كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
فشهقت ، وهي اقرب للدموع:
- أوه .. أنت .. أنت .
وحدق بها للحظات ، ثم مال على الطاولة وغطى يديها بيديه ، وتمتم :
- أيتها المسكينة الصغيرة ، جودي ، عيب أن أداعبك بإزعاج . فأنت لا زلتِ صغيرة ، ولكنك تقفزين إلى الطعم بشكل لذيذ ، وأعترف أن الفتاة التي يحمر وجهها خجلا في هذه الأيام نادرة الوجود . ولنعد لاتهامك لي ،الذي أنكره تماما . فأنا لم أستخدمك لأبعد عن نفسي الصديقات المتطلبات جدا من النساء ، فعادة أستطيع أن أقوم بهذا العمل بنفسي دون مساعدة.
ونظرت إليه, إلى الخطوط القاسية المتغطرسة تقريبا ، في وجهه ، ولاحظت النغمة المتعجرفة في صوته ، وظنت أن بإمكانها التصديق . وتابع قوله :
- أنا حقا آسف لأن تلك الحادثة الصغيرة مع آن أزعجتك . فعندما عانقتك كنت أتصرف باندفاع ، وهذا أمر نادرا ما أفعله .. والسبب بصراحة أنني أردت إنقاذ نفسي .. وإنقاذك من الفضيحة التي كنت أعلم بأنها ستحدث ولم يكن لدي وقت للتصرف معها ، وأمامي موعد قطاري للسفر إلى لندن . وهذا كل ما في الأمر .
ولكن هذا لم يكن كل شيء . فجودي تتذكر أن أول عناق تبعه آخر ولم تكن آن حاضرة لتشهده ، ولذا فإن توضيحه لم يكن متماسكا ، وتابع كلامه بلطف:
- هاك .. ها قد اعتذرت .. هل أنتِ راضية ؟
- أعتقد هذا .
منتديات ليلاس
- جيد .. ولكن لمجرد إرضاء فضولي قولي لي كيف تدبرت أمر آن ؟
وسنحت لها الآن فرصة تسجيل نقطة عليه فقالت ببرود :
- لقد أقنعتها بأنك لا تستحق بأن يتحطم قلبها لأجلك . ونصحتها أن تفعل ما يقال عندما يضيّع المرء كلبه . . إذهبي وجدي لنفسك واحدا آخرا بأسرع وقت ممكن .
وتراجع رأسه إلى الخلف بقوة ، وكأنما تلقى ضربة على فكه ، ثم انفجر بالضحك .
- أوه يا جودي .. أنتِ رائعة ّ ماذا سأفعل من دونك ؟
وابتسمت على مضض ، ثم تغير كل شيء ، وانفجرا معا بالضحك .
وعندما تركها ليحضر القهوة راقبته وهو يقطع القاعة ، بين الطاولات ، نحو طاولة الخدمات ، وبدأت مخاوفها وشكوكها تتلاشى ، إنه يبدو رئيسا رائعا ، واستطاعت ان تتخيل العمل معه مستقبلا بشكل حميم ، كما يجب أن تكون السكرتيرة الشخصية ، تتفهمه ، وتتسامح معه ، لا أن تغضب عندما يكون متوترا ، تدافع عنه أمام الثقلاء من الناس الذين يحاولون التعدي على وقته ومشاغله .
وتراجعت عن هذا الحلم الوردي عندما وضع فنجان القهوة امامها على الطاولة وقال :
- والآن دعيني أشرح ما في ذهني عن المستقبل القريب . سوف اقبل أحد مشاريع بورغلي الشاب لإعادة البناء هنا . وأطلب منه أن يبدأ فورا.
وبما أنه لن يكون لي مكتب إلى أن ينتهي من أعماله ، فسوف أنقل كل ما هو أساسي .. الملفات وما شابه .. إلى مكتب السيدة وايت .. وأتخلص من ما تبقى من الأثاث القديم . وأعتقد أن الأمر سيستغرق حوالي الشهر ،وفي هذه الأثناء سأعود إلى لندن .
وتنفست بصعوب ، وشعرت بأن معدتها تقلصت وكأنها هبطت فجأة في مصعد سريع . وفاجأها شعور خيبة الأمل . ألن تراه لمدة شهر !وكان يراقب وجهها عن كثب ، وقال:
- بالطبع . أريدك أن تأتي معي إلى لندن .
|