لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-14, 07:44 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 14 )

لابُدَّ أن تعودَ ذاتَ يوم .. لابُدَّ أن تعودَ ذاتَ يوم



.
.
.



المــــــــواجهة الـــــــــثالثة

خرج من سريره يجر رجله خلفه ليدخل دورة المياه

يغسل يديه وينظر الى ارهاق وسواد عينيه ووجهه

والسبب معروف ، فمنذ مجيئه لم يسمع خبرا من سعد الذي لم يصله اي جديد !!

بعد ان افترقنا قصرا ، ها انا ابتعد بإرادتي !!

مسافات اوطان بيننا يا اغلى مريم !!

التفت حوله متغضنا بريبة وقلق

فرائحة خطر تعبق في المكان !!

خرج واغلق الباب ويلتفت ليجد ,, صندوق باندورا في انتظاره !!



كل الانفعالات مرت على وجهه من الاستغراب الى الدهشة فالصدمة فالغضب

ليواجه امرأة تقف بكامل زينتها وجمالها

فهي يبدو انها عبرت البحار لتعلن الفتوحات !!

وهو قد تأهّب لإعلان الجهاد

الجهاد ضد مكر الواقفة لاجتياحه !!

والجهاد في حبك يا مريم !!

بفستان ذو لونين ربيعيين اصفر و ابيض يرسم تفاصيل جسد مباح !!،

يكشف عن ساقٍ بيضاء غضة وعن ذراعين مكشوفتين !!

ونحرٍ مزين بعقد لؤلؤ يسترح على صدرها

وشعرها في قصته الجديدة دون ان يفقد طوله

ليسقط حول وجهها الذي بالغت في تزيينه !!

عينيها الخضراوين يحيط بهما السواد الحالك

وحمرة خدود وأحمر شفاه قان و حلق كبير يتدلى من اذنيها !!

أبدا لم يتعود رؤيتها بكل تلك البهرجة الخداعة !

وعطرها الذي لم تفقده في غمرةِ ما فقدت !!

وكعب عال بسلاسل انيقة رفيعة تكشف عن حناء مخضبة رجليها

ومخضبة يديها بنقوش صغيرة جميلة ومغرية في ذالك البياض الناصع

وخلفها تلك الخلفية الزجاجية الخضراء الملونة وجبال شاهقة ونور التماع ضوءٍ تفرق منها خلال تلك الغرفة البيضاء كالكفن تلفه بين طياتها !

استعدت وهو كذالك استعد لها فآخر مرة رآها كانت يوم الحادث !!

فتقفز الى روحه تلك الذكرى المجنونة

.

.

.

هل سمعت يوما احدا يتغنى بإمرأة تجتاحه في لحظات العشق كالزلزال !!

رنة بسيطة على باب شقته الفخمة التي تطل على منظر مبهر لبحيرة المدينة

استغرب من القادم فلا احد يعلم بوجوده هنا !!

يفتح وكله فاقدا لوعيه فهو للتو كان يضع بعض الخطوط الحمراء لروايته الجديدة

فالفكرة وبعض الحوارات والبيئات قد تقافزت الى مخيلته اثناء نومه !!

والان قبل ان يفقد الرغبة عليه ان يدون ما فكر به



فأوراقه وكتبه واقلامه تحن الى لمسة يديه العاشقة لهم !!

يحمد الله انه ابتلاه بعشق آخر بعيدا عن الإناث !

بعيدا عن حب مضى او حب يواجه المجهول !!

الكتابة ليست مهنته فهو قد درس الهندسة التي لا تمت للكتابة بِـــصِلة

ولكنها تمُت بقدراته على الرسم بصلة كبيرة وعميقة

فما يكتبه هي صور ابلغ من كونها كتابات !!

يفتح الباب على مصراعيه ليجدها قد اعطته ظهرها الذي يعرفه جيداً

فتح الباب عابسا متغضن الجبين غير مرحب وفي نفس الوقت حانقا ومستغربا !!

فأبدا اهانتها لن تسكن بين جوارحه المفجوعة بها !!

التفتت بنظرة البرائة التي عرفها منذ نعومة اظفارها ، لا زالت هناك تهدده بعدم فتح ذراعيه

فاجأته بارتمائها في احضانه ، ابعدها بلطف وادخلها واغلق الباب خلفه

منذ سنوات لم يلتقيا

علاقتهما انتهت منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما !!

ولكنها وكأنها لم تكبر فهي كما تركها جميلة وانيقة ورشيقة فقط بعض البروز في جسدها الذي جعلها اكثر جمالا

واعذب اشتهاءاً

ترفرف اهدابها الشقراء تنظر حولها الى مكان ذكراهم البعيدة !!

تنظر بحميمية الى كل تفاصيل هذا المكان الذي غالبا ما جمعهما

والذي كان يوماً مكاناً حقيقياً لتفجير الرغبات المتبادلة

تنظر الى المطبخ الذي يطل على الصالة بلونه العاجي

الى تلك الاريكة الكبيرة التي كان يحتضنها عليها ويغرقها بقبلاته المجنونة

غرفة النوم التي خذلته فيها وكانت تلك النهاية المؤلمة لحب طفولي جنوني

غرقت في الحنين وما عادت تستطيع الرجوع

فحياتها بأكملها توقفت عند هذه النقطة و ذالك اليوم



تنقر بكعبها على الارضية الرخامية وهو ينظر لها بنصف عين لا يدري اي المشاعر يجب ان يغتاله الان

فهو لا يريد كسرها

يعرف هو كيف يعامل امرأة ، هن كشريحة المعامل تعاملها برقة ولا تضغط عليها والا انكسرت نصفين ولن تعد تنفع للاستعمال !!

فقط سوف يؤدبها ولكن يجب معرفة سبب مجيئها اليه

_ هممم هل اعجبكِ ما رأيتِ ؟!!

بنبرة لا تخلو من الاستهزاء والتهجم !



لترد عليه بنفس النبرة الحزينة

_ كل شيء فيك يعجبني !

_ يتأفف و يجلس على الطاولة الصغيرة مربتا على ساقه

_ ما الذي تريدينه يا ياسمين ؟!!

ببحة اصابته في مقتل

_ اردت فقط رؤيتك ، اردت رؤية الماضي الذي ضيعته بتهور !!

اذا هي لا زالت تذكر وتنعى تلك الليلة !

بالنسبة له كانت ليلة الاذلال واهانة الرجولة !!

شملته بنظراتها المشتاقة وقلبها يرفرف في صدرها تكاد ان تسمعه

تريد الامساك به حتى لا يفضحها ويخرج من بين ضلوعها

متفحصة اياه ببجامة نومه الحريرية الزرقاء المفتوحة من الاعلى

ليظهر منها صدره الرجولي

ولحيته النابتة زادته جمالا وعينيه الخضراوين اللتان تقيمانها بروية ..

رغبات دفينة هي التي يقاوما لكبح جماحها !



كتف ذراعيه الى صدره قائلا باستفسار مائلا برأسه قليلا مغمضا عينيه لثانية

_ لماذا لا تقولي ما في جعبتك دفعة واحدة ولننتهي فأنا لا اريد اطالة هذا الحديث !!

الجيران سيضنون انني ويضغط على كلماته ... اجلب النساء الى منزلي .. لا اريد شبهات .

هكذا هي كلمات الاهانة التي يجب ان تسمعها لكي تخرج راكضة وتتركه لشؤونه !

ابتلعت ريقها تكاد ان تدمع اذاً بالنسبة له هي الآن مجرد شبهات ؟!! شيء يريد التخلص منه ؟!! وبسرعة !!

_ ارفق بي يا يوسف ، ارجوك لا تصدني ، فانا لم اعد احتمل .

الشوق قد اعياها والحرمان من كل تفاصيلهما الحميمة يضنيها

وقلبها مكسور ولم ينجبر

أتركع امامه لكي يتقبلها من جديد ؟!

أتتوسله الحب والعِتق والصفح !!

بعينيها تفصح عن خوالج نفسها .. لا ترفضني يا يوسف

فقط لمرةً واحدةً ثانيةً اعدني اليك ..

اقتربت منه وبكل خطوة توتره اكثر فاجأته بجلوسها على ساقه !!

والتفاف ذراعيها حول عنقه ودفن رأسها فيه !!

متمتمة بكلمات اثارته وفجرت براكين رغبة دفينة بين جوانب نفسه !

لم يحتمل كل هذا فهو رجل ، رجل لم يذق من الانوثة الا حنظلها !!

رجل كانت كل النساء في ارض الحريات كاسيات عاريات يتمنين اذرعا تتلقفهن فتجاهلهن !!

رجل ذاق من امرأة واحدة الجسد والحب واللهفة !!

هي هنا مجددا بين ذراعيه !!

وجسدها يلتصق بحيمية بجسده الذي التهب بحرارة قربها وخدها ارتاح على كتفه



وعطرها ورائحتها العذبة اسكنته الجنة !!

هي لعبة تتقنها النساء ، الاغراء واقتناص الفرص !

تلصق خدها الى خده وتقبله بلهفة لتتوقف على حدود شفتيه فتختلط الانفاس اللاهثة

لم يتمالك نفسه لرؤية طبق شهي كهذا حملها بسرعة على هيئتها تلك واتجه بها الى غرفة النوم

...



توقف عن القُبل بعد عراك مع عقله الرافض ان يوسخ نفسه

ان يوسخ عرضه !! فهذه المرأة التي تريد الان ان تجرهما الى الفاحشة كانت في يوم زوجته !!

كانت حلاله !!

وهي زوجة آخر الان تخونه معي وعلى فراشي !

اخرج من فمه لعنات متتالية يقصدها ويقصد نفسه وعالمه

دفعها بعيدا عنه يمسح على وجهه المكفهر الموشم بثغر قد قتله مرتين !!

كانت له وهي من القى به خارج اللعبة خالي الوفاض !!



وهذه المرة قد انقلبت الادوار فهي الان تبكي توقفه عن حبها الغير شرعي

لملمت ملابسها واخذت حقيبتها وخرجت لا يسمع الا صوت الباب يغلق خلفها !!

وهو قد سقط على فراش الخيانة مهدوداً !!



في ذات اليوم عشية ..

ينزل من منزله متجها الى سيارته التي اراد فتحها

يلقي السلام على الرجل الواقف امام محله يبيع الساندوتشات !

حركة المارة وضحكات وخطوات عالية ورياح البحر ونسماته العليلة وروائح المطاعم باطعمتها اللذيذة

والبحيرة الواسعة بحدائقها الخضراء والاطفال يلعبون على تلك المراجيح ابتسم مع نفسه

فهو اخيرا قد امسى حرا !!

ولكن هناك عزرائيل اراد ان يقتنص روحه

كان ينتظره في بقعة ِ مظلمة !!

لم يدري الا والناس من حوله تجري واصوات ابواق وسيارات مسرعة وكأنه يوم القيامة

والهدوء قد انقلب فجأة !!



وهرج ومرج يرعبان الرضيع

يلتفت وثانية قبل ان ينهار ارضا غارقا في دمائه ثم في غيبوبته !!

كل ما عرفه انهم قالوا ان احدهم اطلق رصاص طائش !!.. طائش اصاب فخذه واخترق جسده !!


.
.
.





ينفض كل تلك الذكريات عن رأسه

_ آه يا امرأة الا تملين ؟!!

تلوّى وجهها بترحيبه القاسي

ويرتخي كتفيها احباطا وتتقوس شفتيها حزنا

كالمعتاد يا يوسف لم تعد تحترمني

ولا تحترم كينونتي

تلومني على شيء اذا علمته سيجتاحك طوفان يقتلك قبلي !

ارجوك يا يوسف

فأنا هنا وكلي لأجلِك !

_ ألن ترحب بي ، ألن تسلم علي بكلمات ترفعني الى السماء !!

السماء التي ابتعدت عنها وارتكبت كل معصية ترميني سبعين خريفا في اوحال تمردي

لم اعد انفع لشيء ولا حتى لك !

ولكن دعني امارس هوايتي باللحاق بك كظلك

ينفث نفسا حارقا

_ ياسمين انسي كل هذا ، انا وانتي لن نجتمع هنا مجددا ولينظر لها من رأسها الى اخمص قدميها

_ ولا فائدة من كل ما تحاولين فعله !!

حسنا ، يبدو انه سيأخذ وقتا اطول مما تخيلت ، ولكنك لن تفلت هذه المرة يا يوسف ، أقسم !!

تنقر باظافرها الوردية على الطاولة الصغيرة لترن الاساور الذهبية الملتفة حول رسغها .

بينما هو قد ارخى ملامحه واسترخى بجسده على السرير مغمضا عينيه !!

فتسرح في حنايا وجهه الذي تعشقه

عينيه المغلقتين براحة ، وانفه المستقيم وشفتيه المزمومتين وذقنه القاسي ومفترق شعره الغزير بخصلات رمادية ، كم تعشق هذه التفاصيل الجميلة !

، ابحث يا يوسف بكل الكون عن من تعشقك مثلي ..

لن تجد اتحداك انا ..

فأنت كنت ولا زلت ملكي أنا ، حبيبي أنا

هل يجوز لي الان ان اسقط على الارض منتحبة

ارتدي اقنعة أنتَ لم ولن تعرفني بها

أمسيتُ دائماً متنكرةً أمامك

رأت شفتيه تهمسان بخفوت

_ وزوجك !! اين هو ؟!! هل يعلم انك هنا !! لرؤيتي ؟!!

ويقلب رأسه باتجاههها متأملا بريق عينيها

يشعر انه قد فقد شيئا عزيزا يربطه بها

حتى مشاعر القرابة منها لم تعد تهمه !

تجلس نصف جلسة على الطاولة قائلة بهدوء عكس الرعشات التي تملكت خوالج نفسها

فكل من يراها في حضرته سيرى حبه في قلبها وفي عينيها.

وهي تقضم شفتيها

_ لا ، لا يعلم انني هنا ، على الاقل عندما غادرت ، بالاضافة انه لا يمكنه اللحاق بي فهو الان على اللائحة السوداء !!

تقولها وكأنه انتصار قد تحقق بعد طول السنين

يغمض عينيه من جديد ولكن هذه المرة بأسى وغضب ، لا يهمه كل تاريخ زوجها التعيس فقط يهمه مغادرتها باسرع وقت !!

فامثالها لا يجب تركهم احرار طلقاء !!



_ متى ستغادرين ؟!! اليوم على ما ارجو ؟!!

ليأتيه جوابها صادماً

_ ربما لا تعلم انني هنا منذ فترة طويلة وخالتي كذالك تعلم بل الكل يعلم ، طلبت منهم ألّا يخبرونك فقط حفاظا على راحتك !!

_ تبا لكي ، ما الذي تنوين فعله

ترد بلؤم تدربت عليه جيدا كما تدربت على اشياء كثيرة لا يعلم عنها

_ انوي ان .. اعتني بك ؟!!



استدركت قائلة في قلق وخيبة

_ يوسف ارجوك لا تعاملني بهذا البرود لطالما كنت دافئا ، في اشارة منها الى مناسبتين سقط امامها صريعا !!



أما هو فرائحة مؤامرتها لم تفته ليضحك ضحكة كشفت عن صف الاسنان اللامعة سرعان ما علت وجلجلت في المكان .

اربكها !!

هي من اصبحت مُحنّكة !! اصبحت تدير الرجال في اصبع واحد دون جهد يذكر !!

ولكنها الان ترى جيدا انه قد شُفي من مرضها !!

قد حقن نفسه بمليون إبرة تدعى مريم ، ماذا سيحصل لكِ لو عرفتِ بشأنها ؟!!

توترها بتصرفه الغير مبالي بها جعلها تبحث في يأس عن تلك العلبة الصغيرة بين حوائج حقيبتها الصفراء

تسحب منها عودا ابيضا تودعه شفتيها الحمراوين وتكة شعلة ايقظت حواسه النائمة !!

_ تباً لكي

يبدو انكِ قد تجردتِ من اخلاقكِ كما تجردتِ من ملابسك !!

لم تفطن ليديه التي سحبت في سرعة السيجار من بين شفتيها ليطفئها في كفها

ثبت كفها في كفه غاضبا منها يكاد يكسرها جعلها تتلوى من الالم



يطرق صوتها في اذنيه وهي تحاول التراجع واطفاء نار يدها

حرارة الالم الذي وصل الى رأسها يطرقه طرقا تصطدم تارة بالكرسي ومرة في الطاولة الصغيرة

شعرت برغبة في التقيؤ وهي تشتمه

_ تبا لك يا يوسف اتركني عليك اللعنة وهي تحاول ضم يدها الى صدرها

_ عليكي الان ان تفهمي المغزى !!

وجهه ينضح قرفا ورغبة في رميها خارجا!!

فياسمين تتخطى الحدود وفي كل مرة تفاجئه بمدى انحطاطها الذي وصلت له !!

بينما عيناه جاحضتين في وجهها ورغبة قاتلة بالفتك بها تغتال وجهه

يصرخ بغضب

_ فقط لو تقولي لي ما الذي غيرك ؟

_ مالذي اصاب ياسمين البريئة النقية

_ من انتي واين ذهبتِ بياسمين ، فمن اراها امامي ليست إلّا غانية !!

يهزها بعنف بين يديه وهي تتمايل يمينا وشمالا مستسلمة لإهاناته وقسوته مغمضة العينين !!

تتمنى ان تبتلعها الارض او يبتلعها هو في احضانه فالأمر سواء !!



إغضب ، إغضب كماتشاءُ واجرح أحاسيسي كما تشاءُ

فكلُ ما تفعلهُ سواءُ ، وكلُ ما تقولهُ سواءُ

فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي ، نحبهم مهما لنا أساؤوا



ترقرقت عينيها بدموع شفقة واذلال ولكنها مسحتها قبل نزولها وقبل ان تكشف ضعفها

_ لماذا تحب ان تؤذيني ؟

سؤالها اثار حنقه وسخطه وهو الان لا ينقصها

يصرخ في وجهها

_ انتي من اذاني ام انكي لا تذكرين ؟ .. ستقتلينني بسبب طيشك !

افيقي لنفسك يا ياسمين فكل شيء انتهى ، كل شيء !

إغضب فأنت رائعُ حقاً متى تثورُ

إغضب ، فلولا الموجُ ما تكونت بُحورُ

إغضب ، كُن عاصفاً كُن ممطراً ، فإنَّ قلبي دائماُ غفورُ


أخرجي الآن يا ياسمين ولا تعودي هنا مجدداً

يدفعها من ذراعها في اتجاه الباب بقسوة وألم قد بلغ في نفسه وجسده ذروته

تنفست بعمق ساحبة كل ما تستطيع من هواء الى رئتيها اللتان قاربتا على الذبول



اطلقت زمجرة محمومة وهمّت بالخروج ، ربما هذه الجولة كانت لصالحه ، ولكن كل الجولات القادمة لي انا يا يوسف !!

لابُدَّ أن تعودَ ذاتَ يوم

لابُدَّ أن تعودَ ذاتَ يوم


وفي طريقها الى الخارج اصطدمت بكتف رجل يشبهها تماما !!

تركته ومضت في طريقها حزينة فهي الان لا تريد اي اسئلة او تحقيقات من أحد !!

فالصمتُ كبرياءُ

والحزنُ كبرياءُ



ينظر اليها الرجل الطويل صاحب الشعر الذهبي الناعم القصير !!

بعينين صفراوين كَــــقِط !!

وانف جميل مستقيم وشفتين رقيقتين ووجه مربع ذو عظام بارزة جعله يبدو ارستقراطيا حقيقيا !!

يدخل الى الغرفة المقصودة التي لا زال هوائها يعبث بشرارات قتالية حامية !!

تقدم نحو الرجل المُلقى على السرير مربتاً على كتفه ناطقا بهدوء

_ يوسف

يفتح عينيه على وجهه مبتسما بمحبة فذراعه الايمن هو فقط من يثق أنه لن يخذله !!

_ دانيال !! كيف حالك يا رجل ، لم تزرني منذ مدة ، حاول الاعتدال في مجلسه بينما اشار بيده الى الكرسي الخالي قبالته لكي يجلس

يشير دانيال برأسه خارجاً

_ لقد رأيت ياسمين خارجة كإعصار ، هل عصفت بها هذه المرة ؟!!

ينظر له في عتب

_ ارجوك توقف ، دعنا نتكلم عن شيء آخر

يتابع قاطعا عليه الطريق لاي استفسار عن مشكلتهما

رغم ان ياسمين تدمي قلبه في كل مرة يراها

هناااك في البعيد في العالم الاخر في الطفولة المطوية تحت التراب

يراها ويرى عيناها ويرى شغبها الذي ما ان كبرت ونضجت، نضج كل شيء معها حتى خجلها !!

وهذه الياسمين تشعره بالخيبة !



، حسنا اخبرني كيف هي الاوضاع

_ الحمد لله كل شيء يسري وفق الخطة ، فهم لا يعلمون اننا قد سحبنا البساط من تحت ارجلهم

_ ستحل عليهم الصاعقة وهم يضحكون ويلعبون !!



_ حسنا جدا ، وماذا عن العُمّال ؟!!

_ لا تقلق فالتعويضات التي منحناها لهم كبيرة وجيدة ، كذالك قد اتفقنا معهم على راتب سنة لكل منهم حتى يجدوا عملا جديدا

قد سحبنا 50 % من العمالة وكذالك الاموال حولناها الى رصيدنا هنا !!

يضحك متخيلا لهم وهم مصعوقون وقد فقدوا مغارة علي بابا !!

فعليهم الان ان يحلوا مشاكلهم المادية بأنفسهم فهو بعد الآن لن يرحم احداً!!

يُطيل النظر الى ابن خاله الذي فتح اللاب توب ليريه حجم الإنجاز !!






نهاية المشهد الرابع عشر .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:46 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 15 )




المــــــــواجهة الـــــــــرابعة

يدخل الى البيت العتيق ذو الحجرات الثلاث المتراصة بجانب بعضها البعض

وكأن من صمم هذا المنزل يقصد جعله سجنا حقيقياً

تلك الغُرف احداهن تقطنها السجينة

ذراعه ملفوف بشاش كبير

منذ طعنتها الغادرة وهو لم يعد يأمن على نفسه معها حرة بين حجرات المنزل

ويتمنى ان يقسم رقبتها نصفين لكي تتأدب وتعرف كيف تعامل الرجال !!

رجل طويل القامة نحيف نسبيا

ذو وجه ابيض محلوق وعينين بنيتين وفم واسع وانف مفلطح وشعر اسود مجعد مناسب تماما لتقاطيع وجهه الذي يعتبر وسيما !!



ينادي بصوته الجهوري

_ مريم انتي يا مريم !

تخرج من الحجرة التي تنتصف الصالة واضعة يديها على خاصرتها دائمة التحدي

تتأفف في وجهه بينما تنظر له باستحقار اثار حفيظته

فهو حاليا هادئ ولا يشعر برغبة في الشجار مع جنية مثلها !

ولكن على ما يبدو انها تريد شجارا ، وفي مثل حاله بسرعة البرق ينقلب من مزاج الى آخر أسوأ منه

_ نعم ، ماذا تريد ، لماذا تزعجني ؟!!

ينظر لها وكل الغيظ يملأ قلبه ليصعد حرا الى رأسه يكاد يفجرها هو مغتاظ منها حتى النهاية

_ هيا اذهبي حضري لي الطعام



_ حضره بنفسك ام انك لا تعرف !! بالاضافة انني لست خادمتك ، وعلى ما اعتقد ان لك ام مسؤولة عنك ايها العاق !!



تلقي بكلماتها المشددة وهي تضرب يد على يد غير مبالية البتة بما وضح على وجهه من غضب .

استدارت على عقبيها واعطته ظهرها وهمّت بالمغادرة

ولكنه كان قد لحق بها وامسك بها من ذراعها ينفضها نفضا ويتمتم من بين شفتيه وهو يهزها ويدفعها في اتجاه المطبخ

_ انتي خادمتي !! تقبلي هذا الواقع يا عزيزتي ، ويطلق ضحكة سخرية مجنونة

_ بل و الأنكى انني استطيع ان افعل كل شيء بك !! قالها في هدوء مخيف !!

ليهمس بمكر في اذنها : ام تفضلين ان نقضي وقتنا في حجرتي ؟!!

سحبت انفاساً متتالية نافخة صدرها تفكر بتوتر بكلماته السامة الخبيثة

بأنه في اللحظة التي سيحاول فيها الخروج عن سيطرة سيده لن ينقذها احد ، بل لن يهتم لها احد ، في الحقيقة هي تستغرب حتى الان تصرفات هؤلاء الاشخاص معها ، فذالك السيد الجلاد الحقيقي لم يلمسها ولم يدع احدا يقترب منها .. هي لا تفهم الاسباب .. كان من الممكن ان تنتهي منذ مدة طويلة ملقاة بين ازقة الشوارع

نعم فأنا اصبحت مشردة بلا مأوى ، اصبحت يتيمة للمرة الثانية بلا خالد وحمود !!

وبلا وداد .. تغمض عينيها والحزن قد جرفها لآلام لن تخبو وجروح لن تندمل !!

سأصبر وسأبقى يا حمود حتى أخرج من هنا وأجدك ، أعدك

تضغط على شفتيها باسنانها وهي قد رحلت لعالم آخر بعيد عما يقوله من هو واقف في وجهها يدرس ملامحها !

ينظر الى سقف اهدابها المصطفة كجنود يتشحون السواد الحالك تغطي بياض عينيها !

تبتلع ريقها الجاف

سوف تماشي هذا الشخص والا تثير حنقه وغضبه

هزت راسها في فهم بينما هو قد جلس على الكنبات الارضية ينتظرها ان تُحضّر الطعام

في وقت امسك بجهاز تحكم التلفاز لكي يدير القنوات

فبدا صوت التلفاز عاليا وهو يصدح بموسيقى لام كلثوم !!

استغربت ذوقه ؟!! ام كلثوم ؟!! يستمع لها هو القاسي المكفهر دوما ً

اصبحت لا تفهم شيئا !!







شرعت في تسخين الشوربة والمعكرونة وحضّرت السلطة في هدوء لا تشعره

فكل ما بداخلها قد فقد السيطرة على نفسه !!

تبكي احيانا وهي نائمة او تضحك وهي شاردة او تتكلم مع نفسها او مع حموووود !!

كانت تجمع شعرها في ضفيرة طويلة تتدلى حتى ركبتها

وترتدي فستانا فضفاضا مما اعطتها اياه امه فهما تقريبا بنفس الحجم !!

ما يهوِّن عليها انها وتلك العجوز كلتاهما في سجن وليست وحدها من يعاني !!

انتبهت على صوت غليان الشوربة ورائحة احتراق المعكرونة اطفأت الغاز بسرعة وشرعت في سكب الطعام في الاواني الفخارية

حضّرت الاطباق وجمعتهم على سفرة وخرجت

في طريقها وهي شاردة وتحمل هذه الاشياء على يدها لم تنتبه الا وقد تعثرت امامه



لتتناثر الشوربة الساخنة على رجله وفخذه

يصدر اصوات الآم من الحريق

_ آآآآآه يغمض عينيه بقوة متوجعاً

وينهض من مكانه معتقدا انها قد فعلت ذالك متعمدة وقام بكل قوته بركلها على بطنها

_ ايتها الحقيرة الم يكفيك ما سببته لكتفي ؟ تريدين الان حرقي ؟! تبا لكي

وهي امسكت ببطنها لم تستطع التقاط الانفاس

تكومت على الارض ساقطة وهي تحاول

وعيناها قد جحضتا بألم وصدمة ، شعرت بدوار وفقدان الرؤية والضعف المفاجيء !

بينما هو لم يكترث اتجه الى الحمام لكي ينظف ملابسه ونفسه ويغسل رجله المحترقة !!

استفاقت اخيرا بنفس مختنق جاهدت لاستنشاقه

تغمض عينيها بوجع وهي تتحلف له في نفسها وهي شاحبة شحوب الاموات

حتى شفتيها اصبحتا بيضاوين وغارت عينيها في مكانيهما واضمحل جسدها واختفى في تلك الثياب .

اذاقها كأس المر هنا وهي كذالك سوف تفعل المثل ولكن صبرك !!



نهضت من مكانها في هدوء مخيف وهي تجر رجليها جرا الى الغرفة فترى المرأة الاخرى تراقب من فتحة الباب الموارب



تنظر لها في شفقة ولكنها تجاهلتها ودخلت حجرتها واغلقت الباب عليها ..



.
.
.



.

.

.

التفت وراءه وهو جالس على كرسي الحديقة

يمسك بين يديه كتابا احضره معه من بريطانيا

يقلب بين اوراقه ويقرأ ما بين السطور

يجد تلك الفتاة التي تسابق الريح تجري بكل قوتها وعلى وجهها من بعيد تظهر ملامح الترقب والخوف !

حتى دخلت داخل الفيلا وهي تدفع بابها بقوة حتى وصل صوت اصطدامه بالجدار الى مسامعه

لم يكترث التفت من جديد ليكمل كتابه ولكنه التفت ثانية على خطوات اشد لاهثة غاضبة

غضّن جبينه قلقا وهو يراه يقتحم المنزل ليدخل .. قادما من نفس اتجاه الفتاة التي ولأول مرة يراها هنا !

للحظة لم يجمع واحد مع واحد لانه مازال مشتتا بكتابه

ولكنه تدارك الامر وفز من مكانه مسرعا خلع نظارته في طريقه وهو كذالك قد بدأت رجلاه العدو الى داخل الفيلا

يدخل من الباب الرئيسي وعيناه تبحثان في سرعة وقلق كل الاركان وتطوفان الانحاء

ورجلاه قد توترتا واخذ يركض في كل الاتجاهات يريد ان يسمع صوتا

ان يسمع ولو همسا فعليه الان على ما يبدو ان يشغل حواسه كلها في البحث في هذا البيت الكبير

لا يدري لماذا ولكنه قد خُيل له أنه قد سمع صوتا مكتوما قادما من اسفل الدرج من البدروم !!

نزل الدرجات بسرعة وهو يقفزهم في مرتين اقترب من الصوت الذي اخذ في العواء !!

كان يلهث هو كذالك من الخوف !!

ومن الغضب ومن الغليان الذي يجري الان حالا في عروقه

يدخل الغرفة فتترائ له الحركة المجنونة من احدى زوايا الغرفة المكتظة بالصناديق

و الخزائن الخشبية وبعض السرائر والاشياء الصغيرة

يقترب بسرعة وكأنه يريد الطيران

ليجد ابن شقيقه يحاول اعتلاء الفتاة التي تنتحب وهو يكتم صوتها بيده







لعب الغضب العارم والقهر في نفسه ولم يجد الا وهو يمسك بابن شقيقه المختل من اعلى قميصه ليزيحه من على الفتاة المسكينة فيرميه بعيدا !!

يتوجه اليه بخطوات غاضبة تدق الارض دقا وهو قد تصلب مكانه لم يستطع الهرب

لينهال بكل قوته على وجهه بصفعات يمينا ويسارا والاخر الذي حاول جاهدا حماية وجهه بوضع يديه عليه

ولكنه قد توجه الى ركله على ساقه وهو يطلق زمجرات محمومة وكلمات غير مفهومة لها !

كان غاضبا وحانقا وصدره سينفجر ، ابن اخاه منحرف يحاول الاعتداء على فتاة وهو جالس في المنزل !!

لم يوفر كلمة او صفعة او ركلة الا وانهال بها على الشاب النحيف ذو الشعر الاسود المدهون بالكريم يرفعه الى الاعلى كالقنفذ او الى ثيابه التي في الوانها تقارب ثياب الفتيات فهي جدا ضيقة عليه

وبنطاله الساقط من على خاصرته ملفوف حوله سلاسل فضية تصدر صوتا حينما يتحرك

كان شابا مراهقا مستهترا ..

يتكلم بهدوء مخيف وعيناه جاحضتان حمراوان من الغيظ وعدم التصديق وهو ما زال يمسك بالاحمق الصغير !

_ اقسم انك ان لم تكن ابن اخي كنت قد قتلتك حالا !!

يترك قميصه ليصفعه ثانية بكامل قوته على وجهه حتى انتفخ الوجه النابت بخضرة الرجولة الغضة

يترنح في مكانه وهو يكاد ان يموت واقفا من الخوف من عمه

فلا احد في هذه المسائل وخصوصا مع عمه هذا يستطيع التبرير !!

يريد فقط حماية وجهه والترجي لعدم اخبار احد عن خيبته !!

فيما كان ينفث حرارة انفاسه في وجهه المصفوع المرتجف

يتحدث اليه وهو يهزه هزا عنيفا معنفا ً

_ الان ترتجف وتترجى ، تبا لك ولتربيتك !!

يصرخ في وجهه

اخرج من هنا واذهب الى غرفتك اقسم ان خرجت منها سيكون اخر يوم في حياتك !!



_ عمي .... لم يكمل كلامه الذي قاطعه نظرة من عمه المشتعل نارا تكاد تحرقه !!



خرج مرتدا على اعقابه ، فعليه ان ينتظر العقاب الذي لا مفر منه



اخيرا استطاع التقاط انفاسه وهو ولأول مرة يدير رأسه الى الفتاة الملقاة على الارض باكية مفجوعة واثار يده لا زالت على فمها وعلى خدها !

تحبس انفاسها وهي تنظر له في خوف وبكاء وتصدر شهقات متتالية

تحاول مسح اثار يده ومسح انفها الذي سال ودموعها التي الهبت خديها ، كانت ستضيع بلمح البصر

كيف لشاب صغير كهذا ان يتغلب عليها

فاجئها في حجرة المستودع وهي ترتبه ولم تسمع خطواته او حركته ولم تفطن الا وهو يحتضنها من الخلف

وبِردّةِ فعل سريعة وخاطفة فاجأته وهي تضربه على بطنه بكوعها تألم وامسك بطنه تحينت الفرصة وخرجت راكضة.



وهو ينظر اليها ويدقق في ملامحها العابسة المتقززة

منظرها قطع قلبه وادماه فهذه المسكينة توا كادت ان تخسر شرفها هنا !!

نفث نفسا حارا لينطق وهو يعدل وضع النظارة على انفه

نطق بقلق وهو ينظر لعينيها الدامعة ... العسلية !!

_ هل انتي بخير ؟ هل اصابك اي ضرر ؟

لا تقلقي سيلقى جزاءه ، فيما بدا انه قد غصّ بكلمات محرج من قولها



_ انا اسف ، اسف حقا !!

ولكن اعدك انه لن يصيبك مكروه !!

حاول ان يقترب منها لمساعدتها على الوقوف ولكنها رفضت يده الممدودة وهي تقلب وجهها الى الجهة الاخرى

بعد ان اعتدلت في جلستها واخذت تلملم الملابس حولها

_ اين حليمة ؟ ينظر لها مستفهما ً؟ كيف تتركك هنا وحيدة مع هذا الذئب ؟!!

قالت بعد ان لملمت بقايا الشجاعة والكبرياء المهدورة بصوت لم يخلو من الخيبة والصدمة والعبرات







_ السيدة حليمة خرجت لزيارة ابنتها هناء فهي قد .... .. تريد الاسترسال في اعطاء المعلومات .. عادة لا تتخلى عنها حتى في احلك اوقاتها !!

ولكنه قاطعها بحركة من يده

_ كل هذا لا يهمني ، اسمعي : اصعدي الى غرفتك واغلقي الباب عليكي !! فيما نسي في الواقع ان يسأل السؤال المهم

ينظر لها بنصف عين قائلا متشكِّكا

_ في الحقيقة لم اعرف من انتي وما الذي تفعلينه هنا ؟!!

_ نهضت من مكانها وهي تقف امامه تماما مطأطأة الرأس تحاول نفض التراب عن ملابسها وتحاول تعديل وشاحها

وقد اخذت تلعق شفتيها بلسانها بدت كمن كان في معركة شرسة

تقول في همس خجل : كيف سأقول له انني خادمة ؟!! يا له من احراج ؟ ومن هو على كل حال لكي يحقق معي ؟!!

_ اممم انا اعمل هنا !!

_ آهه ، حسنا في هذه الحال ماذا تعملين ... هنا ؟!!

يا الهي ما شأنه ؟ لقد انقذني نعم ولكن لا يحق له التحقيق معي في امر لا يهمه ويحرجني !!

نظرت له في تحدٍ عكس ملامح الانكسار التي كانت قبل قليل

_ لماذا تسأل؟ تقول بقوة استغربها : لا شأن لك ، ثم انت من تكون لتسأل كل تلك الاسئلة ؟!!



فتح فمه اندهاشا من هجومها وهو للتو قد انقذها !!

تبدو وقحة و جميلة !!

ضحك ضحكة جانبية اغاضتها وهي لا زالت واقفة تجادل بدل الذهاب الى بيتها !! او الى غرفتها !! بعد هذه الحادثة المشينة في حقها !

_ حسنا اذا ايتها القوية .. المرة القادمة عندما تركضين اختاري مكانا اكثر ... عُزلة !!

ابتلعت ريقها خجلة منه على ما يبدو بدت ناكرة للجميل

همست بحنق في وجهه قبل ان تغادر

_ اذهب الى الجحيم !!

وغادرت قبل ان يتفوه بكلمة ، فعلى ما يبدو هذه الفتاة تريد ... تربية !!

ابتسم مع نفسه وعدل نظارته اخيرا واتجه الى الخارج الى حيث ابن اخاه العابث الذي يريد ... القتل !!



اما هي فقد انهارت على السرير تبكي

لولا ان هذا الشخص انقذها لكانت ضحية اعتداء تحاول لملمة شرفها

كل ذالك بسببي

بسبب ضعفي ، جسدي ما عاد يحتمل وروحي ما عادت تحتمل

لا تريد تخيل ما قد كان من الممكن ان يحدث

ولكن المصيبة الان هل ستستمر بعد هذه الحادثة في عملها هذا ؟!!



.

.

بعد ساعة من المصيبة التي سقطت على رأسها ولا تعرف كيفية التصرف فيها

طرق على باب الغرفة جعلها تقفز من السرير المخصص لها في تلك الفيلا الكبيرة

تفتح الباب وهي تضع الوشاح حول وجهها

فتحت عينيها على وسعهما ... لقد كان سيد المنزل شخصيا ً !!

ينطق في هدوء كعادته وهو يقلب المسبحة بين اصابعه

كم تحترم هذا الرجل الذي يستحق الاحترام حتى لحيته البيضاء جميلة ومرتبة

رجلا انيقا ونظيفا قصير القامة ، نطق في وجهها وهو يشير لها برأسه

_ تعالي معي

ارتجفت من رأسها حتى قدميها

_ يا الهي ايكون ذاك السيد قد اخبرهم بما حدث ؟ ايريدون الان طردها ؟ اخذت تتبع السيد الذي امامها وهو يمشي بكل استقامة ورزانة وهي مضطربة وتدعك يديها ببعضهما البعض متوترة وتارة تضرب على خدها بكفها

_ ام يكون ابنه قد تبلى علي ، طبعا .. ضربني وبكى وسبقني واشتكى !!

يا رب استرني يا رب ..

فتح باب مكتبه على مصراعيه وتنحى جانبا كي يفسح لها المجال بالدخول

دخلت وهي مترددة تقدم رجلا وتؤخر الاخرى وكأن احد قد صوّب مسدسا الى ظهرها

ابتلعت ريقها عدة مرات شعرت بالعطش وهي ترى الرجل الاخر يجلس في كرسي قبالة المكتب

تحرك الرجل الكبير .. السيد عبد القادر الصيد ..الى وراء مكتبه جلس على كرسيه

وقلب في مسبحته وهو ينظر اليها والى شقيقه

بصوته الرجولي البحوح الهادىء المطمئن

_ وداد ارجو الا تكوني قد تضايقتِ من طريقتي في جلبك هنا !!

ولكن اريد منك امرا

كانت تقلب نظراتها بينهما وحاجبيها يلامسان شعرها !

والاخر الذي نظر اليها فقط مرة واحدة وهو الان يبدو وكأنه يعبث ببنطاله ويملسُه !!

_ ما .. ما ... ماذا ؟ بالكاد استطاعت النطق تشعر كأنها ستسقط من الرهبة !!







_ لا تخافي لماذا انتي خائفة ... يرفع يده بإشارة الى الرجل الجالس قبالته

هذا شقيقي حازم قد عاد لتوه من بريطانيا سيستقر هنا ان شاء الله

تستمع له وهي لم تفهم ، فما دخلها هي في كل ما يقوله عنه ..

يكمل في هدوء : سينتقل الى منزله ويريد شخصا لترتيب وتنظيف المكان .. وهو قال انه قد رآكِ تعملين بجدٍ في المنزل

يريدك ان ترتبي له المنزل وينظر لها مباشرة في عينيها : ها ما رأيك ؟!!

نظرت الى الرجل المقصود الذي كان ينقر باصابعه على كرسيه وينظر الى اخاه بنصف عين

احنت رأسها قليلا ووجهها قد تلون الى مئة لون

في الحقيقة هي هنا كرِجل كرسي ، طوال النهار جالسة لا تفعل شيئا عدا توافه الامور!

فأي كذبة هي تلك التي افتعلها هذا السيد ؟!!



ولكنها قد نطقت وهي تهز برأسها الى اسفل واعلى قائلة في همس وصوت غريب عنها

_ حسنا لا بأس ... واخذت تقلب راسها في كل اتجاه وهي قد غمرها البرود التام و كأن ما نطقت به لا يمت لها بصلة ولم يخرج من فمها !

فتسمع صوته القريب وكأنه مسرورا لسماع موافقتها على العمل في منزله

_ حسنا اذاً فلنبدأ من اليوم !

.

.



في تلك الباحة الخلفية للمنزل المظلم بأهله وتصميمه الذي يبعث الكآبة في النفس

تضم رجليها لصدرها وهي ترسم وجوه واحلام وعيون !!

من بينها كانت الصداقة الحميمة الاخوية

تلك الضحكات العفوية والتصرفات الغبية !!

لتجعلها تبتسم كم احتاجك الان بجانبي يا وداد

تذكر جيدا ذالك اليوم الذي ذهبتا فيه الى السوق لتشريا بعض القطع الجديدة بمال وداد الذي لم تبخل به عليها

وهما تقطعان السوق جيئة وذهابا مذهولات بما تعرضه كل تلك المحلات من ملابس جميلة وعِــــبي راقية

ليس مثلما تلبسان فهما تبدوان كالمشردتان !!

تذكر حركة وداد التي مدت يدها فجأة بغير قصد لتجد رجل قد وضع المال في يدها ظناً منه انها متسولة !

تتعالى ضحكتها وهي تذكر منظر وداد المصدومة التي اخذت تتطلع حولها في خوف ان احد قد يكون رآها

وهي تنظر الى وجه مريم

وكيف انها اخذت تجري وراء ذالك الرجل لتجذبه من ملابسه ليصدم الرجل من تصرفها

فهو كاد يقع على مقفاه من دفعتها القوية

لتضع المال في يده التي امسكت بها وهي غاضبة منه

خذ مالك فأنا لستُ بشحاذة وتتركه وهي تقول له أنه احمق

بينما الرجل كان ينظر الى يده واليها فيرد عليها بقوله

ليس ذنبك بل ذنبي انني قد أحسنت لمتشردة مثلك ..متوحشة !!



يا ترى كيف حالك الان يا وداد ؟ مالذي تفعلينه ؟ هل تفكرين بي وبأيامنا ؟!!

تنظر الى السماء الحمراء بشمس غروب صافية موقنة بأنها ستعود ذات يوم !!




نهاية المشهد الخامس عشر .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:47 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 16 )







المـــــواجهة الــــــرابعة






تلك الموسيقى الغربية الهادئة التي تتراقص عليها قدماها المحنيتان اللتان تكادا تبتعدا عن الارض

تلف حول نفسها وهي تمد ذراعيها على طول الغرفة الكبيرة الحديثة الطراز بجدران عتيقة

منسجمة لضربات البيانوالمتناغمة مع الكمان

تجمع شعرها بعقدة خلف رأسها وخصلات عديدة قد افلتت لتلامس ذاك القناع الابيض الذي يظهر منه عيناها وشفتاها

تتوقف لتجري بسرعة الى غرفة الملابس تضع يديها على خاصرتها محتارة ما تلبس

تشعر انها قد عادت بالزمن الى الوراء اربعة عشر عاما .. تشعر انها رجعت تلك الفتاة المراهقة

تتلهف لاذهاله .

تقلب الملابس وتسقط بعضها على الارض وتقيس بعضها ثم تخلعه

ماذا ستلبس .. عاري ام ساتر .. طويل ام قصير .. صاخب ام هادىء ..



تريده ان يراها كما كان يراها قديما .. تريد ان ترجعه الى الوراء الى الحنين .. الى ياسمين ..

فموعد عودته الى حياته الطبيعية الآن هو مناسبة لابد من الإحتفال بها

وسيعود مُرغماً او راضياً الى احضانها !

متناسية زوجها وحياتها ونفسها !!

.

.

.







يقود سيارته الى منزله الذي تركه لسنوات دون عناية مرتحلا كالغجر من وطن الى اخر

تعددت عليه الاوطان ولكن استطاعت احدى النساء ان تبقيه حبيس ديارها سنين

هو رجل حر ما قيدته النساء يوما وما قيدته العادات يوما ولكنه يعرف حدوده جيدا

يلقي بنظرة الى المرآة فلا يراها ، استغرب من تصرفها

اما هي من كانت مختبأة وراء المقعد الامامي خائفة ان يراها احد ويبلّغ عنها عند اخوتها

الذين يظنون أنها تعمل في مشغل للسيدة حليمة وليس في منزلها !!

حينها ستُعلّق مشنقتها على بوابة الحي ، تختطف النظرات ترفع رأسها ترى الشارع ثم تنزله بسرعة

اراد ان يضحك من تحركاتها العفوية ، تنهد في نفسه واستمر بالقيادة الى ان وصل منزله

ابتلعت ريقها وهي ترفع عينيها الى ذالك المكان المحاط بالاسوار الضخمة

يضغط على عدة ازرار لتنفتح البوابة الحديدية امامهما

يقطعا تلك المسافة الى المنزل الرئيسي على الطراز الحديث وجداً !!

يطفيء المحرك ويخرج من السيارة وهي لا زالت مفتوحة العينين لجمال ما تراه

ولكنها التفتت بتلك الهيئة عليه وقد فتح لها الباب ليقول : تفضلي انسة وداد

غضنت جبينها : انسة ؟! احم احم جيد ، ترجلت من السيارة وهو لا زال واقفا منتظرا

مشت خلفه وهي كالمنومة يخرج مفاتيح اخرى من جيبه ليفتح الباب و يلجا الى الداخل

اغمضت عينيها لثانية من كل ذالك الضوء المنعكس من تلك الشبابيك الزجاجية التي تغطي معظم الجدار

كان المنزل خاليا من الاثاث لا شيء فيما عدا الصدى والهدوء

رفعت رأسها لتحادثه وهي تلعق شفتيها

_ حسنا سيد حازم هل لك ان تخبرني ما الذي يتوجب علي فعله هنا ؟!!

تقدم بخطواته امامها فاعطاها ظهره وهو يلعب بمفاتيحه بين اصابعه مصدرا ذالك الصوت الذي تردد في الانحاء

تسمع صوته العميق وعلى ما يبدو انه يعدل من وضع نظارته

_ افعلي ما تريدين !!



هزت رأسها وهي لم تفهم



_ أفعل ما اريد !! وما هو اذاً؟!!

تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين لم تفهم ما الذي يرمي اليه فيما نطقت بغضب استشعره

_ سيد حازم لماذا احضرتني الى هنا ؟!! والا سأخرج حالا !!

_ لماذا انت مرتابة لسبب إحضارك ؟

فقط اردت ابعادك عن ذالك المنزل فهل اخطأت ؟!!

ثم انظري حولك سوف تجدين العديد من الاشياء التي يستوجب عليك فعلها ..

اولهم هذا المكان فارغا كما ترين خالي من الحياة .، اريد ان اؤثثه !!

_ اهمم حسنا هكذا يبدو الامر واضحا .

يضيف بنفس الهدوء والذي ان رأيته فيه لن تخمن انه كان ذات الرجل المشتعل نارا عندما هاجمها ابن اخاه

تريد ان تدرس شخصيته وهي تلقي نظرة عليه بأكمله

رجل ذو طول غريب جدا بالنسبة لها عريض المنكبين مفتول العضلات واضح من قميصه الذي يكاد ان ينقطع من الضغط

ذو ملامح حادة جدا وبارزة . عينيه المائلتان الناعستان واهدابه ترتطم بزجاج النظارة ، وفم لم يكن غليظا او رقيقا بل كان مرسوما تماما وانفه الطويل ووجنتيه بارزتا العظم ، أصابع يديه الطويلة الرشيقة ..



بالنسبة لها كان بالفعل سيد المكان فيما يكمل هو كلامه

_ سنبدأ بشراء الأثاث ، سنذهب سوية الى الاسواق ما رأيك؟

التفت عليها منتظرا اجابتها

ارتبكت من كلماته فيما عضت على شفتيها وهي تهز رأسها رفضا

_ لا ، انا اسفة لا استطيع الذهاب معك ، اذا راني اي احد وانا اشتري الاثاث مع شخص غريب ماذا سيقولون عني

ثم ان اهلي لا يعرفون بعد انني قد تركت منزل ( تكذب ) السيدة حليمة وانني سأعمل في منزل رجل يعيش وحيدا سيذبحونني !!




.
.
.





_ لا داعي لان يعرف اهلك شيئا اذا اردت جني المال !! ثم ان عمران لن يتركك وشأنك كما رأيت !

تدير عينيها بــحَيرة في المكان من ناحية هو على حق ومن ناحية ثانية هي لا تدري بعد من هو !! هي فقط وثقت في السيد عبد القادر !!



_ ثم حسنا فلنتفق ، تذهبين لوحدك لشراء الاثاث ماذا قلتي ؟!!

تفتح عينيها عن اخرهما في وجهه والسؤال كان جليا على محياها ليجيب بذات الهدوء وهو يقلب المفاتيح

_ لدي الكثير والكثير من الاعمال التي يجب علي تخليصها وكذالك اريد ان ارتب اوضاعي في البلاد ولا وقت لدي لاشياء مثل تلك اذ ستوفرين علي الوقت !! يرفع حاجبا متفرسا فيها

_ ها ماذا قلتي ؟!! سأعطيك البطاقة ... لا تقلقي سأعلمك كيف تتعاملي بها ، ثم اريد هذا المكان جميلا !!

_ في الحقيقة انا لا افهم لما انا بالذات فمن الواضح انني لا اعرف في هذه الاشياء بالاضافة سأقولها صراحة ليس لي ذوق في الشراء كيف ستأتمني على تأثيث بيتك سيكون فقط اضاعة للمال !!

يكشف عن اسنانه المستوية بضحكة خفيفة

_ لا تقلقي اختاري الاجمل والارقى سأُعيِّن سائقا في هذه الايام وتذهبين معه الى الاماكن الراقية لبيع الاثاث وسترين ..

حسنا اتفقنا ؟!!

توميء برأسها موافقة وهي لا تزال حائرة !!

.

.

.

.

فيما كانت المرأتان تجلسان وامامهما ابريق الشاي والاكواب الصغيرة وصحن صغير عليه مكسرات

ومريم تحاول اتقان صنع الرغوة التي ستغطي اعلى الشاي



فيما كانت السيدة سالمة تحدق الى التلفاز وتقلب بين الحين والاخر في شاشته

تسمع مريم تسألها

_ عمّة ، الن تخبريني ابدا عن حكايتك ؟!!

فلربما ترتاحين ان اخبرتني واخرجتي كل تلك الشحنات من صدرك

كانت تنظر الى مريم وهي تفكر



هي انسانة كتومة فلا احد في الكون كان يعرف ما يحصل لها على يدي ابنها الوحيد

ولكنها ايضا لا ترى اي ضرر من إخبار مريم الفتاة المسكينة التي تتعذب معها هنا

اذا فلتقاسمها الاحزان

... اخذت تسرد لها الحكاية

كنت ابنة مدللة ، مدللة جدا ووحيدة اهلي

في الحقيقة فتحت عيناي على ام وا ب لم يحبا بعضهما ابدا

خصوصا ابي كان يكره امي بشدة ، لا اعرف لما تزوجها فهو لم يحترمها ولم يعتقها

امي كانت هادئة ولكنها ايضا لا ترضى بالإهانة

ذهبت الى بيت اهلها اكثر من مرة وطلبت الطلاق ولكنهم ارجعوها له ذليلة

رضيَت بالامر الواقع والمر

اما ابي منذ ان استطعت الكلام وهو يعلمني كلمات قاسية وغير مهذبة لاقذفها بها

كان يطلق عليها لقب الفاسدة ومنذ ذالك الحين وانا اناديها بالفاسدة .. تخيلي

لم تهنأ حتى في نومها

كان يرسلني اليها وهي نائمة لأشد شعرها او لابصق عليها

كنت ابنة الشيطان

كنت ماكرة وكأنني قد خرجت من الارض لأُعين ابي عليها

وهي المسكينة كانت متأملة انني حين اكبر سأتأدب وسأعرف حجم غلطتي







ارادت تقويمي

ولكن الوقت كان قد فات فالدم الفاسد كان قد جرى في عروقي

عندما تزوجت وكانت تحضر لزيارتي لتبات معي لم ارحمها

كل شيء تخطيء فيه كنت اضربها على كتفها بقوة او على رأسها

كنت حقودة ، حقودة يا مريم ، متصلبة الفؤاد

اخذت تبكي دموع قهر بحسرة وندم

كنت ارمي لها ثيابها في الشارع لتغسلها

كنت اجبرها على خدمتي

وهي قد كبرت وبلغت من السن عتيا

ماتت وانا لا اعرف اذا ما كانت راضية عني ام لا

لم تقل لي يوما كلمة تكدرني او تجرحني

كان لها كل الحق في ضربي حتى الموت او حتى نحري

ولكنها كانت صابرة ومحتسبة وواثقة انني سأتغير

يومها كان عُمر علي ما يقارب الأربع سنوات

كان يرى ما افعله بأمي

كان يعشقها بل يقدسها كانت احن عليه مني

كما كنت معه حقيرة وقاسية حد الوجع

كل مرة اراه يتحدث معها اضربه حتى الموت حتى يزرق جلده ثم انهال عليها هي ضربا

اي قلب كنت قد حملت في جوفي

اعلم الان ان الله يخرج كل تلك الاثام على جسدي فكما كنت عاقة بوالدتي الطيبة الصابرة

فها هو ابني لم يوفر شيئا لم يفعله معي

يحقد علي ويكرهني .. ويتمنى موتي الذي سيطول

:

: اخذت تمسح في حسرة بطرف كم فستانها وجهها

فيما شعرت مريم بالتقزز والقرف

نعم فكما تدين تدان



تخيلت انه يضربها لغاية في نفسه او انه يتسلى بها ولكنه لا

انه يأخذ بثأر امها فيها ..

اذا تحملي ما جنته يداكِ

تركت الاكواب من يدها ومشت الى غرفتها تاركة المرأة الاخرى تئن من الوجع وهي تمسك على صدرها

وتشهق شهقات متتالية ادمتها وهي تتخيل امها الحنونة !!

.

بينما كان صغيرها ممددا على فراشه يكاد يخترق سقف الحجرة ليرنو بعينيه الى السماء

عينيه التي شق الدمع مجراه منها على جانبي وجهه وهو يستمع الى صوتها الباكي

لم يملك الا ان وضع الوسادة على وجهه ويضغط بها عليه علها تخنقه وتريحه وتصعد روحه الى السماء

وصوت نشيجه قد ادمى قلب مريم الجالسة على سجادة الصلاة تسبح وتستغفر وتدعو الله ان يريحها منهم !!

.

.

.

.

في قاعة من قاعات القصر الذي يتجاوز عمره الثلاثمائة سنة تجري الاعدادات للاستقبال

هي القاعة الوحيدة التي كان ترميمها على طراز العصور القديمة

خالية من الثريات وانارتها فقط هي الشموع حتى الزجاج الملون كان معتما يرسل فقط انوارا ملونة

وتلك الجدران المغطاة بفن تنبهر له النفوس







تلك العصور اتخذت العُـــــري فنا ذا قيمة

فتلك اللوحة الخلابة التي تملأ الجدار تحوي اجساد رجال عُراة تتطاول اياديهم لملامسة السماء

وتلك النساء العاريات الجالسات بجانب نهر متموضعات بجلسات مختلفة تغطي عجزهن وصدورهن بأياديهن

واطفال يتطايرون كالملائكة في دائرة ورؤوسهم تعانق السماء

تلك الالوان الخلابة الحمراء والصفراء والخضراء والسوداء كانت جمالا بحد ذاته

و الكراسي الضخمة المزركشة بالذهب والستائر الثقيلة جدا لتغطي تلك النوافذ

وبيانواسود ضخم عتيق يرتكز بزاوية الحجرة منتظرا الايادي البارعة في النقر على مفاتيحه

كان جو القاعة حميميا مختلفا عن كل القصر الذي تزين بالاثاث الحديث فيما عدا الابقاء على بعض اللوحات او الاعمدة او بعض التماثيل البيضاء !!

من يجلس سيُخيّل له رجال ببدل سوداء تشبه البدل الفرنسية القديمة ونساء تجلسن بتلك الملابس الواسعة الجميلة

و أحد ما يجلس لينقر على مفاتيح البيانو وهم يشربون ويتهامسون



هي تلك فكرتها عندما جلست في انتظار من تحب

لم تختلف كثيرا عن نساء تلك العصور بتسريحة تجمع فيها شعرها خلف رقبتها لتكشف عن عنقها الطويل الخلاب المزين بطوقٍ مُهدى منه عليه اسمها اسمته ( طوق الياسمين )

او فستانها البنفسجي الذي يغطي نصف ذراعيها ويلامس الارض في تفصيل مذهل لجسدها

وجهها كان خاليا من زينة اعتبرها بها غانية

فـــوقتُ الرجوع الى الماضي قد حان

تستمع الى الاصوات العالية المختلطة بالترحيب والبكاء والفرح من السيدة رجينا خالتها فعلمت بأنه قد حضر !!




نهاية المشهد السادس عشر

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:49 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد



( 17 )







المـــــواجهة الـــــخامسة





طرقات الكعب العالي التي تهز المكان وتوعد بالشر كانت هي تلك المرأة الشقراء الغاضبة التي تريد قتل من تجاهلها

لم يرغب حتى في رؤيتها او المرور لإلقاء السلام والإطمئنان عليها !

تتجه بعزم الى الغرفة المقصودة الواقعة في آخر الممر الطويل المليء بالسجاجيد الحمراء والمزين بالأُطر البنية الكبيرة على جدرانه المنحوتة

كلما اقتربت كلما شعرت بالحرارة تجتاح جسدها الغض

توهجت وجنتيها بلهيب النار الاحمر وتلألأت عينيها بالتحدي والغضب وانقبضت كفيها في لكمة تود تسديدها الى وجهه الجميل ..



هي يتجاهلها ؟!!

هي يُعرّضها للإهانة بجلوسها كالتمثال في تلك القاعة التي ما علمت كيف ستجلس فيها امامه ؟!

مرتبكة ترتب نفسها وشعرها وتمسح على شفتيها بأصابعها ، هل ما زالتا متوردتان ؟!!

ولكنه كان قد غيّر وجهته ، والان يا يوسف قبل ان اغير رأي وقبل ان تقرر ان تمحيني من حياتك سأجتاح حياتك كطوفان وسأغير كل المقاييس !!



بينما الرجل المسكين من خرج من المستشفى تاعبا ولاهثا من الالم يُفاجأ بحفل نظمته النساء !!

حفل لا طاقة له في حضوره ، حتى الوقوف نصف ساعة لا يقدر عليه لكي تُفاجئه تلك النسوة امه وغيرها !! بعدد كبير من الناس وكأنه عيد الاستقلال !!



شرع في التفتيش بين ثيابه يبحث عن بجامة مريحة ليتمدد على السرير الذي وفي الحقيقة قد مل منه ولكنه قدر لابد منه !!



وعلى غفلة كان الباب قد فُتح بقوة ضاربا الجدار وكتلة البنفسج والياسمين تقف متكتفة اليدين على صدرها النافر

يرتفع صوتها في المكان وكأن بها تبعث بشرارات اليه من عينيها التي تقذفه بسهام لو ارادت لقتلته من حدتها .!



إستنكر فعلتها المتخطية الحدود وهو يتجنب النظر اليها وينظر مجددا الى تلك الخزانة ويبحث عن باقي ملابسه الداخلية فهو يريد ان يصب على جسده ماءا عذبا ليطهر جسده من الدنائس !



_ انظر الي ، اكرهتني حقا يا يوسف ؟!!

لم تعد تطيق حتى النظر الي ؟!!



كلماتها كانت صدمة قاتلة لها وهي تبكي بحرارة ودموعها الساخنة اخذت مجرى لها على خديها الحمراوين فزادت شفتيها قتامة

_ ياسمين كفاكِ تمثيلا لم يعد لي طاقة في الرد عليكِ ولا للإستماع لكِ ، فكل ما تطلقينه هو مجرد اكاذيب !!



هي تلك اذا السموم يجب الان وحالا تبادلها فليقفا على ارض الحقيقة فليظهر كل منهما مشاعره المجردة تجاه الاخر الذي قصفه وارداه حيا قتيلا !!



تصرخ في وجهه

_ اكاذيب ؟!! عن اي شيء تتحدث ؟!! منذ متى وانا اكذب عليك ؟!! انت من تركني وحيدة ، تركتني في احضان المجهول

فلتفرغ الان كل حياتها امامه فلتقل ما كتمته سنينا فيوسف لن يرجع ، لن يرجع

تنهار على الارض ساقطة وهي تنتحب

تنتحب حسرة على نفسها ، على شبابها الذي اضاعته في سبيل سلامة من ينكر عليها الان وجودها معه ولا يطيقها

تيبست يداه على ملابسه وطأطأ رأسه بحزن وهو يستمع لآهاتها الصادقة







لا يريد النظر اليها

لا يا ياسمين ليس الان ، ليس بعد ان خسرتك

ليس بعد ان احببت امرأة اخرى

وليس لك عندي عذر !!

تكمل بين شهقاتها المجروحة وهي تشير بإصبعها في كل اتجاه



- لا يا يوسف لن تنهيني بهذه السهولة بعد ان انهيتما على حياتي

انت وهو السبب في دماري والان كلاكما قد تخلى عني

هو بحبه المجنون المقزز ، وانت بتخليك عني ولا مبالاتك

حتى انك لن توفر فرصة لاهانتي كلما التقيتني

هل تأخذ بثأرك مني ؟!! اجبني لما انت صامت ؟!! اجبني !!

كان صراخها عاليا وحادا لم تعد تخشى شيئا ولا حتى كل الناس المجتمعون في القاعة الذهبية فرحون ويشربون لسلامته !!

بدا المكان وكأنه قد صمت !! يبدو انه لا احد يتنفس غير الفراغ وغيرهما !! ويبدو وكأن الجميع قد اصاخ السمع الى هذه الحجرة !!

يصرخ في وجهها بدوره وكل ملامحه قد ثارت ضدها

_ ماذا تريدين مني ان افعل ؟ الستي متزوجة ؟!!

الستي انت من باعني في عشية مشؤومة ، لالا لم يكن بيعا بل كان اذلالا

كل تلك الاكاذيب عن اغتصابك وانتزاع شرفك

كل عائلتك وعائلتي الذين اجتمعوا لقتلي

اهنتني ، اهنتي الكرامة ، فرقتني عن اهلي ، كم من السنين تمنيت ان ارجع لارى اخوة واخوات حولي وبلمح البصر تختطفين كل شيء مني ؟!!

طردوني من بلادي بسبب كذبتك الحمقاء .. نهبوا ورثي واموالي ، صرت في بلادي وحيدا لا احد حولي لا احد !!

كله بسببك ، وبعد كل ذالك لا تريدين ان تتركينني وشأني








اتركيني يا ياسمين ، اتركيني فهذا .. ويدق على صدره بيده المضمومة .. القلب لم يعد لك ، لم يعد ملكك !!

سيقتلها برصاصته الاخيرة

هذا القلب ملك امرأة اخرى !!

لا حاجة لي بك ..!



_ تهذي انت تهذي .. تهجم عليه تمسكه من قميصه لتقوم بهزه بعنف وهي تشهق غير مصدقة

لا يا يوسف لا لا تقتلني ، لا تقتل الامل الوحيد لي في الحياة ، قل انك تكذب ، قل انك فقط تريد ان تغيضني ، قل انك فقط تريد ابعادي عنك ..

لم يمسكها لم يحركها ولم يلمسها . هي ذي ياسمين انانية في الحب !!



ولكن الكلمات التي خرجت بالتوالي من فمها ابقته جليس صدماتها



وفيما مضى من حياتها

.

.










.

.



تمشي بين الاشجار بعبائتها السوداء وخمارها الاسود الذي امتلئ دموع قهر وخيبة

ترى انوارا بسيطة في المنزل من بعيد لابد وانهم في العرس فالوقت ما زال مبكرا

وعلى فجأة وغفلة منها يدين تحيطان خصرها بمسكة قوية وتكمم فمها ليجرها وهو يلهث

حاولت الصراخ ولكنه كان قد كتمها حتى كادت تموت لم يعد هناك نفس

كل شي اختلط بشيء والخمار كاد ان يطبق على صدرها وجزء كبير منه قد دخل داخل فمها

حاولت الرفس بقوة برجليها والصراخ الذي خرج فقط على شكل همهمات

ودموعها اغرقت لها وجهها وغطائه







يا الهي مالذي يحدث من الذي يكبلها ، البواب ؟ ام شخص اخر .

والرجل الاخر كان قد تلاحق بخطواته واسرع بمشيته الى ان وصل الى مبتغاه الى تلك السيارة السوداء المنتظرة على باب البوابة الجانبية

انوار اعمدة الاضاءة التي تنير الحي الهاديء ورجل اخر يقف مراقبا للشارع ويفتح الباب على عجل لصاحبه

رماها بسرعة في السيارة وركب بجانبها لم تلحق على الصراخ

هجمت على الرجل الجالس بجانبها وكأنه لم يفعل شيئا تخمشه بوجهه وتضربه على رأسه وعلى ذراعه وهي تصرخ

وانهالت على نوافذ السيارة المعتمة بالطرق والدفع تريد الفرار والخروج قبل ان يودى بها

_ ايها الحقير اتركني مالذي تريده مني

اخذت تصرخ بصوت عالي حتى بح صوتها ابييييي اميييي النجدة النجدة ساعدوووني يوسسسسف اه يا ربي

تركها وهي تصرخ وتستنجد وهو قد اعطى اوامره بوجهتهم مصطبرا على جنونها ربما حتى الان لم تستوعب الامر ولم تتعرف عليه

وهي لم تعرف شيئا لا ترى بوضوح ما يجري فقط صوت نواحها وصراخها الذي لم يهدءا وهي متاكدة انها الليلة ستنتهي



فهي مخطوفة !!

توقفت السيارة فجأة عن المسير نظرت حولها بسرعة وخوف ورجفة صاحبت اطرافها ترتعش بسرعة وقوة ، تجمدت مكانها لم تستطع الحراك فلحظة القضاء عليها قد حانت صرخت فجاة وذالك الظل يقترب منها لااااااااا لا تلمسني لاااااا

ولكن ما لبث ان رفع الخمار عن وجهها وهي مغمضة العينين بقوة من الخوف وهي تدفع نفسها ابعد ما يمكن عنه وتلتصق بقوة في الباب

سمعت صوت باب يـُـفتح ويُغلق على الفور .

كان السائق الذي تركهما وحدهما فمن الواضح خاطفها يريد قول ما في جوفه او ما في جسده !

جمع يديها بقوة بين يديه وسمعت صوته وهو يترجى : ياسمين ، ياسمين اسمعيني انظري الي







يا الهي خاطفها يعرف من هي ولكنها تعرف هذا الصوت فتحت عينيها ببطىء لتصدم من الوجه الماثل امامهما

تحولت ملامح وجهها الى الحقد والقسوة والرغبة في تقطيعه باسنانها وهي تهجم عليه بصفعات على وجهه

_ ايها السافل المنحط ايها الحقير الخسيس كيف تسمح لنفسك ، اقسم انك لن تفلت من العقاب اقسم انني ساخبر ابي وعمي عنك ايها ..

اخرسي ... جاءها صوته عاليا قاسما اياها انصافا مخيفا وجادا لينخفض صوته بسرعة وهو يغلق عينيه لوهلة مترجيا

_ ياسمين ارجوك اسمعيني

_ مالذي تريد مني سماعه ايها الاحمق تختطفني من منزلي بهذه الطريقة البشعة ، قل مالذي تريده مني ، لماذا فعلت ذالك واين نحن ؟!!

استنشق انفاسا متتالية فهو لا يصدق انه معها في نفس المكان لا يفصله عنها الا انشات يستطيع ان يأكلها بسرعة ، لا يصدق ان حب حياته قريبة منه حد الموت ويتحدث معها فهي بحياتها لم تعطه الفرصة ليتكلم معها كانت فقط امامه صورة مقدسة يراها فقط ولا يلمسها او يقربها وهو فعل ما فعل الان الا لكي يكون معها لوحده !

تكلم بصوت كله هدوء وشجن بينما كانت تنظر اليه بعيون دامعة مصدومة غاضبة ناقمة فهو كاد ان يطيح بقلبها

_ ياسمين انا احبك !!

فغرت فاه وفتحت عينيها على وسعهما غير مصدقة لهذه المهزلة التي يقولها وكأنه اعتراف حياته وكأنها حرة كي تفرح به وله

تصرخ في وجهه بقسوة

_ هل جننت ؟!! هل فقدت عقلك ام انك احمق ايها المعتوه ؟!!

كل تلك الشتائم التي انهالت بها عليه لم تكن ما ينتظره ليكمل هو بذات الهدوء المخيف

_ لابد ان تتطلقي !! اليوم !!

_ ماذا ؟ ماذا تقول ؟ لم اسمع ؟ اعد ما قلت !! لابد انك ابله !

لابد ان اخرج من هذه السيارة الان وهمت بفتح الباب الذي لم ينفتح اخذت بالدق العالي على الباب وهي تصرخ في وجهه بقوة

_ افتح الباب افتحه حالا ، الا تفهم افتحه قلت لك انك تقودني للجنون ، انتظر فقط عندما سأعود الى البيت سيكون عقابك عسيرا !!





ولكنه كان قد فقد صبره معها لتتحول ملامح وجهه الى الجمود والغضب والحقد

يمسك بفكها بقوة كاد ان يكسره وكأنها ليست المرأة التي كاد الآن ان يموت حبا بها

_ اسمعي جيدا ايتها المدلله اما ان تتطلقي اليوم وام ان ..... اقتل يوسف !!

صاعقة نزلت على رأسها لم تصدقها اصبحت مشدوهة مشوشة وهو يكمل

وهو يشير برقم ثلاثة باصابعه الكبيرة السمراء وهو يحدق في وجهها بتهديد وينفث سمومه

_ ثلاث قناصين ، احدهم عند شقته ، والاخر عند منزلك ، والثالث يتبعه اينما ذهب

اذا قلتي الان لا ورفضتي فمن هو عند شقته سيفرغ رصاصه في رأسه

واذا رفض تطليقك غدا صباحا يخرج من المنزل محملا .. او من الثالث !!

ايهم تفضلين ؟!! وهو يبتسم ابتسامة الخبث في وجهها

لا داعي لان تضحّي بحياته فالامر الان هو بين يديك !!

دموعها التي ابتلعت ملوحتها مرارا وهو يتلو عليها خطته الخبيثة حاولت ان تبصق على وجهه فلم تستطع وهو يقترب من وجهها اكثر والان ما قولك ؟!! يا حبيبتي الصغيرة ؟!!

ارخى يديه قليلا ليسمع ما تهمهم به

_ اذهب الى الجحيم ايها الحقير فامثالك سيخجلون انهم من الرجال ؟!! تريد تطليقي من يوسف لاي سبب ؟!! مالذي فعله لك يوسف ؟ لماذا تريد قتله ؟!! اتظن انك ستفلت سأخبر الجميع عن خطتك وسيفتتونك !!

كانت ضحكة مجلجلة تلك التي خرجت من حنجرته لتنخفض رويدا رويدا ويمسح بعدها على شاربه الغليظ

_ انا لا اريد يوسف في الحقيقة انه يضايقني منذ ان اصبح زوجك !! ولكن ليس بعد الان ، واذا اردت قتله الان سأرفع الهاتف فقط واعطي الامر بالاجهاز عليه اتظنين ان احدا سيستمع اليك ِ ؟!!، ثم انا اريدك انت ، انت فقط وليس غيرك ؟!!

ها ما قولك .. حياتك ام حياة يوسف !!

_ لاااااا لااااا ايها الخبيث الحقير سأقتلك اقسم انني سأقتلك ، اذهب و واجه يوسف ايها المجرم اتظن نفسك رجلا بهذا العمل ، ستندم اقسم انك ستندم على ما تفعله



_ هياااا اسكتي الان وقرري انت ام يوسف وهو يمسك بالهاتف بين اصابعه







هو جاد وجاد جدا فعمله في الاستخبارات الداخلية يؤهله لفعل ما يشاء دون حسيب او رقيب او رادع تعرف هي ذالك جيدا وتريد الان ان تنكره بالقوة لا يمكن ان تتطلق من يوسف ، حب حياتها الذي خذلته الليلة سيقتله ، سيموت ولن تراه !! اتصبح ارملة يوسف !! ثم ياتي هذا ليأخذها بين ذراعيه !!

_ انهالت على يديه تريد تقبيلها وهي تترجاه لاااا ارجوك لاااا لا تقتل يوسف ، ارجوك ارجوك سأفعل كل ما تريد سأتطلق من يوسف كما تريد ولكن اتركه وشانه ، اقسم ان قتلت يوسف سأقتل نفسي من بعده

لم تكن هذه العبارة بالذات منتظرة ، ترهن حياتها بحياة يوسف إن مات ستموت ؟!!

لن يتحمل فكرة فقدانها من حياته فهو فعل كل ما فعل في حياته من اجلها ، من اجل ان تكون له ليأتي ذاك اليوسف من تلك البلاد الغربية لينسف كل خططه !! من اين خرج له ، من تحت الارض ، حياتها متعلقة بيوسف ؟!!

لينطق من بين اسنانه غاضبا مرتجفا : تبا لك وليوسف ، حسنا سأفعل ولكن اليوم صباحا ستتطلقيين

انهارت لم تعد تحتمل اذا سنفترق يا يوسف ، سنفترق على غفلة منا ؟!! نتطلق او تموت ؟!! تعالت صرخاتها ونحيبها الحاد ودموعها التي حفرت مجرى تتساقط على عبائتها تمسك على صدرها وكأن قلبها يُطعن بالفراق الإجباري

ستفارق حبيبها و روحها و حلمها ، ستفارق يوسف !!

تمالكت نفسها ومالذي يجب قوله للطلاق الاجباري كيف سأقنع اهلي الذي يعرفون كم احب يوسف انني اريد الطلاق منه ؟!!

وما ان نطقت بهذه الكلمة حتى انهال على ملابسها تقطيعا وعلى وجهها صفعا وهي تصرخ وترفس : يا الهي ايها المجنون اتركني النجدة النجدة

وجهها قد تورم بعلامات زرقاء وانفها قد سال الدم منه وشفتها العلوية قد جُرحت ، عدوانه كان انتقاماً !!

يبتعد عنها قليلا لاهثا متعرقا وعلامات الخربشة على وجهه تخط خطوطا حمراء

_ سنقول أنه اعتدى عليكِ!!



.

.

.





هذه هي الحقيقة يا يوسف صدقني ارجوك صدقني ، اقسم انني لم اكذب بكلمة واحدة اقسم !!

كانت هناك تمسك بيديه الباردة الغير مصدقة وقد انتفخت اوداجه

شعر بالاعصار يجتاحه واراد الان حالا قتل ذاك التعيس بيديه هاتين سيخنقه الى ان يلفظ انفاسه!!

ياسمين اجبرت على الطلاق كما ارغمت على الزواج ، اي امرأة ستتحمل ما تحملته

خطف وضرب وتهديد .

يا الهي مالذي يحصل ؟

صرخ بعلو صوته

_ لماذا لم تخبريني ، أظننتِ أنني سأخاف منه ومن تهديداته ؟ كيف سمحتِ له ان يستخدمك ، لا ااا ليس انت فقط بل كل العائلة

لماذا يا ياسمين لماذا ؟!! لماذا سمحت له بدمارك ودمار حياتنا ؟!! لماذا لم تفضحيه عندما كنت هناك يومها كنا نستطيع فعل شيء ولو كان موتي ، لا ان تدعينني اظن انك مخادعة وكاذبة ومنافقة !!

تورم وجهه من الغضب كل تلك التفاصيل تكاد تميته حياته بكاملها هُدمت بفعل فاعل !!

يسمعها تهمس بخوف ..

لقد خفت عليك لم اتحمل فقدانك ، لا يا يوسف سأفقد نفسي قبل ان افقدك ، وهي تمسح دموعها بكفيها

انا هنا الان ساتطلق منه هنا ونتزوج ونعيش هنا وننجب اولاد خاصين بنا انت وانا ونبتعد عن كل المشاكل ارجوك يا يوسف !!

كانت تتكلم بسرعة ولهفة تارة تضحك وتارة تدمع فتواجدهما هنا معا و زوجها ليس موجودا هو فرصة كبيرة لخطتها الناجعة !!

تتطلق ، اولاد ، يتزوجا ، ومريم ؟!! مالذي سيفعله بمريم لابد ان يعود لها ، لابد ان يجدها !!

رغم كل تلك الاشياء الصادمة فياسمين اضحت جزءا من الماضي الذي دفنته معها

ولكنها من تحمل عبئ الماضي قد فدته بحياتها دمرت حياتها في سبيل ان يضل حيا !!

يا الهي كم ظلمتك يا ياسمين !!

يضع كلتا يديه على رأسه وهو يشعر بدوار وصداع سينسف رأسه لتكمل هي ما بدأته



فيما مضى من حياتها

.

.

.



شهور العدة التي اصبحت فراغا وخواءا وبلا لون ولا طعم كل حياتها ليس لها الان من لزوم

شحب وجهها وصار ابيضا كالموت فوق بياضها حتى شفتاها الورديتين اصبحتا بيضاوين تماثلان لون وجهها

عينيها المقعرتين لا شيء هناك لا شيء تبدو كالزجاج

تدور في حجرتها توقع الاشياء عمدا او بدون قصد مشتتة الذهن غائبة الوعي

جسدها تلاشى وشعرها فقد بريقه الخلاب

سيحصل عليها جثة هامدة ، وتلك اللوعة التي تصاحبها كل تلك الشهور لم تعرف سببها ولم تفطن لحالها

تكاد تتقيأ قرفا منه ومن حياتها بل تقيأت احشائها منذ ان تطلقت من يوسف

يوسف الذي رحل عن الديار ولم يعد معها لا جسدا ولا روحا

يوسف الذي اذلته امام عائلته وعائلتها بتهمة باطلة

مالذي ظننته وتظنه بي الان يا يوسف ؟!!



ايام فقط ما تفصلها عن زواجها الثاني

لم تكترث فهو من ارادها بهذه الطريقة اذا فليرضى بالامر الواقع ذالك المنحط السافل

تغيرت ملامح وجهها الى الحقد وهي تقسم في نفسها

انه لن يحصل عليها في حياتها لا حية ولا ميتة ، ستقوده للجنون وستريه نجوم الظهر سترى سترى !!



وتلك الايام قد مضت لترتدي ذالك الفستان الابيض العذري تتنقل بين الايادي من يلبسها ومن يزينها و من يعطرها وهي غااائبة فحياة اخرى بعيدة عن يوسف ستبدأ ستكون الليلة حليلة رجل سيأخذ ما منعت يوسف من اخذه بالكامل !

منعت يوسف من الفرح وابت عليه الا ان يقع اسير حزنها ، أستحق كل هذا يا يوسف استحقه !!



ترى الناس يرقصون ويزغردون ويصفقون ويتقفازون و كأنهم كالقرود ، تدير وجهها في القاعة فلا ترى احدا ولا تميز وجها وهي مالذي تفعله هنا من الذي احضرها اكانت غائبة عن الوعي ، ام هي واعية فاقدة العقل ، فهذا زواجها من رجل اخر ليس يوسف ، لن ترى يوسف بعينيه الخضراوين الكحيلتين ولا بطوله المهيب ولا بملابسه الانيقة الفخمة لن يجلس بجانبها هنا اليوم ليمسك بيدها ويقبلها وينقل الخاتم الى يدها اليسرى لاثبات انه قد امتلكها ، لن يحملها على ذراعيه الى مدخل شقتهما او ما كانت شقتهما !!

الن تمارس كل تفاصيل الحياة مع يوسف ؟!! الن يعود الى حياتها مجددا ؟!! أحكم عليها شخص من سكان الارض بالموت والدفن اليوم ؟!! لا لن تسمح بذالك لا ، لا ، لااااااا

هي تلك الصرخة التي اطلقتها العروس الحائرة الحزينة وهي تصرخ في القاعة المليئة بالحضور التفت الجميع مصدوما اليها وهي تصرخ وتمسك على صدرها وكأن جبل قد اطبق عليه ستصرخ باعلى صوتها باسمه

يوسفففف يوسففففففف لاااااا لا تتركني يا يوسف

انطفأت الموسيقى وجلس من جلس ونهض من نهض واهل العريس الذين كادوا ان يقفزوا اليها ليمزقوها على هذه الاهانة العظيمة ولكن احداهن قد تداركت الامر بالاتصال في ذات الوقت الذي جمعت فيه العروس فستانها الضخم الطويل جدا وهي تقف تجمع الفستان في قبضة وتبدأ الجري نحو باب القاعة فيما الكل كان يتفرج مفتوح العينين ، لا بد من عين اصابتها وامها التي اخذت في الركض خلفها وام العريس كذالك فالعروس قد جُنت وتريد الهرب !!



فتحت باب القاعة على مصراعيه ولكنها كانت قد سقطت في اياد قاتلها وهو يهم باحتضانها يمسك بقبضتيها يأسرها بين ذراعيه يشير لامه برأسه ناطقا بسرعة وخوف : هات غطائها !!

ابتعد عني ايها المجرم ابتعد ايها الخسيس انا لا اريدك اقسم انك ستندم يوسفففف

يا الهي امي بسرعة ، يصرخ في وجه النساء اللاتي تملكهن الفضول وخرجن بسرعة خلف العروس ليرين باقي المسرحية عسى ان يفوتهن شيء منها وهن يتهامسن ، الكل هناك يعلم من هو يوسف ، فمنهن من اعتقد حقا انها مازالت تحب زوجها السابق شعرن بالأسف عليها وامه تحاول تغطيتها ليحملها عاليا بين يديه وهي ترفسه وتضربه على صدره بكلتا يديها ويخرج بها مباشرة الى السيارة المزينة بكافة انواع الورود !!










يتبع ....





نهاية المشهد السابع عشر ..

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:51 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

المشهد

( 18 )
















المـــــــــواجهة الســــــــابعة



فيما مضى



بصعوبة استطاع اخراجها من السيارة بذالك الفستان الضخم الذي يلتف حولها

ارتعدت فرائصه خوفا عليها وعلى قلبه الذي و اخيرا قد لامس الحلم !

نعم هو لم يتوقع الكثير في هذه الليلة !

في نفسه قرر ان يصبر عليها فهي تستحق ،

وكذالك يعلم ان ما فعله معها لن تغفره له بسهولة فهو رجل لن يخدع نفسه !

مع ياسمين بالذات كل شيء يبدو ناقصا وهي الوحيدة التي تبدو في نظره في منتهى الكمال حتى نفسه !

تقيأت على ملابسها حتى امتلأت ، أكل ذالك قرف مني يا ياسمين ؟!!

كانت منتهية نامت ولم تصحو ؟ فضلت ان تنتقل الى العالم الاخر ، عالم الموتى او عالم النائمين الابديين !!

ملابسه كذالك قد امتلات قيأً ،

اه يا ياسمين قد حطمتك أعلم ذالك ولكني اقسمت منذ زمن بعيد لا تعرفيه ان لا تكوني لغيري وها قد تحققت امنيتي فها انتي هنا احملك بين ذراعي لبيتنا ،

حتى وان كنتِ غير راضية سترضين قريبا فأنا لن اوفر شيئا تتمنينه ولن افعله ،

يفتح بمقدمة رجله باب الغرفة الحمراء البديعة الجمال ، فمن اجدر من ياسمين لكي يصمم لها غرفة كغرف الملكات !!

الاثاث الاحمر الذي يخطف الانفاس والثريات الكرستالية العملاقة المدلاة من الاسقف المزينة بالجبس والابواب الزجاجية وحوض الاستحمام الذي في زاوية الحجرة فكل مرة تريد الاستحمام لا بد وان تفعل ذالك امامه !!













السرير الكبير ذو الاغطية الحمراء الموشاة بالنقوش على الأطراف لتبدو في قمة الفخامة على سرير ذو اعمدة تغطيه الستائر الحمراء القانية فتلامس الارض ،

هناك سيقضي معها وقتا حميما وستحبه !!

كل شيء كان مثاليا لليلة مثالية فيما عدا العروس النائمة التي لم تكن كذالك !!

وضعها بهدوء على السرير حتى لا يوقظها



واقفا متأملا اياها وهو يخلع الجاكيت عن جسده ثم يرفع اكمام قميصه الذي فك ازراره الفضية ، ازاح ربطة العنق وفتح الزر العلوي من القميص الابيض وخلع حذائه بجانب السرير ..

جلس قبالتها على السرير يتنهد عشقا ً

الفرح هو عنوانه الليلة بل سيطير عاليا حتى يلامس اطراف السماء فملاكه هنا على سريره

هل للدنيا ان تقترب منه اكثر ؟!!






وهو ولأول مرة يمرر يديه على ذالك الشعر الذهبي الحرير ي ، غير مصدق وهو يمسك بخصلاته بين اصابعه يمسكه فينزلق ، ثم يمسكه مرة اخرى ويتركه لينزلق كالماء ،

ضايقه ذالك الفستان الذي لا يعطي جسدها حقه بوسعه الملفت نعم تبدو مذهلة فيه ولكن يريد ان يراها بدونه !!

رائحتها العذبة ذوبته فهو الان بالقوة يدافع عن نفسه امامها !

تقرب منها رويدا حتى وضع يديه تحت ظهرها ليفك بسرعة تلك العقدة التي تمسك بها قمة الفستان وهو يتقرب من وجهها اكثر وانفاسه تلفح وجهها النائم الغائب عن هذا العالم ليلثم ثغرها الندي لثمة صادقة ناعمة حريرية خاطفة اشعلته !!

لا يريد الحصول عليها نائمة ، يريدها بكامل وعيها !! لذالك تنهد تنهدات متلاحقة وهو يسيطر على تلك المشاعر الجياشة وببساطة يزيح ذالك الفستان عن جسدها لتبقى ملقاة على السرير بملابسها الداخلية ..!!



يبتعد عنها قبل ان يتهور ليلامس ذالك المخمل الباهر !! يجلس على الكرسي ويسند ظهره اليه ويشبك يديه ليضعهما قبال شفتيه ويغمض عينيه

في تلك الظلمة الحالكة تنير السماء ضوءا جميلا لامعاً كالألماس المتراقص حول تلك الصغيرة التي يلاحقها الصبية اينما ذهبت

محط انظار الجميع دون استثناء كانت بجمالها ودلاالها وادبها ، يراها ولا تراه ، فمن هم بجمالها لن يروا من هم ببشاعته !!

لا تقترب منه ولا تحدثه ولا تعيره انتباها كلما التقت نظراتهما ابتعدت عنها بنفور وتكبر !!

يذكرها عندما بدأ هذا الجسد يتفجر انوثة فلم يحتمل بعد الان منظرها وهي تجري وتلعب مع الصبية ، لم يواجهها بل بلّغ عمه الذي امرها بدوره بالتحجب والتستر عن العيون ، بدت اجمل واطهر وانقى !!

يتذكر ايضا انها كلما ذهبت الى المانيا تأتي محملة بأساطير وصور وذكريات عمن يُسمى يوسف !!

ساحرها كان ذاك اليوسف ، لم يعلم لماذا الا عندما رأى صورته !!

لا يقارنا ،لا مجال للمقارنة بينهما فالفرق بينه وبين يوسف كالفرق بين الثرى والثريا!! فالياسمين جميلة تحب الجمال !!









كره المانيا وكره نفسه لأنه يبدو بشعا !! لا يمت للجاذبية بصلة !!

ضخامته وسمنه وسمرته وفمه !!

كيف ستميل اليه ؟!! كيف سينافس يوسف البارع الجمال ؟!! كيف سينتصر عليه !!



هي اللعبة والخدعة والمناصب الجبارة !!

هي القوة والسلطة !!

هي السياسة !!

سيكون سياسيا جبارا وسيتقرب من اصحاب النفوذ حتى يكون منهم ففي رأسه خطة ولابد وان تنفذ !!



وكبر وتعلم وخاض تلك الاسلاك الشائكة السياسية ، حتى اصبح احقر منهم !!

بل اصبح زعيمهم !! فكل شيء اصبح يدار بين اصبعين ، حتى الحب !!



يفتح عينيه على هزات متتالية تصدر من السرير الملكي

يضيق ما بين عينيه مستغربا من اين تأتي تلك الاهتزازات ؟!!

ولكن الجسد الابيض الذي بدأ يرتعد وكأنه في مهب الريح باهتزازات سريعة قوية وصوت اصطكاك اسنانها لم يتوقف ارعبته

اقترب منها ليرى ما الأمر والأنّات التي كانت تخرج من بين شفتيها تتراجع اكثر فأكثر حتى تختفي

فيما زاد جسدها ارتعاشا ارتبك لم يدري ما يفعل اخذ فقط في النظر اليها بعينين مفتوحتين تائهتين مرتبكتين ماذا يحصل ؟!!

اقترب بجسده منها ولكن تلك الحرارة التي كانت تخرج من جسدها كانت كافية لسلق بيضة

ارتفع صوته وهو يحدث نفسه يالهي انها محمومة ، ابله كيف لم اعرف ؟!! وانا الناس طوال الوقت امامي يصابون بالحمى ؟!!

تلمس جبهتها التي لسعته حرارتها تراجع مخدرا واضعا يدا على رأسه يمسح عليه بسرعة ماذا يفعل ؟!!

.
.






رجليه التي تلقائيا اتجهتا الى تلك الثلاجة الصغيرة بجانب السرير المليئة بالحلويات والماء والشوكولا ، بحث في الفريزر الصغير ليجد تلك المكعبات الصغيرة من الثلج اخرجها بسرعة وانطلق يعدو الى المطبخ التحضيري ليجلب بعض الاكياس

فتش في جميع الادراج فلم يجد ، تركها ونزل مسرعا الى المطبخ الكبير في الصالة المفتوحة قلب الادراج رأسا على عقب ليجد بعض الاكياس الصغيرة في النهاية

ركض للاعلى وهو يتخطى الدرجات لاهثا منزلا على نفسه شتى انواع اللعنات !!

وصل الى المكعبات الثلجية التي ملأ بها كيسين يغلقهما بإحكام ويدق بهما على الطاولة لكي يفتتا قليلا وهو في كل مرة ينظر الى المرأة المهتزة على السرير ، يعلم انها لابد وان تنقل الى المستشفى في هذه االحال ولكن سيجرب اولا حظه فلربما تصبح أفضل !!

انتهى من الدق وركض نحوها ليضع الكيسين تحت ابطيها ثم انطلق الى الحمام ليحضر بعض المناشف البيضاء الصغيرة المليئة بالماء البارد ليضعها على رجليها وفوق رأسها متأملا ، يا لها من ليلة !!



انتظر جانبها ساعة بأكملها وهو يتلمّس جسدها ولكن الحرارة ترتفع ولا تنخفض

ياالهي لابد من نقلها الى المستشفى !!

ركض من جديد الى غرفة الملابس ليقلب بين ملابسها المعلقة والمكدسة على تلك الارفف الخشبية العتيقة فلم يجد شيئا مستورا : تبا يا الهي ما هذا اين هي الثياب اين وضعوهم ، اسقط كل الملابس على الارض في فوضى ، لم ينتبه الى العبي والجلابيب المعلقة على علاقة الملابس !!

فضل ان يتجه الى ملابسه لينتقي ثوبا اسودا طويلا تقليديا يلتقطه بسرعة ويتجه اليها يلبسها اياه على عجل وهي تهتز وتندلع حرارتها وكامل جسدها اصبح احمرا قانيا من الحمى !!

ينزل بسرعة الى المخرج ليرميها على الكرسي الخلفي ويدعس الفرامل التي اصدرت صوتا حادا الى المستشفى !!



امام غرفة للعناية الخاصة في مستشفى خاص لا داعي للانتظار امام حجراته للفت نظر الاطباء فقط هنا ان تدفع المال فتفتح كل الابواب امامك !! فما بالك بشخص بموقعه واهميته في البلاد ستغلق المستشفى بأكملها لأجلها فقط إن رغِب !!













ينظر الى الممرضتين ذواتي اللباس الابيض والقبعات البيضاء بدَونَ مسالمات أليس هؤلاء هم ملائكة الرحمة ، سيعتنون بها وستفيق !

محلول خفض الحرارة المعلق ليجري في عروقها وهي ملقاة فاقدة الوعي بما حولها قالوا له ان درجة حرارتها هي واحد واربعون !!

لا يعرفون السبب بعد ، تركيب كل ساعتين مضادات حيوية ووضع اكياس من الثلج على جانبي جسدها

يطمئنونه انها ستكون بخير تحتاج لثلاثة ايام ثم ستستعيد صحتها الا ان الطبيب الواقف امامه وهو ينزع نظارته شارحا له الوضع ومستفسرا : سيد فؤاد لا تقلق انها حمى ، اخذنا عينات من الدم للفحص بعد قليل سنطمئن اكثر عليها .يومئ له برأسه ويتركه قلقا مكانه !





ودقائق فقط حتى كانت النتيجة بين يديه وهو ينظر الى الطبيب الجالس امامه على مكتبه : سيد فؤاد المدام كما توقعت حامل في الشهر الرابع ، المرجح ان الحمل قد سبب صدمة لجسدها الذي لم يعرف كيف يتعامل مع الحالة الجديدة عليه فارتفعت الحرارة عادة هذه الحالة تحدث في بداية الحمل وليس بعد فترة ولكن في حالة ياسمين قد تكون حمى والحمل في ذات الوقت ، على كل ستكون بخير وقد اخذنا في الاحتياط امكانية ان تكون حاملا ، وهو يمد له يده بالمصافحة مهنئا ومبتسما : الف مبروك لا تقلق سيكونان بخير !!



كُسر وتحطم وتهشم ، وقع من اعلى قمة ليرتطم على رأسه بقوة مفتتا اياها

ياسمين حامل !!

زوجته التي تزوجها الليلة حامل ؟!!

حامل مِن مَن ؟!! من يوسف ؟!! قد خنتني يا ياسمين ؟!!

الخذلان وانكسار روحه وانشقاق قلبه ورغبة في تفجير رحمها الذي يحمل طفل غريمه ، يحمل دماء والده داخلها ؟!!

اذا يا ياسمين قد كنتي تعبثين معه وانا من ظن انك الشريفة العذراء ؟!!

ألست عذراء ؟!! ألن اكون اول رجل يلمسك ؟!! قد انتهى الامر ؟!!



سقط صريعا في الظلمات عشقه الابدي ليست عذراء بل هي حامل بطفل عمره اربعة اشهر ؟!!

أكانت تعلم ؟!!

ازدرد ريقه الجاف مئات المرات شعر بالاعياء الشديد وبروحه تخنقه على ابواب حنجرته التي فقد صوتها !

أخذ يضرب على وجهه بكلتا يديه بقوة وغضب سيمحوها من الوجود سيمحو يوسف من الوجود وسيمحو طفلهما من الوجود !











روحه التي كانت تزمجر زمجرات الموت المحتوم ، فليلة العمر تحولت الى كابوس لن يفيق منه الا بالموت !!



الرجوع الى تلك الغرفة كانت كالقبر الذي افرغ فيه سيول عينيه ،

وانفه وروحه قد تشبعا برائحة عطور الياسمين .،

تلك القنينات الفخمة التي تهشمت الى قطع مثله !!

بملابسه التي لم يخلعها منذ يومين

قد تساوى الليل مع النهار في تلك الغرفة المظلمة

من يدخل ذالك المنزل سيخيل له انه مسكون بصوت بكاء وعويل ثخين مخيف !

، يبكي نعم يبكي بوجه احمر ويديه تضمه وعينيه استرسلتا في البكاء قهرا ،

دموع الرجال الغالية التي سكبتها في سبيلك يا ياسمين ستبكينها دماً ويصر على اسنانه قهرا يكاد يكسر اسنانه من غيظه و بؤسه !

ياسمين اطاحت بقلبه و نسفت نسمات الشوق واللهفة !!

لم يشعر بالخجل من نفسه او من العالم فهو يريد الصراخ والبكاء عاليا حتى يفيق مجددا ، القى بجسده بقوة على السرير ،

سيتحول كل شيء الى السواد نفسه وحياتهما وهي !!

أعدك يا ياسمين خيانتك لن تمر مرور الكرام !!



ثلاثة ايام ملقاة في المستشفى لا أحد يعلم بوجودها فيه وهو لم يأتي ليراها منغمسا في أحزانه وخططه الانتقامية وكيفية التخلص من الحمل .. العار ؟!!









ايتركها تحمل وتلد وكأن شيئا لم يكن ؟!!، أيتركها الى ان تخبر عائلتها انها حامل من يوسف ، وهو ما منظره امام الناس ؟!!

طفل فقط خمسة اشهر ويحضر الى العالم ؟!!

طفل يحمل اسم ياسمين ويوسف الى ابد الابدين ، لن يحصل لن يحصل !!








على ذالك السرير الابيض والممرضة باللباس الابيض ووجهها الابيض .!
متعبة وترغب في النوم طوال الوقت تشعر بألم اسفل ظهرها وفي حوضها بالكامل ورغبة

متكررة في التقيء تجتاحها كل حين وحريق في جوفها لم تفهمه !

وبأعضائها تئن من الوجع والخمول

ترفع يديها وتنزلها بسرعة تريد ان ترفع تلك الخصل الكثيفة من الشعر التي تغطي عينيها تنظر الى الممرضة التي كانت تعدل وضع المغذي ثم تمسك بكراس الملاحظات لتسجيل حالتها اليوم وهي تبتسم مبتهجة وتقول بهدوء : سيدة ياسمين لا تقلقي فانت بأفضل حال وكذالك الجنين !! وتغمز لها بعينها !!

نظرت للممرضة لم تفهم وهي تشعر بدوار : جنين ؟!! اي جنين ؟!! وقلبها يخفق بقوة ارعبتها !!كم الفترة التي قضتها في غيبوبتها حتى تحمل ؟!!

: انت حامل بطفل ذكر يبلغ الاربعة اشهر وهي تبتسم ثانية !!



تدير رأسها في كل اتجاه حامل وطفل عمره اربعة اشهر؟

تغمض عينيها بسرعة وتفتحها شعرت بتنميل في اطرافها وقلبها صعد الى حلقها حتى كاد تنفسها أن ينقطع لتخرج منها شهقة قوية تضع يديها على فمها وعينيها قد اتسعتا في ذهول بينما الممرضة التي استمرت في الكلام : من الغريب ان زوجك لم يحضر منذ ان احضرك ولم يستجب للمكالمات الهاتفية اليوم موعد خروجك فلا بأس عليك وستكونين بخير والجنين كذالك ولكن قبلها الطبيب سيكتب لك على عدد من الفيتامينات والاطعمة الواجب عليك تناولها حتى نهاية فترة الحمل ، كذالك الطبيب قد فتح لك ملفا للمتابعة منذ الان تعرفين عينات الدم ونبضات الجنين وكل تلك الاشياء !!

سيدتي أهو حملك الاول ؟!!









ياسمين التي كانت في غير هذا الوجود كانت هناك في حجرة يوسف في شقتهما وهي تحسس على بطنها بكلتا يديها وهي تدور في تلك الغرفة الزرقاء الجميلة تتمدد على سريرها ويوسف بجانبها يربت على شعرها ويقبل وجهها فرحا بطفلهما وهو يتمنى ان تكون فتاة جميلة تشبهها تحمل نفس الملامح ونفس العينين ؟!!



فتستفيق على عينين باكيتين حمراوين تقدحان شررا بملابس الزواج !!



رفعت له رأسها في تحدي وعينيها تنطقان بما تنوي فعله

تنوي ان تخبر العالم اجمع اهلها ويوسف !

وهذه المشكلة ستنتهي الليلة بطلاقها الذي خالته سهلا من رجل مثله ..

سيتفاهمان ويطلقها بهدوء وترجع الى يوسف وتربي ابنهما بينهما ،

كل الحكاية لياسمين كانت بسيطة سهلة حلها في اطلاق سراحها والعودة طائرة الى جناحي يوسف .



ولكن وصولهما الى البيت الذي جمعهما ليلة واحدة خالفت كل امنياتها وتوقعاتها و تطلعاتها !!

وقفت امامه متنهدة متبرمة من النظر الى وجهه الذي تكرهه وهي تُحكِم غطاء رأسها حول وجهها وببرود خالف هيجانها الداخلي وفوضى جسدها: انظر يجب علينا ان نتطلق لا داعي لهذه المهزلة التي افتعلتها سأغفر لك كل شيء فقط طلقني !!

ولكن عيناه التي ارادتا ان يخرج الشيطان من بينهما ويده التي رفعها وبكل قوته يصفعها على وجهها

التفّت حول نفسها وسقطت على الارض بقوة مطلقة صرخة مدوية

اخذ ينتزع حزام بنطاله من خاصرته يرفعه عاليا وبقوة ينزله لينهال عليها ضربا ولسعا : ايتها الخبيثة الساقطة سلمت نفسك ليوسف ، ايتها الخائنة ! خائنة فاجرة !

اختلطت الصرخات ، صرخات تريد الهروب من العقاب بحمل طفل شرعي ، وصرخات الغضب من هذا الحمل الشرعي !!

قفز عليها وهي تتقلب على الارض لينهال بكلتا يديه صفعاً ولكماً متكررا على وجهها حتى ادماها وخارت قواها فهي ليست حمله !! ضربها وكأنها رجلا !!

أُنتزعت الرحمة من قلبه ، وهي يزفر ويزبد ويغلي من الغيظ والغضب

يصرخ بأعلى صوته : ستخسرين هذا الطفل ، ستخسرينه ، أسمعتي .؟!

حرام عليك ما تفعله اتقي الله يا فؤاد ارحمني ، كانت تستغيث وهي تحاول حماية وجهها وجسدها وبطنها من جبروته دون جدوى فالمنزل خالٍ إلّا منهما!.

أخذت تزحف شاردة تريد الفرار بجنينها و بنفسها وهي تصرخ وتستغيث بلا أحد !

اصطدما بالاثاث والكراسي والجدار الى ان امسكها و أخذ يهزها بقوة حتى اصطكت اسنانها ، شعرت بدوار وعينيها فقدتا التركيز والرؤية كل شيء اصبح ضبابيا هلاميا يتراقص امام عينيها الذابلتين !







لم يرحمها بل اخذ يجرها من شعر رأسها بعد ان نزع غطاؤه عنه ساحبا اياها وهي تصرخ وهو صامت !!

اتركني أجننت ؟!! يا الهي طفلي ، فؤااااد اتركني اترك شعري ايها المتوحش القذر اتريد قتلنا ، تنتقم من طفل لم يولد بعد ايها الحاقد المجرم !!

تستفزه وهو يريد ان يريها الويل ليال واياما حتى تقول ان الله حق !!









يسحبها بعنف الى حجرة صغيرة ضيقة اصبحت سجنها يرميها كأنها قمامة يريد التخلص منها !

يرفسها بقوة على بطنها رفستين ويتركها ممدة على الارض بلا حول ولا قوة

و بسرعة يغلق عليها لم تستوعب ما فعله وهي تحاول رفع نفسها من الارض مدهوشة تنظر حولها الى تلك الاكوام والغبار

النور الضئيل الذي يتسلل من الشباك المغطى بالصناديق

اقتربت ببطئ من الباب تدير المقبض وتدفعه لكنه لم ينفتح مرة واثنتين وثلاث

طرقت بالقوة على الباب وهي تصرخ فيه باكية منهارة فجسدها وحملها لا يتحملا كل ذاك

الضغط ستسقط على وجهها قريبا !

فهي متعبة متعبة حد الموت !

فؤااااد ايها المجنون افتح الباب اتريد قتلي ،

فؤاااااد اقسم ان لم تفتح الباب س س ، لم تعرف بما تهدده فلا مجال لتهديده

وهو من كان يقف خلف الباب مستندا عليه مستمعا لصراخها سيبقيها هنا حتى تفقد ذاك الطفل بإرادتها !

فؤاااااد ايها المختل اقسم اني سأقول كل شيء لأهلي عندما اخرج من هنا ليس لك الحق في سجني افتح ايها الحقير !

نعم انا حامل ، حامل بطفل يوسف ، مُت من قهرك ، يوسف لم يترك لك شيئا !

واخذت تضحك بالصوت العالي وهي تمسك على بطنها الى ان خفتت ضحكاتها تدريجيا

لتسقط على الأرض منهارة فمن هو في الخارج ينوي قتل طفلها .!



اقسم ان حصل شيء في هذا الطفل يا فؤاد سأقلب حياتك رأسا على عقب اقسم انك لن

تستريح ثانية واحدة .

.

.












.

.

. وهي تكمل القصة على لسانها وهي متوسدة الارض

ولكن ذالك الطفل لم يكمل ليلة يا يوسف









لا ادري كيف نمت ولا ادري كيف لتلك الصناديق الثقيلة ان تقع علي وهي تكفكف دموعها التي لم تتوقف أجهضتُ في ذات الليلة .. نزفت حتى كدت اموت ..



يوسف من كان مغمضا عينيه بشدة يريد ان يعتصر رأسه بيديه فهو ما عاد يحتمل

كان سيكون له طفل مع ياسمين ، طفل تلك الليلة الوحيدة التي جمعتهما ، كان سيكون له صبي ذكر يقول له ابي ؟!!









تمسكه ياسمين بين ذراعيها وتهدهده على صدرها وينام في احضانها وبينهما ؟!!









طفل كان سيكبر ويجري ويلعب و ينير حياتهما ؟!! كل ذالك قد قُتل بيدي فؤاد ؟!!

فؤاد قد نسف حياتهما وانهاهما ؟!! سيقتله سيقتله سيقتل من انتزع طفليهما من رحم امه سيقتله !!

أخذ يصرخ غاضبا متفجرا يمسك على رقبته كأنه سيختنق : سأقتله اقسم اني سأقتله ، من قتل طفلي يستحق الموت تبا لك يا فؤاد تبا لك فؤااااااد !

ينهض من كرسيه مترنحا متعرقا يريد ان يزفر دون عودة ما لفظته ياسمين !!



ياسمين لم تصبح ياسمين من ذالك اليوم الذي وكأنه يذلها يحصل على جسدها بالقوة وبالمحايلة !!

حبوب منومة او مسكرات او ضرب لم يعد يهمه كيف يحصل عليها المهم هو ان يذلها كما اذلته في اول ليلة !!

فقضى باقي حياته تحت رحمتها بعد ان استقوت ولم يعد يهمها شيء ولا حتى موت يوسف !!

.

.

اختفت من امام يوسف في لمح البصر خارجة منهارة تمسك ببطنها بيد وبالاخرى تغطي على فمها المرتعش بالشهقات ودموعها تملأ يدها و وجهها!

تلتقط معطفها الفرو الابيض بسرعة وتخرج من القصر بأكمله !!








تركته واقفا شاحبا شحوب الاموات اهتز جسده لثقله على ساقه المصابة

التفت حوله في كل مكان في الغرفة سيختنق ، سيختنق

و كل شيء يدور حوله بسرعة جنونية

وقع العكاز من يده على السجادة ليصدر صوتا مكتوما ليلحقه صاحبه متهاويا على الأرض مغمضا عينيه باستسلام !




نهاية المشهد الثامن عشر .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العذراء, الكاتبة, ايفا, حارس
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t193144.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-08-14 11:34 PM
Untitled document This thread Refback 31-07-14 09:19 PM


الساعة الآن 01:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية