كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
- أوه ..لم أعني هذا .
واشتدت ذراعه من حولها وقال :
- لا بأس ، يا طفلتي .. لا بأس ، كنت أمزح ، والآن استلقي ، وارتاحي ، وسنذهب . الأفضل أن لا تعودي إلى شقة باربرا .
وارتعدت للفكرة وصاحت بجنون متعلقة بذراعه :
- لا .. لا .. لا أستطيع العودة إلى هناك .. لا أستطيع !
وألقاها فوق المقعد ، وربت يدها ، وقال بحزم :
- إذا لن تذهبي .. ما كان عليّ أن أقترح أن تسكني هناك من الأساس . لقد كنت ابلها لعينا ، في العديد من الأمور التي تخصك يا جودي . ولكن لا تهتمي ، لم يفت الوقت بعد لإصلاح كل شيء .
لم تكن تدري عما يتكلم ، واستلقت على المقعد وأغمضت عينيها ، بينما أدار السيارة ، وما إن سمعت صوت هدير المحرك الناعم حتى غطت في النوم ، واستيقظت على صوته يقول :
- لقد وصلنا .. وأخشى أن يكون المكان نفسه ، ولكن ليس هناك مكان آخر آخذك إليه .
وساعدها على الوقوف حتى كاد أن يحملها وقال :
- وهذه المرة دون جدال .. ستذهبين راسا إلى فراشي ، مع زجاجة ماء ساخن ..
ووضعها في الفراش وأخرج روبا من وبر الجمل ولفها به ، وهو يبتسم :
- ها أنتِ يا جودي .. أنت تبدين الآن مثل لعبة الدب.
وابتسمت له ، الطريقة التي يعاملها بها ، كانت وكأنها في السادسة من عمرها .. ولكن الأمر الذي أدهشها ، أنه يمكن أن يكون لطيفا ، ورقيقا ، ومرحا ، لم تكن تصدق بان هذا قد يحدث ، واستلقت وتركت الراحة والدفء يتسللان إليها ، ودفعت هذه اللحظات المريعة التي مرت بها ، خارج شقة باربرا ، بعيدا عن ذهنها ..
وعاد هال بعد بضع دقائق ومعه زجاجة ماء ساخن وصينية .. وقال بمرح " مزيد من الشاي " ؟ قوي وحلو . لقد صدمت يا طفلتي .. أتريدين أن تقصي عليّ ما حدث ؟ "
واستوت في جلستها ووضعت زجاجة الماء الساخن تحت الروب ، وأخذت ترتشف الشاي .
- لا شيء مهم .. لقد كانت باربرا .. صعبة معي ، قليلا ، وهذا كل شيء ، وفضلت أن أهرب من طريقها .
وجلس على طرف الفراش ، وقال:
- هذا قول غير دقيق .. وعندما يُترجم ، يعني أن باربرا قد رمتك من شقتها ، وأخافتك حتى الموت وهربت منها دون أن تتوقفي لالتقاط معطف ، وكان أمرا جيدا أن أنتظرت قليلا لأتأكد من أنك على ما يرام .كان لدي فكرة بأن شيئا ما سيحدث .. لا يا جودي .. ليس من الجيد محاولة تجنب المسألة ، باربرا جوردن موظفة ممتازة .. ولكنها تصبح هستيرية في بعض الأحيان . مشكلتها الرئيسية أنها لم يكن يجب أن تتزوج من بحار يقضي كل وقته خارج المنزل ولفترات طويلة ، هذا إذا فهمت ما أعنيه .
- أعتقد بأنني فهمت .. إنها بحاجة إلى رجل .
- بالضبط . ولسوء الحظ حاولت عدة مرات أن تلتصق بي .. ولكن دون نجاح . فأنا أبتعد كثيرا عن النساء المتزوجات . فهن يسببن مشاكل كبير.
- فهمت .. وهذا يفسر ما جرى إذا .
ولكن هذا لا يفسر كل شيء ، ليس هجوم باربرا العنيف عليها واتهاماتها المسعورة ، وتابع كلامه :
- أنا آسف لوضعك في هذا الموقف . غنه أمر لم أفكر به جيدا .إنه أمر لم افكر به جيدا.
وأخشى أن أكون قد فكرت خاطئا أن باربرا قد عقلت ، بعد العديد من محاولات إفهامها ، واعتقدت أن من الجيد لها .. ولك .. أن تتعرفا وترافقا بعضكما . ولكنني عرفت الآن بأنني مخطئ . وسأجد لكِ سكنا آخر . والآن ، نامي جيدا لما تبقى من الليل . وسندرس كل الأمور عند الصباح ، سأنام على الصوفا وسأكون مرتاحا جدا ، نامي جيدا يا صغيرتي ، ولا تقلقي ، كل شيء سيكون على ما يرام ، وسترين .
بعد أن خرج .. استلقت جودي على الفراش وأغمضت عينيها .
وتجعت دموع كثيرة تحت جفونها وانحدرت على خديها . لا فائدة بعد اليوم أن تضلل نفسها حول مشاعرها . فما تشعر به نحو هال دايفدسون بعيدا جدا عن المشاعر العادية . إنها واقعة في حب عميق معه كما تحب المرأة بالضبط ، بعمق يخيفها ، لأنها ليست مقتنعة بأنه قد يحبها . إنه ليس رجلا يجد ضرورة للتحدث عن الحب إنسي الأمر يا جودي ، إنه لن يقول لك تلك الكلمات التي تستمرين بتذكرها .. الدفء في كل ما حولها ، ولكنها كانت ترتجف وجذبت روب وبر الجمل عليها ، وغرقت في الأغطية حتى ذقنها ، في فراش هال .
هذا مزاح ثقيل يخترقها كالسكين ، ستكون هذه المرة الأولى والأخيرة التي ستنام فيها في هذا الفراش .
نهاية الفصل
|