كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 405 - في قلب النار - كاي ثورب ( الفصل السابع )
لم تحاول المرأة التي وقفت خلفه ان تعانقها، وكانت ملامحها الرائعة لا تعبر عن شيء.
قالت شيئاً بالبرتغالية جعل لويس يقطب قبل ان يقول:
- كارين لا تعرف البرتغالية، علينا جميعاً ان نتكلم الإنكليزية اثناء وجودها.منتديات ليلاس
فقالت كارين:
- اريد ان اتعلم اللغة.
فقال وهو يبتسم لها وحدها:
- وستتعلمينها في الوقت المناسب لدينا الحياة بطولها.
حياة بطولها في بلاد تكاد لا تعرف عنها شيئا، ورجل تعرف عنه القليل.
عادت معنوياتها ترتفع في غرفة النوم عندما عانقها لويس مرحباً بها في بيته بطريقته الخاصة، وحدثت نفسها بأن هذا هو الأهم.
***
تعلقت بهذه الفكرة في الايام القليلة التي تلت، ولم يكن سهلاً ابداً ان تعتاد نمط حياة مخالف تماماً لما اعتادته ، وكانت احياناً تشعر بالحنين الى الوطن.
كان للمزرعة مديرها ولم يكن لويس بحاجة الى ان يتدخل بنفسه، لكنه اعتاد ان يستقل السيارة مع غيره من الرجال، ليقوم بجولة عليها ويمد العون للعمال، وعندما سألته كارين عنا إذا كان هذا ضرورياً، اجاب:
- انا استمتع بذلك، انه يشعرني بالإشباع ، بنوع مختلف من الإشباع .
وعندما رأى التعبير الذي ارتسم على ملامحها سارع يقول:
- من دون مقارنة.
فقالت محاولة ان تبدو عقلانية:
- ارجو ألا يكون كذلك.
ضحك وضمها اليه:
- وكأن هناك مايمكن مقارنته بك!
ورأت انها مازالت جزءاً من حياته وليس حياته كلها، كان محور حياتها في مدينة ريو دي جنيرو، ماأعماها عن أي شيء آخر، لكنها هنا في غوافادا ، بدأت تدرك عظم الخطوة التي خطتها حيت تركت بلادها لكي تعيش حياة غريبة تماماً عنها مع رجل تكاد لا تعرفه.. كان هذا جنوناً كلياً.منتديات ليلاس
لكن هذا لا يعني ان المشاعر التي اثارها فيها اصبحت اقل عنفاً ، فيكفي ان ينظر اليها بتلك العيني السوداوين المتألقتين لتصبح كتلة من لهب، كان سهلاً عليها وهي بين ذراعيه ان تقنع نفسها بأن مجرد وجودها معه يستحق كل تضحية ، ففيه كل ماكانت تتمناه.
لكن ميله الى تأكيد سيطرته الذكورية كان يزعجها، قبولها عرضه ان يعلمها القيادة بنفسه بدلاً من ان تتلقى الدروس في المدرسة ، لم يكن بالقرار الصائب .
قالت ذات مرة بعد ان دار بينهما جدل حاد ، محاولة ان تضيف الى كلماتها شيئاً من الدعابة :
- قرأت مرة ان دروس القيادة يادة تنذر بتحطيم الزواج .
لم يعجبه كلامها فقال مهدداً:
- إدعني بما دعوتني به لتوك مرة اخرى فيتحطم زواجنا بكل تأكيد، انا لست احد رجال بلدك الضعفاء.
اوشكت ان تقول إنها ليست احدى نساء بلده اللواتي لا يحترمهن الرجال، لكنها كبحت ذلك، فهي لم تقابل بعد تلك المرأة الضعيقة كما عليها ان تعترف بأن لديه سبباً للتذمر من الكلمة المهينة التي استملتها لتوها فقالت تسترضيه:
- لقد فقدت اعصابي للحظة.
فأجاب وعيناه مازالتا تشعان غضباً:
- عليك إذن ان تتعلمي كيف تحافظين عليها.
وعادت روح الدعابة لتنقذها مرة اخرى، فأسبلت اهدابها وقالت بتواضع ساخر:
- اتوسل اليك ان تسامحني.
لم تسمع اي جواب، فنظرت اليه من تحت اهدابها لترى شفتيه تلتويان رغماً عنه، ثم قال:
- انت لا تكنين لي أي احترام وعليّ ان اعلمك هذا.
|