لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-15, 05:40 PM   المشاركة رقم: 306
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية


قبل لا نبدأ ببارت اليوم ؛ فيه شغلة مهمة حابة أوضحها لكم :/
أي واحد من الأبطال يوصل بانفعاله لدرجة - السخط على قدرُه - فهذا مو مني هذا منهم! يعني لحد يجي ويقولي ليه وليه وحرام وغلط! أنا عارفة الحرام والحلال ، بس اللي يطلع من أبطالي مو ضروري يكون صح أو أنا أوافقه أو محللته! أكيد لا ، بس كل شخصية واللي يطيح فوق راسها ويأثر بنفسيتها يتحكم باللي يطلع منها وأنا أبدًا ما أزين شيء حرام في عيون القارئ لأني ما أتجرأ.

بارت اليوم قصير شويتين، لكنه جامد وراح تعرفون ليش بالضبط بعد ما تقرأون :$ وعاد الله الله بالتعليقات سواءً هنا أو بالآسك :$ + ملاحظة تعليقاتكم بالآسك صايرة تقل يوم عن يوم وحتى بالكِك. بس ما عليه إجازة ما تنلامون - تطالعكم بنص عين -

الزبدة نبدأ على بركة الله
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !


لا تلهيكم عن العبادات
+ ما كان ودي أنزل البارت بوقت أغلب المناطق توقيت صلاة المغرب فيها دخل أو قرب يدخل بس ما أضمن إني بقدر أنزله لو تأخرت شوي :(
فمعليش اللي دخل عنده موعد الصلاة لا يترك الصلاة ويقرأ لاحقين على البارت والمغرب يروح بسرعة :(



(36)





كانت جالسةً في صالة الجناح والساعةُ تقترب من الخامسة مساءً، تعيد رأسها للخلف واضعةً لهُ على أعلى الأريكةِ وعيناها مغمضتان، تتذكّرُ ذهابها للطبيبةِ والكلام الذي سمعتهُ منها، سألتها عن طبيعةِ علاقتها الزوجية بسيف في هذهِ الفترة ونصحتها بالكثير ... فهي لازالت في الأشهر الأولى، وجنينها لم يثبت حتى الآن ولربما قد تفقده، لذا لابد من ابتعاد سيف عنها لفترةٍ ليست بسيطة.
بللت شفتيها لتفتح عينيها وتعتدل في جلستها، تتأمل الأرض بفراغٍ سكنَ من زوايا عينيها وانتشر في كامل ملامحها السمراء، ملامحها التي تمرغت برمالِ شاطئٍ في وسطِ الظهيرة، كانت الرمالُ حارة! حارةً حدّ أن الاستقرار شُوِيَ وهو في ريعان شبابِه.
زفَرت بكبت، " ليت الذي بيني وبينك عامرٌ، وبيني وبين العالمين خرابُ "، إنّي أموت يومًا عن يومٍ بهذا البُعد، أحاول دون أملٍ تقليص المسافاتِ بيننا ويأبى القدر إلا أن نكون ضِعافَ المسافات، يأبى القدر إلا أن ترتسم بيننا خطوطًا طوليةً لا تنكسر، ابتعد! لك أن تبتعد، لكن اسمح لي بالإقتراب نحوَ من هو مركز الحياة.
مسحت على وجهها وهي تستغفر، ثم أزاحت كفها للأسفل حين فُتح الباب ودخل سيف مستعجلًا وتُدرك سبب عجلته، سيذهب الآن لابنه، هنيئًا لك، وهنيئًا لي هذا الحمل وكذبي عليك.
هتف سيف وهو يمشي باتجاه غرفة النوم : شفتي مفتاح سيارتي؟ مدري وين حطيته
بالرغم من كونها قد رأته وضعه في درج الكومدينة في حين غفلةٍ منه وهو يحادثها ما إن عادوا من المشفى، إلا أن " الإستلعان" سطع في عقلها وأرادت بعنادٍ عدم ذهابه : لا ، ما شفته .. شوف ثوبك يمكن فيه
سيف يدخل الغرفة ويهتف رافعًا صوته : ماهو في الثوب شايفتني مخفّة ما أحس فيه؟
تمايلت شفتا ديما في ابتسامةٍ خبيثةٍ وهي ترفع صوتها عاليًا بعبط : يمكن ، شوف طيب أذونك يمكن مخبي المفتاح فيهم عشان كذا لما العالم يحكون وياك ما تسمع ولا تفهم
لم تسمع منه رد، لكن بعد لحظتين رأته يخرج من الغرفة بخطواتٍ شديدةٍ متجهًا إليها ووجهه يحتد بحنق، فغرت فمها وهي تنهض تنوي الهرب، إلا أنه وصل إليها قبل أن تهرب ليُمسك معصمها ويشدها إليه بقوةٍ حتى ترتطم بصدرهِ وتتأوه بألم.
سيف بحدة : عيدي يا هانم ما سمعت ، المفتاح كان جوّا أذوني وتوني خرجته
عضت شفتها بحنقٍ منه وهي تحاول الإبتعاد عن هذا الجسد الذي آلمها الإرتطام به : وخر زين ماهو جسم ذا حرّاثة
شدّ على معصميها يرفع يديها قليلًا للأعلى وهو يكبح ابتسامةَ الإستمتاع التي تحارب لتعلو على شفتيه، وبلؤم : عاد ناوي أحرث فيه لسانك ذا يمكن يتعدل
ديما بغضبٍ وهي تواجه عينيه بعينيها الناريتين : وأنا ودي أقطع لسانك ذا وأرميه في أقرب زبالة والأكيد بيتجمع عليه الذباب من وساخته
رفع حاجبيه وشدّ بقوةٍ على معصميها حتى آلمها، أغضبهُ كلامها قليلًا لكنه وجد غضبه هذا يسكن أمام رغبته في إغاظتها أكثر.
سيف من بين أسنانهِ وهو يخفض وجهه إليها : هالذباب يا ستي هو أنتِ ، مافيه غيرك يحب يكون قربي
زمّت شفتيها بحنقٍ ووجهها اشتعل بغضب، سهلةُ التمرد، وسهلةُ الغضب، وسهلةُ الخضوع أيضًا، تأمل وجهها وهو يسمع صوتها كالناي الغاضب يُعزفُ إليه، لم يهتم لكلماتها التي تخلخلتها " واحد مستفز / يا ملاغتك / الله ينتقم لي منك " وهو يبتسم لغضبها المُمتع الذي يُدغدغ متعته، إنها جميلةٌ حتى وهي غاضبة، بل أكثر جمالًا! تشبيهين بدايات الصباح الصافيةِ سماؤها، الشّقية حين يبدأ شمسها بالسطوع وأنا شمسك! لا أغيب ولا يغيب شقاؤك، خالديْن بين خصلات شعرك كخيوطٍ تغزل الخلودَ و " أحبك تضحك بيننا ".
حاولت ديما سحب يديها وهي تهتف بغضبٍ ينتفخ بهِ وجهها : والله ما الذباب الا أنت يا كبير الذباب ، عرفت الحين ليه عندك انفصام من يلومك والذباب تنسى كل خمس ثواني؟!!!انخرط في الضحك وهو يخفض يديه مع يديها دون أن يحرر معصمها، أغمض عينيه وهو يضحك، وصوت ضحكاتهِ كانت كافيةً لتجلب لها المزيد والمزيد من الغضب. صرخت بقَهر : اترك يديني ، اتركني الله ياخذ هالصوت المزعج
سيف : ههههههههههههههههههه يا الله ارحمني! * سكنت ضحكاته قليلًا ولم تبقى الا ابتسامته التي تظهر منها أسنانه، ليُردف * أنتِ متأكدة إن عندك مخ داخل هالراس؟
كشّرت ديما وهي تُشيح وجهها عنه، ليترك أحد معصميها ويرفع يدهُ حتى يُمسك ذقنها ويُدير وجهها إليه : طالعيني
نظرت إليه ديما ووجهها لازال في طور الغضب، عيناها المشتعلتين كموقدٍ كانت تنبعث مباشرةً إلى عينيه لتشتعلا بها، بشراراةِ حدقتيها، بتمرد رموشها فوق أجفانها. همست بغيظ : وقح!
سيف يبتسم وهو يحرك طرف سبابته على بشرةِ فكّها : أنتِ اللي بديتي ... * كشّر فجأةً ليترك ذقنها ومعصمها ويردف * أعوذ بالله منك نسيتيني طلعتي ، * ابتعد عنها داخلًا غرفة النوم * الحين وين بلاقي المفتاح!!
ابتسمت بلؤمٍ وهي تدعو الله في نفسها ألّا يجده، فما أجمل من أن تشعِره بعدم رؤية ابنه ليومٍ فقط، يومٍ ينتصرُ فيها شعورُ القهر ويلفظ انتقامًا بسيطًا ستتبعهُ بآخر أقوى، ليُجرّب معنى أن لا يراه يومًا، فأنا لم أحمل طفلًا لي على مدارِ ثلاثِ سنين كان الأحرى فيها أن أحمل طفلين على الأقل، كان الأحرى فيها أن أشمّ رائحة الأمومة وأنا أرى طفلي الأول يتحدث، والآخر يمشي . . ازدردت ريقها عند تلك الأفكار وكفّها ارتفعت تلقائيًا إلى بطنها لتمسح عليه بحالمية، كُن بخير ، لا تُرهقني كوالدك ... يا الله! ما أجمل " والدك " ما أجمل هذهِ الكافْ التي تربطني أنا وأنت بِه، ما أجملها وإن كان هذا الوالد قاسيًا فظًا لم يتعلّم ما معنى معاملة النساء، لم يعلم أن احترام المرأةِ ليس فقط في عدم ضربها، بل هو أيضًا في عدمِ حُزنها ولو بالحديث.
سمعته يشتم داخل الغرفةِ بصوتٍ مكتومٍ لتبتسم رغمًا عنها، وبهمس : مو كل مرة أنت تستلعن ، خليني هالمرة أجرب شعور الإستلعان


,


سلّمت عليها ببرودٍ بعدما دخلت ووقفت بجانبِ فواز، كان سلامُها باردًا بدرجةٍ جعلت فواز يزفرُ الهواء من صدرِه حنقًا ، حتى وإن كانت أمّه قد أخطأت مرةً في حقهما ، إلا أنها أمه! وستبقى الأم أعلى مرتبةً من الزوجةِ وإن بلغت الروح الحلقوم ، حتى وإن وصَل عشقُه لجيهان النخاع إلا أن عشق أمّه امتلأ جسدُه به، فالأم سمفونيةً لا تنقطع، غيمةٌ معطاء لا ينتهي ماؤها ولن تصل امرأةٌ إلى عطائها.
زمّ شفتيه وهو يكبح غضبهُ من جيهان تجاه سلامها البارد الذي كان مُهينًا لوالدته، إلا أمي يا جيهان ، إلا هي.
ابتسمت أم فواز بهدوءٍ لجيهان : كيفك يمه؟
جيهان " من فوق خشمها " : بخير ، من غير يمه
رمَت جملتها تلك ومن ثمّ تحرّكت بفظاظةٍ لتدخل وتتجه لمجلس الضيوف، لتعقد أم فواز حاجبيها بضيقٍ بينما تصاعد الغضب على ملامحِ فواز التي احتدت، بإمكانه أن يصمت على كره جيهان لأمه فالكره والحب لا يأتي غصبًا، لكن أن تتعامل معها بهذه الطريقة ... سحقًا! سحقًا!
عقدَ حاجبيه بشدةٍ وهو ينظر لأمه التي هتفت بعتاب : كذا يا فواز؟ تجي من سفرتك وتنام بالفنادق؟ هذا وأنا مجهّزة لك من يومين غرفة خاصة لك أنت وزوجتك؟؟!
ازدرد علقمًا وهو ينظر لوالدته بنظراتٍ سقط غضبُه عنها، بينما جاش في صدرِه الضميرُ معاتبًا نفسها أشدّ العتاب وأقساه : يا بعد هالروح يا يمه ، ليه ما قلتِ لي هالكلام يوم اتصلت فيك وعلمت اننا بنزل فندق؟
ام فواز بتوبيخٍ ناعم : وش تتوقع مني أقول بعد ما يقولي ولدي بنام في فندق مع مرتي ويترك بيته اللي عاش فيه من صغره؟ .. أمداها المرَة تلعب براسك
فواز يُقبّل رأسها قبل أن يهتف : تخسى المرَة تلعب براسي عليك!
ام فواز : أجل تنام عندي لين تسافر
فواز يُشير لعينهِ اليُمنى واليسرى متجاهلًا رأي جيهان، فهذا أفضل عقابٍ لفظاظتها : من هالعين لهالعين يا ام فواز
ابتسمت ام فواز بسعادةٍ أمومية تنبع من عينيها وحبٌ أعمى لمن شَقيَ جسدها في رعايته : تسلملي هالعيون يا عيون أمك ، تعال نورت بيتك ومرعاك ادخل يا وليدي وشوي وبتلحقك أختك وزوجها
فواز يتحرك ويمشي بجانبها باتجاه المجلس الذي اتجهت إليه جيهان : شاهين وأسيل؟
ام فواز : ايه توها متصلة علي وتقول انها في الطريق


،


بعد صلاة المغرب
في إحدى حدائق باريس التي امتلأت بالأطفال، عائلاتٌ هنا وهناك، وأطفالٌ يركضون حولهم، رائحة العائلـة تنتشر في الأجواء، ومع رائحتها بدأ يشمّ خيالَ رائحة القهوة العربية، رائحة شعر أمه، بيتهم، رائحتـها! ... هل للرائحة خيال؟ إنّه الشوق والحنين يصنعُ من العدمِ وجودًا، فاض في عينيه الشوقُ حتى بات يرى ملامحه في المرآةِ ملامحهم، وصوتُه يسمعهُ صوتهم، كل ما يأكله بات لسانهُ يتذوقهُ إحدى الأكلات الشعبية التي كان يتذوقها سابقًا حين كان في السعوديّة، وعيناه! يرى فيها عيني من غدرهُ وطعنهُ في ظهره، وجّه سكينةً جهة قلبه مباشرةً وأدمى كل أعضائِه بغدره الذي لو كان من آخر لتجاوزه، لكنّ هذا الغدر استكن في صدرهِ وتكرر أيامًا وأسابيعَ وأشهرًا ونصلٌ مسممٌ يعود غرس نفسه في صدره مرارًا ومرارًا. حتى المرآة تغدرُه في كل يومٍ حين تعكس لهُ ومضة الماضي وحنينه، آهٍ يا حنينُه! كمشكاةٍ حملت جوفَ الألم، كمشكاةٍ فيها مصباحٌ والمصباحُ نارٌ تحرقهُ وتنتشر في أوردتهِ كسمٍ نتن.
رفعَ عينيه إلى سماءِ باريس، يا نجُومُ أفيقي على حزني، أرسلي إليهم رسالاتِي الحزينة، دمعِي الجريح الذي رفض النزول، أرسلي إليهم مع بريقكِ أنّهم خانوني وأزالوا مظهر الحياةِ فيّ، أرسلي إليهم ملُوحة عيني التي تحجرت ورفضت النزول ، أحتاج دمعًا، زاجلًا يرسِل إليهم كم اشتقت! اشتقت لكنّ شوقي يسكن في صدري ولا يدفعني للطيران إليهم ، اشتقتكم ، اشتقتكم حتى أنت يامن غدرني ورششت على جراحي منكَ ملحًا.


،


دخلت للمشفى بخطى واهنة، عيناها تتأملان بياضَ الأرضيةِ والجدران بفراغ، استطاع فارس بجهدٍ أن يرغمها على الذهاب معهُ حتى تزور والدها ولو أنّ جرحها منهُ فاضَ وكوى قلبها. يخيفني أنْ عدد خطواتِي الحالية التي أعدّها هي عدد السنواتِ التي يُرسم فيها التعاسة لي ، واحد ، اثنان ، ثلاثة ، عشرة ، عشرون ، مائة! ولا نهاية! أحاول أن أجد جانبًا إيجابيًا في كل ما يحدث، أقف على " لكل أمرٍ جانبٌ مشرق " لكن الشمس تغيب ولا يُشرق شيءٌ فيما يحدُث. يا الله! قد بلَغ بعبدك الحيرةُ منتهاه، قد بلَغ فيه الضيق حتى النخاع .. أرشدني لطريقٍ يُختزل فيه الحُزن ويجف، ارشدني لطريقٍ تنكسر فيهِ حيرتي وألقى نفسي من جديد ... ليس سهلًا أن تكُون حياتُك لسنينٍ زائفة ، ليس سهلًا كل ما اكتشفتهُ في أيامٍ قليلة.
رفعَت رأسها قليلًا للأعلى وهي تزمّ شفتيها بألم، اقتربا من غرفته، هاهما يخرجان من المصعد الكهربائي وقد أصبحا في نفس الطابق الذي ينام فيه، وينام هُنا الأنين، أنينُ صدرها الذي ينهض بخطواتِها هذه، ينقَشعُ في سمائِها غيومُ السعادةِ التي تُسقط قطراتِ الضحكات عليها، والخريفُ ينقشُ ذاتهُ في صدري وأجفُّ وتتكسر أضلعي بعد جفافِها، أنا كمن يمشي حافيًا على دربٍ مليئٍ بالشوْك، يُوخَز في كل خطوةٍ عشر وخزات، ولا أدري هل سأعتاد أم أن الألم سيبقى يُجدد نفسهُ فيَّ وأمُوتُ عدد الوخزات.
وقفت أمام باب الغرفةِ الخاصةِ بوالدها للحظات، ليدخُل فارس وهو يوجّه نظراتهُ إليها ويشير لها بالدخول، لتزدرد ريقها وتدخل من خلفه بخطى تتبخر فيها القُدرة.
أدار ناصر رأسهُ ناحية الباب، وما إن رآهما وتحديدًا جنان امتلأ صدره بالسعادةِ تلقائيًا فعينيه قد أتت بعد أن قاطعتهُ لأيامٍ يُدرك فيها ما سبب هذا القِطاع وإن تصنّع العكس من ذلك.
تقدم فارس أولًا ليُسلّم عليه بينما بقيت نظراتُ ناصر معلقةً بها حتى ابتعد فارس واقتربت هيَ مُقبلةً جبينه، حينها رفعَ يدهُ المنتفضةَ بالتضاعفات التي حدثت لهُ بعد العملية ليضعها على شعرها وتُغمض هي عينيها وصدرُها يجيش بالحُزن، تستشعر هذا الضعفَ في كفّه وليس سهلًا عليها أن تتجاوز هذا الإحساس بهِ ولا يتألم صدرها ، هو والدها، مهما حدثَ هو والدها.
همَس لها وهو يبتسم بعتاب : كذا يابوك تتركيني كل هالأيام وما تجيني؟
ابتسمت لهُ بألمٍ وعيناها يترقرق فيها الدمعُ ولا ينضب، هتف ابو فارس بعتابٍ حين رأى الدمع يسكن عينيها : الله! وشوله هالبكى الحين؟
لم ينتبها لفارس الذي انسحب بهدوءٍ من الغرفةِ ليترك لهما الأجواء والحديث بأريحية، بينما تقوّست شفتا جنان بألمٍ وهي تشعر بالوجع يخنقها ويُحشرجُ روحها بألم : ليه سويت فيني كذا؟
تنهّد ناصر بألم وعيناهُ يتماوجُ فيها الكلمات التي تعبر إلى الشفاهِ وتسقط، لا الأبجدياتُ تسعف! يُطيح بجمال الحياةِ عدمَ النيلِ بما نتمنى، يا ابنتي لا تسألي، لا تسألي العين عن سبب الدمع فيها، لا تسألي الكلمات عن سبب الصوتِ فيها، لا تسألي الصوتَ عن النبرات! فهذا انتماءٌ لا ينحل وأنتِ جزءٌ مني لا ينحل ، ومن بين كل ذلك ينحل عني تبسيطُ حزنك.
همسَ لها وهو يغمض عينيْهِ ويستنشق بدل الأكسجينِ عزمًا : بالأول ، وش عرفتي ووش سمعتي؟


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 16-06-15, 05:45 PM   المشاركة رقم: 307
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







برودةٌ قارسة، النسيمُ يتخلخل سمعهُ ببرودةٍ صقيعية، يضمُّ معطفهُ الجلدي الثخين إليْه وسمّاعاتُ الأذن متعلقةٌ بأذنيه بينما الصوت الآخر يأتيه من الطرفِ المجاور : تسمعني يا بدر ، انتبه .. محد بياكلها غير أهلك ؛ خلّى عنك التهور شوي ولا تسوي أي شيء خارح أمرنا
رفع بَدر رأسه للسماءِ وهو يفغر شفتيه ويتنفس ذرات الهواءِ الباردةِ عبر فمِه، تأمّل السماء السوداء المزيّنةِ بمصابيح، وهذهِ المصابيح جُعلت رجومًا للشياطين ... رجومًا للشياطين من الجن، وياليتها كانت لشياطين الإنسِ أيضًا.
ابتسمَ ابتسامةً ضئيلةً وعيناهُ تلتمعان بضوءِ النجوم : من وش خايف أستاذ عبدالله؟ دام فيه كم شخص يحرسون أهلي منكم فما فيه خوف .. أنا أثق بزُملائي
عبدالله بأمر : تثق؟ كم مرة لازم أقولك أنت مو موَديك ورى الشمس الا ثقتك ذي بكل اللي حولك
بَدر يحافظ على ابتسامته : مو اللي حولي ، زملائي وأنا ، وأكيد في المقام الأول أنت ... دامني انبنيت تحت يدينك فمافيه خوف علي .... أسد الله وكيلك
انبعث صوتُ عبدالله غاضبًا : بـــدر!! لا تنسى الهجوم اللي صار على أهلك قبل شهرين ، احنا مسؤوليتنا نحميكم، ماهو نربي تهورك ذا
ضحكَ بخفوتٍ وهو يغمض عينيه اللتين التمعتا بدمعٍ حُشرَ خلف المُقَل وسطع منه الحزن والألم : تهوري؟ أستاذ عبدالله أنت أكثر شخص يدري إني ما أبي من هالحيـاة شيء الا أهلي ، تتوقع بعرضهم للخطر بكامل جنوني؟
صمت عبدالله من الجهةِ الأخرى وهو يزفر بكبت، بينما اتسعت ابتسامةُ بدر الذي أكمل : وبعدين ، ترى أهلي هذول اثنين ، أقدر أحميهم فتطمن من هالناحية
زمجرَ عبدالله بيأسٍ منه، ولم يجد من صوتِه سوى أن ينبعث بتهديد : إذا ما تأدبت ، أقدر ببساطة أعطي المهمة لغيرك وأجيبك للسعودية أنت وأخوانك فوق خَشمك
بَدر يرفع إحدى حاجبيه : هالمهمة جتني من اللي أكبر منك ، معليش بس ما تقدر مع احترامي لك
عبدالله بغضب : لا أقدر ما حزرت ، لا تنسى من أكون
بدر : خلاص أعتذر منك وتطمن على أهلي إذا ما حميتهم أنا مين اللي بيحميهم؟؟
زفَر عبدالله بقلّة حيلةٍ وغَضب : ما منك فايدة ... * ليُغلق *
بلل بَدر شفتيه وهو يبتسم، نظَر للمارّةِ الذي يعبرون حوله، للأم التي تجرّ طفلها أمامها في عربتِه، للمراهقيْن اللذيْن يتضاحكان وهما يمشيان بجانب بعضهما، للعاشقين الذين يشبكون أناملهم ببعضها البعض ويمشون سويّةً ... ليبتسم! هذا الرصيفُ يحمل الذكرياتَ ويمررها على قلبِه كسكينٍ حاد، هذهِ المحلّات المُنيرةُ لافتتها تجدد ذكرَى زياراتِه للعديدِ من المطاعِم، الأسواق، كلّ ما كان يتململ ويتذمر منه بات الآن يسخر منه ويردّ الصاع صاعين. لمَ ذهبتِ؟ لمَ تركتنِي خلفَك جثّةً تتحرك ميتةً وأنتِ من الجاثمين؟ لمَ انحللتِ عني بهذهِ القسوةِ وتركتنِي خلفكِ أهيم وفقدُكِ يعادل الوحدَة كلها وإن أُحِطت بالكثير من الناس. لو أنكِ لم تذهبي، لو أنكِ لم تتركيني، صدقيني كنت لأعتاد على حبّك للمطاعم والأسواق، كان تذمرِي منها سيزُول وأعشقها كما تعشقين، عودِي لأصبح ملازمًا لما تحبين وواللهِ لن أتذمّر.
زفَر بألمٍ لتخرجَ أنفاسُه صقيعيةً والبرودةُ تتضاعف، بدأ الديمُ يسقُط رقيقًا كبشرتِها الناعمة التي توارت خلف التراب وتدثّرت بالموتِ ولازمها الشحوب والآن ستكُون اضمحلّت خلف التحلل. يا للألم! يا للألم الذي يفتُك بهِ كلّما بدأ يفكر " كيف هي في قبرها؟ " ... استغفر كثيرًا وهو يتنفّس باضطرابٍ ويُشتت عينيهِ هنا وهناك، أجمعني بها في الحنّةِ يا الله ، اجمعني بها في الجنة.
رفَع يدهُ ليرفع قبعة المعطفِ على رأسه، ومن ثمّ تحرك وهو يدسّ يديه في جيبي معطفهِ الأسود متجهًا نحو الشقة التي يسكُن فيها هو وعائلته الصغيرة التي أصبحت كل شيءٍ في حياته.


،


النقص، مُصطلحٌ لا ينحصر في النفس، بل يتمدد لما حول الإنسان، وتكُون نتيجته عقدةً لا تزول بسهولة ... هشاشتها يتضاعفُ مداها في نفسها، تصلُ عظامها وتُخرس كل أعضائها عن القوّة. ابتسمت بفتُورٍ وهي تنظر لغيداء التي كانت تعرض بعضَ الصورِ لها في الحاسوب وهي صغيرة تُعانق الثالثة في بعض الصور، وأخرى الخامسة والبعض الآخر الثامنة ... ببساطةٍ في كل سنين حياتها! كلّ صورها كان إطارها يحتضنها مع أمها ، أبيها في السنوات الأولى من حياتها ، أخيها عناد ، وأخرى سلطان!
كانت جميلة! جميلةً بدرجةٍ مؤلمة، جميلةً حدّ أن الجمالَ يضحك! وكيف لا تكُون جميلةً والإنتماء في عينيها؟ كيف لا ومن حولها هم عائلتها، الذي لا تكتمل الحياةُ إلا بهم، التي لا تكتمل صُور السعادة إلا حينَ يعانقوها كإطارٍ يحمي الصور.
انتبهت لغيداء التي أشارت لصورةٍ كان عمرها فيها بالأشهر الأولى وسلطان ذو الرابعة عشرَ من العمر يَحملها بين يديه بتوترٍ واضحٍ ونظراتٍ مُندهشة وكأنه يحمل مخلوقًا عجيبًا بين يديه.
ابتسمت تلقائيًا وهي تنظر لملامحه التي لم تكُن تختلف عن ملامحه الحالية كثيرًا سوى أنها الآن تشرّبت نضوجًا ورجولة. يبدو أن الحنان كان يُرافقهُ منذ صغَره، فقَد والده في الثانيةَ عشرةَ من العُمر لكن من الواضح أن السنوات الإثني عشرةَ تلكَ كانت كافيةً ليتشرب فيها الحنان من والده ، ففاقدُ الشيء لا يُعطيه، ولو أن والدهُ لم يكُن حنونًا لكان سلطان الآن غيرَ متشربَ الحنانِ ومُعطيه.
هتَفت لها غيداء بضحكة : وبهالصورة كان عمري فيها خمس سنين ، شوفيني واقفة جنب الشجرة ... هنا عناد كان عمره ٢٤ وسلطان ١٩ ، عاد سلطان كانت وقتها واحد مهايطي وتحدى عناد يشيله وهذي آخرتها
نظرت للصورةِ لثوانٍ قبل أن تنفجر ضاحكةً غيرَ مُسيطرةٍ على ضحكاتها، كان عناد يحمل سلطان بين يديهِ كالطفلِ وهو يصرخ بشيءٍ ما ويُخاصِمه، الآن أدركت أنّها لربما تكُون الوحيدة في العالم التي امتلكت عائلةً شاذة، كانت تؤمن أن لا خير في الجميع، لكنها الآن أدركت أن الخير في الكثير، وعائلتها حالةٌ شاذة.
مؤلـم! مؤلمٌ أن هذا الشذوذ أصاب عائلتها وأخطأ الكثير، أنّ هذا الشذوذ حين صارَ كان عليْها كصاعقةٍ تترك أشجارًا وتُصيب البعضَ منها ... لمَ أصابها هذا؟ لمَ لم تكُن مكان غيداء وهي العكس؟ أم أنّ ذلك كان لها! كانت سماءً ليليةً دونَ نجومٍ فازداد ظلامها، أما غيداء فهي سماءْ ، امتلأت بالنجوم ... وأضاءت.
بللت شفتيها وعقلها يُحاول استيعاب حديثِ غيداء معها، ابتسمت بفتورٍ لتؤمئ برأسها لها وهي فعليًا لا تعلم ما تقُوله، بينما نظراتها تعلّقت بصورة سلطان ، ربما كنتَ أنت النجمةَ الوحيدةَ في سمائي الحالكة ... أو رُبما القمر.


،


في الخارج
عناد بإصرار : ياخي نام اليوم بعَد والله ما تموت
ابتسم سلطان لإصرارهِ ابتسامةً فاترة ، ليهتف : لا بمُوت ياخي وبشبع موت بعَد ، عمومًا أنا كنت مخطط أرجع البيت بعد الظهر مباشرة وجلست إكرامًا مني لكم
عناد بسخرية : يا شيخ!
سلطان بجدية : معليش يا الغالي بس مضطر أرجع وراي كم شغلة بشيّك عليها
عناد : كم شغلة؟ وش عندك يا الكذاب ؟!
سلطان : بمرْ على البيت أشوف وضعه وبعدها بمر عالشرطة
عناد : طبعًا رجلي على رجلك
سلطان يبتسم بقلّة حيلة : أحلف لك بمرّك قبل أجنب عليهم ، بس قدّر الوضع شوي الحين المدام طاقّة وأغراضها ماهي هنا والا نسيت؟
عقد عناد حاجبيه وهو يبتسم بإحراج : راحت عن بالي ، الله معك فزت علي آخرتها
أخرج سلطان هاتفهُ من جيبه ليُرسل رسالةً لغزَل مُفادها أن تستعد للمغادرة ... وبسرعة!


،


طالعتهُ لدقائقَ قصيرةٍ وهي تراه يضع الحاسوب على فخذهِ المُمتد فوق السرير ووجهه يتجه ناحية التّجهم والعبوس، حانقٌ لأنه اليوم لم يرى زياد! وجَد مفاتيحه بوقتٍ متأخرٍ وحين ذهب ليأخذه حتى موعد صلاة العشاءِ رفضت بثينة أن تُخرجه، كان بإمكانهِ أن يأخذه قهرًا، لكنّه تراجع في النهايـة ليس لشيءٍ سوى احترامًا لوالدها التي طلب منه عدم العناد.
تأملته وهو يزفر بعنفٍ وحتقٍ وأنامله تضغط أزرّة الحاسوب بقوةٍ يُفرّغُ بها غضبه، لتبتسم رغمًا عنها بلؤمٍ وقلبها يتشدقُ برضائـه، بالرغم من كونِ الرضا لم يكتمل حتى الآن إلا أن القليل يروي عطشها للثأر!
ارتفعَ حاجبها الأيمن وزاوية فمها ترتفع ايضًا في ابتسامةٍ ساخرة، هذا ما حصدتهُ يا سيف من ظُلمك لي، هذا ما حصدته.
بللت شفتيها قبل أن تأخذ شهيقًا وتهتف : سيف
رفَع رأسه إليها وملامحه متجهمةٌ بضجر : نعم
ديما : نعامة ترفس شرّك وي! كل وقتك مكشّر ومنفّس ما تروق أنت؟
رفَع سيف حاجبيه بتحذير : انقلعي من وجهي
ديما بنبرةٍ متعالية : الأميرات ما ينقلعون
ابتسم رغمًا عنه : أبو التعبير المعوّق ، اقول مناك بس مو مروق لك لا تخليني أحذف هاللاب على راسك
ديما : أتحداك
هزّ رأسه بالنفي وهو يهتف بيأس : بقرة ما عليك شرهة
ديما بغيظٍ يُثار فيها بسرعة : والله البقرة اللي يحط مفاتيحه بدرج الكومدينة وينساها
تحجّرت أنامله قليلًا فوق لوحةِ المفاتيحِ وهو يعقد حاجبيه أمام الشاشة، بقيَ ساكنًا للحظاتٍ قبل أن يُدير رأسه إليْها هاتفًا باستنكار : لحظة! وش اللي عرفك إنّه كان في درج الكومدينة وأنا ما قلت لك انه لقيته هناك؟
عضّت لسانها المُندفعَ وهي تشتُم غباءها الذي انساق خلف غيظها، تعلّقت عيناها بنظراتـه الحادة والتي تنتظر منها جواب، وكأنه فقط للتو يدرك مشاكساتها له حين سألها عن مكان مفتاحه، هتف بحدة : أنتِ اللي حطيتيه هناك؟
بللت شفتيها قبل أن تشدّ بأناملها على الأريكةِ المُفردة النمرية التي تجلس عليها، وبنظراتٍ تحاول قمع الإرتباك فيها : لا تتهمني بشيء أنت اللي سويته
سيف بحدةٍ أقرب للصراخ : ديــمـــا
انتفضت في مكانها وفغرت شفتيها بذعرٍ وهي تنظر إليه، بينما أردف هو بصوتٍ حاد : لِك يد بالموضوع؟
هزّت رأسها بالنفي مباشرةً ليزمّ شفتيه وهو يقرأ الكذب في عينيها، وعينيه تصاعدت فيها شرارة الغضب التي قاربت على الإشتعال والتصاعدِ نارًا هوجاءَ قد يُحرقها بِه . . . كم مرةً تمادت في موضوعهِ مع زيـاد وحشرت نفسها غصبًا! كم مرةً يجب أن يتشاد معها في الكلام بسبب زيــاد.
وضَع حاسوبه جانبًا على السرير ومن ثمّ وقف ليتجه إليها، حينها وقفت هي من الجهةِ الأخرى وهي تعقد حاجبيها بتمردٍ ينساب الخوفُ الطاغي منه : خير خير! مو أنا اللي حطيته في الكومدينة تبيني أحلف لك؟
وقف أمامها مباشرةً وهي بقيت في مكانها لم تُحرك ساكنًا ونظراتها ترتفع إلى عينيه بتحدٍ عميقٍ وبريقٍ يتجهُ إليه كالرصاصِ الذي لا يتراجع بالرغم من كونِ الخوف يرسم نفسهُ في زوايا عينيها.
هتف سيف من بين أسنانه : قد هالنظرات؟


،


صعدَت السيارة بعد أن ودّعتهم بابتسامةٍ ميّتة، كان سلطان يجلس أمام المقودِ ووجهه لا تعابير فيهِ سوى أن القَهر ينقش نفسه بشكلٍ خفيٍ في عينيه، اشتعل الغضب فيهِ تلقائيًا ما إن جَلست بجانبه، ويداهُ اشتدتا على المقودِ دون شعورٍ والقهر يختزل نفسهُ داخليًا بانفعالاتٍ وغليانٍ دموي.
أغلقت الباب وهي تضع حقيبةَ السهرةِ الخاصة بها بجانبها، والكيسُ الذي احتوى فستانها الذي ارتدتهُ ليلةَ أمس أدارت نفسها للخلف حتى تضعهُ في المقاعد الخلفية، استقرت في جلستها وهي تزفر، لكنها عقدت حاجبيها فجأةً ما إن انتبهت أنه لم يتحرك حتى الآن، لتُدير رأسها تلقائيًا إليه وتنظر لملامحه التي غلّفها اللا تعبير وجمود عينيهِ جعل قلبها يضطرب رغمًا عنها .. أما زال غاضبًا بسبب ما حدث قبل الظهر؟ بسبب لعنها له؟؟
مررت لسانها على أسنانها العلويةِ بتوترٍ وهي تقبض كفيها فوق عباءتها، لا أوامرها الدائمة لنفسها بعدم الخوفِ تُفيد في شيءٍ ولا هشاشتها ترفض الإنحصار في نفسها. إنّها الحياةُ من تُرغم الروح على هذه الهشاشـة، على تصنّع القوةِ التي أتلبسها في كل يومٍ وتأبى إلا أن تنحلّ عني وتتركني عاريةً تغتصبني قسوةُ من حولي. الشكرُ للحياةِ التي صبّت كل بؤسها علي، على قلبي وعيناي.
همَست بتوترٍ وهي توجّه عيناها نحو حُجرها : نسيت شيء؟
لمْ يُجبها، وكلّ ما فعله هو أنّه تحرّك فجأةً وكأن صوتَها ذا كان الوقودَ لانفعالاتهِ حتى تظهر، كانت سرعته في بادئِ الأمرِ صدمةً لها وتأكيدًا على أنه لازال حتى الآن غاضب، لكنّها سرعان ما تنفست بسرعةٍ وهي تنظر للطريقِ محاولةً الوثبَ فوق سياجِ فقدان السيطرةِ وهدم الإصتدام بها، ولم تكَد تثبّط اضطرابها حتى شعرت بهِ يتوقّف فجأةً ما إن ابتعدا قليلًا عن الحي الذي تسكن فيه عائلته لينتفض جسدُها للأمام وتصتدمَ جبهتها بمقدمة السيارةِ متأوهةً بقوةِ الألم الذي انتشر في رأسها.
سلطان بصوتٍ انبعث كالسيفِ الذي حطّم غمده : انزلـــي


،


توقفت السيارةُ أمام المطار، نزل السائقُ ليفتح بابهُ ومن ثمّ اتجه للحقائبِ ليُنزلها، تحرّك تميم بابتسامةٍ مُنتشية وهو يمشي متجهًا لبوابةِ المطار، بينما رأسه يرتفعُ بالغرورِ الذي يظهرُ على نظراتهِ ونبرته في أغلب الأحيان، بل في كُل وقتِه.
هتف بأمرٍ للسائق وهو يستدير إليه هاتفًا لهُ بإنجليزيةٍ حازمة : أسرع
أومأ لهُ السائقُ بطاعةٍ وهو يتعجل قليلًا خلفه، بينما أكمل تميم طريقهُ وروما وآثارها وهوايته وعشقهُ ينتظرونه، اتسعت ابتسامته وهو يتذكر أنه قد زارها آخر مرةٍ قبل خمسِ سنينَ تقريبًا، كلّ الشغف الآن يؤدي إلى روما، إلى الإنشطارِ قليلًا عن بروكسيل وبلجيكا برمّتها.
اصتدمَ بكتفِ أحدهم وهو يمشي باستقامةٍ دون أن يحيد وبتعمد! فليس هو من يغيّر طريقهُ لكونِ شخصٍ يقف أمامه ، استدار إليه الشاب الآخر وهو يعقدُ حاجبيه : ألا ترى أمامك؟
توقف تميم فجأةً وهو يُدير رأسه إليْه فقط دون كامل جسده : اوووه أتتحدث الفرنسية؟ * أكمل بالهولندية متعمدًا مستهترًا بِه * ظننتك عربيًا نجس ، لذا لم أرَك .. ولستُ آسف!
تفاجئ الآخر بادئ الأمر والأحرى أن يُعبّر عنه بـ " صُدم " لكنه سرعان ما ابتسم بسخريةٍ بعد نظرتهِ المُتفاجئة وهو يُخفضُ رأسه قليلًا وقبعةُ معطفهِ تُغطي رأسه ، " تميم "!!! ، يا للصدفة! يا للصدفةِ التي وضعتهُ أمامه .. واقعيًا، هاهو تميم أمامه بلحمهِ ودمه!
رفعَ رأسهُ إليْه وابتسامتهُ تتلوى بتحدي سطعَ فجأةً على ملامحه ، ليهتف بالألمانية : الفرنسية ، والهولندية ، والألمانية أيضًا ... أجيد جميعَ لُغاتِ بلجيكا الرسمية
ابتسم تميم وهو يرفعُ إحدى حاجبيه بمتعة ، إذا لم يكُن مُخطئـًا فهذا هو " بـدر "، وكيف يُخطئه؟ من الواضح أنّ كتابهُ كُتب لهُ فيه المتعة هذا اليوم ، هاهو بدر الذي لم يرهُ إلا في الصورِ ويستحيل أن يُخطئـه حتى وإن كانت المرة الأولى التي يراهُ فيها واقعيًا.
ردّ بالفرنسية وملامحه تتفجّر بابتسامته الخبيثة : جميييل! كم هذا مُمتع!
اتسعت عينا بدر بكرهٍ حقيقيٍ له، وملامحهُ تشتدُّ وتتشنجُ باستقبال أذنيه لصوتِه الكريه، ما أبغضه! ما أقبحهُ من كائنٍ هذا الذي وقعَ على الأرضِ ودَبَّ عليها في هيئةِ إنسانٍ وهو أبعد عن ذلك ..... هو ابن عائلةِ " الرازن ".
تصاعدَ اهتزاز هاتف بدر في جيبه وعقلهُ غابَ عن هذا الإهتزاز، بينما تحرّك تميم خطوةً وهو يبتسم ساخرًا قبل أن يتوقّف ويعود تلك الخطوةِ للخلف واقفًا أمامهُ من جديدٍ وهذه المرةِ مُستديرًا إليْه، وقبل أن ينتبهَ بدر كانت يدُ تميم تمتد إلى جيبِ معطفهِ ليُريح كفّهُ فوقهُ من الخارج دون أن يُدخل يده، ليهتف بمكرٍ بلغتهِ الأم : رد على جوالك . . يا بطل! أكيد الحين رئيسك يناديك
ضحكَ بقوةٍ وهو يتحرك مُكملًا طريقهُ بينما عينا بدر اتسعت بغضبٍ ناريٍ غلّف زوايا عينيه السوداوتين، كسوادِ شعورهِ تجاهه ، كرغبته السوداءُ في قتله!
قدماه تمنيتا اللحاقَ به، لكنّه استنشق الأكسجين يمدُّ أعصابهُ الحركية بالصبرِ وكتفيه يرتفعان وينخفضان بانفعال أنفاسه، أخرج هاتفهُ من جيبِه ليردّ على من يُدرك تمامًا من هو ولمَ يتصل في هذا الوقت : وش الأوامر؟ أكيد شايف اللي صار
عبدالله بحزمٍ عملي : ......

.

.

.

انــتــهــى

اليوم تفننت في القفلات والا :$؟ ترى ناويـة إن بقية البارتات تكون قفلاتها جامدة يمكن تأدبكم هالقفلات وتحرّك رغبتهم في التعليق -_-
عمومًا نجي لموضوعنا الأهم ؛ طبعًا جاء رمضان شهر الطاعة والعبادات ، وأنا واعدتكم من قبل لا افتح الروايـة إني ماراح أقفلها أو أوقف برمضان وهذا اللي راح يصير ... لكن الموعد لازم يتغيّر ويتقلص عدد البارتات الأسبوعية :( يعني زين مني احصل وقت برمضان بس أحاول ما أوقف مثل ما وعدتكم وبنزل اقل شيء اربع بارتات برمضان ، + ما يمنع من الهدايا إذا قدرت طبعًا - مُش أكيد -
طبعًا لا تخافون البارت ماراح يكون الخميس ، -> عارفتكم تعقدتوا من هاليوم
وبما أن اليوم الثلاثاء فماودي يجي اكثر من أسبوع بدون ما أنزل لذلك الموعد راح يكون كل - ثلاثاء - ، تمام؟



ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 16-06-15, 09:22 PM   المشاركة رقم: 308
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

لا بقولك ايه يا هانم !!!! كله ولا القفلات ... اتقى الله فينا فى رمضان


على كل .. كل عام وأنتِ إلى الله أقرب يا قمر


آخد نفسى بس واستوعب الدنيا كده وبعدين ارجعلك بتعليق ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى  
قديم 16-06-15, 09:52 PM   المشاركة رقم: 309
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

بسم الله نبدأ ...


ابتدى بمين ؟؟؟ على كلٍ هما نقطتين بس اللى هعلق عليهم على ما اعتقد


أولا سلطان وغزل ... اعترف انى أول مرة اعرف بالحكم ده .. لأنى اصلا كنت فاكره انى قرأت انه تارك الصلاة كسلا عنها أو عصيانا لكنه لا ينكر وجوبها فده كفر لا يخرجه عن الملة .. لكن لما شفت كلامك ورجعت دورت اكتشفت انه الاغلبية على انه كافر خارج عن الملة .. وبالتالى زى ماقلتى انه زواجهم باطل للسبب ده .. لكن كمان اللى لقيته انه حتى لو تابت ورجعت تصلى فواجب تجديد عقد النكاح !!!


النقطة التانية بقى ... الشخصيات الجديدة .. هى جديدة صح ؟؟؟؟ عادى أصل مخى ممكن يكون مش مركز اوى ومش فاكره ان كانوا مروا علينا قبل ولا لأ


الأخ بدر ... فقد زوجته فى مأساة ليست بهينة ونتيجة غدر من أحد قريب منه !!! طيب هل المهمة اللى هو فيها ليها علاقة بعائلة الرازن دى ؟؟

عايزه اربط النقاط ببعضها ... أحمد بيدور على ملف " مؤسسة الرازن " عند سلطان .. وتميم من عائلة الرازن .. وانا مازلت معتقدة انه تميم ليه علاقة باللى بيحصل لسلطان وخصوصا الرسايل اللى بتوصله .

اللى اعتقده انه أحمد وربما سلمان معاه عملوا صفقة مشبوهة مع مؤسسة الرازن دى فى وقت ما ، وتقريبا لما حصلت مشاكل بين سلمان وسلطان ، أحمد دلوقتى خايف انه سلطان يفتح ملف الصفقة ويكتشف الفساد اللى فيه عشان كده عايز يوصله بأى طريقة .. أو عايزه عشان يكمل الصفقة لحسابه !!!
وواضح انه المهمة اللى بدر متوليها فى المانيا دى هى محاولة كشف مؤسسة الرازن واثبات انها متورطة فى شئ ما .. واعتقد انه سلمان فى الجانب ده .. اقصد جانب عبدالله وبدر

بس ده معناه انه العائلة دى متورطة فيما هو اكثر من مجرد صفقات مشبوهة .. لأنه غالبا زوجة بدر اتقتلت كنوع من التهديد لبدر عشان يبعد عن طريقهم !!! ودلوقتى كانوا مستعدين يقتلوا سلطان !!! بس هل ياترى تميم واعى لكل اللى بيحصل ده ولا هو متورط بدون علمه ؟؟؟ مع انه يبدو لى انه جده مشيله الشغل كله ، يعنى اكيد مافيش حاجه هتحصل بدون علمه ابدا .

خسارة لو تميم طلع كده فعلا ... انا كنت هحبه وعماله اخطط هل هيبقى مع جنان ولا ارجوان !!! بس هو اساسا قفلنى منه البارت ده .. ايه ياخويا انت .. ماشى ولا كأنه فيه أحد زيك على الارض .. ناقص يقول " يا أرض انهدى ماعليكى قدى " !!! لا وكمان بيقول " ظننتك عربى نجس " ؟؟؟ نعم نعم نعم !!!! ده على اساس انه سيادتك ايه ان شاء الله ؟؟؟ احنا اللى مانتشرفش بانتماءك لينا يا بابا ...


بس خلاص انا هخرج بقى قبل ما شرشحه اكتر ما كده .

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى  
قديم 16-06-15, 09:55 PM   المشاركة رقم: 310
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لست أدرى مشاهدة المشاركة
   لا بقولك ايه يا هانم !!!! كله ولا القفلات ... اتقى الله فينا فى رمضان


على كل .. كل عام وأنتِ إلى الله أقرب يا قمر


آخد نفسى بس واستوعب الدنيا كده وبعدين ارجعلك بتعليق ان شاء الله



هههههههههههههههههههههه دا أنا بحبك لما تاخدي نفس بالأول :$ وبحب القفلات :$$

وأنتِ بألف خير يا الغالية وينعاد علينا بالخير والبركة :/ ما حطيت تهنئة مع البارت نسيت :(((
ان شاء الله بكره بحط تهنئة خاصة ما دخلت الحين الا عشان ارد عليك ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook



جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 09:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية