لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-16, 04:46 PM   المشاركة رقم: 676
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

* البارت تجـاوز طول البارت السابق ودجيًا حاسة عندي طاقـة كبيرة طلعت فجأة عشان أكتب وأكتب وأوصّله لطول يليق فيه. كونوا صبورين عاد ترى بمسكه عشان يصير حلو ومُشبع فبضمن لكم إنّه بينزل قبل منتصف الليل بوقت كبير بس بيكون شفيع لكل الساعات القليلة اللي بتتجاوز النهار ()

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 06-02-16, 08:26 PM   المشاركة رقم: 677
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 284917
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت فهيد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت فهيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

يعطييك العافيه💜😶


وبنتظار البارت....

 
 

 

عرض البوم صور بنت فهيد  
قديم 06-02-16, 10:33 PM   المشاركة رقم: 678
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحّة وعافية


بسم الله نبدأ ،
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات

المدخل اليوم بقلم " الغيد " لــ - غزل -

يا عباد الله ما بالكم تلقون علي السهام؟
أوه تخشون ربّ الأنام؟
أم أنتم في غيبوبةِ السلام؟
أبيحكم سرًا تجلّى فوقَ صفيحتيّ .
سرًا أغرق بؤبؤي .
سرًا أمات حاضري، وغيّب ماضيّ .
وسيُنهي مستقبلي ..
ما بالكم يا عباد الله تلقون السهام؟
تسألونني مابي، تكبلونني بقيود أسئلتكم
وتهدمون صرحًا من الخرابِ بنتيهُ
ترمون علي : ( لمَ تأنين؟ لمَ صوتكِ تجلى بهِ البكاء؟ لمَ قفزت الحمرة لعينيكِ؟ )
سيأتي ذاك اليوم، وتلك اللحظة، وسيحين وقت صراخي بوجهكم : ( أتسألون عن أنيني؟ عن بكائي ؟ عن نحيبي؟ ليس من حقكم سؤالي عن ما خلفتموه، ليس من حقكم تكفيري عن ما بدأتموه، معصيتي أني ولدت في كنفكم، بينكم ومعكم، اطلقوا سراحي، اجعلوا لي العنان لأحلق بعيدًا في عنان السماء ، وسأكفر عن ذنبي ما إن ابتعد عن أسئلتكم )



(67)



من القبحِ أن يتلبّس الإنسـان البراءةَ في نظراتٍ وجلَة، من القبحِ أن يسترسلَ في نظراتِ الخوفِ من شخصٍ كـان قبل كلّ شيءٍ - حضنَ أمـان -، والقبحَ كلّ القبـحّ أن يُمـارِس البراءةَ بعد أن انقشعَت منهُ ويختزِل الشرّ في سوَاه ، كـانت ترمقهُ بحذرٍ وكأنّه أسدٌ قد ينقضُّ على فريسةٍ ضعيفة! فريسةً بريئةً من كلِّ معانِي الخداع، غزالًا أليفًا لم ينحلّ يومًا عن معنى تلك الكلمةِ ويتلبّس الأساليبَ الوضيعةَ في العثورِ على قوتِه! كـانت لبـوةً فعلًا!! لم تكُن أبدًا غزالًا!! كانت مخلوقًا مُفترسًا ولم تكُن أبدًا أليفـة، كـانت دماءُ الشراسـة تجري في عروقها وأساليبُ المكرِ والخداعِ تستمدّها من أبيها، فكيفَ ظنّ لوهلةٍ أنّهـا مختلفة؟ كيفَ ظنّ أن بريقَ عينيها صادقًا؟ ، ويعُود قهرهُ في التجدّد رغمًا عنه! ضُخّ في دمائهِ البغض، انفجرَت نظراتُ الاحتقـار من عينيه ليرمقَ ملامحها النـاعسَة بحدّة، يرمق عينيها الخائفتين بقرف! لازالت حتى الآن تتخيّل نفسها الفريسة ومن سواها شرِس! لا تدري أنّها الشراسةُ بعناوينها والقذارة، أم أنّها تدري وتمثّل غيرَ ذلك فقط . . شدّ على قبضتِيه بجانبِه وهو يهتفُ بجمودٍ وحدقتيه تطوفـان على ملامحها بشكلٍ جعلها تخـاف أكثر : بطّلي هالحركات التافهة تراها ما تأثّر فيني ولا بتخليني أتراجَع * لوى فمهُ بازدراء * أبي أنـام لي هالساعتين براحـة فخليك هاجدة والا ما بيصير لِك طيّب.
بللت شفتيها الجافّتينِ بتوترٍ وهي تتنفّس الأكسجينَ بنهمِ المُختنقِ في إطـارٍ ضيّق، المختنقِ في جُحرٍ مُظلمٍ لا تصلهُ الرِّيح، المختنقِ في ظلالِ النّهـار حين اشتدّت حرارةُ الشمسِ وكبُر ظلّها ليبتلعها أخيرًا في عتمتِه، حينَ خسرتْ الكثير وباتت على شفا حفرةٍ من الوقوع! . . ارتعشَت شفاهُها بخيبةٍ ووهْن، لا تكـاد تصدّق كلّ ما حدث! لا تكـاد تستوعب أنّه أدركَ شيئًا من كلِّ شيء، لا تكـاد تستوعِب أنّها الآن في غرفتِه، ستبقى تنتفضُ كلّما أحسّت بالخطر الذي سيسحقها أخيرًا، لن يبقى قريبًا منها طـوال الوقت فقط، ستُسحَقُ أخيرًا ، ستُسحق !! . . شتت عينيها وهي تضمّ كفيْها على صدرِها والانقلابـة التي حدَثت في كلّ مافِيه تُرعبها، لم تكُن تتخيّل لوهلةٍ أن يصير سلطـان بهذا الشكل يومًا، بهذا الشكل الذي لم يمرّ عليها حتى يومٌ كامـل وهاهو سيوقف قلبها من قسوتِه، كانَت هذهِ ردّة فعلهِ الأولى على شيءٍ واحدٍ فقط، فما سيفعل إن اكتشف كلّ شيء؟!!
شعرَت بهِ يتحرّك قليلًا لتنتفضَ مرةً أخرى بشكلٍ أعنف وهي تشهقُ بخفوتٍ وتوجّه أحداقها إليه، وكـانت حركتها تلكَ هي الورقة الأخيرة التي استدارَت لتُظهِر انفجـارًا جديدًا بعد أن نفدَ صبـرُه، اعتـدل مواجهًا لها بنظراتٍ حارةٍ بعد أن كـان يستعدّ للتمددِ مواجهًا لها بظهرِه، كـاد يعضّ شفتهُ علامـة محاولـة تثبيطِ الانفجـار وغضبه، لكنّه لم يفعل، لم يُرِد هي هذهِ اللحظـة سوى الانفجـار بغضبهِ في وجهها . . صرخَ بصوتٍ جعلها تغمضُ عينيها بشدةٍ وتُخفضُ رأسها للأسفل بذعر : وبعديييييييين ؟!!! أقسم بالله يا غزل تراني واصل حدّي منك وما أنصحك تزيدين رصيدك عندي كافِي اللي سويتيه مخليك شارية الملايين من أعصابي وواضح إنّك تبين تحللينها كويّس ، وما أنصحك بهالشيء !!
لم تستطِع أن تنبسَ ببنتِ شفةٍ وصوتُه الغاضب يجعل لسانها يلتصقُ بسقفِ حلقها ويُفقدها الكلام، أردفَ بصوتٍ انخفضَ قليلًا لكنّه لازال يحتفظَ بمقدارِ خطرِه وقسوتِه : وعلى فكرة تراني ما آكل بشر، ولو بآكل بختـار صنف نظيف ماهو نجِس فتطمّني على نفسك من هالناحية وانثبري.
ابتلعَت ريقها محمّلًا بفرطِ إهـانته، وجنُون كلمـاتها كلّها ووقاحتها ينطفئُ بريقها في هذهِ الأثنـاء، كيف عساها أصلًا أن تجدَ الجرأة على ردِّ الإهـانةِ وهي التي لم تجِد الجرأة على الدفـاع؟ لم تجِد الجرأة على إخبـاره بكلِّ شيء، أنها أُجبرَت، أنها لم تُرِد، وحينَ رفضَت جعلها هذا الرفضُ تبكِي باستدامـةِ - عدمِ الارادة - دائمًا وأبدًا فيها، بإثبـات والدها لها بأنّها لعبـةٌ فقط، لم تجِد الجرأة على الدفـاع وكلّ ما استطاعته هو التوسّل بشكلٍ مخزٍ لم يكُن يومًا فيها، وكـانت صورةُ سلطان الجديدة وحدها مُلجمةً لكلّ طبيعتها، لكلماتِها الفجّة، لدفاعِها الوقحْ، كـانت صورته الجديدة كافيـةً لحرقِ كلّ الصورِ الشديدةِ فيها.
عضّ شفتهُ هذهِ المرّة كي يحشُر كلماتهُ الباقيـة في فمه، ليسَ وقتها الآن فهو يريد فقط النـوم بعد أعاصيـر القهر التي تلاعبَت بهِ وذرتهُ هذا اليوم، أدارَ وجههُ عنها ليمدّ يدهُ نحو الأبجورةِ ويُطفئها، ومن ثمّ سحبَ اللحافَ وهو يُخفضُ جسدهُ ويتمدّد مديرًا ظهرهُ إليها، لامسَت أطرافُ اللّحافِ كتفه والظلامُ يُلامسُ أهدابها فيمنعها من رؤيتِه بوضوح، هـدأ المكـان الذي لم يضجّ إلا بشهقاتِ خوفِها ولهيبِ صوتِه، وما إن انطفـآ حتى عمّ الهدوءُ عدا من أنفاسِه الهادئة وأنفاسِها المُضطربـة . . لا يُمكن أن تبقى قُربه! هذا البقـاء الآن يعني المزيدَ من الشهقاتِ والرعشـات الخائفـة، يعني المزيدَ من إهاناتِه وكلماتِه القاسيـة ، لذَا وجدَت نفسها تتحرّك تلقائيًا وتزحفُ مبتعدةً عن السريرِ حتى تنزل وتخرجَ من غرفتـه . . ستهرب، ستهربُ بعيدًا عن تلك الغرفة وتنزوي في غرفتها أو في الصالـة، المهم أن تبقَى بعيدةً عنه، بعيدةً قدرَ المستطـاع.
لكنّها ما إن نزلَت عن السريرِ حتى زمجَر صوته بحدةٍ وهو يقبضُ كفّه على اللحـاف محاولًا السيطرةَ على جسدهِ من الاندفـاع جالسًا في صرخةٍ جديـدة : غــــــــــزل . .
اقشعرّ جسدها وهي تزدردُ ريقها بتوترٍ وتنظُر ناحيته دونَ أن تستطيعَ رؤيتهُ جيدًا، وبتوترٍ بعد أن وجدَت صوتها وسحبته من حنجرتها قسرًا : م مافيني .. نوم . . وما أقدر أظل جالسة كذا للفجر .. بنزل تحت.
أدارَ جسدهُ أسفلَ اللحـافِ إليها ليرفعَ إحدى جاجبيه وهو ينظُر لهيئتها في الظـلام، وبحدّة : مافيه ، تمددي ونامِي ومتى ما شفتيني بنام تنامين معي ومتى ما صحيت تصحين معي بعد . .
عقدَت حاجبيها وهي تقضُم الكلماتَ بنبرةِ صمتْ، لمْ تجِد شيئًا سوى الضعفِ الصامـت بينما أردفَ هو بسخرية : واضح ما ينفع معاك إلا الترويض وأنا حاب أروّضك بحسب قوانين جديدة أوّلها ذي ، وثانيها إنّي متى ما طلعت من البيت بتكونين حبيسة هالغرفة . . سمّيها سيطرة إذا تبين لأنها فعلًا سيطرة ، بس تطمّني طلعاتي بتكون قليلة عشان عيونك الحلوين . . ويلا لا عاد أشوف منّك حركة نامي.


،


كـانت تقضمُ أظافـرها بتوترٍ وهي تنظُر لإلين التـي كانت تغلّف ملامحها بالصمتِ وهي تقلّب هاتفها بينَ كفيْها وتغرقُ في أفكارِها، ازدردَت ريقها بتوترٍ وهي تنتظرُ اتّصالًا من ياسِر يُخبرها عن حال العروسين – ابنة خاله وابنُ خالها، حـالهم الذي انعطفَ عن الفرحِ إلى الأحـزانِ والدموع . . تتنفّس باضطرابِ اللهفةِ فيها لخبرٍ يُريحُها من هذا الخوف، والدعواتُ تتنافسُ في صدرها بتهدّجٍ وأمها تجلسُ أمامها تفصُل بينهما الطـاولة الزجاجية، تسندُ رأسها للخلفِ وذراعيها تتوسّدانِ ذراعيّ الأريكة المُنفردة، تُغمضُ عينيها بإرهـاقٍ واضحٍ وخطوطُ النعاسِ تُلامسُ بأطرافِها عينيها. لفظَت هديل برعشةِ صوتِها الحزين : اتصلي على أبوي والا على ياسر شوفي وضعهم شلون !
فتحَت هالـة عينيها بإرهـاقٍ والقلقُ لا يبارحُ نظراتِها، تحرّكت معتدلةً في جلستِها دونَ ردٍ وصوتُها يُبترُ بإجهـادها بأفكارها، رفعَت هاتفها الذي كانت تضمّه بكفِّها منذ البداية لتبحثَ عن رقمِ ياسِر ومن ثمّ تتّصـل به.
زفَرت هديل وهي تتحرّك وذراعيها تضمّانِ خصرها بأسى، اتِجهت للمقعدِ الذي تجلسُ عليهِ إلين لتجلسَ بجانبها وهي تمسحُ على وجهها وتهمسُ بتضرّعٍ متألمٍ والدموعُ تموجُ في عينيها : ياربي احفظهم بعينكَ التي لا تنـام، يارب لا تُرِنا فيهم مكروه.
ردّدت إلين من خلفها بـ " آمين " وهي تتأمّل الأرضَ المصقلةَ بالبرودة، باطِن قدميها العاريين يلامسُها فلا تُصيبها رعشـة البرودةِ وقد اكتفَت من برودةِ خلاياها وعروقِها، دمُها يبردُ وهي تتذكّر اللحظـة التي اتّصلَ عبدالله بهِم يخبرهم بما حدثَ بعد أن علِم من يُوسف، انهيـار أرجـوان باكية، ديما، أسيل، كلٌّ عاقـرهُ الوجعُ بغطـاء المأسـاة التي غلّفت فرحتهم اليومَ وأحالتها إلى دمُوع، وبكَت هي معهم أوجـاعهم، لرُبّما صـدق عبدالله حينَ قـال بأنّها تنتمي لهذهِ العائِلةِ حدّ أن تشعر بأوجاعِهم في صدرِها، بملوحةِ بكائهم في عينيها، بمرارةِ الغصّةِ وثقلها في حُنجرتها.
قوّست شفتيها بأسى وأهدابها ترفرفُ بثقلِها بالملح، رفعَت أحداقها ببطءٍ إلى هالـة التي كانت تتحوقلُ وهي تُحادثُ ياسر، انخرطَت في بكـاءٍ جديدٍ وهي تُغلقُ الهاتف لتندفعَ هديل إليها بسرعةٍ وتقفَ بجانبها وهي تضعُ كفّها على كتِفها وتهتفُ بحشرجة : وش اللي قالـه؟ وش صار فيهم يمّه!!
هالـة بأسى على ابن وابنـة أخويْها، مسحَت دمُوعها المندفعةِ من عينيها وهي تهتفُ بخفوتٍ متحشرج : فـوّاز ما صار له شيء كايِد ، رضُوض وكسر بيدّه اليمنى ، المشكـلة في جيهان !!
هديل بجزعٍ وعيناها تحمرّانِ بالدمُوع : شفيها جوج وش صار عليها؟
هالـة : غير عن إصابـات جسمها عندها نزيف داخِلي ومحتاجة دم وفصيلة دمّها ماهي متوفرة في المستشفى.
شهقَت هديل وهي تضعُ كفّها على فمها بينما ضوّقت إلين عينيها بأسى وهي تهتفُ داخلها بدعواتٍ متضرّعةٍ بألمـها ورجائِها بأن يبتعدَ الحُزن عن هذهِ العائلـة، ألّا يمسّ الدمعُ أعينهم كمـا لم يسمحوا للضيـاع أن يمسّها في سنواتِ عُمرِها.


،


في وقتٍ سابق . .
تعلّقت أنظـارهُ بهِ بشكلٍ حـادٍ إلى الرغبةِ في القتل، بينما كـان تميم يبتسمُ بعبثٍ وهو يتوقّفُ أمامهُ مباشرةً ويرفعُ كفّه في تحيّةٍ متباسـطة : حيّ الله بدّور.
رفعَ بدر إحدى حاجبيْه وهو يُقاومُ رغبة كفيه في الامتدادِ إلى عنقهِ وخنقِه، شدّ على أسنانه بقوّةٍ ليلفظَ من بينها بحدّة : وش قاعِد تسوّي هنا؟
تميم بابتسامةٍ يُميل برأسهِ وهو يحشُر كفيْهِ في جيبيه : أظن المكـان عـام والا؟
بدر بابتسامةٍ قاسيـة : علينا؟ لهالدرجة مأمّن على روحَك قدّامي منت خايف أفجّر راسك الحين؟
تميم : هههههههههههههههههه تقدر؟
بدر بقهر : يا كثر منت وضيع!
هزّ كتفيه بلا مبالاة : كل شخص في الحيـاة له جانب وضيع مهما أنكر.
بدر بقرف : مثلك ومثل جدّك؟ ما أظن.
تميم بضحكةٍ مستفزّة : شهادة نعتزّ فيها.
بدر بحدّة : وش اللي جايبك هنا؟ ماني غبي عشان ما أفهم إنِك تراقبنِي!! أنت وش قصّتك بالضبط؟
تميم ببرود : وش قصتي؟ ممممم وش تتوقّع؟
بدر بحنق : دامني شفتك الحين فأنا تأكدت إنّ اللي وراك أكبر من مجرّد كونك حفيده وعدو!
تميم : اوووه ذكي ماشاء الله . . * أردفَ بلؤم * شرايك فيني؟
بدر بسخرية : من أي ناحية؟ حقارتك والا . . مراقبتك؟
ضحكَ ليُردف بسخريةٍ أكبر : تدري إنِك وضيع حتى في أساليبك؟
تميم : تدري إنّ رأيك يهمني صح؟
بدر : من التفاهة أعطي وآخذ معاك . . وش تبي؟!
تميم يميلُ فمهُ بلا مبالاة : تشرب قهوة؟
بدر بحنق : قلت وش تبي؟
تميم بصوتٍ بدا جدّيًا : لا جد والله تشرب قهوة؟
بدر بغضبٍ اشتعلَت بهِ أنظـاره : تستهبل أنت؟
تميم يرفعُ إحدى حاجبيه : مو من اللايق تردْ شخص يعزمك ، تظنْ إنّي بضرّك في مكان عـام؟
نظَر بدر نحوهُ مطوّلًا بصمتٍ حـارق، بحدّةٍ حـاقدَة، وكـاد أن يرفضَ في ذاك الوقت بحذرٍ وعدمِ اطمئنـان، لكنّه تراجعَ عن ذلك وهو يعُود خطواتٍ للخلفِ ويرفعُ هاتفه، وبحدّةٍ وهو يبحثُ عن رقمِ عبدالله : أضمن كل الوضع بالأول!
ابتسمَ تميم باستخفافٍ وهو يهتفُ بوداعة : خذ راحتك يا حلو.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 06-02-16, 10:44 PM   المشاركة رقم: 679
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





،


تهزُّ ساقيْها بتوترٍ والساعـة تقتربُ من الرابعةِ فجرًا، آخر مرةٍ اتّصلت بشاهين قال لها بأنّ أخاها بخيرٍ ولم يلحظوا مضاعفاتٍ حتى الآن لكنّ ابنةَ عمّها وقعَ كل الخطرِ عليْها . . حينَ عادت للبيت كانت عُلا نائمة، اتّجهت هي مباشرةً نحوَ جناحها لتجلسَ في الصـالةِ بعباءتها وتبقى تعيشُ الساعات بقلقها المُحرِقِ كما باتَ الجوّ يضيقُ بدفئِه عليها إذ أنّها لم تفتحَ التكييف أولًا ولم تبدّل ملابسها ثانيًا، لم تملك القوّة في ذلك! قلقها كـان أكبـر، أكبـر بكثيرٍ من أن تفكّر في تلك اللحظـات بأن ترتدي شيئًا مريحًا وتمسحَ مكياجها!
وضعَت كفيها على فمها وهي تسندُ مرفقيها على ركبتيها وتهمسُ بنحيبٍ مُعذَّب : يارب يارب يارب . .
رفعَت هاتفها تنظُر إليه إن كان شاهين اتّصل بها أو لا وكأنّ هاتفها لم يكُن ليصرخ معلنًا ذلك . . تأفأفت حين لم تجِد شيئًا وهي تكاد تشتمُ كل شيءٍ حتى هذهِ الليلة!! لكنّها استغفرت بجزعٍ أخيرًا لتنسـاب دموعها بصمتٍ فوقَ وجنتيها اللتين رُسمَ فوقهما سوادُ الكُحلِ وألوانُ الظلال . . لم تستطِع الصبر أكثر، لذا اتّجهت هي هذهِ المرّة للإتصـال بِه، ازدردَت ريقها وهي تضعُ الهاتفَ على أذنها، وما إن ردّ عليها بصوتٍ مُرهَق حتى لفظَت هي بسرعةٍ ونبرتها الباكيـة وصلَت إلى أسماعه لتحشرجَ صدره : بشرني كيف الأحوال عندك الحين؟
تنهّد شاهين قبل أن يهتفَ بهدوء : الحمدلله حالـة فواز مستقرة مثل ما قلت لك قبل، وبنت عمّك تبرعت لها أنا والعم عبدالله زوج عمتك بعد التحاليل.
أسيل بجزع : وشلون صارت الحين؟
شاهين : ما أقدر أقول حالتها مستقرّة بس تجاوزت خطر النزيف، كلّه يهون الحين.
تنهّدت وأنّةٌ تخرجُ متحشرجةً من صدرها بكلِّ الألـم والوجعِ الذي شعرَت بهِ اليوم، كلّ الوجعِ الذي يرتسمُ في وجهها الآن بمأساةِ الدموعِ التي ذرفتها، أرادت شكرهُ على التبرعِ بدمهِ وسؤاله عن حالِه في هذهِ اللحظـات، لكنّها لم تستطِع وهي تختنقُ ببكائِها الذي ارتفعَ فجـأةً وكأنّه ينفجرُ أخيرًا بعد قلقها وخوفها في الساعاتِ التي مرّت.
نشجَت بصوتٍ حـاولت كتمهُ بكفّها الذي ضغطت بهِ على فمها، إلا أنّه بتلك الحركةِ ازدادَ اختناقًا/انكسارًا، أوجعَ شاهِين عليها أكثـر ليعقد حاجبيه وصوتُها المستوجِع يصلها ببكائِها قاطعًا لكلِّ حبائِل السكُون، مُعتمًا لكلِّ خيوطِ الضوءِ في ثباتِه . . ضوّق عينيه بألمٍ ليهمسَ بخفوتٍ يريد بكلماتِه الرقيقةِ أن تبتسمَ لأوجاعِها وتصمُد : يا هالوجع محد قاله ما تليق له مقامات العيون الجميلة؟ وراه ما يدور له مسكن على قد حاله؟
مسحَت على أرنبة أنفها وهي تحاول أن تبتسم، لكنّها لم تستطِع وعضلات وجهها تجمُد بحُزنها، أردف بخيبةٍ بعد ثوانٍ طويلةٍ من صمتها : ليه ما أحس إن سكوتِك هالمرة خجل مثل كل مرّة؟!
اغتصبَت ابتسامةً صغيرةً كي لا تُحبطهُ وكأنّهُ يراها، وباختناق : هالمرة حزينة شوي.
شاهين : الله أكبر على الحزن اللي ياخِذ بسمتك!
أسيل تمسحُ الدموعَ من عينيها : شايفه قليل الحيا؟
شاهين : اضحكِي ماعليك منّه، ضحكتك تسوى ضحكات الخلق كلهم.
أسيل ابتسمَت بصدقٍ هذهِ المرّة : والله يا هالحزن يبيله يآخذ كورسات منك عشان يتعلّم الذوق.
شاهين ينفجر ضاحكًا : ههههههههههههههههههه كأنّك تتغزّلين فيني لأول مرة؟
احمرّت وجنتاها بخجلٍ وهي تشتت عينيها، وبخفوتٍ خجُول : إذا صار شيء عندك علّمني مباشرة لا تتأخّر وتخليني أحترق هنا.
ابتسمَ ابتسامةً ظهرَت بها أسنانه، وبمشاكسة : يا قوّ قلبك على هالخجل اللي قاعد يحرمني من حلاوة لسانك! بس ما عليه بطلّع كل ذا منك قريب . . يلا يا الغالية تأمريني على شيء؟
أسيل بخفوتٍ حزينٍ بعض الشيء : سلامتك وسلامتهم.
تنهّد : كلّه بيد الله يا أسيل جعل رحمته ما تتعداهم.


،


باقترابِ إقـامة صلاة الفجر كـان الرجـالُ قد اتّجهوا لمصلّى المشفى، تقدّمهم عبدالله ليكُون إمامهم، صلّى السنـة وصلّى الفريضةَ من ورائـها، وبعد دقائِق طويلة كـانت الصـلاة قد انتهَت، سلّم ليسلّم المصليين من خلفه، وطـال جلوسهُ بتلاوتهِ لأذكـار ما بعد الصـلاةِ بينما كـان يوسف خلفهُ يرفعُ يديه للسمـاءِ والدمعُ يحقنُ عينيه دونَ أن يسقطَ ويرحمه، دعَ اللهَ بكلِّ رجـاءٍ أن يحفظها له، أن يردّها إليـه سليمةً معافاةً ولا يأخذ روحها ويحرمهُ من رائِحتها، دعَ الله بكلِّ تضرّعٍ أن يمدّها بعمرٍ تُغسِل فيه أوجاعهما وتعُود الميـاهُ لمجراها . . طفلتهُ المدللة في خطر! كيفَ يقوى على تحمّل ذلك؟ كيف لا يسقُط الآن وتسقطَ دموعُه؟ كيف تصمدُ استقامتهُ ولا يعوجّ؟ كيف لازال حتى الآن رافعًا يديه ولم تتهاوى أعضاؤه؟ كيف مازال صامدًا يا الله حتى هذهِ اللحظـة وابنتهُ لم يُجزَم حتى الآن بنجاتِها، قد تهرُب من الدنيـا عروسًا لم تسعَد، آه يا ليتهُ رفض! يا ليتهُ انصـاع لمـا تريد وأبعدها عن كلّ هذا لما كـان حدثَ ما حدث !!
هاهيَ - ليتَ - تشرخُ صوته، حضُورها لا يكُون عاديًا، حضورها يعني أنّه يشارفُ على اليـأس ويفقدُ أملـه وإيمانه . . سقطَت دمُوعهُ أخيرًا على وجنتيه الحارّتيْن ليتبخّر الملحُ ويتصاعدَ دخانًا عائدًا إلى عينيه من جديدٍ ليُلهبها بالحُمرة، أمسكَ طرفَ شماغِهِ ليُغطي بهِ عيناه ويبكِي خوفًا من فقدِها الذي لا يقواه، إن كـان سابقًا أصابهُ حزنٌ قاتلٌ على زوجتهِ - الخائنة - فكيف لا يسقطُ الآن لابنتهِ الحبيبة؟
شعرَ بكفٍ تستقرُّ على كتفِه الأيمن، كـان ياسر يشدُّ كتفهُ بمواسـاةٍ محاولًا مدّهُ بالثبـات وهو يهتف : الصبر يا خالي ، ماراح يصير لها شيء ، إن شاء الله ماراح يصير لها شيء بس خلّك مؤمن بالله للنهـاية.
أرادَ القول " والنعم بالله " لكنّ صوتهُ اختنقَ في حنجرته ولم يستطِع سوى الصمت، لم يستطِع قولَ شيءٍ حتى الدعواتُ صارتْ حبيسةَ صدرِه.


،


عــاد للمنزِل بعد الصلاةِ وهو يمسّد كتفهُ الأيسر وعيناهُ الناعستان يكادُ يُغمضهما وينام واقفًا، دخَـل والظـلامُ يُغرقُ الطابـق السُفلي بأكمـله، لم يركّز كثيرًا بالنظرِ من حولهِ بل أكمل طريقهُ نحوَ عتباتِ الدرجْ، وما إن صعد أولى العتبـات حتى سمعَ صوتَها تُناديه بخفوتٍ وكأنّ المنزلَ يحتضنُ سواهما : أدهـــــم . .
عقدَ حاجبيهِ وهو يُديرُ رأسهُ ناحيـة الصوتِ ليرى نورًا صغيرًا في الصـالةِ استطاع أن يُدرك أنّه نورُ هاتفها، تراجعَ للخلفِ ليتّجهَ إليها وهو يزفُر، يريد الذهـاب لغرفته والنومَ فقط.
اقتربَ منها بينما كانت توجّه نورَ هاتفها إليه حتى تراه، ليهتفَ هو بضيقٍ وكفهُ ترتفعُ ليغطّي بها عينيه من نورِ الهاتفِ القويِّ في الظلام : وش فيك؟ نعسان أبي أنـام قبل صلاة الجمعة.
سهى بخفوتٍ وهي تشيرُ لهُ بـ " اقترب " بإحدى كفيها : تعال كلّم.
تجعّد وجههُ باستغرابٍ وهو يجلسُ بجانبها، وبتساؤل : مين؟!
سهى تقرّب الهاتف من أذنه : كلم بس وبتعرف.
كـاد يرفضُ بغيظٍ لكونِه لا يعرف من قد تجعلهُ يحادثُ ولأنها لم تُجِبهُ قبلًا، لكنّ فضوله جعلهُ يلتقطُ الهاتفَ من كفّها ويضعهُ على أذنه، وبهدوء : ألو.
الطرفَ الآخر بصوتٍ ثابتٍ يتناقضُ مع سنواتِ عمره : أهلين أدهم ، شلونك؟
أدهم باستغرابٍ وهو يعقدُ حاجبيه : طيّب الحمدلله ، عفوًا مين ما عرفتك؟
الطرف الآخر : ما تنلام إذا ما عرفتني ، أنا جدّك .
صُعِقَ لتتّسعَ عينـاه وهو يوجّه أنظـاره إلى ملامحِ سُهى المغلّفةِ بالظـلام، تخثّرتْ الكلماتُ في حنحرتهِ وباتَ إطلاقها صعبًا يحتـاج الكثيرَ من القوّة، يحتـاج الكثير من الاستيعاب، من التقبّل الذي لا يملكه نحوه ونحو عائلتهِ كلّها !!
كـاد يعيد الهاتفَ إلى سهى ويغادر نحو غرفتهِ بصمتٍ دونَ أن يقُول شيئًا، لكنّه شعر أنّ ذلك سيكون ضعفًا منه، سيكون انتصارًا لتلكَ العائلةِ الزائفـة، لذا تشنّجَت شفاهُه وهو يفرجها قليلًا شادًا على أسنانِه علامةَ الازدراء، ابتسمَ باستخفافٍ ليهتفَ بصوتٍ ساخرٍ بعض الشيء : يا هلا والله أي والله ما عرفتك، شلونك يابو عبدالله؟!
الجدُّ بهدوءٍ وهو يقرأ السخرية في صوتِ أدهم بوضوح : نشكر الله.
أدهم بابتسامةِ أسى : غريبة ودّك تحاكيني ، وش صار عشان تتنازل يا الغالي؟ وأنت اللي ما تنازلتْ حتى تشوف ولدك قبل لا يندفن! اووه نسيت إنّك ما دريت الا بعد ما اندفن، أقلّها كنت تنازلتْ وحضرتْ عزاه!
الجدُّ وهو لازال يحتفظ بهدوئِه، بالرغمِ من كونِ ذكر " ولدك/دفن/عزاه " حشرجَ صدرهُ قليلًا فهوَ أبٌ في النهاية، إلا أنّه لفظَ بصوتٍ لم تظهر فيهِ حشرجتُه : علّمتني سهى إنّك بتتزوج قريب ، هالمرّة زواج صدقي مو لعبة مثل قبل . . عاد قلت لازم أبارك مهما صار أبي الخير ينولك وبكون مبسوط إذا كمّلت نص دينك وسترت على حالك.
ارتفعَ حاجبيهِ بحدةٍ وقبضتهُ اشتدّت على الهاتفِ حتّى كـاد يحطّمه، أراد في تلكَ اللحظة أن يصرخ فيه ألّا دخل له! أن يصرخ في سهى أيضًا بلومٍ لأنها أخبرته، لكنّه تماسـك عن كلّ هذا وهو يلفظُ بنبرةٍ حارةٍ لو أنّ جدّه أمامه لصهرته! : الله يبارك فيك، كفّيت ووفّيت ، والحين اسمح لي بروح أنـام لي شوي ، ما تقصّر والله.
لفظَ بكلماته تلك ومن ثمّ مدّه إلى سهى دونَ أن ينتظر ردّه، زمّ شفتيهِ بعنفٍ وهو يحبسُ الكلمات الحانقهَ في فمه، أطبقَ شفاهُه بقوّة وهو يشدُّ على قبضتيه، يدرك جيدًا أنّه إن تركَ المجـال لصوتِه لصرخَ بكلماتهِ الفجّة وآذآها بها لينتهيا في " زعلٍ " آخر! . . لذا تحرّك متجاهلًا صوتها الذي نـاداه ليبتعد بهرولـةٍ عنها وهو يتمنّى تحطيم شيءٍ مـا يفرّغ بهِ هذ الكره وهذا الحِقدْ.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 06-02-16, 11:10 PM   المشاركة رقم: 680
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




،


تقلّبت فوقَ السريرِ بضيقٍ وهي تشدُّ فستانها الذي ارتفعَ إلى فخذيها، لم تعتدْ من قبل أن تنـام بملابسَ كهذِه، وهي منذ البارحـة لم تبدّلها وبعد أن حُبِسَت هُنـا، عقدَت حاجبيها وهي تغُوص بينَ الصحوةِ والمنـام، خطٌ رفيعٌ يفصُل بينهما، لكنّها كانتْ لا تزال تُغمضُ عينيها بغيرِ إدراكٍ عن المكـان الذي هيَ فيه، نسيَت أنّها فوقَ سريرِه، لم تعتدْ بعدُ على ذلك! ومن الطبيعي أن تتحرّك في منامها فوقهُ بكل أريحيةٍ - مُنزعِجة! . . شدّت فستانها إلى أن وصل لأسفل ركبتيها، ومن ثمّ رفعَت كفيها لتضعهما أسفل وجنتها وهي النائمةُ على جانبِها الأيمن وشعرُها يسترسلُ فوقَ الفراشِ من خلفّها . . قبل ساعاتٍ وبعد نومِ سلطـان بنصفّ ساعةٍ تقريبًا كانَ قد تقلّب على ظهرهِ ليشعر بنفسِه فوقَ خصلاتٍ متناثرةٍ أسفله، قعدَ وقد أدرك أنّها لن تكُون إلا هيَ، وتذكّر في تلك اللحظـة يومَ ناما معًا في منزلِ والدتِه وانقلبَ على شعرها لتنهضَ لاعنةً له . . ابتسمَ بسخريةٍ وهو يُحاولُ اختراقَ ملامحها وتبيّنها في الظـلامِ ولم يستطِع، كـانت تبدو مستغرقةً في النوم بأنفاسِها المنتظمة، أليسَت هي من قالت أنها لا تشعُر بالنعاسِ وتريد النزول؟! . . لوى فمهُ بقسوةٍ وهو يمدُّ يدهُ بنفورٍ إلى شعرِها المُتناثِر بكثافتهِ حولها، كـانت تنـام على جانِبها الأيمن، تُقابِلُ ظهرهُ بوجْهِها . . مدّ كفّه الأخرى نحوَ عنقها من الخلفْ، لامسَها بخفّةٍ ليبدأ بجمعِ شعرها خلفها بمساندةِ يدهِ الأخرى التي كانت ترفعُ كتِفها قليلًا من الناحيـة الأخرى، لا ينقصهُ المزيدُ من اللعنِ الذي يُدرك أنّه لو بزغ من شفتيها فسيفقدُ آخر ذرّاتِ سيطرتِه . . استطـاع جذبَ شعرها للخلفِ وهو يمرّرهُ بصعوبةٍ من أسفلها، تركهُ يتناثرُ بأريحيتهِ خلفها وهو يبتسمُ متمتمًا بسخرية : هذي اللي ما ودها تنام صايرة جثّة ما تحس الحين!
ومن ثمّ تحرّك ليعود للتمدّدِ بجانبِها، هذهِ المرّة كـان وجهُه يقابل وجهها، استطاعَت عينـاه التعوّد على الظـلام، وتبيّن القليلَ من ملامحها المُظلّلةِ بغشاءٍ شبهِ شفافٍ من العتمـة، حرامٌ أن تمتلكَ هذهِ الملامح الحادة - والبريئة في ذاتِ اللحظة! أن تطغى البراءة على جمالِ ملامحها التي باتَ يراها قُبحًا دائمًا، انطفـأ صفـاءُ عينيها عنه، لم يعُد يريد تصديقَ البريق السـابق، كان زيفًا! وصدّقه بغبائِه، خدعتهُ وتلاعبت بهِ بكلّ قذارةٍ وهو الذي كـان يتطلّع بالخير الكثير نحوها!!
أغمضَ عينيه بغيظٍ وهو لا يريد التعمّق في أفكـاره السلبيّة الآن ليتضاعفَ قهره ويحترق أكثر، سينام! فقط سيحضى بساعاتٍ قليلةٍ قبل الصـلاة.
نـام في تلكَ اللحظةِ وهو يتجاهل أنفاسها المنتظمـة، وهاهيَ الساعـة الآن تجاوَزت الخامسـة والنصف بقليل . . تقلّبت هيَ من جديدٍ فوقَ السرير بضيقٍ واضح، حينها ارتفعَ فستانها البيتيّ الناعمِ من جديد، تداخلَت ألوانهُ الربيعيّة مع انعقادةِ حاجبيها ضيقًا، هذهِ المرّة استيقظَت وهي تشعر بفستانها مرتفعًا إلى منتصفِ فخذيها، تأفأفت لتفتحَ عينيها بضيقٍ وهي تجلس، كـان السريرُ خاويـًا في ذلك الوقت ولم يكُن فوقهُ سواها، أخفضَت كفيْها نحوَ فستانها لتشدّهُ إلى ساقيها وهي تُغمضُ عينيها بنُعـاس، لكنّها شهقَت فجأةً وأجفانها تتّسع باستيعابٍ للمكـان الذي هيَ فِيه . . غرفة سلطان!! فوقَ سريرِه !!! إذن كلّ ذلك لم يكُن حلمًا، لم تكُن تحلمُ أبدًا !!!
بللت شفتيها بأسى وهي تفركُ عينها اليُمنى بأناملها، تقوّس فمها قليلًا وهي تبتلعُ غصّتها مع لتراتٍ كثيرة من يأسِها المُذاب، وبخفوتٍ متحشرج : انتهيت ! انتهييييييييت !!!
قاومَت نوبـة بكاءٍ جديدةٍ داهمتها، استنشقَت الهواءَ بقوّةٍ لتمدّ ذاتها بثباتٍ أكثر، ثباتٍ زائِف! كيف عساها لا ترتخِي بما حدَث؟ كيفَ لا تُصبحُ هشّةً بعد كلّ شيء؟ بعد انتهائها/تحطّم الحيـاة في عينيها!!
تحرّكت من فوقِ السريرِ بانكسارٍ واضحٍ وهي تنظُر للأرضِ بأسَى، اتّجهت نحوَ خزانتِه باستسلام، تدرك أنّ سالِي رتّبت معضم ملابسها مع ملابسه، أوّل مشاركةٍ زوجيّة ومن ثمّ السرير، وكم تخشى أن يتطوّر الأمـر أكثر، أن يصلا إلى نقطةٍ تختمُ فيها ببصمةِ النهايـة موتَها!!
بحثَت في الخزانةِ عن بيجامةٍ لها تكُون ساترةً أمام عينيه كمحاولةٍ أخيرةٍ يائسة على الحماية، محاولةٍ تُدرك بطلانها، لكنّها وجدَت أنّ أسترَ ما لديها ذات بنطالٍ يصلُ لنصفِ ساقيها الناعمتين وبلوزةٍ " كت "، لأوّل مرةٍ تندمُ أنّها لا تشترِي ما يسترُ بالكليّة! حتى يومَ تسوّقت مع سلطان وبالرغم من عينيه المراقبتين لما تشترِيه لم يمنعها من أخذِ ملابسَ بيتيةٍ من ذاتِ النمط فهو قد اتفقَ معها من قبل أن ترتدي في البيت ما تريد، كلّ ذلك حين كان لا يفكّر بها زوجة! لم يكُن ليحدثَ المحضُورُ - بإغراء -، أمّا الآن فهوَ سيحدث بهِ أو بدونه، بغضبِ سلطان فقط!!
زفَرت بألمٍ وهي تضمُّ إحدى البجائِم التي تناولتها، أغلقَت بابَ الخزانةِ لتسندَ جبينها عليه وتتركَ لدموعها السقوطَ مجدّدًا، اسقطِي أكثر، اسقطِي واحملي معكِ كلّ ضحكةٍ كانت يومًا معه، اسقطِي واحملي معكِ فرحتي يومذاك، اسقطِي وأخبريني عن مدى الخسارة التي نلتُها، اسقطي أكثر! أخبريني بثقلكِ أنّ الدنيـا لا تكفِي أمثالِي لأعيش، أنّني لا أستحقُّ الحياة! أنّ الدنيـا ضاقَت ولم تتّسع يومًا إلا للمحظوظين - الذين لم أكن منهم -، اسقطِي علّ في سقوطكِ راحةً مُفادها الممات . . لو أنّ الدمُوع تجتذبُ كلّ الحيـاة في جسدِنا، لو أنّها انتحـارٌ مباحْ! ما امتنعَت عنها يومًا، لو أنّ الدموعَ انتحـار لا يتجاوزُ نطاق ألمِه الحُزن، انتحـارٌ حزينٌ رقيق بالرغم من شدّةِ حُزنه! . . لم أكُن جريئةً لأفعلها يومًا وأخلّص نفسي من الدُنيا بيديّ، لذا أتمنّى في هذهِ اللحظـة لو أنّ الدمعَ يكفي لانتحـارٍ سريعٍ لا يؤلمِ أكثر من حُزنِنا . . إلهِي عجبتُ من ذاتٍ لا تُدركُ في شرعكَ شيء، لكنّها أدركَت أنّ انتحـارها - حرام -، أنّ انتحـارها أكبر من كُفرها.
ضمّت البيجاما إلى صدرها أكثر وكأنّها تستمدُّ منها الأمـان، دموعها تتساقطُ بحرارةِ حُزنها الذي لا يتبخّر، بكرمٍ تعلّمتهُ على يديه وسخَر منهُ أخيرًا في " الله يصبّرني على غلطتي لأنّه شكلي عوّدتك على هالدموع "!!
أغمضَت عينيها بأسى ورموشها تبلّلت حتى تهدّلت بهذا البُكـاء، مكثَت هنـاك في وضعِها لوقتٍ لم تكُن تستمعُ فيه بخشوعٍ إلا لصوتِ نشيجها المجروح، حُنحرتها باتت تؤلمها من حجمِ ما انتحبَت، لكنّها أصبحَت أضعف، أضعفُ بكثيرٍ من أن تثبُت.
احتضنهـا دفء، انتفضَت بهِ خلاياها وتجمّدت فجأةً وعيناها تتّسعـان، كانت كفّا سلطـان تعانقانِ كتفيها وبالرغمِ من برودةِ ملامحهِ في تلكَ اللحظـاتِ إلا أنّ كفّه لم تفقِد دفئها، تنفّست بتحشرجٍ مذعُور، في حينِ أدارها سلطـان نحوهُ ببطءٍ حتى واجهَ ملامحها المرفوعة نحوهُ بجزعٍ وعينـاها ترجوانِه بأن يعود، بأن يكُون كلّ شيءٍ كذبًا .. إلا أنّه تجاهلَ نظرتها تلكَ وهو يرفعُ إحدى كفيْه ويمسحُ دموعها عن وجنتيها مبتسمًا بقسوة، وبصوتٍ صقيعيٍّ أرعشها فوقَ رعشتها : ما ملّيتي من هالدموع؟ أنا ملّيت! عشان كذا بطّليها لأنها ماراح تفيدك بشيء . .
أخفضَت نظراتها عن ملامحهِ القاسية وصوتهُ الأقسى بشكلٍ لا يتماشَى مع لطفِه السابق، لمسةُ كفّه فوقَ وجهها جعلتها تريد الهرب، لكنّها لم تستطِع وهي تدرك أنّه يستطيعُ بكلِّ بساطةٍ أن يثبّتها ولربما أغضبه ذلك وأودى بها إلا ما لا تحمدهُ عقباها . . شعرَت بأنفاسهِ تقتربُ منها أكثر، وتضاعفَ بذلك نشيجها وتنفّسها، كادَت تتراجعَ هذهِ المرّة، لكنّه كان بالفعلِ قد استطاعَ تثبيتها حينَ أحـاط خصرها بإحدى ذراعيه . . لكنّها لم تستسلمْ عن المقاومة! بل أخفضَت وجهها أكثرْ وهي تعضُّ شفتها السُفلى وتغمضُ عينيها بقوّةٍ بعد أن أدركت من اقترابِ أنفاسه أنّ هدفهُ ملامحها، سيُعيد ما فعله بالأمس! ولربما لن يتوقّف هذهِ المرّة عند قبلـة، وستُكتبُ نهايتها اليوم، ستنتهي حكايتُها في فصليْن فقط، في يوميْن رسَمها والدها ولم يُحكِم رسمها.
شعرَت بكفّه تقبضُ على ذقنها بقسوةٍ اعترضَ بها على صدّها عنه، حاولَ رفعَ وجهها إليه إلا أنِها مانعتهُ بمقاومتها وهي تُضاعف شدّها على أجفانِها وعلى شفتِها بأسنانِها، إلّا أن قوّته كـانت أكبر في النهايـة، رفعَ وجهها نحوهُ قسرًا ليقطعَ المسافـة الأخيرة الفاصلةَ بينهما ويلثمَ وجنتها اليُمنى بحدّة، عـادت دموعها للانسيابِ لتُلامسَ شفاهِه، هـاهوَ جسدها يضعفُ من جديدٍ لتحملها ذراعه، ساقيها أصبحا هشّين ويديها المطوّحتين جانبًا تشعر أنّهما ماتتا ولم تستطِع رفعهما لتدفعه، انتقلَت شفاهُه لوجنتها الأخرى ليقبّلها قبلةً سريعةً بعكسِ قبلتهِ الطويلةِ لتلك، ومن ثمّ همسَ بخفوتٍ باردٍ وهو يُلامسها بأنفاسِه : صبـاح الخير يا زوجتي الجميلة . .
تراجعَ للخلفِ مُطلقًا خصرها لتتراجعَ هي بدورها خلفًا وهي تتنفّس بتسارعٍ وعينيها لا تزالَانِ مُغمضتـين، استندَت بظهرها على الخزانةِ وهي تشعر أنّها تكـاد تسقُطُ بضعفِ ساقيْها، ارتفعَ صدرها وانخفضَ بسرعةِ هذا الانهيـار الذي يزحفُ نحوها، وكـان صوتُه الذي جـاء من جديدٍ هو الذي حدّه من الظهورِ أمامـه الآن : صلّي الصلوات اللي فاتتك من أمس بسبب دلعِك ذا وانزلي ساعدي سالي في تحضير الفطور ، ما أبي زوجة كسولة ما تهتم بزوجها مثل ماني ما أبي زوجة تهمل صلاتها! . .
ازدردَت ريقها بضعفٍ وصوتُه البـارد يشطُرها، طـال صمتُها كثيرًا ليرفعَ حاجبيه وهو يبتسمُ بقسوةٍ من هيئتها الواهنـة وهي تستندُ بظهرها على الخزانةِ تكادُ تسقطُ لا محـالة وعيناها مغمضتـان بشدّةٍ وكأنّها تخاف النظرَ إليه ، ليردفَ بأمرٍ حـاد : مفــهــوم؟!!
أومأت بسرعةٍ وهي تشدُّ على قبضتيها جانبًا وملابسها كانت قد سقطَت منذ شعرَت بأنفاسه تقتربُ منها قبل قليل . . لوَى فمهُ باستخفافٍ ومن ثمّ تحرّك خارجًا وهو يهتفُ بجمود : استعجلي وراي طلعة.


،


في المشفى، غـادرَ كلُّ من كـان متواجدًا مضطرّين حتّى يرتاحُوا قليلًا في منازِلهم، بينما بقيَ يُوسف في مكانِه جالسًا ورأسهُ يستندُ للخلفِ بإرهـاق، النومُ يغادرهُ بالرغم من كونِه تجاوزَ الأربعَ وعشرونَ ساعةً منذ استيقظَ في الأمس، لكنْ من أينَ يأتِيهِ هذا النوم؟ لا مجـال لقدومِه وقلبهُ يصرخُ مستوجعًا بضجيجٍ يطردُ كل فكرةٍ للمنـام، لا تستطيعُ عيناه الاسترخـاء في ظلِّ هذا الوجعِ الأبويِّ الذي يلكمُ أضلعه، لا يستطيعُ سوى انتظـارِ خبرٍ يجعلهُ يطمئن، هذا الحـالُ الغير ثابتٍ لا يُريحُ فؤادهُ ولا يُسكِنُ قلقَه.
أغمضَ عينيه بإرهاقٍ وهو يتنهّدُ بألـم، وقفَ وقتذاك إحدى الأطبـاء اللذين أشرفوا على حالتِها، وبهدوء : يا عم ارجعْ لبيتك أفضل ، بنتك ماراح نقدر نضمن استقرار حالتها إلا بعد أربعة وعشرين ساعـة ، حرام تتعب نفسك لهذاك الوقت!
فتحَ يوسُف عينيه لينظُر نحوهُ بعينينِ مُحمرّتان، وبتعب : ما أقدر أتحرّك من هُنا ، بنتظرها . .
هزّ الطبيبُ رأسهُ بأسى ومن ثمّ تحرّك مستسلمًا نافضًا يديه من المحاولـة، حينها عـاد يُوسف لحالـته تلكْ، أسندَ رأسهُ للخلفِ مُغمضًا عينيه.

بعد لحظـات ، فتحَ عينيهِ بتعبٍ من جديد على صوتِ هاتفِه، أدركَ ببساطةٍ من المتصل الذي يصرخُ بتكرارٍ طيلةَ وقتِ انتظـارهم قبل صلاةِ الفجـر، لم يستطِع الردّ عليها وقتذاك وإخبارها بحال أختها العسير، لكنّه لن يستطيع تركها متخبّطةً أكثر بقلقها، لذا رفعَ هاتفهُ هذهِ المرّةَ وقرّر الرد عليها، ألصقهُ بإذنهِ وهو يهمسُ بحنانٍ رغم الإرهـاقِ في صوته : حبيبتي . .
عضّت أرجوان شفتها من الجهةِ الأخرى وهي تُغمضُ عينيها : شلونها يبه؟ سيف قال لديما إن حالها الحين أفضل مع إنه ما استقر ، بس أبي أسمع شيء منك أنت ماهو من غيرك.
تنهّد يوسف بجزع : إن شاء الله خير حبيبتي ، إن شاء الله خير . . يحتاجون 24 ساعة عشان يتطمّنون من استقرار حالتها أو عدمه ، يارب خير . .
صمتتْ وهي تضعُ كفّها على فمها حتى تكتمَ صوتَ أنينها، يصعبُ الثباتُ عليها في هذا الوقت، يصعبُ عليها الاتّزانُ أمام اهتزازِ حيـاة أختها من أسفلهم ، لذا وجدَت نفسها تُطلقُ أنينها بألمٍ تضاعفَ في صدرهِ هو وهي تُردّدُ من خلفهِ بأسى " يارب خير ، يارب خيييير ".


،


الساعـةُ الثامنةُ صباحًا . . تحرّك ذهابًا وإيـابًا في مكتبِ منزلهِ وهو يضع الهاتفَ على أذنه، يستمعُ لكلمات الرجُل من الجهةِ الإخرى بملامحَ حادةٍ غاضبـة، وما إن انتهَى الإتصـال حتى رمَى هاتفهُ بغضبٍ على كرسيّ مكتبهِ الجلدي ليصرخَ شاتمًا بغضب : حيـــواااان ، أجل أنت هوّ يا وليد العلـي . .
بلل شفتيه وهو يستغفرُ ويعبثُ بشعرهِ حتى يدلّك فروةَ رأسِه بحنق، علمَ الآن من وراءَ ذلك الخبـر الذي أُشيع في صحيفةِ الجوهر، كـان أحد الحاضرينَ في عشـاءِ فهد، ذلك الذي دخلَ إليه وهو في المجلسِ بعد انفجـار سلطان وخروجه، إذن فقدْ سمعَ كلّ شيء ، سمعَ واستغلّ ذلك لمصلحةِ الصحيفة التي يعملُ فيها.
تمتمَ بحدةٍ من بين أسنانِه : والله لحرقك أنت وهالجريدة وبورّيكم شلون تعطّلون سلمـان.


،


في حينِ كـان الآخر يجلسُ على سريرهِ وهو يضمُّ كفّيهِ إلى فمهِ بتوتّر، ينظُر لهاتِفهِ مرارًا وتكرارًا، لا تمرُّ ثانيتين إلا وهو ينظُر نحوه . . ظهرتْ من جدِيد! ظهرتْ تلك الطفرةُ في حياتِه مرّةً أخرى ، يا الله ما الذي يحدث؟ ما الذي جلبَ اسمها في حياتِه مرّةً أخرى بعد أن ظنّ أنه ارتـاح منها؟ . . عضّ شفتهُ بغيظٍ وهو يهزُّ ساقيْه، وفي تلك اللحظـة دخَلت زوجتهُ للغرفـةِ وثوبُها البيتيّ الثمين يلتفُّ حول ساقيها المرمريّين، دخَلت وهي تلوِي فمها وتنظُر نحوهُ بحنق، لتلفظَ بصوتٍ حادٍ من بين شفتيها المتلوّنتين بالعنّابي : غريبة جالس لهالساعة في البيت ومارحت تراكض ورى أشغالك اللي مدري من وين تطلع لك دايِم!
رفعَ أحمد نظراتهُ نحوها وهو يُطلق شفتهُ من أسنانه، وبضيقٍ وهو يشير بكفّه أن تغربَ عن وجهه : فكّيني من وجهك الحين.
رفعَت إحدى حاجبيها بحنق : خييير وش قصّة هالأسلوب؟ ماني بنتك عشان تتعامل معي كذا.
اشتعلت نظراتهُ بغضب ما إن ذكرَت غزل التي يتّصل بها منذ البارحة ولا ترد : الله يلعنك أنتِ وبنتك اذلفي عن وجهي يا زفت.
شدّت على أسنانِها وهي تحتضنُ بذراعيها أسفل صدرها، وبقهر : لا تلعنها ، لا تلعنها جعل ربي يحرقك البنت راحت لبيت زوجها اللي بغى يستر عليها وافتكّت منّك وانت افتكّيت منها.
أحمد بسخريةٍ رفعَ هاتفهُ ونظرَ إليه متجاهلًا لها : ماشاء الله طلعت روح الأم فيك.
هيَ بحرقةِ الأم التي لم تمُت لكنّها فتُرت بقلّة حيلتها أمـام بطشِ زوجها، فقدَت حنـانها رغمًا عنها، رغمًا عن كلّ شيءٍ أرادتهُ لتجدَ نفسها تتربّع القسوةَ معهُ في برودها أمامها وأمام القسوةِ التي كانت تتلقِاها من أبيها المريض : قـادر ربّي يحرقك وقادر يخلّيها تنساك وتنساني وتنسى كل شيء عاشته قربنا . .
أحمد بابتسامةٍ ساخـرة : ماراح تنسى أي شيء عاشته قربنا وكوني واثقة من هالشيء ، بنتك بترجع لك وبتغرزني فيها مرة ثانية.
ازدردَت ريقها وهي ترمقهُ بحقد، وبغصِة : أجل جعلني قبلها أترمّل وترتـاح.
لفظَت كلمـاتها تلك ومن ثمّ اندفعَت خارجةً من الغرفـة في اللحظـة التي تصاعدَ فيها رنينُ هاتفه، وكـان المتِصل في تلكَ اللحظةِ هو السكرتير الذي صـار حلقة الوصلِ بينه وبين عبدالله !!

.

.

.

انــتــهــى

موعدنا القادم بيكون مثل هالموعد إن شاء الله ، الجمعة أو السبت، ما أقدر أحدد :""
هالأسبوع عندي ثلاث امتحانات وممكن تزيد، دعواتكم لي ()


ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 02:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية