لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-16, 04:54 AM   المشاركة رقم: 891
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

شكرا كيد على الجزء الرائع ..

إلين وأدهم .. ربّ ضارة نافعة .
موضوع الفيس بوك قادهما إلى بداية اللقاء .

سلمان .. وكما اتضح أنه بريء من قتل أخيه فهد
وكل ذاك التصنع أمام سلطان كان من أجل حمايته
وإبعاده عن ملاحقة من قتل أباه خشية أن يصيبوه
بأذى ..

سلطان وغزل .. لا تلام على ردة فعلك العنيفة وربما لو
غيرك كان قد قتلها . لكنك نسيت أو تناسيت أنها
قد أخطأت قبل الارتباط بك ، وأنها كانت رافضة و بشدة
لهذا الارتباط .

تميم .. الله يستر منه .. ماذا يخطط وماذا يحيك من خلف
جده ؟ هل ينوي إيذاء يوسف وعائلته؟
أم أنه يحاول أن يحميها من شرّ جدّه

بانتظارك بإذن الله .

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 17-08-16, 10:18 PM   المشاركة رقم: 892
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساءكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية


البارت إهداء للجميلة .. Maysan .. عاد كانت منتظرة لحظة كشف غزل ومنتظرة اهداء لانتظارها :p اهو وصل .
شكرًا لتواجدكم، شكرًا لكلماتكم الطيبة سواءً بالمتصفح أو خارجه، شكرًا للروايـة اللي جمعتنا .. إن شاء الله أكون دائمًا عند حسن ظنكم والله يكتب لي التوفيق والوصول للنهاية بسلام ويجعل هذهِ الرواية شاهدة لي لا علي :$$ ،

بسم الله نبدأ ، قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات


(79)*3



تقلّبت فوقَ السرير ، تضطجِع على صفيحةٍ ملتهبـة، نـار، نـارٌ أسفلـها تكويها، وكأنّ المفرشَ في لحظـةِ اشتعـالٍ سافرَ في خضمِ النـارِ وعاد! .. مدّت يدها اليُسرى لتضعها على جانب وركها الأيمَنِ وهي تشدُّ أسنانها وتقوّس فمها، تئنُّ وألمُها يكبُر أكثر، تشعُر أنّه زحفَ من عظامِ وركِها إلى كامِل جسدها .. انقلبَت على جانِبها الأيسرِ وصوتُها يبكِي بأنين، دموعها لم تسقُط، لكنّ صوتها كان يئنُّ ويبكي ... سيقتلها الألم! سيقتلها الخوف، ستقتلها الوحشـةُ في هذهِ الغرفـة ، يا الله كم من القسوةِ امتلكّ في تلك اللحظـةِ حتى ينفيها هنا! نظراتـه بعدَ جملتها الأخيرةِ تلك كـانت كالجحيم، كـان يبتسـم بقهرٍ وغضب ، قبـل أن يدفعها لتصتدمِ بالبـابِ من خلفِها، دفعـةً كانت كافيـة، لتنشـر الألـم هذهِ المرّةَ في عمودِها الفقريّ بينما ضاعفَ آلام وركِها ، فغـرتْ فمها بألمٍ وهي تُغمـض عينيها، بينما نظـر لها سلطـانْ بقسوةٍ وهو يلفظُ بنبرةٍ متسلّطة : اطلعـي .. ما أبي نكون تحت سقفْ واحد وبنفس الغرفـة ، كفايـة تلوّث وقذارة لهنا! .. روحي نامـي يا نظيفة بنفس الغرفـة اللي تجاوز فيها واحد من أمثالك عليك * ابتسمَ بسخرية * أشك! .. يمكن يكون من كلابك القدامـى واشتاق لك! وأنتِ بالمقابـل استغلّيتي الفرصـة وسويتي التمثيلية الرخيصة هذي.
ابتلعَت ريقها، أخفضَت رأسها للأسفـل وصوتُها يختنـقُ بانكسـاره، لا تستطِيع الاحتمـال رغمَ أنها كانت تستعدّ! لا تستطِيع احتمـال هذهِ الكلمـاتِ التي يلقيها عليها وكأنها إحدى ال******ِ لوّنت القذارةُ أجسادهن! .. رفعَت يدها اليُسرى لتُمسك عضدها الأيمـن وعيونها تشتدُّ إغماضًا عن رؤيـاه، عن النظـر إلى الأرضِ حتى! .. لا تستطِيع احتمـال قسوته رغمَ أنها انتظرت منه كرهًا واحتقارًا ، وآمنت أنها تستحقُّ كلّ ما قد يأتيها منه! .. إلا أنها في النهايـةِ همسَت ، بصوتٍ مختنق، متألّم .. منكسِر ! : لا تقذفنــي !
سلطـانْ يقتربُ منها ببطءٍ وهو يلفظُ بخفوتٍ مستنكرٍ وكأنه شكّ بما سمـعه : نعم !
غزل ترفـع وجهها إليه ، كـانت قدْ فتحَت عينيها، وأطلقَت منها سهـامَ حُزنها دون أن تُصيبه، تقوّس فمها بوجَع، ومن ثمّ همسَت باختنـاقٍ يتضاعف، تكرّر ما قالت : لا تقذفني !
رفـع حاجبـه باستخفاف، ومن ثمّ اقتـربَ منها ببطءٍ حتى شعرَت بحرارةِ جسدِه لتلتصقَ بالبابِ مباشـرةً وهي تبتلعُ ريقها بذعر، وضعَ كفّه اليُمنـى بجانِب رأسها على الباب، ومن ثمّ انحنـى نحو وجهها ببطء، ليهمـس أخيرًا بحقد، باحتقـارٍ وقهر! : لفظ القذف .. ينقال لما يكون بحق العفيفات .. الطاهرات .. مو على أمثالك!
عضّت شفتها بألمٍ وهي تُخفـض وجهها بهوانٍ أكبـر ، لم تستطِع أن ترد! تضخّمت غصّتها حتى اختنقَت بقيّة كلماتِها في حنجرتها ولم تستطِع البزوغَ بوجود، أغمضَت عينيها بقوّة ، في حينِ ابتعدَ سلطـان وملامحـه تتعجّن بضيقٍ من مرآها لعينيه ، وبحدةٍ آمـرة : اذلفي .. روحي للغرفـة نفسها ، لو أكتشف إنّك نمتِ بغيرها الكف اللي اليوم بيجيك أضعافه بكرا .. مع إنّي أشك بموضوع محاولة الاغتصابْ ذا بس لو كـان صح ... فبيرضيني عذابك النفسي وأنتِ تعيشينه من جديد وما تحسّين بذرة أمان!
اتّسعت عيناها بصدمـة ، ارتفعَ رأسها بسرعةٍ إليهِ دون استيعاب ، أي فمٍ قد ينطقها؟ أيّ رجلٍ قد يقولها لزوجتِه؟! يريدها أن تحيا اللحظـاتِ القاتلـة تلك من جديد! .. هل ، هل هو واعٍ لمَا يقول!!
تشنّج فكّها ، بينما رمقـها سلطـان من زاويـةِ عينِه بعدَ أن استدار، يشعُر بنارِ ترتفـع في صدرِه ولا تنطفئ، نـار غضبٍ وقهر ، لا يدري كيفَ لم يقتلها حتى الآن، كيف!! أيّ - حِلمٍ - ذا الذي تلبّسه!!
صرخَ فجأةً بنفادِ صبرٍ وهو يكادُ أن ينفجـر في أيّ لحظـة : وش عند واقفـة انقلعــي من وجهي !!!
ظلّت لوهلةٍ تنظُر إليهِ بالنظراتِ المصدومـةِ ذاتها ، لا يُمكـن هذا! ، أيُّ منطقٍ يحدث؟ أيّ منطقٍ يقول بأنّ هذا قد يحدث !!!
تحرّكت دونَ شعور ، لتخرج! .. بينما أقدامـها .. تنصـاعُ بشكلٍ أعمـى ، إلى تلك الغـرفة التي ظلّت تفوحُ بذكرياتِها وآلامِها في صدرِها طيلـةَ الليل! .. كان جسدها يئنُّ حديثًا صاخبًا متشابكًا في خيوطه، وصدرها وعقلها يخوضُ في تمتمةٍ قاتلـة! .. تأسِرها الزوايـا ، وتجلدُها سياطُ الخوف، وعدمِ الأمـان ، تستعيدُ تلك اللحظـات ... كما أراد! .. لتختنـق من جديدٍ بكفّ ذاك ، ومن ثمّ يطرحـها في عذابٍ جسديّ ونفسيّ ، وأنينٍ يُنـادي سُلطـان ... من جديد!

لمْ تنَم ، لم تنَم أبدًا ، كيفَ قد ينسجِمُ النومُ مع ألمٍ جسديٍّ صاخبٍ وآخر نفسيٍّ يزمجـر بثباتٍ بأنّ عذابـه أقسى! .. كيفَ قد تنام !!
تقلّبت من جديد، هذهِ المرّة تمدّدت على ظهرها لتصرخَ بآهـةٍ أخيرًا وهي تُغمـض عينيها وتستسلمُ لدموعها التي انسكبَت كشلّال نهرٍ جرفَ معهُ حصاةَ انحصار ، تلوكُ بقساوتِها تربـةَ صمودها، عضّت على شفتها السُفلـى بألم، ومن ثمّ عادَت لتتقلّب كالساعاتِ الطويلةِ التي رحلَت ولم ترحل بحسّها! .. عادَت تستندُ على جانِبها الأيسرِ وهي تضعُ كفّها على موضِع الألـم وتهمسَ ببكاءٍ متوجّع : يا ربي بموت ! .. بموت آآآه !
أغمضَت عينيها بقوّةٍ لتغرقَ في بكاءٍ هادئٍ في اللحظـةِ التي اعتلى فيها صوتُ الأذان ، والآن ماذا؟ كيفَ ستصلّي؟ استطاعت أن تصلِي الفجـر بصعوبةٍ وكانت تئنُّ مع كلّ حركـة ، فكيفَ الآن وقد تضاعفَ الألـم ضعفين!!
وصَل دمعها المـالحُ لشفاهها ليذوقه لسانها، ابتسمَت بحسرة ، ومن ثمّ همسَت بعذاب : يا رب لو الدعاء على النفس بالموت حلال !!!


،


رفعَت عينيها عن أوراقٍ كـانت تراجعها، عقدَت حاجبيها قليلًا وهي تنظُر للواقفِ أمامها عند البـاب، وبنبرةٍ عمليّة : تفضّل.
دخـل الرجـلُ بهدوءٍ وهو يحاول أن يرسمَ ابتسامةً مصطنعـة ، وبهدوء : أردت أن أسألك عن أمرٍ ما ، لن أخذ من وقتك الكثير.
ندى بهدوءٍ وهي تتطلّع بِه بشك : عن ماذا؟
الرجُل : إحدى مرضاك .. اسمها جيهان يوسف على ما أذكر!
ظلّت تنظُر لهُ ببرودٌ قبـل أن تلفظَ بنبرةٍ صلبـة : لا أفصـح معلوماتٍ عن مرضاي.
الرجـل يحكُّ عنقه بتوتّر : ليسَ هذا .. فقط أريد أن أقول بأنّني كنت أنتظر اللقاء بها لأمرٍ ضروريٍّ في الساعة العاشرة بعد أن تخرج من عندِك.
ندى بجمود : لا علاقـة لي بذلك ... تستطيع أن تتفضّل لطفًا !!
شعرَ بتوتّره يتضاعـف ، لكنّه تراجـع ببساطةٍ بعدَ أن تأكدَ بأنها ليسَت هنا، أيّ أن عائلتـها أجمـع قد ابتعدُوا من هذا المكـان منذُ وقت . . خرجَ بهوءٍ وهو يرفـع هاتفه بينما عيني الطبيبة تتابعه بشكٍّ وريبـة .. ابتعدَ عن مرأى عينيها، ومن ثمّ اتصـل بتميمْ ليلفظَ بعد أن جاءه صوته : ليسوا في داخِل العيادة.
تميم يزفُر بضجر : اذهبْ حيثُ يسكنون ، هلْ تكفيك المعلوماتُ التي لديك؟!

في جهةٍ أخـرى ، بعدَ ثُلثِ ساعةٍ تقريبًا، توقّفت عندَ إحدى بسطاتِ المقتنيـاتِ القديمـة، لطـالمها كانت تُبهرها الأمورُ التي نفـخ فيها الزمنُ من روحِه، حتى أنّ جيهان لطالمـا سخرَت منها على صورِها المعتـادة في مواقع التواصـل الاجتماعي " الصور المقترنـةِ باللونِ البنيّ تحديدًا "، لفظَت جيهان بضجرٍ وهي تعقدُ حاجبيها بضيق : يا ليل البثارة!
أرجوان تبتسمُ بمتعـةٍ بصريّةٍ لا تضاهيها مُتعةٌ بالنسبـةِ لها : دامْ هالبسطَة اليوم صارت قُرب حينا بستغلّ الموضوع ، وش يدريني ممكن بكرا ما أحصلها؟!
جيهان بشهقـة : ليه هو أنتِ لو حصلتيها بكرا بتوقفين عندها بعَد؟!
أرجوان بإغاظـة : بالضبط.
جيهان : يا ليل البثارة.
أرجوانْ تحمـلُ إحدى المجسّماتِ القديمـة لرجلُ دينٍ صينيٍّ أو هكذا بدا الأمـر، قلّبتك في يدها بحذرٍ وهي تلفظُ بتركيز : لا تكررين جُملك تصير بايخة.
استدارَت جيهان عنها دون مبالاةٍ لتنظُر لوالدها الذي كـان يميلُ قليلًا إلى ليانْ التي كانت منذُ وقتٍ تتدلّل عليه بأن يأخذها إلى عربـة الآيسكريم المجاورة وهو يرفضُ لأنها اشترت قبل ساعةٍ تقريبًا، اقتربَت منهما جيهان لتستندَ بكفيها على ركبتيها وتميلَ قليلًا إليها وهي تلفظُ بحاجبين معقودين : يا بنت الناس توك شارية! .. بتذبحين حلقك آخرتها التهابات ومدري أيش!
ليـانْ بإصرارٍ وعناد : أبغى مالي شغـل! أنتِ دايم تطلبين شبساتك وعصيراتك وعادي ليش أنا لا !
رفعَت جيهان جذعها وهي تلفظُ بوجوم : ما أبثر من أختك إلا أنتِ، * نظرت ليوسف لتُردف * لا تاخذ لها يُبه بتتدلع عليك زود وتتمرّد حشى دواء هو بتموتين لو ما حصلتيه!
ليان بعناد : الدواء طعمه مو حلو هذا حلو ..
ابتسمَ يوسِف وهو يهزُّ رأسه بأسـى : مالنا غير نجيبه لها هالعنيدة ..
جيهان باعتراض : يبه يعني تدلّعها زود عن كِذا؟!
يوسف ينظُر إليها مبتسمًا : تراك كنتِ أضعاف دلعها بصغرك ، لو بغيتي شيء وما جاك عادي تجوعين نفسك باقي اليوم.
ابتسمَت جيهان بحرج : شدعوى يبه تقارنّي أنا جيهان بعظمتي بهالبزر؟
يوسف : هههههههههههههههههههه أي طبعًا ما كنتِ بزر بيوم . .
جيهان بغنـج : بزر مستثناه من هالقائمة البثرة .. كنت أحلـى بنت صغيرة مرّت بحياتك صح؟!
يوسفْ يضـع يدهُ على رأسها بحنانٍ ليهمـس لها : وأحلـى بنت كبيرة بعد.
جيهان بحبور : شكرًا على ذوقك الراقِي.
يوسف يضحك : روحي بس نادِي أختك خلنا نمشِي ونشتري لليان اللي تبيه.
جيهان نظـرت لأرجوان نظرةً خاطفـة ومن ثمّ أعادَت عينيها إليه : اتركها أن بظل معها مالها داعِي نرجع البيت الحين .. روح اشترى لليـان واحنا بننتظرك هنا لين تخلص.
يوسف يعقدُ حاجبيه برفضٍ لتلك الفكرة : لا ما تظلون بروحكم .. * بحزم * ناديها ويلا نمشِي.
جيهان بضيق : يبه شفيك والله منت طبيعي أبد! .. يعني المسافة ما تستاهل هالخوف ، محنا بجامعة أو معاهد أو رحنا بمطعم بروحنا! .. من أيش قاعد توسوس هالأيام!
استرخَت ملامـح يوسِف فجأة، أغمـض عينيه بيأس، ومن ثمّ تنهّد ليمدَّ يدهُ لليـانْ وهو يلفُظ : تعالي حبيبتي ..
أمسكَت ليـان بيدِه ، لينظُر مباشـرةً لجيهان بعدَ أن فتحَ عينيه، وبتردّد : بكون قريب، انتبهوا على نفوسكم.
لم تعلّق وهي تراه يبتعدُ بينما جبينها تغضّن بضيقٍ ينتشـل تفكيرها، استدارَت لتنظُر لأرجوان التي كانت تطوف بيديها بين ما أعجبها وآخر، اقتربَت منها، ومن ثمّ لفظَت وهي تقفُ خلفها : عجّلي شوي .. أبوي متضايق وواضح يبينا نمشي.
نظرت لها أرجوان باستنكار : ليه متضايق وش صار؟
جيهان بضيق : كالعادة خايف مدري من أي داهيـة بالضبط .. والله إنّي أدري ما تغيّر إلا بسبب المعفن ذاك! .. خاطري أفهم وش مسوي ووش علاقته بأبوي؟!
أرجوان بضيقٍ تركت مافي يدها لتبتعدَ وهي تلفُظ : امشي .. ما عجبني شيء.
جيهان تتبعها : خذي اللي تبينه قلت له بننتظره هنا.
أرجوان : ما عليه هو وين راح بالضبط؟ بنلحقه ونكون معه إذا كان خايف علينا ليه نزيدها عليه؟ مع إنّي مو دارية وش هو الموضوع بالضبط بس ما يسوى نزيدها!
تنهّدت جيهان وهي تتبعها، وبخفوتٍ تُشير بعينيها نحو عربـة الآيسكريم التي يقفُ عندها : هِناك.
تحرّكا بتمهّلٍ قبـل أن تقفا فجأةً وعيونهما تتحرّك نحو ضجيجٍ صخَبَ في زاويـةٍ مـا، عقدَت جيهان حاجبيها قليلًا، حتى يوسِف رفع رأسه مستنكرًا الصوتَ الذي جـاء من منطقةٍ حين نظـر إليها وجدَ أنّ صناديقَ حديديّةٍ كـانت مصدَر الضجيج فيها ، مرّرت جيهان لسانها على شفتيها ومن ثمّ تمتمَت : مين راعي هالعربـة الماصخة؟ خرّب هدوء الحي.
أرجوان باستنكار : يختي أنتِ كل الناس تبين تهاوشينهم؟ امشي بس امشي ما عليك . .

قبل لحظتين، كـان يقفُ بجانِب تلك العربـةِ مباشرة، ينظُر نحوهما بعينينِ نسريّتين ، يراقبهما منذُ وصـل والملامِح كان يدركها من المرّة السابقة التي رافقه فيها تميم ليوضح له كل شيء، شعرَ فجأةً بيدٍ حطّت على كتفه، فزعَ لكنّه استدارَ ببطءٍ ليعقدَ حاجبيه ما إن رأى وجهًا حذّره تميم منه سابقًا " بدر "، توتّر قليلًا، لكنّه أشار برأسه " ماذا؟ " .. ليلفظَ بدر بجمود : من تراقب؟
هوَ بهدوءٍ ظاهري يسأله باستنكار : من أراقب؟!
شدّ بدر فجأةً على كتفِه بقوّةٍ وغضبٍ وهو يلفظُ من بين أسنـانه : أنت . . .
لكنّه قاطعه فجأةً ما إن دفعـه عنه بقوّةٍ ليصتدمَ بالصناديق، ركـض مبتعدًا عنه بينما كـاد بدر يسقطْ إلا أنه توازَن اخيرًا وتبعه ركضًا وهو يشتمُه، منذ البداية كـان قد انتبه لمراقبته لهم ولا مجال للشكّ بعد هربِه !
حرّك عينيه وهو يتوّقف بعد أن فقدَ أثره ، تمتمَ بغضبٍ وهو يضربُ على فخذِه بحنق : الله يـ . . . اففف
تحرّك عائدًا لتُعـاد نظراته ليوسف من جديد والذي كـان قد وقفَ مع جيهان وأرجوان هذهِ المرّة، كان سابقًا قد حذّره من اقترابه منه بأيّ شكلٍ من الأشكـال، لكنّه بالمقابِل لم يستطِع وشعوره بالمسؤولية يكبُر نحوهم، لم يُخبر عبدالله حتى الآن بمَا تسبّبه لهم ، لم يتّصل بهِ منذُ أيامٍ أصلًا!! . . زفـر بحنق، يشعُر أنّه يريد ابعاده عن كلّ هذا دون أن يقولها جهرًا " سحبت اسمك من هالمهمة "! يقولها لهُ كثيرًا حينَ يُماطِل بالحديثِ معه، لا يفهـم جيدًا ، لكنّه يريده أن يبتعد عن كلّ شيء! عن الرازن ، وعن عودتِه للسعودية حتى!!
أمال فمه وهو يقفُ في مكانٍ بعيدٍ عنهم لا يلمحونه منه، في حينِ ابتسمَ يوسف وهو ينطُق ناظرًا لأرجوان : متأكدة تبينا نرجع؟
أرجوان لا تريد أن توضح لهُ أنّها تفضل العودة لأجلـه هو ولأجلـه قلقه هذا : أيه ، طفشت أصلًا أحس اليوم زحمة.
يوسف يهزُّ رأسه بالإيجاب : خلاص اللي يريحك.


،


وقفَ أمامه وهو يتنفّس بسرعـةٍ ويضعُ كفوفه على ركبتيه، أمال تميم فمه بغيظ، وبقهر : هذا ما يعيش من غير لا يطلع لي؟ . . . * أردف بغضب * وأنت أيها الغبي !! ألا تجيد المراقبة جيدًا؟!
نظر لهُ ذاك وهو يقطّب جبينه، وبنبرةٍ ضيّقة : أعتذر.
تميم من بين أسنانه : تقلــع . .
لم يبالِي أنّه لم يفهم ، تحرّك بحنقٍ وهو يُخرج هاتفه ، سيجِد طريقةً أخـرى ، اليوم !!


،


بعدَ صلاةِ الظهـر ، دخـل لغرفتـها بعدَ أن طرقَ البابَ عدّةَ مراتٍ ولمْ تُجِب ، مرّر أحداقـه بتوجّس ، في الصبـاحِ وحين موعِد الإفطارِ طرقَ البـاب كالآن ولمْ تُجِبه أيضًا، دخـل ليجدها مستلقيةً على جانِبها تُديره ظهرها، شكّ بأنها تتصنّع النوم أو لا تريد النظر إليه! لكنّه في المقـابلِ لم يرِد أن يغرقَ في أفكارِه أكثر لذا تراجـع وتركها كي تنام - أغلب الظن -!
وجَدها الآن تجلسُ على سجّادتها تقرأ القرآن، ابتسمَ ابتسامةً هادئـة، ومن ثمّ خطـى نحوها لينحنِي بعدَ وقوفِه خلفها، يُخفِض رأسه حتى قبّل رأسها وهو يَضَعُ كفيه على كتفيها، وبخفوتٍ حنون : تقبّل الله .. قومي عشان تتغدين ما فطرتِي اليوم.
شعرَ بكفّها التي وضعتـها على كفّه، ومن ثم وببرودٍ أزاحتها وهي تلفظ : شكلك تظن إنّي ألعب معك وإلا أيش؟ .. قلت لك ماني ماكلة شيء لين ترجع مرتك.
تصلّبت كفه التي كانت ما تزال على كتِفها، شدّ عليها فجأةً دون أن يفقدَ حتى في شدّه رقّته على عظامِها الهشّة ، وبجزعٍ ورجـاءٍ يائس : يمه وبعدين ! مو معقول طول حياتِي بتظلّين تمشيني في اللي ما أبيه وأنتِ تشوفينه صح على كيفك!
عُلا ببرودٍ دون أن تنظُر نحوه : ماني ممشيتك على كيفي ، عادي تقدر تسوّي اللي تبيه وأقدر أسوي اللي أبيه في المقابل.
شاهينْ يزفـر بصبرٍ يكادُ أن ينفد : يا رب ألهمني الصبر !
عُلا بسخريةٍ مُتأسّية : أثقلت عليك يا ولد بطنِي؟ ... الله يلهمك الصواب بس.
شاهين برجاء : يمه تدرين إنّي ما أقصد إنك مثقلة علي! .. بس تراني تعبت والله العظيم خلاص تعبت من كل اللي قاعِد يصير.
عُلا بحدةٍ توجه أنظارها نحوه : وش اللي قاعد يصير طيب؟
شاهين بعُقدةِ حاجبينِ ابتسم : شيء بيفرح قلبك!
عُلا تبتسمُ بالمقابـل ابتسامةً ساخـرة : طبعًا يفرّحني إنّك تبي تطلّق زوجتك ويفرّحني إنّها أجهضت ويفرحني إنّك أرخصتها بهالشكل ويفرحني بعد إنّه ما مر سنة على زواجك إلا وأنت متخلي عنها وكأن الموضوع كان مجرد لعبة ومليت منه!! .. يفرحني كل هذا يا شاهين .. يفرّحني كثيييييييير.
مسحَ على جبينه بكفٍّ تضطربْ، أغمـض عينيهِ للحظـة، ومن ثمّ لفظَ وهو لايزال يحاول المحافظـة على ابتسامتـه : شيء بيفرّحك! وش بيفرحك أكثر شيء بهالوقت يمه؟!
عُلا بغضب : قاعد تستخف فيني؟
شاهين يتحرّك كي يُصبـح أمامها مباشـرة، انخفَض إليها قليلًا، أمسكَ كتفيها ، ومن ثمّ لفظَ بنبرةٍ جدّية : وش أكثر شيء بيفرحك بحياتك كلها، مو بس بهالوقت؟
عُلا بحدة : شاهيــن . . .
شاهين بهدوءٍ يكرّر : وش أكثر شيء بيفرحك وتتمنينه ... جاوبيني يمه.
عُلا بسخرية : تعقل وترجع مرتك .. ما يبيلها.
شاهين يهزُّ رأسه بالنفي : لا .. مو هذا ، بعيد عني وعن أسيل وعن زواجِي .. وش أكثر شيء بيفرحك وتمنيتيه كثير وهو مستحيل يصير؟ شيء بيفرحك .. أكثر من أي شيء ثاني ممكن يكون واقع!
صمتت فجأة ، تبدّلت نظراتها من الغضبِ للإستنكـار ، رقّت قليلًا ، بل انتشـر فيها بشكلٍ مُفاجـئ .. الحُزن! أمنيتها؟ ماهـي؟! معاكسـةِ أكثرِ ما ألهبَ قلبها كأم! .. أمنيّةٌ جازعـة! .. لا تريد أن تسخطَ على قضـاءِ اللهِ وقدرِه ، لذا صمتت .. وولّفت الأحزانَ في صدرِها ، صمتت ، ولم تُجِبه سوى بنبرةٍ حازمـةٍ غاضبـة : اطلـع ، ولا تفكر تجِي عشان آكـل شيء.
شاهين بابتسامةٍ يُبعِد كفيْهِ عن كتفيها وهو يلفُظ : الأمنيـة اللي جات بخاطرك بتتحقّق ، عاد مدري وش هي بس نحققها لك ليش لا؟!
اختنقَ صدرها، في حينِ كـان يُدرك هو جيدًا ما أمنيتها، لكنّه تصنّع الجهـل بكونِ أمنيتها مستحيلة - كما تظنّ - واعتبرها أمرًا لا بأس في وقوعِه . . لم تلفُظ بشيء، بينما ابتعَد شاهين للبـابِ لتتلاشى ابتسامتـه فجأةً ما إن خـرج . . كيفَ قد يُرغمها على الأكل؟ كيف!!


،


جلسَ على طاولـةِ الطعامِ وهو يمرّر نظراتٍ باردةٍ من حولِه، التقطَت أحداقـه سالِي ليلفظَ مباشرةً بجمود : وين غزل ما أشوف حطيتي غداها؟
توقّفت سالِي وهي تنظُر لهُ بربكـة ، وبهدوءٍ مهتزّ : ما يبغى.
رفـع حاجبيه ليتمتمَ بقسوة : نعم !!! . . * ارتفعَت وتيرةُ نبرتهِ قليلًا ليلفظَ بأمرٍ حازم * ناديها ، قوليلها تنزل بغت أو لا.
أومأت مباشـرةً ومن ثمّ ابتعدَت لتصعَد إليها وهي تزفُر ، ومن ثمّ وبعدَ ثانيتنِ بدأت تتمتمُ بتذمّرٍ بلغتها الأم! .. وصَلت للغرفـة التي نامَت فيها غزل، طرقَت البـاب، لكنّ صوتَ غزل لم يُجِبها ، طرقَت من جديدٍ لكنّها أيضًا لم ترد، حينها تراجعَت كيْ تذهب، لكنّها في النهاية ترددت بعد أن استوعبَت أن سلطـان ليسَ طبيعيًا منذ الأمـس ، خشيَت على نفسها ، وعلى غزل من الجهةِ الأخرى! .. ابتلعَت ريقها، ومن ثمّ وبخطوةٍ متردّدة ، فتحَت البـاب!
اقشعرّ جسدها من برودةِ الغـرفة، في اللحظـةِ ذاتها التي انكمشَ فيها جسدُ غزل ودفَنت وجهها في الوسادةِ بعدَ أن توقّعت أنه سلطـان ، لن تقدِر على مواجهتـه الآن ، لن تقدِر بهذا الاستحواذِ الجسديّ من الألم! النفسي، الضيـاع ، والتيـه الذي تُبحـر على غيومِه.
لفظَت سالِي بربكةٍ وهو تنظُر للأرض : بـابـا سلـــــ . .
رفعَت غزل رأسها بصدمةٍ ما إن سمعَت صوتًا آخـر غير صوتِ سلطـان ، لم تشعُر بنفسـها وهي تشدُّ بقبضتيها على الوسـادة ، ومن ثمّ تقاطعـها بصرخـةٍ غاضبـة : وش تبين؟! .. اطلـــعــــــي!! مو ناقصتك الحين قلت لك ما أبي غدى ما تفهمين وإلا شلـــ . .
بُتـرت كلماتُها فجأةً ما إن لمحَت سلطـان من خلفِ سالِي ، بدأت الرجفـةُ تتسلّل إليها من جديد، وقبضتيها ، شدّتا على الوسادةِ أكثر بينما ملامحها انخفضَت للأسفـل لينسدلَ معها شعرها ويحجُبَ عينيها الدامعتـين، تقدّم سلطـان بخطواتٍ باردةٍ متجاوزًا سالـي وهو يلفُظ بحزم : اطلعـــي . .
نظـرت لهُ سالـي بربكـة، لكنّها سرعـان ما انصاعَت لتخرجَ مباشرةً ويردفَ سلطـان البـابْ من ورائها ، في حينِ كانت أحداقـه لا تزال مُعلّقـةً بها ، بجسدِها الذي يستلقِي على السرير، تحديدًا على بطنِها، في حينِ ترتفـعُ عن طريقِ ذراعيها قليلًا، تشدُّ الوسادَة بينَ يديها ، وتُخفـض رأسها ، دون أن يتبيّن أينَ تتّجه عيونها في تلك اللحظـة من شعرِها الذي يحجبُ وجهها.
مرّر لسـانهُ على شفتيهِ ببرود، ومن ثمّ اقتـربَ منها بخطواتٍ كـان وقعها على قلبها أكبـر من احتمـاله، لم تشعُر بنفسها إلا وهي تُخفـض رأسها أكثر، وتترك لدموعها من الجهـةِ الأخـرى أن تنسكبَ أكثر بأنينِ خافتٍ بكّاء.
سلطـان يقفُ بجانِب السرير ليكتّف ذراعيه إلى صدرِه مباشـرةً ويلفظ : وش هالشغب؟
لمْ ترد، صوتُه الغريبُ رغـم غرابتـه، إلا أنه أشعرها في النهاية بأمانٍ فقدته طوال الليـل، لم تردّ ، لأنّها استكثـرت على صوتِها الأجـوفِ أن يتجرأ ويقاطـع صوتَه المعشوق لقلبها ، ونبرته التي تشعرها بالأمـانِ من كلّ شيء، تشعرها ، بأنّها بخير! .. مهما كانت غاضبـة ، وأخافتها رغمًا عنها في لحظـات، منه هو! . . صوتـه ، جـاءَ في النهـارِ كطوقِ نجـاةٍ من الخوف، بعدَ ليلٍ سكبَ من ظـلامِه في صدرِها موتًا! .. كـنتُ في مقبـرة! وجِئتَ أنتَ .. بعثًا!!
سلطـان بحدةٍ من بينِ أسنانِه بعدَ تجاهلها له : لما أسألك تردّين .. وش هالشغب اللي مسوّيته؟!
حرّكت رأسها قليلًا، أدارته نحوه، لتسقُط أنظـارها مباشرةُ عليه ، ويظهر وجهها الشاحِب ، المملوءِ بألغـامِ الوجَع! .. ظهرت أجفانها المنتفخـة، ودمعها الذي لم يجفَّ على خديها . . ابتسمَت رغمًا عنها لوجهه، ومن ثمّ همسَت بوجـع ، بشكوى! : ما قدرت أصلي ظهر !
للحظـةٍ عُقدت حاجباه ، لكنّه سرعـانَ ما أرخاهما وهو يلفظُ بسؤالٍ بارد : وراه؟
غزل باختنـاق ، تشتكِيه ، تشتكيه ألمـها ، وكأنه هو فقط ، دائمًا ، وفي كلّ الأزمـان والبقـاع ، هو منقذها! .. تشتكِيه ، بصوتٍ يختنق، ودموعٍ تسقط ، وكانها تشتكِي أبيها! : جسمـي يوجعني .. ما قدرت أتحرك.
سلطـان بصوتٍ لازال باردًا، غير مباليًا بألمها ، وشكواها إليه هو! : اوقفي شوي طيب.
غزل ببكاءٍ صخبَ فجأةً بضعفِها : ما أقدر ، ما أقدر!
اقتربَ منها قليلًا، جلسَ على طرفِ السرير، ومن ثمّ سألها بنبرةٍ هادئـة : وين يوجعك بالضبط؟
غزل تشهقُ كطفلةٍ سقطَت في وحلٍ مملوءٍ بالأشواكِ ووجدَت والدها يمدُّ يديه ليحملها ، تشتكِيه ، حتى من آلامٍ خلّفها فيها هو! . . حرّكت إحدى يديها حتى وصَلت لموضِع الألـم ، لامَست بباطِن يدِها وركها، ومن ثمّ همسَت بضعف : هنا .. بس جسمي كله بعد صار يعورني!
مدّ يدهُ ببطء، وملامحـه لا تعبّر عن شيء ، وضـعها على كفّها ، بينما همسَت غزل بغصّةٍ وهي ترفـع نظراتها نحو ملامِحه : أبي أصلـي وعجـــ . .
صرخَت فجأةً ما إن شعَرت بيدِه تضغطُ على كفّها ليضغطَ بالمقابِل على عظامها ويتضاعفَ ألمها، ينتشـر بقوّةٍ كحطـامِ جزءٍ منها، شدّ على أسنــانِه بغضبٍ وقهر، ومن ثمّ أخفضَ وجهه إلى وجهها ليلفظَ بحرارةٍ ونبرةٍ تعلو في حينِ يدهُ تضغطُ على آلامها أكثر وأكثر وبقسوةٍ سوداء : والحين؟ راح الوجع! .. خفّ وإلا باقي يعوّرك؟!!
غزل بألمٍ تدفُن وجهها في الوسادة، حاولَت سحبَ يدها التي يضغطُ معها على عظامِها إلا أنها لم تكُن تفعـل شيئًا سوى أن تضاعفَ آلامها، بكَت بصوتٍ عالٍ وهي تهمسُ بنبرةٍ واهنـةٍ ترجوه أن يرحمها! : لا لا .. آه يوجع والله العظيم يوجع تكفى !!
ابتعدَ بحدّةٍ وارتدّ جسدهُ للخلفِ ليقفَ بعيدًا عنها وهو يتنفّس بسرعةٍ وانفعـال، يريد رؤيتها تتألّم أكثر، لا تكفيه دموعٌ صامتـة ، لا تكفيه! .. يريدُ لأنينها أن يستمرّ .. رغبـةٌ ساديّةٌ بالعذابِ تغتالـه ، رغبـةٌ في إماتتها ببطء!
تلوّت غزل فوقَ السريرِ وهي تضمُّ خصرها بذراعيها وتبكِي بآهاتٍ صارخـة وألمها الآن لا يُحتمل، شهقَت بقوّةٍ ما إن شعرتْ بيدِه التي قبضَت فجأةً على فكّها ليديرها بالأخرى على ظهرها بقوّة، ثبّت وجهها أمامه، ومن ثمّ انحنى برأسه إليها ليقابـل بملامحـه ملامِحها ويلفظَ بنبرةٍ مكبوتةٍ تنفجـر قهرًا وغضبًا لم يهدأ من البارحـة، لم يهدأ ، بل كـان يتصاعد! يتصاعـد أكثر وأكثر دون أن يتوارى! : كم واحد؟
لم تسمـع سؤالـه وهي تُغمـض عينيها وتشكُو ببكائها ألـم جسدِها، فكّها، روحها وقلبها الذي تشعُر بهِ يتفتّت . . شدّ بقوّةٍ أكبـر على فكّها بينما يدهُ الأخـرى تنصـاعُ لرغبـةِ العذابِ وتنجرفُ إلى وركِها ليضغطَ عليهِ وهو يُعيدُ سؤاله بوحشيّةٍ وقسوة : كم واحد؟ كم واحد سلّمتيه جسمك؟ كم واحد أرخصتِ نفسك عشان لحظة! كم واحد لمسك! .. كم واحد!!!!
شعرَت بفكّها يكادُ أن يتحطّم ، بأن الألـم هذهِ المرّة سيقتلها، ستموت! ستموتُ من فرطِ الألم!!
صرخَ بقوّةٍ أكبر وهو يدفـع وجهها ويسحوذُ على شعورِها الباقِي بفكّها : كم واحــــــــــــــــــد!!!!!
حينها استطاعَت أن تحرّك شفتيها دون صوت، لم تستطِع الحديثَ من ضغطِه على وجهها، لذا وتلقائيًا خفّف من ضغطِه دون أن يصلَ لمرحلةٍ لا توجعها، أرادَ للإجابـة أن تصله ، وكـان لهُ ذلك ، بصوتٍ متقطّع : و .. وا .. واحد !!
ابتسمَ بقهرٍ وهو يلفظُ من بينِ أسنانه بقسوة : كذبـة جديدة! .. بس بتجاوز عنها . . متى كـانت أولى مغامراتك في عالم ال******؟!!
غصّت بوجعٍ أكبـر، شدّت على أجفانِها ، ومن ثمّ غرقَت في البـاقِي من البكـاءِ - الذي لا ينتهي، وهي تهمسُ بوجـع وأجفانها ترتفـع ببطءٍ لتكشفَ لهُ أعيُنها المُحمرّة كالدمـاء : ما تنطبـق علي! .. لا تقولها .. تكفى .. لا تقولها !!
سلطـان باستخفاف : حرام أقيّد مواهبك وما أذكرها !!
غزل ودموعها تُلامـس أذنها ، تسقُط بشكلٍ عكسيّ، في نفسِ الاتجاهِ الذي تغرقُ فيهِ ولا ترتفـع : أنا .. أنا زوجتك !!!
قسَت ملامـحه أكثر ، تلاشَت ابتسامتـه ، بينما انخفضَ وجهه إليها أكثر، ليلفظَ بقهرٍ واحتقـارٍ لذاته لأنها زوجته !! : للأسف .. أنتِ زوجتي .. ماهو هذا اللي يقهر؟ إنّك تزوجتيني وانسترتي، وتبين الطـلاق ، وبتكمّلين على حسابي أنا !! . . شلون أرضاها؟! يا كبـر حقارتك! والله ولعبتيها صح !!
غزل بحجّةٍ واهنـة : تدرِي إنّي تزوجتك مجبورة ! ما كنت أبي!!
سلطـان يضحكُ بقهر : ما صرت أقدر أصدّق هالكلام !! .. يا الله كنت غبي! كنت غبي من البداية .. كان الاتفـاق يخضع لك أنتِ! الزواج الكاذب لمدّة سنـة .. عشان ما أخرّب سمعتك وأضيّع مستقبلك .. كان هدفـه أنقذِك! تستخدميني كمعبـر لك ، عشان تخفين قذارتك فيني وتكملين من بعدِي!
ابتلعَت ريقها بصعوبـة ، وهي تشعُر بقهرهِ وشعورِه بالغبـاء صبَّ في صدرِها حميمًا ، همسَت بنبرةٍ ميّتـة : ما كان لي شيء من بعدك .. كنت بموت عندك ، وما يحييني من بعدك أحد!
سلطـان باستهزاءٍ ترتسمُ على شفاهه بسمةٌ مستخفّة : أقـل شيء كنتِ بتكمّلين مغامراتك اللي تستحقّ الفخـر.
غزل بتأكيدٍ يغصُّ في اختناقها : أنا زوجتك! هالكلامْ ما يعنِي لك شيء؟ ما يعنِي إنك ... إنّك قاعد تسيء لنفسك!
سلطـان بقسوة : مين أنتِ؟! مين أنتِ عشان أسيء لنفسي منّك!
غزل باختنـاقٍ تبتسـم : زوجتك !
انخفضَت كفّه ليضغطَ فجأةً على عنقها بقهرٍ وهو يلفظُ بكلماتٍ حادةٍ من بينِ أسنانه : بشكل نهائي .. ماراح تحصلين على اللي بغيتيه .. مانِي مطلقك عشان تبدين من جديد .. ومانِي معيّشك معِي ... بتموتين ، بس بتموتين .. بكل لحظـة ، لين ما أشوف نفسي خلاص تأكدت إنّك انتهيتي وانتهت منّك الحيـاة . . وقتها تنقلعين ، باللي ما يحفظك !
تركها بعنفٍ ليبتعدَ عنها نحو البـابِ ويتركها تتلوّى بألمٍ روحي ، بألمِ فؤادها ، الذي غيّب ألمَ جسدها الذي تمـادى على أعصابِها!

يُتبــع ..


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-08-16, 10:27 PM   المشاركة رقم: 893
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



،


دخـلا المنـزلَ وهو يمدّ ذراعيـه بضجرٍ وملل، كـان سيرها أشبـه بهرولة، وكأنها تريد الهربَ منه!! .. ابتسمَ برغبـةٍ في مشاكستها، طيلة الوقتِ الذي كـانا فيه خارجًا كانت صامتـة، تتحاشى الحديثَ معه وإن تكلّم معها ردّت بكلمتين فاترتينِ دون أن تنظُر نحوه.
تبعَها بهدوءٍ وهو يلفُظ بضحكة : وين وين محنا بسباق هجن شوي شوي يا حلوة
توقّفت إلين فجأةً وكأنه لسعها بكلماتِه تلك، تجمّدت تُديره ظهرها، لكنّها وبعد لحظـتين استدارَت ببطءٍ وهي تنظُر للأسفـل ليظهر لهُ وجهها المُحمرّ بحرَج، وبخفوتٍ مرتبك : وش تبي؟
أدهم باستهزاءٍ متسلّي اقتربَ منها وهو يلفُظ : شفيك طايرة كذا؟ غير هذا بالمطعم ما تحكين، بالسيارة ما تحكين ... ترى كنت متوقع أتونس في النهاية ذبحني الطفش والله!
إلين بصوتٍ مضطربٍ وهي تُشتت عينيها في مساحاتِ الأرض الرخامية : مالي بطفشك !
أدهم يقتربُ أكثر حتى أصبحَ أمامها لا تفصُل بينهما سوى خطوة، وبإغاظـة : إلا لك! ماهو أنا زوجك؟ يعني مثلًا تشوفيني متضايق لازم تروقيني، تشوفيني طفشان لازم تسليني.
انزعجَت من نبرتِه المتلاعبة، رفعَت عيناها إلى وجهه، لكنّها سرعـان ما انتشـر فيها احمرارٌ أكبر وهي تُخفضُ وجهها وتومئُ دون كلمـة، ومن ثمّ تبتعد عنه.
غضّن أدهم وجهه بضجر، كـان يريد استثارتها قليلًا لتغضب أو تردّ عليه ببعض الحدة فتُغادرَ حالـة الفتورِ من حرجِها ذا . . مرّر لسانه على شفتيه ليبتسـم ومن ثمّ يتبعها بخطواتٍ هادئـة ، لا ينكرُ أنّه يستلذُّ بخجلها الأنثويّ الرقيق، تسكُره بحُمرة ملامحها، باضطرابِ أحداقها بعيدًا عن ملامِحه، هربها من النظـر إليه ومن الحديث . . جـاء الأمر بسرعة! لم يتخيّل أن يتحاوزا هذا المضمـار في يومٍ بعدَ هدنـة .. لا ، من قال أنه جاء بسرعة؟ إن كـانت الساعةُ في بُعدها دهرًا، فكيف يكون الدهرُ سريعًا؟!
صعدَ للأعلـى، دخـل لغرفتهما ليجدها خاويـةً منها، عقدَ حاجبيه، لكنّه سرعان ما استرخى بملامِحه وهو يسمـع صوت المياه من الحمام. كـاد يخرج كي لا تراه ما إن تنتهي وتخرج، لا يريد إحراجها أكثر كما أنه لا يريد التضييق عليها، لذا قرّر أن ينزل . . لكنّه تراجـع فجأةً ، ما إن سقطَت أنظاره على الحاسوب الملقى على إحدى الأرائك الرمادية.


،



عـادَ يقفُ أمام بابِ غرفتها من جديد، لا تريد أن تُغادِرها ولا تريد أن تُحادثه! .. كل ذلك لا يهمّه لكن ماذا عن صحّتها؟ . . زفـر بيأس، ومن ثمّ رفـع كفّه ليطـرق الباب في اللحظـةِ ذاتِها التي فُتـح فيه ، تراجـع للخلفِ وهو يعقِد حاجبيهِ قليلًا ، بينما رمقته امه بجفاف ، ابتسمَ لها ابتسامةً صفراء! ، ومن ثمّ بخفوتٍ حنون يحاول أن يقنعها من جديد : يمـه ...
قاطعته عُلا بجمود : أبيك بعد المغرب تاخذني لبيت * احتارت في الوصف! لكنّها أكملت في النهاية بسخرية * لبيت طليقتك المستقبلية.
عقدَ حاجبيه في بادئ الأمـر دون استيعاب، لكنّه سرعـان ما توسّعت أحداقـه بعدَ أن استوعب ، وشعـر أنّ وخزًا حادًا أصـابَ قلبـه لمصطلَحِ " طليقتك "! . . أشـاح أحداقه عنها بضيقٍ وهو يمرّر لسانه على شفتيه، بينما أردفت علا بقهرٍ وهي ترى تأثير كلمتِها تلك عليه ، لم تعُد تفهمه ، ما الذي يريده بالضبط؟ مــاذا؟! : بعد المغرب بالضبط ، ما قد كلمتها بعد اجهاضها.
أومأ بصمت ، لتتراجـع من جديد ، وتعودُ لحبسها الانفرادي ، مبتعدةً عنه هو !!
زفـر شاهين بضيقٍ وهو يمرّر أصابعه بينَ خصلاتِ شعـره ، تحرّك مبتعدًا وهو يحاولُ تنظيمَ أنفاسِه ، ماذا يعنِي أن يتوجّعَ الآن؟ ماذا يعنِي إن كـان مصرًا على ما يريد ، ليسَ ما يريد ، بل ما يجبُ أن يحدُث!! .. زفـر بقهرٍ وهو يتحرّك مبتعدًا ، لكنّه سرعـان ما توقّف متجمّدًا وهو يوسّع أحداقـه ، نظـر للأمـام بفراغ ، أسيل! .. لا أحد ، لا أحـد قد يقنـع أمّه بالعدولِ عن إضرابها إلا هي!!
ارتبكَ قليلًا وهو يعضُّ باطِن خدّه ، أيُّ وقاحـةٍ قد يملكُ حتى يُحادثها؟ بعدَ كلّ ما حدَث كيفَ قد يتجرّأ؟ .. لكنْ ماذا يفعـل؟ لا أحد قد يقنـع أمه سواها! .. تردّد قليلًا .. لا ، لا يجبُ أن يتردّد، هل يترك امه هكذا خاصةً أنه لا يستطِيع إخبارها الحقيقةَ مرّةً واحدة واليوم بدأ بالتمهيد؟!
مدّ يدهُ لجيبِ بنطالِه القطنيّ وهو يتحرّك ويتمتم بضيق : آسف يا أسيـل .. آسف لوقاحتي!


،


خرجَت من الحمـامِ وهي تُجفّف شعرها الرطِب، كانت قد ارتدَت ثوبًا بيتيًا إلى نصفِ ساقِها بلونِ العنب، لم تعتَد قبل الزواجِ أن ترتدِي ملابسها في الحمـام ، لكنّها لا تتجرأ على ارتداءِ الروب أمامه! .. لا تتجرأ أبدًا.
نظـر لها أدهـم بعدَ خروجها ، لم تنتبهْ لهُ مباشـرة ، لكنّها ما إن انتبهَت حتى تصلّبت ملامحـها وارتبكت، شتّت عينيها ، لكنّها سرعـان ما أعادتها إليه وهي تستنكـر نظراته الجدّيـة تلك!
أدهم بهدوء : تعالي.
عاودها الارتبـاك من جديد، حينها تلعثم صوتها وهي تلفظ : ليــش؟!
أدهم برويّة يُشير إلى السرير بجانِبه : أبيك بكلمـة بس.
أومأت بهدوء ، ما بِك؟! ما بِكِ يا حمقاء! .. لا يعقـل أن تبقى بهذا الارتبـاك أمامه، أن تخجـل كلّما حادثها ، ما حدَث قد حدَث وانتهى الامـر ، لمَ تخجل وتوتّر أمامه؟ . . تحرّكت بخطواتٍ ضيّقـة وهي تقنـع نفسها بتلك الكلمات، لا طائلَ من الخجـل ، ماذا سيفيدها الخجـل سوى أنه يظهرها أمامه بصورةٍ غبيّةٍ وحسب؟
جلسَت بجانِبه ، ومن ثمّ وضعَت كفيها على ركبتيها وهي تنظُر نحوه : وش ..
لكنّها صمتت فجأةً وهي ترى حاسوبها مفتوحًا على الجانِب الآخـر منه، عقدَت حاجبيها بتوجّس ، ومن ثمّ رفعَت أنظـارها إليه باستنكـارٍ دون أن تنطُق بشيء ، نظـراتٍ مستنكرة، ماذا يعنِي هذا؟
زفـر أدهم وهو يُغمـض عينيه وقد فهم مقتضـى نظراتها، إلا أنه فتـح عينيهِ أخيرًا ليلفظ : معليش عالحركـة ، بس أبيك تحذفين صفحتك بالفيس.
ظلّت تنظُر لهُ بعينينِ غابا عنهما الارتباكُ والخجـل ، ظهـر عليها انزعـاجٌ جارِف، أدركَ سببـه جيدًا ، انزعجَت من كونِه تطفّل بهذِه الطريقةِ على حاسبِها وفتحه! بالرغمِ من كونِها تدرك أنّه لم يستطِع ادخـال كلمة المرور، لا يعرفها ، إلا أنه يكفِيها فكرة تطفّله! . . لم تحاول أن تقاومَ صوتها الذي خرجَ مستنكرًا بانزعاج : كنت تقدر تنتظرنِي لين أخرج بدل ما تتجاوز على شيء من خصوصياتي!
أدهم يمدُّ يدهُ ليضعها على إحدى كفوفها الموضوعةِ على ركبتيها، وبرويّة : مانِي غبي أدري إنّ له باسوورد ، فما قصدت أتطفل على شيء يخصّك!
إلين باستهجـانٍ تسحبُ كفّها لتُعيدَ بها خصلةً رطبـةً من شعرِها إلى خلفِ أذنها : ولو ! .. يكفي إنّك فتحته هذا بحد ذاتـه تطفّل.
ابتسـم لغضبِها، ومن ثمّ رفـع كفّه ، ليضعها على رأسها أخيرًا عوضًا عن كفّها التي سحبتها ، تخلخلَ بأصابِعه خصلاتِ شعرها المُبلّلة، وبهدوءٍ أربكـها رغمًا عنها : بالنسبة لي كل شيء يخصني يخصّك .. ما هقيت إنّ الوضع ما يمشي على كِذا بالنسبة لك.
إلين بربكةٍ وهي تُشتّت أحداقها عنه : لا تضيّع الموضوع!
قرّب وجههُ بهدوءٍ من وجهها، حينها تنفّست بانفعـالٍ وكادَت تبتعدُ إلا أن كفّه ثبّتت رأسها دون أن يسمح لها بالتحرّك ، ارتفـع صدرها باضطرابِ نفَسِها، في حينِ همسَ أدهم بخفوتٍ ماكرٍ وأنفاسُه تذيبُ خدّها : من الصبـح مستحيـة ومو راضية تحاكيني .. بس الحين فيك حيل تهاوشين! ... صح نسيت ، المفروض أقولك صباحية مباركة ، متعوّد على فكرة إنها تنقال بعد ليلة الزواج فنسيتها اليوم ... أقدر أقول الحين مسائية مباركة يا عروس ، تمشي صح؟
اتّسعتْ عيناها واحمرارٌ تمرّد عليها وتصاعَد إلى وجناتِها لتُضاعفها في عينيهِ فتنة! .. ابتلعَت ريقها لتهمسَ برجاءٍ مرتبكِ تريدهُ أن يتوقّف عن تعمّد إضعافِها، ترجوه فقط ، باسمه : أدهــــم . .
أدهم " بروقانٍ " يداعبُ شعرها التي تتسلّل بعضُ البرودةِ بِه : يا فتنته!
إلين تكادُ تبكِي من توتّرها ، لفظَت باختنـاقٍ وأحداقها تنظُر لملامِحه من زاويـةِ عينيها : ما .. ما تبي .. أحذفها؟!
أدهم بخفوتٍ وهو يغرقُ في تقاسيمِ وجهها : وشو؟
إلين بتيه : الصفحـة .. صفحتي بالفيس !
عقدَ حاجبيه بانزعاجٍ مُفاجئٍ وقد ألتهمـه طوقُ نجاةٍ من غرقٍ مُحبّبٍ إلى قلبه، طوقُ نجاةٍ مسموم! .. ابتعدَ قليلًا بضيقٍ من ذكرِ تلك الصفحـة ، لكنّه استدارَ كي يحمـل الحاسوبَ ومن ثمّ يمدُّه لها، حملته بكفينِ مرتعشتين، وضعته بجانِبها، ومن ثمّ بدأت تُدخـل كلمـة المرورِ بأصابِع مضطربـةٍ بينما أدهـم يتابـع حركتها وهو يريد أن يبتسم ، يريد أن ينعـم بمشاعرِه الصاخبـةِ بحلاوةٍ لم يذُقها قبلًا ، لكنّه في النهاية وما إن يتذكّر أن أصابعها هذهِ والتي يشتهي الآن تقبيلها تُدخـل كلمةَ مرورٍ لتحذفَ صفحـةً تزاحمَت بكلمـاتِ غزلٍ لرجلٍ آخـر حتى يجِد أن سعادتهُ هذهِ تتعرقـل بتلك الفكـرة التي تُحرِقه.
فتحَت المتصفّح ، دخلت إلى الموقع ، ومن ثمّ بدأت بكتابةِ بريدها والدخولِ بينما أصبـح أدهم يراقبها بنظراتٍ منزعجـة ومزاجٍ ساء! . . اقتربَ منها أكثر بعدَ أن وجَدها قد سجّلت دخولها ، شعرَ بجسدِها يتصلّب بعدَ أن شعرت بصدرِه يلتصـُ بظهرها وكفوفه تقيّد كتفيها بتملّك ، كأنه الآن يُغيظُ الكلمـاتَ الموجودةَ أمامه، كلمـاتِ الغزل! ، كأنه في هذهِ اللحظـةِ كـان يُخبـر الأحـرف أنها لهُ هو! يخبرها باقترابه أنها لم تكُن ولن تكون لسواه!
لحظَ أصابعها قد توقّفت عن الحركـةِ بينما رجفـةُ توتّرٍ أصابتها ، عقدَ حاجبيهِ قليلًا، شفاهُه قريبةُ من أذنها، لذا حينَ همـس لها جـاءَ همسـهُ كعاصفةٍ جعلت انتفـاضةً تعبـر في كلّ خلاياها : كملي .. ليش وقفتي؟
ابتلعَت إلين ريقها، تريد أن تصرخ! تريد أن تقول لهُ بأن يبتعدَ قليلًا ، يُحرقها بقربه! تشعُر بأنّ جسده يرسـل فيها تيارًا كهربائيًا جارفًا ، تريد أن تقول لهُ بأن يرحـمَ حياءها ولو قليلًا! لكنّها في النهاية مرّرت لسانها على شفتيها وهي تشتمه في داخلـها ، تشعُر بالقهرِ منه لأنه يستحوِذُ على أعصابها بهذهِ الطريقة التي لم تتخيّل أن تحدُثَ يومًا! . . تابعَت، كيْ تمحو ذكرياتٍ قديمـة ، تمحو ذكرياتٍ أرادَت محوها سابقًا وكانت في كلّ مرةٍ تتوقّف لأنّ الدافـع فيها يتلاشى! ، كانت تشعًر أنها بمحوها ستقتـل سنين ، بمحوها لها ستمحُو جزءً قديمًا منها ، لكنْ كان ذلك هو الصحيح ... محتها! .. لتعقدَ حاجبيها فجأة ، وهي تشعُر بألمٍ حادٍ انجرفَ إلى صدرها ، يا الله كيفَ تُمحَى الذكرياتُ بهذهِ البساطة؟ كيفَ يكونُ غيابها سهلًا وإن تناسينـا حقبتها؟ . . ابتلعَت ريقها بضيقٍ مفاجئ، لكنّها شهقَت فجأةً ما إن شعرت بكفوفِ أدهم تشدُّ على عظامِ كتفيها الرقيقين ، يطبـع قبلةً عميقةً على خدّها ، قبلـةً كانت بطريقةٍ مـا ، تشتدُّ بغضب وقهر!!
ارتعشَت شفاهها وهي تُغمـض عينيها وتتنفّس باضطراب، كان في تلك اللحظـةِ يشعر بالغيظ ، يشعر بالقهرِ من ذكرياتِها ، من حبّها القديم ، لكنّه في المقابـل ، لم يمتلك أمامها حجّةً له! لذا فرّغ قهرهُ في قبلةٍ متملّكـة ، ومن ثمّ نهضَ فجأة ، ليبتعدَ بخطواتٍ واسعـةٍ عنها .. ويخرج بانفعـال!!


،


كـانت قد نامَت، لا تدري كيفَ ذلك ومتى!، لكنّها هذهِ المرّة استطاعت أن تنام من بين أوجاعها ودون شعور منها، تفرجُ شفتيها لتتنّفس في نومِها من فمِها، لازالت تستلقِي على بطنِها وتخطُّ من ضيق النومِ صحـوةً أو ما بين نومٍ واستفاقـة، هذهِ المرّة استسلمَت لتجانسٍ غريب، النوم، والألم! لا يتوقّف أنينُها ما بين دقيقةٍ أو أخـرى لكنّها كـانت تُكمل نومها ... تريد أن تنام! فقط تريد أن تنام بعد كلّ شيء! الأمان الذي فقدته فجأةً بعد أن حصلَت عليه، الوحشـة التي تحيطها هنا، وكفوفه التي تحرقُ جسدها بقسوتِه، لم تتخيّل أن تكون قسوته موجعَةً لهذا الحد رغم أنها ذاقتها قبلًا بكلمـاتٍ لاذعةٍ وحسب! الآن لم تعُد فقط كلمـاته هي ما توجعها، حتى كفوفه! لكنّ قسوتهُ الجسديّة لا تأتِي شيئًا أمام لسانه، هي التي اعتادَت على هذا العُنف أو على الأحرى أضعاف هذا العنف .. كيفَ تنهزِم أمامها الآن من سلطان أكثر من انهزامها في قسوتِه اللسانية؟! لكنّها وبطريقةٍ أخـرى ، تعترف ، أنّ لا قسـوة كانت بهذا الوطءِ كقسوتِه هو، قسوة من تحبّ !
انسلّ جسدٌ صغيرٌ من الجزءِ الفاصِل بين البابِ والجدار، كـان البابُ مواربًا لم يُغلق جيدًا بعد خروج سلطان سابقًا، إذ دفعه وحسب لكنّه لم يُغلـق جيدًا.
قفزت القطّة على السرير، كانت تبحثُ عنها واستشعرتها بحسّها في هذا المكان تحديدًا والذي لم تدخُله سابقًا، اقتربَت من جسدِ غزل المسترخِي على السرير في تعبيرٍ بعيدٍ عن الاسترخاء، حرّكت ذيلها على خدها، ومن ثمّ بدأت بتمريغ جسدها بدلالٍ على كتِفها وهي تموء لتستشعرها غزل وتفتح عينيها مباشـرةً من نومِها الذي كـان ممزّقًا من آلامٍ جسديّةٍ وأخرى نفسية، نظرت لها بفتُورٍ وعدم استيعاب، لكنّها سرعان ما ابتسمَت وهي ترفعُ كفّها لتضعها على ظهرها وتبدأ بمداعبـتها وهي تهمسُ بشوق : وحشتيني قوزالي.
حاولت أن تجلسَ كي تضعها في حُجرها وتبدأ ربّما بمداعبتها فقط، لا .. بل ربّما بالشكوى إليها إن كـانت شكواها لسلطان كالسياط الملتهبة! .. لكنّها حين حاولَت النهوض، تأوّهت فجأة، ومن ثمّ عادت تستلقِي وهي تُغمـض عينيها بقوّةٍ وتهمس : مو طبيعي ، هالألم مو طبيعي للحين ما راح !!
فتحَت عينيها، ومن ثمّ نظرت للقطةِ وهي تبتسمُ بحُزنٍ وضياعٍ وتهمـس : ضعت من دونه !
انتفضَت فجأةً بعد جملتها تلك ما إن سمعت البـاب يُدفع بحدةٍ لتنظُر نحوه بفزعٍ وترى سلطان الذي وقفَ عنده بملامُح متصلّبة، ارتعشَت أحداقها بخوف، لا يُخيفها ، نعم ، لا يُخيفها، كيفَ تخافه هو؟ كيفَ تخاف ممّن يزرع فيها الأمـان؟ كيفَ تخافُ الذي احتواها طويلًا ، الذي آلمتـه وبقدر إيلامها لهُ هو ينتقّم ! نعم ، تستحق ، فكيفَ تخاف الحقوقَ وكيفَ تخاف عينيه هو؟
ابتلعَت ريقها بربكـة، أخفضَت عينيها عنه، في اللحظـة ذاتها التي لفظَ فيها بحدةٍ وقسوة : قومي البسي عبايتك.
عقدَت حاجبيها بتفاجُئٍ لترفـع أحداقها مباشرةً إليها دون فهم، أين يريدها أن تذهب من كلمـاته؟ هل اختار أن تعود لامها، ويتخلّى عن العقاب .. بهذهِ السرعة !!
سلطان يكرّر بجمود : قومي البسي عبايتك واتركي هالنظرة الغبية ما عندي وقت طويل لك.
غزل بصوتٍ مرتبكٍ وهي تشتّت عينيها : وين؟
سلطان يرفـع حاجبًا باستهجـان : لقبرك !! .. بأي وجه تسأليني؟
ارتعشَت شفاهُها لتُشيح بنظراها عنه، في اللحظـة التي كـانت فيها قطّتها تنتقـل لجانبها الآخر بعيدًا عن سلطان وكأنها خائفةٌ منه في هذهِ اللحظات وبعدَ انفجارِ البارحة.
سلطان بحدةٍ يُدير جسده استعدادًا للخروج : دقيقتين لو ما حصلتك تحت لا تلومين إلا نفسك .. دقيقتين بالضبط! ثانية تزيد يا ويلك.
ابتلعَت ريقها بربكةٍ وهي تتذكّر صفعـة البارحة لتأخّرها ثلاث دقائق عن الوقتِ الذي وضعه لها، ماذا سيأتيها الآن بعد صفعةٍ وبعد أن كاد يحطّم عظامها اليوم؟
انتبهَت لهُ يخرج، فتحَت فمها، تريد أن تقول له " ما أقـدر " ، لا تستطِيع الحراك ، لا تستطِيع وجسدها يغلبـه الألـم ، لكنّه كان قد خرج، قبل أن تتحدّث، وقبل أن تبعثَ بصوتِها الميّت !
شدّت كفيها على السريرِ وهي تُغمـض عينيها بوجَعٍ من ضغطِها المُفاجئ على جسدها كلّه، كـانت تحاول أن تستندَ على كفيْها وترفـع نفسها، لكنّها سرعان ما تأوّهت لتدفُن وجهها في الوسادة وتُتمتم بوهنٍ بعد أن أرتخت كفوفها : يا رب ساعدني .. يا رب !!!
عادت تشدُّ على كفيها، تتحرّك رغمًا عنها بضعفٍ وبطءٍ اغتـالها بأوجـاعه، تعدُّ في صدرِها دون صوتٍ وملامِحها تذُوب في اسقاطـاتٍ تكسِرُ نظارتها فتُبديها عجوزًا كسرتها السنينُ بتجاعِيدها، تعدُّ الوقت كي لا ينقضـى ويأتِي غاضبًا، ثلاثون ثانية ، نصفُ دقيقة ... واحدٌ وثلاثون ، اثنان وثلاثون ، اربعون .... آه شارفت الدقيقةُ على النفاد وهي لا زالت تحاول !!!
عضّت شفتها بقوّة، ومن ثمّ استسلمَت بعد أن مرّت ستونَ دقيقةٍ عدّتها في نفسِها، رمَت جسدها المُحتضرِ كموضعه السابق، دفنَت وجهها في الوسادةِ الناعمـة، ومن ثمّ انتحبَت ببكاءٍ مُنهزمٍ وهي تشتمُ كلّ شيء ، تشتمُ نفسها ، نفسها ، نفسها التي كانت كلّ شيء! كل القاذوراتِ وكل الهزائـم ، لم أكُن في يومٍ مـا صلاحًا بحجمِ ما كنتُ الفسـادَ أجمع، لم أكُن في يومٍ ربحًا بحجمِ ما كُنت خسارةً نتنَة ، كنتُ الطريقَ الموؤد بنتوءاتِ الحجارة، كنتُ الطريق الذي ينتهي عند عينيك ولا يُلامـسك بأطرافِه ، كُنتَ أكبر! أكبر يا سلطان وأشدّ رفعـةً من الدونيّةِ التي وُلدتُ منها . . لم أكُن يومًا سوى ضعفٍ ولدتُ من رحمِه ، هذا الرحمُ الذي اختلطَت فيه جيناتِ كلّ السلبيات! . . لمَ أنا ضعيفة؟ لمَ يهزمني الآن الألـم ولا أنهض، لمَ لا أصير قويّةً إلا بِك! كنتُ أفضل من الآن والله أفضل! الآن عُدت هُلامًا، تمامًا كما كُنت من قبلِك.
كادتْ تُدمِي شفتها من عضّها بأسنانها عليها وهي تبكِي بقهر ، لمَ هي ضعيفة؟ لمَ لم تقوى حتى الآن؟ لمَ مازالت تُبكيها أدنـى الأمور ، يا الله ليس دونًا! قهري الآن ليسَ شيئًا دونيًا ... لكنّي رغم ذلك .. لا أريد أن أكون ضعيفة! لا أريد هذا الضعف يا الله لا أريده!!
شدّت على الوسادةِ بكفيها وهي تَهمسُ لصدرها بأنينٍ خافِت، تستشعِر نعومة شُعيرات قطّتها التي كانت تتمرّغ في ذراعها وكأنّها تواسيها .. ابتسمَت بحسرة، لكنّها سرعان ما قتلتْ ابتسامتها ما إن سمعَت صوتَ خطواته العنيفة والغاضبـة، رفعَت وجهها بسرعةٍ في اللحظة التي دخـل فيها وهو يصرخُ بغضب : عنـاد هو وإلا أيش؟!
ارتعشَت أحداقها وهي تنظُر لهُ بملامِح غزاها البُكاء، رأته يقتربُ منها بعنف، استشعرت خطر اقترابِه لذا تحرّكت بسرعةٍ وانقلبَت على ظهرها باندفاعٍ إلا أنّ صرخـةً عاتيـةً خرجَت من حنجرتها وهي تشعُر بعظامِها قد تحطّمت ! توقّف سلطان بغضبٍ بجانِب السريرِ وهو يراها تتلوّى بوجعٍ وتبكِي، تنظُر إليه أخيرًا وتلفظُ ببكاءٍ خرج شاكيًا رغمًا عنها، رغمًا عنها تجدُه دائمًا المسعـى الذي يبتـر كلّ أوجاعها وإن أوجعها : ما قدرت أتحرك .. والله حاولت بس ما قدرت !
ظلّ ينظُر لها بنظراتٍ سوداويّة، بعيونٍ تتّقدُ غضبًا، تحرّك فجأةً كيْ يخرج، في اللحظـةِ التي مسحَت فيها على وجهها بظاهرِ كفّها وهي تبكِي وتسعُل ، إلى متى ستبقى بهذا الضعف؟ إلى متـى؟!!!
استغرق الأمـر أقل من دقيقةٍ قبل أن تشعُر بهِ يدخُل للغرفة من جديد، وجّهت نظراتها بوهنٍ إليه ، لتتفاجأ وهي تراهُ يحمِل عباءتها، يتقدّم إليها، حتى جلسَ على طرف السرير وهو يلفظُ بنبرةٍ حادة : بتقدرِين تجلسين؟
ظلّت تنظُر إليه بملامِح باهتـة، قبل أن تهزّ رأسها بالنفي، حينها زفـر بقلّة صبرٍ وهو يمدُّ يدهُ إليها ليضعها أسفل كتفيها، رفعها قليلًا، ومن ثمّ مرّر - جزء الكتف - من العباءةِ أسفلها ، لم تكُن في تلك اللحظـة سوى انسانٍ فقد الشعور، فقدت الشعور بكلّ شيء! إلا يدِه ، فقدت النظر لكلّ شيء، إلا ملامحه، كانت تنظُر لهُ ببهوتٍ وشفتيها منفرجتين ، تشعُر بِه يمرّر العباءةَ من أسفلها بسحبها بين السرير وجسدها دون أن يرفعها ، ودون أن ينظُر إليها ودون أن تفقدَ ملامحه حدّتها وقسوتها وكأنه يقوم بهذا العمـل رغمًا عنه، لكنّه على الأقل .. كـان يقومُ به!!
ابتلعَت ريقها بصعوبةٍ واختناق، كـادت تبتسمُ بوجعٍ وهي تنظُر لوجهه، لكنّها بترت ابتسامتها، لو رآها سيغضب، هذا ما تدركه! لذا حصرت البسمـة في صدرِها فقط، بينما يدهُ كانت تُغلقُ العباءة بعد أن أدخلت يديها فيها وساعدته، انتهى ، ومن ثمّ رمـى الطرحة عليها ليلفظَ بضيقٍ وانزعاجٍ وهو يُشيح وجهه عنها : البسيها.
أومأت دون أن يراها، ومن ثمّ رفعت كفيها لتلفّها على رأسها . . استدارَ إليها بصمت، ومن ثمّ زفـر بقهرٍ وهو يلفظُ باحتقار : والحين مضطر أشيلك بعد !!!
لم يُمهلها حتى ترد، بل انخفضَ إليها ليدسّ يده أسفل عنقها بينما الأخرى أسفل ركبتيها، هزّت رأسها بالنفيِ مباشرةً وهي تضعُ يدها على كفّها خلف عنقها وتلفظ بخوف : هالطريقة بتوجعني !
سلطان بغضبٍ آمر : ابعدي يدك !!
انتفضَت لتُبعدها بسرعة، شعرت بوجهها يتشنّج أكثر وهي تسمعه يُردف بصوتٍ محتقر : عطيني طريقة يعني انقلك فيها بدون ما توجعك؟ أساعدك تمشين مثلًا؟ أتوقع أفضل لك أشيلك ... من الآخر أنا أحمد ربي إنه مافيه طريقة بتخلي هالجسم الوصخ ما ينوجع.
تصلّبت ملامِحها وحنجرتها تتحرّك بغصّةٍ تكبُر وتُلهبها، شدّ كفيه أسفلها، ليحملها في اللحظة ذاتها التي شهقَت فيها بقوّةٍ ووجـع وهي تشعُر بالضغطِ الذي تسلّط على وركيها، ارتفعَت كفوفها بشكلٍ لا إرادي، أحاطَت عنقه بذراعيها تحاول أن تُخفّفّ من الضغطِ وهي تتأوّه ببكاءٍ وتدفُن وجهها في عنقه.
تصلّب جسدهُ فجأةً بضيقٍ وقرفٍ من قربها منه بهذا الشكـل، لكنّه تحرك على مضضٍ ليخرج وهو يقاوم رغبةٍ في إلقائها أرضًا.


،


قرّب كوبَ المـاءِ منه وهو يبتسـمُ لسؤالِه الذي وصـل إليه باهتمام، تنـاوله منه سلمـان وحاجبه يرتفـع ليُردِف بحدةٍ بعدَ رؤيتـهِ لنظراتِه تلك : حـاول تضبَط وضعك معي .. صاير تتمادى كثير!
ضحكَ عناد بصفاء : أفا عليك والله أمزح شدعوى؟! إذا أنا أتمادى فسلطان اللي تسأل عنه وش؟
ابتسـم سلمان : حلاله.
عناد بوجوم : وش هالعنصرية؟ أنا ولد البطة السوداء يعني؟
سلمان بإغاظـة : تقارن نفسك بسلطان؟ .. إلا من جد وينه الأقشـر ما شفته اليوم؟!
عناد يهزُّ كتفيه وهو يجلُس : اتّصلت فيه يقول ما راح يجي اليوم، قلت بقابله ونتغدّى سوى رفض بعد .. واضح كان معصب وضايق خلقه.
سلمـان يعقدُ حاجبيه وهو يبتسم : شيء مو جديد.
عناد بحيرة : أتوقع جديد! .. مدري بس حسيت فيه شيء.
سلمان : جيب الجوال ودي أكلمه.
عناد يبتسم باستغراب : وراك حرش! . يعني مدري وش أقول بالضبط أنت يا تبي تقتله أو تبي تقتله.
سلمـان بابتسامةٍ ماكرة : بعيد الشر .. خله يتعلم يضبّط أعصابه شوي ماهو عاجبني.
عناد : مو قايل إنّك شايفه عكس من بعد اللي صار لك؟
سلمان : بس كلمتك إنه اليوم معصب وضايق خلقـه تقول شيء ثاني ! .. جيب الجوال أشوف.

في جهةٍ أخـرى ، كـان يقُود السيـارة ، غزل كان قد مدّدها في الخلفِ لعدمِ استطاعتها الجلُوس، كانت ساكنـةً وهي تنظُر لسقفِ السيارةِ بملامِح ميّتـة، لم تدري حتى الآن أين يريد أخذها ، لكنّها لم تلحّ عليه بالسؤال ، يكفيها حتى هذهِ اللحظـةِ انها حظيَت منه باهتمـامٍ قهريّ، أحاطته بذارعيها، ودفنَت وجهها لتشمَّ من عنقهِ العودَ الذي يستخدمه عادةً، يكفيها حتى هذهِ اللحظـة .. أنها اقتربَت منه، وشعرت بأنها تحيا بينَ ذراعيه.
اخترقَ صوتُ الهاتِف هدوءَ المكـان وصمتَه ، كان هاتِف سلطـان الذي تناولَه وهو ينظُر للطريق، رمقـه بنظرةٍ خاطفـة، لكنّه سرعـان ما أعادَ نظراته إليه وهو يعقدُ حاجبيه متفاجئًا ، كان رقمَ سلمان الذي يتّصل !! . . أمال فمه باستغرابٍ من اتّصاله ، لكنّه في النهايـة لم يتردّد بالإجابـة .. لفظَ ببرودٍ جاف : نعم.
سلمان بهدوء : قول السلام.
سلطان دون مبالاةٍ بتلاعبـه الواضـح : السلام عليكم.
سلمان يبتسم : وعليكم السلام .. وراك ما جيت لي اليوم اشتقت لك !
سلطـان يبتسمُ باستخفاف : مدري يعني وش تستفيد لما تحاول تستفزّني بطرية غبيّة؟!
سلمـان : تراك موضح إنّك مهتم فيني دامنـي بالمستشفى .. من حقّي عليك تجي تراني عمّك.
سلطـان بجمود : مشغول.
سلمان : معصب؟
سلطان : أبد المزاج حلو وعال العال.
سلمان : كذبتك تمشي على كل شخص ممكن يمر بحياتك إلا أنا .. أعرف كذبك زين.
نظـر سلطـان لغزل عبر المرآة، عقدَ حاجبيه فجأة، ومن ثمّ ودون شعورٍ منه كـان يشدُّ على أسنـانه بغضبٍ مُفاجئ ، من الطبيعيّ أن يغضبَ ما إن تلمحها عيناه، أن يتجدّد في صدرِه الغضب، أن يشعر بالقهر لمرآها ، من الطبيعي ّأن يستشعِر كيفَ أنها تلاعبت بِه ويحقد .. في كلّ مرةٍ تنظُر إليه أو ينظُر لها .. وكانت الآن ، تنظُر إليه بعينيها .. تتصنّع عبرهما البراءة! تتصنّع منهما فتـاةً تنظُر إليه كنظرةِ أنثـى إلى محبوبها/والدِها قبلًا! ملاذها وأكثـر من تحتاج . . مرّر لسانه على شفتيه ، ومن ثمّ ابتسمَ بسخرية ، في حينِ كانت هي قد أشاحَت نظراتها عنه بعد أن انتبهت لهُ ينظُر لها ، منذُ البدايـة ، اختارها هي تحديدًا من بينِ الإنـاث بتوصيةٍ من سلمـان ، وحتى قبل أن تُصبـح قريبـةً منه ، هو من جاءه ، وعقـد معه أن يُبقيها زوجتـه ، لسنةٍ على الأقـل !!
عقدَ حاجبيه فجأة ، شدّ بقبضتِه على الهاتِف وعيناه تتّسعـانِ بجنونٍ من تلك الفكـرة ، لا يعلـم ، نعم .. لا يعلم!! ، سلمان لا يعلـم بالحقيقة ، لم يكُن متعمّدًا جعلـه يرتبطُ بها كي تُستر ، نعم ، كـان هو من يحثّه دائمًا على إتمامِ الزواجِ وعدمِ الانصيـاعِ للعقود ، لا يعلـم! .. كان دائمًا ما يستفزّه ليتمسّك بها ، نعم .. لا يعلم! .. لكن ماذا يتوقّع من قاتِل؟ ماذا يتوقّع !!!!
همسَ سلطـان فجأة ، سواءٌ كـان يعلمُ أم لا ، هو السبب! ، هو السبب بالقهرِ الذي يغسلُه بمائه الحارِ الآن ، هو السبب في وقوعه الآن في دوّامـةِ حقدٍ عليها ، في رغبتِه فقط باذائها ، هو السبب! في حُزنه لأجـل والدِه ، لغدرّه ، ولأنه من جديد، أوصـل إليه امراة ، حين وثقَ بها .. غدرته أيضًا!! .. : قاعدة تزيدْ عندي أفضالك ... مشكور ، مشكور يا يبه! .. في البدايـة على أبوي ، وفي الثانية على القهر اللي أعيشه الحين !!
تصلّبت ملامِحُ سلمـان فجأةً دون فهم، عقدَ حاجبيه بتوجّس ، وهو يقرأ في نبرتِه التي كـان لا يظهر فيها سوى الغضب ، والقهر ، انكسارًا!!! كان يُظهـر ما يريد ، شيئًا ممّا يُبطـن ، لكنْ لأنه سلمـان ، استطـاع أن يستشعر انكسارًا ما! .. أن يستشعر ألمًا ما ، شيئًا آخـر ... ما هو !!

.

.

.

انــتــهـــى

اليوم من جد من جد خابْ ظنّي ككاتبة بالبارت بعد ما نقلته الوورد :( معليش يعني بعترف إنّ طوله متوسط ، بس أحس إنّي طولت فيه وتعبت وأهلكني! ولما نقلته تفاجأت إنه أقل من المعتاد.
أتمنـى تعجبكم الأحداث اللي أوجعتني فيه بغضّ النظر عن الطول.

+ برجع وأشوف نظامِي بالتنزيل ، أتوقع بغيّره لفترة النهار ولو كانت صعبة عشان اللي يدرسون صيفي قاعدين يكثرون وأكتشف إنهم يتركون امتحان ما يذاكرونه زين أو يسهرون! عشان كذا بارت الأحد رُبما يكون بوقت النهار ، نقول إن شاء الله إذا استطعت .. أتمنى تركّزون بدروسكم قبل، لاحقين على الرواية ()

ودمتم بخير / كَيــدْ !


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-08-16, 09:44 AM   المشاركة رقم: 894
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279084
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضَّيْم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 79

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضَّيْم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


مرحبًا كيد.
بسألك بس الحين اللي صار بغزل يُسمّى اغتصاب صحيح؟ لأن ماكان برضاها أساسًا وماراحت تقابله عشان هالشي!
تمام أجل المفروض أول مانطقت لسلطان عن ماضيها تقول إنّي "اغتصبت" كذا بيخفف وطأة الألم والقهر عليه. لكن تقول أنا ماني بنت من قبل لأتزوجك هنا ما ألومه يحسب إنّ اللي صار برضاها لا ويسألها كم واحد بعد؟ وهي ماتتكلم إلا بينها وبين نفسها! يأمي تراه مو كاهن يعرف اللي داخلك تكلللمي! فجي حلققك! تنرفززز ياربيه *ميته*
المهم إنّ غضبه رجع مثل أول ورجعت حليمه لعادتها القديمه للأسف

وديما باطة جبدي الله وكيلك جد خلاص ماتحسين طولت بزيادة؟ "(

حبيت إلين وأدهم هالفترة ()
كويس كذا كيد فيه أحد من الأبطال تعدلت أمورهم نوعًا ما
مايصير بعد كل الأبطال عايشين حالة بؤس لازم فيه كوبل لطيف يخفف علينا شوي :/

أسييل حيل كاسره خاطري مرّه ماتوقعت أرحمها بهالشكل
صدق الله يلطف بحالها أتوقع شاهين بيرجع لها بس ماراح تتقبله على طول وماتنلام "(

جيهان بعد راحمتها يعني مالقى هالفواز يسافر إلاّ هالدولة اللي تتعالج فيها صدق مثل الحبن بالضيق!!
وجنان أرجع وأقول ماتستاهل فواز والله! تستاهل اللي أفضل منه! تستاهل واحد هي تكون أول زوجه له! مو هذا اللي يقول خلينا اصدقاء وين حنّا فيه يبوي :/

أما تميم الله يستر منه وانا مستبشرة فيه خير واقول بيناسب يوسف مالت ها :/

منتظرينك ()
* وأتمنى تردين دايم على التعليقات اللي هنا عشان نتحمّس "(
ترا صايره ما اعلق في الثلاث أو الأربع البارتات الأخيرة لو لاحظتِ لأن ما ألاقي تجاوب منك "(
صحيح تردّين هنا بس مو دايم "(

 
 

 

عرض البوم صور ضَّيْم  
قديم 22-08-16, 12:55 AM   المشاركة رقم: 895
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

-
-
-

عذرًا على التأخير بالتوضيح هنا ، انشغلت بالكتابة عن المنتديات وغفلت عن توضيح تأخير الموعد كم ساعة
البارت راح ينزل بإذن الله عالساعة 5 ونص أو 6 الفجـر ، ما كان قد اكتمـل ، حاولت يكون بدري مثل ما قلت المرة السابقة ، بس ما كان الامـر بيدي :(
بإذن الله بيكون طويل ويستحقّ الانتظـار ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 07:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية