لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-15, 09:52 PM   المشاركة رقم: 1866
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

لا و ما هو اي بارت
دسسسسم دسسسم

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 10:09 PM   المشاركة رقم: 1867
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء الحادي والخمسون

 






(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء الحــــادي والخمســــون



،



سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ

وَتَكَلَّمَتْ بِضَمِيرِكِ الأَلْحَاظُ

يَا دُمْيَة ً لَوْلا التَّقِيَّة ُ لاَسْتَوَتْ

في حُبِّهَا الْفُتَّاكُ والْوُعَّاظُ

مَا لِي مَنَحْتُكِ خُلَّتِي، وَجَزَيْتِني

نَاراً لَهَا بَيْنَ الضُّلُوعِ شُوَاظُ؟



لـ محمود سامي البارودي



،



هبطت الطائرة على مدرجات مطار الكويت الدولي بعد سفر خفيف هادئ ولله الحمد ..

رغم الجفاء الحاصل بينها وبين الذي اصبح زوجها .. الا انها شعرت بـ سعادة صغيرة بريئة تتسلل لقلبها عندما علمت انه سـ يسافر بها الى الخارج ......

حسناً .. لن تكذب وتقول ان عدم حصولها على حفلة زفاف كباقي الفتيات لم يُشعرها بالنقص .. والخيبة .. الا ان سرعان ما انتابها شعور بأنها انانية/ساذجة وهي تفكر بنفسها وبأحلامها الوردية وما زالت هي ووالديها يتألمون من فراق عوشة ..


ولأنها لم تحظى بحفل زفاف .. فـ هي أيضاَ لم تعتقد بأنها ستحظى بـ "شهر عسل" ..!!


مع غرقها بأفكارها التي سببت رفرفات غريبة بروحها .. فكرت ..

لمَ الكويت بالذات ..!!


رمقته من تحت رموشها بـ برود وهي تسمعه يحادث احدهم على الهاتف ..

الا ان برودها .. استحال لـ لهيب غزا جسدها كله ما ان سمعت فجأة رنين ضحكته الرجولية ...... "المُربكة للحواس حد اللامعقول" ...!!


إلهي ....... أمازال هذا الرجل يعرف كيف يضحك البشر ...!!

على ما يبدو انه ..... ما زال يعرف .....!!

ويعرف أيضاً ان ضحكته سلاح فعّال ضد القلوب الرهيفة ...!!



اشاحت بوجهها وكأنها ترغب بحمل ثقل هذه الاحاسيس ورميها بعيداً عن قلبها ...


استشفت من حديثه القصير ان الذي على الخط ينتظرهما الآن في الاستقبال ..


عندما اغلق الخط .. سألت بنبرة هادئة مقتضبة لا تخلو من البرود "المصطنع":

لو تسمح يا بوزايد .. عادي لو سألتك سؤال ..؟!

اكمل سيره باتجاه الدوار المتحرك الذي يُؤخذ منه الحقائب وهو يقول ببرود طغى على برودها وبنبرة "مستفزة حد الغيظ":
أجلي سؤالج هب متفيج الحينه ..



احتدت نظرتها ذهولاً .... وغضباً وصل عيان السماء ...

ياله من وقح .. وقح وقح وقح ......!

ألم يعلماه والداه كيفية التعامل مع الإناث ...!!

أكانت عوشة تعيش مع هذا الجلف حقاً ...!!

إلهي .. أكانت شقيقتها تكرهه لـ جلافته ووقاحته وقسوته ونحن المغفلين كنا مخدوعين بـ طيبته ...!!

أحقاً كانت رحمها الله غير مُلامة على تذمرها الدائم من حياته معه ..!!

يارب ... ما الذي اقحمت نفسي فيه ...!!



التزمت الصمت المكفهر وهي تدعو الله ان يمدها بمزيد من الصبر .. وحسن التصرف ...!!



عند الاستقبال



كما استنتجت .. استقبلهم رجل كويتي وشعرت من السلام الحار بينهما ان الاثنان صديقان منذ فترة ليست بقصيرة ..

ابتسمت بربكة خفيفة عندما تقدمت منها شابة حلوة العينان محجبة من خلف الرجل الذي ناداه احمد بـ "ابونايف" .. وقالت لها وهي تأخذها لزاوية بعيدة قليلاً عن الرجلان قبل ان تمد يدها بالسلام:
السلام عليكم حبيبتي .. انا اخت بونايف .. اسمي الجوري ..


مدت حنان يدها بنظرة تشع لطفاً .. واجابت بخفوت رقيق: وعليكم السلام ورحمة الله .. مرحبا غناتيه شحالج ..؟!

ميّلت الجوري رأسها قليلاً بحركة دلال عفوية .. وقالت ببسمة انثوية واسعة: هلا وغلا فيج وفي اهل الامارات كلهم .. انا بخير الحمدلله انتي شلونج عساج طيبة ..؟!

ردت حنان بذات نظرتها الباسمة وقد شعرت بالأنس بعد ساعات طويلة من الكآبة .. والتوتر ..... والانفعال ...
وكله بسبب ذلك الجلف ...!!: طيبة طاب حالج فديتج ..

اقتربت الفتاة منها وهمست بمداعبة انثوية خفيف الظل: اخوي الحبيب يرني من بيتنا وقايلي رفيجي ومرته بيوصلون بعد جمن دقيقة .. فـ الله يخليج لا تركزين في ويهي اللي يلوع الجبد ..
ما مداني احط ميكب نفس الناس ..


ضحكت حنان برقة .. وقالت بنظرة باسمة لامعة: ما شاء الله تبارك الرحمن.. كل هالزين والغوى وتقولين عن ويهج يلوع الجبد .. عيل انا شو أقول عن عمري ..!!

الجوري بمرح شفاف: انا من سمعت صوتج قلت هالبنوتة صارووووخ ..


ضحكت بخجل ناعم قبل ان تسمع صوت أبا نايف الرنان وهو يحث احمد والنساء على المسير الى الخارج حيث السيارة بانتظارهم ...



.
.
.
.
.
.
.



منذ ساعة كاملة وهي تقهقه من فرط خجلها امام ناعمة المغتاظة التي لم تتوانى لحظة عندما علمت بأمر عقد قران صديقتها ان تزورها ..

لامتها بشدة في البداية على إخفاء خبر مهم كـ زواجها .. الا انها وبعد ان علمت ما حصل بالضبط ... وبعد ان اخبرتها ان "فارس معركة الحب العاصفة" هو ذاته الذي التقته في اسبانيا ... التمع المكر الانثوي بعيناها النجلاوان ..
وطالبتها في الحال معرفة كل تفاصيل ما حدث ....!!

وليس وكأن روضة قد نجت فعلاً بعد ناعمة .....!!

فـ حصة .. وما ان علمت هي الأخرى بزواج صديقتها ... اعلن لسانها الحاد عن شن معركة لا تنتهي من الشتائم/التهكمات الحانقة .. وما ان تبدأ روضة بتبرير ما حصل .. حتى تستعر غضباً/غيضاً من جديد ....

اما ما اضحك روضة حقاً .. هو عندما اخذت حصة تُرثي حظها العاثر الذي رماها على رجل يكون شقيق فلاح المتعجرف الوقح .. الا ان سرعان ما تحول مزاجها السيء وبدأت تصف مدى سعادتها في ان صديقتها قد أصبحت فرداً من عائلتها المستقبلية ....!!



مدّت لـ صديقتها كوباً من الشاي بالحليب .. لتجلس بقربها وتسألها: ها الحب ما خبرتينا .. متى الملجة ..؟!

ناعمة بدهشة خفيفة: وابوي رواضي .. ترى قلتلج بتكون باليمعة ان شاء الله ..

روضة بتذكر: اووووه صح .. نسيت يختي ..

اعطتها ناعمة بعض من نظراتها الماكرة ليحتقن فجأة وجه روضة وتقول بغيظ باسم: يا حمارة لا اطالعيني جيه والله بصفعج ...

انفجرت ناعمة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه في خاطريه اقووول اللي ماخذ عقلج يتهنابه بس ما بقووولها ..

تصارعت روضة مع ابتسامتها الخجولة ...... المنتعشة ... وردت بسخرية حلوة: كل ها وما قلتيها ...!!
خلاص وصلتني فديتج ..

ناعمة: ههههههههههههههههههههههههههههههههه



.
.
.
.
.
.
.



دبـــــي



: هههههههههههههههههههههههههههههه والله ولدج عجييييييب ....
يوم مصبح خبرني بالسااالفة مااا صدقت ههههههههههههههههههه صدق انه ولد الحر ..

ابتسمت ام نهيان بتهكم رقيق لـ زوجة شقيق زوجها سلامة وقالت: اشوف عيبتج السالفة ..

سلامة: ههههههههههههههههههههههههههه شو ما عيبتني يا حرمة .. فلم هندددددددي .. ههههههههههههههههههههه مسكينه بنت الناس ما درت انها علقت قلب ريال حار ما يتفاهم ...

مهرة بحماس: خالوه تعرفين طلعت منوووه ...!!

سلامة بـ فضول النساء الطبيعي: منووووه ..؟!

مهرة: هههههههههههههههههههههههههه روضة ربيعة ناعمة بنت اخوج

شهقت سلامة بنعومة وقال بعينان متسعتان: في ذمممتج ..!!

مهرة: والله ههههههههههههههههههههههههههههه

سلامة: ومن وين عرفها هووو ..؟!

ام نهيان بنظرة نصف عين: ايقول شافها صدفه ودشت خاطره ..

سلامة: هههههههههههههههههههههههههههههههه الا جلبت خاطره ومخه دام سوى هاللي سوااه البارحة وخذاها في نفس اليوم بعد ..

ام نهيان: سكتي بعدني مغتاظة .. عنبوه حتى ما يابلي طاريها ولا رمسني عنها قبل ..

رمقتها سلامة بمكر وقالت: يالله يالله .. بدت غيره العمات من الحينه ..

ام نهيان بنظرة مقهورة: لا والله حشى هب غيره .. بس يختي يحز في الخاطر .. انتي لو كنتي مكاني جان حسيتي فيّه ..
تخيلي ظاعن يعرس مرتين وفي كل مرة انتي ما تعرفين الا آخر الناس ...!!
والله يحز في الخاطر سلامي ..

سلامي ببسمة متفهمة: صدقج والله يلوم اللي يلومج .. بس شو تسوين .. هاللي صار .. ادعيله بالتوفيج والسعادة غناتي وان الله ايعوضه عن الاولانيه ويشوف على ايد روضة الخير والبركه ..

ام نهيان بتنهيدة صادقة: ادعيله يا ام ظاعن ادعيله وربي الشاهد .. الله يسعده ويريح باله دايم الدوم ..

اردفت بعد ان قطعت بعض الفواكه لـ سلامة ومدّت إليها فيما بعد الصحن: باجر شو عندج ..؟!
أبا اسيّر على هل العروس واتعرف عليهم .. واباج تخاوينيه ..

سلامة: ما عنديه شي .. متى بتخطفين عليه ..؟!

ام نهيان: عقب المغرب ان شاء الله

سلامة: على خير ان شاء الله



.
.
.
.
.
.
.



تشعر بـ كآبة صقيعية تغزو ايامها المتكررة الروتينية ..

ها هي اختها الوسطى تزوجت .. وبعد قصة عاصفة مليئة بالاثارة بينها وبين الذي "اصبح" زوجها وابن عمهما خالد ..!!

وهاهي ايضاً تتلقَ خبر خطبة احدى صديقاتها للتو ..

ليس وكأنها ترغب بالزواج بشدة .. او مهووسة بها كـ فكرة ..!!

لا ..

هي فقط ترغب بأن تشعر بأنها تنتفض انتعاشاً من جديد .. بأن تتلهف لـ شيء ما ...... او

او ...... لـ شخص ما ...!!

ترغب ان تعيش موقف مثير يحيي فيها انوثتها النائمة ......كـ شقيقتها ..!!

وان تتذوق مشاعر حلوة كـ مثلاً بهجة ان أحدهم قد خطبها ويرغب بالارتباط بها ...!!


لكنها وفي قرارة نفسها ..... تشعر بأن رغباتها لن تتحقق .. ليس وهي محبوسة بين جدران روح طفلة تتوق لرؤية اباها يقف مجدداً على قدميه ..!!

وان تحققت .... فـ لن تكون لها معنى/مذاق مع عدم وجوده ....!!

حياتها متوقفة عليه .. عليه هو فقط ...!!

هي التي لم تنعم بدفئه سوى لحظات قليلة/مشوشة في ذاكرتها ...

هي ليست كـ فاطمة او روضة .. هي لم تعش سنين كثيرة مع والدها ..!!

لذلك تشعر بالتعطش المدمر له .. لأن تراه ينظر إليها بعيناه الحانيتان من جديد .. لأن تسمع ضحكاته الرجولية وتتراقص سحراً مع احاديثه وصوته ...... وقربه الحي النابض ....!!

ان تشعر بأنها الطفلة التي لم تُحرم يوماً من وقوفه بقربها في الأعياد .... في المناسبات .... في حفلات العائلة .. في حفلات المدرسة ... او حتى بين زحمة الناس والعالم .....


يالله .. لكَم تشعر بالتوق لتلك اللحظة ...... لحظة تلاقي اعينهما ببعض ....!!

حسناً .. وبعد التفكير .....

ههههه .. هي ليست بحاجة للحظات مثيرة ودراما افلاطونية في حياتها ....

هي بحاجة لـ خليفة لا اكثر .....

والدها الحبيب .......!!



.
.
.
.
.
.
.



الكويت ..
عند صلاة العشاء ..



جالت بناظريها في الغرفة الواسعة الأنيقة بإعجاب شديد .. كذلك بمشاعر مضطربة غريبة ..

لا تصدق انها طيلة أسبوع كامل ستنام في هذه الغرفة لوحدها مع ذلك القاسي .. غرفة تقبع في آخر رواق لشاليه ارضي واسع كبير مبني امام البحر مباشرةً ..

إلهي .. لن تستطيع حتى التنفس بوجوده الطاغي بقربها ..

جفلت بتوتر عندما لمحت بطرف عيناها دخوله الغرفة ... وبعفوية .. انكمشت بخجل في طرف السرير الذي جلست عليه ما ان أصبحت بقربه واخذت تحدق به باضطراب بالغ ..

رفعت رأسها مع اشتداد خفقاتها بين جنبات جسدها .. ورأته يخلع ثوبه الأبيض ويعلقه بطرف باب خزنة الملابس ..

تشتّتت نظراتها بخجل عاتي وبدأت تعبث بأصابعها بتوتر ..



أيتها البلهاء .. لمَ كل هذا التوتر والخوف .. وكأنه من الأصل يعطي لوجودك أهمية كي تخافي منه او تضطربي من قربه ..

وكأنه يعتبرك انسانة أيتها الساذجة .....!!



وقفت وهي تبث في روحها الثبات/القوة .. ثم دارت حول السرير كي تُخرج من حقيبتها ملابس جديدة لتستحم وتبدل ملابسها ..


عندما جثت على ركبتها لتفتح الحقيبة .. شعرت بظله يغطي كامل جسدها فجأة ... وسمعت صوته الرجولي الخشن يهتف لها بهدوء:
شو بغيتي تسأليني في المطار ..؟!


لم تلتفت إليه .. فقط رفعت حاجباً واحداً بسخرية .. وقالت باقتضاب شديد:
يعلك تسلم بوزايد .. الإجابة وصلتني خلاص ..


رص على عيناه بنظرة غامضة ضبابية وهو يحدق بظهرها .. ثم قال وهو يذهب باتجاه الحمام بخطوات واثقة ثابتة:
بنصلي وبنظهر عند العرب .. بيسوون باربكيو خاري ..


اوقفته وهي تهتف بذات نبرة اقتضابها ... الذي تخلله هذه المرة بعضاً من نفاذ الصبر/القهر:
بوزايد .. ممكن اسألك سؤال ثاني ..؟!



صوتها .. ولمعان القهر فيه .... جعله رغماً عنه يبتسم ...


رد وهو يفتح باب الحمام بنظرة تبرق سخريةً/مكراً: اجلي الثاني بعد .. هب متفيج الحينه ..


دقائق قصيرة حتى خرج من الحمام .. ليتراجع بتعجب عندما رآها تقف امام الحمام بكل ثبات وتقول بحدة/بأنفاس متلاحقة:
شعنه تلفوني لين الحينه عندك ..؟!
اظنتي لو مالك حاية فيه فـ انا اولابه .. ولا لا سمح الله بعدك شاك فيّه يا اخ بوزايد ..


اشتعل بريق وحشي ... بري ... من الغضب بعيناه ... لا يعرف لم فجأة تذكر عوشة وهي تتحدث إليه بسخرية وازدراء كلما طلبت منه شيئاً ويتأخر لظرفٍ ما عن تلبية طلبها ..



ذات السخرية ..
ذات نظرة الاستخفاف ...... والاستصغار ..!!



عندما رأته يقترب منها والغضب قد نضح من عيناه الداكنتان ... بدأ توتر جديد يجتاحها ..
الا انها قالت بنبرة قاسية/لاذعة/جافة:
راسيه ورقبتيه عدهم يعوروني بسبتك .. هب ناقصة عوار زود لو سمحت ..


اهتز بريق الغضب بعيناه وبدأ يتلاشى ليحتل محله بريق صقيعي جامد .. واخذ يتأمل ببطء شعرها المرفوع فوق رأسها .. وخصلاته المتساقطة على جانب رقبتها مخبئةً بشكل ما ازرقاق باهت على جانبي رقبتها .... وكأنه اثار قبضة قاسية ..!!


اشاح بعيناه الصقيعيتان باكتراث معدوم .. ومر من جانبها بصمت تام .... صمت يخفي خلفه آلاف المشاعر "المكبوتة/الحبيسة" ...



: يعني ما بتتكرم عليه وتردلي تلفونيه ..؟!!



ظل صامتاً حتى فتح حقيبة ملابسه .. ثم قال حينها بحزم مقتضب جاف:
لا




لا ..
لن يعطيها بهجة الحصول على أي شيء ....!!

سيحرص على حرمانها من كل شيء حُرِم منه .....

الراحة ...... البهجة ..... الود ..... الدفء ...... البسمة النقية ......

واهم شيء ...... الاحترام ..... وتقدير معنى ما ينبض في أيسر الصدر .....!!

ولم يكن ابداً ليُخرجها من منزله وهو الذي قرر مسبقاً اتباع سياسة الحرب الباردة بتركها حبيسة داخله منذ ان قرر ان يرتبط بها لولا إصرار صديقه القديم أبا نايف عليه للقدوم الى الكويت وحضور حفل افتتاح شركته الجديدة ..

والمسكين ما ان علم فيما بعد انه تزوج حديثاً حتى شعر بالحرج الشديد الا انه برر له ان هذه السفرة ستكون رحلة شهر عسله المناسبة ..

وما اجمل من الكويت لتكون اول سفرة لـ عريسان جدد .....!!

رغم انهما ليسا كأي عريسان طبيعيان ...!!


الا انه وبعد كل ما حصل .. لم يفكر ان صديقه سيترك لهم منزله في البحر ويعطيهم كامل الحرية في التصرف فيه .. لم يكن يعتقد انه سيضطر للمكوث مدة أسبوع كامل بمكان حميمي ........ بمكان يثير مشاعر غريبة ..... مشاعر لا يرغب بالإحساس بها .... كهذا المكان ......

حسناً .... سيضطر الليلة فقط لمجاملته وعائلته ويحضر حفل الشواء المقامة على الشاطئ على شرفهم ومن بعدها لن يجبر نفسه على ادعاء الابتسامة وهي بقربه ..



كان يعرف انها تحدق به منتظرةً بـ نفسٍ تكاد تنفجر من الانفعالات المكبوتة تفسيراً لـ "الـ لا" خاصته الا انه لم يعطها مرادها ..

اخذ بشكل عشوائي ملابس داخلية نظيفة ومر من جانبها ليخرج خارج الغرفة ليبدل .. فهو لم يعد يتحمل الوقوف اكثر بجانبها ..

هذه الحنان تثير بحق ........ جنونه/غضبه المستعر من كل شيء ....!!



.
.
.
.
.
.
.



مساء يوم جديد



ابتسمت بانتعاش ما ان اقتربت من المنطقة التي تقطن فيها صديقتها ..

سعيدة هي خاصةً وان والدها لم يمانع ويعارض كما المعتاد عندما تطلب منه زيارة احدى صديقاتها ..

لطالما كان والدها لا يحب ان تخرج ابنتيه من المنزل بكثرة .. الا انه يرضخ احياناً مع كلمة حلوة ما .....

وقبلة دلال ما .....!!

صعب المراس هذا الـ عبدالله الا انه قلبه كالقطن لو أراد ذلك .....


اتصلت بصديقتها ... لتقول بعدها بمكر باسم: حزر فزر منو جريبة منكم الحينه ..!!

شهقت روضة بـ صدمة ... لتقول بعدها بعدم تصديق: لا تقولين حصة بنت عبدالله .....!!

ضحكت حصة برقة وقالت: هيه نعم بشحمها ولحمها ... فرشيلي الزولية الحمرا لو سمحتي ...

عضت روضة على شفتها السفلية وهي تنظر لباب مجلس النساء الذي احتوى منذ دقائق فقط والدة نهيان وزوجة عمه سلامة ..

استدارت قليلاً لتهمس بخفوت: بقولج شي بس حلفتج بالله ما تسوين شي غبي ..

عقدت حصة حاجبيها لتقول باستغراب: بسم الله شبلاج ....!!

روضة: عمتج ام نهيان وحرمة عم ريلج سلامة هنيه ..

شهقت حصة بـ ذهول لتقول بسرعة/بتوتر: قولي قسم بالله .. لا لا فديتج رادة العين خلاص ..

روضة بإصرار بالغ: والله العظيم ما تردين .. حلفت انا عاده ..

حصة بوجه احتقن باحمرار الخجل/الارتباك: شحقه الحلفان يالطفسة .. ماروم احدر عليهن والله استحي روضووووه ..

روضة: ما بخليج تحدرين عليهن .. بوديج حجرتيه سيده لا يمين ولا يسار ..



.
.
.
.
.
.
.



بعد دقائق ليست بالطويلة



كانت هي وزوجة خالها معضد، التي لولا حاجتها للذهاب الى السوق في ابوظبي لكانت حصة قد وجدت صعوبة في زيارة روضة، قد وصلن منزل الأخيرة وتوقفن امام البوابة الخارجية الكبيرة ..


نظرت حصة لـ زوجة خالها .. وقالت: خالوه حور متى ما خلصتي من السوق تعالي وشليني ..

اجابتها زوجة خالها حور بـ نعومة: عادي غناتيه خذي راحتج ..

حصة بضحكة خافتة: لا دخيلج لا تخليني على راحتيه .. لو عليه ما بتظهرين من بوظبي اليوم ههههههههههه

زوجة خالها حور: ههههههههههههههههه يالله يالشوووق جاتل عمره ..

حصة ببسمة واسعة: شفتي عااااده ...

واردفت وهي تفتح الباب الذي بجانبها: يلا الله يحفظج ..

ردت زوجة خالها: ويحفظج حبيبتي من الشر .. سلمي سلمي ..

حصة: سلامن يبلغ ان شاء الله ..


أغلقت الباب خلفها وهي تحكم قبضتها على غطاء وجهها بعفوية ..

ثم دخلت الى باحة المنزل حيث من المفترض ان تستقبلها روضة وتأخذها بعيداً عن اعين النساء ..



.
.
.
.
.
.
.



حركت العلبة الصغيرة بين يديها ببسمة حائرة وهي تخمن في ذهنها هوية المرسل ...

أهي من مهرة ...!!

أم من احدى صديقاتها اللاتي لا عدد لهن من كثرتهن ...؟!

همست بصوت رقيق مغنج: اممممم منو هالعاشق الولهان اللي بيتعنى ويطرش للمير ..؟!

سكتت فجأة وهي توسع مقلتاها قبل ان تقول بذهول وبخفقات تصرخ لهفةً: لا يكون حمد ؟!!


عند نطقها لاسمه .. تمكنت اخيراً من فك الشريطة من اعلى العلبة وفتح غطائها ...


استقام ظهرها وهي تعقد حاجبيها باستغراب من الصور الكثيرة والورود .... و"السنكرز" ..!!

أخذت اول صورة وقع نظرها عليها ورفعتها بتوجس .... توجس سرعان ما تحول لذهول ... ثم لصدمة ... ثم لذعر صافي وهي تقلب باقي الصور بين يديها ...


صور لها في كل مكان ... وفي كل الاوضاع والتحركات .... نقطة الشبه الوحيدة بين اللقطات الغريبة انها بكامل حجابها وسترها ... اي خارج المنزل لا داخله ..!!

وهي تقلب الصور بذعر/بارتباك ... سقطت عيناها على احداها .... كانت تمسك هاتفها النقال وتنظر مباشرةً للكاميرا ويعلو ثغرها ضحكة حلوة شقية

شهقت بصوت مكتوم محاولةً تقوية ذاكرتها وتذكر متى بالضبط التقطت لها هذه الصورة .. وكيف بحق الله هي تنظر الى العدسة بشكل مباشر هكذا من غير ان ترى من يصورها ..!!

اجل ... تذكرت ..... هذه الصورة التقطت في مجمع الامارات في دبي ... المكان الظاهر من خلف جسدها اعلمها بذلك ..!!

هي ذهبت لمجمع الامارات في رمضان في اليوم الذي مرت بـ منزل مهرة بعد ان انتهت من اكمال بعض مستلزمات جهازها وشقيقتها ..!!

لكن من ...... من الذي كان يلاحقها ويلتقط لها هذه الصور الكثير لها بكل جرأة وقحة ..!!


امسكت هاتفها وخفقاتها تتخبط في روحها بجنون مرتعب وتوجس يثير فيها توتراً لا هوادة فيه ....

همست بصوت مكتوم ملؤه الضيق/الارتباك: وينج حصووووه ... شعنه يوم اباااج ماحصلج ..!!!



حاولت مرة أخرى الاتصال بشقيقتها الا ان الأخيرة لم تجب أيضاً ....

اخذت تفكر بحيرة .... من الذي سيساعدها في الخلاص من هذا المتربص المجنون ..!!

ليست خرقاء لـ تصارح والدها بهذا الشأن ... فهي تعرف ما ستكون ردة فعله بعد ان يعرف .... هذا لو ظلت اساساً حية لتواجه ردة فعله ...!!

وشقيقها مسافر .......... وحمد ..


حمد ...!!


لا لا .... بحق الله يا ميرة ..... كيف تخبرين زوجك بشأن رجل آخر لا يعلم بنواياه الخبيثة الحيوانية سوى الله عز وجل ... رجل يطاردك كالمفترس وينوي بك الشر ....!!

لا لا ... لن تجعلي ذعرك يفقدك عقلك ...


تباً ....... يالجرأة ذلك السافل .....

اففففف .... فكري ميرة ... فكري ..... كيف السبيل للتخلص منه من غير ان مشاكل جانبية تنهال عليك ....!!


هبت واقفة ما ان سطع اسم احدهم في عقلها ...... وسرعان ما اخذت حجابها المنزلي الكبير ..... وهرعت الى الخارج ......

ومقصدها شخص واحد ... وبإذن الله لن يخذلها ابداً .....



.
.
.
.
.
.
.



فُتِح باب سيارته لتجلس والدته بجانبه .. ومن بعدها فتحت زوجة عمه مصبح الباب الخلفي لتجلس هي الأخرى خلفهما ..

وما ان رد على تحيتهن .. حتى تراجع بسيارته الى الخلف .. في الوقت الذي دخلت فيه سيارة أخرى غريبة من الباب الخارجي الثاني للمنزل ..

سمع والجميع صوت السيارة الأخرى وهي تقف بعنف مصدرةً صوت مخيف حاد .. الا انه لم يهتم واخذ يكمل طريقه الى الخلف ..

لكنه ضغط على البريك فجأة عندما هتفت والدته بنبرة سريعة: فلاح ابويه انزل وصك هالباب الصغيروني ..

رفع فلاح كلتا حاجبيه بتعجب وقال: شحقه ...!!
يمكن هل البيت يبونه ملايم ..

اجابت والدته بحزم وطباع الام التقليدية القلقة على كل صغيرةٍ وكبيرة تخرج منها: لا لا حرام ابويه ... هاييل بنيات ورواحهن في البيت .. أخاف يدش عليهن بنغالي يصرقهن ولا يسويبهن شي .. انزل انزل صك الباب فديتك ..

قهقه فلاح بـ تفكه وقال وهو يفتح بابه لينزل: هههههههههههههههههههههه امايه والله انتي سوالف .. واي فاي الوسواس شغال عندج حتى برع دبي ..

ضحكت سلامة على حديث فلاح بينما غمغمت ام نهيان متهكمةً من انعدام حس المسؤولية عند ابناءها من اكبرهم الى اصغرهم ..!!


اقترب من الباب الصغير ليغلقه .. الا ان قبضته تسمرت بمكانها وهو يسمع اصواتاً عالية ... حادة ..... امتزجت بالصراخ .... والشتائم ..... والتوسلات .....

صخب مفاجئ اجتاح الهدوء الذي كان يحوم حول المنزل منذ دقائق ...

صخب رغماً عنه اقلقه ....

الا ان سرعان ما بهت وجهه وهو يسمع صوتاً انثوياً حاداً ..... يشتم بغضب شديد ...!!



دقيقة .....

هذا الصوت يعرفه .... بل يعرف تفاصيل صاحبته حق المعرفة ......

هذا صوت "ام عويل" خاصته ......!!



اشتد احتداد الأصوات والصراخ .. ولم يجد نفسه الا مقترباً بحذر من باب المنزل الداخلي .. ليتمكن من سماع صوتها بشكل أوضح ...


رباه ........ انه صوتها ..!!



.
.



في الداخل



امسكت بذراع حصة المستعرة من الغضب بسبب دخول عمهم الصادم عليهم وهو يتوعد ويصرخ ويشتم بأوسخ الشتائم واشدها خزياً ....

بينما ظلت شقيقتها شيخة في الطابق العلوي ترتجف ذعراً ....

مذعورةً منه وهو الذي لم يأتي سوى ليسترد كرامته التي اهينت باستخفافهم به واللعب ضده من وراء ظهره ...

ما زالت كوابيس ذلك اليوم تشعل في منامه النيران غيظاً/قهراً ......!!

ما زال مهر روضة الذي لم يلمس فلساً منه تقف كـ العلقة في وسط حنجرته .....!!

لكن هذا العم لا يعرف ان الذي سيقف له بالمرصاد هذه المرة ...... هي حصة بكامل شخصها المحترم .....!!


جرت حصة ذراعها من يد صديقتها وهي تهتف بحدة شديدة العنف: روضوه محد بيوقف هالادمي عند حده الا انااااا ...

التفتت إليه وتابعت بازدراء منفعل: انت ما تخاااف الله ..!!!!! ما عندك احسااااس ولا ضمييير ...!!!!
انت حادر بيت ناس هب زريبة حيوااانااات .. وهاييل بنات اخوووك يعني من لحمك ودمك هب ياياات من الشااارع ..
انت المفروووض من زمااااان مسجووون على فعااايلك الردية في هالفقااارى ..
عنلاااااات مذذذهبك الخاااايس .. انت ظاااالم ظااااااالم لا تعرف الله ولا رسوووله ..


اتسعت عينا العم من الهجوم الانثوي "الغريب" المباغت ... الا انه زمجر بغضب مشتعل وهو يقترب من السلم الذي تقف في اعلى درجاته روضة وصديقتها صاحبة الهجوم المخيف:
انتي حوووووووه .. انجبي وزووولي عن لا اييج من الطيب نصيب .. هب ناقص انا حشششرة وصدددعة رااااااس ..


رصت حصة على غطاء وجهها وقاطعته بنبرة محتقرة لاذعة: انت انجب وزووول عن هالبيت .. وترى يا بوفلااان الحشرة وصدعة الراس والفضايح مخلفة عليك انت واشكاااالك .. فك الحرمة وبناااتها من شررررك عشان الله يرحمك في يوم ما بتحتاي فيه الا رحمته سبحانه ..
خاف الله فيهن وفكهن منك قبل يوم ما بينفعك فيه لا مال ولا بنون ..


تقدمت ام روضة من الفتاتين بحزم رغم وجهها الشاحب الواضح عليه الانهاك الشديد .. وقالت لـ حصة التي تعرف جيداً طبعها الحار ولسانها الحاد عند الغضب: حصة .. سيري انتي ورويض فوق وخلوني انا اتفاهم ويه بوخالد ..


امسكت روضة يد حصة بكل ما اوتيت من صبر وجلادة وحثتها ان تعود مرة أخرى للغرفة .. وكانت حصة ستتعوذ من الشيطان بعد ان احست باللذة وهي تشفي غليلها من هذا العم الذي لطالما كرهته من حديث روضة عنه وعن ظلمه وقسوته وجشعه ..... الا ان سرعان ما التفتت بخوف هي وصديقتها عندما وصلهن صياح ام روضة ....


صرخت حينها روضة بهلع وصل أقصاه في روحها: امييييييييه


ركضت الفتاتين باتجاه ام روضة التي سقطت فجأة على الأرض عند اقدام العم أبا خالد ...


ارتعدت اوصال الاخير وهو يرى المرأة "الذي كان منذ ثواني فقط سيرفع يده عليها من شدة غيظه من برودها واستخفافها لشخصه واستهانتها به كـ عم ورجل" مرميةً على الأرض كالجثة الهامدة ..... هكذا فجأة .......!!


صرخت حصة وهي تجثو على ركبتيها: يالحقييييير شو سويت في خالووووه .. شو سويت فيها ياللي ما تخااااااف الله ..

اخذت روضة تضرب وجه والدتها بهلع عارم وانفاسها تتلاحق بشكل مجنون: اميه اميه دخيلج نشي .. اميييييييه نششششي ..


صرخ العم من شدة توتره/ذعره: ما سويت فيها شي هي طاحت روووحها ..




: حصــــــة ..




رفعت بعنف رأسها ما ان سمعت صوته المألوف يناديها .. وصدمت من وجوده غير المتوقع ابداً ....!!

الا انها ..... وبشكل مبهم ..... مبهم وانما مؤثر .....

نادته بحنجرتها التي امتلأت فجأة بدموع الخوف/القلق: فلاااااااح .. فلاح الحق علييييينااا ..


هتف بصرامة شديدة قاطعة: سويليه درب حصة ..


أخذت تتلفت بتوتر شديد باحثةً بعيناها عن حجاب تغطي به روضة المنهارة عند والدتها .. وعندما وجدت واحداً .. رمته بسرعة عليها وهي تقول باضطراب بالغ: روضوه تغطي فلاح بيحدر ..


لا تعرف روضة كيف استوعبت بسرعة ووسط انفعالات روحها المذعورة المكلومة ما قالته صديقتها .. الا وانها وبضياع شديد غطت رأسها بسرعة ..


اقتربت حصة من الباب لتجده يقف هناك ... رغم قلقه ... رغم حيرته الناضحة من وجهه ..
رغم كل شيء ......

كان ما زال يحتفظ بوقفته الثابتة المسيطرة ... بوقفته التي توحي بالأنفة .... والغرور المفرط المستفز ....

الا ان آخر ما ترغب به حصة الآن هو الشعور بالاستفزاز والتحفز ....


ووجدت نفسها تمسك يده بخوف شديد وتقول: فلاح ام روضة طاحت علينا ومانعرف شو نسوي .. دخيلك تعال شوفهاااا ..


حدّق لثواني معدودة بيدها المرتعشة المتشبثة بيده وكأنها طفلة صغيرة تستنجد به وتتوسل مساعدته ..... ورغماً عنه ..

احس بطاقة مهولة بالحماية .. بحمايتها هي قبل أي احد ..... بتلبية روحها المستنجدة .....

لأنه ولأول مرة .. يرى جانباً انسانياً رقيقاً صافياً .... من هذه التي سيزف إليها بعد أسابيع معدودة ...!!

جانباً .... وياللغرابة ....... اثارت مشاعره المتناقضة اتجاهها ....!!



هتف بصوت رنان يحوي كل صرامة في الكون: دررررب دررررب ..


دخل وهي ما تزال تمسك يده .. وسارت به الى الداخل اكثر حتى اقتربوا من ام روضة المغشي عليها وروضة وأبا خالد ...


أبا خالد بغضب عارم: انتي حوووووه .. شحقه مدخله ريال غريب البيت .. بتخبرج بالله عليج .. انتي ما تستحيييييين ...!!!!
ما عندج بيت يلمج ويستر عليييج ....!!!!




دفعه فلاح من صدره بخشونة عنيفة .. وقال وهو يواجهه بقامته الأكثر طولاً/بنيته الأشد قوةً:
كلمة زايدة وبتحصل روحك مفرور عند اجرب زبالة .. سوا خير في عمرك وزول عن ويهي قبل لا اييك شي ما جد ريته ...




يعرف هذه النظرة ...... وهذا الصوت المخيف العميق ......
وتذكر فجأة نهيان ... ذلك الرجل الذي استطاع بحيله اخذ ابنة شقيقه زوجةً له ...!!


ازدرد ريقه الجاف بتوتر اشد .. بخوف اعتى .... مقرراً انه ليست من مصلحته ابداً التورط بأي حادثة تسبب له المشاكل او تعكر صفو حياته ...!!

الا انه قال بما مالديه من شجاعة متبقية مهتزة: انت منووو ...!!

رمقته حصة باحتقار قاتم وقالت من بين اسنانها تغيظه وتمحي ما تبقى من شجاعته: ها شيخك وتاج راسك .. ريلي فلاح بن عبيد الحر ..



ارتفع حاجبا فلاح بصدمة كادت تثير في نفسها ضحكة عالية لولا حنقها الشديد من هذا العم البغيض ..

حسناً .. هي الآن وفي هذه اللحظة بالذات .. من انصار مقولة
"انا واخويه على ابن عمي .. وانا وابن عمي على الغريب" ..!!


امسك فلاح بيدها ساحباً إياها برفق خلفه ليردف للرجل الذي علم جرّاء الحديث الحاد الذي وصل مسامعه بوضوح انه عم زوجة شقيقه ... ذلك الرجل الذي مدّ لسانه القذر على كبار عائلته باحترام وتهذيب منعدمان .. والذي لولا جشعه للمال لما وافق على زواج نهيان بابنة شقيقه .. مالٌ في الحقيقة لم يمس نقداً منه: وصلك العلم يا بوخالد .. توكل يلااا ..


احتدت شفتا أبا خالد بغيط مكبوت وهو يستوعب اخيراً سبب تشابه الشاب الذي امامه بـ نهيان .. فـ الاثنان اشقاء ...!!

تراجع بنظرة ملؤها الحقد/الغل حتى خرج ..



تقدم حينها فلاح من ام روضة واخذ يفحص نبضها من عروق رسغها .. ثم هتف بنبرة لا تنبأ ابداً بالطمأنينة: بدق على الإسعاف ..



هنا .. شهقت روضة ببكاء موجع وألف شيطان يتراقص فوقها موسوساً لها بأفكار مخيفة مرعبة ... بينما ازاحت حصة الغطاء عن وجهها لتقول له بنظرة مباشرة تضج بالألم/الرعب: فلاح شبلاها خالوووه ..!!!
دخيلك قول شبلاهاااا ....


يعترف ان عيناها المتلألئتان بالدموع قد سببتا استنفاراً مفاجئاً في خفقات روحه .... خفقات اربكته .... هزته في الصميم ...

الا انه قال بحزم شديد لا يعكس ما فيه ابداً: ما فيها الا العافية ..



ابتعد وهو يُخرج هاتفه من جيبه ليتصل بالإسعاف ..


ثم خرج الى الخارج .. حيث سيارته .. ليخبر والدته وزوجة عمه بما حدث في الداخل حتى يدخلن ويهدأن من روع الفتيات ..



.
.
.
.
.
.
.



رفعت ام العنود حاجباً واحداً وكأن الامر برمته قد اثار غضبها الا انها تمكنت بمهارة من رسم حدود لانفعالها وهتفت بحزم بالغ:
من متى يطرشلج هالريال ....؟!


انكمش جسدها بعفوية نتجت عن ارتباكها الشديد ... وهتفت بصوت مكتوم: مـ من زمان خالوه ... عموه شما وحصة كانن اللي يعرفن بالسالفة بس .. وانا ما بغيت اكبرها وطلبت من ابويه يغيرلي رقميه .... وافتكيت منه فترة طويلة .. بـ بس هو ماعرف شقايل عرف رقميه الايديد ... وفوق ها مصورنيه الجلب وانا ماعرف ... مصورنيه في كل مكان حتى روحاتنا لـ دبي ..


اخذت تقلب الصور التي بين يديها بـ ملامح صارمة قاسية ... ثم قالت وهي تمد يدها: عطينيه رقمه ...

سألت بنبرة ملؤها الفزع: شـ شو بتسوين خالوووه ..؟!!

ام العنود بذات صرامة ملامحها: عطينيه رقمه وبس .... انتي أصلا غلطتي يوم سكتي عنه وما خبرتينا من اول ... وهو اللوث تحرى انج تلعبين وياه وتتمايعين ... جان هو يتمادى وقام يرابع وراج وياخذلج صور ويسويلج حركات خايسة ...

ميرة بانفعال: والله يا خالوووه ما بغيت السالفة تكبررر ... ومادريت اصلاً ان هو جيه خبل الا الحينه .....

ام العنود: ادري بـ نواياج ميرووه .. بس هالاشكال ما تنفعلها التطنيش .. دام تكررت رسايله وتمادى برمسته فـ لازم ريال يوقفه ....

كررت طلبها بصوت اقل هدوءاً: عطينيه رقمه

قالت ميرة بـ خوف: خـ خالووه .. لا تخبرين ابويه

ام العنود بحزم تخلله استنكار طفيف: ثرج ما تعرفين بعدج عاشه بنت حارب

ابتسمت ميرة بحرج/تردد ... ثم أعطت خالتها ام العنود رقم ذلك المجنون وهي ترجو الله بقرارة نفسها ان يبتعد عن حياتها من غير أي مشاكل وفضائح ....



.
.
.
.
.
.
.



جو المكان المتكهرب .. والتوتر الذي يحيط بكل واحد منهم .. انسى ام نهيان وسلامة ان يسألن حصة عن سبب وجودها هنا ..


دخل فلاح بعد دقائق طويلة ليهتف بصوت عالي رنان وهو يرى من بعيد والدته وهي تحتضن فتاة تبكي بلوعة على صدرها:
امايه الرياييل بيشلون الحرمة .. دشن داخل ..

امسكت ام نهيان شيخة الغارقة ببكائها بينما ساعدت سلامة روضة على الوقوف ليدخلن الى الداخل .. الا ان روضة ابتعدت بحدة وهي تقول بوجه ميت جامد: بسير مع امايه .. ما بخليها روحها ..

سحبتها سلامة برفق وهي تهتف بلين: كلنا بنسير وياها فديتج بس الحينه خلي الرياييل يشلونها ..
وبعدين لازم تبدلين وتلبسين عباتج .. بتسيرين المستشفى جيه ..!!


ادركت روضة للتو منظرها المزري .. وهزت رأسها بوجوم شديد قبل ان تدخل احدى الغرف في الطابق الأرضي ..

الا انها توقفت امام الباب فجأة .. لتقول بعدها بصوت ضائع .. بصوت يكاد ينهار بقوة: نـ نـ نهيان .. أبا ادق على نهيان ..

اعطتها سلامة هاتفها وقالت: دقي عليه حبيبتي هاذوه تلفونج ..


ما ان ضغطت على رقمه .. حتى وصلها صوته الرجولي الحار من القلق: حبيبي انا ياي في الدرب .. من شوي دق عليه فلاح وخبرني باللي صار ..

ارتعشت شفتاها بشكل أليم ... أليم حد الوجع النقي .. وهمست بحشرجة: لا تبطي نهيان .. دخيلك ..

صوتها المتحشرج الرقيق اغتال شيئاً في روحه الهائمة بها ... صعب على من تشرب غرام انثى ان يتحمل إحساس الألم الخارج منها بهذه النعومة الشديدة ...

هتف بصوت قوي اشد حرارةً: بإذن الله ما ببطي .. هدي فديتج ويودي اعصابج .. انا ياينج ..



.
.
.
.
.
.
.



في المستشفى



ناداها من بعيد بعد ان ذهب أخاه نهيان ليسأل الطبيب عن أحوال عمته ..

استدارت إليه بوجه شاحب .. وسارت اتجاهه وفكرها بأكمله عند صديقتها واختها المنهارة ..

: هلا ..

شهقت بصوت مكتوم عندما جرها بحدة حتى انفرد بها داخل رواق بعيداً كل البعد عن أعين الناس .. اوقفها امامه وهو يخفيها اكثر بطول قامته هاتفاً من بين اسنانه:
شحقه العناد هاااه ....!!!
قلتلج لا تيين وتريي هلج يلين ما ايون ويشلونج ..

اختفى الشحوب من وجهها ليحل محله لون الغضب/الانفعال .. فـ هي بحق لم تكن بوضع نفسي يسمح لها بتلقي أي لوم/توبيخ من احد .. خاصةً من هذا المغرور ..

قالت بحدة: والله هليه مربيني على المعنى والوقفة مع الصديج في الشدايد .. تبانيه اخلي ربيعتيه وهي جيه ..!!!!

رفع حاجباً واحداً بنظرة قاسية ثلجية .. وانزل غطاء وجهها بطرف اصبعيه السبابة والوسطى حتى التمعت مقلتاه بوجهها الصافي ووجنتاها الحمراوتان من الانفعال .. كان واضحاً جداً عليها التأثر البالغ لما حصل بوالدة صديقتها ..


اشاحت بوجهها بعصبية وبنظرة غدت اكثر ذبولاً/ارهاقاً ..

حدّق بها بعينان تشعان بالحزم/الغموض .. وقال بخفوت عميق وهو ينظر لشفتيها الورديتين:
وهلج ما ربوج على الادب .. وعلى ان من العيب والمنقود اطولين حسج على الرياييل والكبار ....!!

اطبقت شفتيها ببعضهما وهتفت بحدة وهي تبرر كالأطفال ما حدث: لا هليه علموني ما اسكت عن الحق .. هذاك اللللـ ..
اللللـ ..

تأففت بغضب واكملت بذات حدة اعصابها: هذاك اللي ينقاله عمهم حدر علينا وهو يزاعج ويفاتن جنه الا البيت بيته والحريم كلهن محارمه .. قسم بالله رفع ضغغغغغطي بغيت ازززغده بيديه هاييل .....




كبح بقوة بسمة كادت تشق ثغره وهو يرى انفعالها ........ "اللذيذ" ....

الا انه قسى صوته اكثر وقال بصرامة: بس انا مارضى حرمتيه تتلاسن جيه ويه الرياييل .. آخر مرة بسمحلج بهالشي ..


من فرط غيظها .... ومن فرط اضطراب مشاعرها وقلقها الشديد على والدة صديقتها ... ضربته بقوة على صدره وهي تهتف بأعصاب منفلتة: صدق ما فيك احسااااس .. انا وييين وانت ويييين ... فالح تتأمر وتتشرط وغيرك ولا هوب حاس باللي حوووله ...
اناااااا ... اناااااااااا ..........


ارتعشت شفتيها فجأة واخفضت رأسها ... وبشكل صعق فلاح وقلب موازينه .... سقطت دموعها بشكل متوالي موجع حد النخاع ..

حاول رفع ذقنها الا انها أبعدته بحدة عنه وهي تقول بصوت مختنق باكي: خـ خاااايفة وااايد .. ا ا احـ احس بيستوي شـ شي .. فـ فوااديه منقبض .. خـ خايفة فـ فلاااح ....

امسك بوجهها الساخن بكلتا يديه قاطعاً كلماتها المتقطعة بهمسٍ رقيق: اشششش .. لا تقولين جيه حصة .. ان شاء الله ما عليها شر ام فاطمة .. استهدي بالله وادعيلها تقوم بالسلامة ..

شهقت بين دميعاتها الشفافة ومازالت وجنتيها تحت قبضة يديه الدافئتين ..

لم يتحمل اكثر .. ادخلها بين احضانه وتركها تبكي على صدره وتُخرج ما فيها من ضيق علّها ترتاح ..



بعد مرور عدة دقائق

دفعت صدره برقة بعد ان استوعبت ما حدث .. واخذت تتلعثم بخجل مضطرب .. بارتباك سببه مشاعرها التي خانتها وتهيجت في روحها ما ان احست بدفء صدره ورقة صوته: بـ بررد عند الحريم ..

امسك رسغها هاتفاً بخفوت: لا تفقدين اعصابج جدامهن وخلج قوية .. البنات محتايين قوتج حصة ..

هزت رأسها وهي تنظر إليه بحور عيناها الذي يثير جنون اعتى القلوب واقساها .. وهمست: ان شاء الله ..

استدارت قليلاً لتذهب لولا انه اوقفها مجدداً وهو يناديها: حصة

همست بعفوية شديدة وهي تلتفت مجدداً إليه: لبيه

ارتفعت وتيرة دقات قلبها بشكل اثار كل اعصابها/كلها ....



هل هذا الذي يتراقص في ثغره الآن هي ... ابتسامة .....!!!!

إلهي .... لو هذه تعتبر احدى ابتساماته النادرة .. فـ ستحرص على ان لا تراها في المستقبل كي لا ترتبك بقربه او تتلعثم امامه ببلاهة ...!!!!

سحقاً .... أي ابتسامة مدمرة هذه الذي يمتلكها هذا المغرور .....!!!!



قال ببسمته الجانبية الرجولية "الخاصة به وحده": يعلج تلبين في مكة ......... تغشي ...

أومأت برأسها بعقل مسلوب/فكر منهوب ... وانزلت غطائها على وجهها ..

ثم استدارت وهي تشتم ساقيها اللتين "ان لم تتحكم بمشاعرها" ستفقد السيطرة عليهما لا محالة ..!!!!

سارت تاركةً خلفها ذلك الذي يشعر بأن في صدره نار تستعر من أنفاسها الياسمين .. من دموعها الساخنة التي ما زالت عالقة في ثوبه .. ومن لمسه جسدها الغض اللين .........



.
.
.
.
.
.
.



رمت جهاز تحكم التلفاز بضجر مغتاظ على الاريكة وهي تفكر انها لو ظلت على هذه الحالة البائسة فستصبح في عداد المجانين قريباً ....!!

بحق الله .. أتزوجت لتكون حبيسة اربع جدران ...!!

أهذا هو مفهوم الزواج بنظر ذلك الذي يسمى احمد ...!!

عدا سهرة البارحة عند الشاطئ والتي كانت تعتبر افضل لياليها منذ ان تزوجت والتي احست خلالها بأنها عروس حقاً مما رأته من بهجة عائلة أبا نايف الصادقة بها ومعاملتهم المميزة لها ..... عدا البارحة فقط هي لم تشعر قط بأنها تختلف عن أي سجينة ..!!

لا بل تختلف .. السجينات تتلقين بعضاً من الاحترام .. بعضاً من الرأفة والمعاملة الحسنة ..

وهي لم تتلقَ الى الآن من سجانها أي من هؤلاء الثلاثة .....!!!!

يالله .. ما اخبار والدها الآن .... أتناول دواء الضغط ام نسيه كالمعتاد ....!!

ما اخبار والدتها الحبيبة .... أهي بخير ...!!

أمشتاقة إليها كما هي تكاد تموت شوقاً إليها ...!!



اخذت تتجول في المنزل الانيق بقميص نوم ابيض اللون قصير ابرز جمال ساقيها واغرائهما المتجسد في امتلائهما القليل ..

لم تكن ابداً جريئة فيما يتعلق بالملابس .. ولم تكن قط كـ شقيقتها التي ما ان بلغت سن المراهقة حتى بدأت تتفنن عند شراءها للملابس والفساتين وحتى الملابس الداخلية .. كانت الأخيرة تنجذب لكل ما هو انثوي بحت ومبهرج بالألوان والرسومات الغريبة والمثيرة لحاسة النظر ..

عكسها هي التي لطالما كانت تميل لانتقاء ملابس وفساتين ذوات ألوان باهتة ومريحة للنظر ... ألوان لا تجد صعوبةً ابداً في ايجادها في أي مكان ..!!

لطالما جهلت كيفية ان تولي اهتماماً خاصة بنفسها وبجسدها الذي رغم قصره الا انه مغري ويحتوي على بعض الامتلاءات المعقولة في مكامن الانوثة فيها ...

لكن اليوم .. والليلة .... وجدت شجاعة عجيبة في تحدي ذاتها وارتداء ما قد سبق ووجدته من المحرمات على جسدها العذري ....!!

حسناً .. فلتعترف .. ما شجعها اكثر على ارتداء هذا اللباس هو ان ذلك المدعو احمد ..... تقصد أبا زايد الموقر ..

قد ترك لها رسالة بخط يده مفادها انه لن يعود الا صباح اليوم التالي ..

رسالة مختصرة .. مقتضبة ... الصقيع يكاد ينفث هوائه البارد من بين حروف خطه الانيق المتعجرف كـ "هو" ..

اممممم يبدو انها في نهاية المطاف .. وجدت في تركه رسالة لها بعض الرأفة منه .....!!



زمت شفتيها بـ تهكم وهي تفكر بأفضل طريقة تقضي فيها وقتها في هذا المنزل ...


افففف .. لكم تريد لكم وجهه ...!!

لمَ لا يعطيها هاتفها وكفى .....!!

لمّ التصرفات الطفولية التي لا ضرورة منها سوى الاستفزاز/اخراج النفس من تعقلها ....!!


تذكرت كيف شعرت بالحرج الشديد ليلة البارحة عندما طلبت منها الجوري اخت أبا نايف ووالدتها رقمها الخاص .. وكيف اخذ وجهها يتلون بالارتباك وهي تحاول اخراج نفسها من المعضلة .. ولم تجد سوى ان تقول لهن انها ستغير خلال يومان رقم هاتفها وانه من الأفضل ان تأخذ هي ارقامهن .. وبكل طيبة قلب .. اعطتها الجوري رقمها ورقم والدتها ....



ادارت عيناها باتجاه المطبخ التحضيري وقررت ان تصنع لها عشاءاً خفيفاً من الأغراض المتوفرة في الادراج والثلاجة ..

ابتسمت بلطف وهمست: ما شاء الله عليهم هل مواييب وسلومن طيبة ..

مرت الدقائق وهي تنغمس في عمل طبق من المعكرونة بالصلصة البيضاء .. وعندما انتهت ..

مررت اصبعها على ما تبقى من الصلصة في القدر وتذوقته بـ جوع وتلذذ شديدان .. وهمست:
امممممممم تسلم ايدينج يا حنون ... محد مخلنج درام الا هن ههههههههههههههههه ..


جهزت طاولة المطبخ الصغيرة لها بحيث رتبت الملعقة والشوكة والمحارم عليها .. حتى اصبح المكان جاهز لتناول وجبة عشاء راقية ....

راقية وانما مثيرة للشفقة .....!!


شعرت بغصة مريرة ترسو فوق حنجرتها وجعاً الا انها ابتلعتها بعصبية بالغة ..

ما الفرق .. هي منذ طفولتها وحيدة ولا احد يشاركها ما تحبه وما تهواه ....!!

حسناً .. على الأقل كان هناك من يشاركها وجباتها اليومية .. هذا ما كان يخفف حدة وحدتها وشعورها بالنبذ من والديها اللذان كانا يوليان شقيقتها الراحلة كل اهتمامهم وانتباههم ...!!


تنفست بعمق أخرجت معه ما يعتمل في خاطرها من مشاعر مضطربة/حزينة .. ثم اقتربت من صنبور المياه ورشت بسرعة ماءاً بارداً على وجهها ورقبتها .. علّ ما تشعر به من حرارة تهدأ وتخف ....


عندما التفتت .. جفلت بعنف شديد وهي تحدّق بآخر شخص ترغب برؤيته الآن ....... وهي بهذا الحال ....!!!!



شعرت بموجة حارة أخرى .. "لا تتعلق بالجو البتة .. وانما بأمر آخر" ... تغمرها من رأسها حتى أخمص قدميها ... وتنفسها بدأ يثخن ويغلظ تحت وطأة قلبها الذي يكاد ينعصر بين اضلاعها ....



إلهي .... لا .....
لاااا ...



بدأ جسدها يتحرك بمكانه بشكل ابله موغل بالخجل/الربكة العارمان .. وعندما قرر دماغها المشتت اخيراً التحرك لهدف واحد وهو الهرب .. ضربت رجلها حافة طاولة المطبخ وكادت تسقط الا انها استطاعت تثبيت جسدها في اللحظة الأخيرة ...


الى الآن لم تنظر لعيناه .. لكنها تشعر بنظراته تأكلها بنهم ...... بشكل جرئ لم تعهد التعامل معه من قبل ....!!!!



ازدادت ارتجافة ساقيها واكملت سيرها باتجاه الباب "المُغطى اساساً بجسده" ....

وهمست بصوت مكتوم مختنق وهي تأشر بيدها المرتعشة ليتنحى قليلاً: بخطف خوز شوي ...


تقدم الى الامام قليلاً واوقفها بجسده وهو ما زال ينظر إليها بتلك النظرات المُتلفة ..... للأعصاب ... وهمس بصوتٍ خشن خافت من بين عيناه المظلمتان العميقتان:
وين ..؟!


كتمت بقوة شهقة جزعة كادت تودي بآخر حصون تعقلها ... وقالت بتلعثم/بضياع وهي ترص جانبي ردائها الأبيض على صدرها المكشوف: مـ مـ مـ ... أ أ اقصد ...
آ آ آ بـ بسير الحـ حجرة ..


كرر همسه وهذه المرة كان اشد قرباً ... اشد حميميةً: ليش ..؟!


رغماً عنها ... رغماً عن قوتها المزيفة .. تلألأت عيناها بالدموع مما تشهده من خزي/خجل لا مثيل لهما .. وقالت بصوت اصبح مختنقاً/مرتجفاً حد اللامعقول: بـ بـ بسسس جـ جييييه ..


تقدمت بانفعال لتهرب من الطرف الآخر الا انه اغلق المجال عليها مرة أخرى ..... وعاد يهمس وهو يمسح تفاصيل اهدابها المسبلة فوق عيناها الطفوليتان وما بعدهما من تفاصيل .... تضج بالانوثة ..... وتصرخ بالفتنة/البذخ:
ما بتعشيني ..!!
انا ..... يوعان ....


ارتفع صدرها وهبط بشكل سريع واضح ... وهمست بذات ارتعاشها وهي تصارع دموعها كي لا تهطل على وجنتيها:
هـ هاااذوه العشااا ... كل ...


واستغلت بسرعة ارتخاء جسده في وقفته ودفعته برقة لتخرج من المطبخ وهي تهرول بسرعة وبتعثر بالغ التوتر ..


الا ان يده القوية امسكت بذراعها بقوة وبلمح البصر .. وادارها إليه حتى اصطدمت بجسده الصلب ....


وهمس بصوت أجش محموم محترق وهو يقترب من شفتيها شيئاً فـ شيئاً:
قلـ ـتـ ـلـ ـج ....... يـ ـوعـ ـاان .......



قبل ان تستوعب "التي بين ذراعيه" ما يجري معها/حولها .. وقبل ان تدرك قربه الطاغي عليها ... كان ينحني اكثر نحوها قاطعاً المسافات المستفزة بينهما بشفتيه ....!!!!!








نهــــاية الجــــزء الحــــادي والخمســــون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 10:18 PM   المشاركة رقم: 1868
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الشرق مشاهدة المشاركة
   بنتظاااارك والله معك والقلب داعيلك كم لولوه عنا


حبيبتي حنونة .. قراءة ممتعة يا جميلة ..

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 10:22 PM   المشاركة رقم: 1869
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  
هلا لولوتي

مسموحة حبيبتي وبإنتظارك بشوووق



 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 10:26 PM   المشاركة رقم: 1870
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   نو نو ... لولوة حبيبتي قالت قبل انه ما صار يوم موت ابو حارب و اخوه


ما صرحت رسمياً بهالشي هههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 02:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية