لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-16, 06:18 PM   المشاركة رقم: 391
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الجحيـــم


(54)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **















ننامُ و نستيقظ و التمني رفيقنا , نتمنى لو أن ما كان لم يكن و لكن ما كان هو الحقيقة
بالرغمِ من صعوبةِ النوم إلا أن هزات الطامة و ضرباتها أهلكتنا
لم أصدق أنها الحقيقة و لم أكن لأُصدق إلا على صوتِ ناجي الذي يصرخ بالهاتفِ المحمول قائلاً : والله بتلاقوا عقوبتكم , احنا قاعدين نلعب
أقولك اسكت بس , لو طلعت زوجتي حامل ما طلعت حامل بكل الحالات بتتعاقب و حتى بالآخرة ماني بمسامحك إنت و الثور الي معاك .
صرخ مزمجرًا وهو يتحرك بالحجرة بلا هوادة : على بالك الموضوع سهل أنسى و أسامح أقول بس فارق واليوم إنت وياه بالسجون
أغلق الهاتف و نظر لي بحدة بينما تراجعتُ للوراء أدراجي حتى إلتصق ظهري بخلفيةِ السرير
اقترب مني حتى جلس بالسرير سحب ذارعي بقوة فسقط رأسي على فخذه سحب شعري بين يديه و نزلت دموعي المسجونة منذُ استيقاظي بكيتُ دمعة دمعتين
فبحرُ دموع , بكيتُ بصوتٍ عال و اختفى الصوت رويدًا رويدًا , اختفى بقدرِ الهوانِ بداخلي
صرخ وهو يهزني بين يديه و عينيه تُوقدُ شرار الجحيم و ترسله إليّ رأيته بما لو أتوقع بدايةً من حمرةِ عينيه إلى العروق الخضراء المتشعبة البازغة
على يده , صرخ بصوتٍ عال و يدهُ لم ترحم شعري الذي صار على فراشِ السرير و لم ترحم ضعف قلبي و هلاك جسدي : كله منك كله منك قلت لك اصبري احنا سليمين
سليمين بس ما سمعتِ الكلام و عاندتني هيا شوفي عنادك وش سوى فينا فرحانة الحين ؟
كنتُ كورقة أتحرك مع إنفعالاتِ غضبهِ مسيرة لا مخيرة , صرخ حتى ظننتُ أن صوتُه سيتلاشى بعد هذهِ الصرخة : اتكلمي وش سوى فينا عنادك ردي , اختفى صوتك ليته مختفي من أول و مريحنا
شهقتُ بقوة و انتفض قلبي و مات صوتي للأبد كان صمتي بكاءً أنت لا تعقلهُ يا ناجي
ماذا عساني أن أقول ؟! أتزيديني وهنًا على وهن ! , بماذا تريديني أن أنطق أني أنا من أضمرت نارالجحيم !
أني أنا من أرادت أن يكون ما لا ينبغي أن يكون ! , كنتُ سليمة والشرع يرفضُ التلقيح للشخصين السليمين و لأني بكيتُ ضعفًا و أنت ناجي تُنجي
ضعف قلبي خنعت لطلبي و رضيت رغم أنك حرصت وبشدة على ما يرضاهُ الشرع إلا أن هذه النقطة جاءت مخالفة لسلسلةِ حرصك
كل ذلك كان بخلجاتي ولا صوت خرج ملبيًا لغضبك مهدئًا من إنفعالاتك
سحب فخذه من تحتِ رأسي فسقط رأسي بالفراش بينما تحرك بالحجرة جيئةً وذهابًا ويدهُ تُدلك جبينه المتعرق و كل جسدهُ يقدح نارًا .




***

صوتُ وليام و هو يبوحُ لي بحقيقتي التي لا أعلمها من تكونُ مي ؟ و إلى أي عائلة تنتمي ؟ و ما جنسيتُها ؟
لازال يترددُ صداهُ بمسامعي و حتى صورة الأمس لم تغيب عن ذكراتي
جلوسهُ بجوراي و الحديث الذي دار بيننا كل التفاصيل و كل ما تحتاجُ " أنا " لمعرفته
نظر لي بهدوء ومن ثم تنهد تنهيدةً طويلة ونظر للبلاطِ بتمعن , قائلاً : اليوم كلمتُ مترجم أبي و الذي يجلسُ معهُ ليل نهار قلتُ لهُ سأعطيك
المال مقابل المعلومات ولكنه أبى فزدتُ المبلغ أضعافَ مضاعفة حتى رضيّ بعد تفكيرٍ طويل , و قال لي من هي " مي " , مي هي أنهار ماهر
نظرتُ حيثُ ينظر للبلاط و بيأس : هذا ما كُتِب على الورق أنهار ماهر سعوديةَ الجنسية .
رفع رأسهُ ينظرُ لي : ولكن هنالك شيءٌ آخر ؟
عقدتُ حاجبي و بتساؤل : ما هو ؟
أمسك يدي و أخذ يُقلبها بين يديه و بحيرة : لستُ أدري يا مي , يقول المترجم أن أباكِ ماهر كان عقيمًا لا يُنجب الأطفال .
ضحكتُ بسخرية و سحبتُ يدي من بين يديه : الآن كل الذي يحصلُ لي ليس بمحير إلا هذا الأمرُ يا وليام ؟! , و ماذا يعني إن كان عقيمًا من المحتمل
أنه ذهب للطبيب و تعالجَ من عقمه ليست النهاية يا وليام .
تراجع أدراجهُ للوراء حتى إلتصق ظهره بالكنبة : بل إنه أمرٌ محير بحسبِ مافهمت أنهُ هو و زوجتهِ خضعا للعلاج أكثر من مرة و بدولٍ مختلفة ولكن فشل
العلاج و لم يأتيهم الطفل و فجأة دون سابقِ إنذار ظهرت لهم طفلة تُدعى أنهار .
بذاتِ السخرية و كمية لامبالاة : لا يهم يا وليام إنك تركزُ كثيرًا بالتفاصيل , أنا متعبة حقًا ولا أستطيعُ التفكير بأي شيء .
قمتُ من على الكنبة و لحقني هو لحجرتي يعتذرُ لي إن كان أزعجني بما قالهُ
حديثهُ معي لم يغيب عني , فإن كان ماهر عقيم و حاول العلاج عدة مرات و فشل
و ظهرت لهُ طفلة بشكلٍ مفاجىء فمن المحتمل أن مي ليست بإبنةِ ماهر
أي أن مي ليست بمي و ليست بأنهار إذًا من تكون أنا ؟!!


***

و نزلتُ اليوم إلى أرضِ جدة برفقةِ زوجي , و بتمامِ الساعة الخامسة عصرًا إستقرت أقدامي بمنزلِ الشيخ عبدالقوي
لم يرضى الحارس أن يدخلني ولكن ناجي الذي كان سيخرج من المنزل أمرهم بإدخالي حينما علم أني مزنة , و بترحيب : نور البيت يا خالة
إبتسمتُ لهُ من تحتِ خماري و كأنه يرآني : منور فيك يا وليدي
تقدمتُ لداخلِ المنزل بينما هو خرج حيثُ يريد
ضغطتُ على الجرس و من أول رنة فتحت لي إحدى الخادمات الباب
جلتُ بعيني حول الصالة و من ثم عدتُ بعيني إلى الخادمة متسائلة : وينهم فيه أهل البيت ؟
هزت رأسها قائلة : الهين أنا نادي ماما ساجدة اتفضل يقعد
جلستُ على أحدِ الكنبات و أنا ألعبُ بأصابعي أنتظرُ مجيء ساجدة أو حتى إحدى فتياتِ زبيدة
و من شدةِ الملل أخذت ُ أعدُ الثواني حتى سمعتُ صوت ساجدة التي قالت بسعادة وبصوتٍ مرتفع : يا هلا بمزنة أسفرت و أنورت
إبتسمتُ من تحتِ خماري و من ثم خلعته و أنا أتوقفُ لأُسلم عليها : الشوق ذابحك يالقاطعة عرفتي من أكون و الخمار يغطيني
جلست بجانبي قائلة بإبتسامة واسعة : وفي حد ما يعرف من هي مزنة , هاه لا تلوميني بالقطاعة و ينك عني إنتِ ؟
تنهدتُ بضيق : والله يالساجدة مشاكل الحياة تلهي الواحد ولا عاد تبقي فيه عقل , و اليوم للأمانة جايتك بطلب يا وخية و أعرفك
مره عن ألف رجال و ما بترديني خايبة .
بإهتمام : وش صاير يا مزنة عسى ما شر ؟
نظرتُ لزخرفةِ السقف و بصوتٍ حزين : و الله مدري يا وخية أفرح ولا أبكي , وحدة من الجيرة تقول إنها أبصرت أخوي هزاع و
و قبل أن أكمل قاطعتني بصدمة : وش ؟! هزاع !! , هزاع بعد كل هالسنين !!
ابتسمتُ بأسى : ايه هزاع أخوي , هزاع الي ترك خيته تبكيه ولا دري إبها , و أنا اليوم جايتك يالساجدة ولا ترديني أبيك تحاكين وليدك الكاسر
بما إنه يعمل بالضبط يمكنه يلاقي هزاع ويريح هالقليب .
تغير وجهُ ساجدة تدريجيًا حتى إلتمعت عيناها بالدمع و تحركت شفتيها بإضطراب : والله إنه يسعدني أفرحك يا وخيتي و لكنه ما هو بإيدي وليدي الكاسر
مسجون .
بتعجب ولا تصديق : الكاسر !! , وش تحكين ؟! والله إنك تذكري أي حد من ولدانك ممكن أصدقك أما الكاسر ! وش صار عليه يا الساجدة ؟
مسحت على وجهها و بصوتٍ متهدجٍ بالبكاء : والله إن مدري وليدي الكاسر بالسجون و زوجته هوازن بعد , وحتى وليدي ركاض بسجون مصر أريد أسافر
له و وعدني وليدي ناجي ياخذني له هالأسبوع .
على نهاية حديثِ ساجدة ظهر صوت سقوطِ شيءٍ على الأرض رفعتُ عيني لأرى مارسة بعباءة تظهرُ أكثر مما تخفي و قد سقطت من يدها حقيبتها و يبدو أن بها زجاجةَ عطر


*

ركاض , ركاض لقد سُجن !
حبيبي , أمنيتي جمالُ حياتي و كل ما كنتُ أطمحُ لهُ
لا أدري هل أضحك لأن الحصان قد فاز على الفارس بأرضِ الواقع لا الشطرنجِ فقط
أم أبكيك يا ركاض , أبكيك حُزنًا , و جعاً و ألم
ربحت و بالرغم من ربحي لم أفرح ليوم
ربحتُ حينما تزوجتُ بأبيك و شعرتُ بخيبةِ الخاسرين
ربحتُ حينما كنتُ حُرة من قيودك و كنت مجرمًا بالسجون
و لكني أشعرُ بحسرةِ الخاسرين
ربحتُ و بكلِ مرةٍ أربحُ بها استعبر بذبول !!
حتى بتُ أعتقد أن الخسارة التي كنتُ بها ما كانت إلا ربح الحصانِ على فارسه
صدقني يا ركاض لم اربح شيئًا قط سوىّ حضن أبيك الدردبيس .





***

على الساعةِ السادسة قُرابة المغرب تجلسُ بجواري تتمتم بحروفٍ لا أفهمها تحتضنُ يدي بين يديها و بعينيها كلماتُ رجاء
عينيها تطلبُ مني المصارحة , ماذا يا صديقتي نوال هل جئتي لتواسيني ولكن إن علمتِ من تكون أنا فما نظرتُكِ لها حينها
حركتُ رأسي بالرفض , نعم أرفض فكيف لي أني أحكي عن خنوع الثوب ؟
كيف لي أن أحكي عن ضياع الشرف ؟
كيف لي أن أحكي عن ابنة حرام ؟
نعم سأرفض , لا تحاولي يا " نوال "
أنا سأرفض لأني واهنة
لأني ضعيفة
لأني زانية
تحجرت عيناي على أمي الممسكة بمقبض الباب تنظر لي و مآقي عينيها تخنقُ كلمات حنونة مخذولة كسيرة
أُماهُ لا تبكيني , أماهُ أقسمُ لكِ أني لا أستحقُ دمعةً منكِ
أخفضتُ عيناي للأسفل حتى عيناي يا أمي باتت تخجلُ من النظر لكِ
ابنتكِ صارت من حثالةَ الأرض لكِ كل الحقِ أماه بالتبري مني
صرتُ حيزبونًا تجمعت التجاعيد حول عينيها حيزبونًا بجحيم الدردبيس معن
فقد إنتهت حياتي انتهت طفولتي , مراهقتي و شبابي
و ها أنا حيزبون الجحيم .



***

دخلتُ مكتب الشيخ عبدالقوي بعد طرق الباب و إذنهِ لي بالدخول
حالما رفعتُ عيني و وقعت عليه مرت صور قبيلتنا سريعة
دفنُ البنات , إذلال المرأة دهسُ كرامتها
الفخر بالأحساب و الطعنُ بالأنساب و الاسترقاق
الطبية التي يدعيها كتاب الله الذي يحفظه و لا يطبقهُ
جاهلي و لا جاهلي سواك , نعم أنت جاهل ظالم و مستبد
سفسطات و تفاهات ملأت بها قومًا إمعة قومًا يتبعون آباؤهم الأولين و ينسون إتباع ربّ آبائهم الأولين
لو لا حاجتي والله ما دخلتُ إليك
ابتسم بسخرية و هو ينظر لي من أعلاي لأسفلي و كأنني جارية عنده ينظرُ لعبائتي الساترة التي لا تعجبه : هاه يا المزنة ابطيتي بالسلام على الشيخ .
تجاهلتُ كلامه و أنا أنظرُ له بحدة : جايتك بكلمة يالشيخ , إن كان تقدر تحصل لي أخوي هزاع رجيتك تساعدني .
عقد حاجبه و بريب : يالمزنة عقلك لذا الحين واعي ؟
تقدمتُ بخطواتي حتى أصبحتُ بصدرِ الحجرة : ايه والله يالشيخ عقلي ما به إلا كل خير أخوي هزاع عايش يا الشيخ واحدتن من الجيرة إلمحته يسوق سيارة تاكسي
عاد بالكرسي للوراء و بعينيه صدمة عميقة : شتقولين يا مزنة ؟
حركتُ يدي بالهواء أشرحُ له و أنا أشعر بالغرابة من حالهِ العجيبة : يالشيخ أخوي بقيد الحياة فاقدٍ لذاكرته أريدك تساعدني بتحصيله .
حرك راسه بالموافقة و هو يقول بصوتٍ خافت : لك ما تريدين يالمزنة .
أعطيته ظهري متجهة للخارج و أنا أحاول تفسير حالتهِ التي انقلبت رأسًا على عقب .

فتحتُ أزارير ثوبي و مسحتُ العرق المتجمع حول رقبتي و أنا أخذُ شهيقًا و زفيرًا
هزاع ّ! , هزاع ! إنه على قيدِ الحياة
و لكنه فاقدٌ لذاكرته و ما أدراك يا عبدالقوي قد تحلُ الطامةُ الكبرى فتعودُ لهُ
و تفتحُ صفحات الماضي و تبزغ خفايا خباءتها السنين تحت طياتها
ستظهرُ قصة حيزبون الجحيم التي ملأت صورها طقوس حياتي
بوجهِ أبنائي بوجهِ ابناءِ أختي بأحفادي بالمنزل الذي أمكثُ بهِ
من المحالُ أن يُفتح هذا الكتاب و أن ترتب الحكاية سطورها من أول ليلة
إلى الخاتمة التي لم تكتب بعد , خاتمة تحتاج لنقطة حتى تنتهي
و ستكون الخاتمة كما أريدُ كتابتها و موضع النقطة حيثُ أريد
سترى يا هزاع .



***

بتمامِ الساعة الثامنة و النصف بعد صلاةِ العشاء , و بعد محاولاتها الفاشلة بدفعها للبوح عما بداخلها علّ همها يزول و تستطيع مساعدتها مع والدتها غزال
نزلت للأسفل بعباءتها تنتظرُ مجيء زوجها و هي على آخر عتبات الدرج رأت الخادمة فاطمة تخرج من المطبخ و تجري بسرور
نظرت لها و الفرحة بعينيها وهي تخفي شيئًا ما وراء ظهرها : ماما نوال وين ماما غزال ؟
ابتسمت لها : دخلت غرفتها , وش عندك فرحانة فرحينا معاكِ ؟
أخرجت ما وراء ظهرها و قد كان أنبوبًا تعرفه تمامًا تصلبت عيناها على الأنبوب
و صوتها يقول : انا فرحاااااان واجد هزا الانبوب في زبالة , ماما غزال حامل
تعالت نبضاتُ قلبها و هي تسحبُ الأنبوب من بين يديها و بصوتٍ خافت : اصصصص لا تقولي لها هذا الكلام ماما غزال مو حامل هذا الانبوب حقي
جيت اجربه عند أنهار و بخليه مفآجأة افاجىء فيها خالة غزال لا تقولي لها فاهمة
حركت رأسها ايجابًا و تابعت : مبرررروووك بيبي
تجاهلتها ولم تسمع ما تقول و هي تصعدُ الدرج بخطوات سريعة
فتحت باب حجرتها و أغلقته بالمفتاح من خلفها وقفت بمنتصف الحجرة و هي ترفع أنبوب الحمل الذي يشيرُ إلى نتيجةٍ ايجابية بيدها
: حااااامـل يا أنهار
تحجرت عينيها بالأنبوب و لم تتحرك لا يمنةً و لايسرة و كأنها تخاف أن تحركها فترى نار الجحيم تهشمها
تقدمت أكثر فأكثر حتى قعدت مقابلةً لها بالسرير مدت يدها و وضعتها على كتفِ أنهار و عينيها تقول أكذبني و لا تقولي أنها الحقيقة

*
*

هذا ما تريدينهُ مني يا نوال أن أُكذبك و ماذا لو كذبت ستسألين أمي عن الأنبوب و ينفضحُ أمري لاثنين بدلاً عن واحدة
رميتُ برأسي بحجرها و أنا أبكي بوهن و هي فهمت ما كانت تخشاه أن يكون حقًا
فهمت ومسحت على شعري بحنو
بكيتُ دمًا بدلاً عن دمع
بكيتُ و ياليت الدمع يمحي الجروح
بكيتُ و ياليت دمعي يكفكف الحقائق
ليتني استطيع أن أعود للوراء
لأقيم خطواتي العوجاء
لأوقفك عند حدك يا معن
و أقولُ بصوتٍ عال معن أيها الوغدُ المحتال
أقبضُ بيدي على رقبتك قبل أن تقبض على حياتي
أنهيك من الوجود قبل أن تنهيني
حكيتُ لها و حكيت فبكيت و بكت عليّ
ذرفت الدمع لأجلي و أنا لأستحق وعدتني أن لا تقول لأمي
شرط أني أُخبر " معن " بأني حاملٌ بطفلةٍ منهُ علّه يستر علي
و لكنك لا تعلمين من يكون معن .



***

قعدتُ قليلاً مع عمتي ساجدة و صديقة والدتي مزنة
هه , اليوم تأكدتُ من أن مارسة لازالت متيمة بركاض
متيمة بإبن زوجها ! حقًا عجبًا
بعدما قالت لي خالتي مزنة عن بكائها تيقنتُ بأن حبهُ لازال يقبع بين حجراتِ قلبها
لا ينفك ولن ينفك مادامت تتقلب بالفراش تضاجع بخيالها ركاض لا خالي عبدالقوي
نعم تضاجعه بالخيال هذا مؤكد و حديث معن عن الإلتحام الجسدي بأنهُ أقرب وسيلة ما بين الزوجين صحيح
سيحاولُ هو ن يقترب مني مرة فمرتين إلى عدة مرات و لكن بكل يوم أزادادُ إصرارًا على عدم المغفرة
أزدادُ شغفًا لرؤيتهِ هزيمًا ذليلا
و هو بالفعل مهزومٌ مذلول و لكن ليس الذل الذي أريد
نعم لستُ حقدوة مثله حد أني أتمنى أن يكون زاني ليشعر بما يراشقني بهِ من قذف يتهمني أنني زانية فوقع بالزنا
ليس إلى هذا الحد يكفيني الانسحابُ عن حياته و رؤيتهِ يتخبطُ بلا هوادة يتمنناني بجانبهِ ولا يلقاني
يأتيني خانعًا فأضحك بسخرية و أعطيهِ ظهري
سيجيء هذا اليوم يا معن ثق بهذا
أنا الواثقةُ بالله أقولها لك سيجيء وسترى
دخلتُ لحجرتي و أغلقتُ الباب من خلفي إلا أن يدًا دفعت الباب تمنعه عن الانغلاق الكامل
و إذا بمعن يدخل لحجرتي
رفعتُ عيناي للسقف و أنا أتمتم : صبر أيوب يالله
مشيتُ دون أن أعيرهُ أهتمام و توقفت خطواتي حالما سقطت عيناي على الستريحة التي تحتوي باقة وردٍ أصفر
ابتسمتُ بإستهزاء و أنا أعطيه ظهري
تقدمتُ إلى أن وصلتُ للباقة أمسكتُ بأحد الوردات و أنا أشعرُ بها شوكًا ينغرس بجلدي لا بهدية تُفرح قلبي
وقف من ورائي و هو يقبض على خصري بين يديه و يضع ذقنه الخشن بخدي يحركه نزولاً فصعودًا : تعرفي ليش اخترت الأصفر ؟
طبع قُبلةً طويلة بعنقي و بصوتٍ مبحوح : الأصفر لون الغيرة أغار عليك يا عُطرة و غيرتي خلتني أضيع
رفعتُ حاجبي و أنا أنظرُ لصورتهِ المنعكسة بالمرآة : تغار! و الي يغار يخون ! تبرر غلطك يا معن بغلط أكبر !
غلطك بقذفي تبرره بالزنا و غلطك بالزنا تبرره بالغيرة ! انت انسان ضعيف ما تقدر تعترف ما تقدر تقول ايه أنا غلطان
دايمًا تبرر و تظل تبرر المهم تكون صح و كل الي حولك غلط انت ضعيف مكسور واهن وما فيك شي يخليني أغفر لك و أكمل معك
ألصق ثغرهُ بإذني و شنبه يحتك بي بخشونة : الطلاق آخر شي ممكن يتحقق انتِ لي و طول عمرك لي انتِ ملكي أنا
و بسخرية لاذعة : تظني لو طلقتك فيه من يرضى فيك ! ترى طواكِ الزمان ما عادك بنت العشرين انتِ في الثلاثين انتِ انتهيتي حاضرك و مستقبلك معي
و إن ما كان معي محال يكون مع غيري لكن أساسًا أنا ما بسمح لك بالإبتعاد لأنك من أملاكي و أملاكي ما اتخلى عنها لو بكنوز الدنيا كلها
بإستفزاز : والله مب انت الي تكتب القدر قدري عند ربي و أنا توني ما عجزت و ما ظهرت فيني تجاعيد العجز بخليك تخيس يا معن و أول نصيب يجيني
بقبل فيه بحرق قلبك لكن بكون أحسن منك و بحرقه بالحلال بخليك تقول كانت بين يدي و تخليت عنها بظلمي بخيانتي و الأدهى من هذا بغباءك الفادح
رفع يده يمررها على أسفل عيني و على وجهي بأكمله : ما بقى على التجاعيد شي صدقيني عمرك انتهى انتِ حيزبون بجحيم دردبيسك معن .
و ها أنتِ يا عُطرة حيزبون الجحيم .


***

بالكاد مضت الأسبوعان كانت ثقيلة بطيئة و مرهقة
هي تبكي ليل نهار , و هو يلومها كل ليلة
هي تُحاول النسيان , وهو يُذكرها بأنها السبب
هي تُمثلني أنا معزوفة ناجي
قارورة ناجي
لا والله يا ناجي إنك لكاذب
ما أنا بمعزوفتك ولا أنا بقارورتك
أنا حيزبونٌ بجحيمك يا ناجي
عشتً معك أحد عشر سنين و رضيتُ بالأكثر سامحتك بشيءٍ كان بيدك إصلاحه و رغم هذا كنتّ أناني لا يهمك إلا ذاتك و حسب
و حينما كُتب لنا من ظروف الحياةِ أقساها و أشدها ألمًا أدخلتني بجحيمك و أنا التي لم أهنىء بجنتك
نعم مكثتُ بجحيمك أحد عشر سنة و مكثتُ بجنتك أشهرًا لم تكمل السنة
و عدتُ لجحيمك تارةً أخرى و اليوم أقسمتُ أن التجاعيد سترسي بي و أنا لازلتُ تحتك
أنا حيزبون الجحيم
يرمي بأنبوبِ كشف الحمل اتجاهي بكل إهانة
أتحرك بإتجاه دورةِ المياه وقلبي ينتفض
يالله إن كانت بداخلي روح سأموتُ وجعًا و يزيد هو وجعي وجعًا
نظرتُ للأنبوب ...




***



إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 30-03-16, 06:21 PM   المشاركة رقم: 392
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي





الجحيـــم


(55)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **













بالكاد مضت الأسبوعين كانت ثقيلة بطيئة و مرهقة
هي تبكي ليل نهار , و هو يلومها كل ليلة
هي تُحاول النسيان , وهو يُذكرها بأنها السبب
هي تُمثلني أنا معزوفة ناجي
قارورة ناجي
لا والله يا ناجي إنك لكاذب
ما أنا بمعزوفة ولا أنا بقارورة
أنا حيزبونٌ بجحيمك يا ناجي
عشتً معك أحد عشر سنين و رضيتُ بالأكثر سامحتك بشيءٍ كان بيدك إصلاحه و رغم هذا كنتّ أناني لا يهمك إلا ذاتك و حسب
و حينما كُتب لنا من ظروف الحياةِ أقساها و أشدها ألمًا أدخلتني بجحيمك و أنا التي لم أهنىء من جنتك
نعم مكثتُ بجحيمك أحد عشر سنة و مكثتُ بجنتك أشهرًا لم تكمل السنة
و عدتُ لجحيمك تارةً أخرى و اليوم أقسمتُ أن التجاعيد سترسي بي و أنا لازلتُ تحتك
أنا حيزبون الجحيم
و الآ يرمي بأنبوبِ كشف الحمل اتجاهي بكل إهانة
أتحرك بإتجاه دورةِ المياه وقلبي ينتفض
يالله إن كانت بداخلي روح سأموتُ وجعًا و يزيد هو وجعي وجعًا
نظرتُ للأنبوب و ضرباتُ قلبي تتعالى حتى هدأت و أسودت الدنيا من حولي .






***


الساعة الرابعة عصرًا , نظرت لي بنظراتٍ مشجعة و محفزة تهز رأسها ايجابًا لتعطيني القوة
القوة التي تجعلني اتصل عليه مضت أسبوعان و هي تحاولُ أن تدفعني للاعتراف
و لكن كل محاولتها قد باءت بالفشل و لكن بعد تفكيرٍ طويل وجدتُ أنه لا حل سوى الإفصاح
و هو كما اقحمني بالحرام عليه أن يجمعني بالحلال حتى أستر على فضيحتي قبل أن تبرز بطني
و يظهر للعيانِ حملي , حملي بالحرام حملي بما لا يرضاهُ الله
و بأصابع ترتعدُ خوفًا ترتعدُ مما يخفيه هو
كيف ستكون ردةَ فعلهِ ؟ هل سيرضى بالسترِ عليّ حتى ألد و يذهب كلٌ منّا بسبيلهِ
رنة فرنتان و لم يرد طالت عدد المكالمات وبكل مكاملة تنتهي باللارد أترك الهاتف وتدفعني نوال
للاتصال تارةً أخرى حتى أصابها اليأس و أصابني
لا يرد بعدما أخذ ما أخذ مني تركني أتقلب بالجحيم وهو في جناتِ النعيم
أمسكت بيدي قائلة بتفاؤل : بكرة بنحاول وبعده وبعده لما يرد و إن ما رد ففيه حلول ثانية اتماسكِ ولا تبكي أنا معك للآخر يا أنهار .
لا أستحقُ كل هذا يا نوال , طقوس الطيبة التي تعامليني بها تزيدُ من شعوري بالخيبة
خيبتي بخسارتي لمن يحبني مقابله " هو " معن الخائن .



***


كل الأسرار مهما حاولنا اخفاءها و جعلها خلف الستار يومًا ما سينقشع الستار ليُظهر ما يخفيه
و هذا السر الذي خبأتُه عن صغيرتي مي الوردة التي كبرت أمام عيني انقشع
لتعلم أنها ليست ابنة نائل , فالكذبة التي كذبتها كانت


,


أتت من مدرستها الابتدئية باكية حينها وقفتُ و مشيتُ بإتجاهها بخطواتٍ سريعة و بهلع : مي يا حبيبتي مالك بتعيطي ؟
اقتربت مني و غطست رأسها بفخذي لقصر قامتها آنذاك بكت وهي تحرك رأسها على فخذي يمنةً و يسرة : اليوم ده يا ماما رفئاتي سألوني انتي وين بباكي
ئلت لهم عند ربنا و ئالوا امال فينها مامتك ئلتلهم مامتي شكران بس انا عارفة انك مش ممتي انا فاكرة مامتي ميرنا ليه بابا و ماما مشيوا عند ربنا
و سابوني وحدي كده
أدخلتُ أصابعي ما بين خصلاتِ شعرها و أنا أشدها أكثر لفخذي و أنحني للأرض حتى يستقر رأسها بصدري احتضنتها لصدري بشدة و دمعة سقطت من عيني
دمعة من بين آلآف الدموع كم بكيتُ و بكيت يالله لك حكمتك يا إلهي حينما جلعت الزنا كبيرة من الكبائر منذُ ذلك اليوم لهذا والله إن ندمي يتفاقم
و جرحٌ عميق بصدر حبيبتي مي حتى بعدما بلغت لازالت متألمة و لازلتُ أخجل منها و بكل ليلة أتمتم في اذنها بكلمات الندم و الأسف وهي في سباتها العميق
منذ مولدك يا مي و أنا أعتذر و سأظل أعتذر يا صغيرتي حتى آخر يومٍ بحياتي
حينذآك همستُ لها : مي مالكش فيهم هما كل الناس هيروحوا عند ربنا انا دلوقتي جنبك و انتي بنتي و حبيبتي خلاص بئى لا تعطي هتزعليني منك كده
بكت أكثر وهي تحاول الابتعاد عن صدري قائلة بيأس : بس انتي مش مامتي انتي خالة انتي مش ماما, ماما سابتني ماما متحبنيش و بابا بيكرهني كلهم بيكرهوني
ما فيش حد يحبني انا كمان عاوزة اروح عند ربنا معاهم متى ربنا هياخدني و ارتاح بئى
أبعدتُ رأسها و أنا أمسح دموعها و أبكي بضعف أمام عينيها الحمراء : انتي هتبقي معايا و ربنا هياخدنا مع بعض خلاص انا احبك كتير انت ما تحبنيش ؟
هتروحي و تسيبني اعيط وحدي انا ايه الي هعملو بدونك يا حببتي
رفعتُ عيني على صوتِ أختي نورسين التي تضحك بمرح و هي ترفع بيدها كيس حلوى قائلة : ده كلو ليكي يا مي بس بشرط انك تتسبئي انتي واااا
حتى ظهرت من خلف الباب أختي جيلان : انتي وانا هنتسابىء والي هيفوز هياخد الحلاوة ايه رايك يا مي
قالت مي و قد أغراها العرض بكل براءة ببراءة الأطفال كلمة تنسيهم جُل همومهم حلوى تضحكهم لُعبة تجعلهم يتطايرون فرحًا : انا الي هفوز
وقفتا بجانب بعضهما و بدأت نورسين تعد للثلاثة و ركضتا و ضحكة صغيرتي مي تتعالى بسعادة
نظرتُ لنورسين بإمتنان بينما هي ابتسمت لي وعادت للنظر لفتاتي التي تركض
أخواتي رغم خذلاني لكما إلا أنكما تحاولون اسعادي قدر المستطاع شكرًا لكما على كل شيء .

و اليوم وبعد كل الدموع التي سببها لها بصغرها حتى بلوغها جاءت تطالبني برؤيته وبكل يوم تُلح عليّ حتى نسافر للسعودية
و تبحثُ عنه , ماذا تظنين يا مي ماذا تظنين يا فتاتي
أن يأخذك بالأحضان و يعترف بأنكِ فتاته !
ماذا دهاكِ يا صغيرتي كبرتِ و بدل أن يكبر حقدك صغر
صغر و زاد همي و ألمي
هذا الماضي الذي لا ولن ينتهي
هذه هي طرق الحرام
لا ينتهي ألمها بل و يبقى الجُرح مفتوحًا حتى يوم الحساب .





***

بتمامِ الساعة الخامسة و الربع عصرًا , نزلتُ من السيارة مع زوجي بإتجاه " السوبر ماركت " لشراء بعد الحاجيات التي تكفينا لقضاء
هذين اليومين بجدة ومن ثم الرجوعُ حيثُ أتينا , وقفتُ أمام معلبات التونة أنتقي الأنواع التي أفضلها و زوجي كان بالجوار : شف الخضروات خذلنا طماط و بصـ ..
وقبل أن أكمل سقطت أربعة علب للتونة كنتُ أضمها بيدي نحو جسدي انخفضتُ للأسفل لألتقاطها إلا أن زوجي قال بعتب : ارفعي نفسك يالمزنة
كمن مرة حذرتك من هالحركة و قلت لك ما تعجبني
ارتفعتُ عن الأرض احترامًا لرغبته و وقعت عيناي على هيكل رجلٍ ما , ما إن رآني رفعتُ ذاتي حتى اختفى ولم استطع رؤيته
بقيتُ أفكر للحظات إلا أني نفضتُ رأسي و أنا أردد : يالمزنة والله انك كبرتِ على فضول هالصغيرات اركدي الله يهديك


*


على الطرفِ الآخر هو يرتاح لبائع هذا السوبر ماركت ودائمًا يأتي ليقعد معه بأوقاتِ راحته
و اليوم جاء كعادته و أخذ يبحث عن البائع بين الأزقة و توقف بأحدهم
حينما وقعت عيناه على امرأة ترتدي حجاب رأسٍ ساتر إلا أنها تُظهر ذراعها اليمنى المكتنزة بأساور الذهب التي قد تقارب العشرين اسورة
هذه الهيئة استوقفتُه كثيرًا وحدث لذاكرته العجب العجاب

,

كان يتقدمها بالخطواتِ كثيرًا و هي تُحاول مجاراتُه بذاتِ هذا المظهر الذي لم يختلف عن الماضي و لو بقدرِ أُنملة
قالت له بعتب : هزاع عيبن عليك انتظرني
و لكنه لم يهتم و أخذ يُكمل خطواتهِ للأمام و هي من خلفه تراشقه بالكلمات
قال لها دون أن يدير ظهره مستهزئًا بها : والله ان من يشوفك ظن انك بالخمسين و هالبناجر تفارخين إبها ما هي بمفخرة آه لو تنظاري بنات
مصر يا عليهن ذوق .
عتبت عليه كثيرًا أي جرأة تي التي تقبع بداخله يتحدثُ أمامها عن فيتاتِ مصر دون حياء
كانت تحبه و تقسمُ أنه يُحبها أيضًا ولكن أخلاقياتهما كانت مختلفة
حدّ أن من رآهما نسيّ التشابه بينهما و كان جُل تركيزه بإختلاف الاخلاقيات
و أول ما يتبادر لذهن المتلقي لتصرفاتهما أنهما تربا ببيئةٍ مختلفة بالرغم من تربيتهما بذاتِ البيئة
و لكنهُ كان مراهقًا بشدة و كانت عاقلة بشدة
هي سُجنت بتلك القبيلة التي كان بها من الأفعال الصحيحة المرافقة للدين الشيء الكثير إلا أن أفعالها السيئة القليلة كانت تغلب
الصحيحة بسوؤها , أما هو فكان من فترةٍ لأخرى يخرج للمدن السعودية التي و إن كانت بذاك الوقت متحفظة بالدين إلا أنها لم تكن أفضل من القبيلة
و غير ذلك كان يسافر لمصر بأوقاتِ اجازتهِ القليلة .


,

دلك جبينه بقوة وهو يشعرُ بصداعٍ شديد
من تلك المرأة ومن هو هزاع !
يبدو أنه يقربُ لها , ليته أعطاهُ وجههُ ليراه
و لكن هو ما دخلهُ بهما !
على هذا الصوت الداخلي انخفضت عيناه لاصبعه الذي يحتضنُ خاتمًا عجز الجميع عن قراءةِ محتواه
هذا الخاتم الذي لا يستطيعُ التخلي عنه و لا يدري كيف انحبس بين اصابعه و لا يدري لماذا هو محتفظٌ بهِ لهذا الحين
قد تكون هيّ صاحبة الخاتم
و على هذا الصوت الداخلي سمع صوتًا من بعيد


,


بصوتٍ معجب : آه يا هزاع كانك تشوف الشيخ بو اصلان وش عطى مرته زبيدة قلادة ما شفت بزينها ما شاء الله إبها رموزٍ صعبة قلت إلها يازبيدة
سمحي لي أعرف معناها قالت لا يالمزنة هذا السر بين زوج و زوجته و ما هو بأي كلامٍ ينحكي
و حتى هذهِ الصورة الماضية يُصر بها هزاع أن لا يعطيهِ وجهه , قال لها بسخرية : احرجتِ نفسك انتِ و هالفضول الله يهديك , هالرموز الي تحكين عنها
سبابة بو اصلان تحتضن مثلها و كثير من يحكى عنه إلا انه ما فسخ الخاتم منهم من قال يشابه الحريم بأفعالهن و منهم من تساسر من تحت و ضحك وقال
مرتي تقول انه زوجته تحمل نفس هالرموز بقلادتها قالوا كبر و تخرفن بزوجته وما عاد شاف غيرها حتى البنات عيا يدفنهن تحت التربة و رباهن حتى كبرن
قالوا لعبت إبه زبيدة و شكلها ساحرته و منهم من تساسر من ورعان القبيلة وقال يحق إله يحبها هالكثر زبيدة ذي جوهرة لا انرفعت العباية بالغلط
و بان ساقها محدن غض الطرف عنها كثير من الحكي عن هالرموز و لكن مع الأيام بيتناسوها و انتِ بعد تركِ الفضول الله يهديك دايم محرجتنا بهالقبيلة
كل ما انذكرت مزنة قالوا ثرثارة القبيلة أو فضولها قاتلها و منهم من يقول فتانة
حينها احتقن وجه مزنة بالحُمرة نعم بهذه الصورة الماضية يرآها بوجهها , ملامحها السمراء عيناها المتوسطة الحجم الممتلئة بالكحل العربي
أنفها الشامخ و ثغرها كحلقةِ الخاتم بصغره , رمت عليهِ كرتونًا صغيرًا بين يديها و هي تقول بقهر : من ذول الي يقولون عني فتانة والله انهم ما يستحون
و انت يالرخمة مصدقهم انا وخيتك الكبيرة و عليك احترامي إن عجبتك و إن ما عجبتك غصبًا عنك تحترمني
حينها ضحك بشدة و هي يُقبلُ رأسها معتذرًا لها
و رضت عنهُ كعادتها تزعلُ بثواني و ترضى بأجزاءِ الثانية .


*

كفي عن هذا يا مزنة إنه متعب
غيبي كما كنتِ غائبة من ما يقارب عشر سنواتٍ عجاف
إنكِ ترهقينهُ صداعٌ شديد يغزو رأسهُ حتى رؤيته صارت ضبابية
يشعرُ لو أنه خرج من سيارتهِ التاكسي سيسقطُ أرضًا لشدةِ وجعه .





***

عاودتُ الاتصال عليهِ مجددًا بعد إلحاحِ نوال عليّ إلا أنه و كما المتوقع لم يرد
حينها قالت نوال وهي تقف بجانب شماعةِ الملابس و ترمي عليّ عباءتي : قومي معايا بنروح للشركة و نطلبه
حركتُ رأسي بالرفض و مجرد التخيل أني ساعودُ لرؤيته جعل جسدي يرتعد من أعلى رأسي لأخمصَ أقدامي
تكورتُ على نفسي جلستُ القرفصاء و ذرفت عيناي الدموع رغمًا عني و ما غاب عن بالي من بأحشائي ولو بلحظة
شعرتُ بربت نوال على كتفي بنعومة و بصوتها الحنون الدافىء : يا أنهار والله اني بكون معاكِ خطوة خطوة اذا قعدتِ كذا خايفة بتخسري فوق
خسارتك خليه يستر عليك ولا ولدتِ يتركك و ما هو بشرط تكونوا بالبيت زوج و زوجته انتِ قولي له زواجكم بالاسم بس يعني حتى ماله داعي يدخل
بيتك كلن يعيش بحاله و بيوم ولادتك على طول اطلبي الطلاق هذا كله لمصلحتك .
بكيتُ بصوتٍ عالٍ و احتضنتني تهدأ من روعي و بعد مرورِ الوقت بدأتُ أهدأ وحاولتُ مجاراتها بأفكارها
سأذهب معها للشركة هيّ وعدتني أنها ستكون بالجوار وهو ضعيفٌ واهن يحبُ الظهور أمام الجميع بأنه الأفضل فلن يجرأ أن يقترب مني
و هي معنا على هذه الفكرة ارتديتُ عباءتي و هي ابتسمت لي
إلا أني لم أستطع أن أرد لها الابتسامة فأنا لا أستحقُ أن أضحك سأبقى طيلة حياتي أشعرُ بالذنب
و بقرارةِ نفسي أعلم وهي تعلم أنه و إن قبل بالزيجةِ مني
فمن بأحشائي هو الحرام و إن سُجل بإسمه
نعم , تقعُ بناتُ آدم بالحرام و من ثم يطالبون بالستر منهم من يستتر
ولكنهم استتروا عن العالم أجمع و بقي ربُ هذا العالم
نعم ينسوهُ بكل بساطة و يحاولوا متابعةَ حياتهم
دائمًا ما تضحكني هذه القصص و كاتبي الروايات حينما يصورون ظاهرة الزنا و كأنها توازي حكم سماعِ الموسيقى
بكل بساطة يتحدثون و يجدون الحلول يكمل البطلان حياتهما على أحسن وجه و كأنهما لم يقعا بأحد الموبقاتِ السبع
و بعد كل هذا يكون مبرر الكاتب إن الله غفورٌ رحيم !
أوليس الله شديد العقاب ! أم أننا نأخذ ما يروق لنا و نترك ما لا يروق
حقًا عجبًا لكم يا أمةَ محمد خسئتم و خسئت أفكاركم السطحية و مبرراتكم الواهية
تبًا لقومٍ يدّعُون أنهم الأفضل على الدوام و ما هم بالأفضل
بل و تبًا لقومٍ يشجعون الحرام
و لا سامح الله من كان يملك علمًا فكتمه و لم ينصح
يغرقُ من حولهِ من القارب وهو يبقى واقفًا شامخًا
و بكل أنانية ينظرُ لهم و يضحك
أخالطهم ولكني لم ولن أفعلُ ما يفعلون
و نسيّ أنهُ سبحانه قد حرص على الأمرِ بالمعروف و النهي عن المنكر .





***

بتمامِ الساعةِ السابعة مساءً , كنتُ مستلقية على السرير و أنظرُ للفراغِ بلا هدف يُذكر , كثرة الوجع و الضيم بقلبي جعلت مني جمادًا لا أشعر
أو قد أكون أشعر ولكن أتجاهلُ شعوري أحاولُ الهرب من واقعي المأزوم , أحاولُ أن لا أبكي أحاول أن أكون قوية قدر المستطاع
و لو لمرة بحياتي أحاول أن أكون معزوفةً قوية لا بمعزوفةِ شجنٍ و حزن ولا بمعزوفةٍ رومانسية
و المعضلة بكل هذا أني أحاول تلبس القوة بأكثر الأمور ألمًا و أكثرها وجعًا
بأكبر معضلاتِ الحياة اختلاط النسب
أنا حُبلى بالاختلاط قُتلت
انقتلت كل الحياة بداخلي , أنا انتهيت أنا انكسرت
لم أعد احتاجُ للبكاء لقد بكيتُ بموتِ أبي و أمي
بكيتُ بزواجي من ناجي وحينما أحببتُه بكيتُ معاملتُه السيئة لي
بكيتُ أني انثى لا تفتن الرجل كما هو قد ادعى
بكيتُ طفلاً أريده, و حينما اقترب مني و اقترب اليوم الموعود للقاءِ الطفل
طالت الأشهر فظننتُ أني امرأةٌ عقيم
حينما صارت مارسة حامل انقهرت و زاد قهري بكلامها البذيء لي بسخريتها مني
بأن لي أحد عشر سنة بلا طفل و هي التي لم تُكمل السنة قد حملت من خالي
حملت من رجلٍ عاجز , بكيتُ بشدة حينها و زاد بكائي حينما قالت أني امرأةٌ عقيم و ناجي يستحق طفلاً يرفعُ اسمه
فقلتُ يا ناجي تزوج لأسعدهُ على حسابِ ذاتي
حينما وافق على التلقيح الصناعي و تم على خير و ظننتُ أن الحياةَ تبتسمُ لي
عبست الحياة و ساءت لم تضحك لي آلمتني أبكتني و أوجعتني جعلتني اتخبطُ بما حولي
و حينما ثبت الحمل بالاختلاط قُتل الشعور بداخلي
جفت دموعي و قسى قلبي لقد توجعتُ بما يكفي و بكيتُ بما يزيد عن الحد الطبيعي
و حان الوقتُ لأهتم لذاتي فقد آمنت أن الحياةَ تقسو كلما كبرتُ بالعمر و أن هذه المعضلة ستكون في يومٍ ما أصغر من غيرها
لذلك سأكون أنانية و أحبُ ذاتي لبقية العمر فقد أفنيتُ عمري لغيري ولم أستفد شيئًا
و قاطع أحاديثي النفسية صوتُه الذي لم أعد أطيقه صار نزقًا كنزاقةِ الحياة , بصوتٍ خافت و هو يجلسُ على السرير من الجهةِ الأخرى
وأنا مستلقية اعطيهِ ظهري : بيتحاسبوا على اهمالهم لكن بعد ايش ؟! , إن كانت الكسرات الماضية كسرة ظهر فهاذي كسرة الحياة فكرت بيني وبين نفسي كثير هالطفل وش مصيره شنسوي فيه ما كان قدامي الا نبيد الحرام بالحرام
هو اختلاط نسب ما يرضاه الله نبيده بالاجهاض الي ايضًا ما يرضاه الله , صعب يكبر قدامنا و احنا نعرف ايش وضعه ومن يكون , صعب اربيه صعب اكبره
صعبة صعبة كثير هالطفل لازم ينزل مثل ما دخل و بالشهور الأولى الاجهاض يكون سهل فإنتِ بتسافري لمصر معي منها اشوف أخوي ركاض و منها تجهضي .
بعدما صمت ينتظر اجابتي مررتُ بيدي على بطني و شعور الأمومة تفجر بداخلي بعد حديثه ماذا لو ربيته و كبر , قبضتُ على بطني بقوةٍ أكبر
و بعينان مشتاقة لا تراها عيناه : خليه وش فيه لو كبرناه و ربيناه خلاص هذا نصيبنا و نرضى فيه أنا ابيه و ما بتخلى عنه مو يوم ما احمل
انهي كل شي أنا الي صبرت احدعشر سنة على ظلمك و جورك مو إنت صبرت و أنا سليمة بإمكاني اجيب طفل يملي حياتي فرح , و اليوم إنت مالك
أي حق تقرر أنا الي أقرر و أنا ابيه تفهم وش يعني ابيه أنا الي بربيه وبكبره إنت لا تعتبره ولدك و إذا مرة ما تبيه طلقني وما يصير لك
علاقة لا فيه ولا فيني لأني فقدت الأمل اني اجيب طفل منك كفاية صبر و ذل و ضعف و هوان جاه اليوم الي أكون فيه أنانية لنفسي وأنا ابي هالطفل
لنفسي مو انه دخل بالحرام يعني يخرج بالحرام هاذي إرادة ربنا نحن نريد والله يفعل ما يريد .
قبض بيدهِ على ذراعي ولفني بإتجاهه وبصوتٍ مستنكر : تبيه !! , هذا صبرك احد عشر سنة ! تبين طفل مو من دمك ! اصبري زيادة ما بعد الصبر إلا الفرج
و هالطفل لازم ينتهي حياة هالطفل بيننا دمار راح يظل أسوء ذكرى بيننا , و إذا إنتِ رضيتي فيه أنا مو راضـــي تفهمي مو راضـ
قبل أن يكمل حاولتُ التملص من قبضتهِ المحكمة و بإصرار : أنا راااااضيــــة و أنا بربيه و إنت إذا مو عاجبك طلقني من اليوم , اعتقني و خليني
أعيش حياتي مثل ما ابي , كفاية عطيتك أكثر من الي تستحقه بكثير و انت عمرك ما عطيتني شي يادوب شمعة أمل و تنطفي من لحظة ما ضوت و انورت
وضع يدهُ خلف ظهري وشدني إليهِ بقوة حتى أحسستُ أن تنفسي بدأ يضعف و بصوتٍ خرج من بين أسنانه : طلاق مو مطلق لو تنطبق سما ربي على أرضه
الطلاق شيليه من بالك إذا انتِ مستغنية عني أنا ما أقدر أستغني عنك و ما دام إنه ما لي حاجة بالطفل إذًا حتى إنتِ مالك حاجة بالطفل
حاولتُ أن أحرك جسدي و أضربه بصدره حاولتُ ولم أستطع وبصوتٍ كسير : دايم انت كذا أناني أهم شي نفسك أنا أموت أنقتل عادي و دايمًا أنا المضحية
أنا الي أعطيك و عمرك ما عطيتني عطيتك عمري عطيتك انوثتي و قتلتها بكلامك السم عطيتك حبي و ما عطيتني بحياتك إلا الأنانية انت عمرك ما حبيتني
و إن كنت حبيتني فهذا حب تملك تبيني لك كأني لعبة بيد طفل , لكن لا عُزوف ذيك ماتت انساها و إذا إنت مالك حاجة بالطفل أنا مالي حاجة فيك .
طبع قُبلة بجبيني كانت حارقة كوقع الجمر : هششش كلامي ما ينعاد إنتِ لي والطفل ما لنا حاجة فيه , أعطيك مهلة أسبوع بالكثير أسبوعين ترتبي
أوضاعك و نسافر لا تطولي لأنه كل ما طالت المدة كل ما صار الإجهاض أصعب و كل ما صار تعلقك بالجنين أكثر فاختصريها على نفسك و لا تعقديها كثر ما هي معقدة .
و عاد ليطبع قُبلة على شفتاي لم أشاركهُ بها و لم أشعر بمذاقها كالمرات ِالسابقة .



***

بعد صلاةِ العشاء , دخلتُ مؤسسة وشركة عبدالقوي و ابناؤه تحت تشجيعٍ من صديقتي نوال
و لأول مرة أدخل الشركة و أنا أشعر بالخوف توجهتُ حيث مكتب معن
و حالما رآني السكرتير وقف بإحترام وهو الذي يعرفني فكم من مرة أتيتُ لهنا و بحوزتي ورق من شركتنا
قال السكرتير : أستاذة أنهار أخدمك بشي
أشرتُ بإصبعي إلى مكتبِ معن : في كلام بيني وبين الأستاذ معن بخصوص الشركة
حرك رأسهُ ايجابًا قائلاً : ثواني أستأذن منه يا أستاذة , و تفضلي اجلسي
لكني لم أجلس و أخذتُ أنتقل بعيني حول المكتب أما أفكاري كانت كحاسبٍ آلي أمره المستخدم بالتنفيذ فكان خادمًا مطيعًا
كطابعة حفظت النص و حان الوقت لتخرجه , حفظتُ ما يتوجب قوله و سأنفذُ ما أمرتُ بهِ من نوال
خرج السكرتير ناظرًا لي و بأسف : أعتذر يا أستاذة أستاذ معن رفض مقابلتك
تقدمتُ بإتجاه المكتب و أنا أتجاهل نداء السكرتير : يا أستاذة لحظة ما ينفع تدخلي برتب لك موعد ثاني معاه
وحينما وضعتُ يدي على مقبض الباب وضع السكرتير يداه على ذراعي يمنعني من الدخول إلا أني نظرتُ لهُ بحدة و أنا أنفضُ ذراعي من بين يديه
: يدك ما تمدها علي فاهم
سحب يده من على ذراعي معتذرًا : آسف يا أستاذة لكن هاذي الأوامر
فتحتُ الباب و تجاهلتُه دخل من ورائي قائلاً بإعتذار : أستاذ معن أعتـ
رفع معن رأسه ناظرًا للسكرتير : اخرج و قفل الباب يا عبدالله .
سمعتُ صوت إغلاق الباب و ما تبقى بالحجرةِ سوانا
قال و كأنه لا يعرفني : تفضلي أستاذة أنهار , حابة تشربي شي ؟
لهولِ صدمتي من ردةِ فعله نسيتُ ما يتوجب عليّ فعله و نسيتُ كل ما حفظتُه
و قفتُ أمام المكتب مباشرة و أنا أنظرُ لهُ بحيرة بينما هو قال : أستاذة أنهار تفضلي
قبضتُ بيدي على طرف مكتبه القاتم و بلاصبر : معن أرجوك اترك عنك التمثيل
ظهرت شبح ابتسامة مستهزئة على شفتيه سرعان ما اختفت وقال بجدية : اظن احنا بمكان عمل أستاذة أنهار و كفاية دخلتك بعد ما انفصلت الشركيتن عن بعض
و ما صار بيننا و بينك أي معاملات .
عقدتُ حاجبي و بسخرية : اها قلت لي مكان عمل و ما كأنه لعبك و كذبك علي كان بمكان عمل ! , ولا وقت تحب يصير مكان عمل و وقت تحب يصير مكان هزل
و بعدين متى بيكون الهزل أنا لي مدة طويلة اتصل عليك و انت متجاهل ما كلفت على نفسك ترد و الحين مكان عمل والي بينا من هزل و معصية
وقلة أدب متى بينحل ؟!
احتقن وجهه بالحُمرة و بغضبٍ جامح : وطي صوتك هالكلام ما ينقال هنا هذا أولاً ثانيًا الي بيننا انتهى مو إنتِ كنتِ تبيني أرحمك و أتركك هذاني راحمك و تاركك
و اذا على النسخ الي معاي فبعطيكِ هي خلاص ما عاد لي حاجة فيك ِ .
بصوتٍ واهن و دموعي انهمرت رغمًا عني و أنا أشير لذاتي : ما عاد لك حاجة فيني , بعد ايش بعد ما صرت رخيصة بعد ما عطيتك شرفي بعد ما أمنت لك و صدقتك
بعد ايش جاوبني بعد ايش وبكل برود تقولي ما عاد لي حاجة فيكِ إنت من ايش مصنوع من ايش جاوب جاوبني .
جلستُ على الكرسي وجسدي ينتفضُ بشدة و أسناني تحتكُ ببعضها و عيناي لم تتوقف عن ذرف الدموع : قتلتني الله ينتقم منك و يآخذ حقي منك .
وضعتُ يدي على عيناي و أنا انتحب : و الله ما صرت اقدر احط عيني بعين أمي صرت أشوف نفسي عاااار حرام عليك الي سويته فيني إذا انت مالك حاجة فيني فأنا لي حاجة فيك
بآخذها و اتركك و لا كأنك تعرفيني و لا أعرفك .
قال بصوتٍ جامدٍ بارد أكد لي أن بكائي و ضعفي لا يعنيهِ شيئًا : والي هو ؟
حينها رفعتُ عيناي و نظرتُ له : تتزوجني
للوهلةِ الأولى و الثانية ظلّ صامتًا و بعدها أخذ يضحك و يزداد بالضحك حتى أن عيناهُ كانت تتلألأ بالدمع لشدةِ ضحكه
و كان يمسحها , بعدها مسح وجهه بالمنديل قائلاً : تبيني استر عليك وبعدين اطلقك و كلن يروح بطريقه و يجيك ذاك الأهبل الي يحسبك مطلقة
و زوجها السابق الي قرب منها وهذا كله بالزنا وين احنا بمسلسل مصري ولا كويتي و لا برواية مراهقين اصحي على نفسك و ارضي باللي قلته لك
و كل النسخ الي فيها سواد وجهك بتكون عندك أما إني استر عليك و أكون سبب بظلم حياة فرد ثاني و تصديقه لك فقطعًا لا .
بإستنكار : انت آخر واحد تتكلم عن الظلم أي ظلم بيكون بقوة ظلمك لي , و بعدين ليش انت شايف نفسك الشريف و إنت خنت زوجتك و عيالك و أهلك
و بكل بساطة تقول ما عاد لي حاجة فيكِ وخلينا ننهي الموضوع , الموضوع ما بينتهي دام في داخلي روح منــــــك .
حينها صار الصمت سيد الموقف لثانية ثانيتان دقيقة دقيقتان طالت للدقائق كنتُ بها أتنفسُ بصوتٍ مسموع و هو مستكينٌ كالصنم و ملامحه لا تدلُ على شيء .







***

كتب لي عبدالقوي ما وعدني بهِ ثلاثُ أراضي و زاد عليها ثلاثُ عماير
و ها هو أبي ظانع عبد المال يجلسُ أمامي و عينيه تبرق بسعادة : صدق يالمارسة كتب بإسمك من املاكه
نظرتُ لهُ بإشمئزاز و من ثم نظرتُ للجمادات من حولهِ دون النظرِ إليه : ايه كتب لي أرضين بالمدينة و عمارة بجدة و كلها بتكون لك
ابتسم أبي بمكرٍ و سعادة : هالحين إن كنتِ حابة بترك عبدلقوي لك ما تريدين يالمارسة لأنه ما عاد لك حاجة فيه
نظرتُ لهُ من أعلاه لأسفلهِ و بسخرية : والله و انت الصادق ما عاد لي حاجة فيك عبدالقوي يسواك و يسوى طوايفك كلهم الحين لا عاد توريني وجهك
و لا كأني بنتك أنا ولي أمري عبدالقوي و إنت ما عاد تعنيني .
نظر لي ببرود : والله إن مالك حاجة فيني يالمارسة حتى أنا مالي حاجة فيك , من بكرة تزهبي روحك بنضمي لمكتب العقار و تحولي هالأرضين و العمارة بإسمي .
حركتُ رأسي ايجابًا وما أن ابتعد حتى سقطت دموعي
نعم كنتُ أعلم أنه لا يرآني ابنةٌ لهُ يا قسوةَ قلبك يا أبي ظانع ما رأيتُ أبًا اقسى منك بأبنائه
أريدُ البكاءَ ليل نهار
أبكي قسوةَ أبي
و كذب ركاض
و حيلةَ أبي على عبدالقوي لأتزوج منه
زواجي من والدِ من أحببتُه
و كذبي على عبدالقوي
و خيانتي لهُ
و تبري أبي مني
يطولُ يطولُ البكاء حتى يجيء يومًا يجفُ فيهِ دمعي و يقسو فيه قلبي .



***







إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 30-03-16, 06:24 PM   المشاركة رقم: 393
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي



الجحيـــم


(56)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **










بمنتصفِ الليل طلبني بسيارته , فتحتُ باب السيارة الأمامي و جلستُ بجواره
نظرتُ لهُ وبتساؤل : هاه جيتك يا أخوي وش تبي فيني ولا بعد في سيارتك ما هو بداخل البيت
كان ينظرُ للأمام ويده فوق الدركسون وجههُ مكفهر يكهنُ باللاخير : الموضوع كبير يا ناجي أنا اخطيت و أبيك اليوم تساعدني
عقدتُ حاجبي و أنا أمعنُ النظر بهِ بينما هو لازال ينظرُ للأمام : خير يا أخوي آمر و أكيد بساعدك يا معن
أغمض عينيه مطولاً قائلاً بصوتٍ خافت : أنا دخلت على وحدة بالحرام وهي حامل مني الحين
نظر لي و انعكست الأدوار أصبحتُ أنا أنظرُ للأمام أنظرُ بشرود و أنا لا أفهم لا أفهم ما يهذي بهِ
بينما هو أردف : ايه يا ناجي أخوك غلط غلطة كبيرة و هالحين خايف هالطفل يبقى حمل عليه و جايك حتى تجهضه و تستر عليه
البنت تحت أهلها و لا تقدر تسافر للخارج و تجهضه أبيك تساعدني يا أخوي ما لي غيرك .
حركتُ رأسي بالرفض يمنةً فيسرة و بلا تصديق : مستحيل مستحيل إنت يا معن لحمي و دمي تسوي كذا إنت ولد الحسب والنسب و الأخلاق إنت الي بعمر
الثلاثين تسوي ياخي استحي على دمك ايش خليت للمراهقين و بكل قوة عين جاي تفضح نفسك عندي و تقول ساعدني يا أخوي لا والله ما أكون رجال ولد رجال
إن ساعدتك تخسي يا معن .
مددتُ يدي و أمسكتُ بيده وهو يهم بالنزول من السيارة : انتظر يا ناجي و اسمعني من لي غيرك بعد الله يا ناجي , إن ما سترت الموضوع و تمت العملية بالخارج
اخاف هي تفضحني أخاف الصحافة يوصلها الخبر و نصير على كل لسان نخسر سمعتنا و مكانتنا .
نظر لي بإشمئزاز نظرة تمنيتُ ان أقتلعها من عينيه نظرة لم أتوقع ولو لمرة بحياتي أن شخصًا ما سينظرُ إليّ بها : وينك يوم تدخل عليها بالحرام ما فكرت بربك بدينك بنبيك
بيوم الحساب بحسبك و نسبك و سمعتك و مكانتك أنا للحين مو مصدق الي تقوله يا معن والله بخاطري يطلع حلم يطلع مزحة و مقلب سخيف منك
يطلع أي شي إلا إنه يكون حقيقة أنا ادري إنك إنت و بنت عمتي ناقر و نقير و عمركم ما اتفقتوا لكن ما توصل فيك للزنا هذا مو مبرر للزنا
الشرع محلل أربعة وقدامك الطلاق إن كان أبوي مو موافق فهذا حقك بالدين وهاذي مصلحتك بدل ما تحط نفسك بالحرام بالموبقات السبع
أنا ما عاد لي كلام معك من هاليوم لا إنت أخوي و لا أنا أخوك و غلطك اتحمله بالكامل تستاهل أكثر من كذا .
و أعطاني ظهره ثم أعاد فشعرتُ بصيص أملٍ يدخلنُي إلا أنه فآجئني ببصقهِ في وجهي !





***



خلال الأسبوعان الماضيان , تجددت أمورٌ كثيرة بحياتنا و الحمدلله أنها للأفضل
جاء اتصال لمركز الشرطة من فاعل خير يقول أنه يعرف موقع الرجل الذي يبتر أيادي الأطفال عند أسواقِ توب تن و تاج توج
و أن هذا الرجل لو تواصل قسم الشرطةِ معاه لعرفوا ايضًا بعض مروجي المخدرات حيث أنه على علاقة بهم
كل هذا حدث و أنا حبيسُ السجنِ ظلمًا و جور إلا أن صديقي الملازم أحمد ما هان على قلبهِ أن يخفيّ عليّ ما سيفرحنُي و كيف لا
و هذا ما سيجعلُ أغيد سعيدًا لـكن المفآجأة العظيمة أني كنتُ أحترمُ هذا الرجل
أني من قبيلته , لا و الأدهى من ذلك أنني بعد تغربي عن القبيلة عدتُ لها و سألتُه يا عمي حمدان هل تعلم شيئًا عن سمحي و أجاب بالنفي
كم كانت الحقيقة قاسية , قاسيٍ أن يكون رجلاً تربيتُ بين عينيه و أعتبرتُه عمي بدلاً من الجيرة القديمة و في الآخر يظهرُ لي أنه المجرم
الذي أبحثُ عنهُ من مدةٍ طويلة
يالله يا أيها الكاسر بكل يومٍ أؤمنُ أنه ليس من اسمي نصيب بأفعالي
فلم أكسر ليوم واحد بل كُسُرتُ لسنين طويلة
كسرتُ حينما أدمنت هوازن زوجتي تحت مرأى عيناي و لم أعرف
كُسرتُ حينما قيدتُها بالأغلالِ بدلاً من تقيدي للمجرم
و كسرتُ حينما دخل أخي ركاض لسجن
و كسرتي الكُبرى هي دخولي أنا للسجن دون القبضِ على المجرمين
لك الحمدُ يالله حتى يبلغ الحمدُ منتهاه
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته
أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
الحمدلله على كلِ حال .



*


أجلسُ على كرسي المجرم بعد أربعة و عشرين سنة من مواصلةِ عملي ببتر أعضاءِ الأطفال
أهالي يأخذون أبناؤهم و يدفنونهم بالتربة أحياء فكنتُ آخذهم و أستفيد منهم
صار الأمر سهلاً على قلبي و اعتدتُ عليه فوصلت إلى خطف الأطفال من القبائل الأخرى و من المدن
و بتر أيديهم زاد مكسبي و زاد طمعي و ستر ربي عليّ سنينًا طويلة و ها أنا أُكْتشف على حقيقتي
لازلتُ أتذكر قبضهم عليّ بين سكانِ القبيلة

*


توقفتُ بسيارتي وراء السيارات و عيناي ترى الأضواء التي تُزين المنزل الشعبي الكبير
اليوم حفل زفاف أحد رجال القبيلة , و ما أن نزلتُ من سيارتي حتى سمعتُ صوتًا من ورائي يقول : توقف يا حمدان جاه اليوم الي تتحاسب فيه
تحجرت أقدامي عن الحركة و مرت صور مبتوري الأيدي أمام عيناي
رفع الآلة الحادة بأسنانها وشفراتها لأعلى فتلتمع و تنعكس اشعة الشمس عنها لتسقط
بكل قسوة بعضد الصغير فتهبط اليد بعضدها و بأصابعها وبدمها أرضاً فيبدأ الصغير بالبكاء
تأتي زوجتي عُشبة التي أجبرتُها على العملِ معي بغير رضاها تأتي ومعها حبة مسكنة تضعها بفم الطفل
و من ثم أُوقفُ نزيف الدم بزيتٍ ساخن و بعدها يقوم الطفل بالشحذة بالشوارع حتى يكبر و كل المكسبِ لي
أطفال تشرت
أعضاء بترت
آباءً بكوا ابناءهم
أبناء عاشوا الحرمان
جاء اليوم الذي أحاسبُ بهِ بعد أربعة و عشرين عامًا من مواصلةِ العمل
ها هو مالُ الحرام سينزلُ من عيني الآن
فالنفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف
و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاص
و ها أنا اليوم أنظرُ ليدي المبتورة و أتذكر كيف بترت وكيف كان شعوري
لا أنا لا أتذكر بل أنا أرى هذا الحدث أمام عيناي بكلِ لحظة

سحبني " السياف " حتى وقفتُ على ذاتِ الآلة الحادة رفع يدي اليمنى للأعلى
أغمضتُ عيني بشدة وجسدي يرتعد من أعلاه لأسفله و اذني تسمع لنحيبُ الأطفال طفلاً طفلاً
ها أنا اليوم مكانكم ها أنا أُعاقب سقطت الآدة بأسنانها الحادة وشفراتها على يدي
و صرختُ صرخة مدوية ,صرخة ردد صداها الكون أجمع سمعها أطفالٌ أبرياء لا ذنب لهم
فأحسوا أنهم أحرار أطفال ظهرت بظهورهم الأجنحة فطاروا بعيدًا
صرخة اختنقت بها روحي وضاق تنفسي أصابني صداع شديد من نزف الدم
و لكن وجعي الداخلي كان أعمق عيون الأطفال صوت زوجتي وهي تدعو لي بالهداية
ابتسامتي الكريهة سعادتي بزيادة عدد الأطفال الذي يعني زيادة مال الحرام
حينها بكيتُ بكاءً مريرًا بكيتُ وجعي بكيتُ ظلمي بكيتُ وهني وضعفي
بكيتُ وكلي رجاءً أن يسامحني الله على ما اقترفت يداي .




***


قبل صلاةِ الظهر بساعةٍ واحدة , أجلسُ أرضًا و الصندوق ذا الرموز المختلفة بين يدي أُحرك يدي بالرموز
و ذاكرتي تعود لذلك الزمن عندما كان زوجي حمدان يختطف الأطفال و يبتُر أيديهم
يمنعني من الانجاب لفقرنا المدقع و بالرغم من أنه كان له من مالِ الحرام الكثير الكثير
إلا أن هذا المال ما كان مباركًا بالرغم من كثرته كنا نعيشُ بالفقر
كم من مرةٍ نصحتُه ولم يستمع لا و بل جعلني أسانُده بالبتر كان هو يبترهم و أنا آتي
بالمسكن و أضعه بفمِ الطفل حتى جاء اليوم الذي فُضحَ بهِ أمره
حينها انتشر الخبر بالقبيلة بسرعةٍ كبيرة تجمهر الناس من حوله
من هؤلاءِ الناس من فقد طفلاً لهُ طالبوا بحاكمته , شتموه و قالوا لهُ من الألفاظ البذيئة ما قالوا
كنتُ أقفُ على بعدٍ قصيرٍ منهم خلف أحد الجدران أنظرُ لهُ و الضابطُ يُكبلُ يديه و رأسه منكوس الأرض
أناسٌ بصقوه بوجهه لحرقتهم على أطفالهم و أناسٌ كرهوه رغمّ أن لا طفل ضاع لهم
و لكنه كان يستحقُ الكره , هذا هو الانسان ليعيش يقتل من حوله
ليكون سعيدًا يسلبُ ابتسامةَ غيره
و حالما ينجح يطمع و يزيدَ طمعه
حالما يسترهُ الله مرة و مرتين يزيد من فعل الخطأ
حتى تقع الطامة بدنياه و يُحاسب بآخرته
ما كان مني إلا الهرب فالمنزل صار قيد المركز العسكري يبحثون بهِ عن أي أثرٍ قد يفيدهم
يخافون أن أحد الأطفال حبيس المنزل
كنتُ أمشي في أزقةِ القبيلة و دموعي بعيناي لا أدري إلى أين أذهب
لو كان لي ابن لحماني لو كان لي ابن لما قعدتُ مع حمدان ليومٍ واحد
هو زوجي و أنا حزينةُ لأجله و لكني كنتُ متيقنة أن هذا اليوم سيجيء
وكم من مرةِ حذرتُه و لم يستمع و ها هو اليوم قد جاء
غفر الله لهُ ذنبه , مشيتُ و مشيت تقطع حذائي و جُرحت أقدامي و أنا إلى الآن لا أدري بمن أحتمي
حتى توقفت أقدامي بآخر نقطة بالقبيلة منزلاً كبير هجره أصاحبه منذُ ما يقارب العشرين عامًا
منزلاً مظلمٌ مهجور لا حياةَ بهِ منزلُ الشيخ أبوأصلان رحمهُ الله صحيح أنهم قالوا فُقد ولكن بمنطقية
من المؤكد أنه مات إذا لم يعد حتى الآن
تقدمتُ بخطواتٍ مترردة من المنزل و أنا أتمتم " أعوذ بكلماتِ الله التامات من شرِ ما خلق "
و ذكرتُ من الأدعية ما ذكرت حصنتُ ذاتي و دخلت
نمتُ ليلتي الأولى بالمنزل و ليلتي الثانية حتى صارت أسبوعين
أسبوعين لا أدري ما حدث بها لزوجي حمدان
أسبوعين أخرج بها خِلسة من المنزل أشتري الطعام و أعودُ تارةً أخرى
لم يعدُ لديّ الكثيرَ من المال , افكرُ بالاتصالِ بساجدة علّها تُساعدني
و إن أرسلت لي سيارة للسفر لجدة سأحملُ معيّ هذا الصندوق
هذا الصندوق الذي كان هو حديث القبيلة قبل عشرين عامًا
هذه الرموز لا يستحقُ أن يرثها إلا بناتَ زُبيدة رحمها الله تعالى .


***


استيقظتُ من افكاري على صوتِ الملازم أحمد قائلاً : وين رحت يا حمدان ؟ , ارجع بأفكارك لهنا و جاوبني بمصداقية لأنه الكذب ما بينفعك
بشي إما إنه بيضرك أو أنك ما بتستفيد ولا بتطلع بشي بكل الحالات إنت خسران لذلك اختصر علي الطريق وجاوب , تعرف شي عن تجار المخدرات
فاعل الخير قال إنه لك علاقة فيهم .
نظرتُ لهُ و بمصداقية : ايه أظن إني أعرفهم و بحكيك عنهم لعلّ ربي يغفرلي بعض ما اذنبت
عادت ذاكرتي للوراء قبل مقتل سمحي


*
*

الشيء الذي لا يعرفهُ سمحي أني عبدًا للمال لا أثقُ بأحد مطلقًا و هذا الشيء جلعني أراقبه من فترةٍ للأخرى
ما يقارب مرتين بالشهرِ الواحد حتى جاء اليوم الذي لم أرَ بهِ سمحي و لا مبتوري الأيدي بمدينةِ جدة عند أسواقِ توب تن و تاج توج
مما دفعني للإتصال عليه أسأله و كأنني لا أعلم أنهُ غير موجود
سألتُه كيف العمل معك يا سمحي فأجاب بثقة كعادتهِ أنه بخير و أن كل شيءٍ على ما يرام
كنتُ سأقولُ لهُ أنتَ كاذب إلا أنه سبقني بقوله أن الدخل سيصلني نهاية الشهر
أي بعد أسبوعين و هذا الشيء جعلني أصبر حتى مضت الأسبوعين وجاءني بالمال
حالما رأيتُ أن المال لازال متوفرًا لم أهتم بشأنِ عدم تسول مبتوري الأيدي ولكن الفضول دفعني لملاحقته
فعندما ابتعد لحقتُه بسيارتي دون درايةٍ منه حتى توقفَ عند فلة فاخرة
حينها زاد استغرابي و زاد طمعي بآنٍ واحد فما كان مني إلا أن أؤكد لسمحي أن رأيتهُ
حينها وعدني سمحي أنهُ سيعطني ضعفَ الدخل شرطَ أني لا أحادث أهل المنزل و لا أتدخل و كأني لم أرَ المنزل
وافقتُ و عدتُ من حيثُ ما أتيت
بعدها بفترةٍ قصيرة قال سمحي أنه سيسافرُ للخارج و قال لي أن رجلاً آخر سيعطني المال
و أن لا أتدخل و لا أتحدث مع الرجل فقط أأخذ المال و أنا صامت وافقت
و لكن للمرةِ الثانية لم أثق و دفعني الفضول لملاحقةِ الرجل حتى رأيتُه يدخل لمنزلٍ آخر
و أنا أعتقدُ أنهم هم تجارَ المخدرات الذين يبحثون عنهم أعضاء المركز العسكري
أتذكرُ اليوم الذي جاءني بهِ الكاسر يسألني هل أعرف سمحي أم لا
حينها أستغربتُ كثيرًا سؤالهُ لي و بما قد يكون سمحي متهم فإن كان متهمًا بقضيةِ البتر فأنا أيضًا متهم فكيف للكاسرِ أن يسألني !
و لكن اليوم اتضحت الخفايا و اتضح سبب حرصَ سمحي بأن لا أختلط بسكانِ المنزل
و أنا أعتقدُ أن مبتوري الأيدي معتقلين عندهم
ذكرتُ للملازمٍ أحمد عنوان المنزلِ تفصيلاً بلا أي ترددٍ أو كذب
و ذكرتُ لهُ عن مجموعة أخرى من مبتوري الأيدي يعملون بأماكن أخرى و يُراقبهم رجلٌ آخر
إلا أنهم حولوا هذا التحقيق لقسمٍ آخر فهو لا يختص بالمركز العسكري للمخدرات
هذا يوم الحساب
و يوم تحليقِ مبتوري الأيدي بالكون
كونوا طيورًا حرة و اغفروا لي ما اقترفت يداي .



***


بعد صلاةِ الظهر , نزلتُ للأسفل و ما وجدتُ بالصالةِ سوى مارسة تجلسُ على الكنب و تُقلب صفحاتِ مجلةٍ بيدها
ألقيتُ التحية و جلستُ مقابلها على الكنب و ما أن رأتني حتى وضعت يدها على بطنها
و بثغرها ابتسامةُ سخرية و شيئًا ما يعني أني عقيمٌ لا تُنجب
حينها نظرتُ لها بقهر و وضعتُ يدي فوق بطني و أنا أرد ابتسامتها الساخرة
رفعت حاجبها بإستغرابٍ منها
حينها اتسعت ابتسامتي و أنا أطوقُ بطني بتملك و أحركُ رأسي ايجابًا ناطقة : أنا حامل
للحظةِ الأولى نظرت لي بغرابة و ما أن استوعبت حتى اكفهر وجهها ونطقت بلا نفس : مبارك عليك
رددتُ عليها : الله يبارك فيكِ .
قلتُ الله يبارك فيك رغمَ أني أعرف أن طفلي جاء بالاختلاط
رغمَ أني أعرف أن ناجي غير راضي و يُحاول اقناعي بالاجهاض و قد يجبرني
ولكني كنتُ بحاجة للإفصاح بحاجة لهذهِ الطقوس التي لا طالما تمنيتها
و حينما جاءت جاءتني بطريقةٍ خاطئة لا يرضاها اللهُ عزوجل
لا يهم , الأهمُ أن أعيش شعور الأمومة لأول مرة بحياتي حتى و إن كان ناجي غير راضي
وقد يؤول بنا الحال للطلاق و بعدها ستكون هذهِ المرة هي الأولى و الأخيرة بآنٍ واحد
يئستُ من ناجي , و ليس بي أي بصيصِ أمل يدفعني للإيمان أن يأتيني طفلاً منه
لذلك سأرضى بما أعطاني الله إياه و سيكبر تحت مرأى عيني
و سأعيشُ شعور الأمومة بكل مراحله و لن يهمني بدنياي إلا هو و حسب
تعال يا طفلي و اسعد قلب والدتك بمجيئك فقد صبرت كثيرًا حتى تجيء و تضيء لها الدنيا نورًا و ضياءً .


***

جلستُ طيلةَ النهار بالسوبر ماركت لا أخرجُ منه إلا لآداءِ الصلاة و من ثم أعودُ إليهِ تارةً أخرى
فقد حاولتُ كثيرًا أن أرآه ولكني لم أستطع أما الآن فأنا على إصرارٍ تامٍ لمقابلتهِ
يكفي قد أضعتُ سنيني بمنزلِ غزال و هي تراقبني و تمنعني من الخروج و كأنني فتاةً لا رجل عليهِ القوامة
حرصها الدائم يؤكدُ أن لي ماضي هي تعرفه و تحاول اخفاءه و تعلقي بالخاتم الذي يحتضنُ أصابع السائق أحمد يوثق لي أن لي ماضي عريق معه
و طردها لهُ رغم أنه سائقٌ مخلص يؤكد الماضي الذي بيننا و الذي حان الوقت لكشفه
فقد طردتني من منزلها و كأني لم أكن خاتم بإصبعها خلال كل هذهِ السنين
لذلك عليّ أن أعرف الماضي لكني لن أبتعد من حياتها دون أن أخرج بشيء
لابد أن تكافئني على سنين صبري عليها مكافأةً مالية عالية
و ها أنا أعودُ للسوبر ماركت تاةً أخرى بعد آداءِ صلاةِ المغرب بالمسجد
كنتُ أقف بجانب الباب بإنتظار البائع أن يفتح المحل
إلا أن صوتًا أعرفهُ و أبحثُ عنهُ ناداني من خلفي : أستاذ جلال
ألتفتُ للوراء فإذا بي أرآه السائق أحمد ابتسمتُ بسعادة و أنا أتقدم بإتجاهه و هو يتقدمُ بإتجاهي
مددتُ يدي أسلمُ عليه ومن ثم قلت : أبيك يا أحمد بكلمة رآس
حرك راسهُ إيجابًا و ابتسم قائلاً : و أخيرًا استقريت على أحمد دايم تلخبط يوم تناديني محمد يوم أحمد
رددتُ لهُ الابتسامة و مشينا بإتجاه سيارته التاكسي
جلستُ و أغلقتُ الباب من ورائي و حرك هو السيارة قائلاً : ايه يا استاذ جلال وش تبيني فيه ؟ , بياع السوبر له مدة يقول إنك طالبني
بس مدام غزال منعتني أدخل البيت فما قدرت أجيك أعتذر منك يا أستاذ
نظرتُ لهُ مبتسمًا و أنا أرفعُ يدي التي تحتضنُ الخاتم : جايك ابغى أجلس معك و نحاول نفهم ماضينا شكله له علاقة ببعض دام إنك متعلق بالخاتم
و أنا متعلق فيه لدرجة إني نسخته منك و غزال طردتك كأنها ما تبيني أعرف بالماضي منك


*


كان يتحدث و يتحدث ولا أدري ما يقول أو عن أي شيء يتحدث هذه الإبتسامة هذه النظرة
التي مازاد حولها غير تجاعيد العجز كلها تعود للوراء


*


خرج من دورة المياه و وقف عند المغسلة المجاورة لي على تلك المغسلة بنية اللون ذاتها المتواجدة بمنزل ماهر
نعم منزل ماهر زوج غزال السابق هذا المنزل ذاته متأكدٌ بأنهُ هو وكيف لي أن أخطأ بهِ و أنا أعمل سائقًا للمنزل منذُ سنين طوال
وكم من مرةٍ دخلتُه حينما تتطلب الخادمات صيانةً للمنزل أدخل لأرى ما العطل و من ثم أنادي مختصين للإصلاح
كان يقفُ بجانب المغسلة بشبابه يرفع كُمّ الثوب لأعلى و يخلع الخاتم ذو الرموز ليتوضأ
و أنا أقف بجاوره أنظرُ لذاتي بالمرآة نعم هذا أنا لم أختلف عن الماضي سوى أني كبرتُ بالعمر
و من ثم استقرت عيناي على خاتمه بينما هو يتحدثُ معي : الله يفرج همنا يا هزاع إن شاء الله اليوم نمسك بالشحنة و نرتاح الله يسهلها .
جاءنا صوت ماهر مناديًا : ابو اصلان تعال شوي الله يرضى عليك
رددتُ على أرض الواقع بلا درايةٍ مني و بصوتٍ خافت : أبو أصلان !
بينما كانت عينا جلال مصوبة بإتجاهي متسائلاً وهو الذي كان يتحدث و أنا قاطعته : وش قلت يا أحمد ؟
حركتُ رأسي بالرفض و أنا أشعرُ بصداعٍ شديد
و ذاكرتي متأرجحة مابين زمنين
إذًا اسمي هزاع و اسمه أبو أصلان

مددتُ يدي و أمسكتُ بالخاتم أدخلتُه بجيبِ ثوبي
و توجهتُ نحو المسجد أتقدمهم الخطى و هم من ورائي يتحدثون و يبدو أن ابو أصلان قد نسيّ خاتمه
فركتُ جبيني بشدة و أنا أغمضُ عيناي و أعود لأفتحها و أنظر لما حولي
إلا أني استيقظتُ على صوتُه مناديًا : أحمد وينك يا رجال إنت مسرح و أنا أتكلم لي ساعة حتى الطريق مضيع فيه
نظرتُ للطريق من أمامنا معتذرًا : معليش مصدع شوي عتذر منك أساذ جلال .
هل أخدمه و أقصُ لهُ الأقصوصة التي ترآها عيناي و لا ترآها عيناه أم أصمت
أرى أن الصمت أفضل فلماذا بالماضي سرقتُ الخاتم منه ولم أعدهُ لهُ
سأصمت حتى أستقر على ذكرى مناسبة و حينما أتيقنُ عن ماهية العلاقة بيننا آنذاك
سأقررُ إن كان عليّ الإفصاح أم الصمت افضلُ لكلانا .



***

الساعة السابعة مساءً , وصلنا حيثُ المنزل المنشود الذي وصفه حمدان لنا
فلة متوسطة الحجم بمنطقة نائية
توقفنا قرابة المنزل ولكن بمسافة ليست بقصيرة و قد كانت سيارتنا بلا صوت
فإن فتحنا صوت الدورية سيعلمون أننا ها هنا و يهربون
ترجلنا من السيارة و قد كنا نقاربُ الاثنا عشر رجلاً
مضينا حيثُ المنزل بهدوء انقسامنا لأربعِ مجموعات
ثلاثة بالجانبِ الأيمن من المنزل و ثلاثة بالجانبِ الأيسر و ثلاثة من الأمام و الباقي من الخلف
تحدثتُ عبر المكبر : المنزل محاصر من جميع الاتجاهات , المنزل محاصر من جميع الاتجاهات
ومن ثم ظهرت صوت دوريات الشرطة

*

أما بداخل المنزل كانت هناك انتفاضتان انتفاضةُ هلع و انتفاضةُ فرح
كيف لهم ألا يهلعوا و هم لم يتوقعوا ولو لبرهة أن مكانهم سيكُشف و الأدهى من ذلك بعد أن زُج النقيب الكاسر بالسجن
اي أنهم تناسوا أمر الخوف و الحرص من رجال الشرطة لأن خصمهم الأكبر لم يعد حولهم
أما انتفاضة الفرح فقد كانت بمبتوري الأيدي الذين ما أن سمعوا صوت الدوريات و المكبر حتى تقافزوا فرحًا
و هزيم ينظرُ لهم بإبتسامةً متسعة بحكم أنهُ الأكبرُ عمرًا بينهم يشعر بالمسؤولية اتجاههم يشعرُ أنه والدهم
سعادتهم من أولى أولوياته , قعد كثيرًا ينتظرُ مجيء أغيد إلا أنه لم يجيء ولكن استطاع التصرف أخيرًا
على الجانبِ الآخر كانوا يبحثون عن منفذ قال أحدهم بصوتٍ عالٍ مضطرب : كل واحد يروح بإتجاه والمكان المفتوح نادونا عليه
و كل واحد منهم بجيبِ بنطاله مسدس
إلا أن كل المكان محاصر و لا منفذ لهم
كان رجال الشرطة يدفعون الأبواب بقوة بهدف كسره و ما انكسر معهم إلا بابًا واحد
دخل الثلاثة الذين كانوا يقفون عند الباب للداخل و أيديهم تمسكُ بالأسلحة و رؤوا أحد مروجي المخدرات يبتعدُ عنهم و هو يرفع السلاح
تجمعوا حوله يهددونه بترك السلاح و غزى ثلاثة آخرين من رجال الشرطة المنزل بينما بقيّ ستة بالخارج
استطاعوا القبض على جميع المروجين
خرج الستة ضباط قابضين على المروجين و دخل الستة الذين كانوا بالخارج
يبحثون بكل حجرةٍ بالمنزل إن كان هناك من يختبأ و يبحثون عن مبتوري الأيدي
صعودًا و نزولاً بالطابقين حتى القبو و ما أن اقتربوا من القبو حتى سمعوا الأصوات المتفاوتة العالية التي تطلبُ الحرية
تطلبُ السعادة والفرح قلوب تشتاقُ للمشي على أرضِ الله الواسعة تشتاقُ للحنان تشتاقُ للتحليق و التغريد
فُتح الباب و فُتحت معه أبواب الفرج
صبروا و ما بعد الصبر إلا الفرج
تألموا و بكوا
فقدوا آباؤهم
عاشوا يتامى
بكوا حنان الأم
انتحبوا عطف الأب
اشتاقوا للأخ
و للعُبة تؤنسهم
لم يجدوا السعادة و لا الوالدين
و لا حتى الأخ أو اللُعبة
بُترت أيديهم
مدوا أيديهم شحذة
تسولوا ارتدوا أردى الثياب
نكسوا رؤوسهم أرضًا
تشتتوا بطفولتهم
حبسوا بمراهقتهم
لــكنهم لم يفقدوا الأمل
قالوا الله يقول كُن فيكون
فقال الله كُن فكان ما أمر أن يكون
ابتسم الضُباط سعادةً لسعادةِ مبتوري الأيدي
فقد كانت وجوههم تظهر من السعادة الكم الهائل
عيناهم تبتسم و أسنانهم تظهر بأكملها
ما أن لآمست أيديهم الأرض حتى سجدوا سجدةَ شكرٍ لله
من أولهم لآخرهم
من يتألم بدنياه هو أكثر من يشكر الله
هم يشكروا الله على الحرية
و من كان حرًا طليقًا لم يستشعر نعمةَالحرية .


***


حالما دخلتُ المنزل وجدتُ مارسة تجلسُ في الصالة كعادتها ألقيتُ عليها التحية
و كنتُ سأصعد الدرج إلا أنها استوقفتني مُنادية : ناجي
توقفتُ عن الحركة و أنا أعطيها ظهري و بهدوء : نعم يا مره أبوي
قالت بصوتٍ محتقن بالحقد و الحسد : مبارك عليك
رفعتُ حاجبي بإستغراب و إلتفتُ بإتجاهها و بتساؤل : على ؟
عقدت حاجبها و اتسعت ابتسامتها : شكل زوجتك مسويتلك مفآجأة و أنا خربت عليها
قبضتُ على يدي و أنا أغمضُ عيني كأني فهمت و كم أتمنى أن ما فهمتُه خاطىء
إلا أن صوتًها و هي تنزلُ من آخر درجة قائلة : مبارك علينا بمناسبة إني حامل يا ناجي
نظرتُ لها بقهر كيف لها أن تُفصح عن حملها
و أنا الذي أرسمُ خططي للسفر حتى تجهض الجنين و هي هنا تحتفلُ بهِ !
أين عقلها عنها كيف لها أن ترضى بطفلٍ ليس لنا !
تقدمتُ بخطواتي نحوها و أنا أقبضُ بيدي على ذراعها و أصعدُ بها الدرج همست لي بصوتٍ خافت تخافُ أن تسمعها مارسة : ما ابي اطلع بقعد تحت
خليني أنزل تريقتها عليّ من عيونها .
رصصتُ على أسناني بشدة أين أنا و أين هيّ عني
حاولتُ أن تنتصل و تبتعد عني إلا أن زدتُ من القبضِ عليها حتى أصبحنا بالأعلى بآخرِ درجة
كنتُ أقبضُ على ذراعها وهي أمامي تعطي الدرج ظهرها بينما أنا أعطي الدرج عيناي
هززتُها من كتفها و بغضب : إنت مجنونة كيف تقوليلها إنك حامل و هالحمل لازم ينزل
حركت رأسها بالرفض و هي تحاول الإفلات : اففففف ابعد و هالبيبي ما بينزل قلتها لك و برجع أقولها بولده بالسلامة و بربيه و إنت إذا
ما تبيه فأنا ما أبيك طلقني و ريحني من همك و قرفك .
هززتُها بقوة بينما هي سحبت يدها بقوة مني
و بلمحةِ بصر لم أسمع سوى صرخة هزت المنزل بأكمله
تدحرجت من أعلى الدرج لأسفله
تقلبت بالدرج درجةً فدرجة و أنا أقف كالصنم لا أعي و لا أفهم
و بقعة دمٍ كبيرة كانت حولها
و مارسة تقف أمامها بالأسفل و تفتحُ فمها لهولِ الصدمة ..


***





إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 30-03-16, 08:49 PM   المشاركة رقم: 394
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259797
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: دهن عود قديم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دهن عود قديم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

ياسلاااام منوووورة يالشجية بدت العقد تنحل .فرحت لمبتوري الأيدي. قصة مي محيرة. أبو أصلان وهزاع بدت تتفكك احجيتهم. وحمدااان يستااااهل .بعد انا طماعة ياليت تنزل أجزاء زيادة .جد اشتقنا للأبطال واشتقنا لقلمك الرائع والراقي

 
 

 

عرض البوم صور دهن عود قديم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 02:05 PM   المشاركة رقم: 395
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي

 

رواية رائعة جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 10:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية