لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-15, 08:04 PM   المشاركة رقم: 211
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء السابع عشر

 





مسا الغلا والسعاده على اليميع ...


اليوم بحط بارت .... ونص بارت :)

البارت الـ 17 والنصف الاول من البارت الـ 18 ...

كنت بضيف الـ 18 مع الـ 17 واخليهم جزء واحد بس حسيت ان تقسيم الاجزاء عندي بيخترب .. فـ ما حبيت اعقد السالفة ...

بضيف النص الاول من الـ 18 اليوم ... ويوم السبت ان شاء الله بيكون النص الثاني + "البارت الـ 19" ...

مع العلم ان البارت الـ 19 بيكون "بارت انتقالي بمعنى الكلمة" :) .... بارت سبشل جداً جداً .....





والحين اخليكم تقرون على راحتكم حبايبي ..



.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الســــابع عشــــر



،



حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ، وإن بدا فرحي للناس و الطربُ

مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني، نار انتظاري ووجداني لها لهب

كأنني فارس لا سيفَ في يده، والحرب دائرة والناس تضطرب

أو أنني ُمبحر تاهت سفينته، والموج يلطم عينيها وينسحب

أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه، قيظٌ وأوقفه عن سيره التعب

يمد عينيه للأفق البعيد فما، يبدو له منقذ في الدرب أو سبب

يا شاعراً ما مشت في ثغره لغةٌ، إلا وفي قلبه من أصلها نسب

خيول شعرك تجري في أعنّتها، ما نالها في مراقي عزّها نصب

ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ، وفجرنا في عروق الكون ينسكب

وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى، ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها، وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب

الله يكتب يا ريحانتي فإذا، أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا

لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا، ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا

ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ، فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب

ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ، ولا تباع ولا يأتي بها الغَلب

قد يعشق المرءُ من لا مالَ في يده، ويكره القلبُ من في كفّه الذهب

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما، تنافسوا في معانيها ولا احتربوا

ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم، لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب



لـ عبدالرحمن العشماوي



،



كانت تجلس في الصالة وتشاهد باندماج تام احد البرامج الدينية على قناة الشارقة ... وصوت الشيخ يرن على مسامعها بسكينة عطرت جو المكان برائحة المسك:

كان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلامة مدركاً تماماً أهمية ما خصه الله عز وجل من نعم وألطاف، فكان عليه الصلاة والسلام لا يرى بأساً من تبيان ما يملكه من نعم لصحابته رضوان الله عليهم والناس، لذا تراه يقول: انا محمد النبي الأمي، وقال ذلك ثلاث مرات وقال: ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكَلِم وخواتمه وجوامعه .. (المسند للإمام أحمد)

كان بقوله الذي يشع ضياءاً وحكمةً يعلن للناس كافة بأنه سيد البلغاء وخطيب خطباء الأولين والآخرين ..


تمتمت بـ خفوت: اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


: سلام عليج امايه

اقتربت من أمها وقبلت رأسها ... ثم جلست بـ هدوء ..

:عليج السلام والرحمة ...

قطبت حاجبيها متفحصةً وجه ابنتها الشاحب المُصفر واردفت: عنوده بلاج فديتج ..!!
شعنه ويهج غادي شرا الكركم ..!!!

ابتسمت العنود ابتسامة لم تتجاوز عيناها وقالت بـ بحة خفيفة: لا فديتج ما بلايه شي .. مصدعه بس ..

حدّقت أم العنود بـ عينا ابنتها من تحت رموشها وقالت: مصدعه بس عنيدي ..؟!!



ارتجفت غصة كانت واقفة في وسط بلعومها كالصخر ..


"العنيدي" ..


لم تسمع هذه الكلمة من فاه ذلك القاسي منذ زمن مر عليها كالدهر ..


آآآآآآآآآآه ..


سيطرت على انفعالاتها الداخلية وهمست بحشرجة: هيه امايه مصدعه بس ..

ام العنود بـ نبرة حازمة أخرجت معها حكمة سنين ليست بالقليلة: انا ما بحن على راسج عسب تخبريني باللي فيج .. لاني ادري ان شي مستوي بينج وبين سيف .... حركاتكم هالايام وسكوتكم ما يخلي الواحد يطمن ... بس ابا اقولج شي واحد ..
سيف ريلج مثل الياهل .. يباله مداراه واهتمام اكثر .. لا تنسين ان المرض اللي فيه يخليه غصب عنه في نفسية حساسة وايد .. واي شي بيسمعه وبيشوفه يمكن يزيد من حالته ..
غير ان هو بطبعه كتومي وما يرمس عن اللي في خاطره بسرعة ..
عسب جيه اقولج اصبري عليه لو صار امبينكم خلاف ....


ارتجف فك العنود بـ ألم .. لم تتمكن من السيطرة على دمعتين حارقتين نزلتا ببطء من مقلتاها .... وهتفت بنبرة مرتجفة مختنقة:
بـ بـ بس امايه .. و و والله ما سويتله شـ شـي .. ماعرف هو ليش جيه جاسي معايه ..


مسدت ام العنود كتف العنود بحنان متفجر .. لتهتف بعدها برقة: بالمعاملة الحسنة والجلمة الطيبة بتعرفين هو شحقه يعاملج جيه .. انتي عليج انج تصبرين وما تخلين الامور تنفلت من ايديج ..



.
.
.
.
.
.
.



وضع رأسه بين ساقيه المنثنيين .... وأخذ يتلو بهمس مبحوح متحشرج موغل "بصبرٍ يكاد يفتك بـ تلابيب صدره":
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة

رفع ببطء رأسه وملامحه القاسية الجلمودية ترهب "بـ حق" كل من يقترب منه .. فـ هو بعد ان حاول قتل ذلك السجين "الذي ظنّ بأنه مات" أصبح مثار احاديث القسم الذي هو مسجون فيه .. وأصبح البعض يتجنبه الا "من يهوى اللعب بالنار" .. والذي يهوى اللعب بالنار يلقى ما يستحقه جزاء نزواته ..!!!

هتف بغلظة خرجت مع نظرته القاسية الصنديدية: لقد سبق وقلت لك لا اريد طعامكم القذر .. ألم تفهم ما قلت ...؟!!

هتف العسكري بـ غل/حقد ... فهو اصبح يكره هذا الهندي المتكبر كره وصل أقصاه في قلبه ... وزاد كرهه بعد ان فلت من عقابه الذي كان يجب ان يناله بعد محاولة قتله للسجين .....

كيف فلت من العقاب هو لا يعرف ..!!!!!
الذي يعرفه ان هذا السجين الهندي يبدو عليه سمات الجبال الشاهقة التي نادراً ما يراها في أحد السجناء لديهم ..!!!

سمات لم يرها الا في بعض السجناء العرب هنا .. بالرغم من ان هذا الهندي قد طغى على العرب في علوا كبريائه العتيد "المثير للغضب" ..


: كُل يا هذا، فأنت لم تأكل شيئاً منذ يومان ..

وبنبرة ساخرة بغيضة أضاف: أم إنك ترغب بخدمة فنادق خمس نجوم هنا ..!!


لم يكترث حارب بما قاله العسكري، بل انه اخفض رأسه بين ساقيه مرة أخرى واستمر بخشوع تام بترديد آيات من كتاب الله علّ همه وكربته هذه تنفرج:
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن ......


تصلبت شفتاه اللتان تتحركان بخفوت ما ان احس بـ ماء بارد يُصب على رأسه ......

تحرك فكه العريض الصلب بـ غيظ ناري "مكتوم" ...... الا انه وبصقيعية تامة .. مسح وجهه بطرف قميص السجن البالي القذر ...... وأكمل الآية بصوت شبه مسموع وصل مسامع ذلك الذي يضحك بشماتة كريهة:
لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء


ما هي الا ثانيتين ... حتى تسمر العسكري بـ خوف "لم يظهره" وهو يرى حارب .. بـ ندبته التي تضيف على خشونة مظهره خشونة قاسية وتعطي لـ شرارات رجولته لمسات ترهب من يراه .. مقبلاً عليه ببطء .....


خاف بالرغم انه يمتلك القوة والسلاح ..!!

ولكن "وقذف في قلوبهم الرعب" ..


هتف حارب بنبرة جلمودية خلت من أي مظاهر "الإحساس": اجلب لي ماءاً نظيفاً في الحال ..

ارتفع جانب فم العسكري بسخرية "خبيثة" وقال: كُل أولاً ثم سأجلب لك ماءاً بدل الذي سكبته على رأسك

احتدت نظرة عينا حارب بانفعال ناري .... فـ هو واجه الموت المحقق فقط لـ جلب ماء نظيف كي يتوضأ به ..

في الحقيقة هو سرقه من عسكري متغافل نائم الليلة الماضية عندما انتهى من فترة تنظيف المطبخ الداخلي للسجن ..


كيف له ان يتوضأ بماء الحمامات التي اختلط صفائه بفضلات الجرذان وصدأ الحديد ..!!

حتى ماء الشرب الشحيح لا يكفيه بتاتاً ليروي ظمأه ..!!!


قال بعد ان تمكن من السيطرة على غضبه الذي "يجب أن يُكبح حتى يحوز على الماء النظيف": حسنا سآكل ..


أمسك بالصحن وبلع لقيمة كبيرة من العدس ذو المذاق المقيت متجنباً بتعمد قطعة اللحم الذي فيه ..

لا يضمن ما إذ كان لحماً عادياً ام لحم خنزير ..!!!

وغير هذا وذلك .. هو يعرف تماماً النظام القذر السائد في هذه السجون ..

تقديم اللحم يومياً وباستمرار سيساعد مسؤولي المعتقل بسرعة من التخلص من الذين لا يريدون لهم الخروج بسلام .. أو التخلص من الاعداد الزائدة في السجن ..!!
(كما هو معروف، أكل اللحم باستمرار سبب رئيسي في الاصابة بداء النقرس الذي اذ مالم يُعالج، سيفتك لا محالة بقوة الشخص ويهلك جسده تدريجياً ..!!!)


هتف العسكري بابتسامة قذرة: كُل اللحم كُل .. لا تخف إنه لحم ضأن وليس بخنزير هههههههههههههه ..

رفع حارب حاجباً واحداً محاولاً ان لا يبين صدمته من حديث العسكري ....

كيف علم انه مسلم ولا يأكل لحم الخنزير ..!!


اتسعت ابتسامة العسكري بدهاء اشد قذارةً وقال متذاكياً: اوووه لا تنظر إلي هكذا يا عزيزي، لقد استنتجت انك مسلم من صلاتك الغريبة التي سبق ورأيت سجناء مسلمين يؤدونها بكل غباء هههههههههههههههه


قاطع ضحكته صوت عسكري أعلى منه رتبة وهو يهتف له بغضب حاد: راندي أيها المعتوه إني اناديك منذ ساعة كاملة .. مالذي تفعله ...!!!

ارتجف العسكري وقال بجزع: أ أ أ أ أني قادم سيدي


ما إن خرج حتى ارتخت عضلات كتفي حارب وحمد الله في قرارة نفسه على غباء هذا العسكري وجهله ..

فلو كان يعرف الهنود ومعاني اساميهم وثقافتهم لأدرك على الفور ان اسمه بالكامل هو اسم هندوسي بحت ..



زفر بخشونة قبل ان يقذف طبقه بعنف ملؤه الغيظ الأسود أخرج معه كل ما يعتمل صدره من ضيق وغضب مرير ..

آه يارب ..
أين سلطان .. أين هو ..!!
أهو غارقٌ في بحثه عنه أم تراه نسيه خلف مشاغل دنياه المزدحمة ..!!!!



ابتلع غصة علقمية وتفكيره المشوش يقوده لـ تلك اليتيمة ..

شقيقته موزه ..

يا إلهي ..!!!

كيف له ان يقبع هنا سجيناً وهو يشعر بأن شقيقته تعيش مرارة الفقد مرتين ..
وعذاب الوحدة أضعاف عذابها اليومي ..!!

الرحمة يا رب الكون ..


جلس بثقل على الأرض المقرفة ممدداً ساقاه الطويلان على طول زنزانته الضيقة ..


شعر بوخز أسفل فخذه الأيمن .. قطب حاجباه بإرهاق وهو يدخل يديه داخل جيب بنطاله ليخرج الشيء الذي يوخزه ..


ثواني مرت حتى استرد ذاكرته ولانت ملامحه القاسية ..


ادار الخاتم بين اصابعه السمراء .... ثم ضغط على فص صغير لينفتح الخاتم من الأعلى ويقرأ المكتوب بعيناه ....


"ناعمــــــــه"


ومن غير أن يشعر هو نفسه بـ "ذاته" ..... التمعت مقلتاه المظلمان بلمعان غريب .. غريب بصورة بالغة/مبهمة .. مسترجعاً صورة
"تـــوأم نجــــلاءه" ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



كان بطي جالساً على مكتبه ويراجع احدى الاوراق التي تنتظر توقيعه ..

فضّل التركيز على اعماله بدل ان تحترق اعصابه انتظاراً كي تترفق زوجته بقلبه وتجيب على هاتفها المغلق ..


هو يعترف انه كان قاسياً بتعامله معها .. لكنها هي من دفعته لذلك .. هي من تخرج أسوء ما فيه من طباع ما إن تنقلب نفسيتها وتغدو غير قابلة للمجادلة والمناقشة .. بل حتى غير قابلة لسماع اي حرف يتفوه به ..

افففف .. ما الذي اقترفه من جرم كي تعامله بهذا البرود والجفاء ..!!
لم تكن آمنة بامرأة تهوى البحث عن المشاكل في السابق .. فـ ما الذي جرى لها الآن بحق الله ..!!


وضع قلمه للمرة الألف وامسك بهاتفه كي يتصل بها .. علّها بهذه المرة تجيب ويتمكن من تنفس عبق بحات صوتها الصباحية ..


ما إن تذكر بحة صوتها حتى اصابته قشعريرة مثقلة بالتوق على طول عاموده الفقري ..


يالله .. ريدها .. يريدها الآن ..
يريد ان يجدد انفاسه بـ عذوبة شذاها ..
يريد ان يسمع خفقات صدره بين جنبات جسدها الغض ..
يريد ان يتوغل بـ أعماقها كما يتوغل النحل في العسل وينهل منه حد الارتواء ..

يريــدها بكــل ما فيـــه مــن شـــوق لا يــــوصف ..



لم يكد يخرج من حلم كان "كالجنة" حتى باغته رنين هاتفه ...


رفعه بعد ان تنحنح بخشونة "ليخرج من دائرة طيفها الشرس" وهتف بـ حزم بالغ: ألوووو ..

: ألووو سلام عليكم

بطي: هلااا هلااا بومايد وعليكم السلااااام .. شصبحت ..؟!!

سيف بنبرة حازمة ودودة: بـ خير يعلك الخير والعافية يا العم ..
ومن صوووبك ..؟!!

بطي: اصبحنا بنعمة ولله الحمد والمنة .. ها خبرني .. شو الشغل وياك ..؟!!

سيف: والله الامور طيبة والشغل ماشي مثل ما تبا يا بوخويدم .. خلصت من يومين مشروع بن شويعر ونتريا الفيدباك من المالك وبنشوف عاده لو محتاي تعديلات ولا اضافات ..

هز بطي رأسه بـ إيجابية ليهتف بـ فخر/اعتزاز: يعطيكم العافية انت وقروبك .. ما شاء الله مبيضين الويه صدق .. امسات عارضين المشروع في الجرايد .. وكلن يمدح جودة شغلكم ونظافته ..

ابتسمت عينا سيف بـ هدوء ليهتف بثقة: الحمدلله رب العالمين .. هيه شفت الجرايد .. ما قصروا والله ..

صمت قليلاً ثم قال: عميه بغيت استسمح منك لأن هالويكند ساير ويه الشباب السلع وعقبها بنعتمر ان شاء الله وما بروم اقرب بـ هل بوظبي وياكم ..

بطي بنبرة حازمة دافئة: مسموح ذنبك بويه .. وعلى سالفة العرب اللي بيون امرره لا تستهم نحن بنسد عنك ان شاء الله ..

ثم أضاف: تبا الصدق انا اشوف انك محتاي شوي تغير جو وتاخذلك اجازة .. الله يهداك انت لا طحت على الشغل ماتنش عنه ابد .. سِر العمره وريح فوادك جدا بيت الله .. وعسى ربي يتقبل طاعتك وصالح اعمالك ..



.
.
.
.
.
.
.



هتف بـ نظرة سوداء متوجسة: متأكد انت محد يحدر عليهم الشقة ويظهر ..؟!!


: هيه يا بوعبيد انا اراقب الشقة 24 ساعة وما من غريب يحدر ويظهر ..

: خلاص تسلم يا بخيت .. لو صار شي خبرني ..

: افا عليك نهيان حاضرين نحن .. ان شاء الله لو صار شي منيه مناك بخبرك ..


اقفل هاتفه عن الرجل الذي عينه لـ مراقبة تلك المرأة مع ابنها ..

لن يفارقه شعور التوجس والشك حتى يعرف ما اذ كان هذا الصغير بـ حق ابنه ومن صلبه ام لا ...!!

ولن يفارقه شكوكه بـ ميسون حتى يعرف ما الذي جلبها إليه بعد ان كذبت عليه منذ سنين وادعت ان الذي تحمله في احشائها ليس من صلبه ..



قبض على يديه محاولاً ان لا ينفعل ويثير ريبة والدته وشقيقته الجالستان قبالته ..

ولكن انفعاله هذا طار به الى يومٍ بغيض .. بغيض حد السماء وما فوقها ..



.
.



قبل خمس سنوات




دخل شقته الصغيرة بعد ان تأكد ان جنيته العذبة في إحدى غرفها تنتظره بكل لهفة ..

يحبها .. ويعترف أن قلبه مال ناحيتها بشكل غريب .. مال منذ ان عرفها سنة ونصف مضت ..

أحبها منذ أن سقطت عيناه على وجهها القطني وعيناها الزرقاوان ..

ليس حباً أسطورياً ... وليس بالحب الذي يصل لمرحلة العشق الخرافي ..


لا .. بل أحبها كـ رجل عرف للتو كيف يميل القلب لـ قلب آخر ..
وكيف تنبض الروح لـ أنثى واحدة "وهو الذي كان بقلبه يميل للعشرات" ..

أحبها حباً مرحاً/مشاكساً بعد ان أحب فيها انفرادية شخصيتها بـ أسلوبها الجذاب في الحوار .. بـ لذة لسان "أهل لبنان" ..
ورحابة صدورهم المرحة ..



: ميسووووووووون .. ميسووووووووووووني ..
وييييييينج ..!!!


قطب حاجباه بـ استغراب ما إن رآها أمامه .. كانت تحمل حقيبة صغيرة وتجر خلفها حقيبة ملابس كبيرة ..

حدّق بـ هيئتها بـ مقلتان سوداوان ... وهتف بـ ذات استغرابه الشديد: ميسون وين سايره ..؟!!


لم تفته رجفات يدها وفكها الرقيقان واللذان اخبراه بـ حدوث شيء مريب مثير للتخوف ...

أعاد ما قاله بـ حزم حاد:
بلاج ميسون رمسي .. وين سايره بشنطج ..؟!!


وصل للاثنان صوت رجل آتٍ من باب الشقة: يالله يا ميسون ما فينا نتأخر أكتر من هيك


اشتعل الغضب في ملامح نهيان ليهتف بـ خشونة حادة: هذا مب مراد ولد خالتج ..!!!
شو يايبنه هنيه ..!!!

انا مب قايلج ماباج ترمسينه ولا تخلينه يقربج ..!!!!!
(يقربج = يقترب منك)

زمجر بغضب عاتي وهو يرى تسمر لسانها داخل فكها المُرتجف: بلاااااج انتي ..!!! ارمس انا اليدران شوووه ..؟!!!

ميسون بـ تلعثم جزع محاولةً التفوه بـ جملة واحدة مفيدة: أ أ أ أ نـ نـ نهيان ..
مـ مـ مـ ما بعريـ يف شـ شو بـ بدي ئلاك ..


لم يكد يلتقط ما يخرج من لسانها من حروف حتى رأى أمامه ذلك الـ مراد واقفاً امامه بتحفز وسيطرة تتسم بالشيطنة البالغة: مافي شي ينحكى يا ميسون .. استاز نهيان بدنا نعتزر منك بس في تيارة عم تنتزرنا هلأ بالمتار ..

امسك نهيان بيد واحد بتلابيب الرجل وهتف بـ فحيح أسود يشع رعباً: انت إلتعن عن ويهي لا أخليك اليوم عشا لقطاوة الشارع ..


وبكل عنف .... قذفه بعيداً عنه وهو يلهث بانفعال حقيقي .. التفت مرة أخرى لـ ميسون التي حقاً كانت في حالة رعب تام ..
فهي تعرف كيف يصبح نهيان ما إن يغضب .. لهذا كانت تفضل الخروج قبل ان يصل للشقة .. لكي تتجنب مواجهته ..


امسك نهيان "بعد ان فقد صبره تماماً" ذراعيها وهزها بقوة: ارمسي يا بنت لا اظهرين زياريني اكثر عن جييييييييه ..

صرخت ميسون بـ توجع/ذعر: نهيان اتركني شو بك جنيييييت ..!!!

سمع ذلك الـ مراد وهو يقول بنبرة ملؤها الغيظ/التشفي: اتركااا ميسون حبلي ..

تسمر نهيان بـ ذهول أخذ معه لون الحياة من وجهه .... ولا إرادياً تركها وكأنها مس كهرباء ..

هتف بخفوت وهو يرمقها بنظرة معتمة مصدومة: حاااااااامل ..!!!
كـ كـ كيف ..!!!


ونسيَ للحظات وجود رجل غريب بينهم .... وجه حديثه لـ ميسون وهزها بقوة مردداً: كيف حامل ميسون ارمسي ..؟!!
نحن مب متفقين ما نبا عيااااال ..!!


تسمر بمكانه ما إن سمع مراد يقول بنبرة خبيثة حد العمق: ما بسمحلك اتعب حبيبتي وابني اللي بـ بطنا ..


صدمة ....... صدمة تلك ما اشعرته ان عقله قد دُهس فجأة تحت قطار دقات الساعة/القلب .....!!!

الا انه لم يكن ليسمح أن يترك عقله يصدق هذه الكلمات .... ولكن هروب ميسون من بين يديه واحتمائها وراء ظهر ابن خالها جعل من حمم الوساويس والشك تغزوان روحه بـ ضراوة ..


رص على عيناه بـ تعقل بدأ "بالتفكك والتبخر": ميسون حامل ... !!!! حامل منك ..!!!

ضحك بـ سخرية بالغة حد الجنون: انت شو تهذرب يا غبي ..!!!


مراد بذات خبثه "المتشفي": محدن الغبي غير اللي عايش ئصة حب ومسدئااااا ..
يا زلمي فوء .. انا وميسون بنحب بعض من ئبل ما تتجوزا .. هيي حب حياتي وانا حب حياتا ..


وأضاف بـ ذات سخريته مع لامبالاة صرفة وهو يحمل الحقائب ممسكاً بميسون بذراعه اليسرى: يلا ما تواخزنا يا حبيبي بدنا نفل ..



ما ان خطى مراد خطوته الأولى مع ميسون حتى شعرت الأخيرة بيد تدفعها بعيداً عنه ويد أخرى تسحبه وترميه لآخر نقطة في الشقة ..


ولم يُخرج نهيان في ذلك اليوم "نصف ربع غضبه المجنون/الشيطاني" حتى رأى مراد مرمي على الأرض مسجى بـ دمائه الغزيرة ..

ولأنه نهيان .. "نهيان الذي يحسب حساب كل شيء بدقة شديدة" .. لم يدع مراد حتى تأكد من وجود أمارات التنفس عليه ..

فـ هم في باريس .. وليسوا في الامارات .. جريمة قتل "حشرة كهذا" هو آخر ما يحتاج التورط بها الآن ..!!


استدار "بكل ما يعتمل روحه من ماردية غاضبة/مثقلة بالألم الوجداني" لـ تلك التي ترتجف بـ جزع حقيقي ..

ثم اقترب منها بخطوات ثقيلة تشع غضباً عاتياً ..... وبصق على وجهها ليقول بـ نبرة خرجت كـ حمم لهيبية من الاحتقار/الكره/"الخيبة الحقيقية": للأسف ... ثمّنّا الرخيص بالغالي ونسينا أصله الحقير ..
انتي طالق بالثلاث يالرخيصة ..

بصق كلمة الطلاق بوجهها ثم امسك بقسوة بالغة شعرها وقال بفحيح بالغَ الاحتقار وهو يشد جذوره: وصدقينيه اللي سويتيه ما بيمر بهالسهولة على نهيان .. وبينا الايام يا النيسه ..



بعدها خرج كالعاصفة من الشقة ولم يعد إليها ..

لم يعد إليها الا بعد سنة .. عندما رغب ببيعها والتحرر من كل شيء يذكره بـ تلك الخائنة ..!!

تلك الخائنة التي حرص بشدة على اذاقتها طيلة السنة شتى جرعات القهر والحسرة .. فـ بعد الطلاق الرسمي بدأ تحركه كي يضمن طردها وذلك الحقير ابن خالتها من عملهما في فرنسا .. وألبسهما قضية سياسية هناك اضطرا بعدها ان يهربا من فرنسا والرجوع لـ لبنان موطنهما الأم ..

حرص بـ حقد وقهر عارمان ان يتذوقا طعم التشرد والفقر الحقيقي وهم في الغربة .. وكان هذا أٌقل ما كان يجب عليهما ان يتذوقاه بحق بعد فعلتهما الخسيسة به ..!!!



.
.

عاد الى واقعه بعد ان زفر زفرة عميقة مُبطنة بانفعالات شائكة ..

سمع شقيقته وهي تقول لوالدتها: امايه ظنج البنية بطيع تاخذ ولدج ..!!

ام نهيان باستنكار: وابوي .. وشحقه ماطييييييع .. بلاه ولديه انا .. عين ربي تحرسه وتحميه .. ماله شبيه ولا مثيل ..

هتف نهيان بـ سخرية فكاهية: حشى حشى من الحينه ام نهيان تحابي ولدها ..

ضحكت مهره بخفة: هههههههههههههههههههه

أم نهيان بنصف عين: ما قلت الا الصدق اناااا .. ويلا انت .. شد حيلك وانوي العرس .. إلين متى بتم عزابي ويالس على فواديه ...

قال نهيان بذهول تخلله خفة ظل: افااااااا يا ذا العلم .. الحينه انا يالس على فوادج .. جيه شايفتني بنت عااااانس ..!!!

أم نهيان: خل عنك بس خل عنك .. ماشي غير الحرمة اللي بتعرف تيود رقبتك وتيلسك في البلاد وتودر عنك الرغيد والهوامه منيه ومناك ..

رمقته بتهكم بالغ ثم اضافت: تتحرانيه ماعرف سوالفك البطالية اللي تسويها من ورانا نهيانوووه .. !!!

ضحك نهيان ضحكة رنانة ليهتف بعدها بنبرة صادقة: تبنــــــا يا ام نهيان تبنـــــــا ..



.
.
.
.
.
.
.



أبـوظبي
في إحدى البيوت الشعبية الكبيرة



دخل المنزل وهو يدندن بأغنية ويهتز مع ألحانها بـ مزاج شبابي عالي ..


جفل بـ جزع ما إن سمع صراخ اباه "الأكثر من طبيعي":
خوييييلد يالجلـ....

التفت خالد بـ ضجر محاولاً أن يتهيأ للتوبيخ اليومي من والده .. وقال: السلام عليكم ..

رد الجميع على سلامه الا والده الغاضب ..

اقترب خالد من رأس أبيه ليقبله، ولكنه ابتعد ما ان ضرب الأخير كفه الممدودة لتمسك رأسه ..

وسأل بـ حدة: انت وينك شحقه ما ترد عليه ..؟!!

تنهد خالد بعمق ثم قال: اسف ابويه كنت في السينما وما سمعته ..

رمقه والده باستنكار ليقول بذات حدة صوته المخيف: انزين تعال الحجرة اباك في رمسه ..

دلف الأب غرفته تاركاً ابنه يفكر بالذي سيقول له والده ..


التفت لـ شقيقتاه الصغيرتان وتساءل بقلق: غايوه ريموه .. ابويه شو يبا ..!!

ردت غاية والتي كانت بالكاد دخلت عامها الـ 23: شو عرفني انا ابوك شو يبا .. دش عنده عن لا يعصب اكثر ونتوهق ..


ومن غير كلمة إضافية ..... دخل خالد وراء والده الى غرفته ..


ضحكت ريم "التي اكملت عامها الـ 20 قبل ايام" وهتفت: انا قلبي يقول انه بيوزه ..

ثم التفتت الى والدتها لتردف: ماشفتيه البارحة كيف كان يرمس عن خالد وانه لازم يعرس ومن هالسوالف ..!!

قطبت ام خالد حاجبيها وقالت: ظنج ريموه ...!!!

هزت ريم رأسها بـ مكر وردت: هيه صدقيني .. خل يطلع خلود وبتييج العلوم ..



في الداخل ..



نظر الأب بتمعن لـ ابنه البكر ثم قال بـ صرامته المعهودة: خلود ما تبا تعرس ..؟!!

تلعثم خالد بعد ان فاجئه اباه بحديثه .. ثم قال: امممممم والله ابويه مب حاط هالفكرة في بالي الحينه .. ناوي اثبت مكانتي في الدوام عقب افكر في العرس ..

هتف والده باستنكار بالغ: شو بعد تثبت مكانتك ما مكانتك .. وظيفة وعندك .. شو تبا اكثر عن جيه ..!!
يلا يلا انا ابا ايوزك واشوف خلفتك ..

قرر خالد ان يرخي حبل النقاش قليلاً كي لا يشده اباه أكثر ... لهذا هتف بابتسامة ودودة: انزين منو العروس ..؟!!

هتف والده مع التماع مقلتاه بـ شرارات غامضة صرفة: روضة بنت عمك خليفة ..


رفع خالد كلتا حاجباه بـ ذهول: روضـــة ..؟!!!
ليش يعني روضة بالذات ..؟!!

رد والده بغلظة: لانها بنت عمك وانت اولابها من الغريب ..

زفر خالد بـ ضيق .. فهو لا يفكر ابداً بالزواج والتقيد بالمسؤوليات .. غير هذا وذلك .. هو لا يرى في روضة زوجة المستقبل ابداً ..!!

هتف بـ حدة لم يستطع التحكم بها: ابويه مابا روضة .. أصلا مابا العرس بكبره .. انا ريال ابا اعيش حياتي لاحق على الحرمة والعيال ..

زمجر والده بـ غضب عاتي: انا قلتلك روضة يعني روضة .. انت ولد عمها واولى بـ بيزات خليفة من ناس غرب ..

رفع خالد حاجب واحد وهو يستوعب هدف النقاش هذا بأكمله ..

ورد بـ صقيعية تخللها خيبة حقيقية من والده ومطامعه التي لا تنتهي: يعني انت الحينه تباني اخذ روضة لانها بنت عميه وملزوم اصونها واحافظ عليها ولا تباني اخذها عشان بيزات عميه الله يقومه بالسلامة ..!!!

قال "الله يقومه بالسلامة" لـ يُفهم اباه ان عمه مازال حياً ولم يمت .....

نكز أبا خالد كتف ابنه بغيظ ثم هتف بحدة: انت يا ولد لا تيلس تتفلسف عليه .. قلتلك اباك تاخذ روضة يعني تاخذها جانه عشانها ولا عشان بيزات ابوها ..



.
.
.
.
.
.
.



في مطعم الأوبرج
على إحدى الطاولات المُطلة على شارع جميرا



كان جالساً يتسلى بـ هاتفه ريثما يرجع صديقه سالم من دورة المياه .. ليس وكأنه يرى تسليته الحقيقية في اشياء كـ تويتر والانستغرام وما شابه ذلك .. وانما في الآونة الأخيرة بدأ يشعر بأن حياته الروتينية الخاوية من معالم الترفيه تحتم عليه التلفت لـ ذاته قليلاً ..

في الحقيقة، لم يشعر بأن حياته خاوية الا عندما قرر شقيقه فلاح ان يتزوج ..

فـ رغبة فلاح بالزواج اعطته حافزاً قوياً كي يتشجع هو أيضاً ويتقدم لـ خطبة من يهواه قلبه ..

الذي كان يمنعه من قبل هو خوفه .. لا يعرف هو ممَ الخوف .. !!

لا يجب القول بأنه خوف .. هو فقط قلق وارتباك من ان يخطو هذه الخطوة .. وهذه مشاعر طبيعية تغزو اي شاب يفكر بالزواج ..

ولكن الآن الموضوع قد تغير جذرياً .. هو حقيقةً يريد ان ينال شرف الارتباط بـ تلك الصغيرة .. حبه الذي سكن وجدانه منذ سنة مضت ليس بالعابث ولا بالتافه ..

حبه لـ تلك الـ "ميره" زُرِع بـ قدرة الله في قلبه ويرغب بكل ما فيه من توق ان يُنمي هذا الزرع ويرى بنفسه حصاده المبارك المثمر ..


تنهد بعمق ثم أخذ يقرأ أبياتاً للشاعر عبدالرحمن العشماوي .. ابياتاً تصرخ عذوبةً وحساً عالياً مرهفاً يجعلك لا إرادياً تتوه في عالم ليس فيه الا انت .. و"مالك قلبك" ..

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها .. وفيه مأوى لعينيها ومنقلب



آآآهه .. أي والله أبى القلب يا صاحبة الخال ..
أبــــــــى ..



.
.
.
.
.
.
.



دنت من اباها قبل ان تقبل رأسه بـ ابتسامة تتفجر رقةً/عذوبة: شو مسيت يا بوذياب ..؟!

امسك أبا ذياب يد صغيرته بـ بسمة حانية واجلسها بقربه: مسينا ولله الحمد بخير وسهالة ..

مسد شعرها الملتوي الفاحم وأكمل: وانتي الغالية شو مسيتي ..؟!

ناعمة بـ نظرة لامعة تبرق حباً: دامك انت بخير وسهالة فـ انا والله بالمثل ..

أبا ذياب: ربي يرضى عليج انتي وخوانج ..

وقفت ثم امسكت دلة القهوة وصبت لوالدها فنجاناً وناولته بيدها اليمنى بـ نعومة ..

ثم جلست نصف جلسة امام طاولة الصالة العامرة بالطعام والفاكهة وهي تقول: تبا بويه من هالبلاليط ..؟!!

حرك أبا ذياب يديه رافضاً: لا علنيه افداج تفاولت العصريه في ميلس بن لاحج وانترس بطني ..
(انترس = امتلئ)

ناعمة: يعله مداخيل العااااااافية

أبا ذياب بـ حزم دافئ: ربي يعافيج ..

جلست ناعمة مرة أخرى بقرب والدها لتقول بعد بأدب جم: ابويه بغيت منك خدمة صغيرونة ..
هي هب حقي .. حق ربيعتيه روضة ..

قطب أبا ذياب حاجباه مسترسلاً مع حديث ابنته: بلاها بنت خليفة ..؟!


لكي يتفهم والدها طلبها .. اضطرت لـ إخباره موضوع والدها ومرضه الذي يحتاج لـ حل ..

وبعد ان انتهت قالت: وجيه السالفة .. الحينه البنات واعليه عنهن محتاسات ما يعرفن شو يسون ..
وامهن ما بتخليهن يرابعن بين الرياييل في الجيش ويسألن عن علوم ابوهن ..

هتف أبا ذياب بـ استنكار صارم: منقوووود يا بنتيه يرابعن عند الرياييل منقووود ..

ردت ناعمة بنبرة رقيقة: هيه صدقك .. عاده هي غمضتني وما هان عليه اشوفها جيه ..
قلتلها خلي السالفة عليه ..
(غمضتني = شعرت بالأسف عليها)

ثم اضافت بـ نبرة عطوفة: عاد بغيتك ابويه تشوف النا حد يساعدنا في هالسالفة ...

أبا ذياب بتساؤل: انزين شو عرفكن ان عوقه بينعرف من دوامه ..؟!!

هزت ناعمة كتفيها وقالت بحزم واثق: هب متأكدين نحن .. لكن انيرب هب خسرانين شي .. غير هذا يمكن صدق روضه وخواتها يعرفن شي يساعدهن في حالة ابوهن ..
(انيرب = نجرب)


هز أبا ذياب رأسه وقال بنبرة حازمة هادئة: خلاص فالج طيب .. انا بشوف السالفة ان شاء الله وبرد عليج خبر ..



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور ثلاثة أيام
تحديداً .. يوم الجمعة



كان المنزل كـ مقر رسمي للنمل .. الكل في حالة حركة سريعة مضطربة لا توقف فيها ولا راحة ..

النساء ام سيف، ام العنود، العنود وآمنة أخذن على عاتقهن مسؤولية المطبخ ..... أما شما، موزة، حصة، وميرة فأخذن مسؤولية تنظيف المجالس وترتيب "الفوالة" وتوابعه ..


كانت "هي" في حالة غريبة خليط من صمت تام مهيب ... وحركات غريبة غير مفهومة البتة ....!!!!!

هتفت بـ حدة "لم تتعمدها بتاتاً": وين الخواشيق يا ميرة .. ما قلتلج هاتيلي اياهن ..!!!
(الخواشيق = الملاعق)

اشرت ميرة بـ عينان متسعتان: عموه هكن في ايدج ..

نظرت شما ليدها التي تأشر بها ..... وانصدمت .. وقالت بتلعثم مختنق النبرة: أ أ أ انزين .. سوري ..


استدارت بـ عنف سريع قاطبةً حاجبيها بصورة توحي بأن هذه الفتاة لم تكن في حالة العروس "الطبيعية" ..


هتفت مرة أخرى ولكن بنبرة مُقتضبة هادئة موجهةً كلامها لـ موزه: موزه مفارش الصوف اللي سويتيهن وين ..!!!

أشرت موزة لـ حصة وأشرت ببساطة: حصة شلتهن البارحة وقالتلي بتغسلهن ..

اتسعت عينا شما بـ غضب: شووووه ..!!! شو تغسلهن ..!!!


أخذت تنادي حصة من بعيد بـ حدة بالغة: حصـــــــــــــة حصـــــــــــــــة ..


أتت حصة حاملةً الممسحة وعلى كتفيها منشفة صغيرة وهتفت بـ خشونة تنافي طبع الإناث: هاااااه هااااااه ..

شما بـ حزم مستنكر: وهوا يشل بليسج .. خلي منطوقج ذرب كم مرة بنفهمج حصووووه ..

حصة بـ تبرم: نعم عموه آمري


زفرت شما بـ قوة ثم قالت بنظرة تشبه حدة صوتها: موزوه تقول انج غسلتي مفارش الطاولات الصوف..

ابتسمت حصة بشكل اخرق وهي تظن بأنها فعلت شيئاً عظيماً يُحمَد عليه وقالت بزهو: هيه عموه .. غسلتهن البارحة وقدهن انشفن الحينه ..

شما بعينان متسعتان: لا يكون غسلتيهن بالغسالة ..!!!!

انطفأت ابتسامة حصة لتقول بنبرة جزعة: هيه ليش ..!!


وضعت شما يدها اليمنى على جبهتها وأخذت "تتعوذ من الشيطان" عشر مرات، ثم هتفت بـ نبرة كتمت فيها "كل قهرها" .. فـ هي لا تحبذ ابدا توبيخ الأخ الكبير أمام الصغير:
استغفر الله العظيم بس .. حصة مفارش صوف هذيلا ما يتغسلن بالغسااااااااااالة .. يبالهن غسيل خفيف بالايد وخلااااااص ..

أردفت وهي تأشر على موزه وتوجه الكلام لها: يعني الله يهداج يا موزة انتي اللي تفهمين بهالسوالف وتعلمينا .. شعنه ما قلتي حق حصة كيف تغسلهن ..!!

وأضافت بصوت عالي وبأسلوب اثار ريبة/ذعر الفتيات والخادمات: أصلاً ما قلتلكن غسلن المفارش ولا فتحت ثميه .. وأصلا أصلا المفارش نظيفة ومن اسبوعين انا مغسلتنهن ..


دخلت أم سعيد مجلس الرجال وهو تهتف بصوت عالي: يا بنياااااااات .. عنبووووه بغامكن واصل السكه ..!! بلاكن شو مستوووووي ..!!!
(بغامكن = صراخكن) ( السكة = الشارع)

وبشكل فكاهي ..... هرولت ميرة ومن بعدها موزة وحصة واقتربن من أم سعيد ..

ميرة بجزع: يدوه الحقي على بنتج تخبلت ..

حصة بذات جزع أختها: هيه يدوه من اصبحت وهي محرجة علينا وتفاتن ...


ام سعيد بـ قلق: ويديييييييه .. امايه شما بلاج ..!!


استدارت شما وأعطتهن ظهرها لـ "تبلع غصة كبيرة تكورت في حنجرتها" .. ثم تنحنحت بخفوت قبل أن تهتف بـ حزم بالغ: بناتج امررره محد يتجل عليهن ..
(يتجل = يعتمد)

حملت أكياس القمامة وخرجت مخلفةً ورائها أعين متسعة/مندهشة من غرابة تصرفاتها ..



.
.
.
.
.
.
.



كانت هي تجهز الحلوى ببال شارد تماماً ..

حزينة بشكل لم تعهده من قبل .. حزينة وقلقة للغاية ..


تريد الاتصال بـ زوجها والاطمئنان عليه .. لكنها تخاف ان تسمع منه كلمات قاسية تؤلم قلبها "المتألم أساساً"

كانت مستعدة كامل الاستعداد لـ مواجهة زوجها وحل ما بينهما من خلاف .. ولكنها تفاجأت كباقي العائلة إنه سيذهب للسلع .. ثم بعدها سيسافر للسعودية لأداء العمرة ..


خالجها في ذلك الوقت مشاعر متناقضة .. شعور بالاستياء/الخيبة ان زوجها سيسافر بـ وجود خلاف بينهم .. وشعور بالرضا واليقين بأن بيت الله سـ يغرق بإذن الله قلب زوجها بالسكينة والراحة ..

ودعت الله في قرارة نفسها ان يرجع لها في حالة أفضل ونفسية مستكينة ..

ورددت بـ خفقات وجلة في قلبها ..

اللهم اني اسألك بإسمك العظيم ورضوانك الاكبر ان تكفيني كل اموري مع زوجي وتسخره لي ..
يا ذا الجلال والاكرام ..


جاء الصبية الصغار وهم يركضون بـ حماس ويهتفون بصوت عالي: نبا حلااااااااوة نبا حلااااااااااوة ..

لانت ملامح العنود لتهتف بـ خبث باسم: لا لا لا .. هالحلاوة هب الكم ..

سلطان الصغير بـ فم مزموم: لييييش خالووووه ....
(للتنويه فقط: العنود ليست خالة سلطان الصغير، هي ابنة عمه سعيد وزوجة ابن عمه سيف .. ولكنه يناديها بـ "خالوه" لأنها كـ مقام امه آمنة)

رمقته العنود من تحت رموشها وقالت: ما بتهبش هالحلاوة يا حلو لأن فيها بيض ..
(تهبش = تأكل/تلمس .. يهبش فلان الطعام أي يأكله .. أو يهبش فلان الشي اي يلمسه)



.
.
.
.
.
.
.



: يلين متى بتمين عندنا ومودره بيتج وعيالج ..؟!!


لم تجب على كلام والدتها وأكملت لقمتها بـ برود تام ..

قطبت حنان حاجبيها بـ غضب: عوشة امايه ترمسج

رفعت عوشة عيناها الى حنان لتقول بصوت صقيعي: سمعتها هب صمخه انا ..

أضافت وهي توجه كلامها لـ والدتها: ليش امايه يالسه على راسكم انا ..!!

ام حميد بـ تهكم خرج مع صوتها العالي الحاد: منقووود يا بنيه .. شو بيقولون عنا العرب والناس .. بنتهم شلت قشارها وظهرت من بيت ريلها ..!!!
هاذي علومج ومذهبج يا عووووووشة ..!!!
(قشار = اغراض)

شربت القليل من كوب حليبها لتقول بعدها بذات صقيع صوتها: والله انا ما عليه من حد .. الريال اللي ترمسين عنه عفته وعفت حياتيه معاه ..

ام حميد بـ ذهول بالغ من تصرفات ابنتها: خافي الله شو مسوبج الرياااااااااال ..!!

هتفت عوشة وهي تنفض عنق ثوبها بأصابعها وتقول بـ سخرية/احتقار بالغ: الله امرنا بالستر يا ام حميد .. خلينا ساكتين بس ..

ارتفع عيناها لتقابل عينا حنان التي كانت تتفحص كل حرف يخرج من فم شقيقتها ..


تكذب حنان ان قالت انها تصدق اي شيء تقوله عوشة ..!!!

فـ هي أكثر من تعرف شقيقتها وتعرف مسار تفكيرها الشيطاني ..!!


عوشة بـ ذات سخريتها: امايه خلي بنتج تخف عليه شوي .. الظاهر هي بعد تبا مفارج شيفتيه ..
(مفارج = مفارق) (شيفتيه "الشيفة" = الوجه)

ارتفع جانب فم حنان بـ استخفاف تخلله خيبة حقيقية من التي تسمى شقيقتها: قده عمرج 32 وبعده تفكيرج ما تغير .. ولا بيتغير ..



.
.
.
.
.
.
.



كانت تبخر ملابسه بتفاني/حب داعيةً الله في قرارة نفسها ان يحفظ لها زوجها وأطفالها وعائلتها .. وأن يحفظ توأمها الغالي ويرزقه الحياة الطيبة مع التي تستحقه ..

هي كـ غيرها .. تساءلت كثيراً عن سبب خطبة شقيقها لـ شما من جديد .. ولكنها حقاً لم ترغب بأن تدخل في نقاشات طويلة وتساؤلات لا حصر لها ..

فإذ كان شقيقها قد قرر بشكل مفاجئ ان يتزوج ويخطب ذات الفتاة .. فليفعلها ..

بالرغم من انها متخوفة كثيراً من ان تكرر شما فعلتها السابقة بـ توأمها ...!!!



سلامة وهي تضع القليل من دهن العود خلف شحمة أذن زوجها: حبيبي

مصبح بنبرة رجولية جذابة: لبيه

ابتسمت سلامة وقالت: لبيت حاي يا بوظاعن ..
اممممممممممم هزرك بيرضون العرب بـ سلطان ..؟!!
(هزرك = أتظن/أتعتقد)

مصبح باستغراب تخلله استهجان خفيف: شعنه ما يرضوبه ..!!
بومييد هذا ..
والله لو عنديه اخت غير نيلا رحمة الله عليها جان عطيته اياها بلا شي ..

قبلت سلامة كتف زوجها لتهتف بـ سرور بالغ: لا خليت منك يا ربيه ..

رد مصبح بنظرة تلمع عبقاً رجولياً حازماً: يشهد الله انيه ما قلت الا الحق ..



اعطته سلامة بسمة جميلة قبل ان تجثو على ركبة واحدة وتخرج المبخرة من تحت ثوبه ... وثم هتفت: واعليه عن العيال في خاطرهم ايسيرون وياكم العين .. تدريبها مزنة تحب موزانه بنت عمتها وتحب تيلس وياها ..

مصبح: ماعليه المرة الياية ان شاء الله .. خل نلحق الحينه على المعرس قبل لا يحرج علينا

هتفت سلامة بـ دلع: لا بومييد فديته هادي ما يحرج ..

غمغم مصبح بصوت خشن ملؤه الغيرة: ما غير بنت خويدم اللي بتفج سلطان عنا ..

انفجرت سلامة بضحكة رنانة مُثقلة بـ انوثةٍ باذخة: ههههههههههههههههههههههههههههههههه



.
.
.
.
.
.
.



ركب سيارة ذياب الـ جي فيفتي فايف السوداء ملقيا السلام بـ صوت عالٍ رنان ..

كان الذي اخذ مهمة القيادة هو ذياب .. وبجانبه سلطان الذي لم يكن ليجلس في الامام ويترك أخاه هامل في الخلف لولا ان حلف عليه الاخير ..

بينما هامل "أبا ذياب" ومصبح "أبا ظاعن" فقد استحوذا على المقاعد الخلفية ...


حرك ذياب السيارة هاتفاً بـ مرح: انورت الـ جي فيفتي فايف في ذمتيه يا بوظاعن ..
مصبح بـ نظرة باسمة مرحة: منوره بـ رواعيها يا بعدي ..

ثم أضاف بتساؤل: عميه بوحميد ما بيخاوينا ..؟!!

هتف سلطان بـ نبرة هادئة: بيخاوينا ان شاء الله .. بنتلاقى وياه في الخط
(الخط = الدرب)

هتف أبا ذياب وهو ينظر لساعة يده: بويه ذياب استعيل بارك الله فيك .. بطينا على الصلاه .. وورانا خط بعد

ذياب: ان شاء الله بويه ..


كان سلطان في صمت تام .. لم يتفوه بأي كلمة غير السلام على مصبح وتمتمات خفيفة مجيباً على ترحيب الاخير به ..

في الحقيقة هو لا يملك الذهن الصافي الكامل ليفكر بـ شيء عدا الذي هو مقبلٌ عليه ..


ادار جانب وجهها الى مصبح هاتفاً بـ اقتضاب لم يتعمده: بوظاعن سويت اللي خبرتك عنه ..!!!

ابتسم مصبح بـ مكر ليجيب: هيه نعم سويت اللي تباه ..

أبا ذياب بتساؤل: شو امبينكم انتو الاثنينه ..!!!

استدار سلطان للأمام وهتف بـ غموض ضبابي: بتييك العلوم ان شاء الله يا بوذياب ..



.
.
.
.
.
.
.



كان يجلس على اريكة غرفته منتظراً تلك التي في الحمام .. يجب ان يصفي الامور التي بينهم ..

لا يستطيع العيش بـ جفاء هكذا معها ..


وبالرغم من جهله لـ لب المشكلة .. فـ هو سيحاول أن يحثها على ان تتكلم .. علّها رأت منه أمراً جرحها او اغضبها وهو لا يعرف ..!!


رفع رأسه ما إن رآها امامه ..

ارتجفت جنبات صدره العاشقة وهو يتأمل احمرار وجهها القمحي من أثر بخار الماء الساخن ..
شعرها المبلل الكثيف بشكل "يرغمه على الغرق بين موجاته" ..
وثوبها المخصر البارز تماماً لجمال قوامها الممشوقة ..


تسمرت عيناه على شفتيها .. بالتحديد على الأثر الأحمر الناتج عن جُرمه الفتاك مساء ذلك الأحد ...


ابتلع مافي بلعومه محاولاً ان لا يتهور وينقض مرة أخرى على شفتيها ويتذوق رحيقهما الصافي ..


كم مضى على آخر مرة تذوقت أيها الملتاع رحيق هذه الطاغية ...!!!!
كم مضى بحق الرحمن ....!!!

منذ يوم الأحد ..

اي يوم .. يومان .. ثلاثة أيام .. أربعة ايام .. خمسة أيام .!!

خمسة أيااااااااااااام ..!!



مرت من جانبه واضعةً كل معاني الاكتراث المعدوم "الصقيعي" على ملامح وجهها ..

لا تريد ان تضعف .. ليس وهو الآن يرمقها بـ نظرات تهلك بـ حق سيطرتها على اعصابها .. ليس وهو يلتهمها بعيناه المثقلتان بـ هالة رجولته "القاتلة" ......!!!


إياك أن تضعفي يا آمنة .. إياك ..!!



وقفت امام الدولاب لتبحث عن "لاشيء" .. لتبحث عما سيجعلها تبتعد عن مدار ذلك الذي يوتر كيانها ..


كان قلبها يرتجف من شدة كتمها لانفعالاتها ..

مجروحة هي حد الموت .. غاضبة هي حد النخاع .. وتشعر بـ مرارة فظيعة تغزوها لما يجري بينها وبين زوجها ..

تشعر بالألم يهلك التعقل في عقلها وهي تظن بـ زوجها ألف وألفان من السوء ..

غير ان الغيرة تحترق في وجدانها حرق النار للأخضر واليابس .. تحترق من غيرتها حتى تكاد ترى ساقاها تحترقان معها ..



انتفضت بمكانها ما إن احست بذراعاه تمسكان خصرها بـ قوة ..
وشعرت بـ صدره الصلب يلتصق بظهرها ..

وسمعت صوته "المشابه لنسيم البحر" يهمس بأذنها بـ خفوت مبحوح أجش:
دنيايه تظلم وتغدي بلا روح لا ريت الجفا بعينج ....



ارتفع مستوى ثقل تنفسها ما ان تخلل حروف كلماته دهاليز روحها ..


ارجوك .. ابتعد ارجوك ..
لا اريد ان اصدقك .... لا اريد ان أُجن وأكذب ما سمعته اذناي ..
لا اريد ان اجعل من حبي لك اداة تسيطر على كرامتي كـ أنثى .. كـ عاشقة .. كـ زوجة ..!!
لا اريد ..



أغمضت عيناها بقوة ثم تنفست بقوة أكبر لتهتف بـ صرامة خلت العاطفة: بوخويدم .. انزل الميلس ابوك وخوانك يتريونك ..


لم يتزحزح من مكانه انشاً واحداً، بل زاد اقترابه منها وهمس بأجش اشد خرج كـ سلاسل صوتية تربك سيطرة القلوب:
بس انا اباااااااااااااج ..



لا تعرف كيف صدح صوت تلك الفتاة المتأوهة الملتوية تحت نار الحب في اذنيها


آآآآآه حبيبي بطي .. أحببببببك .. أحببببببك واموووت فييك .. خلك معايه دووووم لا ترد العين ..
آآآه فديييتك اناااااااا ..



ومن غير احساس منها ... دفعته بعيداً عنها بعنف وهرعت للحمام .. وبدأت تستفرغ كل ما في جوفها ..


لحقها بطي بـ جزع حقيقي حتى اقترب منها وقال: اموون .. امون حبيبي بلاااج ..؟!


لم تجبه وانما اكملت استفراغها وصوت "تلك" لا يفارق مسامعها ابداً ....


مسحت فمها والاعياء قد أخذ مأخذه الضاري فوق تقاطيع وجهها الجميل .... ثم هتفت بنبرة مرتجفة/مُتألمة/مرهقة الروح: اطلع

صرخ بطي بـ غيظ لم يحاول كتمه .. فـ هذه الآمنة تتصرف بغرابة شديدة معه ولا تعطيه الفرصة كي يعرف ما بها: شو اطلع وانتي جييييييه .. خبريني بلااااااااج ..!!


وفجأة .... امسكت امنة علبة صابون اليد ورمتها على الحائط وقالت بـ هستيرية وصلت حد الجنون: اطللللللللللع مابا اشوووووووفك اطلللللللللللللع ..

احتد فم بطي بـ قهر بالغ وهتف من بين اسنانه: والله لو ما الرياييل يتريونيه جان عرفت اظهر منج الرمسه غصبن عنج .. بس ماعليه ... صبري عليّه .....

وسرعان ما استدار بجسده وخرج مخلفاً ورائه تلك التي انفجرت بالبكاء المرير .. بكاء انثى ايقنت للتو كم هي "مغفلة" ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



ارتجف صدرها ما إن تلقت الحديث من والدتها ....
رصت على عيناها بـ ذهول/عدم تصديق/تشوش عقلي تام ... وقالت بـ خفوت:
اشووووووووه ...!!!!!
ابويه سار العين يخطب حق سلطان ...؟!!


التمعت عينا ام حميد بـ سعادة، فهي تحب ذلك السلطان وتريد له الخير والسعادة: هيه والله ساروا يخطبوله .. الله يتمم لهم على خير ان شاء الله ..


خافت ان تسأل عن اسم الفتاة "التي تعرف تماماً من هي" ..
خافت ...
خافت ان تجن .. خافت ان يطير عقلها وتركض بين الدروب وتضيع ..

هي لا تبالغ .. هي خائفة من هذا الأمر حقاً ..!!!!


فـ سلطان لها ..!!!
لهـــــــا ..
والتي تفكر بأخذه منها ستسبب بجنونها لا محاله ..!!


لم يكن هناك داعٍ لأن تسأل .. فـ امها اخرست كل ما فيها من حواس/نبضات ما إن قالت بـ حنان بالغ عفوي: ما بيلاقي احسن عن شما شيخة البنات .. ربي يحفظهم من كل شر ..



هنــا لــم تتحمــل ..
لــم تتحمــل ابــداً ..


استدارت ببطئ مخيف وهرعت الى غرفتها بنظرات تملأها الجنون الصامت ..



أغلقت الباب بقوة اهتز معه جدران الغرفة ... ثم اخذت تمشي بـ عشوائية ليس لها اتجاه ... بهستيرية ليس لها همس ... بنظرات ضبابية خالية من اي احساس ينبأ بوجود "الخير" ..


كانت تلهث بصورة مبالغة ولسان "غير المتزن" يردد أربع كلمات ترتعشن بين شفتيها:
بتاخذه عنيه مرة ثانية .... بتاخذه عنيه مرة ثانية .... بتاخذه عنيه مرة ثانية ..



.
.
.
.
.
.
.



ذات المكان .. ذات المنزل ..
ذات المجلـــــس ..



لم يتغير من هذا المجلس العامر الكثير .. لم يتغير فيه سوى تجديد الارائك وألوان الجدران والسجاد ..

ذات المجلس الذي خرج منذ مذلولاً مخذولاً منذ إثنا عشر سنة ..


مر طيف "تلك" ذو الأُلق الأنثوي المهيب هاتفاً بـ صدى يصدح أرجاء عقله ..
صدى عُمره سنينَ طويلة ومازال يمتلك في جعبته "ازدراءاً قاسياً لـ شخصه هو"

صدى لا يرحم .. لا يرحم أبداً ..!!!




"لولوةْ خويدم بن زايد منقايه من الزين وهب كل وقى ايوزلها"



هب كل وقى ايوز لـ بنت خويدم يا بومييد

هب كل وقى ايوز لـ بنت خويدم يا بومييد

هب كل وقى ايوز لـ بنت خويدم يا بومييد




شد من قبضة يده بـ جبروت قاسي وابتلع ببطئ ريقه الذي جف ما إن وطى برجله أرض هذا المجلس ..

مالذي تفعله بـ حق الله يا سلطان .. مالذي تفعله ..!!!

كيف رضيت بالمذلة مرة أخرى ..!!

كيف تضع نفسك في سكة الخذلان بعد خذلان قاسي اذاقك المُر ..!!

كان بإمكانك رفض طلب صديقك .. أجل ..

كان بإمكانك ..


لمَ تهوى المجازفة والمخاطرة براحة روحك الأبية ..!!

أم انك يا سلطان اعتدت التعامل مع "ذاتك" كـ تعاملك القاسي مع المجرمين ..!!!



هتف بنبرة عالية رجولية رنانة وهو يدنو من أبا سعيد: والله ما تنش يالغالي ايلس ايلس ..


قبل رأس أبا سعيد بعد ان انحنى بـ قامته الفارعة ثم انحنى أكثر ليقبل كتفه اليمنى مرتين ..


منذ ان أطل سلطان وعينا أبا سعيد في حالة شجن خالص .. في حالة عاطفة جياشة تبعث في المكان جو من زمن آخر ..

من زمن آخر تماماً ليس فيه تباعد/جفاء/ألم ..!!

زمن كان فيه أبا سعيد يحمل بطي وسلطان على ظهره ويركض بهما وهما يتضاحكان بكل براءة لذيذة ..

زمن فيه شبّ ابناه .. ابنه الذي من صلبه .. وابنه الذي من صلب صديقه ..

زمن كان فيه يتأمل وجه سلطان الشاب ويقول بـ فخر عاتي: اشهد انك يا ظاعن ما مت ..



زمن جميـــــــل .. جميـــــــل جداً .. كـ جمــــال لمعان محاجر هذا المُسن المثقلة بالشجن والحنين ..


قال بـ بحة خرجت عميقة حد الفناء .. بحة مشتاقة حانية لأبعد حد: بطيت علينا وااااااااايد يا سلطان ..
وااااااااااايد يا ولديه ..


لانت عينا سلطان بـ صورة غريبة ما إن سمع كلمات هذا الغالي على قلبه .. يعترف انه ابتعد كثيراً عنه فيما مضى ..

لم يتعمد ذلك ..


انما الوجع عندما يتمكن من وجدان الارواح الشامخة .. تدفعهم بشراسة للابتعاد والاختلاء بأنفسهم كما لو انهم يرغبون بـ محو كل ذكرى أرقت حياتهم .. كما لو انهم يرغبون بنسيان علقم الكبرياء المُداس بعزلتهم هذه ..

حاول في السنوات ان لا يدخل هذا المنزل ولا يجلس في هذا المجلس بالذات .. كان كلما رغب برؤية ابا سعيد وإلقاء السلام عليه يذهب ليراه في عزبته الخاصة ..

هناك يضمن ان لا ذكرى ستدوس ارض ذكرياته ولا صورة مقيتة تمر امام عيناه بـ قسوة/مبالاة معدومة ..


هتف سلطان بنظرة معتمة: وانا احمد ربيه ان عقب البطا ما ريتك الا بـ خير وصحة وعافية ..
يعل تبطي سنينك يا بوسعيد ..
(ريتك = رأيتك)

قبل رأسه مرة أخرى وتراجع قليلاً كي يعطي المجال للبقية كي يلقوا السلام عليه ...

ثم مر بـ أبوسيف، بطي، واحمد وبعض رجال عائلة بن خويدم المقربين وسلم عليهم بأنفه ..


هتف بطي بابتسامة جذابة وهو يربت على كتف صديقه الغالي: حي من لفانااااا حيهم .. في ذمتيه ذمه انها العين انورت ..

سلطان بابتسامة خفيفة برزت القليل من صف اسنانه البيضاء: الله يحييك ويبجيييك .. امبونها العين منوره ابكم يالغوالي ..

دنا بطي من صديقه ليهمس له بخفوت كي لا يسمعه أحد: اونك انت عاده، غادي رزة وثجيل ..

ضحك سلطان ضحكة لم تتجاوز عيناه .. فـ مزاجه المُرتبك/المشغول تماماً لا يستقبل الآن اي دعابات من أحد ..


سمع بطي وهو يرحب بصوت عالي بـ ذياب: مررررحبا مرررررحبا الساع بـ الذيـــــب ..
انت وينك يا رياااااااااااال ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



أخذت تقفز بجنون وتصرخ بـ حالمية أنثى "سُلب عقلها للتو": يا وووويلي يا وووويلي .. ما شفتن اللي شففففته انا وحصوووه ما شفتن ..
يا رباااااااااااااه .. حرام ينه دخلتهم دخلة شيوووووووخ ..


لم تعلق شما البتة على كلام ميرة بل فضلت اخذ وضعية الصمت وهي تمشيط شعر الفتيات الصغيرات بـ هدوء غامض/مريب ..

اغلقت حصة فم ميرة بـ غضب: صخي يا حماره عن تسمعج امااااايه ولا يدوووه ..

نزعت ميرة يد حصة من فمها وقالت بـ عينان تلمعان بشكل فكاهي: واحد منهم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد .. اسميه ما خلى للعرب غوى .. وزود عن غواه عليه هيبة هب طبيعية ..
يا ويليه انا كم بتحمل .. قبضونيه يا ناس عن يطير العقل واحدر عليهم الميلس ..
(قبضونيه = امسكوني) (غوى = جمال/وسامة)


ضحكت حصة بخفوت وهي تقرص اختها علّها تغلق قليلاً فمها الثرثار .. وقال بـ ابتسامة خبيثة: حتى الثاني راعي الجي فيفتي فايف مزيون يا ختيه هههههههههههههههههه

ضحكت العنود ومعها آمنة التي "أخفت كل مافيها من آسى بـ جدارة" وقالت بنصف عين: دام حصيصي قالت عن ريال مزيون فـ هو اكيد مزيون هههههههههههههه

ضحكت حصة بشقاوة لتهتف بعدها بتساؤل: اللي اطولهم ماعرفته .. منووه ..!!!

ميرة: وااااااايه العووووق .. هذا اللي ابا اعرفه ..!!!

قالت العنود بابتسامة خبيثة: عاد هذا بالذات ممنوع عليج ..
اولاً أكبر عنج بـ 22 سنة .. ثانياً هذا بيصير من ممتلكات عمتج شما ههههههههههههههه

اتسعت عينا ميرة شما بـ ذهول ثم تحول الذهول تدريجياً لـ خبث هاتفةً بتفكه مشاكس: أوه ماي قاااااااش .. ثره الغاوي بومييد ماغيييير ..
بس تصدقن !!
هب مبين ابد انه في الأربعين .. يوم شفته عطيته في الثلاثين من عمر سيف خويه ..


كانت آمنة بالرغم الذي تعانيه في قلبها، الا انها لم تستطع اخماد قلقها المتزايد على صديقتها .. فـ هي تعرف شما معرفة تامة .. وتعرف ان صمتها الغريب هذا ناتج عن هيجان اعاصير عاتية من مشاعر مكتومة وانفعالات قاسية في روحها الآن ..


اقتربت آمنة من شما واضعةً جانب شعرها خلف اذنها لتقول بـ حنان بالغ: شوشو حبيبتي تبينا نرمس شوي ..؟!

هزت شما رأسها بالنفي بحدة صامتة .... وهتفت لـ لطيفة الجالسة امامها: وين شباصتج ..؟!!

أعطتها لطيفة شباصة شعرها .. واكملت شما عملها بـ صمت مهيب "لم يحرك ابداً اي تعبير من تعابير وجهها الجامدة"


قالت آمنة بـ خفوت محاولةً اخراج شما من هذه الحالة المريبة: شما اللي تسوينه غلط .. الكل شاك انج مغصوبة على هالعرس .. جان ما تبين الريال قولي .. هذا زواج يا شما هب لعبه ..

شما بـ نبرة صقيعية خلت من اي احساس: خل يصير اللي يصير .. خلاص ما عاد لـ رايي جيمة ..

ثم بعدها وقفت كي لا تسمح لـ آمنة بأن تكمل حديثها "الذي تعرف بأنه سـ يكوّر ببساطة غصة كبيرة في حلقها" ..

واردفت بـ نبرة هادئة: بروح اشوف موزه .. من خلصنا تنظيف وهي مختفية ماعرف وين سارت ..



.
.
.
.
.
.
.



ما ان انتهى كبيرهم أبا حميد من سرد المقدمة المعروفة بشأن الخطبة وتلقى الرجال من طرف عائلة بن خويدم الموافقة المكسوة بروح الابتهاج والفخر حتى وقف "هو" بـ قوة بالغة .. قوة تخلله الهيمنة الكامنة/الثقة/الغموض التام ...

ثم هتف بنبرة رجولية رنانة موغلة بـ الأدب والاحترام:
راعــــي زعفـــــرانه ..


هتف أبا سعيد بـ بحة عالية رنانة "معتدة" للذي يناديه بلقبه الشهير بين الناس: لبييييييه ..

سلطان بذات نبرته العالية الثابتة: يعلك تلبي حاي انت ومن يقول آمين ..

أمّن جميع الرجال بصوت عالي رنان: اللهم آميييييييين ..

أضاف وهو يربت على كتف عمه أبا حميد وقال بـ سيطرة كاملة موجهاً نظرته لأبا سعيد:
لا هان عميه بوحميد ولا هان خويه بوذياب ويميع الحاظرين .. انا طالبن منك طلبه وبإذن الله ما بتردنيه ..


انتفض ابوسعيد بمكانه وقال بـ حمية بدوية صرفة تخللها استنكار: انا ولدك يا بويه .. يهبى ويعقب اللي يردك يا ولد ظاعن ..
وامرررره اللي تباااه تمممم وصااااار ..


أومئ سلطان برأسه بخفة تخللها احترام رجولي/تقدير ... وقال: ربي يعز شانك يالقرم ولا هان مقدارك
(القرم = الرجل ذو المكانة العالية والشأن الكبير)


صمت قليلاً ليترك بريقاً غريباً يمر امام عيناه بخيلاء خفي ... ثم اردف بـ صرامة مسيطرة تماماً بنظرة صقرية خبيثة: طويل العمر .. المليج خاري يتريه ..



.
.
.
.
.
.
.



تقلبت داخل فراشها بتململ شاعرةً بالكسل الشديد يغزو جسدها ..

سمعت صياح والدتها وهي تقول بـ حنق شديد: يزووووووووووي يزووووووووووووووووي

لم تجب أليازية وهي مستمرة بالتقلب وتمديد ايديها ورجليها بـ برود بالغ .. الا انها جفلت بـ جزع عندما انتُزع اللحاف من على جسدها وصوت والدتها يهتف بـ حدة غاضبة:
نشي صلي يزوووووي

هتفت أليازية بـ صوت ناعس: زين زين امايه .. بنش الحين ..

أم مانع بـ خيبة حقيقية واستياء: قومي يا بنية قومي .. والله ين هالكسل ما بينفعج في قبرج قووووومي ..

ما إن سمعت أليازية كلمة "قبر" حتى ارتعدت وقامت بسرعة ودلفت للحمام ..

هزت ام مانع رأسها بـ ذات استيائها ودعت لأبنائها بالهداية ..

تنهدت وهي تخرج من غرفة ابنتها لتتجه لـ غرفة ابنها ..

فليعينها الله الآن على ذلك الـ "مانع" ..


طرقت باب غرفته وهي تهتف بحدة كما فعلت مع ابنتها: مااااااااانع .. مااااااااااااااااااانع نش يلااااااااااااا ..


طرقت كثيراً حتى احست ان يدها تورمت ..


: يا مااااانع قووووم .. صلاااااة المسيد وطوفتهاااا .. بعد ما بتصلي في البيييييييت ..!!!!!
قوم يا ولد خاف الله في رووووحك ..



فقدت الأمل بأن يجيب ابنها عليها ..


ابتلعت غصة عميقة ودعت للمرة الثانية بكل صادق ان يرزق ابنائها الهداية والرشاد ..



الذي لم تعرفه ..
ان مانع لم يكن بالنائم ابداً ..

بل كان في اقصى مكان في غرفته .. يتكلم مع أحدى "عشيقاته" في الهاتف ويضحك ..

لم يكن يضحك لـ دعابة سمعها ..!!

بل يضحك سعادةً ونشوةً بالغة لأن إحدى عشيقاته استطاعت جلب ما رغب بامتلاكه منذ عدة ايام ..!!!


"رقــم هــاتف ميــرة الشخصــي"






نهــــاية الجــــزء الســــابـع عشــــر

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 04-02-15, 08:09 PM   المشاركة رقم: 212
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي النصف الأول من الجزء الثامن عشر

 







الجــــزء الثــــامن عشــــر



،



لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي
وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه
وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى
مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ
وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي
وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى
شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ
وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ
سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي
وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني
فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ
وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا
عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي


لـ أبو الطيب المتنبي



،



تجمدت في مكانها ما إن أخبروها ان "ذلك الرجل" قد طلب ان يعقد القران الآن عليها ..

كيـــــف ..!!!!
ولمـــــاذا الآن ..!!!!
ولم بحق الله يرغب بأن يتزوجها بهذه السرعة ..!!!



كل هذه الأسئلة كانت تقف حائرةً وسط صدرها المرتجف ..

ليس بمقدروها التفكير حتى بالاعتراض .. او السؤال عن الاسباب ..!!

ليس وهي واقفةً امام بطي المستعجل بشكل كبير ليعرف رأيها ثم ليُدخِل عليها الشيخ ويسألها ..


سمعت بعقل مشوش صوت بطي الخشن وهو يستعجلها: هاه شميمي أدخّل المليج ...؟!!


أحست بيد آمنة الدافئة تمسك بيدها اليمنى لتخبرها بأنها بقربها وستمد لها القوة اللازمة ..


وبحركة خالية تماماً من الحياة/الالوان/الاحساس/التفكير .... هزت راسها بـ "أجــــل" ..


وبلمح البصر ..


لمحت من خلف الباب ظل الشيخ وهو يلقي السلام عليها ويسألها عدة اسئلة ..

كانت ترى الضباب الكئيب بعيناها وهي تمسك بالقلم وترى كتاب العقد امامها .. تشعر ان الدنيا تدور بها وان الحياة قد اختفت للحظات ..

الغصة التي حاولت نفيها منذ ايام قد تكورت بقوة وسط حلقها لتنبأها بـ حقيقة واحدة ..!!!!!


حقيقة انها الآن كالشاة المُساقة لـ مقصبة الذبح ..!!!!


تريد النواح .. النواح الشديد وذرف دموع الآسى/الخوف من المجهول ولكنها لا تستطيع ..

لا تستطيع ..!!!


احست هذه المرة بـ كف كبير دافئ يمسك بيدها وتُسكن رجفة يديها ..

كانت ترتجف طوال الوقت وهي غير مدركة لذلك ..!!!!

سمعت همس شقيقها بطي يقول لها بـ حنان بالغ: سمي بالرحمن فديتج ووقعي ..



.
.
.
.
.
.
.



بـ عقل معدوم تماماً ... نزلت عوشة من غرفتها بينما هاتفها يرن بتكرار مزعج .. لم تجب عليه مع علمها الكامل ان الذي يتصل هم ابنائها ..

ولكن للأسف .. فـ جنونها الحالي أبى دخول عاطفة الامومة في قلبها وايثار حاجات الابناء على رغباتها ...

رغباتها ...!!! ... مالذي ترغب بفعله ..!!!!
لا تعرف .. هي لا تعرف ما بيدها ان تفعل .. !!!


هي فقط تريد ان تخرج عن اي مدار يذكرها بأن هناك أمراً محاك ضد ارادتها .. وضد كل ما هي ترغب بامتلاكه ..!!

من الممكن ان تخرج بحل عظيم ما إن يصفو ذهنها ويرتاح عقلها عن التفكير قليلاً ..!!

فتحت حقيبتها وأخرجت مفتاح سيارتها القديمة ..

فـ هي قد تعلمت قيادة السيارة قبل ان تتزوج ولديها رخصة .. ولكن الى الآن لم تجد الحاجة للقيادة بنفسها وهي التي تملك الخدم والسائقين بوفرة ..

والذي كان يواجهها بسؤاله عن حاجتها للرخصة وهي لا تقود ..

كانت تجيبه باختصار شديد ... "هي تفعل ما تريد .. في الوقت الذي تريد" ...!!!!


اتصلت بـ صديقتها المقربة علّها تتمكن من اخراجها من هذه المصيبة التي حلت على رأسها ..!!
وعلى حياتهـــــا ..!!



.
.
.
.
.
.
.



وقف جميع الرجال بتأهب ما إن سمعوا زغردة النساء .. وهمّ الجميع بتهنئة سلطان الذي كان يقف كالجبل المهيب لا يهزه شيئاً على الاطلاق ..

لم يعرف احداً بالانفعالات التي تعيث في ارض روحه فساداً .. لم يعرف أحداً بتاتاً بالافكار المجنونة التي كانت تختال بـ صورة مزعجة في عقله منذ ايام ..

لم يكن ليسمح لـ "تلك الصغيرة" ان تذيقه علقم الذل مرة أخرى ..!!

لم يكن ليسمح لنفسه ابداً أن يثق بها بعد ما حدث فيما مضى ....!!!


لهذا قرر الامساك بزمام الامور منذ اللحظة الاولى وعقد القران عليها اليوم و"بشكل مفاجئ"..


ابتسم ابتسامة صقرية سوداء ما إن سمع أبا ذياب يقول بـ خبث: ثرك هب هين يا سليطين ..

قهقه سلطان بـ خفوت "مُنتصر" من بين مقلتاه المعتمان: هههههههههههههههه

هتف أبا ذياب موجهاً حديثة لأبنه: بويه ذياب بلاك ..؟!!

ابتسم ذياب بـ هدوء بعد ان حك عيناه الحمراوان: امواصل من البارحة ومصدع ..

أبا ذياب بـ ذهول: شعنه بسم الله ..؟!!

ذياب: ما يانيه الرقاد والله ..

امسك بكتف سلطان ليهتف بـ حزم: دقايق بييب من موتريه بندول ..


سمع صوت أبا سيف الرنان وهو يهتف: بوهامل وين ساير .. الحينه بنحط الغدا ..

إلتفت ذياب للأخير مجيباً عليه بنبرة تقطر تهذيباً: راد راد عميه عبدالله ..



خرج من المجلس ومشى باتجاه سيارته المركونة داخل موقف السيارات القريب من منزل أبا سعيد الداخلي ..


كان من فرط الصداع لم يشعر بنفسه وهو يركب سيارته ويشغل محركها قبل ان يفتح المكيف ويوجهه لـ وجهه ..

بحث في الرفوف عن علبة المسكنات حتى وجدها ..


فتح قنينة الماء الذي جلبه معه ثم سمى بالرحمن وابتلع حبة منها ..


انزل مقعده للخلف ليرخي جلسته قليلاً .. وقرر ان يغمض عيناه لثوانٍ قليلة فقط حتى يبدأ مفعول المسكن بالسريان .. فهو لا يستطيع الرجوع للمجلس والجلوس مع الرجال مع وجود هذا الصداع البغيض ..!!!


ولكن حدث الذي لم يكن بالحسبان ..!!



انتفض بمكانه وهو يسمع الطرقات الناعمة الحادة على نافذته ..


اعتدل بجلسته قاطباً حاجبيه باستنكار من الذي يطرق بهذا الشكل المزعج ..


اتسعت عيناه بـ ذهول وهو يرى طيف فتاة وراء النافذة ..

لم يكن يرى بوضوح من شدة الصداع والارهاق .. بل لم يستطع رؤية وجه الفتاة المكشوف كلياً ..!!




كانت تطرق بهستيرية تامة .. لم تعرف كيف لبست بسرعة حجاب رأسها ولبست حذائها وخرجت ما إن ابصرت من بعيد سيارة أخيها حارب ..


هي ذاته سيارته السوداء .. حتى انها لم تكن لتخرج لو انها لم ترى الرقم الثلاثي المميز الخاص به ..


خرجت وهي تنجرف وراء الحنين، الشوق، الرغبة بالامان بأمواجه الهوجاء راغبةً بـ شم رائحة والدتها منه ..
راغبةً بـ التلذذ بدفئ أباها "القديم" العبق من صدره هو .. آملةً بـ رؤية أخاها عبيد بعيناه هو ..


حارب .. أيها العضيد القاسي .. تعال ..!!



طرقت النافذة حتى غدت يدها اليمنى محمرة ..

وبانفعال عاطفي صرف .... امسكت مقبض الباب وفتحته بقوة ..


ما إن فتحته حتى تسمرت دموع الوجع في محجريها العسليتان .. وارتجف فمها وهي تنظر للرجل "الذي لم يكن بأخيها" !!



كشر ذياب وجهه وخرج ... كانت تكشيرة مستهجنة غاضبة .. فـ هو فوق غضبه من هذا الصداع .. زاد غضبه من هذه التي تقسو على محبوبته "سيارته"..!!!


هتف بـ خشونة لم يتعمدها ابداً وهو يلمح هيئة الفتاة بأكمله ولم يرى بوضوح وجهها الأحمر الباكي: حوووه حووووه كسرتي جامة موتريه ..
(جامة = نافذة)
عنبوه هب ايد عليج ..



عرفته .. كيف لا تعرفه وهو الذي رافق شقيقها عبيد منذ الصغر ورأت كم الاثنان لا يستطيعان مفارقة بعضهما ..!!!

وصلت خفقات قلبها المجنونة عتبات مسامعها .. خفقات كان تصدح بـ جنون الخوف ..

والغضــــــــــب ..!!!!

غضب كان خليط من اسباب عدة وليس من سبب واحد .. أولها خيبتها الكبيرة بأن هذا الرجل لم يكن أخاها حارب ..
ثانيها ان هذا الرجل تحدث معها بطريقة غير لائقة ..!!

وهي أبداً ليست معتادة على هذا التعامل الخشن ..!!!


لم تشعر أبداً بسريان عاصفة هوجاء من العسل داخل مقلتاها وهي تمسك بحافة الباب وتدفعه باتجاه ذياب بقوة عنيفة ..


اتسعت عينا ذياب واتضحت الرؤية امامهما ما ان شعر بالضربة على ذراعه اليمنى ....
ثم صرخ بـ توجع حقيقي: آآآآآخخخخخخخخخخ ..



ما ان فعلت فعلتها حتى ركضت مبتعدةً عنه إلى ان لفحت وجهها أشعة الشمس بصورة طاغية ..

شعرت بأنها لم تأخذ حقها من ذلك المغرور ..


استدارت إليه بـ جرأة غريب "طال زمن خموده في روحها" .. ومدت لسانها بشكل خفيف تخلله احتقاراً "لم يكن بالخفيف ابداً" ..

هنـــــــا ..
رآهـــــــــــا ..!!!!



رآى تجسيد خلقة الله ماراً بـ غرور قاتل أمام مقلتيها المضرجة بـ "العسل" ..


والتقطت عيناه الذئبية بـ سرعة حادة طيف بسمة توقفت بـ خيلاء انثوي ماكر على ثغرها الصغير المتورد ...


أدرك للتو معنى ان يكون للعسل خبث .. وان يكون لـ مذاقه ذلك السم اللذيذ ..!!!


للتو فقط .. استوعب ان قلبه الذي بين جنباته "يعرف معنى الرقص على صفيح من لهيب خالص" ..!!


للتو فقط ..!!

بدأ يشعر أن للدنيا واجهة أخرى ..

واجهة تطل على النعيم ذاته ..!!!

نعيم دنيوي بث فيه رب العزة الجزء القليل من انفاس نعيم الآخرة ..!!



كان صدره يعلو ويهبط بقوة واضعاً يده اليسرى على ذراعه اليمنى محاولاً ان يخفف بحركته انفعالاته الداخلية لا ألمه الخارجي "الذي انحسر تماماً" ..!!!


رمقها من تحت رموشه بـ تشكك ذو ألق غريب ..

لا يعرف ما إذ قابل في حياته صبية لها هالة "أثيرية" كهذه ..

ولكن ..!!

يشعر حقاً إنه رآها من قبل ..

رآى هذه "الجنية" الصغيرة فيما مضى ..!!!


ادخلت موزة لسانها الصغير بشقاوة صامتة واستدارت بسرعة لتدخل المنزل قبل ان يلمحها أحد من الرجال ..

ما ان ركبت الدرج اليتيم الذي كان بقرب مواقف السيارات حتى التوى كاحلها وسقطت ..



.
.
.
.
.
.
.



: اشووووووووووووه ....؟؟!!!
يعله في ذمتتتتتتج ....!!

حصة: والله نعوم توه المليج ظاهر من عندنا ..

أضافت بتساؤل ما إن ادركت صدمة صديقتها: هو ما خبركم انه ناوي يملج على عموه اليوم ..؟!

ردت ناعمة بحاجبان معقودان: يعني الحينه لو هو مخبرنها بنشدج لو صدق اللي قلتيه ..؟!!
طبعا ما خبرناااا ...

وضعت حصة يدها على خدها بـ ذهول: اويييييييه .. شعنه ما خبركممم ...؟!
تحرينا نحن بس اللي ما نعرف .. ثره هو هب مخبر حد ..

ناعمة بـ حدة كان سببها فعلة عمها سلطان .. فالذي فعله قد يجعل من جدتها محطمة القلب ومجروحة: الله يهداه بس .. الحينه شو اسوي ..!!
ماقدر اخبر يدوه اخاف تضايج ..

حصة: لا لا .. لا تخبرينها .. يوم يرد عمج هو بيخبرها .. احسن يوم هي تعرف منه ..



.
.
.
.
.
.
.



دخلت غرفتها بعد ان تمكنت بصعوبة من التفلت من بين ايدي نساء عائلتها وألسنتهن التي تبارك وتهنئ بـ فرحة بالغة الحد ..

استندت بـ ضعف "متخدر" على ظهر الباب ..

ومن غير ان تشعر برجفة ثغرها .. وبرجفة اهدابها العذبة الوجلة ..

سقطت دمعة حارقة/يتيمة/قاسية/لهيبية .. دمعة احرقت الفينيق الذي بداخلها واعادت احيائه بقدرة الله ..

دمعة جعلتها تمشي على لظى الذاكرة وتذهب بعيداً .. بعيداً جداً ..

لـ يوم تقطع فيه قلبها لأوصال ليس لها عدد ولا حصر ..!!



.
.



: ليش سلطااااااان جذب عليه ليييييييييش .. انا شو سويتبه عسب يلعب فيه جيه ..!!


كانت تحدّق بالفتاة التي تبكي بـ حرقة وصدمة أذاق وجهها معاني الشحوب ..


لم تستطع التفوه بكلمة ..


كيف تساعدها وهي نفسها تحتاج الآن لـ حائط تستند عليه من هول مصيبة قلبها ..!!!!


أكملت الفتاة ببكاء حاد: ليش بيعرسس سلطااان خبريني ليشششش ..!!!
ليش ما ياخذني انااااا .. شو قااصرني انا عسب ما ياخذنيييي ..!!!


كانت تبكي بشكل جنوني غير مستوعبة السكاكين التي تخدش ببطئ وجدان التي امامها ..

لم تصمت .. بل أكملت بـ هستيرية وهي تمسح دموعها بعنف: بـ بـ بـسسس هو قاااالي انه بياخذها بس عسب يسكت امه .. هيه هيه هو جيه قاااالي ..
وقالي بعد ان اصلا هاذي اللي بياخذها خسفه ما تتشاهد وانيه انا احلى عنها بـ وااااايد ..


ضحكت بـ خفة لتهتف بعدها بخفوت: تخيلي بعد شو قااال ..

تراقصت جفون شما بـ انفعال "مميت" مكتوم ... وهتفت بـ بحة أبدية: شـ شو قال ...؟!

ابتسمت ابتسامة شامتة مجنونة ... وقالت: قال دام انه تورط مع هاذيج اللي ما تتشاهد .. بياخذها مال شهر شهرين عقب بيعقها .. لأنه هو ما يبا وحده تغث فوااده يوم بيسير عند هليه يخطبني ..
(تغث = تزعج)


ابتسمت بـ خجل طفولي واضافت بـ سرور منتشي: وخبرني انه هو يحبني واااايددد ..

رفعت اهدابها الخجولة الى شما وأضافت بنشوة وهيام: شموه سلطان قال انه يحبني كبر هالدنيا وما فيهااااا .. وانيه عنده اسوى خلق الله يميع ..
آآآآآآآه فديته ياربيه .. ادريبه ما يهون عليه يخليني عقب ما تعلقت به ..


نظرت مرة أخرى لـ شما "التي وصلت حد الاحتضار داخلها" وقالت بهمس: سلطان علقني به من الخاطر شموه .. من الخاطر .. ما بتحمل بعاده عقب ما ذقت حبه .. ما بتحمل والله ..

امسكت فجأة بـ جنون يد شما وقالت بـ حدة: ما بيخلينيه سلطان .. صح شما ..!!!
ما بيخلينيه ..

هزت شما رأسها بصورة "ميتة" وقالت بنبرة شبه مسموعة جامدة حد الفناء: هيه عوشة .. ما بيخليج ..



.
.



شدت بـ قسوة قبضتي يديها لتقول بنبرة ارتجفت خلف اسنانها المتراصة: آآآآآآآآآآآآآه يا رررب ..
أحس بـ ناااااااااار شااااااابه بـ يوووووفيه .. ناااااااااااااااررر ..








(يتبــــــع يــــوم السبــــــت ان شــــاء الله)




 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 04-02-15, 10:40 PM   المشاركة رقم: 213
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7754
المشاركات: 148
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة شقى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 




مساء الطاعه ..




الجزء16


سلطان
و ارتاح شوي لوضع حارب
و الدور على الوضع اليديد ..


شما
سبحان الله كل انسان اذا تضايق عنده شي
يحط حرته فيه و شما حطت حرتها
بالطبخ
شكلها باجر اذا تزوجت سلطان دهرها تطبخ و تنفخ ..


عوشه
رميتي خبثج بدرب
ريلج
تبين الفكه
بس صدقيني اذا باعتقادج ان هالشي
ممكن يعطيج مجال انج تكونين لسلطان
فانتي غلطانه و بقدر حلم احمد
بتشوفين غضبه ..
بقدر ما تجرحين من حولج
بيرد لج هالشي
فالله يمهل ولا يهمل ..
و الجزاء من جنس العمل ..


بطي و مرته و سيف و مرته
مد و جزر
فعلا الحياة الزوجيه
كل المواسم الفصليه و الاجواء الجويه ..


حصه
و ثارت على خطبة فلاح
هل ممكن ابوها يمشي على هواها ولا بكون له راي ثاني ..؟!


روضه
ناعمه بتساعدها
و اكيد هالمساعده ممكن تفتح باب لسلطان
انه يكتشف شي بقضية سعيد و بوحارب
غايبه عنهم و تعينهم ..



دمت بود :)

 
 

 

عرض البوم صور وردة شقى   رد مع اقتباس
قديم 04-02-15, 11:08 PM   المشاركة رقم: 214
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256595
المشاركات: 182
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداعأم مروان عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 326

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم مروان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

 
 

 

عرض البوم صور أم مروان   رد مع اقتباس
قديم 05-02-15, 07:23 AM   المشاركة رقم: 215
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2014
العضوية: 284391
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: شما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداعشما بنت محمد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 302

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شما بنت محمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

×

،

ياآ صباح الفل والياأسمين على أحلى طلة صباآحية . .

يعطيج ترليون عافية على هالكم من المواقف والمشاهد والمفاجآت المبدعة . .
يعجبني في أجزائج الخليط المنوع من النواحي اللي تطرق لها
(دينية، اجتماعية، سياسية، رومانسية، . . ) ماشاء الله عليج جد تبهريني بتغطيتج . .
لا عدمنا من طلتج :)

بصراحة ومن دون مجاملة ومع احترامي لكل الأبطال الباقيين لكن "سلطان وشما" لهم هيبة حضور طاغية . .
هذا وهم بعدهم مالتقوا وين بعد مايلتقون ! ! !
كل المواقف اللي تكلمت عن شما وشعورها وسلطان وشعوره في هالبارت ونص كانت والحق يقال
كلها هيبة . . قوة حضور . . حجم كبير من المشاعر مختلفة بنوعها لكن مرادها واحد وهو الحب . .

شما . .
شخصية عظيمة بمشاعرها . . توترها كان يعور القلب . . كانت مب مثل البنات الطبيعيات . .
تبى الشي رغم جرحها منه . . خايفة الشي رغم شعورها بالأمان للفكرة . .
يمكن كلامي صح يمكن غلط ماردي !
اللي طريتيه في البارت 18 أحس هو السبب اللي خلى شما تهون عن سلطان قبل سنين
مب ألا أحس إلا متأكدة . . وبما ان سلطان بعده يحبها معناته أن الشي لعبة من حد كان يبى يخرب اللي بينهم . .
وماحس لازم أفكر وايد لان كل شي واضح . . كنت حاسه أن في إن في الموضوع . .
متحمسه أقرا اللي بعده عشان يتضحلي كل شي !!

سلطان . .
عجبني عجبني عجبني عجبني للأبد . .
فكرة المليج خلتني أناقز من الفرحة . . فكرة جميلة جدا عشان يقدر يتأكد أنها ملكها . .
طبعا سلطان بعد هيبة هيبة . . يناسبون بعض . .
وجوده في ميلس ابو سعيد جي يعني اتضحلي كم هالانسان غالي عليهم ويعز عليهم اللي صار قبل سنين . .

ننتقل للباقي . ."

أم العنود . . شخصية حكيمة يوم عن يوم يزيد إعجابي بها . .
حبيت نصتيحها لبنتها جد يت ع اليرح . .

حارب . . شخصية جميلة . . حبيت قوة إيمانه وشجاعته . .
اشتقت له بين الأبطال . . طافه بصراحه عقد قران سلطان :(

نهيان وميسون . . ماااااالت عليها ماتستاهل زعله . . شو يباها
عور قلبي بردة فعله حرام . .

بو خالد وخالد . . مابا أكرهه أكثر بقراراه

ناعمة مع أبوها . . مسكينة تبى تساعد روضة إن شاء الله يقدرون يحلون الموضوع بسرعة

عوشة . . بكل بساطة أكرهها

بطي وآمنة . . حالهم يحزن وايد ياليت بس لو تقدر تصارحهه جان انحل الموضوع

اليازية . . خوفها من ربها في الصلاة رغم الضلال اللي هي فيه

أممممما موزة وذياب . .
ههههههههههههه ضحكتني موزة بردة فعلها . . بس حرام فيها روح طفل حزين جد تحزني هالانسانه . .


لولوة . .
مثل العادة إبداع وإبداع وإبداع . . تسسسسلملي أناملج على هالكم الجميل من الأحداث !!
أحداث جميلة فعلا بطرق أجمل . .
أحب روايتج . .
والسموحة على الإطالة

لج كامل الإحترام والتقدير لمجهودج ..
في انتظار اليديد منج

،

 
 

 

عرض البوم صور شما بنت محمد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 12:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية