لفظ وجعه و قهره و قيح كرامته في زفرة حارة ملتهبة خرجت من اعمق اعماق روحه ... كل هذا كثير .. كثير عليه و لا يحتمله .. يحس بقلبه ينزف في صدره .. و ياللعجب رحب بهذا النزيف .. رحب به لانه احس انه يخفف من طعم العلقم الذي يغص به ... احس باقترابها من خلفه .. لم يلتفت و لكن كل خلية من خلايا جسمه احست بها .. كيف تسللت هذه الحنان تحت جلده بهذه السرعة .. تنحنحت باحراج ليلتفت لها بشكل جانبي .. يلمح احمرار وجهها .. يحس بدفء في صدره .. مكان ما تصور انه قد تحول لقطعة جليد .. تنحنحت مرة ثانية قبل ان تقول بصوت مرتعش " ااا .. ابو زايد .. اا .. يعني .. زايد بيسال متي بنرد .. اا .. يعني علشان المدرسه " .. رفع احد حاجبيه و هو يهمس " زهقتي مني .. تبي ترجعي؟؟" .. لتجيب باندفاع "لا و الله .. بس اهو زايد " .. لتبتلع باقي كلماتها بحياء اصبح ياسره .. و ابتسامة خفيفة تلامس شفتيه .. ليميل نحوها و هو يسالها " يعني ما تبي تردي؟؟" .. لتجيبه بوجه محتقن و صوت يكاد لا يسمع " انت تبي ترد؟؟" .. ليمد يده و يمسك كفها في كفه " و اذا قلت مابي؟؟" .. لتجيبه بنفس الهمس " اقول علي هواك يابو زايد "


تقديراً لما قالته .. انزل رأسه وقبّل اصابعها بـ دفء شديد .. وصمت محدقاً بها بنظرة سوداء تلمع حناناً ..

اكملت بدورها بوجه رغماً عنه تورد بالخجل من قبلته الرقيقة:..............




وش رايكم ؟؟

فتح عينيه بقوة ... الي انا يقال هذا الكلام ؟؟ ... انا من يظن في هذا ؟؟ ... ماذا يفعل الان ؟؟... يحس بالم غير معقول بان من ارتبط اسمها باسمه ... تظن فيه هذا الظن السئ .. استرجع كلماتها التي القتها في وجهه بلا رحمة و هي تحتقن غضبا و تندب حظها الذي رماها علي زوج مغازلجي .. كلمات منتقاة بعناية لتطعنه في صميم روحه المعتزة .. بل المغرورة ان كان يريد ان يكون صادقا مع نفسه .. اغمض عينيه و هو يستغفر مائة مرة و يستعيذ بالله من الشيطان الذي يزين له ان يصفع تلك الواقفة امامه في ثوب عرسها الابيض كملاك ...فتح عينيه و هو ينظر اليها .. الي عينيها اللامعتين .. شفتيها المرتعشتين .. اجلسها برفق علي الكنبة .. و سحب كرسيا ليجلس امامها و هو يقول بهمس حازم " و الله العظيم .. و الله العظيم .. و الله العظيم .. ان اللي صار في المول كان بالغلط .. ظنيت البنيه ميرة اختي .. و ماهوب فلاح الحر اللي يسوي الدنيه" .. ارتعشت بعنف .. و عيناها تتعلقان بعينيه و حوار صامت يدور بينهما .. لا يدري كم بقي مسمرا في سحر حور عينيها .. حسنها الموجع .. لينتزع نفسه بانتفاضة خفيفة و هو يسمع همسها المغرد " اسفه " .. ابتسم نصف ابتسامة و هو ينهض من الكرسي و يتجه نحو الباب .. لتستوقفه انامل مرتعشة دست نفسها في كفه .. التفت ليجدها تقف بوجه يكاد ينفجر من احتقانه و هي تهمس بارتعاش " و ماهيب حصة بنت خويدم اللي تظلم و تستحي من الاعتذار .. اسفه .. و السموحه و اللي تباه بسويه لاني غلطانه"


تقديراً لما قالته .. انزل رأسه وقبّل اصابعها بـ دفء شديد .. وصمت محدقاً بها بنظرة سوداء تلمع حناناً ..

اكملت بدورها بوجه رغماً عنه تورد بالخجل من قبلته الرقيقة:..............