لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-15, 07:46 PM   المشاركة رقم: 241
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الشرق مشاهدة المشاركة
   تسلميلي انت الاروع وباين عليكي من اسلوبك وردك انك بنت اصل وما تخافي علي بعجبك ولعيونك بفهم كل كلمه بتكتبيها وبشكر هالمنتدى اللي عرفنا على هالوجوه الطيبه وبتوقع لقاء نااااااااااااااااااااار بين شمه وسلطان لحد ما تبان الحقيقه وهاد اللي بدنا اياه لتحلى الروايه ههههههههههه طولت عليكي بالكلام بانتظارك يا عسل





ما عليج زوود حبيبتي حنوونة .... منورتني .... دقايق وبينزل البارت الايديد ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 07-02-15, 08:02 PM   المشاركة رقم: 242
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي النصف الثاني من الجزء الثامن عشر

 





(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






النصـــــف الثانـــــي من الجــــزء الثــــامن عشــــر






أغلقت خط الهاتف عن ناعمة قبل ان تجلس بتململ ملؤه الخيبة .. خاب ظنها وهي التي كانت تأمل ان تفضفض عما يعتمل روحها القلقة منذ عدة ايام ..


حسناً يبدو انني اتصلت بها لأخرج مافي جوفي ولكن بدل هذا ادخلت في جوفها الضيق والاستياء ..

وما يدريني يالله ان عمها لم يخبرهم بأمر عقد القران ..!!



تأففت وهي تحك خدها .. وأخذت تفكر بالحديث الحاد الذي جرى بينها وبين والدها ليلة امس بسبب رفضها لـ "ذلك" ..

لم تكن ترغب بتاتاً بإغضابه ..!!

ولكنها فتاة كبيرة وواعية .. وتريد ن تشعر ان لرأيها مكانةً وان لاستقلاليتها معنى وقيمة ..!!

ليست صغيرة لتفقه ان الزواج مهم لكل فتاة .. ولكنها كبيرة كفاية لأن تفقه تماماً بمؤهلات الرجل الذي ستقترن به ..!!


وذلك الـ "فلاح" هو آخر رجل ممكن ان ترى فيه مؤهلاتها العالية ..!!

ولو انها لم ترى وتسمع بعيناها وأذنيها مدى وقاحته وصغر عقله لكانت قد أعطت لعقلها مجالاً للتفكير ..!!



ابتسمت بسخرية وبغض وهي تسترجع كلماته رسالته التي اتسمت بالتهديد والوعيد ..

وهمست بحاجب مرفوع: صدق انه ياهل .. يهدد بعد .. طير يا عمي ..!!



: حصووووووووه حصوووووووه



جفلت حصة بمكانها وهي تسمي بالرحمن جزعاً: بسم الله الرحمن الرحيم .. عنلاات بليسج يا ميرووووووه ..

جلست ميرة ووجهها لا يوحي بالخير ابداً: حصوووه لحقي ..
ياربي انا شو مخلني ابطل ثميه واقووووله ..

حصة بـ حاجبان معقودان: منو هووو ..!!

ميرة بـ توتر: سيف اخوج دق عليه وانا زل لسانيه وقلتله ان اكتبوا كتاب عموه شما .. جان يعصب ويبند الخط في ويهي ..

حصة بـ صدمة: في ذمتج ...!!!

ميرة بـ استياء: هيه والله هاللي صار .. شو يخصني انا عاده ..

حصة: وليش داق اصلا عليج ..؟!!

ميرة: قال انه من متى يحاول يدق على الرياييل وما يردون عليه .. عاده انا الياعده قلتله هيه مشغولين الحينه بيكتبون كتاب عمتك شما ..
(الياعده = انثى الخروف)

حصة بـ استهزاء مازح: سبحان الله نفس الذكاء اللي ياج يانيه .. حتى انا رمست نعوم وزل لسانيه وخبرتها .. وطبعا انصدمت لأنهم اصلا ما يعرفون بالسالفة ..

فتحت ميره عيناها على مصراعيهما بـ صدمة: لا تقولييييييين
( لا تقولين هنا يُقصَد بها الذهول/الاستغراب/الاستنكار)


حصة بابتسامة خفيفة: قلت وخلصت ..



.
.
.
.
.
.
.



ابتسم بـ تلاعب رجولي ما إن رآها تتعثر وتسقط ..


جميل جميل .. يبدو ان هناك تسلية بانتظاره ..!!!


اقترب منها بخطواتٍ بطيئة ماكرة حتى قال بنظرة بالغة الخبث: ربي يازاج من عالي سماه
(يازاج = جزاك)

وقفت موزة محاولةً ان لا تنخرط بالبكاء امام هذا المعتوه المتكبر .. وكان هو لا يرى سوى جسدها الصغير من الخلف وما قال جملته الأخيرة الا ليثير حنقها جزاء الألم الذي حل بذراعه بسببها ..


لم يشعر الا بـ حصاة صغيرة تُقذف وتأتي على جبهته ..


زمجر بـ غضب عاتي هذه المرة .. فـ هذه الفتاة يبدو انها أحبت التسلية معه بـ طرقها الشرسة ..!!
ويبدو انها استهانت به كثيراً ..!!

: يالبتانية احترمي عمرج لا اييج شي ما قد شفتيه قبل ..


احتد فم موزة بـ غيظ مكتوم وهي لأول مرة ترغب بشدة ان يكون لها لسان ناطق كي ترد على اهانته هذه بإهانة أكبر منها ..

ليس كلمة البتانية هي "الاهانة" .. بل المعنى المبطن المُحتقر لـ عيناها العسليتان هو ما اشعرها بالاهانة والحنق..!!!

تعودت منذ ان كانت صغيرة على سماع المزاحات الخفيفة على روحها من أهلها عندما ينادونها بـ "بنت البتان" أو "الباكستانية" لإختلاف لون عيناها الغريب ..

لم تغضب في يوم او تحزن لأنها تدرك كم ان هذه المزاحات بريئة ..

أما هذا المغرور .. فقد قالها باحتقار بالغ اشعل فيها روحها الخامدة "المتمردة" ..


من فرط غيظها الشديد التمع العسل في عيناها لتنبآن بـ سقوط وابل عظيم من الدموع ..



هنا .. تسمر ذياب تماماً بعد ان سقطت عيناه على وجه الفتاة ورآها بشكل ناصع الوضوح ..


تذكرها .. تذكرها اجل ...

هذه شقيقة عبيد ..
مــــوزه ...

لمحها مرات كثيرة عندما كانوا صغار .. كانت صغيرة لم تتعدى عامها العاشر ..

ذات بركة العسل .. بـ ذات نظرتها الماكرة اللعوب ..!!
هـــي ..



لانت حدة نظرته ما ان استوعب ان التي أمامه ..
تمتلك جينات "عبيــــــــــد" ...!!!



اشاح بوجهه بحدة وكفوف يديه غدت في حالة ارتعاش غير طبيعية ..

شعر ان الكون يدور به كـ دوران النجوم حول نجم الشمال ..

شعر أن النجوم حلت موطن رأسه وهو الذي يقف الآن تحت أشعة الشمس الدافئة ..!!!

خفقات قلبه في حالة هيجان تام ..


الآن عرف لمَ كانت تطرق نافذته بذلك الاصرار الغريب ..!!

كانت تظن بأنه أخاها حارب ..

فـ سيارته وسيارة الاخير متشابهتان .. باللون والارقام ..!!

الشي الوحيد المختلف بينهما هو آخر رقم من الرقم الثلاثي من السيارتين ..


حرص كثيراً على انتقاء ارقام متشابهة للوحتين ..... نعم ..... فـ هو من اهدى حارب لوحة سيارته كـ هدية بسيطة عربون محبة وصداقة ..

كان يرغب بشدة ان يقترب منه بعد ان ابتعد عن الجميع واعتزل بـ ذاته ..

كان يريد بـ هديته هذه ان يخبره انه هنا .. بجانبه .. وبقربه ..... وانه كـ عبيد .. اذا اعطاه فقط شرف التقرب منه كـ أخ ..!!

كان يريد ان يرى لمعان الفرحة بعيناه ..
فقط يرى اللمعان وليس غيره ..

في الحقيقة .. لقد عانى كثيراً في اقناع حارب ان يقبل الهدية .. في البداية لم يوافق ورفض .. ولكنه رضخ وقبل بها بعد ان حلف ذياب عليه وذكّره بأن عبيد ما كان ليرفض هديته لو اعطاه اياها ..!!!!



ابتسم بـ حنين صرف ما ان تذكر ذلك اليوم الذي اقتنع فيه حارب بـ قبول الهدية ..!!

كانت مهمة شاقة أخذت منه طاقة جبارة ..!!

عنيدٌ أنت يا حارب ..
عنيـــد ..!!


زفر بقوة بعد ان استوعب انه مازال واقفاً تحت الشمس .. استدار بخفة ليرى ما إذ مازالت الفتاة هنا ..

ثم ابتسمت عيناه وهو ينظر للفراغ المتجسد في مكانها ..!!

حسناً .. يبدو انها ذهبت ..


استدار لـ يرجع للمجلس .. الا انه رفع رأسه للسما وابتسم ابتسامة رجولية غامضة ..


"مــــــوزه" ..
يبدو انك كـ شقيقاك العتيدان ..
ستحوزين و"بقوة" على اهتمام الذئب وتفكيره ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



كانت تمشي ولا تعرف لأي مدى ممكن ان يصل بها سعادتها .. فهي منذ هذه اللحظة لن تشعر الا بالراحة والسكينة خاصةً بعد ان رأت بأم أعينها ابنتها وهي توقع على ورقة زواجها ..


أليس هذا ما كانت تتمناه طوال عمرها ..!!
أن ترى قطعة قلبها وقمر سماها تتزوج وتصبح في كنف زوجها وتحت حمايته ..!!



حمدت الله في قرارة نفسها بكل حنان ودعت بقلب صادق ان يتمم هذا الزواج بخير وتوفيق منه ...


رفعت هاتف المنزل بعد ان رن بقوة لتجيب بنبرة مبحوحة: ألووووو ..

: لطيييييييفه .. مبروكين يا ختيه ما دبرتوا .. والله ما صدقت بومحمد يوم خبرني .. بالبركه بالبركه
(مبروكين ما دبرتوا = تقال تهنئةً عند الخطبة او الزواج)

التمعت عينا ام سعيد بـ سعاده متفجرة واجابت: علني افداج موزاااانه .. الله يبارج فيج ياربي .. والفال لكل بناتنا ان شاء الله ..
عاده اسمحيلي الغاليه والله ما كنا ندري بالسالفة .. نحن كنا يلوس في الصالة وما وعينا الا بـ بطي حادر علينا شرا الشاهين .. وقال المليج خاري ويبا شما ..
(يلوس = جالسين)
الله يهداهم خذونا بشراع وميداف هههههههههههه
(خذونا بشراع ويداف = مقولة تعني انهم استعجلوا الامر علينا ولم يتنسى لنا العمل/التفكير بروية)

ام محمد: لا امييه لا مسموحين علني افداكم .. وتبين الصدق احسن يا ختيه .. زين ما سوى ولد ظاعن ... ربي يتمم لـ شما على خير ان شاء الله ..



.
.
.
.
.
.
.



بعد ان فرغ المجلس من الرجال ... توجه أبا سعيد لحجرته كي ينام قليلاً قبل ان تحين صلاة العصر .... لم يكن في الحقيقة يرغب بأن ينام قبل ان يرى ابنته ويبارك لها .. ولكنه يعلم تمام العلم ان ابنته الآن في حالة نفسية سيئة حتى لو انها في الحقيقة تستطيع ببراعة كتم ما فيها من انفعالات ..

يعرف ابنته كما يعرف ذاته .. فـ شما لم ولن ترضى أن يسيّرها أحد بمحض ارادته .. وان رضت بهذا فهناك امر يكمن خلف هذا الخضوع ..!!!

هو ليس بـ مغفل كي لا يدرك ان موافقة ابنته على سلطان سببه امر عظيم ..

سبب كان ورائه ابنه الداهية بطي .. ولكنه ولنقل "متغافل" .. واحسن بـ تغافله ...

فإذا كان بطي قد تمكن من فعل ما عجز هو عن فعله .. لم بحق الله يتدخل ويعترض ..!!

فلتجري الامور كما تشاء وليرى إلى اين ستصل ..!!!


في النهاية .. هذا لمصلحة ابنته ..
أليس كذلك ..؟!!


هتف بحزم بعد ان قطب حاجباه وهو يلمح ابنه احمد قريباً منه: احمد بتخبرك .. حرمتك عوشة وين ..؟؟
ما ريتها من كم يوم ..؟!!

زفر أحمد بـ عمق وقال بـ نبرة هادئة مبطنة بغضب/استياء مما يجري له: في بوظبي عند هلها .. بتيلس عندهم كم من يوم وبترد ان شاء الله ..

ابوسعيد بـ نظرة متفحصة/متوجسة: أحمد ابويه .. شي مستوي على حرمتك ..؟!

رد احمد بسرعة: لا لا ما بلاها شي .. هي بس متولهة على امها واختها ..

هتف أبا سعيد بصرامة: ابويه احمد حرمتك هب ياهل .. ما يوز تودر بيتها وعيالها وهم عندهم مدارس .. وامك تدريبها حرمة عوده ويبا من يشل ويحط عنها .. ما فيها شدة شرات اول عسب ترابع ورا العيال ولعوازهم ..
(مافيها شدة = ليس لديها قوة) (لعوازهم = ازعاجهم/امورهم الشخصية التي تجلب العبأ والجهد)


تلون وجه احمد من الحرج الشديد ... وقال معتذراً: ادري علنيه افداك والله .. السموحة منكم ..
خلاص ان شاء الله باجر هي رادة ..

انحنى برأسه ليقبل رأس اباه ثم اضاف: لا خليت منك ومن امايه يا تاج راسي ..


ابتسمت عينا ابوسعيد بحنان .. فهذا الـ أحمد يعجز القلب عن وصف لطافة روحه وسماحة نفسه ..

هتف بـ حزم دافئ: ربيه يرضى عليك دنيا وآخرة ..
يلا انا ساير ارقد .. نششوني حق الصلااااه ..
(نششوني = ايقظوني)


أحمد: ان شاء الله فديتك ..


اخرج انفاسه الغاضبة من أنفه وهو يفكر بطريقةٍ يحقق فيها ما تفوه به امام والده للتو ..!!

كيف يُرجَع عوشة الى العين غداً ..!!
كيف وهي الى الآن لا ترد على اتصالاته ولا على رسائله ..!!


وبعد ان دار في الصالة مفكراً بغير وعي منه ... قرر ان يذهب بعد صلاة العصر الى ابوظبي ويحدثها وجهاً لوجه ..!!

سيحدثها ويُفهِمها الأمر الذي جرى وستنصت إليه .. !!
حتى لو اضطر ان يذيقها صفعة أخرى ..!!



.
.
.
.
.
.
.



كانت ترتجف بشكل معدوم الارادة ..
لم تكن خائفة أو حتى جزعة .. انما هي فقط مرت للتو بموقف اثار فيها جميع انواع الانفعالات ..

غضب .. خيبة .. آسى .. قلة حيلة .. وقبلها .. شعور يتصاعد تدريجياً في روحها بأنها ولأول مرة تشعر بأنها ليست جميلة .. وان ملامحها التي "تفتن الناظرين بالعادة" ليست بالجذابة ابداً ...

شعور أنثوي غريب .. لم يتنسى لها الفرصة من قبل ان تدخل في طياته وتفهم مفاهيمه ..!!!


لا تعرف هل حقاً هي ليست جميلة ام مجرد احساس اعتراها لما قاله ذلك الرجل لها ..!!


زمت فمها بامتعاض وهي تسترجع كلماته ...
ذلك المتعجرف الوقح ...
ياله من مغرور .. ألأن الله لم يسلب منه نعمة النطق .. يحق له ان يسخر بلسانه على خِلقته عز وجل ..!!

ما أوقحه ..!!!
كيف كان عبيد يتحمل ثقل دمه ..!!!



زفرت بألم ما ان دخل شقيقها مسار تفكيرها المسترسل ..



ثم رفعت عيناها ما إن سمعت عمتها ام العنود تسألها بنبرة رقيقة: العسولة شو فيها ..؟!!

ابتسمت موزة بهدوء ثم اشرت بنعومة: ولا شي عموه .. افكر في شما فديتها ..
ما شاء الله كل شي صار وياها بسرعة ..

ام العنود بنظرة باسمة مبطنة بخبث غامض: هيه ما شاء الله .. ربي ايتمم الها على خير ..

موزة: اللهم آميييين ..

وأضافت ام العنود بـ حنان بالغ الدفء: والفال لج يا قلبي ..


طرق جانب من قلبها طرقة قوية .. ولأول مرة تشعر بالخجل العذري يغزو احمرار خديها الطبيعي .. فهي منذ ان سقطت صريعة البُكم لم تواجه موقفاً مماثلاً كهذا .. أي منذ اربع سنين تقريباً ..!!!

لم تكن لترغب بفعل اي شي يندرج تحت مسمى الواجبات الاجتماعية .. لم تحضر اي حفلة زواج او خطبة او حتى المناسبات الاجتماعية المتنوعة .. حرصت كثيراً ان تعتزل الجميع لأنها كانت مغموسة بحالة نفسية مزرية حد الوجع السرمدي ...

ولكن الآن .. تشعر بأن الأنثى التي بداخلها بدأت تطل بخجل من عتبات صدرها الصغير ..


الا ان سرعان ما ازاح "الانثى الصغيرة المطلة" شعور آخر مرير ..
شعور يقول لها بسخرية وازدراء انها بكماء ..
وان حياتها والذي تمر به قد اسقطها معطوبة بوابل جمري وسط صباها وربيع انوثتها ..... وان الذي سيفكر بالزواج بها .. لن يعيش الا مع حطام فتاة احتضرت على انقاض والدٍ مجرم .. وأم مقتولة .. وشقيق لحقهم بكل قلب أعمى الى القبر ..

لن يعيش "تعيس الحظ هذا" الا على انقاض فتاة توقفت ذكرياتها عند ذلك اليوم المترمد المعتم ..



أخذت قسم كبير من الهواء الثقيل وحاولت الابتسامة من غير غصة مرتجفة ثم ارسلتها بثغر مرتعش لـ عمتها الغالية ..



.
.
.
.
.
.
.



على درب العين – أبوظبي



قطب حاجباه باستغراب وهو يخرج يده من نافذته ويتناول كيس الماء والعصائر من ابنه ذياب الذي قرر التوقف عند محطة البترول للشراء .. ثم قال بـ قلق أبوي: الذيب بلاها يبهتك وارمة ..؟!!

وضع ذياب اصابعه السمراء بخفة على جبهته ثم ابتسم بخفوت "ذات مغزى" وقال: ههههههه شو نسوي الوالد اليوم نحن امره مدوخين .. وانا اييبليه بندول رضخت بعامود جدا موتريه ..
(رضخت = دعمت)


أبا ذياب بذات قلقه الحاني: يوم نرد البيت سِر دهن يبهتك بمرهم ولا شي ..

ذياب بابتسامة مطمئنة: خفيفه خفيفه يا بوذياب تطمن ..


دخل سيارته وهو يعطي عمه سلطان عصيره المفضل "الاناناس" ثم قال بمرح: مع انك قلتليه ما تبا شي لكن ما هان عليه والله ما اييبلك ويانا ..

ابتسم سلطان وهو يرمق ابن اخاه نظرة ساخرة لطيفة: يا حنوووون انته ..

غمز له ذياب برجولية شقية واجاب: شفت انت عاده .. يلا يوزوني انا بعد ..


ضحك الرجال الثلاثة على ظرافة ذياب ثم قال اباه: يلا انت عزّم وابد فاااالك طيب .. باجر انّقيلك الحرمة ونيوزك ..

هتف مصبح بعد ان شرب القليل من الماء: ههههههههههه الله ايعين اللي بتاخذك .. يبالها كورسات مكثفة كيف تتعامل مع مزاجيتك العالية ..

رفع ذياب حاجب واحد بسمة قصيرة تعلو ثغره .. ابتسامة خرجت ما ان تذكر "تلك العسلية الصغيرة" ..
ثم رد على زوج عمته مصبح: تحمد ربها وتشكره يوم ان ذياب بن هامل بياخذها ..

ضحك ابا ذياب ومصبح بمرح وهم يستمعون لكلمات ذياب المتغطرسة المازحة بينما اكتفى سلطان بشرب عصيره وابتسامة تلوح على شفتيه من احاديثهم ...


كان تفكيره في الحقيقة منحصر على سؤال واحد ..
سؤال مهم رغم تأخره ....
ما الذي جعل "تلك" توافق على الارتباط به .. وتقبل ان يعقد القران اليوم ...!!!
أليس الامر مريب ...!!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد ان حلّ الليل على الجميع



دخلت الى غرفتها وهي تضغط على الزر الذي سيحولها على رقم زوجها ..

لم تكن تريد الاتصال به .. خاصةً بعد ان علمت انه اتصل بـ ميرة الظهر ولم يتصل بها هي ..


من اين تتزود بهذه القساوة بحق الله يا هذا ..!!
ليتني اعرف بما اقترفته يداي لأعاقب ذاتي كما تعاقبها انت واشد ايضاً ..!!!

آآآآآآآآآه ..


سمعت صوته الخشن/الجليدي من خلف السماعة وهو يهتف: ألووووو ..

تنحنحت بثقل وهتفت بصوت مرتجف محاربةً دموعها كي لا تخونها وتسقط: هلا سيف .. شحالك ..؟!

أجاب بصوت جامد ساكن: بخير ربيه يعافيج ويسلمج .. انا بأحسن حال يا ام مايد .. انتو شحالكم شو مسويين ..؟!


ابتسمت العنود ابتسامة مستهزئة على الحال الذي وصل إليه كلاهما .. فبعد ان كان يهمس لها بأرق الكلمات وينعتها بأعذب الالقاب .. صار لا يحادثها الآن الا بكل رسمية يتقنها .. وكأنها إحدى الموظفين الذين يعملون تحته ..!!!

اجابت بـ هدوء خلفه اعاصير عاتية من انفعالات لا تنتهي: كلنا بخير وعافية الحمدلله ..

سيف: وشحال العروس ..؟!

التمعت مقلتا العنود لاارادياً من فرط سعادتها بزواج عمتها وهتفت "بروحٍ انتعشت للتو": فديت عموه شماااا ياربي .. اسميني يا سيف فرحت الها اليوووم وفرحتي ماعطيها لحد .. اللهم لك الحمد والشكر .. ما بغيت اشوفها عروووووس ..



ما إن سمعها تهدر بحماس يقطر نعومةً من فرط سعادتها حتى أغمض عيناه ببطئ وأخذ يتخيل هيئتها الآن ..

بشعرها الاسود الفاحم القصير .. بعيناها الناعستان المغلفتان بصف اهداب من الفتنة/الاغراء .. بفمها اللذيذ الممتلئ بلون وردة متفتحة ..
بكل ملامحها التي يحفظها عن ظهر قلب وروح عاشق ..



هتف بهمس أجش مثقل بسكرة لم يستطع كبح سيطرتها: انتي ليش جيه ..؟!!


اتسعت عينا العنود بـ دهشة ثم هتفت بتساؤل بريئ: شو ليش جيه ..!! ما فهمت ..


همس بذات مشاعره المُخدرة المثقلة: انتي ليش جيه عذا........


: بوماااااااااااايد .. بوماااااااااااايد .. إلحق إلحق الهاموره بتفلت من ايييييييدك ..


انتفض جسده بخفة وهو يخرج من اعصار فكري لذيذ كان من صنع "صوتها" .. ثم تنحنح بقوة وهو يُخرج ذاته ظلماً من سكرة لم تدم الا ثواني معدودة .... وهتف بخشونة لم يتعمدها: ام مايد برايج .. ردي السلام على الاهل كلهم .. مع السلامة ..


ما زالت العنود متسعة العينين ولم تفهم أي شيء مما قاله زوجها او فعله .. حتى انها لم تكن تسمعه بوضوح بسبب صوت البحر القريب منه ..

اجابته بـ استغراب: سلامن يبلغ ان شاء الله .. الله يحفظك ..


أغلقت خط الهاتف بعد ان ارتاح قلبها قليلاً ..

حسناً .. هي لم تشبع من صوته الرجولي الطاغي .. ولم تخرج شوقها المجنون له كما يليق لروحها هي .. ولكن على الاقل علمت انه بخير وبأحسن حال ..



.
.
.
.
.
.
.



جلس على ركبتيه أمام والدته وانزل رأسه أكثر ليقبل ركبتيها الاثنتين وقال بحزم قوي تخلله اعتذار رجولي صادق: واللي خلقج يالغناة انيه ما بغيت السالفة جيه تستوي بس اضطريت والله ..

رفعت ام هامل رأس ابنها بعد ان تنهدت تنهيدة مؤلمة ... وقالت: نش فديتك نش .. انا خلاص هب زعلانة .. لجني بغيت اعرف شو خلاك جيه تسوي .!!
يعني ما رمت تخبرنا اول عسب نفرح وياك ..؟!

وقف سلطان قليلاً ثم جلس بقرب والدته مبرراً بصوته الخشن الهادئ: ما رمت يا امايه صدقيني .. انتي الحينه هب المهم عندج اعرس .. هاذوه ها عرست وخذت بنت الناس ..

رمقته والدته نظرة غاضبة من تحت رموشها وقالت: يا فضيحتنا في العرب .. ثرك انت ومصبح مسويلهم علوم هناك ومربشينهم
(مربشينهم = جعلتموهم في حالة ارتباك وقلق)

ابتسم سلطان بخفة وهو يتذكر كيف انه ادخل مصبح في هذه المعمعة .. فـ مصبح هو من جلب الشيخ الذي عقد القران بطلب منه .. وكان يعرف بمخططه منذ البداية .. ولكنه لم يخبر أحد .. بطلبٍ منه أيضاً ..


هتف من بين ابتسامة شفتيه: لا تفتضحين ولا شياته .. ثرنا نحن شو مسوين يا ام هامل .. !!

هتفت بتساؤل ما إن رأته يقف: بتخبرك سلطان .. ومهر البنية شو صار عليه ..؟!

رتب غترته البيضاء بخفة قبل ان يهتف بنبرة حازمة واثقة: المهر وصل للعرب من البارحة ..
حطيته في حساب ابوها ..

ام هامل بتساؤل اختلط مع فضول الانثى فيها: وكم حطيت ...؟!

رفع سلطان حاجباً واحد بسخرية مرحة وقال: لا تحاتين ام هامل .. سلطان دومه مبيض ويهج بين الخلايج ..
(الخلايج = الخلائق)

لانت ملامح ام هامل لتتكرر سؤالها بإصرار باسم: كم انزين يا ولد ..؟!

ضحك بخفة قبل ان يستدير ليخرج: ههههههههههه اسميكن انتن يالحرمات فضوليات .. قلتلج انيه مبيض ويهج ..
ريحي فوادج واطمني ..


خرج من عندها قبل ان تتنهد تنهيدة اخرجت كل ما كان يعتمل صدرها من انفعالات ..
لن تكذب وتقول ان فعلة ابنها لم تجرحها وتجرح امومتها ومكانتها العظيمة في حياته .. ولكن في أقصى بقعة في قلبها هي فرحت للذي حدث وفرحت بشدة لأن ابنها الآن في عداد المتزوجين ..

لطالما كان هذا حلمها ولطالما كانت هذه اللحظة من اللحظات المقدسة في حياتها ..


قررت بينها وبين نفسها ان تجعل الامور تمر بسلاسة .. ففي النهاية هي تؤمن وبشدة ان ابنها ما كان ليفعل ما فعله لولا امر قوي اضطره لهذا ..

تعرف ابنها وتعرف حرصه الشديد على رضاها ..



وبعد دقائق .. كانت هي على خط الهاتف تحادث ام سعيد وتتبادل معها التهاني والتبريكات .. ولم تغلق الهاتف حتى وعدتها انها وبأقرب فرصة ستزورهم في العين بإذن الواحد الأحد ..



.
.
.
.
.
.
.



تشعر بإرهاق حقيقي ... فاليوم كان طويلاً وقد عملت كثيراً هي وباقي الفتيات في المنزل .. لذا قررت ان تصلي العشاء والوتر ثم تنام فوراً ..
وتظن بأنها أحسن فكرة كي يتسنى لها النهوض غداً مبكراً لمراجعة الامتحان الذي ستقدمه يوم الاحد ..


انتهت من فرضها ووترها ثم اندثرت تحت لحافها الدافئ ..

احتد فمها بقوة محاولةً السيطرة على رغبتها التي خرجت للتو ..

لا .. لن افعلها ابداً .. لن افعلها ..!!


حاولت كثيراً إلهاء نفسها بالاذكار وظلت على هذا الحال حتى فقدت الأمل نهائياً بالنوم ..

تأففت قبل ان تتذمر بصوت عالي عندما فُتح باب غرفتها لتدخل اختها حصة بخفة ..

قطبت حصة حاجبيها وهي تهتف بقلق: ميراني حبي بلاج ..؟!!

استقامت ميرة واسندت ظهرها على ظهر سريرها وهي تحك عيناها بنعاس: لا ما بلاني شي بس نودانه ابا ارقد ..
(نودانه = نعسانه)

اشعلت حصة نور الغرفة ثم جلست بقرب أختها: انزين ارقدي ..


لاحظت ان اختها الصغيرة تمسك بأبهامها الأيمن بقوة .. فهمت حصة مالذي يجري ببديهية سريعة .. وسألتها بنظرة ثاقبة: ما تقدرين ترقدين من سالفة صبعج ..؟؟

انزلت ميرة رأسها بـ خجل حقيقي/استياء/ضيق ثم هزت رأسها وهي تجيب بصوت مختنق: هيه .. تعبت حصوه والله .. كل ما اقول خلاص ما بمص ما بمص .. اشوف روحي لا ارادي محطيه صبعي في ثميه وامصه ..

امسكت حصة ابهام ميرة الذي كان منتفخاً جراء مص ميرة له منذ الصغر .. كانت حصة الوحيدة التي تعرف بعادة ميرة السرية ..

فـ لا احد من العائلة على علم بأن ميرة للآن لا تستطيع النوم الا وابهامها في فمها ..
حتى امها ..


حاولت على مر السنين التوقف عن هذا الفعل لكنها لم تستطع .. وحاولت كثيراً اخبار والدتها بالامر ولكنها شعرت بالحرج الشديد وآمنت ان هذه العادة ستزول ما ان تكبر قليلاً ..

ولكنها كبرت كفايه لتدرك انها لن تتمكن من التوقف من هذه العاده بسهولة كما كانت تتوقع ..!!!


حصة بحزم: قلتلج ميرة من اول .. هالشي يباله عزيمة وارادة قوية منج .. لازم تتحملين شوي لين ما ترومين تودرين هالعاده ..

حكت ميرة عيناها الحمراوان مرة أخرى لتقول بنبرة ناعسة مرهقة: ما مصيت اليوم عسب جيه بعدني ما رقدت ..


لانت ملامح حصة بـ حنان بالغ .. ثم دفعت ميرة برفق لتتمدد ... وقالت بعدها: خلاص ترييني دقايق .. بسير اصلي وابدل ثيابي عقب بيي ارقد معاج ..

همست ميرة بفم مزموم ظهر مع نبرتها المرهقة: هيه والله حصوص تسوين فيه خير ..

خرجت حصة من عند شقيقتها الصغرى .. وظلت الأخيرة تهز أصابعها بـ توتر وخوف ..


جفلت بخفة ما ان سمعت هاتفها يرن .. وما ان قرأت الرقم الغريب وسط الشاشة حتى قطبت حاجباها ..

كان آخر شيء ترغب به الآن هو الاجابة على مكالمات من ارقام مجهولة .. وضعت هاتفها على الوضع الصامت ثم عادت لتتمدد وتنتظر شقيقتها حصة لتنام معها ..



.
.
.
.
.
.
.



سقط منها كوب الماء وهي تسمع صراخ آتٍ من باحة المنزل ... استدارت لابنتها بجزع وصاحت: وابوووويه حنووون هذا حس اختج عوووشه ..

لبست حنان غطاء رأسها بجزع هي الاخرى ولحقت والدتها التي هرعت الى الخارج بسرعة ..


تسمرتا بجمود مرعب وهما تنظران من بعيد الى عوشة التي تصرخ بجنون تحت يدين رجل لم تعرفا هويته في هذا الظلام الدامس .. ولكنهما علمتا بهويته ما إن صرخ بغضب أقل ما يقال
بـ "الأســــــــود" ..!!

: يالـ... .. يـالـ.. .. في ذمتييييه ماا رييييييت شرااااااااااااات خياااااااااااااسج ..


امسك وجهها بقوة حديدية بيدٍ واحدة ثم قربها من وجهه المحمر بشكل قاني مرعب يقشعر لها الابدان ... واكمل صراخه الذي وصل لآخر بيت في المنطقة: يالحححححيـ...


ولفح وجهها المتورم بكف عاشر اسقطها الارض بعنف ... وألم عاصف حلّ بشراسة في كل انحاء جسدها ..


كان يقف وصدره العريض يتحرك للأعلى والاسفل بسرعة هستيرية .. وعيناه الحمراوان قد انتشر الدم خلالهما ما إن سمع منها الكلام الذي شطر قلبه شطرين بلا رحمة ورأفة ..

من فرط انفعاله المدمر وصدمة روحه اللامعقولة .... لم يتمالك نفسه .... لم يستطع غير وضع يده المنتفضة على باب سيارتها ... وشد قبضة يده الأخرى بجبروت قاسي ..


: عـوووووووووووشه .. عووووووووووووشه بنتيه ...


التفت للخلف بوجهٍ ماردي مظلم .... وصرخ بأقسى نبرة خرجت من آخر بقعة من حلقه الجاف: أقسم بالله اللي يقرب منهااا بزوااااااله ..


انحنى وسحب ذراعها بقوة لتنهض .. ثم جر شعرها دافعاً رأسها للخلف وزمجر بقسوة لا وصف لها .. قسوة شبيهة بـ الرعد الثائر: خبرررريني يالححححيـ...
كيف ومتى سويتي هااا كله ..!!!!


كرر سؤاله بصراخ أقسى من الحديد احست عوشة معه ان طبلتي اذنها قد انفجرتا .. وونين يسري على كامل جسدها ورأسها من الألم والوجع ..

قالت بارتجافة رعب حقيقي من بين دموعها الغزيرة: وووو .... وووالله ما سـ سـ سويت شـ شـ شي .. ووالله احمد والله ..



وبغضب أعتى من غضبه السابق دفعها بقوة لتسقط على الارض اليابسة وصرخ بعقل هارب: لا تحلفين بالله جذب يالوصخخخخخخه .. لا تحلفين بالله جذب .. انتي لو تعرفين الله وتخافينه ما سويتي اللي سويتيييييييييه ..

ثم اردف بذات غضبه العاتي وهو يدنو منها: يالخخخـ.... تتحرين محد بيعرف عن سوااااد ويهج .. لكن وووالله ثم وووالله ثم وووالله ماااا يسسسسدنيه الا نفااااااااادج يالـ.......



توقف عن صراخه ما ان باغته صراخ أبا حميد الذي رجع للتو من المسجد: احمــــــــــــد ..
شو تسوي وشو هالزعيق كله ..؟!!


نهضت عوشه وجسدها يهتز بالكامل وركضت اتجاه والدها واختبأت خلفه وبدأت تبكي بكاء عالي اوجع قلب والدها عليها .. فهو لا يتحمل ان يرى ابنته بهذه الحالة ..

حتى وان كان قد قسى عليها في الايام الفائتة .. ولكنها تضل عوشة ..
ابنته البكر .. اول فرحته واعذب هدية اتته من رب العالمين ..


امسك بابنته واحتضن كتفيها بخفة وهدر بقوة موجهاً كلامه لأحمد: بلاااااكم .. شو مستووووي خبروووني ..!!!

رمق احمد وجه أبا حميد بنظرات سوداء غير مفهومة ثم ارسل ذات نظراته للتي تختبئ خلفه ..

لم يرف له جفن .. وكأن الذي حدث ويحدث قد سلب الحياة من جفناه ..



اقترب ببطئ من الاثنان وقال بـ نبرة خلت من كل معالم الحياة وهو يقف بشموخ قامته الأبية:
بنتك طالق بالثلاث .. وتحرم عليه ليوم الله ياخذ امانته ..


وكقسوة كلماته .. تحرك بعيداً ليخرج وهو يسمع من ورائه صياح ام حميد وابا حميد وهو يغمغم بـ صدمة كاسحة: لا حول ولا قوة الا بالله .. استغفر الله العظيم واتوب إليه .. استغفر الله العظيم واتوب إليه ..







نهــــاية الجــــزء الثــــامن عشــــر

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 07-02-15, 08:06 PM   المشاركة رقم: 243
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء التاسع عشر

 




أتمنى من كل قلبي تقرون القصيدة في المقدمة .... لأنها رائعة فوق ما تتصورون ... ما قدرت احط ربعها او نصها لأنها جد ما تليق لها الا انها تكون كاملة .. اعتبرها من القصايد القريبة من قلبي وروحي ... ومؤثرة وايد وايد وايد .....


قراءة ممتعة حبايبي ...





الجــــزء التــــاسع عشــــر



،



ليس الغريب غريب الشام واليمن، إن الغريب غريب اللحد والكفن
إن الغريب له حق لغربته، على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهرنَّ غريبا حال غربته، الدهر ينهره بالذل والمحن
سفري بعيد وزادي لن يبلغني، وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها، الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني، وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم، ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً، على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت، يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها، وأقطع الدهر بالتذكير والحزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني، لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها، فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني
كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ، على الفراش وأيديهم تُقلبني
وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن، يبكي عليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني، ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها، من كل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها، وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ، نحو المغسل يأتيني يُغسلني
وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا، حرا أديبا عارفا فطِنِ
فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني، من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحا، وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني، غَسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفنِ
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها، وصار زادي حنوطي حين حنَّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا، على رحيلي بلا زاد يُبلغني
وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ، من الرجال وخلفي منْ يشيعني
وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا، خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها، ولا سجود لعل الله يرحمني
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني، وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا، وصفف اللبْن من فوقي وفارقني
وقال هُلواعليه الترب واغتنموا، حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا، أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني
وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت، من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم، قد هالني أمرهم جدا فأفزعني
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ، ما لي سواك إلهي منْ يُخلصني
فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي، فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَنِ
تقامم الأهل مالي بعدما انصرفوا، وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي، وحكَّمته على الأموال والسكن
وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها، وصار مالي لهم حلا بلا ثمنِ
فلا تغرنك الدنيا وزينتها، وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها، هل راح منها بغير الحنظ والكفن
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها، لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا نفس كفي عن العصيان، واكتسبي فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا، عسى تُجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما، وضأ البرق في شام وفي يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا، بالخير والعفو والإحسان والمنن



لـ زين العابدين علي بن الحسين



،



قبل ان ينتصف الليل بنصف ساعة



لم يكتف بإخراج كل انفعالاته العاتية التي كبحها بمهارة عالية الا عندما مارس السباحة في حوض منزله الكبير في الطابق الأرضي قرابة الساعتين ..


وقف امام مرآة غرفته الكبيرة المتأنقة بلمسات رجولية فخمة بحتة .. وفكر متسائلاً ....

لا يعرف لمَ فضل المبيت في منزله الخاص وهو الذي اعتاد كل نهاية اسبوع ان يبيت في بيت اخاه ..... ولكنها الحاجة لأن ينفرد مع ذاته بعيداً عن كل الناس ..


نشف شعر رأسه بمنشفة قصيرة ثم بدأ يمشطه ببطئ وباله شاردٌ كل الشرود ..


فـ ربع تفكيره انصب على مشاكل العمل والبلاد .. وربعه الثاني على حارب وما يجري معه في ذلك السجن اللعين .. وباقي الربعين على الذي حدث اليوم وما مر به من أمورٍ غيرت مجرى حياته ..!!


قطب حاجباه وهو يسمع رنين هاتفه العالي الخاص بالأهل والاصدقاء .. رفعه قبل ان يهتف بخشونة لم يتعمدها: مرحبا مليون الغالي ..

أتاه صوت عمه أبا حميد بطريقة انبأت عقله المتيقظ ان هناك أمر جلل قد حل: سـ سـ سلطان وينك انت ..؟!!

استدار سلطان وهو يقول بتوجس: انا في بيتي .. خير عميه شو مستوي ..؟؟!

وضع أبا حميد يده المرتجفة على جبهته وشعور قلة الحيلة انتشر بضراوة في صوته المبحوح: لا حول ولا قوة الا بالله .. والله ماعرف شو اقولك .. انا ما عنديه غيرك يفازعنيه يا ولديه ..
(يفازعنيه = يساعدني)


سلطان بنبرة صارمة قوية: افا يا بن سلطان شو هالرمسة .. خبرني شو مستووي ..؟!!

صمت أبا حميد قبل ان يقول بنبرة قلقة/مرتعبة: بنتيه عوشه يا سلطان ظهرت من البيت وماندريبها وين سايره .. عاده اتصلت عسب اتعرفلي هي وين ..

رفع سلطان كلتا حاجبيه باستغراب تام ثم قال بـ هدوء: ام زايد ظهرت وما تعرفون وينها ..؟!!
جيه وين ثرها بتسير في هالليل ..؟!! وريلها وينه عنها ..؟!!

مسد أبا حميد جبهته المتعرقة بارتباك/خوف حقيقي ثم اجاب ببحة لا تفارقه: السالفة طويلة يا سلطان .. الحينه نحن ما نعرف هي وين .. وانا مابا السالفة توصل لمراكز الشرطة .. ما نبا نفتضح يا بومييد ..
اعرفلي بارك الله فيك وينها هي ..

هز سلطان رأسه بـ ثقة قوية وقال: ولاااا يهمك الغالي اعتبرها عندك ان شاء الله .. بس عاده خبرني هي بشو سايره .. بموتر منوه ..؟!!

زفر أبا حميد زفرة مؤلمة وحال قلبه يدق دقات غير مريحة بتاتاً ... ثم قال بوجل: بموترها البي إم رقمها 55..



.
.
.
.
.
.
.



اقتربت منه بـ رشاقة تقطر أنوثة باذخة .. ثم توقفت على اصابع رجلاها وقبلت خده بـ رقة وقالت بنبرة هادئة: مبروك ما دبرتوا بوخويدم ..

انزلت جسدها قبل ان يمسك بكلتا ذراعيها بقوة لينة واجاب من بين نظراته السوداء المبطنة بـ شوق عارم مجنون: الله يبارج فيج وعقبال عيالنا ..

ابتسمت آمنة من طيب خاطر حتى انقشع نور غمازة ذقنها الفاتنة امام ناظريه وهتفت بـ نعومة: آمين ياربي ..


شعرت ان الهواء الثقيل ازداد ضغطاً على انفاسها ما ان احست بيداه تمسكان بها بقوة أكبر وتسحبانها الى صدره ..


تلعثمت وظهر ارتباكها الشديد امام حواس بطي المتيقظة "المشتعلة": آ آ آ بـ بطي بروح ارقد .. آنس جسميه متكسر وميهودة ..

اقترب منها حتى لامس انفه أنفها وتخالطت انفاسها الحارقة وسط الجو المتكهرب الحار ... ثم همس بنبرة خرجت كثقل الصخر وخشونة ملمسه: متوله عليج يالجاسية .. حسي فيه دخيلج ..


خفضت اهدابها التي غدت ثقيلة ولم تتحمل حملها أكثر واغمضت عيناها بـ خوف عارم .. خوف على مشاعرها الواقفة على حواف صخرة .. خوف على سيطرتها التي بدت تنفلت من براثين قلبها العاشق ..

خوف بأن الذي يفعله هذا البطي ليس سوى كلمات ليس لها قيمة في قاموسه غير انها وسيلة لاشباع رغباته الطبيعية ..


خائفة هي .. ليس وكأن الذي سمعته منذ ايام مر مرور الكرام على وجدانها وروحها ..!!
ليس وهي تدرك الآن تمام الادراك ان بطي على علاقة عاطفية مع غيرها ..!!
ليس وكأنها الآن تثق به كما كانت تثق به على الدوام في السابق ..

خائفة .. ومرتعبة من فكرة انها خالية اليدين من الحيلة والتصرف .. وجزعة لأنها لا تستطيع السيطرة على انوثتها في حضرة رجولته المُبهرة ..!!

تحبه .. لكنها مجروحة منه .. مجروحة وترغب بحرق يابس قلبه الخائن وأخضرار شبابه المتعالي ..!!


تنفست كل معاني التمسك والشجاعة وابعدت بيديها "المرتجفتين" صدره عن مدار جسدها "الذي تجزم بأنه سيخونها ان لم تحسم الامر" ..

ابتعد قليلاً وهو منزل الرأس ويتأمل كل تقاطيع وجه زوجته العذب .. ثم همس بعد ان حاول ان يسيطر على انفعاله المثقل بالتوق: ليش مبعدتنيه يا آمنة ..؟؟!
ليش ..؟!!
خبريني ..؟!!


ابتلعت آمنة غصة غدت كالحجر الصماء .. ثم هتفت بنبرة مقتضبة خلت من مشاعر الحياة: ما ابعدك بوخويدم .. بس تعبانه وابا ارقد .. من غبشه ونحن نشتغل في بيت ابوك ..
(غبشه = الفجر)

تحركت مبتعدةً عنه وهي تضع جانب شعرها وراء أذنها بارتجاف لم يسكن بتاتاً ..


تنهد بطي تنهيدة قوية اخرج معها كل ما يسري في تلابيب صدره من انفعالات غاضبة واستياء .. ثم التفت ليغير ثيابه وينام هو الآخر علّ النوم يمنعه من الانقضاض على تلك المجنونة ونيل عسلها كله رغم انفها المتكبر العنيد ..


بينما هو يشعر بتحركها المرتبك تحت اللحاف ... زفر زفرة غضب/شوق/هيام .. ولكنها زفرة ذكرته بأمر ما يجب عليه ان يخبره لهذه القاسية ..

استدار بكامل جسده الصلب واقترب من آمنة وهمس بـ هدوء: آمنة ... ابغي اقولج شي ..

التمعت عيناه عندما رآها تستدير بجسدها الرشيق له وتنظر إليه بعيناها العذبتين ..
همست بنبرة ناعمة/مرتبكة: آمرني بوخويدم ..

تنحنح بطي بخفوت ثم قال بخشونة خرجت مع هول شوقه الكبير لهذه التي تتمد بكل غنج فطري امامه: ما يامر عليج عدو فديتج ..
بغيت اقولج انيه بسافر سنغافورة عقب كم يوم ويمكن اتم هناك حول الشهر ولا شهر ونص ..


شهقت بـ صدمة لم تتمكن من كبحها مما جعل بطي يتصلب ويضع يده على ذراعها
باغتته آمنة بنبرة ارتجفت من الصدمة/الضيق/الارهاق العاطفي: شعنه .. شو عندك هناك ..!!!!

تلعثم بطي ما ان رآها بهذه الانفعال، فهو لم يتوقع سوى ردة فعل جليدية على غرار روحها التي تغيرت منذ عدة ايام بسبب يجهله .. لم يتوقع ان تنفعل وتستاء بهذا الشكل العلني: آ آ آمون حبيبي ساير اخلص معاملات الفرع الايديد هناك وهالشي يباله فترة يلين ما يخلص ..


تلعثمه الواضح زرع الشك في نفسها أكثر مما هو مزروع .. لم تكن تحتاج لعلامات أكثر لتدرك ان بطي "يكذب" وان سفرته تلك لم تكن سوى سفرة "لهو" .. أو ...
أو ..
او "شهر عسل" ..!!!!


اتسعت عيناها بـ وجع روحي متمكن واستدارت لتعطيه ظهرها بحدة .. وقالت بصوت مكتوم من بين دمعاتها المكبوتة/قوتها المتطايرة: تروح وترجع بالسلامة بوخويدم ..


تصلبت حواس بطي وهو يرى تبدل حال زوجته الغريب من النار الى الجليد .. فقد صبره بأن يتحمل مزاجيتها المتقلبة ..
فقد صبره بحق ..!!!!

تأفف بانفعال غاضب ثم استدار هو الآخر وأغمض عيناه ليجبر النوم على المجيء ..



.
.
.
.
.
.
.



دخلت الحمام بسرعة بعد ان حاولت كثيراً كتم ما فيها من ألم وصدمة من الذي مر امام ناظريها طيلة هذا المساء الطويل ..

تعلقت دموع الخوف والآسى على حال ما يجري لشقيقتها وحال والدتها التي تنتحب وتندب حظ ابنتها البائس .. ابنتها التي خرجت مثل المجنونة لمكان لا يعلمه أحد ..

استرجعت في ثانية ذلك الموقف في عقلها وتذكرت مشاعر الذهول والرعب عندما رأت زوج شقيقتها بحالة مرعبة اتسمت بالغضب الهستيري ...

كانت تلك المرة الأولى التي تراه وتسمعه بهذه الاشتعال .. هي حتى لم تسمعه من قبل يتحدث برنة يتخللها الحدة او الانفعال .. كان دائماً مثال التهذيب والاحترام بنظرها .....


كان في الحقيقة .. مثال الرجل الحنون والزوج المُحب .. وليت شقيقتها رأت الذي رأته هي قبل ان تُقلب حاله لأسوء حال يتصورها مرئ ..!!


غسلت وجهها الندي الأحمر بماء بارد ثم خرجت متمتمةً بداخلها ان يحفظ الله الجميع من كل سوء وشر .. ان يحفظ الله شقيقتها من جنونها الذي لا يخرج الا ومعه مصيبة مريعة ....



.
.
.
.
.
.
.



لوحتها التي اتسمت بمعاني العتمة والالوان السوداوية كانت تعكس بحق مزاجها السيء .. حاولت تنحية اي مشاعر تأثر على رسمتها .. ولكنه لم تستطع .. وضعت فرشاة الألوان على الطاولة الصغيرة وبدأت تتحرك حول غرفتها بشكل ليس له نهاية ..

توقفت قبل ان تتنهد رافعةً كل شعرها الطويل الفاحم للخلف .. وأخذت تذكر الله بـ خفوت علّ الضيق والحزن ينجليان بعد هذا ..

عرفت ان التحسر على ما جرى لن يفيد ..!!
وادركت الآن انها متزوجة وانتهى الأمر ..!!

رفعت جانب شفتيها بـ سخرية مريرة وهمست:
دارت الدنيا عليّه ورجعت لك يا سلطان .. رب العالمين كتب عليه اعيش منداسه تحت ريلك طول عمريه ..

زمت فمها بقسوة نمرودية خرجت مع كبرياء انوثتها المخدوش وتابعت: بس والله ثم والله .. ما بتحلم ادق شعرة من راسيه .. واتريه زين وشوف بنت خويدم شو بتسوي ..
(ادق = تلمس)



.
.
.
.
.
.
.



حمل جهازه المحمول ثم خرج من غرفته ونزل للطابق السفلي .. قرر بعد ان جافاه النوم ان ينزل ليتسلى بحاسوبه ويشاهد التلفاز .. كان يحاول ان لا يأخذ الامور بحجم أكبر من حجمها .. ولكنه لم يفلح ..

غاضب هو من ذاته ويعترف بهذا ..
يشعر انه اقحم نفسه بأمر لن يجلب له الا وجع الرأس ..!!

شعور داخلي انتابه ان الذي فعله خاطئ وليس من شيم الرجال .. ولكن شعور أكبر بداخله يقول له
"إنك يا فلاح مُهان .. ويجب استرداد قيمة الذي أُهين منك ..!!!"


لم يكن ابداً من الرجال الذين يهتمون بأدنى حرف يخرج من أفواه البشر .. حتى انه عُرِف بأنه أكثر الاشخاص عديمو المبالاة والاهتمام .. لهذا فقط لم يرَ الناس الا الجانب المتكبر من شخصيته ..

فلو انهم عرفوا ماهية تفكيره وشخصه المتسامح .. لنفوا عنه هذه الصفة بشكل قاطع ..

"حتى لو كان يمتلك في الحقيقة شرارات الغرور الطبيعية" ..!!


ولكن تلك الفتاة قد سلبت رأس التعقل في رأسه وحتى التسامح في قلبه ..!!

كيف لها ان تنعتنه بكل تلك النعوت "القاسية على رجولة اي الرجل" ويقعد ساكناً متجمداً ..!!!!


وضع جهازه بإهمال ينضح غضباً ما إن تذكر كلماتها القوية الوقحة ..

حسناً .. ليس وكأن وقاحتها تلك تنم عن غبائها ..!!
فهي لن تقبل به اذ لم ترغب بهذا ..!!

ومن طريقة كلامها يستطيع ان يستنتج مدى حديدية الطباع التي تمتلكها ..!!!


حك جانب حاجبه الايمن بخفة وأخذ يفكر بـ ردها الذي تأخر ..

ومن جانب آخر .. أخذ يفكر بحيلة تمكنه من النيل بها بشكل غير قابل للنقاش ..!!!

فإذا كان ردها هو الرفض "وهذا ما يتوقعه بنسبة 99.9%" .. فإنه سيضطر لفعل المستحيل لإنزال أنفها لأسفل التراب ..!!


فـ هــو فــلاح قبــل ان تكــون هــي حصـــــة ..!!



: فــلاح ..


رفع فلاح عيناه للذي يناديه بصوت خافت ثم اجاب بحزم دافئ: مرحبا بالعضيد .. قرب قرب ..

اقترب منه شقيقه نهيان بـ بنطاله الرمادي وتي شيرته الأبيض القطني وقال وعيناه تبتسم: ها الحبيب اشوفك سهران .. رب ما شر .. احيد هل السلك العسكري ما يقهرون السهر حتى في الويكند ..
(ما يقهرون = لا يحتملون)


ابتسمت عينا فلاح بالمقابل بسخرية وقال: جيه كل هل السلك العسكري دياي في نظرك ..!! ما يانيه رقاد وقلت في خاطريه انزل تحت احسن ..
انت وين كنت ..؟!!

جلس نهيان بقربه وقال بصوت خشن لم يتعمده: ماشي والله كنت اتريض شويه في النادي ..

رفع فلاح كلتا حاجبيه بذهول: حد يتريض تالي الليل ..؟!!

اعاد الابتسامة الى عيناه وأجاب ويهز رأسه: هيه انا ..


رمقه فلاح بنصف عين/تفحص .. ثم قال بنبرة هادئة: شو سالفتك ياخي .. علومك غريبة ..!!

رفع نهيان حاجبيه ببراءة متسائلاً: جيه بسم الله ..!! حرام الواحد يتريض في الليل ..؟!

هز فلاح كتفيه باستغراب وهتف: هب سالفة تريض في الليل .. لكن انت من زمان وحالتك هب طبيعية ..
تروم تخبرني شعنه جذبت وقلت للكل انك في سيشل وانت اصلا في اسبانيا ..؟!!
غير روحاتك الدايمة لأوروبا ..؟!!

وقف نهيان ليُخرج من جيبه سيجارة ثم قال بعد ان هز كتفيه بـ هدوء ثم قال: لانيه لو قلت حق يدك انيه في اسبانيا بيحلف عليه ما طيحها .. نسيت انه متعقد منها لان اخوه نايع اغتالوه هناك ..؟!



تذكر فلاح عمه رحمه الله برحمته الواسعة وقصة اغتياله .. فـ عمه نايع ذهب في احدى السنوات كممثل رسمي للدولة لإحدى المنتديات الثقافية العالمية في اسبانيا .. وهناك استهدفت جماعة ارهابية الموكب الرسمي ظانين ان رئيس الحكومة الاسبانية كان من ضمن الوفود في الموكب .. وللأسف نايع شقيق جدهم نهيان كان من تلقى الرصاصات بدل من المستهدف الحقيقي ..


عقد فلاح حاجبيه بعدم اقتناع وقال: خل نظهر الحوي .. ابويه لو شافك ادوخ هنيه بيحرج ..

هز نهيان رأسه وكأنه تذكر مسأله تدخينه ..... خرج الاثنان للخارج وجلسا في الجلسة العربية المركونة امام الباب الداخلي الكبير ..

أردف فلاح بأن قال بـ ذات نظرته المتفحصة المتوجسة: انزين سالفة عميه نايع استوالها دهر ما ظنتي يديه كان بيمانع تسير هناك ...

نفث نهيان دخان سيجارته بعمق وقال من بين لمعان عيناه السوداوان: بعده يديه محترق فواده من اللي صار وانا ما بغيت اضايجه واتعبه ..

واضاف بنظرة ساخرة مرحة: ولو على سفراتي لاوروبا .. فـ هذا شي طبيعي ياخي .. عزابي انا وما ورايه لا حرمة ولا بيت .. حشى يابوكم حاسدين الفقير على موتة اليمعة ..

ثم دفع كتف شقيقه بخفة قبل ان يضيف من تحت رموشه الماكرة: هب شراتك يا المستصيب ههههههههههههه

انتفض فلاح بـ انفعال وهدر: اشوووه مستصيب هاي بعد ..!!!

رص نهيان عيناه راغباً بإغاضته وقال: مستصيب وظاويين راسك اليابس بعد ..

عقد فلاح حاجباه وأردف بذات انفعاله: يهبون والله يظوون راسيه .. ثرك ما تعرفني يا ولد ابويه ..

ضحك نهيان ضحكة لم يستطع كبحها وهو الذي نادراً ما يرى فلاح منفلت الاعصاب غاضب .. واجاب بخبث باسم:
عيل شو تسمي خطبتك عند هل العين وبالاسم بعد ..!!

تنهد فلاح تنهيدة اخرج كل ما يعتمل صدره من انفعال وقال بـ نبرة هادئة قاطعة كي يتمكن من تغيير مجرى الموضوع:
ربك بعد ... مقسم الارزاق معطي النصيب ..

أضاف بنبرة سريعة حازمة: ما علينا .. انا جيمت بسير ارقد ..
(جيمت = شعرت بالنعاس)
بتم هنيه انت ..؟!


هز نهيان رأسه بـ "نعم" نافثاً دخاناً مرة أخرى ... ثم قال بـ نبرة خشنة ساكنة كسكون الليل المظلم تخللها خبث ساخر: تصبح على خير راعي العين ...


صرخ صرخة خافتة تخللها ضحك رجولي رنان ما إن احس بضربة أعلى ظهره ... ثم قال بوجهٍ تجعد من الألم: آخخخخ كسرت يامعتيه يالدب ..
(يامعتيه اي اليامعه، واليامعه هي منطقة أعلى الظهر)



.
.
.
.
.
.
.



ليس الغريب ان ينجذب لفتاة رآها صدفةً وسمع حكاويها الناعمة القصيرة .. بل الغريب انه للآن لا تفارق هذه الفتاة مخيلته ولا انجلى طيفها عن باله ..

يشعر بأنه غريب على ذاته ..
ما باله أصبح بهذه الصبيانية ..!!!
لمَ يشعر انه عاد عشرون سنة الى الوراء ...!!!

لمَ يشعر ان "تلك" ماهي الا المرأة التي لطالما آمن انها ستأتي لتكمله ..!!!
انها المرأة التي ستأتي وتكمل نصف روحه في هذه الدنيا بأن يغدق عليها الحنان الناضح في جوفه ..!!

فهو من اول نظرة لـ عيناها .. ايقن انها تجوع احتياجاً .. وتتعطش الحنان الميت بداخل روحها الصغيرة ..
من اول نظرة شعر بأنها المرأة التي ستأتي لتضفي بأناملها العذبة اللون والطعم والرائحة العبقة لحياته القاحلة ..

حيــاته القــاحلة أجـــل ..!!!

حتى انه وليصدق القول .. لن يقول ابداً ان حياته مع طليقته وام اطفاله كانت بروعة الجنة وجمال خضرتها ..
ابداً ...!!!

كانت كالجحيم المستعر ..
طلقها بعد ان غرست كل عقد الدنيا في روحه ..

أولاً بجشعها .. ثانيا بجشعها .. وثالثاً أيضا بجشعها ..!!!

كانت امرأة متطلبة حد المرض .. وليس هذا وكأنه بخل معها في يوم ..!!

ولكنها متطلبة وجشعة حد انها كانت كل اسبوعين تشتري حقيبة تصل قيمتها لـ 15 ألف ريال واكثر ..

غير طلباتها الكثيرة في المناسبات التي كانت شبه يومية وفي الاعياد ..
يكاد يقسم ان الفستان الذي تلبسه لم تكرر لبسه مرة أخرى .. وهذا ينطبق على الأحذية "اعزكم الله" ..

وهو بالرغم من كرمه واغداقه بالمال والمجوهرات عليها .. كانت على الدوام مكفهرة الوجه ونزقة الطباع ..
لم تكن حتى تشكره او ترمقه بنظرات طيبة ممتنة ..

كانت بحق غريبة الأطوار وجشعة .. وهو لم يتحمل هذا بتاتاً .. !!
فهو رجل .. حتى انه رجل صبور وصبر عليها كثيراً ..

وكثيراً ما جلس معها وحاول التفاهم بالنصيحة والكلمة الطيبة .. ولكنها كانت تنهي النقاش بغضب وامتعاض .. وتذكره دائماً انه زوجها ومرغم ان يصرف عليها ويوفر لها الحياة الكريمة ..

كانت تنهي النقاشات بهذه المبررات .. بمبررات مادية .. وتنسى المحور الرئيسي للنقاش .. الا وهو ..
"ان عائلتها لها حقوق عليها ولا تأخذها منها .. حقوقاً كزوجة وأم" ..!!

لهذا فقط تعب .. وفقد الأمل بأن تصطلح .. وطلقها بعد سنين في المحاكم ..

وكان بحق طلاقاً مربحاً لها ..!!!!
مربحاً لدرجة ان جشعها قد زاد سمناً ويطالب الآن بالمزيد ..

يبدو ان تلك المرأة لن ترتاح حتى تنفجر معدتها الممتلئة بالمال ..!!



زفر بقوة محاولاً ان يزيل ما يعتمل روحه من انفعال .. فهو رجل كبير وطبيب له مكانته المرموقة .. ويجب ان لا ينسى هذا ..!!

يجــب ان لا ينســى انــه الدكتــور ناصــر ..!!
ويجب ان لا ينسى أيضاً ان بعد غد سيعود لبلاده قطر ..
وان القصة الجميلة القصيرة ستنتهي عند هذا الحد وكفى ..!!!


أجــل ..!!
عند هذا الحد ستتوقف يا رجل عن التفكير بتلك الصغيرة ....
فـ انت تحمل على عاتقك ما يكفي من مسؤوليات ومشاكل لا تنتهي ..
وآخر شيئاً ترغب به هو الالتزام بدقات قلب لن تنتهي موجاتها بسهولة ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



كان في السيارة يمشي في الشوارع القريبة من منزل عمه .. لم يبتعد عن هذا النطاق لأنه يظن ان ابنة عمه لن تقدر على الابتعاد وهي التي عُرفت بخوفها الشديد من الظلمة والاماكن المعتمة ..

أخذ يتذمر بينه وبين نفسه على تصرفات تلك المرأة غير المسؤولة والتي لا تنتهي ..
يبدو ان حتى الزواج لم يعقلها ..!!!


تأفف بشدة قبل ان يسمع رنين رسالة قادمة من رقم مجهول .. فتح الرسالة وقرأ مافيها ببطئ ..

ابتلع ريقه القاحل نتيجة صدمته الصاعقة بما يقرأه ..

أعاد قراءة الرسالة بعينان قاسيتان:
"الظاهر انت ماتوب يا ولد ظاعن .. المفروض تفهم وتعرف ان بنت خويدم ما ردتك من سنين الا لأنها تبا تتستر على سواياها .. انصحك نصيحة لويه الله .. لا اطيح في الغلطة مرتين .. ترى بضاعتك خربانه"


اتسعت عيناه السوداوان بـ صاعقة صدمته جعلت دقة من دقات قلبه تهرب وسط مسار منفعل غريب .. اعاد قراءة الرسالة مرة ثالثة بعقل مشوش وعينان تغيما بالحيرة الفظيعة ..


رفع عيناه للشارع بينما ترددت كلماته الرسالة في عقله الذي يحاول بشدة فهم جمر معانيه المبطنة ..


هز رأسه محاولاً تنحية كل امر يلهيه عن بحثه بإبنة عمه التي خرجت في هذا الليل لمكان لا يعلم غير الله ..


زفر بقوة انفاسه الثقيلة ثم أكمل بحثه حتى مرت عشرة دقائق ..



انزل عيناه لهاتفه عندما خرج الاسم الذي اعتلى شاشته بشكل مباغت .. اجاب بصرامة جليدية: هلا راشد .. عرفتلي وين الموتر ولا بعدك ..؟!!

هتف راشد بنبرة منفعلة آتية من بعيد وضوضاء الشارع وصخب السيارات والناس العالي الشديد يحجبان صوته ليصل مسامع سلطان بوضوح:
سيدي لقيت الموتر ..

وتلعثم بـ توتر حقيقي: بـ بـ بسسس ماعرف شو اقولك .. انت وينك الحين سيدي ..؟!!


خفض سلطان من سرعته ما إن لمح السيارات امامه تخفض سرعتها وازدحام مروري مفاجئ حل في الجسر الذي يقف عليه: شو مستوي يا راشد ..!!! ...... انا الحينه على جسر مصفح ..

ابتلع راشد ريقه ثم قال بـ ذات توتره: سيدي انت جريب مني .. الموتر اللي عطيتني رقمه انجلب ولو ما لحقوا عليه يمكن المكينة تنفجر ..

صرخ سلطان بـ صدمة وهو يحاول الخروج من الازدحام عن طريق أخذ خط السير الخاص بالطوارئ: اشووووه ...؟!!!!
انت متأكد رااااشد ..!!! لا يكون مخربط ..!!!!

راشد بانفعال حقيقي: لا سيدي مب مخربط .. هو الموتر بعينه .. انا قاعد احاول الحينه اظهر من بين المواتر لانيه ماخذ خط اليسار والموتر المنجلب على خط اليمين ..
ابا اوصل لراعيه يمكن اروم اظهره قبل لا يحترق ..

زمجر سلطان بنبرة مسيطرة مباشرة سريعة: لا لا خلك .. انا على الخط اليمين واجرب للموتر .. اتصل انت بسرعة بالشرطة والاسعاف ..


اقفل هاتفه داعياً بقرارة نفسه ان يحفظ الله ابنة عمه من كل سوء .. فقط من أجل زوجها واطفالها وعائلتها ..


واجه صعوبة في الوصول للسيارة وسط الازدحام .. خاصةً وان اليوم الجمعة .. وأغلب الناس في الخارج ليلاً ...


اخرجت سيارته الفارهة هديراً عالياً ما ان توقف بقوة قرب سيارة ابنة عمه المنقلبة ..... وسرعان ما خرج وهو يزاحم الرجال المتجمهرين امام السيارة ليصل إليها قبل ان يفوت الأوان ...


تصلب كامل جسده الطويل ما إن رآى الدم القاني المنبثق من تحت السيارة التي تجعدت كما يتجعد الورق بين يدي الطفل جراء الانقلاب القوي .. ومن غير احساس بدأ يهدر بصوت عال جزع: اعوذ بالله .. اعوذ بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله ..


سمع أحدهم وهو يقول بانفعال: حد يتصل بالاسعاف يا جماعة الخييييييير ..

سمع آخر يهتف بـ جزع: لا اله الا الله .. مستحيل اللي داخل يكون حي مستحيييييل ..



لم يكن يشعر بما حوله .. فـ عقله الحالي متيبس كما تيبس اغصان الغاف .. يحاول التفكير بطريقة يخرج المرأة من انقاض السيارة قبل ان تنفجر ..

فالذي قاله راشد صحيح .. فهو بعد ان شم رائحة البترول وشعر بحرارة السيارة الشديدة .. استنتج على الفور ان السيارة ستنفجر في اي وقت قريب ..



سمع صوت رجل يُبعِد الناس بصرامة ويحثهم على المضي وراء اشغالهم .. فالمكوث هنا لن يجدي نفعاً ولن يجلب الا مزيداً من التوتر والازدحام المروري ..



استدار بعد ان عرف صاحب الصوت ثم هتف بذات هديره المنفعل القاسي: راشد تعال عاوني ..


أتاه راشد بسرعة مشمراً عن ساعديه بينما نزع سلطان عقاله قبل ان يمسك غترته ويلفها بقوة على يديه كي يجنّب نفسه حرارة معدن السيارة العالية ويتمكن من رفع الحديدة التي كانت جزءاً من النافذة المحطمة ..



.
.
.
.
.
.
.



كانت تبكي بحرقة .. وكأن قلبها على يقين ان ابنتها في سوء عظيم .. تشعر ان الكون كله قد شفط الهواء من صدرها ..

لم تستطع تمالك الشعور المميت الذي يتملكها .. سقطت بين يدي ابنتها التي صرخت بـ صدمة ووجع: امااااااااااااايه .. امااااااااااايه بلاااااااااج ..


أخذت تبكي هي الأخرى بـ جزع أليم .. تشعر هي ايضاً ان هناك سوء قد احل بـ شقيقتها ولكنها آثرت الصمت كي لا تُزيد حالة والدتها سوءاً .. يكفي ان والدها قد خرج من المنزل ولم يعد للآن ..


مسحت دموعها المتساقطة بيدين مرتجفتين ثم هرعت الى غرفة والديها كي تجلب عطر ذو رائحة نفاثة ..

وبعد محاولات عديدة من اشتمام العطر وبعد ان مسحت حنان وجهها بالماء البارد .. فتحت عيناها بوجه شديد الاصفرار وانين يقطع اوتار القلب يخرج من حنجرتها مرددةً اسم ابنتها بـ نبرة ميتة مختنقة ..


استطاعت حنان ابتلاع ريقها الجاف بصعوبة ثم مسدت كتف والدتها وهي تطمئنها بصوت حاني مرتجف: امايه علنيه افداج .. بإذن الله عوشة ما عليها شر .. بترد الحينه وين ثرها بتسير ..!!!
انتي هدي وريحي شويه .. ما عليها شر ان شاء الله .. ما عليها شررر ...


اخذت تردد كلمة "ماعليها شر" محاولةً ان تصدق ما يتفوه به لسانها .. وبدأت تدعو بـ قلب صادق لا حول له ولا قوة:
اللهم احفظها بحفظك الذي لا يرام واحرسها بعينك التي لا تنام .. اللهم من أراد بها سوء فرد كيده في نحره .. اللهم اشغله بنفسه .. اللهم اشغله بنفسه .. اللهم اشغله بنفسه ..



.
.
.
.
.
.
.



اوقف سيارته بقوة ما ان اصبح امام باب المنزل في العين، ثم أغمض عيناه الجمرية من أثر الغضب الفتاك متمتماً باقسى انواع اللعنات والشتائم .. وأخذ يتذكر بأسنان متراصة وفك مرتجف ما سمعه .. ويا ليته لم يسمع ..
يا ليته لم يسمع ويعرف حقيقة تلك الأفعى التي سميت في يوم بـ "زوجته" ..



.
.



قبل سويعات قليلة



دخل من باب المنزل الحديدي الكبير متوجهاً لمجلس الرجال الخارجي .. لم يكن يعرف بأن احداً في الباحة حتى سمع زمجرة أنثى غاضبة آتية من مكان موقف السيارات ..


عقد حاجباه بتساؤل واقترب لاارادياً من مصدر الصوت .. وهو لم يكن ليقترب لولا انه ميّز بقوة صوت زوجته عوشة ..


توقف بشكل مباغت بينما هي أخذت تهدر بغضب باكي هستيري في هاتفها .. كانت تجلس نصف جلسة في سيارتها بينما ظلت ساقها اليسرى في الخارج .. استطاع سماع صوتها الغاضب بوضوح لأن باب السيارة مفتوح ..

: ريموووه انتي شو تقولين ياااخي شو تقولييين .. انتي ما تعرفييين شي ..


بكت بشكل متقطع مجنون من بين كلماتها الهستيرية وأكملت: طول عمريه احاااول ابعده عنه هاذيج الـ.... .. طول عمريه وانا اقول سلطااان لي .. سلطااان حبيبي انا .. سلطاان ما بيكون لغيريه انااااا ..


ضربت بقبضة يدها بقوة فخذها ... وأكملت بصراخ لم تتمالكه: القااسي ما خاف الله في قلبيه .. يوم رمت ابعده عن شموه الياهل من سنين وخليتها تهينه وسط ميالسهم اختفى موليه وسافر وما فكر في يوم في الحيواااانه اللي ترقب نظرة من عينه .. ما فكر فيه وانا الي اعشق ترابه وماطاااااه ..
مافكر فيه ريموووه ابد .. كل قلبه وروحه عند هاييج الـ ....
اكرهها ريمووووه اكرههاااااااا ..

واكره اخوها الـ .... مادانيه ولا اداني طاريييييييه .. انا ماعرف كيف في يوم تخبلت ورضيت آخذذذذذه ..


أخذت تشهق ببكاء مرتجف بينما كانت صديقتها تهدأ انفعالها المفتقر للعقل بكلمات قصيرة ..

: تسأليني ليش خذذذته ..؟!! جيه انا كان عنديه حل غير انيه اعرس وافتك من حشرة امااااايه ..!!!
هذاك الززفت سافر يوم صارت السالفة ولا طاح الدار الا عقب كم سنة .. كنتي تبينيه اترياه يلين ما يرد حضرته وعقب اترياه مرة ثانية لين ما يفكر الشيخ يرحم حااااليه وياخذنيه ..!!!!
ما كان فإيديه حيلة .. لو كان عنديه أمل واحد بالميه انه يفكر فيه كـ حرمة وحبيبة والله ما خذت احمدوه ولا فكرت اودر بوظبي واسير العين ..


وأردفت بذات صراخها المجنون: ولا كنت بفكرررر اييب عيال منه .. زيووود وسعووود غلطة والحمدلله رمت اعق اللي عقبهم قبل لحددد يعررررف ..



استمرت بالحديث مع صديقتها واخراج كل اعاصيرها الداخلية غير مدركة بالشخص الذي سمع كل حرف خرج من فاهها ..

لم تدرك حتى شعرت بقبضة يد عنيفة تمسك بشعرها من فوق حجابها وتجرها لخارج السيارة بقسوة نمرودية صرفة ..



.
.



انزل رأسه شاعراً برغبة شديدة بالتقيؤ ...... ثم رفع بحدة ذقنه وهو يأخذ نفساً كبيراً لم يزده الا اختناقاً/لوعةً .....

وبنظرة تحولت للضباب التام .... ضرب بكل قوة اعتمل روحه المنصهرة مقود السيارة وزمجر بنبرة مجروحة مثقلة بالوجع الصادم بحرقة القلب:
لييييييييييييييش .. ليييييييييييييش تسووين فيه جييييه ليييييييييييييش ..!!!!!
حبييتج من كل قلبيه .. والله حبيييييييتج وووووالله .. ليش جيييييه سويتي لييييييييييييش ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



وصلت طرقات قلبه لأعلى قمة في دماغه .... عيناه الصقرية تحولتا لشيء يصعب تفسير ماهيته وهو يرى امامه جسد ابنة عمه الذي استطاع اخراجه من تحت السيارة ... ولكن "متحطماً" ..


جالت نظراته على الزبد الخارج من فمها بينما انفاسها الثقيلة المتقطعة تخرج بصعوبة عبر أنفها .. عيناها اللتان كانتا كـ ماستان تتألقان قوةً وحياةً غدتا كزرقة البحر الميت .. وجهها الفاتن أصبح مرادفاً للون هذا الليل المشؤوم ..


امسك جبهته بقوة وتمتم بـ صوت ثقيل أثقله عظمة هذا المشهد المؤلم: لا إله الا الله .. لا إله الا الله ..


وبحركة سريعة متيقظة خرجت مع تجربة سنين طويلة في مجال الأمن وفي مجال لعبة الموت والحياة .... جثى على ركبتيه وقرب فمه من أذنيها وبدأ يلقنها الشهادتين .. فهو ليس بـ جاهل كي لا يدرك انها الآن "تحتضر":
عوووشة عوووشة .. قولي ورايه .. اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ..
تشهدي عووشة تشهدي ..
قولي اشهد ان لااااااا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله .. عليها احيى وعليها امووووت ..


شهقت عوشة بقوة من بين زبد فمها ورمقت بعينان ثقيلتان غائمتان وجه سلطان القريب .. لسانها الثقيل انبأه انها ترغب بالتفوه بأمر يجول في خاطرها .. لم يدعها تتفوه بشيء غير الشهادة ..
فهي الآن بين يدي الله عز وجل ..

وبصوت جبار قاسي ثابت أخذ يكرر تلقينها: يا ام زااااااايد تشهدي .. قولي اشهد ان لاااا إله الا الله واشهد ان محمد رسووول الله ..


لمح لسانها الغارق بالدماء يتحرك .. اقترب منها أكثر حتى يسمع ما تريد قوله ..


عوشة بلسان ثقيل/ميت/خالٍ من الاحساس: سـ سـ سـ سلطـ طـ طـ طـاان ن .. أ أ أ حبـ بـ بـ ك ك ..
أ أ أ حبـ بـ بـك ك ... سـ سـ سـ سلطـ طـاان ن .. أ أ أ حبـ بـ بـ ك ك ..
أنـ نـ ت ..... لـ لـ للي .. أنـ نت ..... لـ للي ...... سـ سـ سلطـ طاانن ..


ارتجفت يداه القويتين ومعه فكه من هول الموقف .. صدمة كاسحة تلك التي تلقاها ما إن سمعها تتفوه باسمه بدل ان تذكر الله في هذه اللحظة المهيبة ..


هدر بانفعال أعتى وأشد صرامةً وهو يكرر تلقينها الشهادتين: اذكري الله يا عووووووشة .. قولي وراااايه ..... اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله .. اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله عليها احيى وعليها امووووت ..
تشهدي يا بنت الناااااااااس انتي بين ايد رب العالمييييين ..


شهقت شهقة قوية وصدرها يعلو ويهبط بجنون وكررت بلسان ثقيل كالصخر: أ أ أ أنـ انت لـ لـ للي .....
سـ سـ سـ سلطاااانن ...... لـ لـ لـ للي ..
لـ لـ للي ..



وفجأة ..... شخصت عيناها الحادتان حتى كادتا تخرجان من محجريهما .... وتغرغرت تغريرة ليس لها حيلة ...
ثم شهقت شهقةً أخيرة انتفض معها كامل جسدها المُحطّم ..

وخارت كل قواها واعضاءها ..
وسكنت تماماً ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



قبل بزوغ شمس الصباح بدقائق



بعد مرور ساعتين تقريباً على مرورهم منفذ البطحاء في السعودية .... توقفت السيارة في إحدى المحطات لتعبئة الوقود وقضاء حاجياتهم من زاد وشراب وحمام "اعزكم الله" ..
كانوا قد قرروا مسبقاً ان يتبادلوا القيادة ما إن يشعر أحدهم بالتعب .. حتى سيف ذاته اصر اصراراً شديداً ان يقود بعد ان ينتهوا من المحطة بدلاً من صديقه محمد "أبا شامس" ..


دخل الجميع سياراتهم .. سيف ومحمد في سيارة محمد .. بينما باقي الاصدقاء في سيارة أخرى ..

طلب من صديقه الدخول للسيارة حتى يجيب على هاتفه الذي رن ..



وبعد مرور بضع دقائق ..



استند سيف على السيارة مغمغماً بـ صدمة شديدة: لا حول ولا قوة الا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..


لمح صديقه وجه سيف الذي انقلب بشكل مريب .. نزل من سيارته ليسأله عما يحصل معه ..


هز رأس سيف رأسه وقال بنبرة خشنة حزينة: إنا لله وإنا إليه راجعون .. هذا اخويه بطي متصل .. يقول حرمة عميه أحمد توفت البارحه في حادث ..

محمد بنبرة عالية قوية: إنا لله وإنا إليه راجعووون .. شقاااااااااايل ..؟!!

هز سيف كتفيه بعدم معرفة: ماااعرف .. يقول انجلب موترها على جسر مصفح ..

هز صديقه رأسه هاتفاً بتأثر حقيقي: لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة ..

تنهد سيف بضيق خانق ورد: اللهم آمين ..


أردف ما ان شعر ان اصدقائهم قد انتظروهم كثيراً .. قرر ان يعلمهم بالخبر وان يرجعوا في الحال للإمارات ..



وبعد مرور دقائق أخرى ..



كان هو يقود سيارة صديقه محمد بدل عنه .. ومن خلفه اصدقائهم في السيارة الأخرى والذي تخطاهم نحو 15 كيلومتر..

حالته النفسية قد زادت سوءاً عندما تلقى الخبر ..


يالله .. كيف حدث هذا ..؟!!
لا حول ولا قوة الا بالله ..

فليكن الله في عونك يا عمي .. فليكن الله في عونك ويرزقك الصبر والسلوان ..



استدار الى صديقه ورآى بأنه قد غفا .. خفض من صوت الراديو كي يتسنى للمسكين النوم براحة وهدوء واستمر هو بالقيادة بصمت تام ..


لم يكن مدركاً انه يقود بسرعة تعدت الـ 220 .. وانه يضع على دواسة البترول كل مشاعره السلبية وضيقه المتزايد منذ ايام في روحه ..

لم يكن مدركاً لشيء ابداً حتى خرجت فجأة امام ناظريه شاحنة كبيرة آتيةً باتجاهه ..

ولم يستوعب انه يقود في شارع ذو اتجاهين متعاكسين الا بعد فوات الأوان ..








نهـــاية الجــــزء التــــــاسع عشــــــــر

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 07-02-15, 10:20 PM   المشاركة رقم: 244
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 217363
المشاركات: 93
الجنس أنثى
معدل التقييم: shegidy عضو على طريق الابداعshegidy عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
shegidy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

عوشة الشريرة راحت الله يرحمها بعد ماخربت مالطة، امنة لي متواجهة زوجهة وكمان العنود البيخلي اي شيء في قلب هو البيضرر
ذياب وقع في بركة العسل ومحدش سمى علية وموز اعطته في نص راسة علامة
سيف اللة يستر عليها ،جهدك مقدر لولى المبدعة

shegidy

 
 

 

عرض البوم صور shegidy   رد مع اقتباس
قديم 08-02-15, 01:33 AM   المشاركة رقم: 245
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256595
المشاركات: 182
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 326

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم مروان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

فصل متعدد الاحداث ,عوشه اللهم انا نسألك حسن الخاتمه,حارب ماله اثر وينه ,مين اللي ارسل لسلطان الرساله؟ذياب غرق في بركة العسل هنياله ,سيف لمن وصفزوجته تذكرت سهير القيسي ينطبق عليها الوصف ههههههههههه كل الشكر والتقدير لك غاليتي ع الابداع

 
 

 

عرض البوم صور أم مروان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 04:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية