لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


ملامح تختبئ خلف الظلام

ملامح تختبئ خلف الظلام روابط الفصول هل من الممكن أن نتعلق بأشخاص لا نعرف ملامحهم

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 15-08-14, 04:17 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Jded ملامح تختبئ خلف الظلام

 

ملامح تختبئ خلف الظلام




هل من الممكن أن نتعلق بأشخاص لا نعرف ملامحهم
هل لك أن تتصور أنك قد تحب شخص لا تراه ليس لأنك أعمى ولا لأنه ليس أمامك
بل إنك تسمعه تتحدث معه يمكنك رؤيته ولكنك لا ترى ملامحه ولا تستطيع أن ترسم له صورة حتى في
مخيلتك ولن تتعرف عليه إذا ما قابلته في مكان ما
أعلم أنه أمر لا يستوعبه العقل ولكن هذا ما حدث لبطلات قصتي بالفعل
الرواية يتخللها الخيال من أكثر من جانب فعايشوها على أنها واقع لأنها قد تحاكي الواقع في مكان
ما من هذا العالم ... ليس لقصتي بطلة واحدة فبالتالي ليس للقصة بطل واحد
لمحة قصيرة عن بطلات القصة
آنين .. لجين .. ولين
ثلاث فتيات جمعتهم المصادفة ليصبحن صديقات لم يفترقن عن بعضهن لثماني سنوات واجهن فيها المصاعب
الضغوط المشاكل والتحديات ثلاث فتيات بقلب واحد ورأي واحد ويد واحدة عبروا تلك السنوات وكلهم أمل
وإشراق وطموح بلا حدود تشابهن في الكثير من الأشياء في واقعهم في ملامحهم وفي طباعهم وحتى في
طموحاتهم وأحلامهم
فحينما تراهن أمامك مجتمعات سترى ثلاث شابات بملامح مختلفة تماما ولكنهن في نفس العمر ونفس الطول
وحتى تناسق الجسم أعينهن الخضراء الواسعة والشعر ألبندقي الفاتح
لأنهن ثلاثتهن من أمهات أجنبيات مسلمات وآباء عرب مسلمين فقدوا من أوجدهم في هذه الحياة وعاشوا
في واقع وظروف مختلفة ومتشابهة في الكثير من المواقف لحد ألا معقول
عاشوا في تلك البلاد الغربية ولم يعرفوا بلدانهم ولم يروها يوما فهل ستفترق الفتيات وما الذي
سيواجههن هذا ما سنعرفه من خلال أحداث الرواية


الفصل الأول


على طاولة دائرية الشكل تتوسطها مزهرية أشبه ما تكون بالأكواب عن المزهريات تتوسطها وردة واحدة في
أحدى المقاهي البسيطة وكوبين من القهوة وبطلاتنا الثلاث متقابلات يجلسن حولها بحجابهن المرتب وملابسهن
الأنيقة التي تتفاوت بين الرقي والبساطة بنفس الألوان ونفس الترتيب بأطقم متشابهة الشكل بماركات مختلفة
هذا ما اعتدن عليه دائما وكل من يراهن يضن أنهن توائم غير متشابهين
آنين بمرح : آآآآه وأخيرا انتهت الدراسة وودعنا الثانوية البائسة تلك كم أكره نضامهم المعقد
لين بضيق واضح : آنين أنتي دائما هكذا لا تتوقفين عن التذمر ولا يعجبك شيء على الإطلاق أنتي مدلـله جدا
آنين وهي تبتسم ابتسامة جانبية مغصوبة دليل أن الكلام لم يرق لها :لين أنا افتقدت والديَ قبلك بسنوات كثيرة
والدتك لم تترك الدنيا إلا من أشهر إذا أنتي المدللة ولست أنا
لين وهي ترمي بيدها بلا مبالاة : أنا متأكدة أنه في حلقة ماضيك المفقودة تلك تأكيد لكلامي
أنين بحزن : لقد رأيت حلما غريبا البارحة
لجين رفعت رأسها عن جهازها المحمول الذي لا يفارقها حيثما ذهبت وها قد خرجت من صمتها المعتاد
وفي عينيها نضرة خوف وفضول: ماذا رايتي في الحلم
آنين بصوت هادئ وعيناها مرتكزة على كوب القهوة أمامها : رأيت يدين متشابهتان وكأنهما لشخص واحد
ولكنهما كانتا لشخصين مختلفين ومرتفع مخيف وكانت أحدى اليدين تشدني للأسفل والأخرى ترفعني للأعلى
كي لا أسقط وفي النهاية سقطت اليد الأولى للأسفل وبقيت متعلقة بالأخرى تم اكتشفت أن صاحب اليد التي
كانت ترفعني هو من سقط للأسفل كنت أنظر أليه من أعلى ولا أتبين ملامحه
وضعت أنين يدها على عنقها ورفعت نظرها أليهم وتابعت بصوت مختنق : لقد كنت أصرخ وأصرخ وانظر
أليه واستفاق جميع من في المنزل على صراخي خالتي كانت تود اصطحابي للطبيب كم أكره هذا الحل الغبي
لين بصوت خائف: إنه كابوس مرعب
آنين وهي تحرك رأسها بالنفي : لا ليس كابوسا وليس حلما أيضا إنه واقع .. هوا واقع ..أنا متأكدة
لجين باندفاع مفاجئ : آنين لما لا تسألي طبيبا آخر عن ذلك وعن رفض عقلك تذكر ذلك الجزء فقط من ماضيك
لابد أن يفيدك حتى ولو لم يطلع على حالتك من البداية أشرحي له فقط
هزت أنين رأسها بيأس : لن يجدي هذا أبدا لأن عقلي هوا من يرفض وبقوة تذكر ذلك الجزء من حياتي ولم
أخرج من حالتي تلك إلا عندما مسح عقلي تلك السنوات من ذاكرتي ولم يسمحوا لأي أحد بتذكيري بأي شيء
لأن مقاومة عقلي للتذكر حينها سينتج عنها الآم قاسية في رأسي وقد أعود لحالتي المرضية تلك لقد قال
الطبيب أن عقلي سيستجلب تلك الأحداث والذكريات لوحده
لين : ومتى سيحدث ذلك
آنين : لقد مضت كل هذه السنوات ولم أذكر خلالها شيئا , ثمة شيء لا أفهمه يبدوا أن هذه البلاد ومنزل
خالتي لا يحوي ذكرياتي تلك
لجين بتساؤل : لأجل ذلك إذا قررتي السفر والذهاب لبيت جدك
لين : ولكنهم لم يأخذوك طوال هذه السنين لماذا
آنين بنضرة شاردة وتائهة : ثمة أمور كثيرة لا أفهمها غموض الإجابات عن بعض أسئلتي الصمت المفاجئ
عند ذكر بعض الأشياء أمامي لذلك أصررت على الذهاب هناك بحجة جدي ما إن علمت عن عائلتي المخفية
تلك , لقد أخبروني أنني عشت طوال حياتي هنا مع والدي ووالدتي بعيدا عن بلادي العربية تلك التي
هي بلاد والدي وأن تلك العائلة لم تكن تعلم بأمري لم أعد أفهم شيئا هل يقومون بحمايتي من الماضي
أم يحاولون إخفائه عني
لين : ومما يشكوا جدك
آنين : إنه لا يتكلم ولا يتحرك لا يمشي ولا يستطيع تحريك حتى يديه هوا ينضر ويستمع فقط
لجين بصدمة : يا إلهي ما هوا هذا المرض
آنين رفعت كتفيها للأعلى علامة على عدم الفهم وقالت : كل ما أعلمه أنه ليس بمرض عضوي يبدوا أنه نفسي
وهوا متزامن تماما مع زمن فقدي الجزئي لذاكرتي
تم قالت بحيرة وهي تقبض حاجبيها وكأنها تكلم نفسها : ولكن ماذا عن السنتين الباقيتين
وبدأت تحرك أصابع يديها كما يفعل الأطفال عندما يعدون الأشياء وبدأت تحسب وفي ملامحها الحيرة
: خمس سنين ... واحدة .... واثنتين ووو .... كيف كيف
ثم أمسكت رأسها بيديها وتابعت بأسى : آآآآآخ لا أفهم شيئا لقد شتتوني بسبب إجاباتهم المتناقضة

( سنتوقف هنا قليلا لنتعرف على إحدى بطلات قصتنا التي عرفتم القليل عنها من حوارهم السابق )
[[ آنين ... فتاة فقدت والديها عندما كانت طفلة بعمر الأربع سنوات في حادث سيارة , ولا تذكر سوى ملامح
بسيطة لهم بسبب صغر سنها ذلك الوقت ولكنهم موجودون بالفعل في ذاكرتها تتحدث اللغة العربية بلهجة
دولتها التي تعتقد أنها قد تلقتها من والديها في صغرها تتحدث بها مع صديقاتها دائما والتحقت بالمدرسة
المخصصة للمسلمين فيما بعد وهي تفقد الجزء المتبقي من عمرها في ذكرياتها حتى العشر سنوات حيث
كانت كل ذكرياتها بعد العاشرة في بيت خالتها المسلمة أيضا
عاشت فيه طوال تلك السنين لا تعرف أهل لها غيرهم لتكتشف فيما بعد وبالمصادفة أن عائلة والدها موجودة
فأخبروها أنهم قد فقدوا مكانها بعد وفاة والديها ولم يعرفوا طريق الوصول إليها فأصرت بطلتنا الشابة ذات
الثمانية عشر عاما على الانتقال إلى قصر العائلة في بلادها العربي علها تجد إجابات لأسئلتها وتفسير
لكوابيسها المستمرة
آنين فتاة حالمة جدا تحب قراءة الروايات الطويلة والقصص والشعر وتحب كتبا معينة وكتَاب معينين وإذا
سألتها عن السبب ستجيب ( لا أعلم لماذا ) تحب المرح والحركة تتنقل في كل مكان في بيتهم ركضا كالأطفال
ذات ملامح طفولية بريئة وجميلة للغاية وكما علمتم سابقا فهي ذات عينين خضراوين واسعتين وشعر بندقي
اللون ذو كتافه متوسطة ونعومة تفوق الحرير يصل لخاصرتها تكره أمساكه بأي نوع من الإكسسوارات
المخصصة بإمساك الشعر فهو مفتوح يغطي ظهرها طوال الوقت وإذا ما ارتدت الحجاب تدخله تحت ملابسها
تعيش مع خالتها وزوج خالتها وأبنيهما الشابين اللذان يكبرانها سننا
آنين فتاة مسلمة متحجبة ولكن لديها قناعة غريبة لم يستطع أحد تغييرها وهي أنه ليس عليها ارتداء الحجاب في
المنزل الذي تعيش فيه مهما كانت قرابة ساكنيه وحتى الخدم وعندما يزورهم أحد الرجال تتحجب أمامه
(قناعة غريبة) ........
أحداث كثيرة تنتظر بطلتنا آنين هناك وأمور شيقة تفوق الخيال سنعرفها معا ]]

سنعود الآن للطاولة من جديد
تنهدت لين بحيرة وقالت : من كان يتوقع أننا سنفترق وسنغادر هذه المدينة التي ضمت ذكرياتنا لسنوات
طويلة وفي وقت واحد أيضا هههه إنه لأمر غريب حقا
آنين : وما الغريب في الأمر نحن دائما كنا نواجه مواقف متشابهة وكأننا ذات الشخص
أتذكرون في المدرسة فرقوا بيننا ووضعوا كل واحدة منا في فصل وكنا نجتمع عند المشرفة
في ذات الوقت مرسلات من قبل أساتذة المواد ههههههههه
لجين تمسك خصرها من الضحك : ههههه عندما كنت أطرد من الفصل أقرر أن أمر أمام فصليكما لأتباهى بأنني
أتنزه في الممرات وأنتما مسجونتان في الحصص لأتفاجأ بكما في مكتب المشرفة ههههه
آنين ولين : ههههههههه
آنين بلهجة ضاحكة : أجزم أننا سنحب ونتجوز بذات الطريقة المتشابهة وننجب نفس عدد الأولاد وسنموت
بالطريقة ذاتها أيضا هذا إن لم نتجوز نفس الشخص ونموت نحن وهوا معا ههههههههههههه
آنين لين ولجين : ههههههههههههه
صمتت لين فجأة وقالت بحزن : يعز عليا فراقكما لم أتصور يوما أن نفترق
آنين : أجل أنتي على حق ولكن ما من داعي للقلق سنتواصل عبر الهاتف والإنترنت وسنزور بعضنا أيضا في
أوقات كثيرة ولابد لنا أن نعود يوما ونجتمع مرة أخرى
وعم الصمت للحظات لتقطع لجين صمتهم بنبرة جدية وواثقة وهي تضم كلتا يديها لبعض أمام وجهها :
مارأيكم أن أقترح عليكم اقتراحا سيعجبكم بالتأكيد ولكن لا تعارضوني
كانت إجابة الفتاتين صمت مبهم ونضرات يملأها التساؤل
تابعت لجين بذات النبرة : لاحظوا أننا منذ أن تصادقنا ونحن نعتمد على بعضنا في كل شيء ونواجه كل
المصاعب والأمور معا وكل واحدة منا تتصرف وكأن الأمر يخصها
آنين أدخلت أصبعها السبابة في خدها حتى شعرت بملمس أضراسها في حركة عفوية وقالت
: أجل أنا عندما كنت أواجه مشكلة أو حتى أحتار في أمر وإن كان بسيطا أول شيء أفكر فيه هوا اللجوء إليكما
ولم أتخيل يوما أن أواجه مشكلة تخصني لوحدي
هزت لين رأسها بالإيجاب وقالت : وأنا أيضا .... وكأنك تصفين مشاعري بالضبط
لجين بنبرة متحمسة : إذا فلننقطع عن بعضنا لمدة معينة ما دمنا سنفترق ولتواجه كل واحدة منا مشاكلها في
معزل عن الأخيرتين لتعزز كل واحدة منا شخصيتها وتكتشف جوانب الضعف والقوة فيها
وضعت أصبعها السبابة على شفتيها وتابعت : آممممم أنا أقترح أن ننقطع عن أخبار بعضنا لسنة كاملة ومن تم
نجتمع هنا وفي نفس هذا المكان ستحمل كل واحدة منا قصصا وأحداث جديدة وسنستمتع بالاستماع إليها
بدلا من هذا الروتين الممل
آنين بمرح : فكرة راااائعة ولكن ........وحركت يديها مفتوحتين أمام وجهها : انقطاع ...انقطاع نهائي
لا لا أستطيع
لجين ( عليا أن أقنعهما بذلك لن أجركما يا صديقتاي إلى الخطر معي لن تتركاني أغادر دونكما متأكدة
من ذلك ) وقالت بجدية ممزوجة بالمرح : الأمر سيكون ممتعا صدقاني
لين بتوتر : لا لا لا كيف تريدان مني أن أذهب لذاك المكان ولا أتواصل معكما
آنين قاطعتها : أمازلتي تصرين على الذهاب لذاك القصر الغامض يا لين
لين هزت رأسها بقلة حيلة ويأس كبيرين : ما من خيار آخر أمامي لم يعد لي مكان ألجأ أليه
آنين بحزن : تعالي معي
لين : لابد وأنك جننتي كيف سأذهب معك لعائلة لم تعرفيها إلا من شهور فليستقبلوك أنت أولا ليستقبلوني معك
آنين بتفاؤل : إنهم يرحبون بقدومي أليهم
لين هزت رأسها بالنفي : لا يمكن هذا غير معقول
لجين : إذا تعالي للعيش معي أنا
لين بضحكة : ههههه إلى أين ...... أنتي تعلمين أن جدك لا يحبنا أنا و آنين , أم يبدوا أنك نسيتي سفرك القريب
هل ستتركينني وجدك هناك أنتي تريدينه أن يقتلني بالتأكيد
آنين بأسى : ألا حل أخر يا لين ألا يوجد مكان آخر ترشحينه
لين بنبرة هادئة : لا للأسف فأنا لم يعد لدي منزل
تم ابتسمت بسخرية وقالت : بل لم يكن لدي منزل منذ
البداية والعجوز الذي كنا نقيم عنده لم يعد مرغوب ببقائي لديه بعد وفاة والدتي ثم أنه غير مسلم وضيوفه
مخيفين للغاية أمي الشخص الوحيد الذي كان يشكل الحماية بالنسبة لي
تنهدت بحزن وتابعت : حتى أنني خسرت وضيفتي البسيطة تلك وذلك يعني لا مسكن ولا مصروف ولا
أهل لي بعد والدي ووالدتي
آنين بجدية : أنتي تعلمين ما يقوله أهل الريف عن ذلك القصر لا ترمي بنفسك للمجهول
لين تهز يدها بلا مبالاة : لا يجب أن نصدق كل ما يقال الريفيون مهووسون بالشائعات كما تعلمين
لجين نضرت للأرض نضرة شاردة وكأنها تحدث نفسها وقالت بصوت أقرب للهمس : يقولون أن سيد ذلك
القصر أرتكب ذنبا ما فنزلت به لعنة وتحول إلى مسخ وأنهم يسمعون صراخه في الليل كما أن باب قصره لا
يفتح أبدا ثم نضرة للين بنضرة حيرة وتشكك وقالت : ألا تخافين من الذهاب إلى هناك
لين بابتسامة رقيقة : لجين حبيبتي أنتي مسلمة وتعلمين جيدا أنه لا وجود للعنات ولا لأشخاص يتحولون لمسوخ
أنين بضحكة مرحة : قد يحبك سيد القصر ذاك ويطلب يدك للزواج ومن تم توافقين ويتحول إلى أمير وتعيشان
بسعادة ههههههه
لين ضربت آنين على كتفها وقالت بعصبية : يبدوا أن القصص التي تقرئينها قد أثرت في عقلك
أنين وهي تتحسس مكان الضربة بيدها : آآآآآي لقد كنت أمزح فقط
لجين : ماذا عن باقي المعلومات قد تكون صحيحة
لين : علي أن لا أنساق وراء الشائعات سأذهب إلى هناك وأتأكد قبل الذهاب للقصر ثم أنني سأعمل كمربية
لطفل ولا دخل لي بسيد القصر ذاك وهم يعلمون بقدومي سيوفرون لي المسكن والطعام على الأقل
آنين بعتب : أتمنى أن لا تندمي على قرارك هذا فيما بعد
لين قالت بحماس وكأنها تحاول تغيير الموضوع : حسننا أنا أوافق على اقتراح لجين سيكون أمرا ممتعا
أن أحضر إلى هنا بعد عام لأستمع لحكاياتكم المشوقة
آنين بضحكة مرتفعة : إن كان ثمة تشويق فسيكون في حكايتك أنتي ههههه
لين تجاهلتها ونضرة بالاتجاه الأخر
( وسنقف هنا أيضا لبعض الوقت لنتعرف على بطلتنا الثانية عن قرب ...( لين ) ... )
[[ لين فتاة بسيطة عاشت حياة أبعد ما تكون عن الترف توفي والدها عندما كانت طفلة حيث أنها لا تعرف
ملامحه عاشت مع والدتها عند قريب لأمها من جهة الأم كان لوالد أمها فضل كبير على هذا العجوز
فاستقبل الوالدة وابنتها للعيش معه أكراما لأبيها وبعد وفاة والدة لين أصبح العجوز يرى أن مسؤوليته
اتجاه الفتاة قد انتهت كانت لين تعمل في مطبخ لأحد المطاعم تلك الوظيفة البسيطة التي حصلت عليها بعد تعب
كبير عملت في البداية في غسل الأطباق وعندما لاحظ الطباخ (توماس) في ذلك المطعم سرعة لين وخفة
حركتها في غسل الأطباق أقترح على صاحب المطعم أن يعطيها مهمة تقطيع الفواكه والخضار واللحوم بدلا
من غسل الصحون ومن ثم جعلها مساعدا أولا له لسرعة بديهتها وفهمها السريع للأشياء ولكن في أيام وفاة
والدتها تغيبت عن عملها ذاك وبسبب صرامة القوانين لديهم التي لا تعير المشاعر الإنسانية أي اعتبار تم فصلها
من ذلك المطعم وبكل بساطة لتصبح بلا مال لأن عملها ذاك كان الدخل الوحيد لها لمتابعة دراستها ومصاريف
علاج والدتها التي توفيت منذ ثلاثة أشهر لم تشعر لين حينها باليأس والإحباط وبحثت بكل جهد عن
وضيفة أخرى ولكن دون جدوى ثم تذكرت توماس عندما أعطاها ورقة لعنوان ذلك القصر الذي أخبرها
أنهم يحتاجون لمربية لطفل وأنه تحدث مع شخص هناك سيعطي الوظيفة لها خصيصا وكان ذلك منذ عامين
وفور وصول توماس للمطعم واستلامه للوظيفة حيث أن لين كانت تعمل هناك قبله بعدة أشهر ولكنها لم تعر
الأمر اهتماما لأنها كانت تملك وضيفة ولا تستطيع ترك دراستها ووالدتها تحدثت لين مع توماس وأخبرها
أن الوظيفة لازالت تنتظرها فقررت الذهاب إلى هناك كحل أخير
لين فتاة قنوعة وصبورة للغاية علمتها حياتها أنه ليس بإمكانها امتلاك كل مقومات الحياة وأن الحياة ستكون
جميلة حتى لو لم تكتمل لديها تلك الأمور فكانت ترى الفقر راحة والموجودات نعمة والمفقود لا حاجة إليه
والانكسار فرصة للتعلم من جديد فكانت تعيش الحياة بكل بساطتها وكأنها تملك كل شيء ومن دون اعتراض
عيب لين أنها تتحدث بكل ما لديها عند الغضب وتقول كلمات لا تلقي لها بالا وتهدد وتتوعد وهي بلا حيلة هههه
ولكنها سرعان ما تصمت وتهدأ وتفكر بالأمر من أوجهه الأخرى فهي ليست متسرعة في الأفعال على الإطلاق
لين تشاركت مع صديقاتها في الصفات التي ذكرناها سابقا ولكنها كانت تمتلك الملامح الأجمل بينهم رغم جمال
الأخريات ولكنها أجمل , ذات عيون خضراء لوزية الشكل والشعر ألبندقي اللون بتدريجات مرتبة حتى نصف
الظهر ووجه دائري بخدود وردية ممتلئة ]]
( فما الذي ينتظر بطلتنا لين في ذلك القصر الريفي الغامض ..... تابعوا معي الإحداث الغريبة والمشوقة )

لنعد الآن لطاولة بطلاتنا من جديد
لين وكأنها تذكرت شيئا : حقا لجين أنتي لم تخبرينا عن سبب سفرك المفاجئ
لجين بهدوء حذر : إنها دورة كبيرة ومهمة في مجال الكمبيوتر وتقنية المعلومات في العاصمة ستساعدني كثيرا
في دراستي الجامعية لاحقا إنها أشبه بفصل دراسي كامل ومهم إنها فرصة ثمينة ولا يمكن لأي كان
أن يحضا بها
آنين بابتسامة ماكرة : آآآآه لجين أنتي فايروس في هذا المجال ما الحاجة لكل هذا العناء
لين بحيرة : لجين وما الحاجة لعام كامل إن كانت مجرد دورة
لجين ( لين يا إلهي لا يمكن لذكائك أن يضيع شيئاً ) وأجابت بثقة : لين لقد أخبرتك أنها أشبه بفصل دراسي
متكامل ثم إنني أفكر بالدراسة في جامعة العاصمة هناك
آنين : وما الحاجة لذلك .. الجامعة هنا هي الأشهر في البلاد من ناحية هذا التخصص
لجين : اوفففففففففف هل ستتركان الحديث عن سفراتكم الغريبة وتجادلوني على سفري من أجل الدراسة
لين بجدية : لجين هل فكرتي في الأمر من جميع جوانبه لابد أن تكوني مقتنعة
لجين أنزلت رأسها للأسفل وفي عينيها نضرة غضب قاسية وهي تحدث نفسها ( لا جوانب لهذا الأمر هوا
جانب واحد فقط سأدفع عمري للوصول إليه)
تم رفعت رأسها وقالت بلا مبالاة : آآآآه لين أنتي آخر من قد يتحدث عن التفكير في جوانب الأمور
وأضافت بنبرة تهديد : أعلمي جيدا يا لين إنني لست مقتنعة بما تقدمين عليه ولا تلومينا لاحقا بأننا لم نحذرك
لين تنهدت بأسى : لن تفهمانني أبدا
آنين بنبرة هادئة وحنونة وهي تضع يدها على كتف لين : لين ياصديقتي أقسم أننا نفهمك جيدا أم أنك نسيتي من
نكون ولكننا قلقات بشأنك....... آآآآآخ لو أنهم فقط يستقبلون مربيتين لذهبت معك دون تفكير
وقفت لجين بهدوء ووضعت جهازها المحمول في الحقيبة الأنيقة المخصصة له وقالت : عليا المغادرة لقد
أقترب وقت الظهيرة وجدي لن يتناول الغداء حتى أحضر ولن يستطيع تناول الدواء مالم يتناول الوجبة أولا
آنين بتذمر : وماذا سيفعل جدك المدلل هذا بعد سفرك
لجين بابتسامة : لن يكون عليه أنتضاري لأنه يعلم أنني غير موجودة يا أكبر مدللة في التاريخ
آنين بضيق : آآآآآآخ لماذا تنعتيني أنتي أيضا بالمدللة خالتي لا تفرق بيني وبين أبنيها في المعاملة
إنها تعاملني كشاب وبحزم
لجين بابتسامة ونبرة ساخرة : وأنا أتفق مع لين أن في ماضيك الضائع ذاك سبب لكل هذا الدلال هههه
آنين بنبرة استهزاء : لم يكن والديَ موجودان في تلك السنوات الضائعة كما سميتها فمن سيدللني برأيك
ثم أضافت بذات النبرة وهي تلوح بيدها باتجاه لجين : أذهبي هيا هيا إلى جدك الحبيب قبل أن يموت جوعاً
لجين : هههههه آنين لماذا تكرهين جدي لهذا الحد
آنين بضيق واشمئزاز : أسمعي يا لين ما تقوله هذه الحمقاء
ثم وجهت حديثها للجين : من عضم حب جدك لي لكي أحبه أم أنك نسيتي ما فعل لو كان بإمكاني لقتلته
وبقيتي بلا جدك الحبيب الحنون
لجين : ههههههههههه .... آنين أنتي حقا رائعة ...
وقالت وهي تغادر المكان وتلوح بيدها لهما : وداعا الآن يا صديقتاي
خرجت لجين من المقهى ووقفت أمام سيارتها وأخرجت جريدة من حقيبة جهازها المحمول قد صدرت منذ أيام
ونضرت للخبر المعنون في أحد الصفحات بنضرة غامضة وهي تعقد حاجبيها بغيض كان عنوان الخبر الذي
تتوسطه صورة لرجل مابين سن الخامسة والثلاثين والأربعين ( ظهور المليونير العربي [غافر سلام ] المفقود
منذ أربع سنوات بعد انتشار خبر وفاته
ثم ابتسمت بسخرية وقالت : غااااافر ... هه أسم لا يليق بك على الإطلاق كان من المفترض أن يسموك مذنب
فكلمة الغفران لا تليق بأمثالك
ضغطت لجين قبضتها على الجريدة بكل قوة وقالت بلهجة انتصار وهي تكلم الصورة أمامها وعينيها يملأها
حقد شديد : لقد حزنت كثيرا عندما علمت باحتمال موتك منذ أربعة أعوام وكرهت نفسي لأني لم أبلغ السن التي
تمكنني من الانتقام منك حينها أما الآن فلن يمسكني عنك شيء ثم رمتها في سلة المهملات الموجودة بجانب
المقهى وركبت سيرتها وغادرت

آنين تحدث لين وهما تغادران المقهى : لجين لا تبدوا لي على ما يرام هذه الأيام
لين بنبرة هادئة : وأنا أيضا لا حضت ذلك عليها يبدو أن ثمة مشكلة تواجهها أنتي تعرفينها جيدا
يا آنين إنها لا تعبر عما بداخلها بسهولة
آنين : ولكننا صديقات منذ أعوام ونتحدث عن كل ما يواجهنا وبأريحية تامة

لين بحيرة : قد يكون السبب سفرها للعاصمة أنتي تعلمي أنها بعيدة جدا عن مدينتنا ولجين لم تفترق عنها وعنا
ولا عن جدها من قبل
ثم تابعت الفتاتان طريقهما وهما يتحدثان عن سفرهما القريب
في تلك الأثناء وصلت لجين لقصر جدها وصعدت مباشرة لغرفتها ارتمت على السرير بعد أن رمت بالحقيبة
عليه ونزعت حجابها ونزلت من عينها دمعة وحيدة حارقة لتعبر بجانبها وتصل لأذنها وظهرت صورة
الماضي الأليم أمام عينيها ... ذلك الماضي الذي لم تستطع دفنه كل تلك السنوات
الماضي منذ ثلاثة عشر عاما
(( والدة لجين الملقاة على الأرض وهي تصرخ وتستنجد وأبنتها الوحيدة ترتجف في زاوية الغرفة وتبكي
السيدة أنوار باستجداء : لا ... لا أرجوك لا تقترب مني أرجوك أرأف بحالي وبابنتي ليس لديها أحد غيري
غافر يضحك بسخرية وبصوت مرتفع أجش : لا تحاولي استعطافي لن يجدي ذلك معي أنتي أحد ممتلكات
عامر وأنا لن أترك شيئا من ممتلكاته
أنوار بغيض : إذا أنت أيها الحقير أنت من سلب زوجي كل أملاكه وأنت من تسبب بقتله
غافر يتحدث من بين أسنانه وهو يمسك والدة لجين الحامل في شهرها الرابع من قدميها : نعم أنا وسأريك من
يكون هذا الحقير
أنوار تصرخ بألم : لجين أغمضي عينيك صغيرتي لا تنضري لا تنضري
لجين الطفلة ذات الأعوام الخمس تضغط على عينيها بأطراف أصابعها بشدة حتى أصبحت تشعر إنهما
سيغرقان بالداخل ودموعها تنسكب بغزارة وتأن بمرارة وهي تبكي
توقف صراخ والدتها فجئه فرفعت أصابعها بحذر ورأت والدتها ملقاة على الأرض والدماء تنزف من بين
ساقيها نضرت لغافر الجلمود القاسي الواقف أمام والدتها وهو ينضر باتجاه لجين بمكر
أنوار بصوت مرتجف مرهق وهي ترفع يدها إليه : أترك أاااابنتي .... لا تقترب منها يا غااآآآافر ....لقد دمرت
كل شيء ألا يكفيك هذا
غافر أتجه للجين وحملها من ذراعها بكل سهولة للأعلى كأنه يحمل دجاجة ميتة ساكنة فقد شل الرعب أطرافها
وقال بمكر : لا تخافي فليست هوايتي الأطفال ولكنني سأحجزها لي حتى تكبر لأنها جزء من الممتلكات أيضا
أما الآن فلا حاجة لي بها وحملها وغادر الغرفة ورما بها على أرضية الصالة
لجين التي كانت شبه مخدرة من صدمتها بما يحدث وما سمعته لم تتحرك ولم تصرخ وجهت نضرها للغرفة
ورأت والدتها تزحف باتجاه الباب وتئن بصوت متألم : أآآآبنتي .... أبنتي .... لجين أهربي هيا
لكن لجين لم تتحرك لأنها لم تستطع الحراك أخرج غافر شيئا من جيبه أسطواني الشكل يشبه القداحة غير أنه
يختلف عنها في الحجم فتح غطائه وأمسك بثوب لجين ورماه لأعلى ساقيها ثم أمسك بفخذها الأيسر من أعلى
بيده الأخرى وتبته بقوة ووضع تلك الاسطوانة عليه وضغط بكل قوته فأنطلق صوت لجين بصرخة عالية من
شدة الألم ثم انتزعه وأدخل يده في جيبه وأخرج كيسا صغيرا يحوي غبار مادة سوداء وسكبه فوق مكان الجرح
بفخذها ثم وقف وابتسم بانتصار وقال : الآن أنتي محجوزة لي وسأجدك مهما حاولتي أخفاء هويتك وتغيير
ملامحك ولن تكوني لغيري بعد هذه العلامة ثم أطلق ضحكة عالية وقال : من سيتزوجك دون أن يشك بك بعد
أن يرى هذا وأشار لفخذها بأصبعه وغادر المكان بضحكاته الكريهة التي لم تتوقف ))

الوقت الحاضر
توقف سيل الذكريات عن لجين فنهضت وجلست على سريرها بألم ثم رفعت ثوبها وتحسست أعلى فخدها من
الداخل بأطراف أصابعها حيث الوشم الأسود اللون الذي يأخذ شكل نسر يفرد جناحيه وكأنه يحلق في سماء
فخدها شديد البياض وكأنما رُسم بإتقان فنان مبدع
نزلت دموعها تنزلق فوق فخدها العاري وقالت بوجع وهي تنضر للوشم : لقد تركت لي شيئا أقوى من أن
تجعله دليلا لإيجادي إنه أقوى سبب لتحطيمي كل يوم بل كلما نضرت إليه مجبرة شيء لم يعطني الفرصة
لأتناسى ولو لبعض الوقت ومهما حاولت ... لأني لم أرد النسيان يوما ... أردت أن أتناسى فقط
سمعت لجين صوت طرقات خفيفة على باب حجرتها فقالت : من
أجابتها الخادمة أن جدها ينتظرها على طاولة الطعام وأن هاتفها مقفل لذلك أتتها بنفسها نهضت لجين بتثاقل
واستحمت بسرعة ونزلت لتتناول الغداء وتعود لأداء الصلاة لأنه أرتفع الأذان للتو
وصلت لصالة الطعام الفخمة قبلت رأس جدها وجلست بالقرب منه
الجد : مرحبا بطفلتي الصغيرة الحبيبة
لجين بابتسامة : جدي لقد بلغت الثامنة عشر وأنت لازلت تناديني بطفلتي الصغيرة
الجد بضحكة مرحة : ولكنني لم أكبر بعد لذلك أراك الطفلة الصغيرة ذاتها
لجين بمزاح : آآآآه جدي لا تبحث عن شبابك الضائع على حسابي إن كنت تنوي الزواج فأخبرني فقط
الجد : ههههههههه يالك من محتالة صغيرة ..... أخبريني ماذا قررت بشأن سفرك هل ستتركينني وحدي حقا
لجين : آه جدي لا تقلق سأعود قريبا عليا زيارة دولتي إنها بلادي وبلاد والدي لقد قضيت كل طفولتي فيها
وخال والدي أيضا يصر على زيارتي له كل ما أحتاجه بعض المال ونفوذك هناك لأنني سأدرس في
بعض الدورات المخصصة بالكمبيوتر وقد التحق بالجامعة في بلدي فكما تعلم أنا لم أعد أحمل الجنسية
تنهد الجد بقلة حيلة وقال : إذا لا أمل لي بإقناعك
هزت لجين رأسها بالنفي وهي تبتسم لجدها ابتسامة رقيقة
الجد : حسننا أنا لن أرغمك على شيء لقد بلغت السن الذي تكونين فيه حرة في اتخاذ قراراتك بالنسبة للمال فلا
يحتاج الأمر أن تخبريني تملكين بطاقة مفتوحة الحساب يمكنك أخد كل مالي إن شئتِ ونفوذي كلها في خدمتك
لجين : هههه لا لا لا جدي ما لذي سأفعله بكل مالك هل تتوقع أن أشتري مدينتنا بالكامل
قالت لجين وهي تقف عن طاولة الطعام : الحمد لله .... جدي أنا أنتضرك في الصالة الداخلية لأعطيك الدواء
الجد : أنتي لم تأكلي شيء صغيرتي لماذا وقفتي
لجين : لقد شبعت جدي ولا رغبة لي في أكل المزيد
دخلت لجين الصالة وتوجهت للطاولة بنضرة استغراب وهي ترفع الشيء الموضوع فوقها
تم التفتت لصوت الجد المتوجه إليها وابتسمت بأريحية وقالت وهي تشير بعينيها للجريدة التي في يدها
: جدي هذا العدد نزل منذ الأسبوع الماضي لماذا تحتفظ به حتى اليوم
الجد أخد الجريدة من يدها وقال وهو يقلب صفحاتها : لقد أردتك أن تري هذا
وأشار بأصبعه على الصورة في الخبر الخاص بغافر
لجين بحيرة : وماذا في الصورة يا جدي
الجد : أنظري ألا تعرفين هذا الشخص
لجين أمسكت الجريدة من جدها ونظرت بتمعن وكأنها تحاول التذكر وقالت :وكأنني رأيته من قبل
ولكني لا أذكره جيدا
الجد : هذا الرجل كان صديقا مقربا لوالدك ألا تذكرينه يا صغيرتي
لجين وهي ترفع كتفها بلا مبالاة : ربما ولكنني لا أذكره
ثم نظرت له باستفهام وقالت : جدي ... كيف علمت أنه صديق والدي وأنت لم تلتقي والدي يوما
الجد وهو يجلس ويتناول دوائه من يديها : لقد رأيته مرة واحدة في العاصمة عند خال والدك السيد راشد
بعد وفاة والدتك عندما ذهبت لأخذك للعيش معي هنا ولم نتعارف أو نتحدث حينها وخرج قبل مغادرتي
لجين : لم يعرف أنك جدي
الجد : لا لم نتبادل الأحاديث أبدا ولا يمكنه معرفة ذلك بسبب الأسماء ولكن لما تسألي
لجين : لا لا شيء سؤال خطر ببالي فقط
الجد وهوا يلف ذراعيه حول لجين ويحتضنها بحب : جولي صغيرتي الحبيبة سأشتاق لكي حقا
لجين بابتسامة حزينة وهي في أحضان جدها : جدي الحبيب لماذا لا تناديني بأسمى لجين
الجد : لا أنتي حبيبتي الصغيرة جولي
لجين بابتسامة بريئة وهي تنضر لعيني جدها : ولكنني سأسترجع أسمي الحقيقي يوما ما
الجد : ههههه حتى ذلك الوقت أنتي حفيدتي الغالية جولي
ابتسمت لجين لجدها برقة ثم أخذت الجريدة وخرجت ورمتها عند أول سلة للمهملات وقالت
: هذا هوا المكان الوحيد الذي يليق بصورتك القبيحة ... ثم توجهت لجناحها بالأعلى

(ولابد أن نقف هنا قليلا أيضا لنعطي بطلتنا الثالثة حقها في التعريف بها )
.... لجين....
[[ فتاة أقل ما يقال عنها أنها الأقوى عند الصعاب ما رأته لجين وعاشته في طفولتها صنع منها امرأة قبل أوانها
لا يخيفها شيء لأنها عاشت الخوف الحقيقي ولا يكسرها شيء لأنها ذاقت كل معاني الانكسار تراها رقيقة طيبة
وهشة من الخارج ولكنها تحمل قوة وحقد كبيرين بداخلها فتاة قليلة الكلام كثيرة التفكير سريعة الإجابة والتنفيذ
ولا تندم على شيء فعلته باقتناع حتى وإن أخسرها الكثير
لين وأنين كانتا تعتبرانها الذراع الحامي لهما منذ الطفولة فكانوا فريقا مثاليا آنين المغامرة سريعة الحركة التي
تدفع بنفسها في أي مأزق ودون تردد مادام لمصلحة نفسها أو مصلحة أحداهن لين العقل المدبر شديد الدهاء
لجين الدرع القوي الذي لا يخشى ولا يتنيه شيء وحتى في طفولتهم لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها
أومن أحدى صديقاتها لم تعرف البكاء إلا مع ذكرياتها المؤلمة لذلك لم يرها أحد تبكي طوال السنوات الماضية
لا تعتقدوا أن غافر صنع منها إنسانة معقدة متحجرة بلا قلب بل هي أرق من النسيم ولا ترضى أن يظلم أحد
أمامها , لها الكثير من الأصدقاء ويحبها الجميع
لجين فقدت والدها وهي بعمر الخمس سنين بعد أن فقد كل ثروته ودخل العناية المركزة مصابا بأزمة قلبية اثر
الصدمة التي تلقاها ثم مات في ذات الغرفة في ظروف غامضة وفقدت والدتها بعد ذلك بثلاث أشهر بسبب
نزيف حاد أصابها إثر إجهاضها لجنينها الذي كان عمره أربعة أشهر ومؤكد أنكم تعرفون جيدا السبب وراء
وفاة والديها السبب الذي لم يعرفه أحد غير لجين وشخص أخر ستتعرفون عليه خلال سرد الأحداث فلم تخبر
لجين أحدا عما حدث في ذلك اليوم إلا هذا الشخص إذا ما استثنينا غافر طبعا لأنه سيد المشهد
لجين الأشد بياضا بين بطلاتنا الثلاثة اللاتي لا ينقصهن البياض ولكن لجين كانت الأكثر بياضا
جدة لجين من جهة والدها كانت غير عربية أيضا بالإضافة لوالدة لجين لهذا اكتسبت كل هذا البياض الخرافي
وكما تعلمن سابقا فهي تشترك مع صديقتيها ببعض الصفات ذات عينين خضراء جميلة واسعة وناعسة تجعلك
تهيم في النظر إليها وشعر بندقي اللون يصل لنهاية خاصرتها ولكنه يختلف عنهما في شكله الغريب فللجين
شعر ناعم ذو لفات غريبة جدا يتقسم لعشرات ألفات وكأنها خرجت للتو من مصفف للشعر قام بلف كل
خصلة عل حدا على الرغم من نعومته
بعد وفاة والدتها جلبها جدها أو زوج جدتها لأنه لم يكن والد أمها الحقيقي والمقيمة معه حاليا وأعطاها أسم
حفيدته جولي التي توفت في السنة التي حظرت فيها لجين
لجين لم تعرف جدها هذا إلا بعد وفاة والدتها فقد كانت تعيش في بلادها العربي مع والديها ولم يكن له أي
صلة بهم أو بوالدتها سافر بها إلى بلاده , أحتضنها وتعلق بها كثيرا فهي الآن تحمل أسمه كاملاً وكان هذا
بطلب من خال والد لجين السيد راشد الذي ذكر أسمه الجد سابقا وسنتعرف عليه من خلال الأحداث
جد لجين مسيحي الديانة وهوا مسيحي (محافظ للغاية كما يرى هوا في نفسه ) فلا دين أطهر من الإسلام
وهوا لا يشرب الخمر ولا يقيم حفلات للنساء والرجال في قصره ولا يحضرها لا يأكل لحم الخنزير لأنه
مقتنع بمضاره الصحية ومن أجل حفيدته التي يستعد لفعل كل شيء لإرضائها جعل الخدم في داخل القصر
وحتى طبيبه الخاص من النساء لتأخذ لجين كامل راحتها
كره الجد لأنين ولين سببه انه يرى أنهما السبب وراء تمسك حفيدته بالإسلام لأنه أعتقد أنها كانت طفلة عند
لقائها بهم ونست كل ما غرسه والديها في داخلها من شرائع الإسلام لقد كان ينوي إدخالها المسيحية باقتناع
هوا يترك لها حرية التصرف فيما يخص دينها لشدة حبه لها أما هي فتحاول جاهدة أقناعه بدين الإسلام ولم
تيأس طوال تلك السنين
لقد وجدت لجين مند عدة أيام ضالتها التي أعتقدت لسنوات أنها لن تحضي بالفرصة للانتقام منها
.... (غافر).... الرجل الذي ملئت لجين قلبها بالحقد اتجاهه لسنوات وكادت تجن عندما علمت قبل أربعة أعوام
ومن خلال الصحف أنه مفقود واحتمال موته كبير اليوم لجين تستعد لتنفيذ ما خططت له لسنوات والتنفيس عن
حقد ملأ قلبها اتجاهه ولم يترك متسع فيه لتكره به شخصا آخر ]]
( فما الذي ينتظر بطلت قصتنا لجين من مفاجآت وأحداث وكيف ستنفد كل مخططاتها للانتقام من غافر )

بعد أن تعرفتم على بطلات روايتي عن قرب فتعالوا نعش معهم الأحداث والمفاجئات
التي تنتظرهم لحظة بلحظة




فصول الرواية ستكون طويلة بسبب الفترات الزمنية المتباعدة لنظرا للظروف المحيطة

أتمنى أن تكون نالت إعجابكم


 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 27-10-14 الساعة 03:51 PM
عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح, تختبئ, ظلال
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية