لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-14, 05:23 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الأول




تراجع أموس دبلداى في مقعده إلى الخلف. واضعاً يديه على معدته على شكل مسلة, و هو ينظر إلى السقف. بينما كانت إيفون باترسون تجلس في مواجهته عند الطرف الآخر من مكتبه الضخم الأنيق, و هى تنتظر في صبر. و قد اعتادت إيفون احترام تلك الفترات من الصمت بعد عملها معه مدة عاميك كمساعدة شخصية, و مندوبة لإعلانات, و لم يقتصر الأمر على ذلك.
فقد وجدت في الانتظار تسلية. لقد ساعده ذهنه المتوقد, و غريزة التسوق المتميزة. على إنشاء سلسلة من المتاجر على الساحل الشرقى لاستراليا. مما استولى على أعجابها. و ذهبت احلامها إلى منتديات ليلاس حد أبعد مما حققه من النجاح في انشاء سلسلة المتاجر. فقد راوده حلم أو ربما كان نوعاً من الهوس بالنسبة لعمل الكتالوجات. قال لـ إيفون وهو يجرى المقابلة معها:
ـ ليس مجرد أى كتالوج, ليس مجرد نشرة بالبريد يلقيها الناس في سلة المهملات دون إلقاء نظرة على محتوياتها, عندما يعثرون عليها في صندوق البريد. أريد لنشرتنا أن تكون كتالوجاً فنياً. كتالوجاً ربع سنوى, بديع الإخراج. فاخراً, يتحمس له الناس كالكنز. هل تستطيعين تخيل ما يدور في ذهنى؟
منتديات ليلاس
رمشت إيفون بعينيها و قالت ببطء إنها تتخيل ذلك, و قابل أموس ذلك بنظرة طويلة, يستعرض فيها شخصيتها, شعرها الأسود الطويل عينيها السوداوين, و جلدها الداكن, وجسمها الرشيق تحت حلة الكتان التى ترتديها بلون زهرة الكاميليا القرنفلية, شفتيها اللامعتين, و أظافرها المصبوغة بلون يتمشى تماماً مع طلاء شفتيها. وجواربها الفاتحة و حذاءها الجلدى الأنيق, استمرت نظرة التأمل مدة دقيقة كاملة, ثم قال بعد تفكير: أنه يعتقد تمثل نفس الطراز الذى يتخيله في ذهنه, و عرض عليها الوظيفة.
خلال العامين التاليين. لم يكتفيا بتحقيق الحلم, و إنما نشأت بينهما علاقة وفاق, و كان أموس مولعاً بأن يقول بين الحين و الحين و هو يغمز بعينه:
ـ أنت تعرفين يا إيفون أننا متشابهان إلى حد كبير. كنت أتمنى لو أننى أصغر بمقدار عشرين سنة!

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 05:26 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


كان في الواقع سعيد بزواجه من سيدة لا تقل عنه بدانة, وهى سيدة بيت صغيرة. و كان عيبها الوحيد أنها لم تنجب لـ أموس أى أطفال, كان الجميع يعرفون هذه الحقيقة. و كانت تتقبل مثل هذه الملاحظات العارضة من الزوج الأكبر سناً بسماحة. كانت إيفون تتفق معه أيضاً عندما يقول:
"نحن من طراز خشن, كما أننا نتمتع بالذكاء و التماسك. أنت و أنا! لقد حققنا ثروة من لا شئ. تقريباً, انظرى إلى نفسك, أنت موظفة تنفيذية ناجحة إلى حد بعيد. على الرغم من أنك لم تصلى بعد إلى سن الثامنة و العشرين."
نعم. فكرت إيفون في ذلك. في أحد أيام صيف ملبورن الرمادى البارد. عندما كان من المفروض أن تستطع الشمس إلا أن ذلك لم يحدث في جو مدينة ملبورن و كان أمبوس مشغول باستجماع شتات أفكاره. لقد جئت منذ زمن طويل من شوارع وولومولو أحد أحياء مدينة سيدنى تاقذرة المزدحمة بالسكان. قطعت طريقاً طويلاً جداً.... كل ما أتمناه أن أحقق قدراً من الإنجاز.
قال أيموس و هو يخفض بصره المعلق بالسقف :
ـ نعم. لقد فكرت في الأمر طويلاً. و انتهيت إلى أنك الشخص الوحيد الذى أستطيع أن أعهد إليه بهذه المهمة. قال ذلك و هو يركز نظراته باهتمام على إيفون.
رفعت حاجبيها, و سألت :
ـ مهمة؟
سعل أيموس سعلة خفيفة و قال:
ـ أنت تعرفين أننى و هاتى لم ننجب أطفالاً. و نحن نتقبل ذلك على أنه إرادة الله. ولكن... هز كتفيه و استطرد : "حسناً . كانت أختى أوفر حظاً فقد رُزقت ببولد....تزوجت من رجل جامح و انجبا هذا الولد."
سكت برهة, و انتظرت إيفون حتى يستأنف أيموس الحديث و يحيطها علماً بالموضوع و أسترسل رئيسها قائلاً: "ذلك واحد من الأسباب التى جعلتنى أميل إليك إيفون, تستطيعين التزام الهدوء التام و الصبر, لا تمطرينى في الحال بالأسئلة, تنتظرين و تفكرين. كان أبوه دبلوماسياً. و قد طافوا بكل أنحاء العالم. و ربما لم تكن تلك بالضرورة الطريقة الجيدة لتربية الأطفال."
تمتمت إيفون: "فهمت."
ـ نعم لأنى أخشى أن أقول إن الولد قد أصبح الآن روحاً متململة. لا يستطيع الاستقرار بالنسبة لأى شئ و قد قضى السنة الماضية فى بابوا في غينيا الجديدة. لإجراء دراسة حول أهالى المنطقة, و لست واثقاً مما إذا كان يعتبر نفسه من علماء التاريخ الطبيعى للأجناس البشرية, أم الآثار القديمة, أم أى شئ آخر, و لكن هذا ما كان يفعله. و معاذ الله. لقد ألف كتاباً.
رددت إيفون بدهشة :
ـ معاذ الله !
أومأ أيموس إيماءة كبيرة و قال :
ـ حسن ليست شخصياً مهتماً بالمرة بأكلة لحوم البشر و الطقوس الغريبة للأشخاص البدائيين. و أشك في أن أكون الشخص الوحيد الذى يعتنق هذا الرأى.
و سألت إيفون:
ـ إذن فأنت لا ترى الكتاب واحداً من الكتب التى تلقى رواجاً كبيراً؟
ـ لابد أن السوق محدودة بالنسبة لهذا اللون. حتى ولو كان الكتاب جيداً. ألا توافقيننى الرأى؟
فكرت إيفون برهة ثم أجابت بطريقة ملتوية:
ـ يبدو مثل هذا اللون من الكتب أغرقنا في الفترة الأخيرة. و ليس في شكل كتب فحسب, و إنما على الشاشة التلفزيونية كذلك.....
ـ تماماً!. قالها أموس بانتصار.
ـ و مع هذا. يعتبر ذلك إنجاز من جانب الولد.
ـ ليس ولداً على وجه التحديد. إنه شاب صغير الآن . قاطعها أموس ثم أضاف في شئ من القلق:
ـ و أنت تعرفين بالتأكيد أخلاف مثل هؤلاء الشباب الصغار, أنهم عنيدون و مثاليون و طائشون.....
قالت إيفون و هى تضحك ضحكة قصيرة:
ـ أموس أنا آسفة للخروج عن هدوئى المعتاد. و لكننى أوشكت أن أطرح عليك سؤالاً, هل تمهد بهذا لـ.....
قاطعها قائلاً بلهجة الأمر:
ـ انتظرى لحظة! دعينى أشرح لك الموضوع كله, نظراً لأننى و هاتى لم نرزق بأبناء... فليس لدينا وريث نترك له كل هذه الثروة!.
أنهى حديثه مثل الساحر الذى يخرج أرنباً من قبعته.
قالت إيفون ببطء :
ـ أ.....أعتقد أننى بدأت أتفهم
ـ كنت أعرف أنك ستدركين ذلك عندما أقول لا يوجد أحد...
ـ و لكن يوجد ذلك الولد....أبن أختك.
ـ تماماً, و لكن إذا لم يكن لديه أى اهتمام, أى تدريب, أى خلفية, فربما لم يكن ينبغى لى أن أضيع وقتى.
ـ أموس, ما سمعتك تقوله عنه إذا كنت تفكر في تحويله للتفرغ لكل هذا, فإنك تضيع وقتك على أى حال.
قال بشدة:
ـ إنه لا يزال صغيراً, عندما كنا صغاراً, هل كنا نعرف حقيقة ما نريده في المستقبل؟ أنا شخصياً كان عندى طموح عندما كنت يافعاً, و لكى أكون أكيناً, لم يكن البحث عن الممارسات الجنسية لأهالى كوكوكوكس من بين تلك الاهتمامات, و لكن لكل انسان اهتماماته.... أستطيع على الأقل أن أحاول, و توافقنى هاتى على هذا.
ابتسمت إيفون ابتسامة مشرقة و هى تقول له:
ـ حسن, لماذا إذن لا تقوم بالمحاولة؟ و لكن متى ستخبرنى عن مكانى بين كل هذا؟ يجب أن أحذرك. لن يرغمنى أى شئ على الذهاب للمعيشة بين أهالى الـ كوكوكوكس. و لا أرى في الواقع محلاً لـ...
ـ جزيرة برامبتون
عبست إيفون و تابع أموس حديثه:
ـ أنت تعرفين هويتساندايز ؟ البحر و الرمال و الشعب المرجانية...
قالت إيفون ببرود:
ـ أعرف أين تقع جزيرة برامبتون.
ـ إنه هناك....أبن أختى يسترجع قوته, لقد أصيب بكسر في رسغ قدمه منذ عدة أسابيع.
ـ أموس.....
منتديات ليلاس
ـ إيفون, سوف يكون الأمر بالنسبة لك أشبه بالإجازة, كل الذى أطلبه منك, مساعدته في إعداد مذكراته.
ـ كنت أعتقد أنه كتاب كامل.
ـ سوف يكون كذلك....بفضل مساعدتك, يقول لىّ : إن كل شئ جاهز, و لكن غير منتظم.
ثم أضاف أموس بصوت ناعم: "أنت تعرفين مدى قدرتك على تنظيم الأشياء. هذه هى موهبتك. و هذا هو بالتأكيد ما يزيد قمتك عندى.
ـ استمع إلىّ يا أموس, أنت تعرف حساسيتى ضد الابتزاز, و ليس هذا من بين الأسباب التى دفعتك لاستخدامى . تستطيع سكرتيرة جيدة القيام بهذا العمل.
قال أيموس معترضاً
ـ لا تستطيع سكرتيرا ممتازة أن تقوم بالعمل الذى في ذهنى, ليس وضع كتابه في القالب السليم هو هدفى. ليس هدفى الرئيسى, دعينى أشرح لك, نحن أمام شاب صغير, تمرد على التقاليد إلى حد ما, وقد سبحت به الأحلام بعيداً, و فعل شيئاً مختلفاً عن المألوف, وكاد يقترب فيه نحو إنجاز ما لا أريد أن أحرمه من تحقيق ذلك! و لكن إذا كان هناك احتمال بأنه لم يخلق لمثل هذا الشئ, فإنني بإخلاص أريد إنقاذه من شطحاته الجنونية, و عندئذ يصبح ناضجاً, قادراً على القيام بشئ مختلف, و لو أنه ورث مقدار واحد على عشرة من جينات أمه. و هى متماثلة تماماً مع جيناتى .
قال ذلك و هو يضرب بإصبعه السبابة على المكتب بعنف:
ـ فهذا هو مكانه كما هو مكانك, لهذا...فمن أقدر منك على إغراءه لسلوك هذا الاتجاه؟
قالت إيفون محتجة:
ـ أنت تصورنى بهذا كواحدة من الفتيات اللاتى يدفعن الشباب نحو طريق الغواية!
قال أموس بانفعال:
ـ أنت كذلك, أنت كذلك. تكفى نظرة واحدة إليك, حتى يسير الإنسان في طريق الغواية....و لكن هذا لا يعنى أنك تستطيعين للحظة أن تفعلى ذلك معه, لأننى أشك في أنه من نفس طرازك بالمرة, فضلاً عن فارق السن. إلا أن سحر هذه المهنة يسرى في دمك مثل النهر الهادئ, و يرفعهمن مجرد الاشتغال بالتجارة إلى مرتبة الفن! أن مجرد معرفتك, الاستماع إليك و أنت تتحدثين عن عملك. لن يفشل في التأثير عليه.
ـ أموس....
ـ و أنت تعرفين كيف يشعر الشبان الصغار.
واستطرد أموس بسماحة :
ـ إنهم يميلون إلى تصديق الغرباء أكثر مما ينتمون إليهم برابطة للحم و الدم.
قالت إيفون:
ـ نعم حسن, يجب أن اعترف أننى أميل إلى الشك عندما تتملقنى بهذه الطريقة.
اجاب أموس:
ـ الشك؟
إلا أن عينيه العسليتين كانتا تتوهجان طول الوقت, ثم تنهد و قال برزانة:
ـ تعلق هاتى أمالاً كبيرة على هذا. و أنت تعرفين أننى لا أستطيع أن أرفض أى طلب لها, على الرغم من أننى قلت لها إن هذا الموضوع لن ينجح.
رماها أموس بنظرة ثابتة و هو يستطرد قائلاً :
ـ ما رأيك يا صديقتى, لو أننى عهدت إليك بهذه المهمة ....فلنقل مدة أسابيع و بأجر كامل؟


منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 05:27 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

ترددت إيفون .
أومأ برأسه نحو النافذة, حيث كانت السماء تمطر مطراً خفيفاً و قال:
ـ يقولون أن الصيف سوف يكون شنيعاً هنا, كما أننا انتهينا من عمل الكتالوج التالى و هو في رأى تحفة فنية . و أستطيع أن أقول من مظهرك أنك متعبة بعض الشئ, و لا يوجد في الأيام المقبلة عمل ذو أهمية ما عدا حفل العشاء السنوى, و لكنك حضرت هذه المناسبة مرتين قبل ذلك, كما أننى انتهيت من إعداد قائمة المدعوين . هل تحبين إلقاء نظرة؟
ناولها ورقة عبر المكتب و التقطتها إيفون و ألقت عليها نظرة سريعة. ذهنها لا يزال مشغول بالعرض الذى عرضه أموس عليها. ثم تصلبت عضلات وجهها و رفعت عينيها إليه متسائلة:
ـ هل وجهت الدعوة إلى منتديات ليلاس عائلة راندال؟
نشر يديه أمامه قائلاً:
ـ هل كان ينبغى لىّ ألا أفعل ذلك؟ لقد كنت أغرف جد روبرت راندال معرفة جيدة كما أعرف ناريك كنجستون حماته. لقد تزوجت مرة أخرى الآن, و لكنها زبونة طيبة منذ زمن طويل, ألم تكونى تحبينه؟ لابد لى من القول إنه أعطاك شهادة خبرة ممتازة عندما تركت العمل معه.
قالت إيفون متلعثمة:
ـ أ...ليس الأمر....كلا, لم أكن أنفر منه....أنا....
ـ ألم تتقابلى مع زوجته قط؟ يقولون أنها فاتنة.
ـ أنها كذلك...هى....
بدا أموس متحيراً و سأل:
ـ ماذا إذن؟
أجابت إيفون بسرعة :
ـ لا شئ...ما المدة التى قدرتها في ذهنك لعملى كجليسة لابن أختك الصغير؟
عاد للجلوس و قال :
ـ لا أستطيع أن أسميها تماماً بعملية جليسة أطفال تستغرق المهمة الوقت الكافى لوضع تلك المذكرات في الشكل المعقول , و من الطبيعى كذلك أن أتحمل كل مصروفاتك.
ـ هل سوف نكون في برامبتون طول الوقت؟
رفع كتفيه بإهمال و قال :
ـ طول الوقت الذى يحلو لك, إننى أمنحك مطلق الحرية, أعتقد أنه أعد ترتيباً لمقابلة أحد الناشرين في المستقبل القريب في سيدنى .
فحصت إيفون رئيسها بنظراتها و هى تفكر, و كانت تعرف أنها ربما وافقت على القيام بهذه المهمة المستحيلة, و قالت :
ـ أقدر للمهمة مدة ثلاث أسابيع .
منتديات ليلاس
و كانت تلك الفترة كافية للتجنب حضور حفل العشاء السنوى.
ـ إيفون
ـ ثلاثة أسابيع يا أموس و يجب عليك أن تثق بى بالنسبة لقدرتى على الحكم فيما إذا كانت قضيىة خاسرة خلال تلك الفترة من الزمن.
ثم أضافت و هى تبتسم ابتسامة شاحبة:
ـ و هذا هو عرضى الأخير.
قال على الفور :
ـ اتفقنا.
ثم فتح أحد أدراج المكتب, و أخرج مظروفاً به تذكرة طائرة وضعها أمامها على المكتب, ثم قال عندما رأى ابتسامتها تخفت:
ـ و الآن أرجو ألا تتضايقى منى, كل ما في الأمر أننى كنت أعرف أنه باستطاعتى الاعتماد عليك فى مساعدتى لتحقيق هذا الشئ, يعنى الشئ الكثير لىّ و لـ هاتى.
فتحت إيفون فمها لتتكلم ثم أقفلته و هى تفكر في أنه لولا حماس أموس دبلداى بالنسبة لإخراج كتالوج ممتاز خلال العامين الماضيين. لكان العمل جحيماً لا يطاق .
نظر كل منهما إلى الآخر في صمت إلى أن قالت إيفون بصوت به بحه:
ـ ما أسمه؟ أنت لم تخبرنى به.
ابتسم أموس ابتسامة مشرقة و قال:
ـ إيمرسون, ريتشارد كارليزل إيمرسون إلا أنها تسميه ريكى و الآن لماذا لا تحصلين على راحة بعد ظهر اليوم, و تذهبين إلى بوتيك جون نرويد لكى تشترى ما يلزمك؟ ثم باستطاعتك السفر صباح الغد سوف أرسل برقية إلى ريكى كى أخطره بقدومك.
تمتمت إيفون لنفسها في وقت متأخر من تلك الليلة و هى تجلس في غرفة الطعام الأنيقة في مسكنها البديع: "لابد أننى جنت."
كتبت مذكرة للسيدة التى تحضر لتنظيف المسكن تشرح لها أسباب غيابها خلال الفترة القادمة المقبلة. و لم يكن ذلك أمراً غير عادي فقد كانت إيفون تسافر في رحلات عمل بين الحين و الحين و كانت تعتمد على فطنة تلك السيدة في العناية بشئون البيت في أثناء فترة غيابها, و القيام باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف توزيع اللبن و الصحف و أرسال ملابسها إلى محل التنظيف الجاف, و التخلص من الأطعمة التى لا لزوم في الثلاجة خلال فترة غيابها عن البيت. منتديات ليلاس
كانت قد انتهت من إعداد حقائب السفر و كانت تنتظر في الصالة فترة ذهابها إلى المطار في وقت مبكر, و كانت قد حملت معها أيضاً آلتها الكاتبة المتنقلة....و فكرت في أن كل ما تبقى لها. أن تكتب مذكرة تلصقها على الثلاجة الكهربائية و أن تفكر في خطة للتعامل مع ذلك الصبى المطلوب منه أن يسير على نهج خاله, و سألت نفسها : كم يبلغ من العمر يا ترى؟ لم يسبق لىّ التعامل مع الشبان الصغار منذ زمن طويل إلا مع أخى سام الذى كاد الآن يبلغ عامه الحادى و العشرون و هو مهوس بالبنات و ركوب السيارات, و لكن لا يبدو أن ريتشارد كارليزل إيمرسون من ذلك الطراز الطائش من الشبان, و لابد أن يكون ذكياً ما دام أنه قد تمكن من تأليف كتاب في تلك السنة المبكرة . و ربما كان فتى جاداً و متحمساً , و لن أُدهش إذا رأيته يضع على عينيه نظارة طبية و شديد التمسك بآرائه....
قطعت سلسلة أفكارها عندما وصلت إلى هذا الحد. و ابتسمت ابتسامة حزينة و وجدت نفسها تشعر بالرغبة في توفير الحماية لـ ريكى إيمرسون الصغير....
تجولت في غرفة النوم و سارت نحو النافذة و هى تهمس لنفسها:
"ربما تحركت فىّ غريزة الأمومة."
عاد الصفاء إلى السماء و بدت مرصعة بالنجوم و هى ترفع بصرها نحوها. و عندئذ صارت مثل سد يتحطم, إذ وجدت نفسها غير قادرة على طرد الذكريات روبرت راندال من ذهنها و وقفت ساكنة و هى ترتجف و امسكت بالستارة لتحافظ على توازنها.


منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 05:33 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

في صباح اليوم التالى, كان هناك هالتان سوداوان تحت عينيها, تشهدان على أنها لم تذق طعم النوم في الليلة السابقة, بينما كانت تركب الطائرة من ملبورن إلى بريسبين و منها إلى ماكاى في شمال كوينزلاند في الوقت الذى اكتشفت فيه أنها الراكبة الوحيدة الموضوعة في قائمة الانتظار لرحلة الطيران التى تستغرق عشر دقائق إلى جزيرة برامبتون. و نظراً لأن أحداً من الركاب الأصليين لم يلغ رحلته فقد اضطرت لانتظار الطائرة التالية. و وجدت نفسها تعانى الصداع إضافة إلى التعب.
كان الجو حاراً كذلك, شديد الحرارة. و خلا الممر الصغير بطريقة سحرية من الناس فغطته أشعة الشمس و الرطوبة, إلى أن يصل منتديات ليلاس السيل الجديد من الركاب المسافرين و المغادرين, و ظلت إيفون تتجول في المطار بعض الوقت, تقرأ اللوحات و النشرات التى تدعى معظمها أن ماكاى هى البوابة لأرض العجائب حاجز الشعاب الصخرية العظيم في جزر هويتساندى و جمعت بحكم العادة بعض النشرات لكى تأخذ فكرة عن هذا العالم من الجزر, و تلك الشعب المرجانية و مياه البحر بلون الزبرجد و الشواطئ التى تحف بها أشجار النخيل , لكى تكتشف في النهاية أنها وقعت في قبضة كسل روحى كامل.
لهذا اشترت لنفسها عصير البرتقال و جلست تنتظر و هى تفكر في المهمة التى تنتظرها, و في أموس العزيز و زوجته العذبة هاتى التى تعقد الآمال على وضع يديها على إنسان تستطيع اعتباره بمثابة ابن لها. و في كل النجاح التى تمكنت إيفون من تحقيقه. و الفرص التى توفرها لها وظيفتها. و الاغراءات التى تعرضعا عليها المؤسسات الأخرى لكى تسلب أموس منها, و المهنة التى استطاعت أن تشق طريقها فيها بجد و نشاط حتى تمهد الطريق لمستقبل طيب يمتد فترة طويلة....
مهما كان ما تفعلينه, فلا تنظرى إلى الوراء قط, لأنك استطعت الحياة عندما خيل إليك أنط لن تستطيعى ذلك, باستطاعتك التعامل مع الحياة, في غير الأوقات التى تمرين بها الآن و تذكرك....
فكرى في كل ما استطعت عمله من أجل أمك و الآخرين, فكرى في مسكنك الرائع, و سيارتك و ملابسك....
رفعت على شفتيها في النهاية ابتسامة مشرقة, و هى تفكر فيما إذا كانت ضحلة التفكير إلى حد لا علاج له, لأنها حيثما كان الآخرون يجدون السلوى في الدين أو الموسيقى أو الفن فقد كانت الملابس هى التى تجد فيها السلوى على الدوام, و كذلك نوعية البضائع التى كان أموس يملأ بها كتالوجاته, مثل أوانى المائدة الفضية و الصينى و البورسلين, و التحف الدقيقة و المصنوعات الجلدية, و الكريستال و اللآلى و الدانتلا, و الأقمشة الصوفية المستوردة و السجاجيد الشرقية الرائعة التى تخشى المشى فوقها. إلا أن الملابس كانت تأتى في المقدمة.
و الآن شكراً لـ أموس الذى جعلها لوحة إعلان متحركة للملابس التى تعرضها محلاته, فهى لم تكن في حاجة إلى شرائها. تذكرت و هى تبتسم ابتسامة أخرى, أول حلة راقية اشترتها, و كيف ظلت تكافح فترة حتى تتمكن من تدبير ثمنها, ثم كيف احتفظت بالحلة عدة أشهر حتى تدبر ثمن الحذاء الذى يناسب الحلة, و كيف نحل جسمها في أثناء ذلك الكفاح, بحيث لم تعد الحلة تناسب جسدها.
منتديات ليلاس
و تذكرت كيف استطاعت بالتدريج أن تقتنى في دولابها التشكيلة الضخمة من الملابس الرائعة, لم تكن تشكيلة شاملة, إلا أنها كانت منتقاة بمهارة لأنه بينما كان جزء من روحها يهفو إلى الصوف الخالص و الكتان و الحرير و القطن المجعد, كان هناك جزء آخر من روحها يؤمن بالاقتصاد و الحرص.
و من الغريب أن هذين العنصرين نادراً ما كان يتصارعان, و حتى اليوم هى تملك بين أطراف أصابعها عالماً من الموضة, فلم تكن خزانة ملابسها كبيرة جداً, إلا أنها كانت تضم ما يتلاءم مع كل مناسبة .
قالت لنفسها مصححة: "حسناً لكل مناسبة تقريباً" ثم نظرت إلى بنطلونها الكاكى المصنوع من الكتان و بلوزتها الخضراء و الحزام الجلدى الذى يلتف حول وسطها ثم همست لنفسها:
"و لكن في مثل هذا الجو ربما كان من الأفضل ارتداء أخف نوع ممكن من الملابس و لقد كان من محاسن الصدف أننى توجهت لزيارة بوتيك جونى ترويد و أخترت مجموعة صغيرة من الملابس الرخيصة"
ثم قفزت من مكانها عندما لمس أحد الأشخاص كتفها و رفعت بصرها فرأت أحد ممثلى شركة الطيران يقف أمامها و قالت:
ـ أوهـ, أنا آسفة . لقد كنت أحلم!.
قال الرجل و هو يضحك ضحكة قصيرة:
ـ هذا ما خمنته. أنت المس باترسون, أليس كذلك؟ لقد هبطت على أرض المطار طائرتك المتجهة إلى برامبتون و سوف تقلع الطائرة فور صعودك إليها.
سألت إيفون و هى تتلفت حولها:
ـ هل أنا المسافرة الوحيدة؟
ـ هذا هو الحال اليوم. إلا أن بعض الأمتعة الإضافية سوف تصعد إلى الطائرة و خع هذا سووف تصلين في الوقت المناسب لتناول وجبة الغداء على كل حال.
ـ عظيم! أنا...أنا جائعة .
قالت ذلك في شئ من الدهشة و هى تقف و تتجه نحو الطريق المرصوف, و ابتسم الرجل مرة أخرى و هو يتأمل قوامها الرشيق و طريقة مشيها, و شعرها الأسود و بشرتها الرقيقة, نظر إليها بأعجاب بنفس الطريقة التى اعتادت على رؤيتها في عيون الرجال لكنها أغلقت قلبها تماماً تجاهها.
اكتشفت خلال رحلة الطيران القصيرة إلى جزيرة برامبتون والطائرة تعبر البحر. أن تلك الجزيرة أفلتت من اكتشاف الكابتن كوك لها في أثناء رحلتها في أواخر القرن الثامن عشر لاكتشاف الساحل الشرقى لـ استراليا.



قال قائد الطائرة من خلال مكبر الصوت:
ـ لم يفقد الفتى الكهل الشئ الكثير, و لكن أنظرى إلى تلك الجزيرة الأكبر على يمين برامبتون نحن لى الواقع نمر بينهما الآن قبل محطتنا الأخيرة...لقد كانت تحجب برامبتون عن الرؤية.
كما عرفت إيفون أن برامبتون جزء من مجموعة جزر كامبرلاند و أن ذلك المصيف قد أعيد بناؤه مؤخراً و أن تلك العملية لم تنته تماماً, إلا أن معظم وسائل الرفاهية قد توفرت بما يتناسب مع تلك الرقعة من الأرض.
اكتشفت إيفون أن الصداع الذى كانت تشكو منه قد زال, إلا أنها كانت لا تزال متعبة غير أنها تشعر بالبهجة الآن, و أنها ممتلئة بإحساس من التوقع, و بينما كانت الطائرة تهبط. تطلعت إلى منظور من الشاطئ المنحنى و المياه المتوهجة و التلال التى تكسوها الخضرة, و الأشجار المزهرة و النباتات المتسلقة, و فكرت في أنها قد تستمتع بالمشروع الذى جاءت من أجله بعد كل شئ.



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 05:38 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


قالت موظفة الاستقبال ـ إيفون في شئ من الارتباك:
ـ نعم يا مستر.....أ ......تلقى المستر إيمرسون رسالة تفيد بوصولك يا مس .....باترسون, تلقى برقية من ملبورن في الواقع و لكن.....حسن فور أن أتمكن من الاتصال به, سوف أحيطه علماً بأنك هنا, من المحتمل أن يكون على الشاطئ, أو ذهب لتناول الغداء, و لكننا في نفس الوقت حجزنا لك الغرفة المجاورة لغرفته, المكان جميل يطل على الشاطئ مباشرة, أنا واثقة من أنه سيعجبك. كما أن لديك فرصة لاستعادة نشاطك قبل الغداء. سوف تقوم سوزان بمهمة إرشادك للتعرف على المكان, ولابد أن تكون أمتعتك قد وصلت الآن بالفعل.
ابتسمت إيفون و قالت:
ـ شكراً لك. و بدأت تستدير إلا أنها التفتت إلى الوراء قائلة:
ـ أستمعى إلىّ , لا تقلقى نفسك بالبحث عن المستر إيمرسون إذا كانت حجرتان متجاورتين فسوف ألتقى معه إن عاجلاَ أو آجلاً, لا داعى للاستعجال.
ـ إذا كنت واثقة من ذلك؟
ـ كل الثقة, قالت إيفون ذلك بحزم, و هى تفكر في إعطاء ريكى إيمرسون الصغير عدة ساعات أخرى من الحرية, و السماح لنفسها بفسحة من الوقت تهدئ فيها أعصابها.
كانت سوزان ضابطة الاتصال المسؤولة عن إعداد البرامج الترفيهية للضيوف, تثرثر بطريقة ساحرة و هى تقود إيفون داخل المصيف مشيرة إلى الأماكن المهمة في نفس الوقت:
ـ هذا هو المكان الذين يطعمون فيه ببغاءات اللوركيت و هنا يعرضون كيفية فتح ثمار جوز الهند, و تلك وحدات كارليزل القديمة التى ينتظر هدمها في وقت قريب, أنت الآن في منطقة البحيرات الزرقاء الجديدة.
استفسرت إيفون و هى ترفع حاجبيها بدهشة:
ـ كارليزل؟
ـ هذا هو اسم جزيرتنا التؤم التى تقع عبر الشاطئ الآخر من القنال مباشرة, الجزيرة التى حجبت الرؤية عن الكابتن كوك و ماثيو فلندز و هذا الخط الحديدى الذى نعبره يؤدى إلى رصيف الميناء للمياه العميقة, إنه قطار صغير في الواقع و هو وسيلة المواصلات الوحيدة الموجودة هنا. و الآن....هذه هى الوحدات الجديدة للبحيرة الزرقاء, أنها مختلفة, أليس كذلك؟

أومأت إيفون برأسها علامة الموافقة و هما تسيران في شارع تحف به المبانى على الجانبين, و هى مبانى من طابقين يضم كل منها ثمانى حجرات و تحيط بها الأشجار و الشجيرات, و تغطى النباتات المتسلقة الجدران من الخارج, بينما الأسقف منحدرة, و المبانى بلون البسكويت و فكرت في أن شكلها مختلف و لكنها لطيفة.
و أخيراً, بعد أن أكدت لـ سوزان أنها لن تتردد في الاتصال بها لو احتاجت إلى شئ, أغلقت خلفها باب غرفتها في الطابق الثانى و تطلعت حولها . كان أثاث الغرفة بديعاً و بها نافذتان تطلان على شرفة.
و عندما دخلت الشرفة أدركت انها تطل على البحر بالفعل. و أن المنظر يبدو لها رائع للغاية و أن غرفة ريكى المجاورة لها تطل على نفس المنظر و أن الشرفة مشتركة بين الغرفتين, يفصل بينهما حاجز من الخشب المشبك. و لم تكن هناك أى آثار للحياة في الشرفة, أو أى أصوات تصدر من داخل الغرفة,


و مشت إيفون إلى داخل الغرفة مرة أخرى و ألقت نظرة سريعة على السرير العريض الناعم و قررت أنها ليست في حالة جوع شديد, أو راغبة في النوم لهذا فتحت إحدى حقائبها و أخرجت روباُ من الثياب الرخيصة و ارتدته, ثم رقدت على السرير و بعد دقيقتان استغرقت في النوم.
أعلنت الساعة الرابعة قبل أن تستيقظ من النوم, و كانت الشمس قد بدأت تنحدر نحو الأفق, وقفت خلف الباب الزجاجى للشرفة مباشرة مدة دقيقتين و هى تتطلع حولها. كان الشاطئ مغرياً بشكل مذهل. و قد تناثرت فوق صفحة الماء الأطواق الملونة و فكرت في أن مزاولة السباحة قد تكون العلاج الشافى. ثم تستطيع بعد ذلك أن تواجه العالم بالقدر الذى يفعله ريكى إيمرسون.
كان لباس البحر التى ترتديه من قطعة واحدة مخططاً باللونين الزمردى و الاسود يعانق جسمها بإحكام و كان مطرزاً بحاشية فوق الثديين و ربطت شعرها إلى الخلف بشريط من الجبردين الأسود و بحثت عن منشفة الشاطئ السميكة باللون الزمردى التى أحضرتها معها ثم التقطت نظارتها الشمسية ذات الأطار الأخضر و توجهت إلى الشاطئ.
عثرت على دكة طويلة بيضاء على الشاطئ ليست مزدحمة بالناس و لكنها ليست مهجورة كذلك. و تدثرت بالمنشفة و وقفت للحظة تتأمل الماء, و لما كان الشاطئ داخل حاجز الشعب الضخم لم تكن هناك أى أمواج تتكسر على الشاطئ و إنما مجرد تموجات خفيفة تزحف نحو الرمال الذهبية الشاحبة و حيث إن المد كان مرتفعاً.
كانت كل وسائل النقل البحرى مستخدمة و لم يكن رواد الشاطئ يستخدمون الأطواق فحسب و إنما كانوا يستخدمون أيضاً القوارب ذات المجاديف و المراكب الشراعية و زحافات التزحلق على الماء, و كان من الواضح أنه لا يوجد سوى مكان واحد فوق هذا المصيف الرائع خلال فترة بعد الظهر, إما أن يكون الإنسان داخل البحر أو خارجه.
لم تطل فترة تردد إيفون.


منتديات ليلاس
لم تكن سباحة ماهرة إلا أنها بقيت في الماء مدة نصف ساعة فقد كانت المياه آمنة بينما القاع الرملى النظيف رائع.
و عندما خرجت من الماء في النهاية قررت أن الكابتن كوك و ماثيو فلندرز قد افتقدا دون أدنى شك قطعة صغيرة من الجنة!
كان الصفير المنخفض الذى ترامى إلى سمعها, هو الذى أعادها مرة أخرى إلى دنيا الواقع, بينما كانت متجهة إلى الدكة لتلتقط منشفتها, كان أشبه بصفير الذئب لا يكاد يكون مسموعاً.
و خلال لحظة لم يخطر ببالها أن ذلك الصفير موجه إليها, حتى تلفتت حولها و وجدت نفسها تنظر إلى عينين خضراوين تتطلعان إليها من تحت قبعة ممزقة من القش, و لم يكن هناك أدنى شك في أن هاتين العينين تستعرضانها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها بنظرات اعجاب وقحة بينما ترتسم على الشفتين ابتسامة ملتوية , تجمدت إيفون في مكانها اللحظة التالية تعنف نفسها لأنها خرجت على المألوف كعادتها من حيث التصدى لمثل هذه الأعمال ببرود.
و استخدمت تكتيكاً كانت في العادة تلجأ إليه, حملقت ببرود في هاتين العينين الخضراوين و طالعها جسم شاب ضخم ممدد على دكة و لم يلبس سوى بنطلون قصير من القطن اللامع, متفاوت الألوان و يتجاوز طوله الستة أقدام, و قد لوحت الشمس بشرته , ناعم الكتفين نحيف الفخذين طويل الساقين تغطيهما شعيرات ذهبية خفيفة , و يقترب عمره من الثلاثين و تنقلت عيناها على صفحة وجهه أو على ما تمكنت من رؤيته تحت القبعة, ولاحظت أنه وسيم حتى بدون العينين الخضراوين المفوعتين و كان بالإضافة إلى كل ذلك يبدو شديد الثقة بنفسه إلى حد كبير.
لكن إيفون ذكرت نفسها أنها هى زهرة منسية أيضاً شديد الاعتداد بنفسها و أشاحت عنه بوجهها دون استعجال , ثم التقطت نظارة الشمس من فوق المقعد و سارت مبتعدة عنه لتجلس على دكة أخرى خالية, تبعد عنه مسافة كافية .
لم تكن واثقة مما إذا كان خيالها هو الذى صور لها ذلك إلا أنها فكرت في أنها سمعت صوت ضحكة خافتة تطاردها, لم يكن رد الفعل لديها خلال اللحظة التالية متميزاً, احست بالدم يغلى في عروقها, و كزت على أسنانها باستياء . بل و تمتمت من بين أنفاسها المحبوسة: "اللعنة على الرجال!"
و على الرغم من ذلك يبدو أن الحيلة نجحت, فبعد عشرين دقيقة عندما نظرت إيفون إلى الشاطئ رأت المعجب الوقح يدير ظهره لها .
و قد التف حوله مجموعة من الفتيات. حسناً, كن ثلاث و كلهن صغيرات و جميلات, لاحظت ذلك حتى على بعد المسافة و كان يبدو أنهن يستمتعن بصحبته.
ظهر بريق الاستياء في عينى إيفون لحظة وجيزة ثم استلقت على ظهرها, و تركت لـ شمس فترة بعد الظهر أن تدغدغ جسدها.
بينما كانت تأخذ و تفكر باشتياق في العشاء طرق أحدهم طرقة عنيفة على باب غرفتها .
تمتمت في غيظ و هى تخطو خارج الدش : "اللعنة " و اخذت تجفف بسرعة جسدها بالمنشفة ثم ارتدت و هى مرتبكة روباً قطنياً. "لابد أن يكون هذا ريكى!"
و عندما تكررت الطرقة على الباب بشكل يدل على نفاذ الصبر, ردت:
ـ أنا قادمة!
ثم حدثت نفسها قائلة :
ـ كل ما أرجوه ألا تكون وحشاً صغيراً ! و أحكمت وضع الروب حول جسمها.
لكن القادم لم يكن وحشاً صغيراً يقف خارج الباب و يده مرفوعة استعداداً للطرق على الباب مرة أخرى. بل كان رجلاً تعرفت عليه إيفون حتى بدون القبعة, عرفته من عينيه الخضراوين و الشورت الذى يلبسه غير أنه كان يتوكا على عصا.
رمقته إيفون برهة قصيرة و قلبها يدق بعنف, ثم قالت:
ـ أوهـ, و الآن ....استمع إلىّ, هذا.....
قاطعها الرجل باستمتاع :
يا إله السماوات! لا تخبرينى أنك باترسون؟
فغرت إيفون فمها و قال الرجل:
ـ وصلتنى هذا الصباح برقية مبهمة من خالى أموس لقد نسى أن يشير في البرقية إلى أنك سيدة.



نهاية الفصل الأول

قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة واحدة اخرى, ليندسي ارمسترونغ, المركز الدولي, lindsay armstrong, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, one more night, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية