المنتدى :
المنتدى الاسلامي
مريم بنت عمران عليها السلام الجزء الثالث من سلسلة سيدات فى القرآن
ازيكم جميعا آل ليلاس الكرام موعدنا اليوم مع الجزء الثالث من سيدات خالدات فى القرآن والسنة
مريم بنت عمران عليها السلام
مريم بنت عمران البتول العذراء هي أم نبي الله وكلمته عيسي –عليهما السلام , وقصتها تنبع من معجزة عيسى الذي ولد منها من غير أب وكانت من أهل الورع والتقوي ولقد أثني عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أثني علي امرأة فرعون فقال:
"أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون" صحيح )- انظر حديث رقم : 1135 في صحيح الجامع .
ولأن قصة ميلادها لعيسي عليه السلام معجزة ربانية فمن الجدير بنا ان نتدبر قصتها من البداية وهاهي والله المستعان .
امرأة عمران تنذر ما في بطنها لبيت المقدس:
امرأة عمران هي أم مريم وقد نذرت لله أن رزقها الله بولد أن تجعله في خدمة بيت المقدس ولكن حدث ما أوقعها في حيرة !!
قال تعالى وهو أصدق القائلين : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)– أل عمران
يبين لنا الحافظ بن كثير في تفسيره قصتها فيقول: كان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم " أشياع " في قول الجمهور وقيل زوج خالتها " أشياع " فالله أعلم وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أن أمر مريم كانت لا تحبل فرأت يوما طائرا يزق فرخا له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في بيت المقدس قالوا : فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام { فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت } وقرئ بضم التاء { وليس الذكر كالأنثى } أي في خدمة بيت المقدس وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من أولادهم وقولها : { وإني سميتها مريم } استدل به على تسمية المولود يوم يولد..ثم قال وقولها : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها. وقوله : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا } ذكر كثير من الفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خرقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها.
كفالة زكريا لمريم –عليهما السلام:
عندما أصبح كفالة مريم من نصيب زكريا- عليهما السلام- قام براعيتها ولما اشتد عودها جعل لها محراباً لا يدخله أحد غيره ومع ذلك كان يدهشة مايجده عندها من طعام ورزق!!
قال تعالي "...وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "
قال ابن كثير ما مختصره:
قال المفسرون : اتخذ لها زكريا مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقا غريبا في غير أوانه فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها { أنى لك هذا } فتقول : { هو من عند الله } أي رزق رزقنيه الله { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }
|