كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: رمال الذهب - جولييت آرثر ( روايات غادة المكتوبة )
" لا , آرثر .. لا استطيع , انا فقط لا استطيع , حقا .. لا استطيع .."
" توقفي" قاطعها بحدة وهو يمرر يده المرتعشة بشعره " يا الهي كارول! لا تنظري الي بهذه الطريقة , لا تنظري الي وكأنني حيوان وحشي سيجبرك على مشاركته الفراش !"
" آه ارجوك .." قالت والدموع تكاد تطفر من عيونها دون ان تتمكن من منع ذلك بكل قوة ارادتها , استدرات مبتعدة عنه وهي تخفي وجهها بيديها " ابتعد آرثر .. ارجوك فقط اخرج وابتعد عني "
" هل هذا ماتريدين حقا؟" قال بغضب وصوته يزداد كثافة " ان تستمري بالإدعاء اننا لا نكترث لبعضنا البعض "
بدأ يقترب منها فسارعت للقول " هذا لا يفيد , انها مجرد رغبة وشهوة جسدية , بحق السماء آرثر ! انها مجرد عملية ميكانيكية مرجردة , انها لا تعني اي شيء "
قالت وبدأت تجهش بالبكاء وهو يمسك برقة بذراعيها ويدير وجهها اليه ويشدها الى احضانه برقة ويبقيها هناك خدها كان ملتصقاً بصدره الصلب واخذت تشعر بضربات قلبه المنتفضة بشدة وقوة تضاهي قوة نبضات قلبها , وشعرت بالتوتر المتفجر داخله وادركت انه كان يضبط اعصابه بإرادة حديدية, معرفتها لهذا لم تساعدها على التماسك .ريحانة
" هل هكذا ترين مايحدث بيننا حقاً؟ هكذا ترين هذا الانجذاب بيننا ؟" سألها بصوت مخنوق " الا تريدن ان يكون الأمر هكذا كارول ؟ مجرد عملية ميكانيكية؟ بدون اية هموم حول الارتباطات ؟"
ابتعدت عنه والرعب يجتاحها لشدة ضعفها اتاهه , كلماته كانت تحمل مسحة الحقيقة , لكنه كان مخطئاً , لو لم يكن مايحدث مهيناً لكان مضحكاً ومسلياً , اذا كان مارك قد اطلع آرثر حقاً على كل المعلومات الحميمة حولها فمارك بالطبع لم يبالغ بطبيعة العلاقة الجسدية التي كانت بينهما ؟ ام هل فعل؟ أكان هذا ما يتحدث الرجال عنه حين يكونون بمفردهم , يتباهون بمنجزاتهم مع النساء؟
" توقفي عن البكاء كارول" قال بصوت رقيق وحين لم تجيبه تابع " فضيلتك وكبريائك سيظلان بأمان ولن انسهما ابداً! اذهبي واغسلي وجهك وضعي عليك بعض الثياب"
استدار قليلاً عنها وترك الغرفة مغلقاً الباب برقة , سارت باهتزاز نحو دورة المياه وغسلت وجهها بالمياه الباردة ونظرت الى انعكاسها بالمرآة بحذر واشمئزاز , فمها كان لايزال متورماً من عمق العاطفة وصدرها لايزال يحمل آثار ماحدث.
كيف استطاعت ان تسمح بماحدث ؟ كيف انسحبت ببحار العاطفة دون تفكير؟
واجهي الحقيقة كارول , صاح صوت قوي داخلها , لو لم يظهر آرثر عدم رغبته بامتلاكك على تلك الكنبة في غرفة الجلوس لما استطعت الخروج من هذه الحالة وعذريتك لا تزال معك.
|