لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-15, 01:43 AM   المشاركة رقم: 256
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم راحة ورضا من الرحمن
عساكم طيبين وما عليكم باس


قبل لا نبدأ، بحكي عن الموضوع اللي بغيت اعلق عليه من فترة وما حصلت فرصة
وحدة من متابعاتي الجميلات مرة علقت على براءة غيداء الأقرب للسذاجة وقالت إن الوضع مُبالغ فيه ؛ طبعًا أحترم وجهة نظرها لكن أنا ما أشوف الوضع مبالغ فيه أبدًا.
صحيح هالجيل ما عاد فيه أطفال بريئة بس بعَد لكل قاعدة شواذ، ومستحيل ما نلقى بين المئة شخص واحد جاهل بالحياة.

حياة غيداء من الجهة الثانية تحكم طبيعة تفكيرها، وما ننسى إنّها وحيدة بدون خوات عشان عقلها يكُون منفتح أكثر. وفيه أكثر من سبب ممكن تحكم براءتها اللي نطلق عليها براءة أقرب للسذاجة
وأنا في حياتي الواقعية حولي أكثر من نموذج عن بنات وصلوا لسن معين وهم ما يفقهون شيء بالأمور الحياتية
ونعطيكم نموذج فظيع عن بنت تزوجت وهي ما تعرف شيء عن الحياة الزوجية وأمها من الجهة الثانية ما ظنتها غير عن البنات اللي حولها وفاهمة فما وضحت لها أي شيء، وطبعًا ما يحتاج أقول وش هببت بيوم زواجها.
وعندكم بعد نموذج ثاني عن بنت اعرفها شخصيًا أكبر مني ما عرفت بهالأمور اللي من قريب وكانت مرة ساذجة فما نقدر نقول إن براءة غيداء مبالغ فيها
عمومًا ما ودي أطول والموضوع ما أسهبت فيه مرة عشاني مستعجلة بتنزيل البارت لذلك نبدأ على بركة الله


،

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن الصلوات.


(32)



كانت عيناها تبحثان هنا وهناك عن ظلٍ لها تجده، مُتوجسةٌ بعد أن بحثت لدقائق ولم ترها، أين يُمكن أن تكُون؟
اقتربت من ابنتها التي كانت تتحدث مع جيهان، لتقف معهما قليلًا تُحادث جيهان قبل أن تستأذن وتسحب هديل معها.
هتفت باستفسار : شفتي إلين؟
عقدت هديل حاجبيها قبل أن تهزّ بالنفي : آخر مرة شفتها كانت جالسة في المكان اللي كنا جالسين فيه
هالة : ما شفتيها قامت؟
هديل : لا
زفرت هالة وهي تُشتت حدقتيها، لمَ هذا القلق الآن؟ لمَ تشعر بهذه الإنقباضاتِ في صدرها؟ بالتأكيد ستكون قد شعرت بالملل وقررت النهوض والمشي قليلًا، فلمَ القلق؟
تحركت مُبتعدةً وصوتُ هديل التي سألتها بقلقٍ مماثلٍ عن إلين لا يصلها! وكأنه اصتدم بجدارٍ ما ليرتدّ ولا يصل ما كان يجب عليْه أن يصله.
ابتعدت هالة عنها وهي تضرب أخماسًا في أسداس، لا تنكر أن القلق زاولها منذ وافقت إلين أن تُرافقهم إلى هذا الزواج، وقد كان مُتوقعًا منذ البدايـة أنها سترفض، ولم يكن هناك من سيرغمها.


,


اتسعت عيناه بصدمةٍ وعقله توقف عن العمل لثوانٍ، الإستيعاب تسلل عنه وتركه يتخبط ويُشتت عينيْه بغيرِ إدراك، ما الذي يسمعه؟ أيعقل أن تكُون هي؟ أيعقل أن تكون هي نفسها؟؟!
هتف بصوتٍ مُهتزٍ وهو يحاول لملمة الأحرف في نبرته، يحاول لملمة النبرةِ بذاتها والتي تتخبط بين أحرف سهى : وش إسمها؟
سُهى بصوتٍ جامدٍ فقد نبرةَ الرخاءِ فيه : وش مسوي يا أدهم؟
أدهم وقلبه الذي ينبض بشدةٍ يُنبئـه ما الإسم إلا أن عقله لا يريد التصديق لذا حرر لسانه الثقيل بموجةٍ عاتية : أيش اسمها يا عمتي؟؟
أغلقت عينيها بقوةٍ وحين ينجرف بنبرتـه هذهِ في مناداتها يُصبح للأمر جديةٌ ومصداقيةٌ لا تتمناها، ما الذي يفعله بالضبط؟ ما الذي بُنيَ عليه تكوينهُ الأخلاقي بعيدًا عنهم؟ ما الذي انغرست فيه خلُقه ليصل لهذا الحد؟ سؤاله عن الإسم جعل عقلها ينجرف نحو فكرة " كم فتاةً عرِف "! سؤاله هذا آذاها حين رأته ملوثًا بالوحل.
هتفت بحشرجةٍ وصوتها يتجهُ بنبرتـه نحو الأسى : غلطنا كثير لما خلينا عبدالله يبعدك عنا .. غلطنا كثير يا أدهم بس وش كان بيدنا نسوّيه وهو أبوك؟ ، أبوك اللي غلط في تربيته لك!!
جفل قليلًا وهو يحاول ترجمة ما تقتصده في نبرنها المشحونة بالخيبة، بالخذلان الذي ترعرع وهو يصاحبه فكيف عساه لا يُميزه؟ ما الذي فهمته بالضبط!! ما الذي زاول عقلها عند طلب فتاةٍ ما لرؤيته؟
هتف بتساؤلٍ مستنكرٍ وحاجبيه ينعقدان تلقائيًا : لا يكون حاطة في بالك إني مخاويها أو شيء زي كذا؟!!
برقت عيناها بشدةٍ وهي تهتف من بين أسنانها : لا تحاول يا أدهم مين بتكون أجل!!
رفع إحدى حاجبيه وملامحه تتجه للجمود، ظهر بريق العناد في عينيه وهو الذي لم يعتد التبريرَ لأحدٍ من قبل، لذا همس بفحيحٍ أشبه بفحيح الأفعي وصوت مزامير السيارات تُخالط سموم نبرتـه : ماني مضطر أبرر ، حطيها حلقة في أذنك وأنتِ اللي تعرفين إني سواءً كنت غلطان أو لا ما أبرر لمين من كان
تشنجت ملامحها وجفناها يتهدلان بخيبةٍ وصدرها يثقل بجراحه الذي تفنن طفلها الصغير في تعميقه، صوتها هدر لمسامعهِ هامسًا عاتبًا : لا تهتم ، أنا من الفئة اللي سميتهم " مين من كان " وش يهمك فيني أصلًا؟ وش يهمك في جرحي منك وصدمتي فيك يا أدهم؟
شتت حدقتيه عن ضوءِ الطريق الذي تخلخل أجواء سيارتـه المُظلمة، عن الشارع الذي اقترب من الخواءِ وخواءِ روحه ينافسه، عن البيوت التي يصتدم بها ريحُ الرياضِ الساخنة ولا تُشاركها أنفاسه الملتهبة، عن السماء الملونة بالسوادِ الذي تمركز في صدرهِ وانعكس عنه. ماذا يجيء بهِ في هذا الزمان؟ لا الزمان زمانه، لا الأرض أرضه، لا الأكسجين يتجه إلى صدره ولا ثاني أكسيد الكربون يغادره بتلقائية. حتى المهام اللا إراديةَ في أجهزةِ جسده باتت عاطلة/ميتة. كيف يُسدل جفنيه تلقائيًا كي لا تجف عيناه وأعصابهُ تموت كلّها وينسحب الإدراك منه؟ كيف يُسعف عيناه بالبلل وجسدهُ تخلى عن إراحته ليبيت يعمل بنفسهِ حتى على مهامِ كل عضوٍ لا إراديٍّ فيه؟ . . الجرح في صدرِه يزداد عمقًا، يزدادُ اتجاههُ نحو الداخل، ودون إرادةٍ منه بدأ يُصيب من حولـه أيضًا.
بلل شفتيه وحدقتيه اتجهتا للنظر نحو قدميه، زفر بحرارةِ قلبهِ الذي تمدد وكأنّه انسلخ عن تكوينه وباتَ معدنًا، معدنًا تحلّى بصفةِ الحياةِ وشَعَرْ!
همس بعد أن ابتلع ريقه بمرارة : هذي نجلاء . . نجلاء إذا مازلتِ تذكرينها
اتسعت عيناها بصدمةٍ وشهقتها وصلت إليْهِ فقيرةً من كل رداتِ فعلٍ أخرى، ضاعَ زفيرها وهي تُدير رأسها تنظر للمجلس الذي تركت فيهِ إلين بشفتين فاغرتين وصدرٍ التهب بتوقف تنفسها للحظة، نجلاء! نجلاء نفسها!! أيقصدها هي؟ هي ذاتها؟ نجلاء الماضي الذي اندثر؟ الماضي الذي مات بعد معمعةٍ تركها خلفه؟ لا يُمكن!!


,


كانقلاباتِ الطقسِ هو الوقت، تارةً تراه بطيئًا، وتارةً أخرى يكُون سريعًا، سريعًا بدرجةٍ يبتلع فيها الإدراك والشعور، يبتلع فيها ذرات التوتر ليلفظها فجأةً في مكانٍ وزمانٍ آخرين، مكانٍ لا ينتمي لها، مكانٍ وجدتـه الآن لا يُناسبها.
عضت زاوية شفتها الملوّنةِ بالقرمزي، وهي تتأمل صالـة الجناح الذي جلست في إحدى أرائكهِ الفاخرة بفستانها الذي أثقلها وضاعف ثقل صدرها المُحمل بالهموم، نسيت كل شيءٍ وكل المواقف السابقة، نسيت صوتَه الذي كان قبل ساعةٍ تقريبًا على الهاتف، صوته الذي سكن في حُنجرتـه حين كانا معًا في السيارة، صوتـه الذي تخشاهُ حين يسكُن. نسيت تلك اللمساتِ السابقة، الأنفاسِ التي جرت على بشرتها، الكلماتِ التي انغرست وقتذاك في طبلةِ أذنها وخرقته لتسمح للهواءِ بالعبور وإيذاء سمعها. تشوّش نظرها، تشوّش سمعها، تشوّش إدراكها الذي مات قبل أن يُدرك شاهين الذي كان يقف على بعد خطوات منها، يتأملها بصمتٍ وعيناه تجريانِ على ملامحها المضطربة، على كفيّها اللتين احمرّتا بهجومِ كل منهما على أختها، على شفتيها اللتين تتوسلان رحمة أسنانها، على جسدها النحيل والذي ضاع بين كومةِ القماش هذا. وعيناكِ! لمَ أخفيتهما؟ لمَ لم تتركيهما دون تلك الظلال التي زادتهما جمالًا؟ التي زادتهما حدةً فوقَ حدتهما، التي أضاعت نظرتهما فوق ضياعكِ وضياعي! إنّك ترسمين ضياعي بحبرٍ أسودَ لا يُمحى، إنّكِ ترسمينه على حدقتيكِ لأضيع أكثر بالغرق في بحورهما وتبتلعني أمواجك. لا تدركين يا أسيل أنني السفينة التي أبحرت في عينيكِ وتحكّمت بها رمُوشك، لا تدركين أنكِ تلفظينني بموجكِ هنا وهناك ليضيع من " راداري " الميناء. لا تدركين أنني حين لمحت عينيكِ جهلت الشمال والجنوب، جهلتُ الجهات الأربع وضعت بين حناياك. إلهي كم أنتِ أنثى طبعت تضاريسها في صدرِي وغلّفت عيناي بها، كم أنتِ أنثى والله لا أدري كيف جاءت! من أي زمنٍ جاءت؟ من أي جهةٍ جاءت كي أجهل من بعد مجيئها الجهات.
تيبست قدماه وصورتها تُنسخ في مركز ذاكرته، توقفت نبضاته العصبية لثوانٍ وهو يحفظ تضاريسها عن ظهرِ قلبٍ كما حفظها عن ظهرِ فتنة! وبعد أن ترك المجال لكل أعضائـه حتى تغرسها فيها ولم يشبع! بلل شفتيه وهو يتحرك باضطرابٍ كيف عساه لا يظهر؟ كيف عساه لا يظهر يا الله وهي أمامه؟ وحدهما!! لم يتوقع أن خلوته الأولى بها بكامل حريته تحت سقفٍ واحد ستكون بهذه الحدة، بهذا العُنف الكافي ليجعله يضطرب ويتوتر. لا ثباتَ من بعدِك، لا سكُون وأنتِ التي خطفتِ السُكون وموجَ السكُون. لا مجال للطيران وأجنحتي تمزقت لأغفو أبدًا إليْكِ، وعني، ومني، وأبقى ساكنًا في ملءِ عينيكِ.
ارتفع رأسها أخيرًا حين عادَ إدراكها وتمكن عقلها من إستيعابِ خطواته. نظرت إليْه بحدقتين ترتعشان بتوتر، وشفتين انفرجتا تجتذبان كمًا كافيًا من الهواء. بينما تعلّقت النظرات بينهما وقدماهُ توقفتا لخمسِ ثوانٍ ينظر إليها بصمت، قبل أن يعود مُقتربًا منها بعينين تماثلان توتر عينيها، والكلماتُ انشطرت عن نبرتِه وتمزّقت عنه، لم يجد كلماتٍ تسعفه لينطق بشيءٍ يحوّل توتر طقسهما الأحمق!
وصل أخيرًا إليها بعد دهرٍ رآه قد مرّ! وهما الآن يسكنانِ دائرةً من الإضطرابِ كان نصف قُطرها ألفًا فاتسعت المسافةُ حتى يصل إليها! . . استنشق الأكسجين وهو يقف أمامها مباشرةً، رأسها ارتفع إليْه تنظر لعينيه تبحث عن غضبٍ أو استعدادٍ ليهجم عليها بكلماتٍ ما، أو رغبةٍ أخرى!
عضّت شفتها بقوةٍ عند تلك الفكرةِ وهي تُطرق برأسها تُزيح نظراتها عنه، بينما زفر هو ثمّ ابتلع ريقه وهو يرفع كفه إلى رأسه ليُمسد جبينه، ما الذي يجب أن يفعله الآن؟ ما الذي يجب أن يقوله لها؟ أهذا وقت اضطرابهِ الأحمق!! وكأنه لم يجلس معها مرةً بمفردهما، لكن الوضع مختلف! مختلفٌ بدرجةٍ جعلته ليس هو.
زفر بعنفٍ أشدّ وهو يتحرك مبتعدًا عنها حانقًا هامسًا بينه وبين نفسه " لا حوووووول "
جلس على أريكةٍ منفردة بقوةٍ جعلتها تنتفض، ألم يكن من المفترض أن يُحاسبها أولًا على استهانتها به! على مدى تجريحها له في الآونةِ الأخيرة؟؟ لكن لمَ يشعر أنّ غضبه تبخّر تلقائيًا ما إن اختلا بها؟ لمَ يشعر أنّ كلّ أمرٍ آخر غير مسألةِ قربها منه قد تلاشى؟؟
أغمض عينيه بقوةٍ قبل أن يفتحهما بعد ثانيتين ناظرًا لسكونها الهش، لمدى جمالها بالنسبةِ لعينيه، لمدى انجذابِ كل حواسه نحوها.
همس أخيرًا بخفوتٍ والكلمات تتشتت عنه ولا يجد ما يُسعفهُ منها : أطلب عشاء؟ أكيد ما أكلتي شيء
لحظَ ارتعاشها قبل أن ترفع عينيها باضطرابٍ إليه وتنظر لهُ بنظراتٍ تائهة، وقد كان قد همّ بالنهوض إلا أن صوتها جاءه خافتًا : لا مالي نفس لشيء
عاد ليجلس وهو يتنهد وكفه ارتفعت إلى رأسه حتى يخلع غترته من الحرّ الذي يشعر أنه يهاجمه رغم برودة الأجواء : حتى أنا مالي نفس
توترت عيناها أكثر لتُخفض حدقتيها تُمرر أناملها على بياض فستانها، كانت المسافات تمتدّ رغم القُرب، كان الطريق معوجًّا رغم التضاريس المُسطحة، وكان الوقت بينهما يعبر ببطءٍ ولم يعد هناك من يتحدث سوى أعينهما، خوفها، ولهفته إليْها.


,


صعدت للسيارةِ الساكنِ جوّها كسكونِ عينيْه المُنطلقتان نحو الأمام، كهدوءِ أنفاسهِ التي باتت لا تعرفها في هذه الأيامِ القليلة! بسكونٍ استقرت جالسةً لتُغلق الباب بهدوءٍ وملامحها من تحت النقاب تسترخي بجمودِ صدرها الذي يَسكن كلّ شعورٍ فيه ويضمحل.
لم تنظر لملامحه التي لمحتها قبل أن تصعد، بل ظلّت تنظر للأمامِ ما إن استقرت جالسةً قبل أن يصلها صوتُه الذي تغلّف ببرودٍ جعلها تُقطّب حاجبيها : الباب مفتوح
زمّت شفتيها ويدها اليُمنى ارتعشت دون شعورٍ منها، لا تدري لمَ شعرت بصدرها يصرخ وسلوكُه معها خلال هذه الفترةِ تستوجعُ منه أكثر من استنكارها إيّاه! . . فتحت الباب ثمّ عادت لإغلاقهِ وهي تُفكر، ما الذي يحدث بالضبط؟ ما الذي غيّره؟ هل يلعب معها لعبةً ما حتى يجعلها تُحبه!! لا! فواز لا يفعلها، لا يُفكر بهذه الطريقةِ التي لا تليق به، إذن مابه؟ مابها نظراتهُ إليها تبدّلت؟ مابها نبرةُ صوتـه انحدرت نحو الجمود وفقدت لهفتها منذ أيامٍ خلَت؟ فجاةً وبدون سابقِ إنذارٍ فترَ سلوكه معها في ليلةٍ وضحاها، ما الذي حدث بالضبط؟
قاومَت شعورًا عارمًا في صدرها صرخ بصوتٍ حزينٍ مُتألمٍ كالناي، كموسيقارٍ يعزف لحنًا حزينًا من فقدهِ لكل شيء! من خسارةِ الحياة رونقها في عينيْه، من انحلالِ البياض عن الدنيا ليراها سوداءَ لا تسرّ الناظرين. فقدت كل شيء، فهل ستفقد فواز بعد؟؟
اشتدّت قبضتها بقوّةٍ وهي تزدرد ريقها مُحاولةً طردَ هذه الأفكار التي هاجمتها فجأةً دون إرادةٍ ودون استعداد، هاجمتها في لحظةٍ لم تتوقع أن تجيء إليْها لتُفكر بهذه الطريقةِ في صومعةِ علاقتهما!
أغمضت عينيها بقوة، ثمّ زفرت لتفتحهما وتُسند رأسها على النافذةِ الباردة، وماذا إن تركها هو الآخر؟ هل ستنقلب الدنيا رأسًا على عقِب؟ هل ستموت؟ . . بل ستجري الحياةُ كما هي، وستطير أدمُعها كما اعتادت، سيخفو نحيبها في الليالي البارداتِ وسيظل شتاؤها لا ربيعَ يُجلي بهِ الثلج عن صدرها. لا شيءَ سيختلف! فلمَ هذا اللحن الحزين وهذا الأنينُ الخافت الذي يُصدر من قلبها؟
تنهدت بوجعٍ وجفناها ينسدلانِ على صفيحةِ عينيها، ومن بين تلك التنهيدةِ واتكاءِ رأسها على زجاج النافذة اخترقت حدقتيهِ السوادَ الذي يلتف حولَ عينيه، نظر إليها نظرةً خاطفة ليُعيد حدقتيه إلى الطريق وملامحه تتشح بسكونها ذاتِه دون أن تتحرك عضلةً واحدة من عضلاتِ وجهه. يبدو أنكِ اعتدتِ ذلك! اعتدتِ الإتكاءَ على عقلي والإستحواذ على مراكزِه، اعتدتِ على تغليف قلبي بأحرف اسمكِ التي اختزلت كل الأحرف الأبجديةِ بين انحناءاتِ اسمكِ ونقاطِه.
ارتعشت كفّه الموضوعةِ على مقود السيارة، ليشدّ قبضتهُ بقوةٍ وقدمهُ من الأسفل تُضاعف السرعةَ دون شعورٍ منه، لمَ انقلبَ كل شيء؟ لمَ انقلبت كلّ أمانيَّ فوقِي؟ لمَ حُشرت في تلك الزاويةِ دون ذنب؟ . . تضاعف شدّه بأسنانه على شفتهِ حتى كادَ يُدميها، ومفاصله ابيضّت من شدةِ ضغطهِ على المقود وجنونُ سرعتهِ الُفجائية يظهر مثيلها في عينيْه. بينما استدارت إليْه جيهان بكامل جسدها وعيناها تتسعان بذعرٍ غلّف استغرابها، وبصوتٍ شبهِ عالٍ لم يصله وأذناه تتغلفان بتفكيرِ عقله : فواز شفيك خفف السرعة!
لم تشعر بانخفاض سرعة السيارة، بل حدث العكس تمامًا! تضاعفت السرعةُ أكبر من ذي قبلٍ وشفتيه هذه المرةُ زُمّتا بعد أن أطلق كلماتٍ خافتةٍ مقهورة لم تصل إليها، والذعر غلّف صدرها من هذا الجنون الذي جاء فجأةً دون سابق إنذار، يبدو أن سبب تغيّر معاملته معها منذ أيام هو انحراف عقله للجنون! لا تفسير آخر.
صرخت بذعرٍ وهي تتمسك بجوانب مقعدها : فواز خفف، جنيت؟ تبي تذبحنا؟؟
لم يبدو أنه سمعها، وعينيه تحمرّان بقهرٍ دفين بينما دموع الخوفِ تنبع من مقلتيها دون أن تسقط، لم يكن يسمع صوتها، لم يكُن يعي أي شيء، فقط فقدانها! هو وحدهُ ما يعيه في هذهِ اللحظات، سيفقدها لا محالة ... سيفقدها وهذا ما لا يحتمله يا الله!
فجأةً تخلخل صراخها الذي اخترق عمى عقله، ولم يكد يستوعب سبب صراخها وهو يرى اقترابهُ السريع من شاحنةٍ أمامه، وصراخها انبثق من حفرةٍ ليلفظهُ في لحظاتٍ نحو الواقع، واقعُ موتهما على يدِ قهره!
توقف بقوةٍ لتصدر عجلات السيارةِ صوت اعتراضها على ذاك الإحتكاكِ العنيف، ولشدةِ وقوفهِ اندفع جسدها للأمامِ ليصتدم رأسها بقوةٍ بمقدمةِ السيارة وتتأوه بعنف، بينما اندفع جسده بالمقابل نحو المقود ليصتدم جبينه بهِ بقوةٍ أقل من القوة التي اصتدمت بها، وما إن اصتدم بهِ حتى تصاعد صوت مزمار السيارة ليخفت بسرعة.
أغمض عينيه بقوةٍ في حين تصاعدت نبضات قلبه التي تجاهلها تمامًا وهو يستدير نحو جيهان التي انخرطت في بكاءٍ حاد وهي في حالها لم تتراجع عن اصتدامها ذاك، ورأسها يصرخُ بألمٍ لا يتجاوز ألم روحها، لا يتجاوز ألم قلبها وكل الجراحِ تستقر فيها لتتألم دون نزيفٍ مرئي. لمَ أخذت هذا القسم من الدنيا؟ لمَ لا تكون مثل غيرها ممن يضحكون نهارًا وعشيّا والدمع لديهم كموادَ فائضةٍ عن الجسد، تخرج كالعرقِ دون أن يكون لهُ أثرٌ ينخر القلب ويُمزق حنجرتها بالنحيب، لمَ يجب أن تشقى يا إلهي؟ لمَ تتناول المرارةَ حتى في الموت؟ اقتربت من الموت وماذا خلّف؟ لا شيء! لا شيء سوى هذا الخوف والإرتعاش الذي يلف خلاياها كلها، لم ترتح حتى لتموت، لم تأتِها الراحة والموت أيضًا يهوى عذابها وألمها حين خادعها ورحل، لمْ أعُد أريد أن يكُون قلبي مؤمنًا، لم أعد أريد الرضا، أريد فقط الموت، أريد الموت ونصيبي في هذه الدنيا - عدم -.
تساقطت دموعها بشدةٍ ونحيبها يتصاعد ليغلف طقس السيارةِ بأنينِ المُعذَبين، ليخترق السكون كفحيح الريح الذي يبعث الخوفَ في النفوس . . اقترب منها فواز وهو يعضّ شفته بندمٍ على غفلتِه وشرودهِ في وقتٍ كان يجب على الشرود أن يكون أبعد ما يكون عنه، وضع كفه على كتفها وهو يهمس بتوترٍ لا يقل عن توتر الموقف : جيهان
قاطعته بصراخها الذي اخترق طبلاتهِ حادًا مُتألمًا وكأن حدةَ صوتها تجرحُ حنجرتها هي : لا تقول شيء، لا تقـــول شيء . . الله ياخذك وبس .. الله يقلعك عن وجهي اليوم قبل بكره
عضّ شفته وهي يجذبها نحوه ليحتضنها برفقٍ ويهمس : خلاص اششش، عارف اني غلطت يوم ما انتبهت وخرعتك ، خلاص اعتذر منك
بكت بعنفٍ أكبر وهي تشد بأناملها على ثوبهِ تنخرط في موجات حزنها ومرارتها، تنخرط في الألمِ الذي يدفع نحوها سهامه، تسقط في فجوةِ النحيب التي يتردد صداها في صدرها كل ليلة، كل ساعةٍ وكل ثانية. همست بصوتٍ ذاهب وشفتاها ترتعشان، أناملها البيضاء تشدّ على قميصه أكثر وأكثر : ناديتك ، قلت لك خفف بس ما سمعت لي، تدري إنّي أخاف ومع كذا عنّدت وزدت بالسرعة، ودك تخوفني بس؟ ودك تكمل علي بالموت بعد؟ تبي تنتقم مني عشاني ما حبيتك وكنت انكد عليك؟ بديت بالتجاهل والحين الموت؟ . . روح الله ينتقم لي منك، الله ياخذك ويجعل يومك قبل يومي
تنهد وهو يُدرك أنها الآن تهذي بسبب خوفها، إلا أن كلماتها كانت موجعة! كانت موجعةً بقدرٍ كافٍ حتى يُبعدها عنه ببعض الحدةِ وينظر للأمام بصمت، ما الذي تعرفه هي حتى تتكلم وتحكم على نياته؟ ما الذي تعرفه هي حتى تُطلق كلماتٍ كان من الأحرى ألا يستحقها ... لا تدركين شيئًا، لا تدركين يا جيهان أنني الآن في دوّامةٍ قُطرها أكبر مما أنتِ عليه، لا تدركين أنني والله لا أقصد هذا التجاهل وما يحدث، وكل مافي الأمر أنني في دوامةٍ أكبر من صوتِي، أكبر من عفويتي معك.
حرّك السيارةَ بصمتٍ وملامحه ترتسم بألوانٍ رمادية، يستمع لصوت نحيبها الذي خفت دون أن يزول، لن تشعري بي، لن تشعري بي وأنتِ بهذه الأنانية.


,


صعدت في الجزء الخلفيّ من السيارة وهي تزفر بإرهاقٍ شديد، بينما استقرت ام سيف جالسةً في المقعد الأمامي بجانب سيف الصامت والذي لم تلمح ملامحه المُتحجرة بقسوة. تحرك بصمتٍ دون كلمة ونظراته معلقةٌ بالطريق، بينما أمالت ديما رأسها على زجاج النافذةِ الباردة ببرودة تكييف السيارة، وفي ميلها ذاك سمحت لعينيها بلمح كتفهِ المُغطى بثوبِه الرمادي، ليتعلق ناظريها دون إرادةٍ في الجزء المُعتم الذي ظهر منه لها، في رمادية هذا الجزء الذي كان ملجأً لها تسند رأسها عليْه كثيرًا، في العُتمة الدافئة التي أوتها ليالٍ كثيرة دون حب، دون مشاعر خاصةٍ تتمناها.
أسدلت جفنيها عن صفيحةِ عينيها، عن المنفذ الذي يسمح لجزئه هذا بالعبور إلى عقلها ليُترجم أخيرًا بأجمل دفءٍ وأجمل رجل، عن الأمنية التي أرادتها كثيرًا ولم تجئ، كان فرضًا علي أن أضمّك ضمن قائمة الأمنيات، كان فرضًا ألا أضعكَ في عقلي طموح/هدف، فالطموحات والأهداف تتحقق حين أجتهد، وما أنت سوى أمنيةٍ لا تجيء بعرق جبيني، ما أنت سوى أمنيةٍ تتراقص في عقلي قبل النوم لأبتسم حزنًا على عدم تحققها. قلّي بربك ما ينقصني؟ في كل يومٍ تجعل ثقتي بنفسي تهتز لأسأل " ماذا ينقصني كي لا تحبني؟ ".
بللت شفتيها دون أن تفتح عينيها، وعيناه المُعلقتين بالطريق تنازلتا لتنظرا عبر المرآة إليْها بنظرةٍ خاطفة/حادة. لتلمحا عينيها الظاهرتين عبر فتحات النقاب، عينيها اللتين تزيّنتا بظلالٍ جعلت صدره يغلي، هل كشفت عن عينيها في سيارته أم أنهما كانتا مكشوفتين منذ البداية؟ عضّ شفته بقوّةٍ وهو يُشدّ على المقود، وعيناه بعد أن قررتا النظر إليها بشكلٍ خاطفٍ أصبحتا تنظران إليْها كل ثانيتين، مفكرًا في مدى جمال رسمة الكحل حين يُعانق جفنيها، في مدى انهزام عيون الإناث عند عينيها اللتين جذبتا كل الجمال إليها، عن الجمال ذاتِـه الذي ينجرف نحو هوّةٍ سحيقة ما إن يلمحها، تمامًا كما يسقط هو دون أن يتمركز العقل في رأسه ويستوعب الموت من الحياة، كل الإستيعاب يُغادره، كل المنطق يرحل لتبقى هي وجنونه بها.
تنهد بكبتٍ وهو يعود للنظر نحو الطريق محاولًا جعل عينيه تنحدران عنها إليه، وفي الخلف كان تفكيرها بهِ وسِجنها الدائم الذي تمركز بأحرف اسمه الثلاث قد حررها لبعض الوقت حين سرقها النومُ دون أن تشعر، غفَت ورأسها مُتكئٌ على المرآة الباردة، ولعل الهرب يحمل راحةً أكبر من العيش في دوامة الأفكار التي تُضاعف بؤسها مرات، لعلّ القيدَ الذي يُحاصرها في صحوتها يرتخي في منامها فتنعم بالقليل من راحةٍ تنثر الضيق الذي تجذّر في قلبها.
مرّت دقائق طويلة قبل أن يتسلل صوتهُ كنسيمٍ حارٍ إلى أذنها ومن ثمّ إلى عقلها الذي تغلّف باسمها الذي لا تعرفه من صوته! شعرت أنّه ينادي أخرى ولا يقصدها فأكملت تقوقعها في حفرتها. نظر سيف إليها وابتسامةٌ طفيفة سطعت على شفتيهِ قبل أن يستدير إلى أمه التي استعدت للنزول : روحي وبنلحقك بعد ما أصحيها
أومأت له والدته ومن ثمّ نزلت لينزل سيف من الجهةِ الأخرى ويدور حول السيارة إلى أن وصل إلى الباب الذي يُقابل بابها، فتحه ثمّ ركب السيارة ليجلس بجانبها، ومن ثم رفع يدها ليضعها على رأسها ويُناديها بخفوتٍ متلذذًا باسمها الذي عبر من بين شفتيه بحدةِ السكين ونعومةِ الحرير، بخليطٍ لا يتناسب إلا لهُ ولاسمها الذي ما اعتاد لفظه دائمًا رغم انتمائها إليْه : ديما
رفرفت أهدابها بخفةٍ وصوته هذه المرة اخترقها رغم حملهِ لذات الاسم الغريب بين موجاته، همهمت وهي تسمعه يعود للهمس باسمها وكفهُ تتحرك على رأسها برقة، حينها فتحت عينيها وهي تُديرهما إليه حتى تستوعب الزمان والمكان التي هي فيهما. اعتدلت جالسةً بعد أن نظرت إليه ثوانٍ قصيرة تتشرب ملامحه ومن ثم همست ببحة : وصلنا؟
تحرك مبتعدًا عنها لينزل عن السيارة هاتفًا بصوتٍ جامدٍ يتضاد مع صوته قبل قليل وهو يناديها بنعومة : وش تشوفين أنتِ؟
لوت فمها قبل أن تتنهد بضجرٍ ثمّ نزلت تتبعه وهي تسمع صوت قفل السيارة عبر الجهاز الذي في يده، عضّت زاوية فمها وهي تراه يضعه في جيبه ويُكمل طريقه بصمتٍ بارد، لا ترى سوى ظهره، وللأبد لن تراه إلا وهو يُدير ظهره لها، يرميها في الخلف وكأنها شيء يسهل التخلي عنه في أقرب فرصة. ارتعشت كفها بقوةٍ والحنق والقهر يتسلل إليها رويدًا رويدًا، لن تسمح له بجعلها شيئًا ثانويًا في حياته، لن تكون فقط زوجته وستصبح أم ابنه او ابنته.
التمعت عيناها بإصرارٍ عند تلك الفكرة وهي تُسرع بمشيها قليلًا حتى تجاوره وتمشي معه، حينها تحركت حدقتيه لينظر إليها في نظرةٍ خاطفة وهو يُكمل طريقه بجانبها، يقاوم رغبة يده في الإمتداد لتُمسك بكفها الناعمة، فهو الآن يجب عليه محاسبتها على ما فعلته قبل ساعاتٍ خلت.

علّقت عباءتها بعد دخولها للغرفة وسيف تأخر قليلًا خلفها ولم يدخل بعد، أغلقت باب الخزانةِ ثمّ تراجعت لحقيبتها التي وضعتها على السرير لتُخرج هاتفها الذي استقر فيه بعد محادثتها الأخيرة لسيف في القاعة ولم تخرجه من وقتها، فتحته لتتجه إلى الرسائل المتكدسة وتُصدم برسالةٍ منه، متى أرسل ولمَ؟ توترت لتفتحها وتقرأ المكتوب بعينين بهتتا وانسحب لونهما.
" ما خلصنا من حركة تقفيل الجوال في وجهي؟ حسابك في البيت "
بللت شفتيها وهي تشدّ بكفها على هاتفها، اهتزت حدقتيها بتوترٍ قبل أن تزفر وهي تهمس بحدةٍ متوترة : وش بيسوي يعني؟ بالطقاق يا سيف
بينما كان قد وقف خلفها دون أن تنتبه إليه ليصله آخر كلماتها، حينها ارتفعت زاوية فمه بابتسامةٍ حانقة ليمدّ يده ويتناول هاتفها هاتفًا : بالطقاق بعد؟
شهقت بقوةٍ وفزع ما إن شعرت بكفه تنتشل الهاتف ومن ثمّ صوته الذي اخترق حصون مسامعها بنبرتِـه التي حملت تحديًا لها ولكلماتها التي غادرت الحدة حناياها ما إن سمعت صوته، لم تكد تستوعب وقوفه خلفها حتى رمى هاتفها على السرير وأدارها إليْه بحدة، ليلفظ بقوةٍ وقسوة غلّفت ملامحه قبل صوته : الحين ممكن تعلميني وش اللي أنتِ تبينه بالضبط؟
ارتعشت حدقتيها وكفيه تصهران كتفيها من تحت قماش الدانتيل الذي غطّاهما بطبقةٍ سكريةٍ رقيقة، بينما تعلقت نظراته بعينيها المضطربتين ليشدّ على كتفيها بقوةٍ أكبر وهو يهتف بصوتٍ ساخر : إذا لهالدرجة منتِ قد كلامك لا عاد تتحدين مرة ثانية * حرر كتفيها الباردتين من كفيه الدافئتين، ليُردف بغيظ * قلت لك أكثر من مرة حركاتك ذي ما عاد أبيها بس وش يعقلك؟ تدخلين الكلمة من أذن وتطلعينها من الثاني
زمّت شفتيها بقوةٍ وهي تشعر بقلبها ينبض قهرًا، ما الذي جعلها تخاف الآن؟ كم مرةً يجب أن تُدرّب نفسها قبل أن يذهب تهذيبها لخوفها وتوترها منه هباءً؟ . . عضّت باطن خدها قبل أن تزفر بقهرٍ وهي تثبت نظراتها في عينيه الحادتين واللتين تجابهانها من الجهةِ المقابلة : مين قالك إني ماني قد كلمتي؟ وبعدين أنا قلت لك كنت مشغولة عشان كذا قفلت
رفع سيف إحدى حاجبيه وهو مُثبتٌ لحدقتيه في حدقتيها ينتظر تكسّر نظرها أمامه، إلا أنها بقيت ثابتةً على نظرتها القوية بعكس ما كان قبل ثوانٍ قليلة، وبفتور : مشغولة؟ بالله!
رطّبت شفتيها بلسانها وهي تلمح نبرة السخرية في صوتـه الفارغ، في صوته الذي عبرَ فجوةً كعبور الرياح ليُصدر صريرًا مؤذيًا للآذان. همست بحاجبين ينعقدان بانحناء روحها نحو الأسفل : تمصخر، ما عاد تهمني، وإذا كنت ابي اطنشك مثل ما تقول فهذا يرجع لي وأنا حرة في اللي احكي معه واللي ما أحكي معه
تحركت لتتجاوزه وهي تُعيد كلمتها السابقة على مسامعه بنية وصولها إليه هذه المرة : بالطقاق
انقبض فكهُ بغضب وهو يشعر بها تتحرك مبتعدة، تنحل عنه! لازال ذلك الشعور بانحلالها عنه يغتاله، لازال ذلك الشعور المقيت يخترق صدره بحدةٍ تُمزقه دون أن تجعله ينزف، كم مرةً يجب عليه الشعور بذلك كي يبدأ بالمعالجة ويكتشف أنه لا ينجح فيما يريد؟ كم مرةً يجب عليه أن يتخبط على نارِ تمردها الذي بات أمرًا مؤكدًا لا يستطيع نفيَه؟ . . استدار إليها وصدره يرتفع بتحشرجِ الحنق الذي يسدّ مجرى الهواءِ في حنجرته، وبحدةٍ يُكذب ذاته قبل أن يلفظ كلماته التي تهتزّ بين جزيئات الهواء : تدرين إن التمرد ما ينفع معاي
وقفت في منتصف الدائرة التي يتقيّدُ فكرها وقلبها وروحها وكاملها بين انحنائها، تُقطّب جبينها بألمٍ وهي أكثر من يدرك أن التمرد بالفعل لا يُجدي، لا شيء يُجدي مع قلبك المُتحجر ياسيف، لا شيء يُجدي مع قسوةِ صدرك الذي لا أستطيع اختراقه حتى أحظى بِك، لم تزرع في أرضي يومًا زهرةً حتى يزورني أملٌ بحبك، لم تُسقني يومًا فما الذي يجعلني أثق بأن شيئًا ما فعلًا قد يجعل طريقنا واحدًا وأنا أكثر من يدرك أن طُرقنا تشعبت ولم يعد هناك ما قد يجعلها سويّة.
اهتزت شفتاها بألمٍ يختال روحها لتتمزق شظايا مُحترقات، وبوجعٍ تسلل صوتها من بين شفتيها المرتجفتين مُتحشرجًا : لكل ذنب عقاب يا سيف، وأنا أتمنى عقابك على حبي لك هو حبك لي! الله يطول بعمري وعمرك عشان أشوفك بيوم مبتلي فيني مثل ما أنا ابتليت فيك .. ووقتها بقسي عليك، صدقني بقسي عليك.
تشنجت أطرافه للحظةٍ وعيناه تتشتتان عن ظهرها المُدار إليه، صوتها يخترق قلبه قبل مسامعه، يخترق روحه قبل قلبه، نبرتها أشبه بنايٍ حزينٍ كان لابد من كل مشاعره أن تُدار إلى صوته ولا تتجه إلى آخر. ألا تُدركين أنّي بكِ ابتُلِيت وانتهيت؟ . . اقترب منها بخطواتٍ واسعة لتستدير إليه تلقائيًا بعد سماعها لخطواته، وما إن استدارت بملامحها الحزينةِ إليه حتى التقطت انفاسها بعنفٍ وهي تشعر بقبضتهِ التي اعتقلت عضدها ليجذبها إليه بعنفوان، هادرًا في أذنها بخفوت : واثقة إن الدور بينقلب؟
أغمضت عينيها بقوةٍ وهي ترتفع على أطراف أصابعها مع شدّه لها للأعلى، وبهمسٍ حيث يعمل عقلها الآن في محاولة الإنتقام منه ولا شيء آخر : ويمكن وقتها نكون مطلقين وأحرقك بغيرك
ارتعشت خلاياهُ بشدةٍ قبل أن يشد قبضته على عضدها بقوةٍ آلمتها لتفتح عينيها، والغضب تلقائيًا يزوره بل يزور أي رجلٍ حين يقتحم رجلٌ آخر فكره فيما يتعلق بامرأته. شدّها إليْهِ بعنفٍ لتصتدم بصدره الصلب، وبحدة : لا تحاولين تستفزيني!
ديما تبتسم بسخرية وشفتيها تفتران عن كلمات مُتألمة : شفت كيف استفزتك فكرة إني أكون لغيرك؟ وأنا بعد مستفزتني فكرة إنك منت لي، أنت أساسًا منت لأحد! ويا خوفي تكون لأحد!!
خفت بريق الغضب في عينيْه وهو يتأمل عينيها بملامح لان تشنجها تحت وطء نبرتها المُتألمة، وكفهُ من الجهةِ الأخرى خففت من حدة ضغطها على بشرتها الهشة، ليبدأ بتحريكها نزولًا وصعودًا على نعومةِ عضدها وصوته ينطلق من بين شفتيه خافتًا غيرَ واعٍ وكل وعيٍ ينسلخ عنه في هذه اللحظات : وإذا كان هالأحد أنتِ؟
بهتت نظراتها وعينيها تتسعان تدريجيًا، بينما غادرها الإستيعاب وهي ترمش بغباءٍ تنظر إلى وجهه وكلماته استقرت حلقةً في أذنها دون أن تصل مركز الإستيعاب في عقلها. لا تعلم ما الذي قصده بالضبط في كلامه، هل يقصد أنه لها حرفيًا؟ أم أنه لا يقوم سوى بالسخرية منها الآن؟ لا يقوم سوى بتعميق الجراح التي استأصلت منها الدماء وتركتها جافةً مُتهدلةً لا تستوعبها سوائل تنقذها من القحط. لم تجد الفترة الكافية حتى تُفكر وتحلل كلماته، لتفهم نبرته أهي سخريةٌ ام حملت بين لهيبها صدقًا! شعرت بذراعيه تحتويانها وهو يهمس في أذنها بصوتٍ عزف في خلاياها نغمةً غامضةً مُبهمة : دامك لي فلا تخافين أكون لأحد


،


وضع هاتفه جانبًا في السيارة بعد أن اتصل بها وأعلمها بوصوله منتظرًا خروجها، أسند وجنته على كفهِ ومرفقه يتكئ على نتوءِ الباب، شرد قليلًا وعقله يُسافر لبضعةِ أيامٍ ذاهبة، حيث لمح تغيرًا بارزًا في نظراتها، في تعاملها الذي يعلن تقبلها إياه مبدئيًا، منذ تلك الليلة وتجنبها له كان يقل تدريجيًا حتى باتت الحياة المؤقتة بينهما ممكنة، لم يكن من الغباء حتى لا يميز علتها واحتياجها لقليلٍ من العطف، وهذا ما كان وما أثمر بتغيرها الطفيف.
رطّب شفتيه بلسانه وهو يغمض عينيه قليلًا، في كل مرةٍ يتجاوز دوامةً ما ليُقذف في أخرى، تتلاعب به الرياح التي انسلخت من النسيم وتحلّت بقوة الريح، لا شيء يمشي كما يتمنى الإنسان في لحظةٍ يحتلّه الضيق/الحزن ولا يتجاوزه، في لحظةٍ تغيب فيها الشمس عنه خلف سُحب الألم، في لحظةٍ ينسلخ منه تكوينه ويصبح هلاميًا لا يعي الثبات. تنهد وهو يُعيد رأسه للخلف ليسنده على مقعد السيارة، وخلال ثوانٍ احتله فيها التفكير السلبي كان هاتفه يرن ليُدرك أن غزل قد خرجت، رفع جسده معتدلًا ليأخذ هاتفه ويرد عليها : طلعتي؟
غزل : ايه، وين سيارتك؟
سلطان يُدير رأسه جانبًا كي يراها : واقف على الطريق الثاني ما حصلت مواقف . . ايوا كاني شفتك لا تتحركين بجيك أنا
فتح باب السيارة لينزل وهاتفه لا يزال مُتعلقًا بأذنه، تحرك مُتجاوزًا السيارات حتى وصل إليها واقفةً ليُغلق هاتفه ويتوقف أمامها. نظرت إليه وارتبكت نظراتها إليه تلقائيًا عبر فتحات النقاب الذي لم تلبسه إلا كُرهًا ورغبةً منه تحت نظام " أخذ وعطاء "، ما الذي جعلها تُجن يومها لتوافق على نظامٍ كريهٍ كهذا؟ . . طردت أفكارها تلك وهي تتجه للنظر إلى هيئتهِ الرجولية الهادئة، لملامحه التي تحمل هدوءً يجعلها تقر بخلو نفسه من أي اعصارٍ ما بعكسها هي تمامًا، أو ربما لا ترى كما يجب!
هتف لها بابتسامةٍ لطيفة : تونستي؟
ارتبك صوتها وهي تشتت حدقتيها قبل أن تهمس بخفوت دون النظر لوجهه : ايه
أمسك بيدها بين كفهِ الدافئة ليبث لها دفًا كذاك الدفءِ في تلك الليلةِ الحزينة، كذات الحنان في ذلك الاستقرار الجميل بينَ أضلاعه. رغمًا عنها كان يجب أن تُخطف لتلك الذكرى وهي التي لم تتذوق الحنان الكافي عن اثارة شفقتها لنفسها، رغمًا عنها كان يجب أن تُقيّد بتعامله الذي شطر نظرتها نحوه نصفين لم يكتملا في انشطارهما، وكل المُنى ان تنشطر كل نظرتي الأولى نحوكَ ولا أراك سوى بياضًا لم يُخالطه بقعةٌ سوداء أو حتى رمادية، لا أريد لصورتك هذه أن تتلاشى من بين جدران عقلي، لا أريد لصورتك أن تنكسر وهي التي لا تزال مبنيةً بزجاجٍ حتى الآن ولم تصبح فولاذية كي تُخلّد كأعظم صورةٍ لرجل.
شدّت على يده دون شعورٍ بدورها ليبتسم وهو يستدير معها قاصدًا العودة للسيارة، لكنّ شاحنةً واحدة تحمّلت بقوةٍ جنونيةٍ متعَمدة كان لها الرأي الآخر في عودتهما.


،


في وقتٍ سابق
هرولت الدقائق بهِ بسرعةٍ كي يجد نفسه أمام البيت الذي سيشتعل فيه الجنون اليوم، ستشتعل فيه الذكريات ويحترق عقله في حين أرآد ابتعادها بأقصى ما يمكن لتجيئه بعنفوانٍ لا تدري أنه قد يسحقها.
لم يرها منذ سنوات، منذ عقد، منذ قرن، منذ ماذا! إن السنين في عينيه كألف عامٍ لا تجري، لم يرها منذ أن جرى على جسده ذنبٌ لامَ ذاته عليْهِ حتى هذه اللحظة، لم يرها منذ وشمَ نفسهُ بختم الدناءة أمام طفلةٍ لم تتجاوز وقتها الخامسة عشرة من عمرها المؤلم، يومها تمنى ألا يراها مجددًا رغم أنه في عمق قلبه يتمنى العكس من ذلك، لكن هاهي تحاول اقتحام حياته بضراوةِ لبوةٍ شرسة، وهاهي بالفعل تقتحم حصون حياتـه وتعود رويدًا رويدًا لمشاركته فيها.
اندفع داخلًا بعد أن فتحت له سُهى الباب ليسألها بملامحَ باهتةٍ فترَت الحياةُ منها : وينها؟
صمتت لثوانٍ طالت وهي لا تُجيد النظر إلى وجهه، عقلها يسبح في الحد بين رمال شاطئٍ وبحرٍ من التفكير بعيدًا عن الحاضر. تكرر سؤاله بصوتٍ أشدّ عمقًا لتنتبه له هذه المرة وترفع رأسها إليه هامسةً بفتور : في المجلس
تأوه وهو يضرب جبينه توترًا، بينما تعلّقت نظراتها به بعينينِ خاويتين وهي تتذكر حديثًا ماضيًا عن الكثير مما تعنيه " نجلاء "، ودون شعورٍ اندفعت عضلة لسانها لتسأله سؤالًا لم يتوقعه جعلت عروقه تجفّ وعقله ينسى الكلمات والرد، جعلته يقع في حفرة الصمت وهو ينظر إليها بصدمةٍ من سؤالها أولًا، ومن ثمّ تحولت نظراته من الصدمة إلى التوتر، إلى معانٍ لم تُرد سهى قراءتها في عينيه الآن ولم ترد لعقلها أن يفهمه، وقع هو في حفرة صمته، ووقعت هي في حفرةٍ أخرى أعمق وهي ترفع كفها إلى صدرها المُضطرب، كانت تحاول قراءة عينيه اللتين غادرهما الإدراك وهو يسبح في أفكاره، لم يعد للكلمات حقٌ كي تأتيه وتمده بالإجابة المقنعةِ لها، لم تعد للأبجديات ترجمةٌ وحباله الصوتية تنقطع كي يتوقف الرد وتنتهي الإجابة في صدره.
انفعلت نظراتها وهي تصرخ بسؤالها ذاته في وجهه بحدة، إلا أن صرختها ماتت بعد أن تصاعد رنين هاتف أدهم في جيب بنطاله الجينز.


،


كان يحترق في مكانهِ وهو يضغط أزرار الهاتف بحثًا عن رقمه، أين يمكن أن تذهب؟ هل فعلتها؟ هل ذهبت إليهِ في حين أنها تجهل الحقيقة الكاملة؟ هل رمت بما يريد عرض الحائط لتتجه إليْه رغمًا عن أنفه؟
عاد ليرفع نظراته إلى هالة وكفيه ترتعشان لشدةِ غيظه، وبصراخ : ليه ما انتبهتوا لها؟
انتفضت هالة بجانبه في السيارة ومن الخلف هديل التي تشابكت أناملها مع بعضها توترًا، لمَ تأتيهم هذه المشاكل من كل حدبٍ وصوب؟ ألن ينتهوا من كل هذه التذبذبات؟ ألن ينتهوا! لكنها لا تنكر من الجهة الأخرى أنها قلقةٌ بشدة على إلين، وكيف لا تقلق عليها وهما كالأختين عاشتا معًا منذ الصغر، بالرغم من كون قلبها كان عاتبًا وقاسيًا عليها في الفترة الأخيرة، من بعد طلاق والديها، إلا أنها لابد من أن تقلق عليها.
فركت أصابع يدها اليُمنى بكفها اليسرى وهي تسمع صوت أمها ينساب قلقًا : وين بتكون راحت؟ أكيد صار لها شيء، مستحيل تختفي بهالطريقة
زمّ عبدالله شفتيه وهو يدرك أن لا أحد غيره قد يضع احتمال خروجها بملءِ إرادتها في عقله، الجميع لا يعلم عن أدهم أو غيره، لذا لن يضعوا خروجها في الإعتبار.
أعاد هاتفه في جيبهِ دون أن يتصل به، ومن ثمّ حرك السيارة التي كانت متوقفةً أمام القاعةِ طوال الوقت، بسرعة وهو لا ينوي حاليًا سوى الذهاب للبيت.
هالة تنظر إليه بقلق : وين رايحين؟
عبدالله بصوتٍ متشنج : وين بعد .. البيت
اتسعت عينا هالة بصدمةٍ في البداية وعقلها لا يستوعب أنه ينوي تركها، ومن ثمّ انخفض جفناها على صفيحةِ عينيها وهي تهمس بحسرة : بتتركها يا عبدالله؟ بعد كل شيء بتتركها؟
صرخ عبدالله بغضب : أنتِ انخرسي! كل شيء من راسك، خروجها بسببك أنتِ بعد كل اللي سويتيه فيها
انعقد حاجباها بألمٍ وكلامه يعبر أذناها مُبهمًا، إلا أنه بحجم ما كان مبهمًا لها كان مُؤلمًا : أنا؟ أنا السبب يا عبدالله! كذا تقولي وأنا اللي حكيت لك عن كل شيء
وبعدين وشو خروجها؟ أنت شقصدك بهالحكي الحين؟ احنا خايفين عليها وأنت من الجهة الثانية تقول خروجها!! لا يكون صار لها شيء بس يا ويلي عليها
زفر بقوةٍ وهو يمسح على ملامحه بكفه مستغفرًا، لم يكن من الحكمة أن ينفعل الآن ويقول ما قال، لكن من أين تأتيهِ الحكمة؟ من أين عساها تأتيه وكل الذي حوله يُدثِّر الحكمة إن لم يكن يدفنها، كل الذي حوله يُنسيه الهدوء، ينسيه نضوج عمره الذي عانق الخمسين، كل الذي حوله ضجيجٌ لا يسكن.
ساد الصمت لدقائق كادت تطُول، قبل أن تفتر شفتاه عن كلماتٍ خرجت بصوتٍ هادئٍ حمل بين طياتهِ حزمًا لا تراجع فيه : بوصلكم للبيت ، وبعدها أنا بعرف وين بلاقيها
انجذبت حواس هالة إلى كلماته لتهتف بقوة : عارف مكانها؟؟
عبدالله بهدوء : أعتقد ايه


،


تركته لدقائق طويلة بعد أن طال بهما الجلوس بصمتهما العقيم، وكأن غيمةَ صمتٍ ظللتهما بعد كل الموجات الصوتيةِ العالية التي كانت بينهما، كان ابتعادها نحو غرفةِ النوم هربًا من نظراته التي درستها ونسخت كل خليةٍ بها، التي أعادت تكوين صورتها في دماغه ليُخزنها أبد الدهر ويُخلخل بها ذاكرته. والمطر حين يهطل بعد جفاف سنين هل يُمحى من الذاكرة؟ كان هذا هو شعوره تجاهها، نصفه الآخر الذي جاء وجزءه الذي التحم به.
أزالت مشابك شعرها بأنامل ترتعش ونظراته تشعر أنها لا تزال تجري على جسدها، توشمها بتملكه لها وبحقيقة أنها زوجته رسميًا، حتى صورتها المنعكسة على صفيحةِ المرآة ما عادت تنتمي إليها، حتى انعكاسها انحلّ عنها وعيناها المضطربتان تجس نبضها المُهتز.
زفرت بقوةٍ وهي تخفض كفيها وتتكئ على التسريحة البيضاء كبياض فستانها، ترمي بكامل ثقلها عليها وعيناها تنحدران نحو أناملها المُتشنجة، صدرها يرتفع بشهيقها الذي عاقهُ التوتر وينخفض بانسيابية. الليلة كل الليالي تجتمع بظلامها فوق صدرها، الليلةُ كل القمر غابَ عنها وليس النصفُ وحسب، الليلة ليلةٌ تمركز بها كل القطبين في برودتهما واشتعلت بصقيعها، الليلةُ دهرٌ يقتلع خلايا دمها البيضاء ليفتك بها كل فيروس.
أغمضت عينيها للحظاتٍ بقوةٍ والهواء الباردُ يعبرها ويتجاوزها بجزيئاتهِ دون أن تغادر برودته مساماتها، وكل رغبةٍ في فتح عينيها غادرتها وكأنها تعلم ما سترى، فتحت عيناها بصعوبةٍ لتصتدم بانعكاس جسده المُسند على إطار الباب في المرآة، ينظر إليها بنظراته ذاتها والتي اختلطت بحرارةٍ ما وكأنه يقرأ خلجاتها عبر عينيها وانحنائها.
رمش بخفة ليعود جفناه لجمودهما ثوانٍ تطول، وكأنه لا يريد أن تغيب لحظةٌ دون أن يتأمل تفاصيلها الصغيرة، ذات التفاصيل المُضطربة والتي كانت قبل دقائق في الخارج، والفرق يكمن في كونها واقفةً الآن.
بلل شفتيه بلسانه قبل أن يعتدل في وقفته دون أن تتحرك حدقتيه عنها، وبهدوءٍ همس وعيناه تجريان على شعرها الذي تحررت منه بضع خُصلاتٍ التفت حول عنقها : تبين مساعدة؟
تضاعف ارتباكها وهي تكسر نظرتها عنه وظهرها لا يزال يواجهه، هيئته المُشعثة أثارت في نفسها رعشةً غلفت كل خلاياها، من شعره الفوضوي بفعل أنامله التي كانت تتخلخله، إلى ثوبه الذي تبرأ من " البشت " الذي كان يرتديه.
لمحته يتحرك نحوها بعد أن غاب صوتها بين أفكارها لترتعش شفتاها بتوتر، وما إن وقف خلفها وأمسك بكتفيها حتى شهقت بخفوتٍ تجتذب ذرات الهواء التي انقطعت عن رئتيها حين هاجمتها رائحة العود العتيق الذي غلفه. عضت شفتها المرتعشة وهي تغمض عينيها بقوةٍ شاعرةً بكفيه اللتين ارتفعتا مارتين بعنقها حتى تخلخل بأناملهِ خصلات شعرها، وبخفةٍ بدأ يُزيل مشابك شعرها وهو يتأمل خصلاتها القاتمة ويغرق بعينيه بينها، لا يهم مدى اضطرابها وتوترها منه، لا يهم ما معنى ارتعاش جسدها بين يديه، على الأقل خفت ضوء نفورها منه في عينيها وتغلب عليها خوف العذراوات وإن كانت أقرت بعكس ذلك، المهم في هذه الليلة أنّ حاجز ابتعادها عنه قد هُدم وهاهو الآن يستشعر دفء بشرتها على يديه، يستشعر ضعفها الأنثوي بين لمساته، يلمح ارتعاش شفتيها من المرآة. لم يكُن يظن يومًا ولا في أجمل أحلامه، أن فتنة الأنثى حين ترتبك بين يدي زوجها بهذا العنف! زمّ شفتيه وهو يتأمل ملامحها المُنخفضة عبر المرآة، وبأنامله مشّط شعرها يتأكد من خلوّه من مشبكِ شعرٍ يستفزه كي يتلمس شعرها أكثر، كي يشتمه ثوانٍ أخرى من هذا القرب ويُحيي دورته الدموية برائحتها. ما إن تأكد من عدم تواجد مشبكٍ آخر حتى اكمل تمشيط شعرها إلى أن وصل لآخره وتحرر من أنامله التي تبث تياراتٍ تدفع بالأدرينالين في جسدها بعنفٍ قاتل، بعنف لا يُترجم سوى بنبضات قلبها التي تتحشرج وتُفقدها التركيز، ثم تراجع مبتعدًا عنها ليبلل شفتيه ويهمس بخفوت : بدلي ملابسك وتوضي عشان نصلي
أومأت دون أن تستدير إليه، ليرمقها بنظرةٍ أخيرة قبل أن يتراجع ويغادر الغرفة.
زفرت بقوةٍ وكأنها تحرر تكدسات ثاني أكسيد الكربون على مدى ساعاتٍ طوال، وكفها اليُمنى ارتفعت الى صدرها المضطرب لترتفع عيناها إلى الأعلى وترمق توتر ملامحها في المرآة من ارتعاش شفتيها لاتهزاز حدقتيها التي يغيب عندها الإدراك، ازدردت ريقها وكفّها الأخرى ترتفع لخصلات شعرها التي تشعر أنه مدّها بشحناتٍ كافية لصعق يدها، لا شيء يمشي كما يجب، لا شيء يعبرها باتزان، حتى مشاعرها التي كان لابد لها من الثبات اهتزّ تكوينها بفعل يديه اللتين تلمستا شعرها!
عضّت شفتها بقوةٍ وهي تقاوم رغبةً عارمةً في البكاء، تقاوم شعورًا يعتريها بالإختناق، تتحشرج روحها ويتقوقع تفكيرها عند نقطةٍ واحدة . . إنها تشعر كما تشعر أي امرأةٍ أخرى مع رجل!!

.

.

.

انــتــهــى

طبعًا طول البارت مناسب لبارتين في الأسبوع
المواعيد راح تكون كل أحد وأربعاء بإذن الله :$$*


وفضلًا لا أمرًا أبي أشوف تعليقات وكل اللي خلف الكواليس يطلعون من مخباهم
إذا من حقكم أكتب فأنا من حقي تعلقون :## واشتقنا والله اشتقنا ()
الحمدلله على رجوع الرواية مع الروايات المفتوحة.


وهذي صفحاتي بالسوشيال ميديا للي يسأل.
__Twitter, periscope: @2aid
_Ask.fm: @Kaid
Snapchat: @Hind-180
Sayatme: @2ai7
Instagram: @i__khind
__Kik: @Qind

ودمتم بخير / كَيــدْ !



 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 01-06-15, 02:39 PM   المشاركة رقم: 257
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

رائعة سلمت يداك ..

سيف يغيظني بشدة وديما اكره فيها ضعفها تجاهه .
ولكن هل يعني ما قاله أم انه يسخر منها ؟!


إلين أتخذت خطوة خطيرة فكيف ستكون ردة الفعل عليها من الجميع ؟!
عبدالله ماذا سيفعل عندما يجدها عند أدهم ؟!


جيهان وصلت مرحلة اليأس والقنوط والعياذ بالله .
فواز أيض في الطريق نحوها على ما يبدو .


أسيل ستتمكن من الخروج من قوقعتها التي كبلت نفسها بها وهاهي بدأت فعلا باﻷحساس بما حولها .


أبدعتي كما عادتك في تصوير المشاهد التي تضح بشتى المشاعر واﻷنفعالات
أستمتع كثيرا بتشبيهاتك الفريدة والتي تدل على الذائقة اﻷدبية التي تتمتعين بها.


متشوقة جدا للبارت القادم

دمت في رعاية الله وحفظه

لك مني خالص الود


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 01-06-15, 11:36 PM   المشاركة رقم: 258
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

عزيزتي كيد فعلا روايتك جميييلة جدا تصويرك لعمق المشاعر الانسانية قوي جدا ويصل لحد الابداع ... ولكن ......وضعي تحتها عشرة خطوط قلة الحوارات لديك تضيع القاريء حقا الحوار في روايتك قصييير جدا ... جميل أن ندمج بين تصوير مشاعر المتكلم عن نفسه لكن لابد من حوار حتى تكتمل جمالها ...
الين واسيل وجيهان ثلاث نماذج كرييييييييهة لابعد حد ادعاء المظلومية وتصوير بؤسهم وكأن الحياة توقفت عند مآسيهم إن كنا نسميها مآسي حقا أتمنى يكون في ختام الرواية توضيح خطأ هذه النماذج لأنها في الواقع لايمكن أن تحتمل أبدا أبدا ورأيت في حياتي نماذج من هؤلاء من يضخمون مشاكلهم لدرجة تصبح مركز الكون ويريدون كل من حولهم يكونون حزانى لحالهم وتتوقف حياتهم لاجلهم هذه النماذج هي أشد النماذج أنانية لايمكن أن تعطي مطلقا حقا أتمنى أن يترك فواز جيهان لأنه في الواقع مامن رجل يحتمل إمرأة مثلها هذا في الخيال فقط .
عبدالله ايضا شخص عجيب مستعد أن يضحي بعشرة السنين الطويلة مع زوجة كانت نعم الزوجة من أجل الين التي جحدت كل مافعلته لها هالة ووضعت خطأها ممحاة لكل حسنات ام ربتها وتعبت عليها .
حقيقة كيد وضعت نماذج هي موجودة في الحياة وتستفزني جدا من لايرى نعم الله تترا عليه هو شخص احمق لاتلبث الحياة أن تطأه بحافرها وتمضي قدما ويضل هذا الأحمق يبكي سراب خيبته وحمقه .

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة  
قديم 02-06-15, 08:38 AM   المشاركة رقم: 259
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 








اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   رائعة سلمت يداك ..

سيف يغيظني بشدة وديما اكره فيها ضعفها تجاهه .
ولكن هل يعني ما قاله أم انه يسخر منها ؟!


إلين أتخذت خطوة خطيرة فكيف ستكون ردة الفعل عليها من الجميع ؟!
عبدالله ماذا سيفعل عندما يجدها عند أدهم ؟!


جيهان وصلت مرحلة اليأس والقنوط والعياذ بالله .
فواز أيض في الطريق نحوها على ما يبدو .


أسيل ستتمكن من الخروج من قوقعتها التي كبلت نفسها بها وهاهي بدأت فعلا باﻷحساس بما حولها .


أبدعتي كما عادتك في تصوير المشاهد التي تضح بشتى المشاعر واﻷنفعالات
أستمتع كثيرا بتشبيهاتك الفريدة والتي تدل على الذائقة اﻷدبية التي تتمتعين بها.


متشوقة جدا للبارت القادم

دمت في رعاية الله وحفظه

لك مني خالص الود


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°


يسلملي قلبك ()
طبعًا أكيد هو يقصد كلامه وما يسخر، لو كان يسخر بتكون سخريته واضحة وماهي مبهمة لها.

طبعًا أول تعليق على الرواية منك وحبيته :$ شكرًا لتواجدك
وتسلملي عيونِك الحلوين على هالنظرة المشرفة لي ()

دمتِ بخير :$






 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 02-06-15, 08:51 AM   المشاركة رقم: 260
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة طيبة مشاهدة المشاركة
   عزيزتي كيد فعلا روايتك جميييلة جدا تصويرك لعمق المشاعر الانسانية قوي جدا ويصل لحد الابداع ... ولكن ......وضعي تحتها عشرة خطوط قلة الحوارات لديك تضيع القاريء حقا الحوار في روايتك قصييير جدا ... جميل أن ندمج بين تصوير مشاعر المتكلم عن نفسه لكن لابد من حوار حتى تكتمل جمالها ...
الين واسيل وجيهان ثلاث نماذج كرييييييييهة لابعد حد ادعاء المظلومية وتصوير بؤسهم وكأن الحياة توقفت عند مآسيهم إن كنا نسميها مآسي حقا أتمنى يكون في ختام الرواية توضيح خطأ هذه النماذج لأنها في الواقع لايمكن أن تحتمل أبدا أبدا ورأيت في حياتي نماذج من هؤلاء من يضخمون مشاكلهم لدرجة تصبح مركز الكون ويريدون كل من حولهم يكونون حزانى لحالهم وتتوقف حياتهم لاجلهم هذه النماذج هي أشد النماذج أنانية لايمكن أن تعطي مطلقا حقا أتمنى أن يترك فواز جيهان لأنه في الواقع مامن رجل يحتمل إمرأة مثلها هذا في الخيال فقط .
عبدالله ايضا شخص عجيب مستعد أن يضحي بعشرة السنين الطويلة مع زوجة كانت نعم الزوجة من أجل الين التي جحدت كل مافعلته لها هالة ووضعت خطأها ممحاة لكل حسنات ام ربتها وتعبت عليها .
حقيقة كيد وضعت نماذج هي موجودة في الحياة وتستفزني جدا من لايرى نعم الله تترا عليه هو شخص احمق لاتلبث الحياة أن تطأه بحافرها وتمضي قدما ويضل هذا الأحمق يبكي سراب خيبته وحمقه .


شكرًا لقلبِك ، عيونك الجميلة يا بعدي
بالنسبة لملاحظتك ، كثير تجيني تعليقات بخصوص هالنقطة، وأنا فعلًا أحاول أكثّف الحوارات بس ما ألاقي نفسي الا منغمسة في السرد أكثر
وسبق وقلت أنا أكتب بأسلوبي وبكامل عفويتي ما أقدر أكتب بأسلوب ماهو أسلوبي ... بس برضو قاعدة أحاول، وإن شاء الله بكثّف الحوارات بالبارتز الجايـة ولو ان هالنقطة تعتمد على الذائقة فقط.
أنتِ ممكن تشوفين كثافة السرد وقلة الحوارات مملة بس فيه العكس واللي عاجبهم. بس أرجع وأقول بحاول اكثف حوارات بدون لا أقلل السرد.
،
طبعًا هذي نتيجة الإستسلام للمشاكل، ممكن إلين وجيهان لأنّهم توهم في طور الصدمات لذلك صعب يخرجون منها مباشرة، كل شخص يطلع من صدماته بوقت تحكمه طبيعة شخصيته
أسيل طوّلت وبالغت لكن هذي شخصيتها وتكوينها ، وممكن بعدين تحس بغلطها ونفس الشيء عند جيهان وإلين.

بالنسبة لعبدالله ، هو مستحيل يرمي بعشرة سنين عشان شيء وإن كان مو تافه إلا أنه ما يخلي مسألة الطلاق سخيفة!
هو لو كان يهون عليه رمي العشرة ما كان بيرجّع هالة بنفس اليوم اللي طلقها فيه ، كان بيتركها كذا يوم وممكن كذا اسبوع بس هو مباشرة رجّعها وهذا يدل إنّ الطلاق جاء بلحظة غضب وكثير تصير في الواقع.

طبعًا أنا أحاول بقد ما أقدر أخلّي الشخصيات محاكية للواقع وأحاول اعرض مشاكل واقيعة وأعالجها بشكل معقول لذلك كل الحلول تجي بالبطيئ لأن العقدة نفسها صعبة :""


يا هلا فيك ()



 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook



جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 03:38 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية