استغلت لوقت في التجول في أنحاء المنزل فهي لم تحظى بالتعرف عليه لم تكن تملك الوقت لذلك كانت تحاول جاهدة ان لا تلتقي به
كان المنزل كما توقعت بسيط الا انه لا يخلو من الأناقة مرفقاته عصرية غلب على لونها الذهبي والعاجي اما اخشابة فكانت من الزان والصنوبر
ما فاجاها هو دخولها مكتبه الرجرلي بامتياز وغلب عليه اللون البني إلهادىء لكن ان ترى صورة لزفافهما في إطار ذهبي تحتل واجهته هذا الذي لم تجد له تفسير أتراه تعمد ذلك ....
تابعت تجولها حتى وصلت غرفته المتصلة بغرفة دايمون من جهة بينما غرفتها من الجهة الاخرى اللون الأزرق طغى عليها كما طغى اللون الوردي على غرفتها ما ان دخلت خطوة حتى توقفت رائحته كان تغزو حواسها كل شيء في هذه الغرفة عبق بوجوده
سرعان ما أتى موعد العشاء كانت قد اطمأنت على نوم دايمون و زارت المطبخ العصري الذي رحبت باستقبالها فيه مدبرة المنزل الخادمة المساعدة
هناك طاقم من الخدم في هذا المنزل فكرت ايفي خادمة خاصة بدايمون وخادمتين لغرف النوم اثنتان للطابق السفلي ومدبرة ومساعدة للمطبخ سائس للاسطبل و مسؤول عن الحديقة وبواب وسائق لا عجب إذن ان لا ينقص شيء ابتسمت بود للعاملين الذي ردوا عليها برسمية ان سنوات العمل والتدريب تجعلهم محتفظين مع أرباب عملهم دخلت غرفة المائدة الكبيرة كانت موحشة لم ترها بهذا الحجم في حضوره كان وجوده يملأ المكان نهرت ايفي نفسها بقسوة ما بالها أليس هذا ما ارادته ان يبتعدا
بكسل انها وجبتها وتوجهت لغرفتها سانام بعمق فكرت ايفي يومان فقط تعود الى جدها وعملها سيخرج دافيد من حياتها
هناك شيء جعلها تنتبه من نومها انها اول تباشير الفجر الذي بدا يلوح
"هل أزعجت عزيزتي "صوته جعلها تنتفض فعليا
"ما الذي تفعله هنا اين دافيد "
"انا هنا حبيبتي...اه ..بالطبع الإن ستقولين جملتك المفضلة اني اقصد دافيد الكلب أليس كذلك "
"اخرج من غرفتي وإلا جعلته يهاجمك "
"لا أظن انه يغط في نوم عميق ولن يستيقظ الأبعد ساعات طويلة"
"هل خدرته"
"ليس تمام انه منوم بسيط"
"كيف استطعت "قالت بغضب
"لا داعي لكل هذا انه بخير أطمئنك لقد حصلت عليه بوصفة طبية بيطرية والآن سيمكننا ان نتحدث دون مقاطعة "
"انا لا اريد ان أحدثك ولا حتى ان استمع لك "
مع الأسف انت مضطرة لذلك ايفي ستسمعيني الى النهاية "
أوقف اعتراضها "انه حقي ايفي من العدل ان أقول لك ما بنفسي وانت إنسانة عادلة "
زفرت بضيق "حسنا لكن باختصار"
"سأبذل جهدي قال باسما سأبدأ من البداية من فتى نشا في بيت يملأه الحب والاهتمام والرعاية .....

كان والدي محبين ولكن كوني طفلا وحيدا جعلهم يبالغون في إعطائي هذا الحب لقد تعودت على الأخذ لا العطاء لكن عندما كبرت وعرفت مناما وما حدث من جدي ملاهي هذا بالمرار ونظرات الآخرين لي جعلتني اشعر بالنبذ فما كان مني سوى الشعور بالبغض والحقد على الجميع ...احببت مرة عندما كنت في الجامعة وقتها كان ما يزال في قلبي بعض الإيمان لكنها لم تكن افضل من غيرها لقد عززت لدي مشاعر الكره رأيت ان الحب لا يسبب سوى الألم لقد عاصرت حزن والدي ونبذهما بسبب حبهما ثم بنذي انا أيضاً قررت ان لا احب أبدا الا اسمح لهذه المشاعر بان تطغى علي
ثم أتيت انت منذ رأيتك كان هناك شيئا مميزا فيك ظننت في البداية انها رغبة لكن لا ملما كنت اقترب منك كنت أتوق إليك اكثر وهذا ما أزعجني فأنا لا اريد لتلك المشاعر ان تتسلل الى داخلي خصوصا انني كنت أظنك وقتها مجرد نبيلة "
"زرقاء الدم "علقت ايفي "
هز راسه بموافقة "لكن في تلك الليلة ليلتي الاخيرة في قصر جدك عندما اقتربت مني عرفت ما الذي يجعلك جزء من حياتي وعقلي عرفت انني احبك وإنني مهما كنت نظرا لرأيي فيك وقتها فأنا احبك وسافعل اي شيء لإجعلك تنسين غاسبار خططت للطريق التي ساصارحك بها بحبي وحلمت ان يأتي الصباح لاعترف لك واعدك لكنك وقتها انهمرت دمعه باردة انسابت على خدها
"لا ايفي لا تبكي انا لا ألومك لم أكن اعرف ان هناك حبا بهذا العمق اي قلب تملكين ايفي لتكوني بكل هذه الطيبة "
"انا بلا قلب "قالت بصوت باكي "
"بل انت تملكين ارق وأجمل قلب حاولت ان ابتعد ان أنساك لكني كنت ببساطة اعذب نفسي بلا طائل عدت ..لا يمكنك ان تعرفي بما شعرت في المشفى أردت ان احط وجه غاسبار ان اضرب جدك على راسه العنيد لما لم تخبريني لما عرضت نفسك لكل هذا الألم "
كانت تتابع حديثه لا تصدق انه يعترف لها بحبه لا يمكنها ان تنكر الصدق في صوته ونظراته الرقيقة
"لم أرد ان أعطي نفسي أمل لم أرد ان تتعذب انت من بعدي كان اسهل ان تفقدني وانت تكرهني ...."
قاطعها "يا التي هل تظني ان بمقدوري ان اكرههك ايفي ابتعدت عنك حاولت الانغماس بالعمل عمل علاقات كانت كلها فاشلة لم اخنك يوما كان الامر ينتهي قبل ان يبدأ ايفي صورتك كانت دائماً تحتل راسي وكأنك مرسومة على جفني لا أغلق عيني حتى تتراءى أمامي ماذا افعل لإجعلك تثقين بي بحبي لك "
"قل لي انك تعرفني تفهمني ..."
"انا احبك قاطعها مقتربا منها "احبك أطلبك ماانت وكيفما كنت احبك اريد أبقى باقي عمري معك فقط اثبت لك كل يوم ان حبك يكبر ويكبر حتى انني اغرق فيه بسعادة "
كانت تبكي سعادة حتى في اجمل أحلامها لم يكن دافيد بهذه الرقة راسها المحني وشعرها الذي غطى ملامحه كانا كستار حرمان بالنسبة له يريد ان يقترب منها يأخذ وجهها العزيز بين يديه لكن لا لن يستعجل الامر
رفعت راسها تنظر اليه كان في عينها اللامع بالدمع رسالة تقول له ما اراد ان يسمع رآها تفتح ذراعها ما ذا يريد اكثر اخيراً ها هي تفتحت قلبها له
كاد يجن ليحصل على هذه اللحظة لحظة ان تكون ايفي بين يديه وهذه المرة بحب من كليهما لا غموض ولا اسرار بينهما فقط حبهما
مسيل جارف اجتاحتهما مشاعر الشوق شوق ليغمرا بعضهما ليرسم كل منهما ملامح الاخر على باب قلبه ليس بينهما أخذ او عطاء كان الامر غرق لكليهما
النوم نعمة وراحة لكن ان تنام وانت تملك احب ما لك في الكون ثم تفيق وتراه بين يديك فهذا النعيم
فتحت عينها بكسل لتراه ينظر اليها بثبات لم تمنع الاحمرار خجلا من ان يغزو ملامحها
أبعدت نظرها عنه لكنه سرعان ما أمسك وجهها بين يديه ليركز نظره في عينها
"هل تذكرين ليلة زفافنا "
هزت راسها موافقة غير قادرة على الكلام
"أردت ان أقول لك انك قدمتي لي اجمل ما في الكون نقاءك لكني وقتها كنت أحمقا أتساءل محاولا ان افهم ما يدور حولي ثم ألقي بالسؤال في مؤخرة عقلي ...هل تذكري عندما اهديتك قلب المحيط قلت وقتها عنك انك غادرة غامضة "
"كان هذا في الماضي دافيد "قاطعته لا تريدين او تتذكر فقط ستعيش الحاضر والمستقبل الذي بدا يزهر بوجوده معها
"لا ايفي لم أكن أعرفك وقته الى احاول حتى اما الان اريد ان أعطيك شيئا خرج من السرير ليحضر العلبة المخملية
"انها لك "
فتحتها لتنظر بدهشة القلادة المتربعة داخلها كانت في غاية الجمال زهرة ندية بلون البنفسج واللؤلؤ زين إطارها المعيني
"انها زهرة السوسن زهرة عطرية يسمونها العنيدة لانها تنمو في أقسى الظروف حتى انها تشق الصخر لتخرج وتبقى صامدة في الريح والحرارة حتى تسقط أوراقها ولكن ساقها يبقى صامدا حتى يجف وعندها ي لا تموت بل تكون عقدة عطرية في جذرها يستخدموه لتصنيع العطور والى جانبها تنمو بوصلية صغيرة تهب الحياة لنبته جديدة هي مثلك ايفي عنيدة شامخة تكبر شاقة كل المصاعب مانحة الحب والعطاء لكل من حولها هل ستقبليها مني "
كانت كلماته تغزف لحنا في سمعها ما يقول مليء بالحب والتفهم هل هي قوية ومعطاءه في نظره هل هذا ما يقوله "هل تراني حقاً مثلها "قالت بهمس مختنق تأثرا
"بل هي مثلك ايفي لن اعرف كائنا طيبا معطاءا ونبيا مثلك والاهم انني لن احب شخصا كما احبك فحبيت لك ليس احساس يظهر في لحظات انه حياة ستغمرنا معا وضعت يدها على عنقه تقربه منها سامحة لمشاعرها ان تتحدث عنها
كان عناقهما بطعم الود رقيق ناعم ودافء يشي بعمق شوقهما
أبعدت راسها عنه شاعرا بالحرمان نظر له
"اريد ان أقول لك شيئا ... عندما طلبت منك ان لا تقع في حبي ..انا لم ازدك ان تتعذب مثل ابي عندما خدعتك بخصوص غاسبار ..."
"هششش اعرف ايفي لقد فهمت انت أردتتي ان اكرهك ومع ذلك كنت وقتها اغرق بحبك اكثر وأكثر "
"لكنك وقتها قلت ..أنك قد تحب كاس عصير اكثر مني "
ضحك بصخب
"هل قلت هذا حقاً هزت راسها انت لست كاس عصير انت عض على شفتيه كانه يفكر بعمق انت كايس كريم رقيقة هشة وناعمة تذوبين في الفم ناشرة شعورا بالهجة كان مستمتعا بكل كلمة قالها كانه يتذوقها فعليا
ابتسمت ايفي هي ترى تعابير الرضى على وجهه "باي نكهة "
"انت بكل النكهات "قال بشكل قاطع
فتحت فمها لتتابع "لا ليس وقت الكلام هناك نكهة ما لم اميزها جيدا بالأمس أظن ان علي التأكد وقبل ان تقول شيء كان يسحبها لعالم اخر خاص بهما وحدهما
0000000000000
كان الجو بارد وقف وجدها شارل في الممر ينتظران وانضم إليهما غاسبار ورينا
أعلن غاسبار "كان يحب ان تأجلا الامر قليلا لم يمضي وقتا على جراحتها "
نظر اليه دافيد في سابق كان قد يحطم له وجهه اما الان فهو ينظر له بابتسام وود"غاسبار دعمها بزيدان نسل هذه العائلة فنحن سننقرض بسبب قلة الإنجاب "
قال شارل مدافعا "ثم انا فخور بعائلته الآخذة بالنمو "
"لكن انا أقول من اجل صحتها "
"لا تقلق انا اهتم بها جيدا "أوضح دافيد وهو يرى الطبيب الذي خرج من الغرفة والممرضة التي تبعته تحمل الجسد الصغير بين يدها كان شعره بني غامق وفتح عينيه الصغيرة الزرقاء ينظر للرجوه التي تحققت حوله
"انه بشبهم تماماً "قال رينا لدافيد
الذي ابتسم مبتعدا داخل الغرفة ليطمئن على ساحرته التي لا تنفك تهبه أسبابا جديدة للسعادة
كانت تتنفس بهدوء اكثر الان متمسكة بقلادتها التي أهداها إياها كأنها تستمد منها القوة
"تقدم يمسك يدها ويقلبها @هل انت بخير "
"تماماً خصوصا الان "
"لما لم توافقي على حضوري الولادة "
"لان الامر سيكون صعبا علي التركيز في ولادة طفلي وب جودك سيكون هذا مستحيلا لأنني لن اركز في أخد غيرك "
ابتسم بحب لها يعلن انها لم ترده ان يراها وهي تتألم خوفا عليه
ماذا يفعل بها ماذا يفعل بهذه الروح التي أعادت لقلبه الحياة وليست اي حياك انها حياة سعيدة مليئة بالحب الذي ينطق بحكايتهما حكاية روح

البدايييييييييييييييييييييية

كل عام وانتم بخير

وعساكم من عوادة

حكايتنا انتهت اتمنى ان تتمتعوا بها

وسامحوني على التقصير \

غنوجة اعتذر وبشدة لاني لم اتمكن من ارسال الفصل لك ان شاء الله اعوض عنها بالمنبوذ
لكن للاسف الامر كان خارج يدي بسبب النت

سعيدة بلرحلتي معكم وشاكرة وجودكم دعكم لي

ودمتم

مبروك سوسنتى بنهاية الرواية منحتى ايفى و ديفيد حياة جديدة
استمتعت كتير بمتابعة احداث الرواية
كل سنه و انتى طيبة و ينعاد عليك الشهر الفضيل بالخير

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 8 والزوار 0)
‏زهرة سوداء, ‏عقيلان, ‏سيمفونية الحنين, ‏amen deta, ‏bobababito, ‏عمر همس الدموع, ‏انستزيا, ‏همس الحبيب+



منورييييييييييين