كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
وسارت الفتاتان نحو النهر ، بعد الغداء ، وقالت باربرا :
- أنت لست جادة حقا حول تركك العمل ، أليس كذلك يا جودي ؟ لماذا ؟ أنت هنا منذ مدة قصيرة ، وأنت تتدبرين أمرك بشكل رائع.
ووقفت جودي تراقب النهر وهو يجري ببطء تحت الجسر ، قبل أن تجيب :
- أنا فعلا جادة ، فأنا لست ملائمة للعمل هنا يا باربرا ، وهذه هي الحقيقة . لقد ظننت أنني سأحقق طموحي بأن أصبح سكرتيرة رفيعة المركز وما إلى ذلك . ولكنني غيرت رايي الآن .
- هل هال دايفدسون هو السبب ؟ هل وقعت بحبه ، مثلنا جميعا.
ولم ترد جودي رأسها، بل وقفت تتأمل المياه ، محاولة التفكير ، محاولة ان تكون صادقة مع نفسها ، وأخيرا قالت :
- أعتقد أنك مصيبة يا باربرا ، لقد أربكتني هذه الوظيفة ، والناس الذين يعملون في المكتب ، وخاصة الآنسة راو ، ولكن أعتقد أن السبب الرئيسي هو أنني أحاول إقناع نفسي بأنني أسعى إلى التعاسة لو بقيت بقرب هال . وأنا أعلم تماما أن لا مستقبل لفتاة مثلي معه . وعلى فكرة .. لقد التقيت بهذه المدعوة إفريل هارتس هذا الصباح ، وتخاصمنا قليلا .. وأعلمتني أنها مخطوبة لهال ، وأظهرت لي خاتم زمرد كبير .
- أو .. هل فعلت هذا ؟ أوقل إن هذا مجرد رجاء . هال دايفدسون لن يتزوج من أحد ، إذا كانت معلوماتي صحيحة ، على الأقل ليس قبل أن يصل إلى السبعين من عمره ويحتاج إلى زوجة تدفئ فراشه .
ووضعت يدها على ذراع جودي:
- أنت محقة يا جودي .. اهربي من هذا الرجل قبل أن تغرقي أكثر . باستطاعته أن يمزقك .. وأنا أعلم هذا ! لا بد أنك سمعت بعض الاشاعات في المكتب عني . لقد جننت به ، وعرضت زواجي للخطر ، وانتهى بي الأمر في المستشفى في محاولة للانتحار .. لا .. لا تقولي شيئا يا عزيزتي .. لقد حدث هذا في العام الماضي ، وانتهى الأمر الآن ، أو على الأقل هذا ما ظننته حتى ليلة أمس ، ولكن يبدو أن الأمر لم ينته . انظري إلى الطريقة التي انفعلت بها عليك عندما علمت بأنك معه ، شعور بالغيرة المدمرة ، وأنا خجلة من نفسي ، وأستطيع أن أقول لك إن هذا الرجل يستطيع التسلل إلى تحت جلدك .
- لم يحدث شيئ بيننا ، وأنت تعرفين هذا ، أعتقد أن علينا العودة الآن .. وشكرا لك على صراحتك معي يا باربرا ، لقد ساعدني هذا كثيرا في تقرير رأيي.
في المكتب قال البواب لجودي :
- هناك شخص يود مقابلة السيد دايفدسون ، آنسة ليندساي . السيد بورغلي . لقد وضعته في غرفة الانتظار ، فالسيد دايفدسون لم يعد بعد ، هل ستتعاملي مع هذا ؟
- أوه .. نعم .. شكرا لك . أنا أعرف السيد بورغلي ، سأذهب لأراه .
كان ديك جالسا عند الطاولة يقرأ مجلة ،وقفز واقفا عندما فتحت الباب ، واضاء وجهه بالسعادة :
- جودي .. كنت آمل أن أراك . كيف حالك ؟وأمسك بكلتا يديها وضغط عليهما .
- اشعر أنني أفضل لرؤيتك يا ديك .
وابتسمت له ابتسامة مشرقة .. لقد أعاد معه كل الذكريات التي تركتها خلفها .. بلدتها .. بيتها .. المكتب القديم ، وكل ما ما كانت تشعر فيه بالراحة هناك .
- لقد قالوا لي إن " الرئيس " ليس هنا .
- يمكن أن يتأخر قليلا ، إنه في اجتماع معهم .
- رائع ! لديك إذا وقت لتبادل الحديث ، أريد سماع كل أخبارك ، وكيف تنظرين إلى لندن والوظيفة وكل شيء . هل الأمور على ما يرام ؟ .
|