كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
اليوم التالي كان يوم الجمعة ، ومرت جودي بمدرسة السكرتاريا باكرا ، في طريقها إلى المكتب ، وشرحت لهم الموقف ، وتاثرت المديرة وهنئتها على هذه الوظيفة الجديدة . ولو كانت مؤقتة .
- سأبقيك مسجلة لستة أشهر ، وإذا رغبت بعدها بتقديم الامتحانات عليك أن تتصلي ، يمكن أن أدبر لك موعدا خلال عطلة الميلاد ، على كل إبقي على اتصال بي ، ودعيني أعرف إلى أي مدى ستنجحين ، وإذا ما كنتِ بحاجة إلى نصيحة.
وشقت جودي طريقها إلى مكتب شركة " دايفدسون المحدودة ، للورق الفاخر " وهي تشعر بأنها بحاجة إلى كثير من النصائح ، ولكن ليس من النوع الذي في ذهن مدربتها .
ومرة أخرى وجدت هال قد سبقها ، جالسا إلى مكتبه ، وكانت جودي قد أمضت الليل تفكر كيف سيكون العمل معه ، وكيف ستبقى على اتصال به يوما بعد يوم .
ونظر إليها ، وواجهت التأثير الكامل لعينيه .
- صباح الخير سيد دايفدسون.
واستدارت بسرعة ، وعلقت سترتها في الزاوية .
- آسفة لتأخري قليلا . كان يجب أن أخبرهم في المدرسة أنني لن أحضر الدروس بعد اليوم .
- أوكي .. لنبدأ العمل إذا .
وأعطاها كومة من الملاحظات.
- أنظري ماذا ستفعليه بهذه . لا حاجة لطبعها بالترتيب ، وعندما تنتهين منها أعطيني إياها لأصنفها .. فأنا بحاجة إليها معي في لندن .
واشنغلت جودي بالمهمة وأنهتها خلال ساعة ، وسحبت آخر ورقة من الآلة متنهدة بارتياح ورفعت نظرها لترى هال يراقبها من الطرف الآخر للمكتب " هل انتهيتِ ؟ "
وهزّت رأسها ووقفت ، ولكن قبل أن تجلب له الأوراق كان يسير باتجاهها . النافذة الجانبية كانت تطل على ساحة وقوف سيارات الموظفين ، ونظر من خلالها وهو يمر أمامها ، وسمعته يتنفس بسرعة ، ثم انحنى فوق الأوراق التي طبعتها متفحصا :
- جيد .. أنت فتاة ذكية يا جودي .
كلامه بدا غريبا . وسمعت صوت أقدام مسرعة تصعد السلم الخشبي خارج المكتب . واقترب هال أكثر من جودي . اضاف بصوت منخفض :
- وجميلة أيضا.
ما حدث بعدها ، لم يكن متوقعا . أحست بذراعه تنسل حول خصرها ، وجذبها بقوة إليه ، بحيث لم تعد تستطيع الابتعاد عنه ، وحاولت جود مقاومته ، وكل ما استطاعته هو أن تحرك ساقا واحدة ، لأن ذراعاه كانتا تلتفان حول ذراعيها .
ثم ، ومن خلفهما ، سمعت صوت باب المكتب يفتح بقوة . وبعد فترة طويلة التفت هال مبقيا ذراعيه حولها . وأدرات رأسها بضعف ، لترى فتاة في ثوب أخضر تقف عند الباب .. إنها آن ؟
ووقفت الفتاة حيث هي ، تحدق بالمشهد أمامها ، وجهها شاحب ، ولون احمر قرمزي على كل خد ، عيناها ثابتتان وواسعتان من الصدمة . ووقف الثلاثة دون حراك وكأنهم في مسرحية صامتة وتكلمت الفتاة :
- هكذا الأمر إذا ؟ ولم يكن عندك الجرأة لتخبرني أن هناك فتاة أخرى ؟ أنت نذل يا هال دايفدسون .. نذل مطلق!
ووقفت للحظات ، ولكن عندما لم يتحرك هال أو يتكلم أصدرت من حنجرتها صوتا خفيفا كحيوان جريح ، وخرجت متعثرة من المكتب .
|