ممكن تتخيلها ... انت هاجم على بيت مافيه الا بنات ... عارف ايش يعني هذا الشي !!
حرك الشاب راسه بخوف وهمهم بكلمات مو مفهومة ..
قال ابو محمد : افتح الكمامة عن فمه يا محمد .. خلينا نسمعه ..
اول شي قاله بترجي : الله يرحم والديكم .. انا مالي ذنب .. الاستاذ طلال هو الي ارسلني .. والله ما دريت ان البيت مافيه الا بنات ..
محمد : ايش اسمك ... وايش تشتغل !!
الشاب : اسمي منصور ... حارس مدرسة
ابو محمد : ايش قالك طلال بالزبط !!
منصور الي بدا يبكي : قال ان في رجل سرق اوراق مهمة منه ... وحيعطني 4000 ذا جبتها له .. وانا والله محتاج ... و الله عالم بحالي ... والله ما دريت ان في بنات بالبيت ... انا كمان عندي عار ... واخاف ربنا ..

كسر خاطري الشاب ... وبكاه كان صادق لامس قلبي .. بس لازم يضغطوا عليه عشان الحق يطلع ..
ساله ابو محمد : قالك ايش هي هذي الاوراق !!
منصور : ايوا ... تقرير طبي ... !!
محمد : ممكن نخليك تروح في حالك وننسى الموضوع في حالة وحدة بس !!
منصور الي قال بدون تفكير : مستعد اسوي اي شي ...
محمد قاله : الحين حشغل الكاميرا وحصورك و أبغاك تقول اسمك ... و مهنتك و الاتفاق الي تم مع طلال .. بس بدل ما تقول طلال ابغاك تقول طلال و يزن ... وبدل ما تقول قلك ان البيت مافيه بنات ابغاك تقول انه طلب منك تهجم على البيت وبس ..
منصور : بس انا ما اعرف يزن هذا .. هذا ظلم !!

هنا انا قلت له بهدوء : وانت كنت تعرف اصحاب البيت الي هجمت عليه في هذا الفجر !! ... هذا مو ظلم وعدوان !! .. شكلك شاب يخاف ربنا .. ما تعرف ان المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه !! ...

طالعني الشاب بصدمه وقال : اقسم بالله ما كنت ادري ان البيت فيه حريم ..
جاوبته : ما يهم تدري او ما تدري ... انت خليت نفسك سلاح بيد طلال ويزن يستخدموك بالطريقة الي يبغوها .. والحين صرت تدري .. ولازم تعرف كمان ان يزن هو الي طلب من طلال انه يرسل احد من طرفه يهجم على بيتنا عارف ليش !! ..
منصور :ليش !!
:لان يزن قتل ابويا والحين يبغى يسرق منا هذا البيت و يرمينا بالشارع ... وعشان ما ينكشف امره ارسلك عشان تسرق الشي الوحيد الي يثبت حقي وحق اختي ... و انت كنت حتكون شريك في جريمة انت ما ارتكبتها ... هذا مو ظلم !! .. و اذا حاسس ان الي طلبناه منك حرام وظلم .. فروح بحالك يا ولد الناس والله ما يمسك احد وربنا فوقك وفوقنا ..." ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .. فكه يا محمد ..

كنت اكلمه بصدق و الم ... وصوتي كان يرتجف وانا على وشك ابكي .. شفت ملامحه لانت .. وحل محل الخوف تعاطف وخجل ..
بعد ما فكه محمد الولد جلس بمكانه .. كان يطالعني وهو ساكت وباين انه يفكر ... بعد طول صمت قال : انا ابوي مات وانا عمري 10 سنوات .. امي كانت شابة .. في عمرك او اكبر منك بشوية ... وفي رقبتها ثلاث بنات اصغر مني .. شافت الي ما حد شافه في هذي الدنيا ... ذاقت الهوان والمر لانها كانت حرمة لوحدها ... عشان كذا انا حاسس بكل كلمة انتي قلتيها ... ومصدقك و حقول كل الي قلتوه ... وانا معاكم ... اذا بغيتوا رحت الشرطة و شهدت عليهم الاثنين ...

والتفت لمحمد وقال بحماس : صور يا محمد ...

........


><// يزن \\><


اول ما شفت رقمها ابتسمت بسخرية ورديت بنبرة المنتصر : فضيتوا البيت !!
جاني صوتها الهادي : ارسلت لك شي على الواتس .. شوفه اول .. وبعدين نتكلم ...

وانهت المكالمة ... فتحت الواتس ولقيت فعلا مقطع فديو منها .. فتحته بعد ما اتحمل ... طالعته مره ومرتين ... كنت زي الي صبوا على راسه موية بارده ...
دقيت على طلال وسألته وانا النار تتاجج داخلي من القهر : انت ارسلت واحد اسمه منصور هو الي يجيب التقرير !!
طلال بصدمة : كيف عرفت !!
قلت بعصبية : انا من جد مستغرب كيف كنت معتمد عليك في كل شي ... تعال المكتب فورا !!
ودقيت على خالد خليته يجي هو كمان ..

.........

كانوا الاثنين يشوفوا المقطع بصدمة ... وهم مو مصدقين الي جالسين يشوفوه ...
قال طلال : البنت هذي ساحرة ... او جنية ..
سالته : انت قلت لمنصور هذا عني !!
طلال : لا طبعا ولا جبت سيرتك ... انا مستغرب ليه قال كذا ... وباين انه مرتاح وهو يقول الكلام ... يعني لا حد هدده ولا ضغط عليه .. لحظة خلوني ادق عليه ..

دق اكثر من مرة بس كان منصور ما يرد .. طالعت لخالد شفته ساكت سالته : ليه ساكت ... قول شي ... !!
خالد :ايش أقول وانا حذرتكم من البداية .. بس ما سمعتوا كلامي ..
جاوبته : هذا الي ربنا قدرك عليه ؟
خالد : بس تبي الصدق !! .. إذا ندى هي الي سوت وخططت لكل هذا فاحب اقلك انك راح تتعب في المستقبل كثير يا صاحبي ..

وغمز لي بعيونه وضحك .. انا قلت بعصبية :انا في ايش وانت في ايش !! .. وبعدين لسى ماشافت مني شي ..
خالد باعجاب واضح : شوف الي سوته فيك لغاية الحين هذا يعني انك حتى انت ما شفت منها شي .. هالبنت اقوى من ما كنا نتصور واقوى من ابوها بكثير .. هي ما تدري ابوها ايش سوى عشان كذا هي حاسة ومتيقنة ان الحق معاها ..
قلت بغيض : ايش قصتكم انتو الاثنين ... من امس نازلين مدح و ثناء عليها ... انتو معايا ولا معاها !!

في هذه اللحظة صاح طلال :دقيقة !! ... هذا منصور يتصل
رد طلال وقال بعصبية :ايش سويت يا غبي !!
بعدين سكت و بانت ملامح الدهشة و الصدمة على وجه طلال .. كان ماسك الجوال وهو ساكت وبعد فتره طالع لجواله وقفله وطالع فينا بوجه عبارة عن علامة استفهام كبيرة
سالته : ايش قال !!
طلال : ما بقي مسبة في الدنيا ما قالها لي ... و قال انه ما يبغى الفلوس وما يبغى يشوف وجهي مرة ثانية .. وانه رايح الشرطة يشهد عليا وعليك !!

في هذي اللحظة انا دفيت بيدي كل شي كان على المكتب وقلت بقهر : غبي .. خربت كل شي يغبائك !!
خالد : اهدى يا يزن خلينا نعرف نفكر ... !!
: نفكر في ايش !! .. مين تفتكر نفسها !! ... مو بنت الي تتحدى يزن ... !!

واخذت الجوال ودقيت عليها وقلت لها اول ما جاني صوتها : اسمعي يا بنت حسن .. لعب الاطفال هذا انتهى ... وخلال ساعة تتركوا البيت .. وقد اعذر من انذر !!
جاني صوتها : شكل الفيديو ما عجبك !! ... اممم مو مشكلة الناس اذواق والي ما يعجبك يمكن يعجب غيرك !!
وخلال نفس الساعة راح تلقى الفديو على كل القنوات .. ونسيت ما اقلك ... كل مكالماتك معايا انا سجلتها ... حتسمع كمان صوتك منور الدنيا ...
قلت لها : انتي جالسة تلعبي بالنار ..
ندى : وماله !!... اذا كنت مو انا لوحدي الي راح اتحرق فيها !!
سالتها : ايش تبغي الحين !!
ندى : تلغي الشكوى الي قدمتها الان وساعتها يادار ما دخلك شر ... عندك لغاية الساعة عشرة لو ما الغيت الشكوى انا حروح الشرطة زي ماهو مكتوب بالاستدعاء بس ما راح اروح لوحدي ... و شوف كيف الدنيا راح تنقلب!!

وقفلت الخط بوحهي ...
سالني خالد :ايش قالت
صرخت فيهم بعصبية:اطلعوا بره ... !!!!

قفلت عيوني وانا حاسس بقهر ما عمري حسيته ... هين يا ندى دواك عندي ...

..........

><// ندى \\><


قفلت الجوال وقلت براحة : اللهم لك الحمد والشكر


كنت جالسة في الغرفة انا وسناء بعد ما راحت أمل دوامها
سناء سالتني : هذا محمد !!
: ايوا يزن تنازل عن الشكوى ...
سناء الي قامت وحظنتني : مو مصدقة انك سويتي كل هذا .. ما شاء الله عليكي .. من فين جبتي هذه القوة !!

ابتسمت ومارديت عليها ... رجعت قالت : ادفع نص عمري واشوف شكل يزن الحين ..
قلت لها : صدقيني ما يهمني ... انا مو جالسة اتحداه !! .. انا جالسة ادافع عني وعن اختي ... وفي عز خوفي دعيت ربنا انه ينصرني عليه طول ما الحق معايا .. عشان كذا انا مطمنة اني صاحبة حق ..

دق جوال سناء وكان ابوها يبغاني اطلع المجلس لان منصور يبغى يكلمني ... لبست عبايتي وغطيت وجهي ودخلت .. هو اول ما شافني وقف .. انا دخلت وقلت : السلام عليكم ..
ابو محمد ومنصور : وعليكم السلام ورحمة الله
منصور : انا طلبت اتكلم معاكي قدام العم ابو محمد قبل لا امشي ..
قلت له : اول شي .. انا اسفة .. سامحنا .. لانا حبسناك في البيت لغاية هذا الوقت .. دوبه محمد بلغنا انه يزن اتنازل عن الشكوى .. الله يجزاك خير ويستر عرضك بستره الجميل .. زي ما كنت سبب اني انا واختي ما اترمينا في الشارع .. واستر ما واجهت ..

فجاة وجه منصور صار احمر و انهار على الكنبة و غطى وجهه بيده .. استغربت وطالعت لابو محمد الي كان يمسح وجهه بطرف غترته .. استغربت .. اشبهم!!

بعد ما هدي منصور قال : حسيت اني صغير وما اسوى شي قدامك .. بدل ما اتاسف منك انتي تتاسفي .. !! ...
ابو محمد : هذه ندى بنت حسن .. تغلبك باخلاقها و طيبة نفسها .. ولا احد يقدر يغلبها ..
منصور :صدقت يا عمي .. و انا اسف يا اختي .. ادري اني دخلت هذا البيت و الغدر كان بنيتي .. لكن يعلم الله اني خجلان من نفسي ... وراح اطلع منه وانا محمل بامانة انسال عنها ليوم الدين ... يوم تحتاجيني او تحتاجين شهادتي فعنواني و رقم تلفوني مكتوب في هذه الورقة ... والله يشهد اني اخ لكم من الان ورايح

وحط الورقة على الطاولة وقال : وارجوك تسامحيني وتحلليني يا بنت الناس
قلت له : مسامح ... وانا ما شلت عليك ضغينة ولا كره .. الله يحفظك ويرعاك ..

وقفت لوحدي في ساحة البيت بعد ما راحوا كلهم ... كنت اتآمل هذا البيت ... لغاية متى حقدر اوقف في وجه يزن ... وانا عارفة ومتاكدة انه بكره راح يسوي شي جديد اخبث واقوى ... صرت شبه واثقة انه هو الي قتل ابويا .. ... !! ...اليوم كنت مرعوبة لا امل تحس بشي ... لكن الحمدلله اليوم عدى .. ويا انا يا انت يا يزن من اليوم ورايح انت شغلي الشاغل ...


...........


بالعادة هي الي تصحى على ابتسامتي ... بس هذه المرة انا الي صحيت على اجمل وجه واحلى ابتسامة بالدنيا ...
قالتلي وضحكة حلوة على وجهها الي احبه : ايش النوم هذا كله !!
قلت بتعب : هممممم
امل : صح النوم يا حلو !!
مسكت يدها وحظنتها وقلت بكسل وانا مبسوطه بملمس يدها الناعمة : ليه صحيتيني !!
امل : ترى انا ما اكلت لغاية الان !!
فتحت عيوني بصدمه وسالتها : الساعة كم !!
امل : 7 المغرب ..
قمت بسرعة وقلتلها : وليه ما صحيتيني اول ما رجعتي من الجامعة .. ولسى ما اكلتي !! .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ياندى !!
امل بزعل : لا تقولي كذا على نفسك والله ازعل ..
قلت لها : ياقلبي انتي .. خمس دقايق والاكل يجهز

فجاة حسيت بامل في حظني وضامتني بقوة ... انصدمت من حركتها اول مرة ... وبعدين ابتسمت و مسحت على ظهرها بحنان .. جاني صوتها : ندى انا احبك كثير ...

حسيت قلبي اتعصر ... تذكرت ابويا الله يرحمه لما كان يقولي هذه الكلمة .. بعدتها عني بهدوء و قلت لها وانا اتحاشى عيوني لا تجي بعيونها : بروح المطبخ اجهز لك الاكل .

........


كنت متضايقة من نفسي اني رحت في النوم وتركت امل بدون اكل ... بس غصب عني لي اكثر من يومين وانا سهرانه .. كله يسبب يزن الله ينتقم منه .. والموقف الي حصل مع امل قبل شوية تعبني اكثر ..
جاني صوت سناء : اشبك !!
مسحت وجهي بسرعة وقلت لها : انتي ما رجعتي البيت !!
سناء : الا وقبل شوية جيت ... قوليلي اشبك !!
: ولا شي ... بس متضايقة من نفسي .. امل لغاية الان ما اكلت .. وانا ما ادري كيف نمت كل هذا !!
سناء : ليه كنتي تبكي !!

سندت جسمي المنهار على طاولة المطبخ .. و سالتها بصوت مكتوم يدافع البكا ويحاول يكون طبيعي : امل فينها !!
سناء : في الغرفة تذاكر .. أشبك يا ندى !

ما قدرت امسك نفسي اكثر من كذا .. انفجرت مدامعي زي الفيضان و قلت لها : خايفة على امل .. اليوم حظنتني وقالت لي زي ما كان ابويا يقولي ... احبك كثيريا ندى ... حسيت بالدنيا سودت بعيوني .. حسيت اني راح اخسرها هي كمان ... ما ابغاهم يحبوني ... لما يحبوني يموتوا .. انا لعنة ... ما ابغاها تموت !!

جات سناء وحظنتني وقالت : استغفري ربك يا ندى ... انتي كذا تعترضي على حكمه ... انا عارفه انك تعبانه من كل الضغط الي عشتيه في هذه اليومين ... روحي ارتاحي وانا حكمل العشا ...
سمعت كلامها بدون مقاومه ... من جد انا محاجة ارتاح ... محتاجة امل تشوفني ندى القوية الي تعرفها.

لما مريت بغرفتها لقيتها نايمة على بطنها وماسكة كتاب وتذاكر فيه كان وجها برئ .. دايما تعابير وجهها مسالمة ودايما وجهها مبتسم حتى لما تكون لوحدها ... رحت لها وطوقتها بيدي من وراها وبستها على راسها وبعدين على خدها وقلت لها : وانا احبك يا روح ندى ...
ضحكت وقالت : صحي النوم دوبك تستوعبي !!

ضحكت معاها ورجعت بستها على راسها : الله يفتح عليكي يا قلبي ...
تركتها ودخلت الغرفة ارتاح بعد اليوم الطويل الي مريت فيه ...

........

><// يزن \\><


كنت تامل الورقتين الي بيدي ... وانا اتخيل شكل ندى !! ... ضحكت وانا اشوفها قدام عيني ماسكة يدي وتترجاني اسامحها ... وتطلب مني اني امرها باي شي وهي راح تنفذه ... بس بسرعه غاب هذا المنظر عن عيني و حل محله ندى الصلبة .. نظره عيونها الثاقبة .. وهي تقولي اني ما راح اقدر عليها .. مسكت الورقة الثانية ورجعت اضحك ... اذا الورقة الاولى ما كسرتها فالثانية راح تدمرها وتقضي على اي قوة داخلها ..

جاني صوت نجوى تدق الباب ... حطيت الورق في درج المكتب وقلت لها : ادخلي ..
دخلت بابتسامتها الحلوة على راسها .. كانت شايلة صينية فيها اكل .. قمت لها بسرعه واخذت منها الصينية حطيتها علي الطاولة وساعدت نجوى انها تجلس على الكرسي .. قلت لها : ليه تعبتي نفسك .. كنتي خليتي الشغالة تجيبه !!
نجوى: من متى انت تخلي الشغالات يحطوا يدهم في اكلك !! .. وبعدين انت وحشتني !!
حطيت الاكل بيني وبينها وقلت لها : لا تدخليلي في جو الافلام وحشتني وما وحشتني .. حتاكلي معايا ولا ما راح اكل ..
ضحكت وقالت : حآكل مع اني اكلت قبل ما تجي .. بس خليت لك ساحة ادري بتجبرني اكل معاك ..
مسكت يدها وضميتهم بين يديني وقلت لها : انا ما احس لاي شي في الدنيا له طعم الا بوجودك .. ما اجبرك على شي يا قلب يزن !!
ابتسمت واخذت الملعقة .. وقبل ما تاكل تقلصت ملامح وجهها وحطت يدها على ساقها وقالت بآلم : آي !

في لحظة كنت عند رجلها افركها لها وانا اسآلها بخوف : اشبك تألمك !!
ابتسمت ومسحت على راسي وقالت : راح الالم لما مسكتها ..
قلت لها وانا لسى ماسكها : نجوى قولي الصدق .. فين الألم ..
نجوي : حبيبي والله راح الالم .. شكله شد عضلي .. يلا اجلس على الكرسي .. جلست آكل وانا اراقبها .. كنت ابغى اتآكد انها من جد كويسة .. نجوى كل حياتي ... مستعد اضحي بعمري عشانها ..


.........

><// ندي \\><

اليوم الثالث لي وانا اراقب بيت يزن .. كان سهل عليا اني اجيب عنوان شركته من النت .. اتاريه اهم مما كنت اتصور .. مقابلاته وتحليلاته الاقتصادية ماليا صفحات النت .. و جلست مستنيته لغاية ما نزل من الشركة ولحقته لغاية بيته .. ما اعرف هل هو فيلا ولا قصر !! اصلا ايش الفرق بينهم !! .. المهم انه بيت ماله بداية من نهاية .. جلست اضحك في سري وانا اتذكر كلمته لما قال انه يبغى يسكن في بيتنا .. مو لان بيته احلى من بيتنا مع انه مافي مجال للمقارنه اصلا .. لكن لان الانسان ابن بيئته .. اصلا حسيت وهو جالس على كنبنا الارضي يوم جانا انه مو عارف يجلس .. جلست اضحك وانا اتذكر شكله .. كنت اطلع يوميا بعد ما تطلع امل لدوامها وارجع قبل ما ترجع بنص ساعة .. في ثلاث سيارات يوميا تطلع من هذا البيت .. سيارة يزن .. وسياة فيها رجال ثاني ما اعرفه .. وسيارة سودا .. كانت بقمة الفخامة .. بطبيعة الحال ما اعرف نوعها .. كانت مظلله سواقها هندي .. عرف انها سيارة حريم البيت .. وهذا أهم شي توصلت له من مراقبتي للبيت .. والسيارة المظللة هي الاآن هدفي الي من خلالها راح ادخل بيت يزن

........

لما رجعت البيت دقيت على سناء .. الي كانت لسى بدوامها
: سناء .. احتاج جبيرة طبية وشاش طبي ..
سناء باستغراب : ليش !!
قلت لها : بدون أسئلة الحين .. انا دورت في الصيدلية الي قرب بيتنا وما لقيت ... احتاجها ضروري
سناء : انا اصلا ما اعرف اذا تتباع بالصيدليات اصلا .. عموما ححاول اجبلك .. بس قوليلي ليه !!
حكيت لها عن الخطة الي براسي
بعد فترة صمت قالت لي بذهول : انتي وحدة مجنونة ... مو قادرة افهمك !! .. انتي عقلك عبارة عن فلم اكشن من 6 اجزاء ..
ضحكت على تعليقها وقلت لها : احتاج الجبيرة تكون عندي بكرة الصبح !!
سناء : كم جبيرة تبغي !!
: الي تقدري عليه ..
سناء : اموت واعرف كيف خطرت لك هذي لفكرة !!
: الحاجة ام الأختراع .. المهم لازم اقفل الان لسى ما طبخت الغدا و امل شوية وتجي . مع السلامة ..


قفلت منها وانا فكر في فيلم الأكشن الي راح آعمله .. و هل هذا الشي راح يساعدني اني ادخل بيت يزن !! .. ما اعرف ايش راح يحصل بعد كذا ولا ابغى افكر .. اهم شي الحين اني اكون في وسط بيته .. لازم اعرف الحقيقة ..

....


><// يزن \\><

: الله ياخذك فقعتي مرارتي .. الف مرة قلت لك لا تعمليه زي كذا ...
: ليش انتي مشكل كتير !!
: انا اسوي مشاكل ... يا نجوى تعالي شيليها من قدامي لأذبحها الان !!

بعد هذه الجملة الدامية سمعنا صوت اواني معدنية تطيح و قزاز يتكسر .. وصراخ هز كل جدران البيت و بكاء و زعيق بصوت ولغة غير مفهومة ...ما كنت مستغرب .. بالعكس كملت فطوري وانا اضحك على الي حاصل ... صار الامر عادي وهذه الاحداث صارت جزء لا يتجزء من صباح كل يوم ..

قلت لنجوى الي كانت جالسة تفطر معايا : ستك بدأت الحفلة اليوم بدري !!
نجوى تركت الاكل من يدها وقامت تشوف ايش حصل في نفس الوقت الي جات فيه الشغالة تبكي وتشتكي : انا ابغى اروح مكتب ..
نجوى : ياربي الحين ايش يسكتها ذي .. تعالي خلاص لا تبكي !!
الشغالة الي ارتفع صوتها وصارت تبكي اكثر :الحين اروح مكتب ... ماما مافي كويس ...
نجوى : اسكتي خلاص .. لا تسمعك مو ناقصين مشاكل !!
بعدين طالعتني باستنجاد وقالت: شفلك صرفة !!
ضحكت وقمت من مكاني وقلت لها : :ياريت كان عندي وقت .. تصرفي انتي مع ستك .. مع السلامة

وبستها على راسها وطلعت .. شكلها يضحك ويحزن في نفس الوقت ... ضايعة في النص بين الثنتين لا قادرة توقف في صف ستي وتظلم هذي المسكينة الي مالها ذنب غير لقمة العيش الي صارت ماتجي غير بالذل و طلوع الروح .. او توفف في صف ستي ..وهي انسانة كبيرة الواحد يطالع فيها يرق لها قلبه .. وانا عارف انها ما تتصرف كذا لانها شريرة لان مافي اطيب من قلبها ... بس الناس هذه وفي السن هذا تحتاج معاملة خاصة واهتمام ورعاية ... والشغالة الي تعودت عليها سنين طويلة تركت البيت ورجعت بلدها من حوالي سنة ... لانها تعبت من الشغل و الغربة .. ومن سنة وهذه مشكلتنا مع ستي .. كل ما جبنا لها شغالة طفشتها ..


......


اول شي سويته لما وصلت اني دقيت على طلال وطلبته يجي المكتب .. ادري اني كنت امس وقح معاه ... طلال مو بس محامي الشركة .. هو صديقي من الابتدائية ورفيق عمري ..و زوج اسماء بنت خالتي متزوجين لهم الان سنة ونص.. يعني علاقتي فيه لها اكثر من بعد .. ومع هذا ما خطر لي حتى اني اصالحه او اعتذر .. لاني ما اتعودت اعتذر .. والمشكلة اني صرت هذه الايام اغلط على كل الي حولي بسبب الضغط النفسي الي امر فيه ..

دخل ورمى السلام عادي زي كل يوم ولا كان شيء حصل وجلس ... قدرت له تصرفه هذا كثير ... بدانا نتكلم في الشغل ... ما حاول يفتح موضوع ندى وابوها ولا انا جبت سيرة ... لانه من بعد الي حصل موضوع ندى صار بالنسبة ليا حرب بين طرفين انا وهي وبس وما راح ادخل احد بيننا ..

بعد شوية دخل خالد وهو يضحك : ستك اليوم يا قاتل يا مقتول !!
قلت له : شكل الاحداث اتطورت بعد ما مشيت !!
خالد : الشغالة المسكينة حاولت تهرب من الببت تبغى تنفذ بجلدها ...
: اوف .. ايش حصل !!
خالد : طيحت العصير على سجادة ستي ... وتبغى الثانية تسكت لها !! ياهي مسكتها ونتفتها تنتيف ... لدرجة المسكينة طلعت من البيت تجري بدون عباية ... لولا الحارس ردها من عند الباب ..
طلال باستغراب : ايش الاكشن هذا كله!!
:صح النوم .. شكل اسماء ما تحكيلك على الدراما الي حاصلة بالبيت عندنا .. !!
طلال : ليه انا عندي وقت اشوف اسماء او اجلس معاها .. عشان نحكي !! ... الوقت الي اشوفها فيه يادوب ...
قاطعه خالد : يادوب ايش ياقليل الادب .. ايش تسوي مع اختي ... !!
طلال : الا هذا المزح .. تدري ما احب مزحك البايخ كنت حقول اني ما ارجع البيت الا عشان انام .. عشان اصحى ثاني يوم واجي الشركة وانطحن فيها من الصبح لليل
ضحكت والتفت لخالد وقلت له : طلعت المارد !! ..
خالد : هو يبغاك تعطيه اجازة ... من الان اذا طلال اخذ اجازة انا زي زيه ...
جاوبته :لا انت ولا هو ... يلا كل واحد على شغله ...

عدا اليوم بروتينه الطبيعي ... اجتماعات .. اتفاقيات .. لكن كانت ندى تظهر لي من وقت للثاني ... صحيح كانت صورتها مموهة قدامي لاني ما شفتها غير مرتين .. وهي متغطية بالكامل .. يمكن اصلا لو شفتها بالشارع ما اعرفها .. لكن كلامها .. تحديها هو الي راسخ براسي ... و انا عارف دواها كويس ..


****************


><// ندى \\><

فاردة ساقي اليسار على الكنبة .. واراقبها خطوة بخطوة و اعطيها تعليماتي ..
: لفي بالراحة ... لا تشدي ...
سناء : ياربي ... مين قلك اني ممرضة !! .. ليش افلامك ما تطيح الا على راسي انا !!
: سناء جننتيني من اول ما بداتي تلفي الحبيرة وانتي تزني ... ركزي خلينا نخلص ... الساعة 11 و لازم اكون هناك بدري !!
سناء الي كانت محتاسة :يوووه جفت الجبيرة بيدي ..
: الموية عندك بليها شوية ماهي مصيبة يعني .
ليه محسستني انك اشتغلتي ممرضة قبل كذا .. ايش عرفك بكل هذه الاشياء !!
جاوبتها بسخرية : في اختراع اسمه يوتيوب لو ماسمعتي عنه ... !!

......


بعد ما خلصنا جلست اتامل الحبيرة بسعادة قلت لها : تشبة الجبيرة الي يعملوها في المستشفى ..
سناء : طيب قولي شكرا على الاقل !!
:والله!! مين المفروض يشكر الثاني ... انا الي اعطيتك درس ببلاش ... !!
: ايوا درس من اليوتيوب !!
: المهم الان ... شكلها مرة جديدة ... !!
سناء وهي تضحك : جدا ... و راح يشكوا ترى ... مين هذه البنت الي اتكسرت وجات تشتغل عندهم ثاني يوم ...
: اممم .. طيب روحي جيبي لي علبة مكياج امل
: ليه !!!!!
: حغبر الجبيرة شوية .. بالبودرة وشوية حركات عشان الجبيرة تبان قديمة
سناء بأنبهار :انتي لو تصيري مخرجة ... اظمن لك الاوسكار !!

.......


جلسنا انا وياها نزبط الجبيرة لما سالتني : ايش راح تقولي لامل .. وايش راح اقول لاهلي !!
: زي ما اتفقنا .. طحت عن الدرج وانا نازلة من السطح ... ولانه صبح والكل في دوامه انتي اسعفتيني بالتاكسي .. !!
: حرام حتجنني اختك
: للضرورة احكام ... كل هذا اصلا عشانها ... انا مو ضامنة يزن ايش ممكن يعمل بعد ساعة ... لازم اكون قريبة منه .. على الاقل اعرف كل تصرفاته واراقبه... يمكن هذه الطريقة الوحيدة الي راح تحمينا منه انا واختي ..

و طالعت للساعة كانت 12 الا ربع ... اخذت نفس عميق ... كنت افكر هل حقدر ادخل بيت يزن ... كل شي يعتمد على الانسانة الي تجي وتروح كل يوم بالسيارة السودا ... !!


.......


الشمس بنص السما ... الجو حار لا يطاق و الجبيرة هذي ازعجتني ... وكل شوية سيارة توقف تعرض عليا الخدمات وانا ااشر بيدي عشان يروحوا .. صار لي اكثر من ساعتين وانا عند البيت ... لغاية ما فقدت الامل ... لكنه بسرعة رجع لما شفت السيارة السودا جاية من بعيد .. وقفت وبدأت اتحرك ببطئ وانا على العكاز .. سمعت صوت السيارة ورايا فتباطأت اكثر ... وانا ادعي انها توقف ... وربنا استجاب دعواتي...

جاني صوت ناعم يناديني :يا اختي ..
التفت شفت قزاز شباك السيارة مفتوح وبنت متغطية مطلعة راسها منه ...
قلت لها باستغراب مصطنع :تناديني !!
البنت :ايوا انتي .. على فين رايحة ... !!
جاوبتها : بوقف تاكسي
البنت باستغراب : بس ايش الي وقفك في منطقة زي كذا اصلا .. وانتي بهذي الحالة و في الحر هذا !! .. وبعدين هنا ما تعدي تكاسي الا بالنادر ...
جاوبتها : قصة طويلة ... شكرا على اهتمامك

تعمدت اثير فضولها بجوابي هذا .. وفعلا جاب نتيجة
البنت :اسمعي هذا بيتنا ..

واشرت على الفيلا الي طبعا اعرفها كويس ... بس التفت وسويت نفسي اتامل الفيلا ورجعت قلت لها :ما شاء الله .. !!
البنت : اطلعي ..ندخل البيت .. اشربك شي وترتاحي من هذا الحر وتحكيلي الحكاية وبعدين السواق راح يوصلك لمكان ما تبغي ..

حمدت ربنا في سري انها اخيرا عرضت عليا هذا العرض .. ركبت جمبها ... ودخلنا الفيلا ... وقفت السيارة مباشرة عند باب الداخلي ... قالتلي البنت :يلا انزلي وصلنا .. افتح لها الباب يا آيوش

نزل السواق وفتح لي الباب و نزلت .. وقفت اراقب البنت ... كانت تعرج بشكل واضح ... لما وصلت لعندي قالت لي : اتفضلي .. الله يحيك ..

قبل ما تفتح الباب .. الباب اتفتح لوحده وطلعت منه وحدة تجري وتبكي كانت سريعة جدا ما قدرت اشوف وجهها ... كان منظر غريب ومريب .. بنت بدون عباية وحافية .. والبنت الي دخلتني البيت قالت للسواق بسرعة : الحقها لا تهرب !!

وقفت بذول اشوف الي يحصل قدامي .. !!



><// ندى \\><

جلست على الكنبة في الصالة مستغربة ومتخوفة في نفس الوقت .. كنت أتأملها .. وجهها أحمر ومنتفخ من البكا .. و شعرها منكوش ... و حالتها حالة ... سمعت البنت تقولها : وبعدين يا جني .. كل شوية حنرجعك من عند لبوابة
الشغالة : ابغى اروح مكتب ..

طالعتني البنت بحيرة واعتذار انا هزيت لها راسي .. يعني ماحصل شي ..
: خلاص الحين اخلي يزن يجي ويوديكي المكتب .. امري لله ..

لما سمعت اسم يزن قلبي انصب بين ضلوعي .. لسى ما شفت يزن وحصل كل هذا قدامي .. اصلا الشغالة ليه تبكي .. ومين مبهذلها بالشكل هذا !! ... فكرت اتراجع عن الخطة الي براسي ووقفت وقلت للبنت : طيب انا حمشي .. جزاكي الله خير
البنت : خفتي من الي شفتيه .. لا تخافي .. اجلسي وانا احكيلك وانتي تحكيلي .. بالمناسبة انا اسمي نجوى ..
جاوبتها : عاشت الأسامي أسمي ندى

نجوي كانت نسخة عن يزن بس هي انعم وسمارها جذاب ..وعندها غمازتين .. تبان اكثر لما تضحك .. و شعرها اسود الناعم كان واصل لتحت خصرها ..

نجوى : حياك الله حبيبتي .. شيلي الغطا .. مافي احد .. اخواني مو بالبيت هذا الوقت ...
شلت الغطا و هي اول ما شافتني قالت :ما شاء الله تبارك الله ويقولوا السعوديات مو حلوات .. ما يدروا ايش مخبي هذا الغطا الاسود الي مو عاجبهم .. !!
حسيت بالخجل من جد من مدحها .. وقلت لها : مشكورة عيونك الحلوة .. انتي كمان ما شاء الله عليكي زي القمر ..
نجوى : تسلمي .. اشربي العصير واحكيلي قصتك الطويلة .. شوقتيني اسمعها ..

..........


كانت تتامل رجلي والتاثر باين على وجها ... حسيت مشكلة رجلها الي مو عارفة حكايتها للان خلتها تاخذ موضوع كسر رجلي بحساسية اكثر و قالت بتعاطف واضح : سلامات .. ايش حصل !!
جاوبتها : طحت وانا نازلة من على الدرج ...
نجوى : يا حبيبتي .. ما تشوفين شر
جاوبتها : شكرا الشر ما يجيكي .. اعذريني لاني تعبتك معايا
نجوى : اي تعب بس ... لا تعب ولا شي ... يلا قوليلي ايش حكايتك !! ..

ركزت كل طاقتي في عظلات وجهي ونغمة صوتي ... في هذه اللحظة كان قدامي خيارين يا احكي لها قصة خيالية عشان تصدقني يا اخلي الحكاية بسيطة بس في نفس الوقت تاثر فيها !! ... كنت ميالة للبساطة .. فقلت لها : كنت اشتغل عند ناس من حوالي 4 اشهر ساكنين هنا بعدكم بشارعين ... بس من شهر ونص قدر الله وانكسرت ساقي وجلست بالبيت ... كلمت الي اشتغل عندهم وشرحت لهم الوضع ... وكانوا متفهمين ... المهم ما كنت اقدر اجلس في البيت اكثر من كذا .. لاني انا الوحيدة الي اشتغل واصرف على البيت ابويا الله ير...

سحبت نفس عميق حسيته طلع من قلبي زي النار وكملت: يرحم حاله عاجز واخواني صغار يحتاجوا مصاريف
نجوى بتاثر : وامك فينها
جاوبتها : الله يرحمها
وكملت : جيت اليوم برجع الشغل .. بس ماحصلتهم بالبيت والحارس قالي انهم مسافرين ديرتهم ... ويمكن يتاخروا ... المشكلة ان باقيلي عندهم اجره شهر ... الله يسامحهم ..

شفتها قامت وفتحت شنطتها وطلعت منها فلوس .. ابتسمت جواتي بمكر هذه اللحظة الحاسمة
لما مدت يدها بالفلوس انا وقفت ودفيت يدها بهدوء وقلت لها بزعل : انا مو شحاتة ولا اقبل صدقة احد ...
نجوى بخجل :صح كلامك انا اسفة ...

ورجعت الفلوس الشنطة وطلبت مني اجلس وجلست هيا كمان وسالتني : بس مو تعب عليكي تشتعلي وانتي بوضعك هذا !!
قلت لها : اكيد صعب .. بس مو مستحيل .. وخلاص الكسر برأ تقريبا .. و كلها اسبوعين ان شاء الله واشيل الجبيرة
سالتني :تعرفي تطبخي !!
جاوبتها :كل شي اعرف اسويه
نجوى :اهم شي تعرفي تسوي اكلات زمان !!
جاوبتها :ايش تبغي وانا اعمله لك .. سليق .. معصوب .. صيادية ... مطبق ... فول ... منتو ... كبسة... !!
ضحكت نجوى وقالت : تمام ... ليه سالتك هدا السؤال .. لان ستي الله يطول عمرها ما تحب اكل الطباخة .. وما ترضى تاكل اي شي ... وهذا الشي مازمنا كلنا بالبيت .. وبعدين دايما تسوي مشاكل مع اي وحدة اجيبها لها من المكتب زي ما انتي شفتي .. وانا اعرف انهم هم كمان احيانا يضايقوها ... فابغاكي تكوني مع ستي في الوقت الي انا اكون فيه في الدوام .. وباين انك بنت حلال .. فابغاكي تجلسي معاها وتسليها ... وتشوفي طلباتها ... ايش قلتي!
جاوبت بفرح :طبعا موافقة ...
نجوى :ممتاز .. وراح اعطيكي بالشهر 2500 .. راضية !!
ما كنت مصدقة المبلغ ... ضحكت على نفسي لاني تمنيت اني من جد اشتغل عندهم مع هذا المبلغ
جاوبتها :الله يجزاكي خير ... لو تبغبني من اليوم انا موافقة ..
جاوبتني : خليها من بكرة. كمان عشان ترجعي ترتاحي ..
وقفت وقلت لها : ما ادري ايش اقلك ... الله يحقق لك كل الي تتمنيه .. وبدفع عنك عيال الحرام.
قالت لي : على فين .. لسى بدري ...
جاوبتها : بدري من عمرك ... بكرة ان شاء الله موعدنا ...

........

دخلت الغرفة عليا وهي مبتسمة كعادتها .. لما شافتتي انصدمت .. وشهقت ورمت كل شي بيدها وجات تجري .. كانت سناء جالسة بقربي على السرير ..
جلست على الجهة الثانية وقالت بخوف وهي تتأمل الجبيرة : ايش حصل !!
: اهدي حبيبتي .. مافي شي .. طحت عن الدرج .. بس الحمدلله جات بسيطة ..
قالت وهي تبكي : كيف بسيطة وهم حاطينها في الجبس !!
جاوبتها : كسر بسيــ..

شهقت وقالت بخوف : ايش !!
سحبتها ليا وحضنتها وقلت لها : اهدي يا قلبي ..

ضميتها لصدري وطبطبت عليها .. لما جات عيني بعين سناء الي قالت بحركة شفايفها : ياويلك من الله !!
حركتها ضحكتني وحضنت امل اكثر واشرت لسناء باصبعي على فهمي يعني اسكتي !!


............

بعد المغرب كانت امل في الغرفة تذاكر .. وانا وسناء بالصالة ... دق جوالي وكان محمد هو الي يدق ..
ضحكت وقالت : فاتك شكله لما عرف ان رجلك بعيد الشر عنك اتكسرت ... كسر الدنيا !! .. المهم ردي وحطيه على الاسبيكر ..

: الو !!
محمد : السلام عليكم ورحمة الله
: وعليكم السلام ورحمة الله ... مرحبا محمد ..
محمد : سلامتك يا ندى ما تشوفين شر
جاوبته : الله يسلمك .. الشر ما يجيك يارب ..
محمد : ايش طلعك السطح !!

طالعت لسناء بإستنجاد .. وهي اشرت لي بيدها يعني مالي دخل ..
جاوبته : طلعت اشوف خزان الموية .. كان مسدود

حطت سناء سبابتها اليمين واليسار على خدينها وقالت بهمس : يا لطيف الكذبة في الجيب !!
محمد : ليه ما كلمتيني او سناء ليه ما كلمتني وانتو بالمستشفى !!
جاوبته : الحمدلله عدت .. والموضوع بسيط
محمد : الحمدلله .. بس ارجوكي المرة الثانية انتبهي لنفسك .. ولو احتجتي شي كلميني ..
قبل ما اقفل جاني صوته : ندى ...
جاوبته : هلا ...

ومرت فترة صمت كبيرة

سناء قالت بهمس : شكله راح يتهور !!
اخيرا قال : اعطيني سناء

سناء بهمس : لا ياشيخ ... هذا الي ربنا قدرك عليه ..

بعدين ردت :هلا محمد ...
محمد : الساعة كم اعدي عليك !!
سناء : الحين لو حبيت
محمد : لا مو الحين .. بكرة حعدي اخدك .. خليكي اليوم مع ندى
قالت له وهي تغمز لي :طيب يا حنين .. في شي ثاني !
محمد : ايوا
سناء : ايش
محمد : ليش خليتها هي الي تطلع السطح .. ليه مو انتي
:نعم نعم نعم ... قول ياليتك طحتي انتي بدل ندى
محمد :ياليت ..
ضحكت بصوت خفيف .. وما حسيت الا بيد سناء تخبطتي على كتفي وتقول :وجع لا تضحكين
محمد : لا تدعين عليها لا يجيك كف الحين !!
امل بتريقة وهي تحرك لي حواجبها بعناد : ليه تخاف عليها !!
محمد : اكيد
سناء : حتى هي تخاف عليك زي اخوها .. هي قالت كدا !!

غطيت على فمي من الضحك .. خايفة لا يطلع صوتي
محمد:كذابة ما قالت كذا ... عطيني اكلمها !!
على طول قالت وهي تمد لي الجوال : يبغى يكلمك

واتسطحت على الارض تضحك ..

قلت له بحرج :هلا محمد بغيت شي !!
محمد بارتباك :سلامتك .. بس بغيت اسالك تحتاجي شي من الصيدلية !!

سناء وهي تضحك بصوت عالي : اه يا بطني .. والله انتو نكتة ..
كنت ااشر لها بيدي عشان تسكت وقلت لمحمد :لا تسلم .. الله معاك
محمد :في امان الله ...

بعد ما قفلت قلت لها : ما تتوبي عن حركاتك !!
سناء :مسكين حشرته ..
ضحكت وقلت لها : طيب يا فالحة ... قومي سوي العشا
سناء : لا يا شيخة .. كذبتي الكذبة وصدقتيها ... قومي يختي نسويه سوا ..



نهاية افصل الأول ...

 
 

 

عرض البوم صور بورتريه  

قديم 01-01-15, 07:45 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16018
المشاركات: 50
الجنس أنثى
معدل التقييم: مرمورة الأمورة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مرمورة الأمورة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بورتريه المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: امرأة للتقبيل

 

القصة مشوقة من البداية وتنبئ عن كاتبة متمكنة
لكن أعتقد أنك أنزلتيها في القسم الخطأ هذا القسم للقصص المكتملة
وقصتك لازالت في البداية
أتوقع المشرفات سينقلونها للقسم المناسب
لا تتأخري علينا بالأجزاء
واعتبريني أول المتابعين

 
 

 

عرض البوم صور مرمورة الأمورة  
قديم 01-01-15, 09:33 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بورتريه المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: امرأة للتقبيل

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا فيك أختي نورت المنتدى بإنضمامك وبإنتظار إبداعاتك ..

مثل ما حكت أختي مرمورة اﻷمورة مكان روايتك بالوحي العام .

هنا تنقل الروايات المكتملة فقط .

بتمنى لك التوفيق ..

تقبلي تحياتي و ودي .




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 05-01-15, 01:07 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161359
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: saronaaa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saronaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بورتريه المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: امرأة للتقبيل

 

حلوه البدايه كتير
ان شاء الله اكون من متابعينك بلييييز لا تتأخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور saronaaa  
قديم 06-01-15, 11:51 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 215941
المشاركات: 93
الجنس أنثى
معدل التقييم: شرقاوية عسل عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 99

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرقاوية عسل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بورتريه المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: امرأة للتقبيل

 

السلام عليكم

موفقة بالطرح اختي

فقط لتنويه عنوان روايتك مطابق تماما لعنوان رواية كاتبة اسمها اغطية مبللة

في حال كنت نفس الكاتبة اناشدك ان تكملي الرواية الاولى لانها رائعة

في حال كنت مختلفة وفقك الله لكن لو تغيري العنوان يكون في صالحك حتى لا يحدث لبس للقراء

وانت حرة طبعا روايتك وانت حرة وموفقة وان شاءالله تكملي روايتك إلى النهاية

 
 

 

عرض البوم صور شرقاوية عسل  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للتقبيل, امرأة
facebook



جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية