لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-16, 03:23 PM   المشاركة رقم: 921
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

بالتوفيق يا كيد ..
واختاري الأيام اللي تناسبك ..
بانتظارك .🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 22-09-16, 06:13 PM   المشاركة رقم: 922
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


-
-

مساء الخير ، إن شاء الله الجُزء يكون على الساعة 11 ونص تقريبًا ، قاعد يتعسّر معي والله :( بس مثل ما قلت فيه هدوء يا كثر اللي طالبوني أحط شيء قوي بمناسبة اليوم الوطني لووووول ، بس بيكون عادئ بعض الشيء خلّوا هالمناسبة تمر بسلام :p
وكل عام والسعودية وشعبها بألف خير ، الله يحفظ الأمن والأمان ويقوّي حكومتنا على الخير ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-09-16, 10:37 PM   المشاركة رقم: 923
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساءكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحّة وعافية


كل عام والسعودية وشعبها والأمة العربية والإسلاميّة بألف خير ، بمناسبة اليوم الوطني السعودي بارتنا هادئ ولطيف ، وإن شاء الله جميل بعد :*

وشكرًا لتواجدكم، شكرًا لكلماتكم الطيبة سواءً بالمتصفح أو خارجه، شكرًا للروايـة اللي جمعتنا .. إن شاء الله أكون دائمًا عند حسن ظنكم والله يكتب لي التوفيق والوصول للنهاية بسلام ويجعل هذهِ الرواية شاهدة لي لا علي :$$ ،


بسم الله نبدأ ، قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات



مَتـى سَتعرِف كَم أَهواكَ يا رجلاً ..
أَبيعُ من أَجلهِ الدُنيا و ما فيها

يا مَن تَحديتُ في حٌبي لَه مدناً ..
بِحالها و سَأَمضي في تحديها


لو تَطُلبُ البحرَ في عينَيكَ أَسكٌبه ..
أَو تَطُلب الشَمسَ في كَفيكَ أرميها

أَنا أُحِبُكَ فَوقَ الغَيمِ أَكتُبٌها ..
و للعصافيرِ و الأَشجارِ أَحكيها

أَنا أَحِبُكَ فَوقَ الماء أَنقُشُها ..
و للعناقيدِ و الأَقداحِ أَسقيها


أَنا أَحِبُكَ يا سيفاً أَسالَ دَمي .
يا قصةً لستُ أَدري ما أُسَميها

أَنا أُحِبُكَ حَاول أَن تُساعِدَني ..
فَإِن مَن بَدأَ المَأساةَ يُنهيها

و إِن مَن فَتَحَ الأَبوابَ يُغلِقُها ..
و إِن مَن أَشعلَ النيرانَ يُطفيها


يا مِن يُدخِنُ في صَمتٍ و يتركني ..
في البحر أَرفع مَرساتي و أُلقيها

أَلا تراني بِبحر الحبِ غارقةَ ..
و الموجُ يمضغٌ آمالي ويَرميها

انزِل قليلاً عَنِ الأَهدابِ يا رجلاً ..
ما زالَ يَقتلُ أَحلامي و يُحييها


كَفاكَ تَلعبُ دَورَ العاشقينَ مَعي ..
و تَنتقي كلماتٍ لستَ تَعنيها


كَم اخترعتُ مكاتيباً سَترسِلُها ..
وأَسعدتني وروداً سَوف تُهديها

و كَم ذَهبت لِموعدٍ لا وجودَ لَه ..
و كَم حَلمتُ بأَثوابٍ سأَشتريها


و كَم تمنيتُ لو للرقصِ تَطلبني ..
و حيرتني ذِراعي أَين أُلقيها

إِرجِع إِلي فإِن الأَرض واقفةٌ ..
كأَنما فرت مِن ثوانيها

إِرجِع فَبعدكَ لا عِقدَ أُعلقه ُ ..

و لا لَمستُ عُطوري في أَوانيها

لِمن جَمالي لِمن شالُ الحَريرِ لِمن ..
ضَفائري مُنذُ أَعوامٍ أُربيها

إِرجِع كَما أَنتَ صَحواً كُنتِ أو مَطراً ..
فَما حَياتي إِن لَم تَكُن أَنت فيها


* القصيدة اختيار الجميلة خولة لسلطان وغزل ()

(81)*3




" هذي الأوامـر ، خلاص انتهى دورك هنا "
اتّسعت عينـاه بصدمة، لحظة ، أيُّ دورٍ يقصِد؟ متى كان دورهُ بالضبط ومن أيـن بدأ وأين انتهى؟ بهت للحظـة، لكنّه سرعان ما اندفـع بصوتٍ جـرف معه انفعالًا غاضبًا : انتهى دوري؟؟ أنت أي دور تقصد !!
عبدالله يتنهّد بحِلم ، ومن ثمّ يلفظُ بتوضيحٍ استفزَّ بدر وكأنه يحادثُ طفلًا! : خلاص ، هالمهمة مالك دور فيها، قرّرت إنّ دورك ينتهِي منها وبس.
بدر يبتسمُ بحنق : دوري؟ هو احنا بدينا أصلًا! طول هالسنوات مافيه شيء ويوم بديتوا تجمعون معلومات وأدلّة صرت تحاول تماطِل وأنا منتبه لهالشيء ، والحين تقول انتهى دوري اللي ما أدري وش هو وأحس فيه إنّي بلعبة؟
عبدالله ببرود : أنت مهمتك تسمع منّي ، وهذي هي الأوامر.
بدر بنبرةٍ مكبوتة : ليه كنت هنا طول هالفترة؟ علّمني السبب الحقيقي !!
عبدالله : أي سبب؟
بدر : أنا أسألك عنّه . . وش السبب اللي مخليك تماطل وما ودك لا أتدخل بشكل رسمي ولا أبعِد عن الموضوع بشكل نهائي إلا الحين !
عبدالله : ما فيه سبب ، لا تتوهّم شيء مو حقيقي.
ابتسمَ بدر بقهر : للأسف ، ما تقدر تبعدنِي عن الموضوع بكيفك . . ودِّي أكون موجود ، لي دور تجاه الأشخاص اللي ذبحوا زوجتي وأهلي ! بعدها اعتبرني ما كنت موجود ولا بتشوفني مرّة ثانية أشتغل معك.
عبدالله بجمود : ما أقدر أبعدك؟ بدر . . .
قاطعه بدر بثقَة : فيه ناس من حولِي ارتبطوا فيني . . وصارت حياتهم بخطر بسببي وبدون قصد منّي . . بكيفك تنهِي دوري أو لا ، بس أنا ما راح أبعد عن الموضوع ، أعتذر!
استطاعَ أن يلتقطَ نبرة الغضبِ في صوتِه الذي اندفعَ إليه بهدوءٍ كاذِب : أي ناس بدر؟ أنا وش قايل لك !!
بدر يبتسمُ بغيظ : ما كنت أقصد ، بس صار اللي صار وحاليًا سعود حاط عينه عليهم ، معليش طال عمرك بس يا ليت تعطيني سبب عشان أقتنع ، هذا كل اللي أبيه من الدنيا الحين، تمنعني منه ليه؟


،


في اليومِ التالي ، الساعة الثانية والنصف مساءً.
تُشبعهما الشمسُ من حرارتِها، يصخبانِ بهدوءِ الشارعِ عدا من زحـامٍ مشروع، إنمـاءُ صخَب، يتواتـر الحبْلانِ " اللّيلُ والنهار " في دفءٍ إلى حرٍّ يُلهبُ صدرهُ أكثر . . والآخر بعد إن استمعَ لحدِيثهِ بعينينِ متّسعتان استدارَ بقوّةٍ إليه بعد أن صَدمه ما سمَع : وش تقول؟
سلطان بهدوءٍ وهو ينظُر للأمام، أصابعهُ تطرقُ على المقودِ بانتظـار الاشارةِ الحمراءِ أنْ تخضرّ : اللي سمعته.
عناد دون تصديق : بتتوسط لقاتـل عند أهل المقتول عشان يرضون بالديَة؟
أردفَ بشكٍّ وهو يُهدِّئ من روعِه : قتل عمد؟!
سلطان بهدوءٍ بارِد وأقدامهُ تفرضُ التحرّك بعد أن التمعَ الضوءُ الأخضر : أيه.
رمقـه عناد لوقت، بملامِح هادئـة، وعينينِ طغـى عليهما هدوءٌ غريبٌ لم يُدركه سلطان الذي كان ينظُر للأمـام، بضعُ لحظـاتٍ وجيزة . . قبل أن يتراجَع للخلفِ ليسندَ ظهره على ظهر المقعدِ وهو يبتسمُ ابتسامةً فاتـرة، وبخفوت : تغيّرت كثير .. شخصيتَك ، قناعاتك ، قيَمك . . وش استفاد من كل هذا؟
" وش استفاد؟ " ، لم يركّز سلطان في معناها، ما يقصِد، ومن يقصِد! لم يبـالي من الأساسِ بما قـال وهو يهتف : إذا ما ودّك تجِي معي قولها ببساطة من الحين .. بتفهّمك.
عناد يتنهّد وهو يغمِض عينيه، فتحهما من جديد، ومن ثمّ نظـر إليه بهدوءٍ ليلفظ متسائلًا برويّة : القاتل خويّك؟ قريب منّك وما قدرت تتقبّل إنه يتعاقب بالقصاص؟
سلطان يبتسمُ بجمودٍ وهو يردّ دون النظر إليه : لا.
عناد : منت متقبّل يموت ببساطة حتى لو مو خويّك يعني؟
سلطان : بعَد لا.
عناد بصبر : أجل وش السبب عشان ترمي مبادءك وتشيل هم شخص قتَل عمد؟
سلطان بهدوء : كِذا .. القاتِل أنا ممنون له عشان شيء ، والمقتول شخص أعرفه وما كانت علاقتي فيه زينة .. فالقاتل أولى عندي بحياته منّه.
اتّسعت عينا عناد بصدمة، تصلّب ظهرهُ وهو ينظُر لهُ دون تصدِيق، لتلك النبـرة اللا مُباليـة، لكلماتِه المستفزّة لِقدسيّة الأرواحِ وجُرم امتهانِها، لم يُصدِّق ما سمِع ، هل سلطان من قالَها فعلًا أم تخيّل ذلك؟ كيفَ يقولها ومنذُ متَى تلبّسته تلك الغمامـة الرماديّة؟ متـى أصبحَت ملامحهُ هكذا؟ ما تلك العيُون الباردة؟ من ظنّ منّا أن سلطان عـاد بعد أن جاء للمشفى بروحٍ أُخرى؟ سلطان لم يعُد، سلطان مات! والذي يجلسُ بجانِبه شبحْ، وارتهُ الجدرانُ عن روحِه، عن جسدهِ الأمّ، ولم يستطِع اختراقها . . تلك الجدرانُ ما كانت؟ سلمان وحسْب؟ لا . . ما الذي حدَث؟ ما الذي بدّل في من أمامه روحَه؟
أشـاح وجههُ عنهُ دون تصدِيق، وانبثقَ من بئرِ الصمتِ عينٌ من حميمٍ أحـرق الصمتَ بعد لحظتينِ وحسب، أعـاد عناد ظهرهُ للخلفِ من جديد، ومن ثمّ هدأت نظراته المتّجهة للأمـام، بل تجمّدت! وصوتُه لفظَ بهدوءٍ يعتـذرُ في هذا الصرحِ عن زيفِ سُلطان ويعارِض سُلطانَهُ الجديد على جسدِه : منت رايح لأهل المقتول!
لم يتغيّر شيءٌ في ملامِح سلطان الذي كان قد وضع كلّ الاحتمالاتِ في عقلهِ عن ردّةِ فعله وأوّلها رفضَه أن يذهب : ليش؟
عناد بهدوءٍ ظاهريّ : اللي يسيّرك شيء غلط، ما أدري وش هو بالضبط، بس ماهي من قناعاتك ولا قِيَمك اللي تحرّكت .. منت أنت!
سلطان بجمود : يستحق فرصة ثانية.
عناد ينظُر إليه بحدّة : من باب إنه يستحق فرصة؟ بس أنت مو رايح لهالسبب ومن هالمنطوق .. أنت ما حطّيت اعتبار لمسألة القتل وشايل هم قاتل بس لأنّ المقتول شخص ما يهمّك! أنت رايح لأنّ الموضوع شخصِي ، وتجاهَلت كل التفاصيل اللي تخليك تحتقر فكرة روحتك!
سلطان : عندَه عائلة هو اللي يهتم فيها .. مالهم رجّال غيره.
عناد بغضبٍ ينهرهُ عن زيفِ أعذارِه التي يدرك أنّها لم تكُن هي الدافع : سلــطان !!!
التفتَ أخيرًا إليه التفاتةً سريعة ليُعيد نظراته للطريقِ مباشرةً وتُوقِفهُ إشارةُ مرورٍ جديدة . . حينها استدار، بكامِل تركيزِه، وكامِل الصلابـة في ملامِحه، وكامِل شفافيّةِ - الأشباح - في روحه ، وعدمُ سُلطان! : مشكلتك مع قراري أيش؟ قلتلك لو ما تبي تكون معي عادي ما راح أعتب عليك.
عناد يمرّر لسانه على شفتيه ومن ثمّ يزفُر بتروّي، غضّن جبينه وهو يهتفُ بتوضيحٍ هادئ ظاهريًّا : أنت ماخذ في بالك اعتبار إنّه قاتل وبتعمّد وبكامـل اختياره؟!
سلطان بنبرةٍ لا روحَ لها، تُسـاومُ قناعاته، تساومُ الشعلـة الباقيةَ في صدرِه لتنطفِئ ويبقى هكذا .. ليس هو! : وأنت يوم إنّك معاه كنت ماخذ ببالك إنه قاتل؟ إنّه لأكثر من 15 سنة الرجّال الصالح والسويّ وهو منافق؟ وإنّه ورّط اسم بريء مكانه؟
فاجأهُ ما قـال، لم يتوقّع أن يُحضِّرَ روح سلمان الآن ويبنِي الموضوع في تشابهه عليه! ابتسمَ سلطان بسخريَة ، ودون أن يهدِه الوقت الكافي ليردّ كـان قد أردف : شوف ، أنت لك كامِل الحرية باختيارتك، كامل الحرية بقناعاتك ، وحرّيتك في نظرتك للي قدامك .. كونك معه هذا ما صار يعنِي لي شيء، محد معك بكل شيء! عشان كذا أتفهّم . . كون معه لو تبي، اضحك له ، متقبّل كل هالشيء ومحترم رغبتك .. كون معه ، بس لا تكون ضدِّي! لا أكتشف بيوم إنّك تخدعني لأني مقدر أقيّدك بمشاكلِي وأخليك تكره اللي أكره وتحبّ اللي أحب، بس لا تكون ضدّي! . . مثل ما أنت مع قاتِل أبوي أنا مع قاتـل شخص ما يعنِي لك شيء ... تفهّمها مثل ما بديت أتفهّمك وأنت سقطَتك أكبر . .
وضعَ كفّه على رأسه دون تصديق، منى تفهّم؟ متى استطاع! هو لم يتفهّم بل بات كلّ شيءٍ أمامه لا يهم! هو لم يتفهّم بل تبلّدت حواسّه تجـاه من حولِه ، متـى حدث كلّ ذلك دون أن ينتبه كما يجب؟ متى حدَث وانطفأت الكلمـاتُ الدافئة على شفاهِ صفحاتِه؟ متى انسكَب من قلبِه اللا اهتمـام؟ هو لا يتصنّع ، هذه المرّة يدرك أنه لا يتصنّع بل أنه لم يعُد يهتمُّ بما ذكره فعلًا!
حرّك سلطان السيارة وهو يبتسـم من العدم : هاه وش قرارك؟ بتجي معي والا!
صمت عناد لبعض الوقتِ وعيناهُ لا تنظُر إليه، ينظُر للسياراتِ المُتحرّكة أمامه بضيق ، يمرّرُ الثوانِي من حدِّ سيفِ هذا الجوِّ الموبوءِ بالترهات! نعم ترهات !! .. كيفَ حدث ذلك؟ كيف !!!
لفظَ بخفوتٍ بعد برهةٍ من الصمت : معك .. ونشوف آخرتها.


،


في بروكسيل، تشتَّتَ عقلُها وهي تتابعها بأحداقٍ يلتمِعُ منها بصيصُ الاستنكارِ الذي نما حتى باتَ ضوءَ منارةٍ تائهـة، عقدَت حاجبيها بضيق. تجلسُ على إحدى الكراسي شاردة، تسندُ مرفقيها على الطاولـة البيضاء وعيُونها تنطفِئ منها إمـاراتُ الإدراك.
لفظَت جيهان بضيق : أرجوان !
سمعتْها ، من الجيدِ أنّها سمعتها! أدارتْ رأسها إليها ببطءٍ لتنظُر لها دون تركيز، تقفُ مستندةً عند حافّة النافـذة بظهرها، تكتّف ذراعيها أسفل صدرها ، أردفَت : شفيك؟ منتِ على بعضك من أمس .. كنت أظن إنّه عشان ليان بس واضح إنّه لا.
أشاحَت أرجوانْ عينيها عنها لتنظُر للأرضِ بصمت، في النهايـة لم أكُن أحلم، كان كلّ شيءٍ حقيقة! كـان حقيقةً رماديّة، بل نكتةً بيضاء في سوادِ الزيف! أن تكتشف زيفهُ هي فقط، في معمعةِ الخداع ... هل كان ذلك جانبًا مُشرقًا من الأمـس أم جانِبٌ فتْك؟ لكنْ ما كانت الفائدة؟ هل استفادت شيئًا؟ هل ستستطِيع فعل شيء؟ أمْ أنها ستتألـم لا غير ، تراقبُ صامتة!!
لم تُجبها على سؤالها ذاك، بل ابتسمَت ابتسامَةً زائفـةً وهي ترفعُ عينيها إليها ومعهما حاجبها الأيسر الذي استندَ على استنكارٍ خافِت، لتلفظَ بتساؤلٍ عابِثٍ تمحو بِه اختلاجاتِها السيئة : ما تتوبين؟ وش عندك واقفة جنب النافذة؟
عضّنت جبينها قليلًا وملامِحها تعبُس كعبُوس الليالـي في صباحاتٍ كثيفـة ، كاعتراضاتِها على الشروقِ لتمضِي بظلامِها . . هتفَت ببرودٍ وهي تصدُّ بوجهها نحو النافذةِ وتنظُر للشارعِ ووالدها بعينينِ باردتين، وبلا مبالاة : لا تفسرين على كيفك لو سمحتِ! قاعدة أراقب أبوي والوسيم اللي معه.
اتّسعت عيناها بشك ، الوسيم الذي معه!! . . قفزَت فجأةً وهي تكتمُ شهقةً من صدرِها، لم يكُن الأول - بدر - فوالدها من الواضِح أنّه قطـع علاقته بِه، ولا تظنُّ أنه شخصٌ غريب .. بالتأكيد هو! لا أحـد سواه !!
تحرّكت بخطواتٍ غاضبـةٍ نحو النافذة في اللحظة التي عقدَت فيها جيهان حاجبيها باستغرابٍ وهي تلتفتُ إليها بعد أن استشعرت خطواتِها المندفعةِ نحوها.
وقفَت أرجوان أمام النافذة لتتّسع عينيها بشكلٍ تلقائيٍّ ما إن رأت الرجُل ذاته، هو ، بكلّ بجاحـة . . هو!!
ارتفعَ صدرها بزخمٍ عالٍ من الأكسجين الذي كان اختناقًا عوضًا عن عدمِه، شدّت شفاهها بغضب وقهر، يا الله كيف عساها تصمُت؟ ما الذي يريده من والدِها، ما الذي يريدهُ منه بالضبط ولمَ هو تحديدًا؟!! كيف تصمت، كيفَ تراقبُه وتخنُق الكلماتَ في حنجرتها؟!
ظهرَت انفعالاتُها جليًا أمام جيهان التي كانت تنظُر لها دون استيعابٍ للتقاسيمِ التي تظهرُ على وجهها، أعـادت نظراتها إلى والدها وذاك الشابْ، ليان تقفُ معهما، يُمسك بِها يوسف وينحنِي ذاك الرجُل إليها وهو يداعبُ شعرها ويُحادِثه بينما ليان لا تفقـه ما يقولان.
نظرَاتُ أرجوان غاضِبة! بطريقةٍ مـا كان يملأوها الغضب! . . في حينِ كانت عينيْ أرجوان تشتعِل بغضبٍ وهي تشدُّ على أسنانها وتصرخ داخلها " لا تلمسها "!!
أخرجتها جيهان من حالـة الصراخ الداخلـي والغضب الذي تلبّسها بصمتٍ كاد أن يفجّرها : لو ما أعرفك كنت بقول ودك تشوفين خشّته وخاقة عليه عشان كذا جيتِ تراكضين لما قلت وسيم . . . . . ليش معصّبة؟
تفاجأت أرجوان من سؤالها، ماذا كانت تظنُّ؟ بالتأكيد كان غضبها هذا ليكون واضحًا! . . مرّرت لسانها على شفتيها ومن ثمّ ضيّقت عينيها قليلًا لتهتفَ بنبرةٍ هادئـةٍ كذبةً ارتدَت وشـاح الحقيقة : ما أبي أبوي يعرف هالأشكـال ... يكفّي وثق بالأول ذاك وطلع حقير.
جيهان دون فهمٍ حتى الآن لحجمِ غضبها عقدت حاجبيها قليلًا، وبهدوء : شوفي أنا صح من البداية مو متطمّنة له وقلتها، شكله من نسل مسيلمة الكذاب بس عمومًا ما أتوقعه يعني نذل وحقير على قولتك .. بس متصنّع واضح هالشيء.
ابتسمَت بسخرية، متصنّعٌ فقط؟ لم يتوقّف الأمـر عند تلك الصفة، ذلك الرجُل خطير ! خطيــرٌ بدرجة لا تكفِي الكلماتُ لتصفه!!

في الأسفل ، استقـام تميم يكتمُ ضحكتهُ بملامِح هادئة يتصنّع بها عدمَ الفهم وهو يسمعُ ليان التي نظرت لوالدها بتذمّرٍ وهي تلفظ بخفوت : وش تقولون؟
نظر لها يوسف وهو يبتسم : بعدين أقولك حبيبتي خليك بس عاقلة.
ليان تعقدُ حاجبيها وكأنّها تحاول التأكّد من أمرٍ ما تذكره ، وبتساؤل تقتربُ منه وكأنّها لا تريد لتميم أن يسمـعها : هذا اللي كان معانا بالمطعم صح؟
ابتسم حتى ظهرت أسنانه وهو يفهم أيّ مطعمٍ تقصد وأيّ يوم، حين سلّم عليه وبقيا يتحدّثان لدقائق، هزّ رأسه بالإيجابِ وهو يلفظ : أيه حبيبتي.
ليان : اها كانت جوج تقول عنه كذّاب وحلو .. عرفته عرفته.
بهتت ملامِحه قليلًا إلا أنه لم يفقدْ ابتسامتهُ التي ارتبكت وهو يزفُر ويشكر الله أنّه لا يفهم حديثها، ستجلب أحداهما لهُ مصيبةً ذات اليوم! جيهان أو لسان ليان الذي يسرد ببراءةً كلّ ما تسمع !!
بينما حافظَ تميم على قناعهِ الهادئ أمامه، يتصنّع عدم الفهم وهو يلفظُ بابتسامةٍ هادئة : اسمح لي.
أومأ لهُ يوسف بصمت، ليتحرّك تميم مبتعدًا ، وما إن استدارَ حتى رفعَ حاجبه الأيسر بتفكيرٍ عميق/غاضبٍ بعض الشيء، من تقصِد بـ " جوج؟ " أكانت تلك التي تصادم معها البارحة أم الأخـرى؟ لا يدري أيّ مطعمٍ قصدت وفي أيّ يوم .. لكنْ لو أنّها كانت نفس الفتاة وهذهِ الجملة في وقتٍ قريب لما ألحقتها بوصفٍ مادِحٍ كـ " حلو "!
ابتسمَ ابتسامةً باردةً وساخـرةً في آن ، لنرى إلى أين سنصِل !!

يُتبــع . .


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-09-16, 10:48 PM   المشاركة رقم: 924
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




،


وصلا إلى عتبـة الباب، وصـل إلى مبتغاه ببساطة، وانتهـى النقـاشُ الذي احتدَّ مرّاتٍ من جانِب ذاكَ لصالحِه، استطـاع أن يكسِب رضاءهُ على الديَة ، وأخيرًا !
ابتسمَ سلطان ابتسامةً غريبةً على ملامِحه وهو يخرجُ ومن خلفِه مراهقٌ كـان ينظُر لهما بنظراتٍ فيها الكثيرُ من الحقد، لم يخرجْ خلفهما والدُ إبراهيم بل ترك هذا الصبيّ ليُخرجهما.
نظـر له، ومن ثمّ أغمضَ عينيه بحركةٍ وداعيةٍ فاترة دون أن يلقِي بالًازبنظراته، بينما ابتسمَ لهُ عناد وهو يلفُظ بتفهّم، يدرك الحقدَ في عينيه ويلُوم سلطان على ما فعَل تحت ذريعةٍ جافّةٍ لا تكفِي! : الله يرحمه ، هو أكبَر أخوانك؟
رمقهُ الصبيُّ للحظاتٍ دون إجابـة، تشتعلُ عينـاهُ بحقدٍ يلفظهُ إليهما، يُخبرهما مليًّا أنّه لم يرضى بأن يذهبَ دمُ أخيه بمـال!
أجابَ من بين أسنانِه بعد وهلةٍ من الصمت : لا ، قبله كان فيه واحد ومات بحادث سيّارة ... واللي صدمه ما نعرفه ، هرب ولا عرفناه ، والحين ذا ذبح أخوي ونعرفه ، تجون أنتوا تقنعون أبوي يعفي عنه! أبوي ما يحبّه .. كان دايم يهاوشه ويعصب منه .. ما يحبه مثلي ومثل أمي .. أنتوا استغليتوا هالشيء .. هو انقهر على موته بس مو مثلنا، هو ما يحبه كثير وممكن ينسى ، بكى عليه بس مو مثلنا ، قال إنّه كان ولد عاصي وكان يتوقّع إنه يموت بطريقة شينة من مصايبه ومن نفسه .. هو ما كان يحبه مثلنا! عشان كذا عادي يرضى يترك اللي قتله ، وأنتوا استغليتوا ما فكرتوا فيني وفي أمّي !
انفجَر وكأنّه كان ينتظرُ حديثًا من أحدِهما . . صدّ سلطان عنه، كيفَ تهزِمه نظرةُ طفلٍ وكلماتُ طفلٍ ونبرةٌ حارّةٌ من طفل! كيفَ تهزمهُ حرقة قلبِ طفلٍ ثـار على روحٍ فقدها كما حدَث لهُ قبل سنين ... يُشبهه، كم يُشبهه! يا الله كم تشابكت أقدراهما بطريقةٍ مـا، كلاهما فقدا عزيزًا، كلاهما سيبقى القاتـل طليقًا، لن يأخذ العقاب المرجوّ ولن يموتَ كما أهدر تلك الروح ، يا الله كم يُشبهه! هل يُشبهه حين كـان طفلًا حقًا؟ يذكُر الكثير من التفاصِيل ، لو أنّه علِم سريعًا عن القاتـل كان لينفجر مثلهُ بنارٍ أكبر من سنِّه ، يذكُر الكثير ، الكثيييير !! في طفولتِه لم يخبره سلمان أنّ القاتـل - تلفيقًا - كان راضِي، لأنّه من جهةٍ أخرى يدرك حبّ الطفـل له ، كان يظنُّ أنهم لم يجدوا من قتـل والده، ولم يدرك إلا حين كبُر . . كيفَ كانت مشاعرهُ في ذلك اليوم؟ حَقد ، حَقد ، كحقدِ هذا الصبيّ أمامَه ، يا الله ما الذي يفعلـه؟ . . وكأنّه أفاقَ وشعرَ أخيرًا بحجمِ القهر الذي سيولّدهُ في روحِ طفلٍ يقاربُ من عمرهِ يوم فقد والده . . ما الذي يفعله؟
التهمتهُ من تلك اللحظـاتِ صرخةٌ حادّةٌ جاءَت من داخِل البيت، جعلتْ الطفـل ينتفضُ فجأةً ويشدُّ على مقبضِ الباب الذي كان يقِف عنده، تتّسع عيناهُ بصدمةٍ اهتزّت في صدرهِ وهو يسمعُ صراخًا أنثويًا استطاعا استنتاج هويّة صاحِبه ، كانت الأم الثكلى، تصرخُ باعتراضاتٍ محترقة، قريبةً وصلت إليهما : لااااااا ، ما يروح دم وليييييدي بفلوس ما يرووووح ، شلون توافق شلون؟ قلت لك لا توافق ، قلت لك بتكون وقتها عبد للفلوس ترخص ولدك عشــ . .
بُترت كلماتُها وقتذاك وانطفأ صوتها ولم يسمعا المزيد، لكنّهما وجدا في تلك اللحظـة ذاك الصبيّ ينكمـش على البابِ ويستسلمُ لدموعٍ مقهورة، يبكـي بحرقةٍ وهو يُغمض عينيه، في حينِ وجّه عناد نظراتِ لومْ لسلطان الذي لم ينظُر إليه، بل كان يوجّه نظراته للصبيّ أمامه ، ويرى نفسهُ فيه.
تحرّك بعد لحظـة، لم يبتعِد، بل تقدّم إليه حتى وقفَ أمامه مباشرة، شعرَ بهِ الصبيّ ليفتحَ عينيهِ وينظُر إليه بغضب، وبصرخةٍ مقهورةٍ ملأت عنـان صدره : وش تبي واقف بعد؟ انقلـع لخويّك المجرم .. أنت أصلًا أكيد مثله ما راح تطلع منها . . .
أخفضَ سلطان جزءَه العلويَّ من جسدهِ في تلك اللحظةِ إليه وهو يبتسمُ ابتسامةً حنونة، وصل إلى مستواه، وتلك الابتسامـة اختلفت عن ابتسامته السابقة والتي كان قبل لحظـات ، ابتسامةً جعلَت الصبيّ يصمتُ وهو ينظُر إليه دون استيعابٍ وببهوت !
سلطان بهدوء : أنا مو مثله .. أنا مثلك أنت.
رأى الصدمة في عينيْ الصبي، لكنّه سرعان ما تجاوزها ليهتف من بين أسنانه بغضب : تخسي . . ما بقى إلا أمثالك.
سلطان دون أن يرى في كلماتِ الطفل ما يغضِبه ، لفظَ بهدوءِ نبرتهِ ذاتها : أبوي انذبح وأنا صغير ... والقاتل للحين ما تعاقب ولا حتى دروا عن اسمه! القاتل شخص عايش مبسوط والناس تحبّه . . بس اللي ذبح أخوك الناس كلها بتدري عنه ، وحتى لو كمّل حياته ما راح يتهنّى فيها مثل ما يبي.
هدأت ملامح الطفلِ قليلًا ممّا سمِع ، والدهُ قُتل، والقاتِل طليقْ ، يعيشْ .. كما سيحدُث في مأسآتِهم! . . كان قد هدأ مصدومًا، لكنّه أزاح صدمتهُ جانبًا حينَ وجَد حقدهُ يتصاعدُ منه بعد أن أدرك تلك النقطـة، قُتل والده ، ورغم أنّه يدرك شعوره الآن لم يُبالي! لم يُبالي أبدًا !!
لفظَ بحقد : مع كذا توقف بصفّ المجرمين وتحرق قلوبنا .. احنا وش ذنبنا إذا كان خويّك؟!
سلطان برويّة : تدري وش أحسن من القصاص ومن الدية بعد؟ بعيد عن العفو وكل شيء . . تصدّق عنه وادعي له . . لو كنت تحبّه تصدّق عنه واكبر على الصدقة والدعاء ، القصاص يبرد قلوبنا، بس اللي مات أيش يحتاج أكثر؟
الصبيُّ بغضب : قلتها .. يبرّد قلوبنا . .
قاطعه سُلطان بابتسامةٍ حنونة : قلوبنا أهم من حاجة الميّت للحسنات؟ الديَة لو تبني فيها مسجِد له مو أفضل؟ . . شوف بسألك ، شلون كان إبراهيم وهو حيّ؟
الصبيّ باستهجانٍ يلفظُ بتساؤل : ما فهمت.
سلطان : كان يحافظ على صلاته وما كان يزعل أمّك وأبوك وكان صالح؟
صمتَ الصبيُّ فجأةً وصدَّ عنه بغضب، كان يريد أن يقول لهُ بكلّ حدة " أيه " لكنّه صمت لا يجدُ مبرّرًا للكذب ، حينها اتّسعت ابتسامة سلطان بتفهّمٍ وهو يربّت على كتفِه : كلّم أبوك يبني عنه مسجد ويحجّ عنه لو يقدِر . . يمكن يجي بيوم القيامة أفضل من هالقاتـل . . يمكن هالشيء خيرة له أكثر من القصاص .. واضح إنّك ذكي وبتفهمها.


،


بعد صلاة العصرِ بقليل، كانت المساجِدُ قد انطفأ صوتُها قبل لحظاتٍ وجيزة، لم تُغلق أبوابُها وبقيَ فيها من بقي . . رفعَت سجّادتها ورداء الصلاة لتطويهما وتضعهما على طرفِ السرير، نظـرت مليًّا إلى النقوشِ المرتسمَة على السجّادةِ وكأنّها تغيب ، تغيبُ بين دهاليـزها ، كان غيابُها شرودًا ، وتفكيرًا تائهًا ، وظلماتٌ بعثَت في صدرِها فتورًا ، ومغيب !
لا تستطِيع حتى الآن أن لا تكون طامِعةً بِه ، دعَت في كلّ سجدة " اللهم سخّر قلبه لي " ولم تتوانَى في محاولة الخشوع . . هو من أمسكَ يدَها لتسيرَ في الدربِ الصحيح، وهي الآن تتمنّى ، بملءِ خشوعها ، أن تسيرَ في دربِه هو.
خرجَت من الغرفةِ وهي تتنهّد وتمسحُ على فكّها ومن ثمّ تمرُّ على عنقها، تأوّهت فجأةً حين مرّرت أظافرها الحادة دون شعورٍ منها بقوّةٍ على جلدِها الرقيق، لوَت فمها بغضبٍ مُفاجئ ، ومن ثمّ مسحَت على الخدشِ البسيطِ وهي تُشدُّ على شفتيها وتفرّغ غضبها ذاك بشدّها عليهِما ، غاضبـةٌ من نفسها ، فقط من نفسِها! ليست غاضبةً ممّا حدثَ لها ، بل غاضبةٌ من نفسها الواهنـة والغبيّة التي أوصلتها إلى هنا . . والآن لازالت ضعيفة !
اتّجهت لغرفة أمّها ، طرقَت الباب بهدوء، لم تجِد إجابةً لذا غضّنت جبينها وكادَت تتراجـع بتردّد ، لكنّها عوضًا عن ذلك تقدّمت بربكة، فتحت الباب ودخَلت هاتفةً بمناداةٍ خافتـةٍ متردّدة : يمه . .
صمتت فجأةً وهي ترفعُ حاجبيها، كانت تسجُدُ في لحظةِ دخولها ، تُصلّي ! . . ابتلعَت ريقها بربكـة ، صدمها رؤيتها وكأنّها لم تراها من قبل ، نعم! تذكُر أنّها في لحظـاتٍ قليلةٍ قد رأتها ومن المستحيل ألا تكون رأتها خلال أربعةٍ وعشرينَ عامًا! لكنّها نسيَت ، وحين رأتها الآن شعرت بشعورٍ غريب! لم تفهمه ، لا تدري ماهو .. كـان غريبًا، لكنّه بالمقابل، موجع!
كادَت تتراجـع، لم تنتبه أنّها أطالت في النظـر إليها بعينينِ متفاجئتين ، بعينينِ فاترتين ، باهتتين، جفّت زواياها وكأنّ خريفًا آواها . . أطالت حتى انتهَت أمها، وفي اللحظة التي كانت فيها تتراجـع كان ام غزل تستدِير وهي تبتسم هاتفة : تعالي خلصت.
توقّفت غزل وهي تعقدُ حاجبيها قليلًا، مرّرت طرف لسانها على شفتيها ، ومن ثمّ تحرّكت بخطواتِها المتّزنة اتزانًا معوجًّا لتدخـل، أغلقَت البابَ بعد دخولِها قبل أن تتابـع اقترابِها منها حتى جلسَت على طرفِ السريرِ حيثُ أشارت أمها وهي تترك سجّادتها ورداء الصلاة في موضِعهما دون أن تطويهما كما ينبغِي.
اقتربَت منها بعد ذلك لتجلسَ بجانِبها وهي تضعُ كفّها الدافئـة على كفِّ غزل من فوقِ حُجرها، وبابتسامةٍ ناعمة : وش كنتِ تبين حبيبتي؟
نسيَت، ببساطةٍ غرقَ ما كانت تريد قولهُ في بحرِ النسيـان، أخفضَت وجهها إلى كفِّ أمها المسترخِي فوقَ كفّها، سُمـرةٌ من لهبِ جيناتٍ كانت في قاموسها " خيبات "، سُمرةٌ تُطابقها فيها ، من أينَ استمدّتها هي؟ من لهبٍ مثلها خُلق معها في رحمِها؟ أم كـانت صبغةً تعنِي انسكـاب الدلالِ في طبقاتٍ تراكمَت وأحالتها اسمرارًا زاهيًا !
عادَ الضيقُ يغزوها، رغمًا عنها كانت ترفعُ عينيها/سهامها المعطوبـة بعدمِ الاندفاع، تُطلقها وتسقُط في غياهِب الانكساراتْ . . حدجتها ببصرٍ مكسور، ورغمًا عنها أيضًا، كان صوتُها ينسكبُ بخريرِ نهرٍ رغمَ جريـانِه لُوِّث! : من متَى تصلّين يمه؟
وكأنّها ألقَت غبارًا من الصدأ، نثـرتهُ في تقاسيمها التي تجمّدتْ من صدأ هزَّ أركانَ الصلابـة والالتماع ، كـان سؤالها صادمًا، غريبًا! جعل ملامحها باهتةً برماديّةٍ مُشرئبّةٍ باسمرار، عقدَت حاجبيها الرفيعين، توتّرت للحظـة ، وبخفوتٍ لا تدري ما ردّة الفعلِ المُلائمـة : من صغري ، ما أذكر كم كان عمري بالضبط.
غزل ببهوتٍ متحسِّر : كنتِ قد تجاوزتِ العشرين؟
ام غزل بغرابةٍ ترفعُ حاجبيها وهي تُجيبها : لا ، كنت أقل من 18 سنة ما أذكر كم بالضبط.
غزل باختناقٍ تقوّسُ فمها وهي تهمس : يعني ممكن 15 ، وممكن قبلها بعَد . . يعنِي تدرين وش الدِّين وما اهتميني لو دخلت النار !
اتّسعت عيناها بصدمَةٍ تشنّجت بها كفُّها التي انتشـر فيها صقيعٌ طردَ الدفء، ظلّت متجمّدةً للحظة وحديثها فاجئها ، بديهيٌّ أن تدرك أينَ كانت ابنتها، بديهيٌّ أن تراها بكلُّ منقّصاتِها وبكلُّ صفاتِها، عاداتها، تُدرك منها الكثير والظاهـر لكلّ أم ، لكنّها إطلاقًا ، لم تفكّر بأن توجّهها !!
غزل بعتبٍ موجوع تشدُّ على شفتيها كيْ تُطفِئ رعشتهما : لو ما تزوجت سلطان ، لو ما عرفته .. ما كنت بعرف أصلّي بيوم ويمكن بالنار وعادِي! ما فكّرتِ بهالنقطة ، ما أهمِّك ، بأبسط الأمور ما أهمِّك.
لا تجدُ ردًّا ، لا تدري ما تقُول، لكنّها شدّت على كفّها في النهاية، وانسكبَ من بينِ شفتيها تبريرٌ باهِت/شفّاف لا معنَى له! : تركتِك لطبيعة الحياة من حولك .. أكيد بتعلّمك ... محد ما يعرف الدين بهالوقت! فكنت متأكدة بتعرفين بنفسك وتمشين بالطريق الصح!
ابتسمَت ابتسامةً ساخِرة، صدّت عنها وهي تشعُر بالقهرِ من ذاك التبرير السخيف! نظـرت للأرضِ لوقت، لو كانت قناعتها صحيحةٌ لفعل سلطان نفس ما فعلت أمها وتركها للبيئة كيْ تعلّمها وللزمان الذي قِيل فيه " لا أحد يجهل ! " . . مرّرت طرف لسانها على شفتيها، ومن ثمَّ هتفَت بسخريةٍ وهي تنظُر للفراغ : لو محد جاهِل ، فيه اللي ساذج وما يدرِي بقيمة الصحّ! مو كل عارف بيطبّق اللي يعرفه ، أجل دامك تعرفين اسم المسيحية صيري مسيحية ، مو منطق هذا ! لمتى كنتِ منتظرتني أوجّه نفسي بنفسي؟ لما يصير عمري ثلاثين؟ خمسين ستين! أو لما يصير عمري برزخي؟!
ام غزل تُغضِّن جبينها باستياءٍ من حديثِها ونبرتها التي احتدّت فجأة : غـزل . .
غزل تقاطِعها وهي تقفُ دون أن تنظُر إليها : آسفة .. ما قصدت.
ام غزل تتنهَّدُ بضيق : اجلسي .. إنتِ تدرين إنّي غلطت ، كل شيء وكل شخص من حولك كان غلط ، عشان كذا امسحي كل القديم وخلينا نبدأ من جديد ... الحمدلله إنّ ربي كتب لك ولي عُمر نعدّل فيع من أخطاءنا.
غزل تبتسمُ بأسى وهي تنظُر إليها : كل شيء من حولِي كان غلط ، إلا هو !
ام غزل بحزم : بتنسينه بهالوقت لين ما أشوف لك صرفة وأخليك تقبلين بموضوع الخلع . . اجلسي بتفاهم معك .. إنتِ لازم تعيشين حياتك وتبدأين من جديد . .


،


استندتْ قُبلةٌ حنونةٌ على جبينِه، عينيهِ الصغيرتين النائمتينِ على سحابـةِ مرَض، أنفه الصغير، وأصابعٌ تتخلخلُ خصلاتِ شعرهِ الشعثـاء والملتويـةِ بتشابكٍ يُشبه تشابك الحسرة في قلبها، تجلسُ على طرفِ سريره، وتبتسم لملامِحه الصغيرةِ وهي تستشعرُ الخطواتِ التي تعبُر بخفوتِها وهدوئها من حولِها كي ترتّب بعض الفوضى في غرفته.
تناولَت جودْ بعض الملابس من الأرض، تجمعها بينَ يديها ومن ثمّ تتّجه للباب حتى تأخذها لغرفة الغسيل، نظـرت نحو بثينة وهي تقفُ أمام الباب المفتوح، ابتسمَت ابتسامةً ناعمة، وبنبرةٍ خافتـةٍ تحاول بِها مواساتها : بيكون بخير ، لا تعطين الموضوع أكبر من حجمه وتوسوسين معه.
لم تُجبها بثينة وهي تنظُر نحو زياد النائِم، تمسحُ على شعرهِ وعيناها تُعتمـان بحسرتِهما.
تنهّدت جود، لتردف أخيرًا بخفوت : أبوه مو مقصّر و . .
قاطعتها بثينة التي أدارَت رأسها بعنفٍ لتظهر عيناها اللتين اشتعلتـا عوضًا عن عُتمتها قبل ثوان، شدّت على أسنانها بغضبٍ مُفاجِئ، وكأنّها كانت تنتظرُ ما يغضبها كي تصرخ ، كي تثُور على حسرتها بالغضب ، لكنّها الآن لم تكُن لتستطِيع الصراخَ وزياد نائم ، لذا لفظَت من بين أسنانها بنبرةٍ خافتةٍ رغمَ حدّتها : الله لا ياخذ إلا أبوه ..
جود بهدوء : ما يصير بثين ، سيف ماله دخل هذا أمر ربّك . .
بثينة تقاطعها بغضب : الله ياخذ من عمره ويطرحه في وليدي ...
جود بصبرٍ تتنهّد : العمر مقسوم محد ياخذ عمر أحد .. لا تفجرين بالقول الله يهديك بس.
بثينة : اذلفي من وجهي .. أنتِ طول عمرك بصفّه منتِ مع أختك .. انقلعي الله ياخذك أنتِ وهالسيف.
هزّت رأسها بالنفي، لا فائـدة ترجى من الحديثِ معها، لكنّها أيضًا لا تستطِيع العتب عليها في خضمِ حسرتها هذِه .. زفـرت وهي تتحرّك وتخرج هذهِ المرّة دون إضافـة كلمةٍ أخرى ، بينما نظرت بثينة إلى زياد لتبتسمَ بحبٍّ وهي تهمس : يا حبيبي يا زياد.


،


هرولَت الأيامِ على جبينِ الوقت، عجّنت ما بينَ حاجبيه في استيـاء، ولَّفت فواقَ البسمَة الصاخبـة، وليست العابـرة والتي يُطفئِها نسيمْ.
أطبقَت شاشةُ حاسوبها وهي تبتسمُ براحـة، توجّه عينيها إليه، ترفـع حاجبيها بقليلٍ من التحدّي والانتصار وهي تلفُظ : A+
ابتسَم أدهم وهو يحرّكُ كفيه بالهواءِ مغيظًا لها، يجلسُ على كرسيٍّ ينزوِي بعيدًا عنها وهو يلفُظ باستفزاز : فيه غلط صدّقيني . .
إلين باعتزازٍ ترفـع ذقنها : لا تحاول ، المزاج عال العال ما راح تخرّبه عليْ.
أدهم : تدرين إنّي على إهمالي وتلاعبي بالدراسة ولا رسبت بمادة بيوم؟
تتصنّع أنه لا يستفزّها، لكنّه كان ماهرًا، إن لم يكُن في كلماتِه ففي صوتِه، ملامحِه، عيناه الباردتان . . صفّقت بكفيها وهي تهتفُ بذهولٍ متصنِّع : وااااو أنت معجزة لازم تُدرَّس في الأجيال اللي طموحها الفشَل.
أدهم : هههههههههههههههه صدقتي والله ، ما كنت أرسب بمادة بس قد عدت سنة بكبرها يا حليلي.
اتّسعت عيناها بصدمة وهي تفغرُ فمها، إلا أنها سرعان ما أطبقتهُ وهي تضيّق عينيها بغيظٍ وتُتمتم بصوتٍ وصل إليه مشوّشًا بسخريةٍ حانقة : ما شاء الله . .
أدهم يبتسمُ ببرود : تبيني أعلّمك؟ بس هذي ما يفهمها إلا العباقرة.
وضعَت حاسوبها جانبًا وهي تنهضُ من السريرِ وتتحرّك باتّجاه البابِ كي تخرج وهي تلفُظ باستهزاء : العباقرة في الفشل . . الله يخلف عليك.
أدهم : من باب الطيبون للطيبات ترى الفاشلون للفاشلات.
إلين : وأنت الصادق أنا حالة اجتمـع فيها سوء المنقلب والحظ ، الله يكون بعوني بس.
أدهم يضحكُ ضحكةً استفزّتها ومن ثمّ يلفُظ بأمرٍ رقيق : تعالـي يا حلوتِي ..
إلين تعقدُ حاجبيها وهي تلوِي فهما بامتعاض : وش تبي.
أدهم يـشير إلى خدّهِ وهو يبتسمُ بمكر : وحدة بس.
انفجَرت ملامحها بحُمرة الخجَل، شدّت قبضتيها بحنقٍ وهي تصدُّ عنه في اللحظة التي صدَح فيها صوتُه بتسليةٍ وعبث، تحرّكت تنوِي الخروج، إلا أنّه وقفَ سريعًا كي يهرولَ إليها وتصرخ رغمًا عنها بهلعٍ وهي تسرع للخرج ، لكنه كان أسرع، أمسكها من معصمها ما إن تجاوزت الباب وسحبها إلى صدرِه الذي ارتطمَت بِه ، شدّت على أسنانها بغضبٍ وهي تضربُ صدره بقبضتيها وتهتفُ بنبرةٍ مختنقةٍ من الخجل : سخيف .. وربي سخيييييييف . .
أدهم يمدُّ إحدى يديه ليضعها على البابِ ويُطبقه ، تراجعَ بِها حتى ألصقَ ظهرها بِه وهو يبتسمُ بمكرٍ لملامِحها المضطربة حرجًا : والحين وين بتروحين؟


،


" أنت دايم ما تجِي إلا وفارس مو هِنا؟ "
ضحكَ على تعليقها ما إن فتحَت البابَ ورأته أمامها، يُدرك أنّ فارس ليس في المنزِل فهو قد حادثهُ قبل وقتٍ وجيز، هو جـاء لأجلها هي وليس لأجل فارس.
لفظَ فواز بضحكة : أعتبرها طردة؟
شعَرت بالحرجِ إلا أنها لوَت فمها وهي تصدُّ وتهتفُ بتذمّر : ادخل.
انزاحَت عن البـاب كي يدخُل، تقدّم وهو يهتفُ بهدوء : بنتظرك بالمجلس جيت عشان نطلع.
جنان تعقدُ حاجبيها باستنكار : وشو؟ كذا بدون لا تعلمنـي من قبل؟!
فواز يرفعُ حاجبهُ وهو يمرّرُ اصبعه على أرنبةِ أنفه : ما يبيلها .. اكتشفت إنّك من أقليّات أنثوية تجهز بسرعة.
تراجعَت للخلفِ ووجنتيها تحمرّانِ قليلًا وهي تشعُر بدغدغةٍ سرَت في أنفها، وبنبرةٍ فيها الكثيرُ من الخجل والغضب للمسته تلك : متى أمداك تكتشف هالمعلومة إن شاء الله؟
فواز : هههههههههههههه وش هالجلافة يا بنت؟ عمومًا اكتشفت وبس ، مو مشكلتي إذا ذاكرتك ضعيفة . .
كان يقصدُ إحدى الأيام التي اتّصل بِها فجأةً وأخبرها أنّهُ سيمرُّ بها ليخرجا، تحرّكت وهي تُميل فمها قليلًا وهو من خلفِها، أوصلته للمجلسِ ومن ثمّ اتّجهت للأعلـى حتى تتجهّز سريعًا، لا تنكُر أنّها ما إن سمعَت صوت الجرسِ حتى علا في صدرِها قلقٌ من ان يكون هو! هيثـم ، والذي مكثَ جالسًا معهم لعشرِ دقائق تقريبًا ذاك اليوم قبل أن يرحَل، لم يكُن هناك انسجامٌ في أحاديثِه مع فواز بل عدائيّةٌ واضحـة جعلتها تستنكُر قليلًا ، كانت شكوكها في محلِّها، بينهما أمرٌ مـا، ولا تنكرُ أنّها متوجّسةٌ منه بعض الشيء!
صعِدَت للأعلـى ، وهي تُمرّرُ لسانها على شفتيها، حتى فارِس كان غاضبًا في الأيام التي رحلَت ، وتدرك تمامًا سبب غضبه الذي لم يُفسّره لها.


،


تستعيدُ الكثير من الكلمات ، مُعظمها كناياتٌ عن بداياتٍ جديدة، وأخرى كناياتٌ عن النسيـان، أو التناسِي ، والعدُول عن الذكرى.
استقرّت فوق سريرِها وهي تنظُر للفراغِ أمامها، تشدُّ ركبتيها إلى صدرها وتُحيط ساقيها بذراعيها، تتنهّدُ بضيقٍ وهي تفكِّر به . . يا للسخرية، كيف عسايَ أنساه وهو من قال لهُ النسيانُ في صدري " حاشاك منّي " ، كيفَ أبترهُ وهو من حاكاهُ البتّارُ المصقول " حُرِّمتُ أنْ أبترك " . .
آخ ، هو فقط عذابيَ الباقي في الدنيا ، عذابـي الباقي ، والأثير !
نظرَت لهاتِفها الذي يستقرُّ جانبها، منذُ وقتٍ تمنعُ نفسها من أخذهِ والإرسال إليه رغم أنها مشتّتةٌ عند تلك الفكرة، رسالةٌ ليست من بابِ الشوق رغم اشتياقها ورغمَ أنها قد تكون فعلًا - من باب الشوق -، تريد فقط أن تقول لهُ ببساطةٍ أنها ستبدأ حياةً أخرى وعمَل كما اقترحَت عليها أمها كي تشغل عقلها وفراغها وتتناساه ، خشيَت أن يُغضبه ألا تُخبره ، لذا تريد أن تخبره وإن كان في رسالةٍ وجيزة . .
مدّت يدها للهاتِف بتردّدٍ وهي تبتلعُ ريقها ، هل ترسلُ إليه . . أم تتّصل؟

.

.

.

انــتــهــى . .

وموعدنا القادم الأحد بإذن الله

ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 23-09-16, 10:50 PM   المشاركة رقم: 925
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

فصل رائع جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 09:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية