كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
وأخرج مفتاحا ، وفتح الباب وحمل الحقائب عبر ردهة بدت لجودي وكأنها مدخل فندق كبير . وضغط هال على زر المصعد ، وعندما حضر لاحظت أنه صغير جدا بحيث لم تعرف كيف سيدخلانه معا ، عدا عن الحقيبتين الكبيرتين . ولكنهما دخلاه ، وهذا يعني أنها التصقت بهال ولم تستطع الحراك . ومدّ يده محتكة بها ليضغط على زر الطابق الثالث ، وبينما بدأ المصعد بالتحرك بصمت ، أنزل يده ليضعها فوق كتفها . ولم تجرؤ على رفع وجهها نحوه ، لأن وجهها لم يكن يبعد سوى إنشات قليلة عنه ، واستطاعت الإحساس بدفء أنفاسه فوق شعرها . وتراجعت قليلا ، فشعرت بيده تضغط أكثر على كتفها وقال:
- المكان ضيق هنا . كنت أعتقد دائما أن هذا المصعد صُمم خصيصا للعشاق .
وعندما فُتح باب المصعد ضغط عليها قليلا قبل أن تخطو إلى الخارج . وشعرت بالرهبة ، وبضعف في ساقيها . يجب عليها أن تبقى دائما على مسافة منه في المستقبل , ولن يكون هذا صعبا خلال العمل .
باب شقة باربرا كان أحد ثلاثة أبواب في هذا الطابق . ووضع هال مفتاحا آخر في قفل الباب وفتحه ثم دخل . وتساءلت جودي عما إذا كان بحوزته مفاتيح كل شقق موظفيه . وقال لها:
- في حال كنت تفكرين أفكار سوداء لأنني أتصرف وكأنني في بيتي ولأنني أملك مفاتيح الشقة ، فأنا وباربرا نعمل بشكل مقرب ويناسبني كثيرا أن أستخدم شقتها لبعض المشاورات أحيانا . وهذا كل شيء . لذا تستطيعين التخلي عن شكوكك السوداء .
- أنا لم أكن .. لم أفكر ..
ومال نحو الباب ليقفله وابتسم :منتديات ليلاس
- أوه .. بل فعلتِ .. أنتِ تعتقدين أنني لعوب أليس كذلك يا جودي ؟ فأنت قد حكمتِ عليّ ، وتتساءلين ما إذا كنت ِ آمنة معي . ولديّ أخبار لك أيتها الشابة ، عندما تنظرين إليّ هكذا بهاتين الماستين الزرقاوين . لا تكونين آمنة ! والآن ادخلي ، وسنفتح خزانة باربرا لنجد لنا شرابا.
وقادها نحو غرفة الجلوس الواسعة ، وعلى الفور أحست جودي بشخصية باربرا ، بطريقة ترتيبها للمقاعد بلون القهوة ، الطاولات الزجاجية المنخفضة ، وكان هناك خزانة كتب من الخشب على طول الحائط فيها رفوف للكتب ، وآلة التسجيل ، والستيريو ، والتلفزيون والزهور والصور .
ووقفت جودي تنظر حولها بإعجاب ، وقال هال :
- إنها غرفة رائعة ، ألا تظنين هذا ؟
- إنها جميلة . حقا جميلة.
وتقدمت نحو النافذة ووقفت تتأمل المنظر الخلاب عبر النهر . كانت الشمس قد غابت ، ولكن نورها ما زال يلمع فوق الماء ، مضيفا عليه اللونين الزهري والذهبي .
واقبل هال من خلفها ووقف واضعا يده على حافة النافذة ، وقال :
- هذا جسر " تاور " فأنتِ الآن قرب برج لندن وستشعرين بالأمان والحماية .
ووضع يده الأخرى على كتفها . ونسيت جودي الغرفة والمنظر وكل شيء ، ما عدا قربها من هذا الرجل الذي يملك القدرة على تحويل عظامها إلى سائل ، وحاولت أن تنسحب بعيدا عن ذراعه ، ولكن ساقاها لم تتحركا .. وتمتم :
- كم أنتِ صغيرة الجسم .. بإمكان يداي أن تحيطا بخصرك وتلتقيا .
وانزلت يداه نحو خصرها ، وجرها نحوه .وبشكل غريب ، لم يفاجئها هذا ، وبدا لها طبيعيا أن تميل إلى الوراء وتريح رأسها على كتفه وكأنها فعلت هذا مئات المرات من قبل ، وضحكت قائلة.
|