لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-15, 10:38 PM   المشاركة رقم: 471
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية


قراءة ممتعة للجميع وخلّوا قراءتكم اليوم بتركيز واللي يسحبون على السرد ترى بيجيكم يوم ما تنفعكم الأسئلة والاستفسارات والإستنكارات لأني ماراح أتعب نفسي بالرد على اللي واضح عليه ساحب -_- يعني اقرأوا كويّس :(

بسم الله نبدأ
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات وذكر الله في هذه الأيام المباركة


(52)



عقدَ حاجبيه بقلقٍ وهو ينظر إلى سعد الذي يجلسُ بجانبه : يعني؟
سعد بتوتر : يعني الله يآخذك عشان الساعة اللي ورطتني فيها معاك
توترَ إبراهيم للخوفِ البادي على صوتِ سعد، لكنّه أخفى توتره ببراعةٍ وهو يتنحنح : تبالغ مرة!
سعد بذعر : ورطتنا مع مجموعة مطلوبين وتقول تبالغ! أنت واعي للي أقوله يا إبراهيم!! احنا دخلنا روحنا في ناس ما يخافون ربهم
ابتسمَ إبراهيم بسخرية : يعني أنا وأنت اللي نخاف ربنا
سعد بقهرٍ من بروده : أنا وأنت ما نقتل! ما نتورط بعصابات .. هذول عادي عندهم يقتلونك وينكّلون فيك بعَد
تراجعَ إبراهيم للخلفِ ساندًا ظهرهُ لظهر الأريكةِ وكفيه خلف رأسه، وببرود : ما أظن الموضوع بهالخطورة، أنت سامع شيء وصدقته أو متوهم؟!
سعد من بين أسنانه : إبراهييييييم
إبراهيم دون مبالاة : خلينا الحين من هالكلام ، وش صار على التبن؟
سعد وفهم مقصده جيدًا : منعنا سالم ما نرجع لشركته من جديد ، واضح معصّب لأنك اعطيت سكرتيره رقمك
إبراهيم بغباء : ليه معصّب؟
سعد ينظر إليه بنصف عين : أنت يا تتغابى أو تتغابى ، بالعقل تعطيهم رقمك المباشر؟
إبراهيم : مو نفس القديم اللي يعرفه سلطان
سعد : بس يبقى رقمك وبيوصلون لك ، شفت؟ قلتلك اللي نتعامل معاهم خطيرين بدليل أخذوا في بالهم إشارات الجوال
إبراهيم : لا تتذاكى * بلل شفتهُ السفلى ليُردف * المشكلة هالأغبياء دخلوا مزاجي أول بس بعدين احتكروني بمخططاتهم، أنا كل اللي أبيه أنغّص عيشة هالسلطان وأخليه تعيس بحياته
سعد : وورطتنا في عفَن ما ندري وش هو
دخَل في ذاك الوقت المدعو " سالم " وملامحهُ القاسيةِ تشتدُّ قسوتها بجرحٍ يمتدُّ من حاجبهِ الأيسرِ ويخترقُ عينهُ المغمضةَ وصولًا إلى وجنته، لفظَ بصوتِه الخشن والجلف بدون مقدمات : تعرفون تستخدمون المسدس؟
قطّب كلًا منهما جبينه باستغرابٍ لكلامه، وبقيَ سعد صامتًا تهزمه القليل من الرعشةِ التي أصابت أطرافه، إلا أن إبراهيم هتف بهدوءٍ مستغرب : مو تمام ، ليه تسأل؟
سالم : بتحتاجون تتعلمون ، شغلكم يقتضي هالشيء
ضوّق إبراهيم عينيه : أنت وضّحت شوي من هالشغل الغريب اللي متعلق بسلطان ، يعني مصلحة مشتركة وكلنا نكرهه ونبي شيء منه . . بس ما يوصل لتعلّم التصويب عشانه، مين يكون هو؟!
سالم بابتسامةٍ لئيمة : بتحتاج هالشيء صدقني ، لأنّك دخلت بموضوع أكبر من اللي في بالك
أنزل أبراهيم ساقه اليُسرى التي كانت تعتلي اليُمنى وهو يتقدّم بجسده قليلًا ويهتف بصوتٍ قاسي : يعني؟
سالم : بيفهمْكم هالحلو
دخلَ حينئذٍ سند وهو يعدّل نسفة شماغه ويبتسم بانتشاءٍ لشعوره بأنّ لهُ مركزًا خاصًا هنا، تنحنح وهو يلفظ بغرور : إبراهيم وسعد؟
ازدرد سعد ريقهُ وهو يشعر بالعاصفةِ التي هبّت من حوله وستقتلعه، الآن ستؤكَّد شكوكه حولهم، ما الذي أقحموا نفسهم به!!!
أمال إبراهيم فمهُ بتقرفٍ وهو ينظر لسند وليس صعبًا عليه أن يقرأ في عينيه كم هو صعلوكٌ صغيرٌ ليس إلا ويلعب لعبةً سعِدَ بها، وقفَ بغرورٍ مماثلٍ وهو يحمل كل الموضوعِ الملقى هنا ببساطة، وبتعالٍ : أيه يـا ...
سند : الأستاذ سند
إبراهيم بسخرية : أيه يا الأستاذ سند، ممكن تشرح لنا الوضع؟
سند بنبرةٍ جادةٍ جعلت إبراهيم يكتم ضحكته : الحين بنبدأ أول خطوات تدريبكم على الإطلاق ، وبعدها إن شاء الله بشرح لكن الوضع
إبراهيم بسخرية : واااو شيء مثير ، متى نبدأ؟
سند يتغاضى عن نبرته التي استفزته رغمًا عنه وتظاهر بالعكس من ذلك : الحين
تحرّك إبراهيم بغرورٍ وهو يُمسك بسعد الصامت بضعفٍ وخوف، اجتذبهُ من خلفه وهو يلفظ بتسلية : متحرّق لهالشيء

تحرّك سالم في غرفته في هذا المبنى النائي الذي يضمُّ الكثير من الأفرادِ والشؤون البسيطةِ التي تخصّهم دونًا عن الكُبرى، ابتسمَ وهو يرفعُ هاتفهُ إلى أذنه ويهتف بنبرةٍ قارسَة : تم ، قدرنا نضبّط وضعَ الأول ونخليه يصدّق نفسه ويثق فينا ، الباقيين في الطريق
أحمد يبتسم من الجهةِ الأخرى : انتبهوا تغلطون بشيء ويكشفونا
سالم : لا تحاتي أستاذ نستخدمهم لفترة وأول ما تنتهي صلاحيتهم نقطّعهم ونرميهم للكلاب ، نفس الشيء إذا ما انصاعوا لنا
أحمد بجديَة : أعتمِد عليك
أغلق بينما ارتفعَت أصواتُ إطلاق النارِ في الخارج من سنَد الذي كثّف له تدريباته في الأسابيعِ السابقة حتى احترف الإطلاق.


،


يجلسُ في إحدى المقاهي الباريسيَة منذ ساعات، الكوبُ الثامن ربما من القهوة الفرنسية هاهو يبردُ ويسكُن دخانه، كل كوبٍ كان يتركهُ حتى يبردَ ويستوحشَ الدفء، حتى يسكن الدخان الذي يُثبت الحيـاةَ في عمقة، يراقبُ تصاعدهُ بذهنٍ مُهلَك، الحياةُ مهلكة، قارسةٌ مثل القهوةِ الآن، سكنَ الدخان المتصاعدُ منّي وتسللت الحرارةُ عني، كيف تتقابل المرارةُ والبرودة؟ كيف يصبح مذاقها بهذهِ البشاعةِ على فمِي الملهوبِ بكلماتِ الشوقِ والحنين.
هل هذهِ فرصةٌ جاءتني من الله؟ ماذا إن وافقت؟ ستنجلي الغربة وسأعودُ لحياتي وعائلتي، لحبيبتي، للحيـاة الساخنةِ والتي لا يسكنُ دخانها! .. أنا مُتعَب، استهلكتني أقداري وأوجاعٌ ترغرغَت بها الحممُ من جوفي، ألهبَت أحداقي بذكرَى لا تكونُ واللهِ عابرة.
تنهّد بوجعٍ وهو يرفعُ القهوةَ الباردة لأوّل مرةٍ منذ أن جاء، حتى أنّه لفت نظر العاملين اللذين ظنوا أنه مجنونٌ لعدد الأكواب التي طلبها ولم يشرب منها شيئًا بل تعود ممتلئةً بالبرودةِ و - صفيرِ صدرِه -، ارتشفَ منها رشفةً ليعقد حاجبيه للذاعتها، فعلًا ، لا تجتمعُ المرارةُ والبرودة، يا قُبحَ طعمها كما طعم حياتي، حسبي على الحُزن كم أهلكَ أحرفًا انكسَرت فوقَ أسطرِ الورق.
وضعَ الكوبَ وهو يقف، تنهّد بقوةٍ ليضعَ الحساب على الطاولةِ ويتحرّك خارجًا من المقهى وهو يعود للتفكير في ذاك " الفيصل " الذي خرجَ لهُ من حيثُ لم يحتسب، رسالتهُ تلك لازال يحتفظ بها، بكلماتهِ التي تُعلِمه أنّه سيبقى مراقبًا منهم كي يحمونه، هل يثق؟ هل أثقُ يا بصيرتي بهِ وأسلّمهُ تحريك مجاديفِ مصيري؟
عضّ شفتهُ السفلى وهو يُخرج هاتفهُ والورقةَ التي تحتوي على رقمه، قرر أخيرًا ما سيفعل وإن كان سيسلمهُ زمام الأمور أم يرفض . . كتبَ الرقم في هاتفه واتّصل أخيرًا . . .


،


ابتسم إليهِ بلطفٍ ومودةٍ وهو يقبِّل رأسه باحترامٍ ويلفظ بهدوءٍ مبتسم : الحمدلله على سلامتك
نظرَ إليه الآخرُ مطولًا بشرود وهو يلملم كلمةً يردُّ بها عليه واكتشف أنّ الرد سهل أخيرًا " الله يسلمك "!،
كان قد مرَّ يومٌ كاملٌ على خروجه من العملية وجاءهُ فوّاز في اليومِ التالي بعد أن استيقظ قبل مجيئه بساعاتٍ وانتشلتهُ همومٌ من جوانبَ تضرُّ ولا تشفِي، بعد أن قرأ رسالةً وصلته إلى هاتفهِ الذي كان مُغلقًا وفتحه ليُفاجئ بكلماتٍ صاعقةٍ قسمتهُ لنصفين جاءت من رقمٍ غريب " بنتك تدري بكل شيء "! تدرِي؟ ما معنى ذلك؟ ما الذي " تدري " عنه بالضبط؟ . . عقَد حاجبيه وهو يتنفس باضطراب، يتأمّل تلك الرسـالة القصيرة والحاملة لمعانٍ ساحقةٍ لصدره، ما الذي عرفته؟ سؤالٌ لجَم فمهُ عن الحديثِ وجعلهُ يصمت لوقتٍ طويلٍ ويشرد بِه، من هذا الذي أرسل إليه أساسًا؟ أمجد! لا يعقل، هو لن يفعلها، يثق بهِ كما يثق بنفسه، أمجَد كان الصاحبَ لهُ في كلِّ عقباتِ حياتِه والشاهد على ما حدثَ في الماضي ، فمن الذي أرسل؟ وهل هو صادقٌ أم يستثيرُ قلقهُ لا أكثر!!
وقد حدثَت تلك الإستثارةُ فعلًا، ماذا لو علمَت؟ هي لم تجئهُ حتى الآن، فهل من المعقول أن يكونَ ذاك هو السبب!! . . اتّسعت عيناه بخشيَة، لم تدرِي! يا الله لم تدرِي عن شيء! لا يُريد فقدان ضحكتها بالحقيقة، لا يُريد عتابها لهُ ولا تغلغل الحممِ في صدرها.
والحممُ تفجّرت في أوردته، يغمض عينيه لدقائق ويفتحها لأُخَر، يتفكَّر بالذي كُتِب والذي قَرأْ، والآن هاهو فواز يقف أمامه ويعقد حاجبيه بقلقٍ على شروده، لفظَ " عمي " مرةً أخرى لينتفضَ ناصر ويهتف بوهَن : الله يسلمك يا وليدي الشر ما يجيك
لم يفقد فواز عقدةَ حاجبيه وهو يبتعد عنهُ ويجلس في إحدى الكراسي بينما قطراتُ المغذي تسقطُ إلى أوردته، تخلطُ سمًا رعاف يمتلئ باسمها والحقيقة، ستكون ضربةً قاضيةً لها ، لذا هو يتكتم عن قول شيء، وكلُّ ما يخشاه هو حزن عينيها وانكسارُ نظراتها.
مرّ نصفُ هذا اليوم الذي غادر فيه فواز وعاد بعد ساعاتٍ ليكون مع فارس، أصبحَت الساعةُ هي الثامنة مساءً، فارس خرجَ ليشتري له ولفواز قهوةً تسلي حناجرهم الجافـة، بينما بقي فواز يسامرُ ناصر الذي كان شاردًا عنهُ ويرد بكلمةٍ وأخرى و " همممم "، ومن الجهةِ الأخرى كان فواز يستغرب شرودهُ منذ أن جاء لكنّه عذرَه فما مرَّ بهِ ليسَ بقليل، صمَت وفي اعتقاده أن ناصر تململ من حديثهِ معه، وبقيَ الصمت يكسر صفيرَ الليل البارد، يُشارك القمرَ والنجوم المضيئةَ في الإنـارةِ على جلوسهم هذا، وكُسر الصمتُ فجأةً بصوتِ ناصِر الذي اندفعَ إليه وهو يهتف باسمه : فواز
رفعَ فواز رأسه إليه مبتسمًا : سم عمي
ناصر بهدوءٍ ظاهريٍ يُناقضُ عكس مافي جوفه : لو طلبتك لبنتي ، وش بيكُون ردّك؟
صُدم، بل صُعق، اتّسعت عيناه والنجومُ الليلةُ تنطفأ ويذهبُ نورها، حلّ الظلامُ فجأةً أمـام عينيه وتعالى صفير الليل دونَ أن يكون الصمت قادرًا هذهِ المرّة على كسره، تأمّل ملامح ناصِر بتشتت، وتشتت نبرته أيضًا وهو يلفظ بصوتٍ مبحوحٍ متوتر : ليه تطلب مني هالطلب؟
ناصر بهدوء : ترضى ؟!
ازدرد ريقهُ بتوترٍ وهو يقف، يشعر بالإحراجِ يُغرقهُ أمام طلبِ هذا الرجلُ الذي لو كان والده حيًا لكان بعمره، لكنّه لا ينكر استحالة طلبه، لمَ طلبه؟ . . تذكّر تلقائيًا مرآهُ لهيثَم وجنان التي كانت تمشي في الممر باكيَة، حينها عقدَ حاجبيه وهو يزفرُ باضطراب ، ما معنى هذا الطلب الغريب؟ أن يخطبه لابنته! بكلّ تلك البساطةِ وهو يعلم أنّه متزوج!!
تنحنح فوّاز بتوترٍ وإحراجٍ وهو يشتت نظراتهِ ويدسُّ كفيه في جيبي معطفهِ بعد أن لفحهُ الهواءُ البارد من حيثُ لا يدري : أعتذر منك ، أنا متزوج
ناصر بإصرار : الشرع حلل أربع
فواز وبعضُ النفور أصابهُ لإصرارِ ناصر بتلك الطريقةِ الغريبة : ما أقدر

*

والآن ماذا؟! كان يخشى انكسـار عينيها والتماع حزنها، وهذا الحُزن والانكسار يجري الآن على ملامحها وعلى فمها لتخرج كل كلمةٍ منها معطوبةً بعاهةٍ مستديمة، هل فعلتُ ماهو خطأ؟ هل أجرمت في حقِّ ابنتي؟ الله وحدهُ يعلم أنني أتمنى لعينيها فرحًا، وإن كان فرحها لن يكون معي فأنا أدرك أن فوّاز لن يقصِّر ولن يُؤلمها.
زفَر ناظرًا إليها بعد أن جلَست على بعدٍ منه وهي تهمس بخفوتٍ متذبذب : تبي شوربة؟
ناصر بهدوء : أبيك تسولفين لي
جنان ببهوت : وش أسولف فيه ؟!
ناصر : أي شيء ، وحشتني سواليفك
صمتت وهي تُطرقُ بوجهها في انحناءِ زهرٍ ذبَل، وماتَ عبقهُ ورحيقه، تساقطَت بتلاتهُ بعد عُتمتها وجفَّ الساقُ في غمضةِ فَرح، بل غيبوبةِ فرح!
تنحنحت قليلًا وهي تجلس بجانبه، هو والدها أخيرًا، تدورُ في فلكهِ وإن أحزنها فليست هي من تستطيعُ تجاهله/إيلامه، هل نستطيعُ الإنحلالَ عن الشمس؟ مهما اشتكينا من حرارتها إلا أننا ندور حولها ونستمدُّ الطاقة والدفءَ منها، وهو كذلك، إن أحرقها مرةً واثنينَ تبقى تحتاجُ دفئهُ لتحيا.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 16-09-15, 10:43 PM   المشاركة رقم: 472
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




شدّت شفتيها بتشنجٍ والهاتفُ يستقرُّ على أُذنها بعد أن كان رنينهُ يشغرُ غرفتها لعدّة دقائق، وحين جعلته " صامتًا " استفزّها بعدد المرّاتِ التي أنارَ فيها الإتّصال هاتفها.
تنفّست بتوترٍ وهي تهتفُ بضيقٍ وضعفٍ بعد أن ردّت : خلاص سارة ما صارت! ما عندي وقت أحضر حفلاتك أو أزورك!
سارة بعتاب : ليه طيب؟ هالحفلة عشانك أبي أتعرف عليك أكثر
غيداء بقهر : هو كل مرّة تسوين حفلة عشاني؟
سارة بخبث : افا بس ليه هالنبرة؟ والله أبي أكون صديقتك بس أنتِ تتجاهليني في المدرسة وكمان في الجوال!
كانت ستصرخ في وجهها بـ " ما أبغى " لكنّها ترددت للحظةٍ وصمتت، تشعر بالتوترِ الذي ينتهكُ خلوتها كثيرًا حين يذهب عقلها إليها، باتت مزعجة! لا تملُّ ولا تكلُّ عن تعكير يومها.
غيداء بنفور : ما عندي فرصة عشان أجيك
سارة : طيب حددي يوم؟
غيداء بترددٍ وهي لا تعلم ما الكذبةُ المناسبة : ما أدري
سارة : أوكي أجل دقي علي متى ما حددتي اليوم ، بليييز غيود حتى أهلي كلمتهم عنك وعن أهلك وهم مبسوطين إنك معي
غيداء بتوتر : طيب
ابتسمَت سارة ابتسامةً واسعة وهي تهتف بانتصار : يلا باي أشوفك على خير
أغلقَت لتزفرَ باضطرابٍ وهي تُغمض عينيها بقوةٍ وتشدُّ على مفرشِ السرير بيدها الأخرى، ما الذي تفعله بها؟ ملتصقةٌ بما تريد بشكلٍ مقزز، كلّما أرادت إخبار عناد ترددت وهي تتذكّر أنها أخبرته من قبل وأخبرها أنه سيتصرف . . لكنّها لم تبتعد عن مضايقتها حتى الآن!؟

في جهةٍ أخرى من ذاتِ البيت، عيناهُ تسافر للأعلى، تتبّعُ انحناءاتِ السّقف في تفكيرٍ عميق، هاهو يعود مرةً من بين ألف مرةٍ إلى ذاكَ اللغزِ الذي أصابَ رأسه بالصرعِ الحياتي حتى باتَ يشرد كثيرًا مفكرًا بِه.
حسنًا ليترك اللغز الثاني وليركِّز بالأول الذي سيسهل عليه حلّ الثاني من بعدِه، ست! رقم ستّة، أو ربما لها معنًى إنحليزي، وكلمة " set " ستتشعّبُ لأكثر من معنى ولا أظنّه سيلجأ لتعقيدٍ كهذا لا يُمكن حلّه، لازال في لغزهِ تعقيد، لكنّه سيكون أقل من ذلك، وربما أيضًا لا يكون لها علاقةٌ بالأرقامِ أو الإنجليزية من الأساس، فلغزه الثاني كُتبَ بالأرقام، فما الذي منعهُ من كتابةِ الأول بذاتِ النمط!! ..
لوَى فمهُ بتفكيرٍ والسقفُ يغيب عن مرأى عينيه لتصبح تلك الكلمة هي فقط ما يراه ، ست ، ست فقط! ... إن جئتُ لاستخداماتها في الحيـاة الطبيعية فـ " ست " لها معنى مختلفٌ عن الأرقام في العاميّة المصرية، امرأة! ما دخل المرأة!!
عقدَ حاجبيه بعنفٍ وهو يشعر بالصداعِ يعاودُ القدوم إليه مع تشعّبِ أفكاره، امرأة في اللهجة المصرية! هل لذلك علاقة! لا يظن!!
أغمضَ عينيه بقوةٍ وعقلهُ ينصَبُّ في ترجمةِ هذه الكلمة في اللهجاتِ المتعددةِ حوله، عضَّ شفتهُ بشدةٍ وهو يعصر دماغهُ لاستنباطِ معانٍ أخرى غيرِ " امرأة "، وفجأةً ارتخَت أسنانهُ على شفتِه وفتح عينيه بسرعةٍ وهو يجلس، اللهجة المصرية العامية! لحظة! لمَ لم يفكِّر بأن شخصًا مثل تميم مولعٌ بالآثار والتاريخِ كما أوصلته المعلوماتُ إليه قد يفكِّر بذلك!!
انتفضَ وهو ينهضُ من السرير ويتّجه لحاسبهِ حتى يتأكد من ظنونِه، تناوله من على طاولةِ مكتبهِ الوسطي في الغرفة ليعاود الجلوس على سريرهِ وفتحه، اتّجه لقوقل مباشرةً ليكتب ما سيؤكد الحل الذي طرأ في عقله، وتهدّلت عيناهُ وهو يقرأ الذي أكّد ظنونه، " ست "، في اللغة المصرية القديمة، اللغة الهيروغليفية ، كلمةٌ تعني ملك/عرْش!
فهل يعقل أن يكون هذا هو التفسير الصحيح!!


،


" أخيرًا قررت؟ "
وصلت تلك الجملة إلى مسامعهِ بعد تنهيدةٍ قصيرة، شتت عيناهُ هنا وهناك وصدرهُ يضطربُ بأنفاسٍ مُهلَكة، بينما الجفافُ يطول شفاههُ ليُخرج لسانهُ تلقائيًا ويرطِّبها بريقه.
فيصل بهدوء : وش هو قرارك؟
ماجد بخفوتٍ وهو يمسح على ملامحه بكفِّه المتحررة : وش يضمن لي صدقك؟
فيصل : قلتلك مافيه شيء يضمن لك كفاية! القرار راجع لك
شتتَ عينيه وهو يسترجي الله أن يصبَّ في قرارهِ خيرًا، أن لا يُضيع على نفسه حياةً أخرى ويرمي بذاتِه في الهاوية، يا الله أنت وحدك من تُدرك كم عانيت، وحدكَ صاحبي في الوعثاءِ والغربة، لمْ تخذلني! ... الله لا يخذل، الله دائمًا ما يضعنا في الطُرق التي إن تجاوزنا عثرتها بإيماننا دخلنا جنّةَ الدنيا والآخـرة ، أثقُ بكَ يا الله، فهبنِي من لدنك صبرًا وتحملًا على أشواقهم، على خذلانٍ جاءني من أحدهم، أحبّهم كلهم، فرُدّني إليك معهم ردًا جميًلا واجمعني بهم في جنّتك إن لم يُكتب لنا الجمعُ في دنياك.
أغمضَ عينيه بقوةٍ وهو يزدردُ ريقهُ ويهمس بضياع : أنا معــاك


،


عقدَ حاجبيه باستغرابٍ وهو يلوي فمهُ يستمع لكلماتِ أمّهِ الحادة، لتوّهِ عاد من عملهِ وعقاربُ الساعة تغازل الرابعةَ مساءً، وما إن دخلَ وألقى السلام حتى شعر بها تفتح هذا الموضوع الذي أُغلق منذ زمن!
شاهين بهدوء : الحين وش جاب سالفة الخدّامات؟ احنا مو مقفلين عليها من زمان؟
عُلا بإصرار : والحين بفتحها عندك شيء؟
زفَر وهو يمسح على وجهه، يشعر بإرهاقٍ يكتسحُ جسدهُ ولا يريد سوى الصعود إلى غرفتهِ والتمدد على السرير في تكييفٍ باردٍ وينام، أخفض يدهُ لتتّجه نظراته تلقائيًا إلى أسيل التي كانت تنظر إليهما بابتسامة، حينها قطّب جبينه وهو يلفظ بشك : لا يكون أنتِ قايلة لها تبين خدّامة؟
اتّسعت عينا أسيل بذهولٍ واختفت ابتسامتها وهي تهز رأسها بالنفي : لا والله ولا فكّرت
شاهين يوجّه نظراته إلى أمه من جديد، وبحاجبين يتمايلان إرهاقًا : أجل وش اللي حط هالفكرة في بالك من جديد واحنا مقفلين عليها من زمان؟
عُلا : ولا شيء بس أبي خدامة الحين
شاهين بتنهيدة : طيب اسمحي لي يا الغالية بحكي معك بالموضوع بعدين بس بطلع أرتاح لي شوي ، تعبان
انبسَطت ملامحها المشتدّةُ ونظراتها تتحوّر للقلقْ، قامَت من مكانها لتقترب منه في حينِ كان واقفًا منذ جاء قبل دقائق، وبنبرةٍ قلقة : وش فيك يا نظر عيني تعبان من أيش؟
شاهين يبتسم ببهوت : من شغل اليوم
علا بضيق : قايلة لك لا تروح توّك عريس بس وش اللي يخليك تسمع!
شاهين بابتسامة : خلاص انتهى العرس وعروسي جنبي مافيه داعي للجلسة طول الوقت في البيت
علا : الله يهديك اطلع بس ، اطلع ارتاح
قبّل رأسها بحبٌ ومن ثمّ اتّجه لأسيل التي وقفت وهي تنظر إليه، ابتسم لها برقةٍ ويدهُ تقرصُ خدّها بينما جسدهُ يغطيها عن والدته، وبخفوتٍ مبتسم : بطلع الحين أنام وأنتِ اجلسي وياها ، تمام؟
هزّت رأسها بالإيجاب وهي ترسم ابتسامةً ناعمةً على شفتيها، ابتعدَ عنها ليصعد وهو يُدلِّك رأسه، دخَل الجناح ليتّجه مباشرةً للحمـام بعد أن تناول أول بيحاما رآها أمام عينيه، لم يستغرق في الإغتسالِ سوى ثلث ساعةٍ ليخرج من بعدها وقد ارتدى البيجاما المُعتِمة، كان مُخفضًا لرأسه ويجفف شعرهُ حين شعر بحركةٍ في الغرفـة، رفعَ رأسه ليتقابل مع عينيها الناظرةِ إليهِ بوداعـةٍ مُهلكة، ابتسم رغمًا عنه والبسمة تجيء مراوغةً له وكأن وجهها مُدِرٌّ لانفراجِ الثغرِ في تعبيرٍ عن الجمـال، شتت عينيها عن عينيه اللتين تربكانها وتبعث في نفسها ذكرياتٍ كلَّ ما حاولت اسكانها في زاويـة قلبها استثارت نفسها في الوسطِ وأرسلت إشاراتها في كامل جسدها .. زفَرت بسخونةٍ قاتلة، لا يجوز له أن يشابه عيناه! هيَ في امتحانٍ قاسٍ يرميها على ذكرياتٍ جائرةٍ تجعل وجهها ينكبُّ في مسنقعٍ قذر! تكره كونها حقيرةً بدرجةٍ تجعل صورة متعب تأتيها في بعض اللحظاتِ الحميمية بينهما، لا يستحقُّ ما تفعله به! ماهذا الذنب الذي يخنقها؟ ويا قُبح معصيتها التي مهما قاومت الغرقَ فيها غطَست أكثر وآذت بها شاهين وإن لم يشعر.
كانت تدرك أنها لا تصلح للزواج، موشومةٌ برجلٍ آخر، باسمٍ آخر، قلبها اكتوى بأحرفهِ الأربعة التي شغر كلًا منها حجرةً في قلبها.
اقتربَ منها شاهين وهو يعقد حاجبيه دون أن يفقد ابتسامته وقد رمى المنشفة على السرير : ليه منتِ جالسة مع أمي؟
بللت شفتيها وهي تنظر لشفتيه وتتغاضى عن النظر لعينيه، وبغصّة : قالت لي أطلع عشان إذا ودك بشيء ، وأول ما تنام برجع أنزل لها
أمال رأسهُ قليلًا وشفتيه تلتويانِ دون رضى : يعني ما جيتِ بنفسك عشاني؟
توترَت وهي تُخفض رأسها، وبخفوت : مو عن كذا بس أنت قلت بتنام
كسَر الخطوة التي كانت بينهما ليطوّق وجهها وهو يبتسم، رفعَ ملامحها إليه لتتمركز نظراته على عينيها اللتين تشتتهما عن عينيه، وبحب : ما عليه بعتبر أمي ما قالت لك شيء ، طيب ناظري بعيوني؟
فغرت فمها قليلًا وهي توجّه نظراتها إلى عينيه، ارتفعَ صدرها باضطرابٍ تحاول قمع أي صورةٍ أو ذكرى قد تجيئها، بينما انحنى برأسه قليلًا ليُقبّل وجنتها برقة، حينها سطعَت صورة متعب بقوّةٍ في هذه اللحظةِ دون أن تكون صورةً عابرة/خاطفة، بل كانت صورةً تجعلها تحتقر نفسها بشدةٍ وهذهِ القبلة الرقيقة تتخيلها منه! . . أغمضَت عينيها بقوةٍ وهي تقاوم شهقةَ بكاءٍ كادت تخرح من صدرها قبل أن تولدَ دموعها حتى، يا الله أنا أؤذي هذا الرجل! أؤذيه بكل قسوةٍ وأنانيةٍ تتشعّب في روحي، لم أتمنى للحظةٍ نسيان متعب، لكنني الآن أرجوك أن تضعه في زاويةٍ لا أراها، لا أسمع بها، لا أشعر بتواجدهِ فيَّ، أنا أؤذيه وما أقسى هذا الشعور حين يكُون ضدَّ من هو كشاهين، رجلًا يستحقّ من هي أفضل مني
عضّت شفتها المُرتعشةَ وهي تشعر بهِ يبتعد عنها ويراقب وجهها، فتحت عينيها تنظر إليه وهي تشدّ على شفتيها حتى تُسكن رعشتهما وتخفي مافي جوفها، لكنّه كان قد التقط اختلاجاتِ ملامحها قبل أن تخفيها ببراعة، وهذه البراعة انصبّت في الإخفاءِ دون التوقيت.
عقدَ حاجبيه وقد لمحَ بريقًا من النفورِ نهضَ بقسوةٍ في عينيها ما إن فتحتهما، جفّ حلقهُ وملامحه تتجمّد، نظراتهُ انخفضَ بريقها فجأةً وهو بالرغم مما رآه في عينيها يَكفر بحدسه، وبصوتٍ جامد ونظرةٍ قاسيةٍ سكنَت في عينيه رغمًا عنه لتلك الفكرة : شفيك؟
أسيل بتوترٍ تشتت حدقتيها وقد التقطَت عيناها ملامح وجهه التي اكفهرّت وانقبض قلبها بخشيةٍ من احتمال أن يكون قرأ مافي عينيها، وبكذب " ترقع " ما كان منها : حاسة بإرهاق وراسي يعورني
قطّب جبينه وهو يتلمس جبينها بقلقٍ لتختفي ظنون الثواني السابقة : من أيش؟
أسيل بإرهاقٍ حقيقيٍ من نظراته، قلقه، ملامح وجهه، من كلّ ما يتعلق بهِ من نُبْل، لا تستحقه! لا تستحقه! وإيذاؤها لهُ يجيء دائمًا رغمًا عنها : ما أدري
أمسك بعضديها وهو يهتف بخفوتٍ واهتمام : طيب تمددي على السرير وبشوف لك شيء تاكلينه ، واضح ما أكلتي شيء صح؟
ماجَ العذابُ بموجهِ في صدرها، وتكلل الخريفُ في حنجرتها لتجفَّ الكلماتُ بذهبيةِ الأوراق وتتكسّر غصن النبرات، ابتلعت غصةً في صدرها لرقيّهِ بالنسبةِ لانحطاطها، وبصوتٍ متحشرجٍ تبثُّ منه سمومَ الموتِ على ثغرها : مو كأنك كنت التعبان وصرت بتهتم فيني؟
ابتسم شاهين رغمًا عنه وهو يهمس ونظراته تتابع انحناءاتِ عينيها : أنتِ أنا
أسيل بغصّة : محشوم مني
عقدَ حاجبيه استنكارًا وهو يميل برأسه قليلًا أمام حديثها الذي سكَن قاموس الغرابة، وبنبرةٍ مستنكرة : ليه تقولين هالكلام؟
أسيل بصدق : أنت ملاك محد يطولك
ضحك لإطرائها الغريب الذي دغدغ مشاعره : تظنين إني بحس بالفخر وأنتِ تقولين لي " ملاك " ، ما تشوفين إنك تهينيني؟
ابتسمت ببهوتٍ وهي تقتربُ منه وتلفُّ ذراعيها حولَ خصرهِ بامتنانٍ واعتذارٍ في ذاتِ اللحظة، تَوسّد رأسها صدرهُ وهي تحشر دموعَ الذنبِ في عينيها، لا غفران لمعصيتي، لا شيء يُداري سوءاتي، أن أرى فيكَ رجلًا آخر وأنت تقبلني، تعانقني، آه! يا ويلتي قدْ جئتُ شيئًا إمرًا! قد جئتُ شيئًا نُكرًا، لا غفران لمعصيتي سوى أن أنساه وأُحبك، وبالرغم من كونِك تمتلك كل مقوّمات الحُب إلا أنني لا أقوى . . أرجوكَ اغفر معصيتي، واغفر إساءتي لكَ ونُقصاني، فأنا ورقةٌ جففها الخريفُ ولن يفيد الشتاءُ ليُعيد إحياءها بقطراته، أنتَ الشتاءُ والمطرْ، ما أجملك! ما أعذب رائحتك، لكنني خسرتُ الحيـاة في فصلِ خريفٍ وانتهيتْ.
ابتسم باستغرابٍ وهو يستشعرُ السلبياتِ في صدرها دونَ أن يسمح لفكرةِ نفورها أن تجيئه فعلًا، قالت أنّها مُرهقة، وبالتأكيد هي مُرهقة! ما الداعي لجلبِ الشكوكِ لصدرهِ وتعكير صفوه؟ . . عانقها بهدوءٍ وهو يقبّل قمّة رأسها ويهمس بمودة : ما عاد ودي أنام ، والحين ننزل ونآكل لنا شيء مع إني أكلت بس إحساسي يقول ما تغديتي عشان كذا بآكل معك وأغصبك
مرّغت وجهها في صدرهِ لتخترقها رائحته وهي تهزُّ رأسها بالإيجاب، تستسلمُ لكلِّ ما يريد وستقوم بما تستطيع لإشغال عقلها عن أيِّ فكرةٍ سيئةٍ قد تُعكِّر حياته، ولو أُجبرت في النهاية على إرهاقِ ذاتها بعملٍ ما فستكون أكثر من مرحبة، لذا إن أصرّت والدةُ شاهين على الخادمة فستصبح أوّل المعارضين ... وجَب عليها الآن إرهاق جسدها وعقلها عن أي فكرةٍ قد تجلب - متعب .


،


عند الثامنة مساءً
عضّت طرفَ شفتها وهي تنظر للفوضى العارمةِ في المطبخ، كان قد اتّجه لغرفته يرتدي ملابس بيتيةً تناسب الوضع الذي سيكون فيه، بينما عيناها تتأملان الخضروات على الطاولةِ المستطيلةِ في المطبخ ومن حولها سكينتان، هل سيطبخ بالفعل؟! ابتسمت رغمًا عنها لتلك الفكرةِ وهي تتخيّل شكله! رجلٌ يقطِّع الخضروات ويطبخ! هل بالفعل سيفعلها!! . . بالرغم من كونها هي من عرضَت عليه أن يطبخ العشاء لكنّها وضعت نصب عينيها أنّه سينسحب عن ذلك أخيرًا، فهو كرجلٍ شرقيٍ بكبرياءٍ عالٍ لن يقوم بالأعمال التي وكّلت للفتيات! إن كنَّ الإناث بحدِّ ذاتهن ينتشر عدم خبرتهن في الطبخِ ويأبيْنَ ذلك في هذا العقدِ من الزمانِ فكيف به!! . . لازالت مستنكرة، لكنها لا تنكر حماسها لرؤيته يطبخ، لأول مرةٍ سترى رجلًا أمامها يطبخ!!
دخلَ وهو يكفكف كمَّ قميصهِ الأبيض، ليبتسم ويقفَ خلفها مباشرةً مُمسكًا كتفيها بلؤم : الحين بتطبخين أنتِ بعد مو بس أنا
انتفضت ما إن شعرت بكفّه الدافئة على كتفيها، واستدارت بسرعةٍ إليه وهي تتراجع وتعيد خصلات شعرها بأناملها إلى خلف أذنها، وبتوترٍ تُخفي تخبّطها : أنا؟
سلطان يتجاهل توترها وانتفاضتها تلك وهو يرفعُ حاجبيه : جهّزت سكينتين، وحدة لي ووحدة لك
غزل تكشّر : لي أنا؟ تبيني أقطّع!!!
سلطان يخفض حاجبًا ويترك الآخر مرفوعًا : أجل أنا أقطّع بروحي؟
غزل برفض : بس أنا ما أعرف
سلطان : طيب بعلّمك مع أنه المفروض تتعلمين بروحك .. النت نعمة والله
لوَت غزل فمها بامتعاضٍ وهي تلفظ : وإذا انقطع اصبعي؟
سلطان : منتِ أول بنت ولا الأخيرة
عقدَت حاجبيها وهي تلملم شفتيها بغيظ : يا سلام!
سلطان يُخفي ضحكته : امشي قدامي بس بساعدك لا تحاتين ، أعوذ بالله حتى التقطيع ما تعرفين!
مطّت فمها وهي تستدير عنهُ وتسحب إحدى الكراسي وتجلس، ليتبعها بابتسامةٍ ويسحب كرسيًا آخر ملصقًا لهُ بجانبها حتى يستطيع أن يكون قريبًا منها ويُعلّمها بسهولة . . رائحةُ عطرهِ تُغطي المطبخَ البارد، يُصيب خلاياها بشللٍ نصفيٍ ويجلب كلّ أنواع الإضطراباتِ إليها، يحصر تنفسها فيهِ فقط.
ابتسمَ بتسليةٍ وهو يمدُّ يدهُ للسكينِ الأول ويُمسك يدها بكامل أريحيتهِ ليضعَ السكينَ في باطنها، وبابتسامةٍ عابثة : يلا الحين أبيك تقطّعين وتجرحين اصبعك بعد عشان تكونين بنت فعلًا
نظرَت إليه بضياعٍ لملمس كفّهِ التي ألهبت بشرتها وصادمَت خلاياها لتبعث بلظى أحرقتها، حاولت تكوين صوتها المُشتت في حنجرتها، لملمتهِ في نبرةٍ مبحوحةٍ خافتـة وهي تهمس بوداعةٍ جعلته يعقد حاجبيه : طيب
أفردَ حاجبيه وهو يسحبُ يدهُ عن كفها التي قبضَت على السكين وهو الذي ليس بهِ من الغباء ما يجعلها لا يُدرك سبب تخبّطها ، هاهي مرةً أخرى تضطرب كلحظةِ إمساكه بكتفيها، ما الذي قد يُفسر ذلك؟ يُجزم جيدًا أنّها تفتقر للكثير من الحنانِ واللطف في التعامل، فهل يندرج ذلك أسفل افتقارها ذاك؟ أم عليهِ الخوف من أمرٍ آخر! ... هزّ رأسه بالنفي وهو ينفض تلك الفكرة، آخرُ ماقد يحدث لها هو أن تتعلق به! بالتأكيد سبب انتفاضها هو كونها لم تعتد أن تُلامس بشرةَ رجل، لذا من الطبيعي أن ترتبك. بلل شفتيه وهو يغرس تلك الفكرة برأسه، وكم يخشى بالفعل أن يحدث مايخشاه، علاقته بها يجب ألا تتجاوز الحدَّ المسموحَ به، هو من المستحيل أن يجعلها زوجته فعلًا، لذا يجب عليه أن ينتبه لعفويته معها جيدًا ويحدَّ من تصرفاته قليلًا.
تنحنحَ وهو يمدُّ يدهُ للسكين الآخرِ ويلتقطُ الجزر، وبهدوءٍ دون النظر إليها : تحبين المكرونة بالخضار؟
غزل بخفوت دون أن توجِّه نظراتها إليه : أيه
سلطان بنبرةٍ مرحة : زين لأني ما أعرف مكرونة غيرها ويخب علي بعد
ابتسمت ابتسامةً مهزوزة وهي تلفظ بهدوءٍ بينما يدها تفرّغ الضغط الذي في جسدها بالضغط على الطاولةِ عن طريقِ السكين : بس وش بتحط فيها بالضبط؟ شايفة بزالية
سلطان يوجّه نظراتهُ لمعلّب " البازلاء " لتحيدَ نظراته إليها تلقائيًا ويسألها بشك : لا يكون ما تعجبك؟
غزل تبتسم بتوترٍ وهي تنظر للطاولةِ الخشبية الموشومة بخطٍ رفيعٍ تحت وطأةِ السكين : أيه ما أحبها
سلطان ولم ينتبه لما فعلته، هتف بإحباط : ليييه عاد أنا أحبها!
غزل بخفوت : خلاص حطّها إذا تبي
سقطَت نظراتهُ على يدها التي حرّكت السكين قليلًا لتوشم خطًا آخر بجانب الأول، حينها توسّعت عيناه وهو يقرأ حجم التوترِ الذي يواجهها الآن، عروقها تظهرُ في ظاهرِ كفّها للضغطِ الذي تقومُ بهِ وتفرّغ بهِ اضطرابها .. ارتفعَت نظراته تلقائيًا لملامحها الساكنة والمتناقضةِ مع تشنّج كفها، لنظراتها الشاردةِ في الخطِّ الثاني الذي رسمته وحرّكت السكين مرةً أخرى لتصنع ثالثًا، تجعّد ما بين حاجبيه لانعقادٍ تمايلَ فوقَ عينيه، هذهِ السمراءُ أمامهُ يُجزم أنّ براكينَ تفورُ في داخلها، أن الدمَ ليس دمًا بحجم ماهو حممٌ يتصاعدُ بها ضغطٌ إن تفجّر لآذى كلّ من حولها، ما الذي يسكنُ فيك؟ أربعةٌ وعشرون من عمركِ ليست قليلة! قذاعةُ عاداتِك ولسانك ليسا قليلين، جهلكِ بدينك هو أكبر من كلِّ ما سبقَ والضغطُ الذي في داخلكِ أجزم أنّه تراكمات سنِّك الذي ينحني كوردةٍ ذابلة، كزجاجٍ شُرخ وينتظر الصفعة التالية حتى يتحطّم، كغزالٍ سقطَ جريحًا في براري اغتصبها الإنسان دون أن تُنقذها " محميات الصيد "!
مدَّ يدهُ في حينِ ابيضّت مفاصلها من شدّةِ ضغطها على السكين في الوشمِ الثالث، غفلَت عن صوتِه وردّه ونسيَت أنّها كانت آخر من ألقى جملةً بينهما . . أمسكَ بكفِّها المُمسكةِ بالسكين لينتشله منها ويجذب يدها إليه حتى يدفعها للنظر إليه قسرًا، بينما سرَت في جسدها رعشةٌ واهنةٌ لحركتهِ الفجائية في صومعةِ شرودها، والتقت عيناها بشفتيه اللتين انفرجتا بهدوءٍ ظاهري . . .

.

.

.

انــتــهــى

وموعدنا القادم يوم الأحد بإذن الله ()
يارب تكونون قريتوا هالجزء كويّس ، تراه من أهم الأجزاء في الرواية ، + إجازة سعيدة والله يتقبل طاعتكم جميعًا :$$*



ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-09-15, 06:50 AM   المشاركة رقم: 473
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 286535
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: نَوح الهجير عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نَوح الهجير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

كـيد , صباح الخير , و تحية طيبة مفادها أرجو أن تكوني بخير .
بدأت في قراءة حروفك للمرة الاولى لأجدني أعتكف عليها , جزء فجزء الى أن وصلت القافلة و ركبت معها !
قله هي الرويات التي تلمس قلبي وتخالجه بمشاعر كثيرة في زمن كثر فيه سُخف الحديث , وبجدارة كانت روايتك تفوز بكونها تلامس أعماق اعماقي ولا تكفتي , تصفين الالم فأجدني اتألم , فرح فيرسم على وجهي أبتسامة تمتد حتى بعد ما أغلق المُتصفح نفسه , بعض الاحاديث التي تصفينها تجعلني أشهق بـ ياا الله تعبيراً عن عجزي عن وصفي لجمال ما تكتبيه , تبارك الله , لا تعليق على الأحداث و الشخصيات فأنا فقيرة توقعات ولا أجيد تركيبها ولستُ و الله شحيحة , و الصمت يا عزيزتي في حرم الجمال جمالُ .
أرجو بعمق الكلمات و التشبيهات التي تكتبينها و تأخذنا الى عالم أخر أن تكوني بخير و تكملي هذا الجمال مثل ما بدأتيه , ودعوتي بداية هذا الصباح أن يهبّ الله لقلبك السعادة مثل ما هي كلماتك تسعدنا .

 
 

 

عرض البوم صور نَوح الهجير  
قديم 17-09-15, 01:30 PM   المشاركة رقم: 474
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

السلام عليكم أختي كيد
في البداية أحب أن أشكر لكِ احترامكِ للقارئ
بانتظامك والتزامكِ في تنزيل الأجزاء ،
الأمر الذي بتنا نفتقده بشده في روايات النت ..

الأخت نوح الهجير ..شكرا فقد عبّرتِ عن مشاعري حقا 🌷

نأتي للجزء ،..حاولت أن أكون ذكية وأربط وأحلل في الأحداث
لكن اعترف فاشلة بالدرجة الأولى فلم أفلح في ذلك .😓
ابراهيم ..لم هو حاقد على سلطان ويريد اتعاسه ؟؟
(عصرت مخي ما عرفت ).احتاج ان اقرأ الأجزاء من البداية !
أحمد خبيث من الدرجة الأولى .
ناصر ،. ماهو السر الذي يخبّأه عن جنان هل هناك
شئ آخر أكثر مما قاله هيثم لجنان ؟ حيرتينا يا كيد .
ماجد ..اتضح الآن فعلا أنه متعب بعد أن عبّر عن
شوقه لعائلته ولحبيبته التي من المؤكد أنها أسيل ..
ومن الذي خذله وأوقعه في تلك الدوامة ؟! هل هو أدهم ؟
غيداء ،.. أرجو أن ينتبه لها عناد قبل أن تقع في شِراك
الأفعى ساره ( شوهت اسم بنتي الله يحفظها ) 😢
سلطان وغزل .. الثنائي المحيّر . سلطان بلطفه وتماسكه أمام
وعده .. رغم صعوبة ذلك على أي رجل طبيعي
وغزل بتحسن تصرفاتها وميولها الطبيعية نحو سلطان
هل يصمدان ؟
( كنت قد طرحت استفسارا لم أجد له جوابا ..هل تعرضت غزل لغدر
من أحدهم أفقدها على إثرها عذريتها ؟ ام حصل ذلك طوعا منها
بمعنى أنها كانت فتاة عابثة ؟؟؟ )
أسيل .. أرأف بحالها ، المرأة بطبيعتها وفية لزوجها ويصعب عليها
أن تنسى بعكس الرجل ( على قولة الوالدة موت الزوجة عند الزوج
مثل ضربة الكوع تعور وبسرعه ينساها ) ..
أسيل ..الحي أبقى من الميت ..استمتعي بحياتك
وبزوجك الحبيب اللطيف قبل أن تفقديه هو الآخر .
سليمان ..مفقود من كذا جزء ..خير اللهم اجعله خير .

ملاحظة ..الغالية كيداستخدمتِ في سردك الرائع عبارات مشابهه
للفظ القرآن ( لقد جئتُ شيئا إمرا ، لقد جئتُ شيئا نكرا ) وفي القرآن جاءت بتاء المخاطبة ..وفي النفس منها شئ .
رغم ان حكم استخدام العبارات القرآنية مختلف فيها
إلا أن الأولى تركها تحرزا من الوقوع في المكروه .

عذرا أكثرت الحديث .
شكرا من القلب يا مبدعة .🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 20-09-15, 02:39 PM   المشاركة رقم: 475
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


-
-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والسعادة على أرواحكم الجميلة يا حلوين :$
بحاول أنزل البارت قبل المغرب عشاني بطلع وبرجع متأخر شوي، إذا جاء المغرب وما نزل فاسمحولي بينزل بعد منتصف الليل :(
باقي تكّه ويكتمل وبعدين براجعه، بس شاكه إني بقدر قبل المغرب.

+ التعليقات على آخر بارت لي رجعة لها بعد تنزيل جزء اليوم ..

ربي يسعد أرواحكم الحلوة ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 11:02 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية