لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-14, 07:26 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

(4)




فيما مضى
تقف على عتبة الباب واضعة شرشفها على رأسها
مناولة الرجل الواقف امامها الاواني الورقية الكبيرة التي تحمل الحلويات !

يضع الاواني في سيارته ويتقدم نحوها ملقيا المال عليها وكأنه يمن عليها به
خذي يا ابنتي فأنتي تستحقينها !

وقبل ان تنطق بكلمة كان قد غادر المكان ..
تنظر الى يديها تفرط تلك النقود من بعضها لتفاجأ
ارادت ان تجري خلفه
ارادت ان تلقي بالحجارة على سيارته لتحطمها .
تدخل مغلقة الباب خلفها مستندة عليه في حزن
دمعت تسلقت مقائيها مهددة بوافر من الدموع
ياإلهي لقد قلت خمسين دينارا وليس عشرين !

تغلق عينيها بشدة ضامة يديها الى صدرها
تتنفس بعمق وتفتح عينيها
مصطدمة بوجه خيل اليها لوهلة انها رأت نظرة حزن وشفقة !
دخلت الى حجرتها تجلس على الارض
رأسها بين رجليها وضامة ذراعيها اليها وهي تبكي
تبكي قهرا !
استكثروا عليها المال
هي من تجلس من الفجر الى الليل مقابلة حرارة الفرن حتى اكتوت بناره

هي من يديها متعبتان و متشققتان
هي من تريد شراء الطعام
تريد شراء ثياب لحمود فملابسه قصيرة وخفيفة
تريد شراء حفاضات له ولها !
ماذا ستفعل بهذه العشرين !

يد تربت على شعرها ناطقا بعمق : مريم كم مرة قلت لكي لا تعطي شيئا قبل ان تستلمي نقودك !!

تنظر اليه بعينين حمراوين حزينتين يلومها الآن .. يلومها ؟!!

لتنفجر فيه : انت آخر من يتكلم
كل السخط الذي نحن فيه هو بسببك
الا تخجل من نفسك
الا تخرج لتعمل عملا محترما
ألا تريد ان تأكل لقمة نظيفة حلالا !

لماذا تفعل ذلك بنا وبنفسك .. لماذا يا خالد ؟!
لقد انغمست في الحرام حتى انفك دون رادع يردعك !
فكر بنا ..
فكر في ابنك الذي يراك كل ليلة مع امرأة
اي بيئة تلك التي يتربى عليها
ابنك يكبر ويرى ويفهم
هل تريده جاهلا مثلنا


هل تريده ضعيفا لا حول له ولا قوة مثلنا ..
فيما ينظر اليها خالد محتويا كل ذلك الغضب هو يفهمها .. وجيدا ..

- انظري ماذا فعلتي انتي بالحلال
انهم يغشونك
ويضحكون عليكي
لا تهمينهم
ولا اعمالك تهمهم
كلهم هكذا
نحن تحت ارجلهم لا مكان ولا وجود لنا بينهم
نحن الفئة المنفية والموبوءة في هذا المجتمع
وكل تلك النساء
هه
ساقطاااات اذا لم اوجد انا سيجدن آخر !!

: اي منطق ذاك الذي تتحدث به ؟
لا تبرر اخطائك الواضحة كالشمس
تب يا خالد
تب قبل فوات الاوان
تب فنحن نحتاجك وانت لا تشعر بنا
ابنك يحتاج للطعام والشراب والملابس وانت لا تكترث

: انتي من يرفض المال الذي اقدمه لكي
: نعم ارفضه اتتوقع منا ان نأكل الحرام ؟ كيف تفكر انت ؟

: ابني من الان انا .. ويصر على أسنانه ... من سيحضر له كل احتياجاته !
: لا لن تفعل لن ادعه يأكل لقمة واحدة ولو كنا سنموت جوعا !

اذا لا تلقي علي هذه المحاضرات ثانية فلا جدوى .. اتفقنا ..
والسخط الذي تتحدثين عنه لم يكن ينتظرني لأولد !
يخرج ويتركها في سخطها وغضبها
فها هو يحلل الحرام
اخاها قد فقد عقله !!

يتقدم حمود الصغير ويجلس على حجرها
وهي في شرودها تصلها رائحة كريهة .. امم ما هذا ؟
تنظر الى يدي حمود الذي يحمل بقايا تفاحة سوداء عفنة .. كانت بين القمامة
وها هو بعضها على جانبي فمه !
تسحبها بالقوة من يده وتصرخ في وجهه : حمووود كم مرة قلت لك الا تجلب الاوساخ وتأكلها كم مرة ..
كان صوتها عاليا وصادما للصغير الذي احمرت حدقتا عينيه والتوت شفتيه
يا الهي هو على وشك البكاء واذا بكا لن يسكت ...

تضمه الى صدرها بقوة مقبلة عينيه ويديه .. حمود حبيبي اسمع كلامي لا تفعل ذلك مرة اخرى .
تمسك به من يده الصغيرة وتتحدث اليه : ما رأيك ان نذهب الى العم حامد ؟
وما ان نطقت بهذه الكلمات حتى طار فرحا ..
فالعم حامد = الحلوى !

نهاية الجزء الرابع
كل التحايا
ايفاادم .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:28 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

(5)





ها هو يعود أخيرا الى مسقط رأسه
الى وطنه الذي لم يراه
لم يتربى فيه .. فقط اربع سنوات لم يذكر منها شيئا ! غير بعض الصور !
ها هو يرجع ليرى اهله اخيرا
يريد ان يرى ..ياسمين ..
يشتاقها بقوة
لم يشبع من كلامها
فهو قد تعلم لهجة اهل البلد منها بعد ان كان يتحدث الفصحى
نعم لقد كبر وتعلم وتربى في المانيا
امه التي حرصت ان يتعلم العربية
استحضرت له معلما
اشترت له الكتب
والموسيقى العربية
لم تعش طويلا في ذلك البلد
ولكنها تعشقه كانت مضطرة للهرب
وها هي الان تسلمه بكامل ارادتها

لقي الترحيب من أهله
استقبلوه وعاش بينهم لفترة لم تطل
بحث عنها بعينيه
وها هي تحضر بشرشف على راسها
وشاح أبيض يعكس لون بشرتها البيضاء المشرإبة بحمرة

وعينيها الخضراوين المتزينتن بكحل عربي اسود
زاد من جمالهما باهدابها الطويلة الشقراء
فمها الوردي خلقة
فهي من الواضح انها تحمل دماءا غربية
تحمل نفس ملامح الام والخالة
ونفس ملامحه ..باختلاف لون الشعر !!

قصة حبهما العذراء نمت وكبرت
كل من حولهما لاحظ انجذابهما لبعضهما البعض
فهو رغم حياته في المانيا ورغم تحرر البلد
عاش حياته بدون رفيقة ما زاد الشكوك حوله
فمنهم من ظن انه غريب الاطوار ذو عقد نفسية
ومنهم من ظن انه ..شاذا !!

فقط
هو تربى على عادات امه التي تشربتها في الغربة
حرصت على شرفه
ارادته كوالده
لم يمس الخمر او النساء
عاش ناسكا الى ان رأى ياسمين مرة اخرى
كانت القدر الذي لا مفر منه ..
فاتحهم بخطبتها
ومجددا يرفضونه فهو وإن كان اخاهم وابن عمهم
فقد عاش في الغربة التي لا يعرفون كيف ترعرع فيها

لا يثقون باخلاقه ولا بدينه !!

لا يعرفونه كما تعرفه هي !
وتحت ضغط الام (الخالة ) على زوجها حتى وافق
وارغم الجميع على الموافقة ..
ولم يدروا ان هذه الموافقة سترسم نهايتها بنفسها !!
.................................................. .................................

تفيق من نومها على صوت انهمار المطر على سطح الصفيح
وها هي بعض القطرات اخذت بالتسلل الى الداخل
تنهض بسرعة لتضع بعض الاواني لكي يقطر الماء فيها
تجمع الملائة المفروشة على الارضية الحجرية بسرعة قبل ان تتبلل
صوت الرعد القوي الذي كادت تلك الصفائح ان تنهار عليهم بسببه
وهي تدعو دعاءا علمتها اياه وداد ( سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) (سورة الرعد )
تجلس في مكانها فبعد هذه الفوضى لم ترغب النوم مجددا
محدقة الى تلك القطرات وتستمع لصوتها الرتيب !
فيما تجمع اللحاف حول حمود المتعب من اللعب في الاتربة والاوساخ
حممته قبل ان ينام وغيرت ثيابه
تخرج منها آهة طويلة مهمومة ..
تمنت ان يكون لديهم تلفاز لكي تتلهى به
تمنت ان يكون لديها راديو لكي تسمع فيه
فهي تنام مبكرا جدا وتصحو مبكرا
لا شيء في الاسبوع جيد الا عندما يجتمعون على تلفاز العم حامد في منزله كل خميس


يشاهدون ما يرغب العم حامد به دون اعتراض
فهم ليسوا بموضع للطلب او السؤال فقط عليهم التفرج
في صمت !!
كل اسبوع تنتظر بفارغ الصبر هذا اليوم الذي يخرج به الجميع الى ذلك المنزل
ليس بالمرفه ولكن على الاقل يحتوي اشياءا هم لا يستطيعون امتلاكها !


.................................................. .................................................. .

وفي غيابات الظلام
تتعالى الصيحات
تتعالى الالام
تتعالى الضربات !
تلك المغارات التي لا يعرفون من أين تبدأ واين تنتهي
اناس يتجرعون الالم والقهر كل ثانية تمر
هي زنزانات القهر والتعذيب !

في مكان حيث يدك فيه كل من له لحية طويلة
كل من يصلي الفجر حاضرا
كل من يذكر ربه
وكل من يتآمر على الدولة !

يدخل عليهم بضخامته
فهو قد خلق خصيصا ليجلدهم
ليريهم العذاب الوانا لم تكن لتخطر يوما على بال بشر
يمشي بينهم يرفس ذاك برجله
ويضرب ذاك على وجهه
ويجذب الاخر من شعره بقوة حتى ينفض شعرهم من اصابعه
يحمل سوطا بيده
انه مثال الرعب والقسوة انه من لا يرحم
ينطق والشرر يتطاير من عينيه باحثا عن ضحية
هل شاهدتم المباراة ؟ من فاز فيها ؟ اي فريق ؟
السكون والرهبة هما من ملأ المكان لم ينطق احد ، لم يجرؤ احد على النطق
فهم بحرف سينسفون
ولكن ..
نطق ويا ليته لم ينطق ..( نعم شاهدناها .. فريق في الجنة وفريق في السعير )

يتجه صوبه جريا غاضبا حانقا كيف تجرأ على نطق تلك الكلمات ليهم بكل قوته بضربه على وجهه بحذائه الضخم الغليظ

صراخ وكر فها هم يسحبونه من رجليه على ظهره العاري المجلود بالسياط
الى حجرة التعذيب..



هنا ينتهي الجزء الخامس .. ايفاادم

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:29 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

(6)




الآن
في ظلمة المنزل
والهدوء المخيم بعد أن تأكدت من نوم الجميع
بدأت التحضير
ملابس داخلية من قطعتين فوقهما قطعة شفافة قصيرة جدا

تطلي شفتاها بأحمر قان ولمعة بيضاء
كحل غزير وماسكارا
رشة عطر من افخم ما تملك
تحرك شعرها يمينا ويسارا لكي تعطيه المظهر الجذاب الذي سيأخذ بعقله
وعلى اطراف اصابعها تبدأ بالتسلل
وصلت اليه تفتح الباب وتواصل تسللها بأصابع مطلية بعناية
الغرفة مظلمة جدا
تسمع فقط صوت تنفسه الهادىء
فهو ينعم بنومه
تتسلق السرير وتدفن نفسها تحت الغطاء الفاخر
تقترب منه رويدا رويدا
تخلع تلك القطعة الشفافة وتبدأ بوضع يديها على جسده
تحرك قليلا ..منزعجا !
تمادت والصقت صدرها بظهره العاري بينما يداها تواصلان البحث
فهو لن يتجاهلها هذه الليلة !
قد صممت ..وخططت ..ونفذت !
بدأت بتقبيل رقبته فأذنيه
للحظة ظنت انه قد تجاوب معها
يضع يده فوق يديها
وأنفاسها قد تهدجت .. اقتربت اكثر وتمادت اكثر فها هو يستجيب
ولوهلة كاد ان يهم بتقبيلها .. بعد أن اسكرته رائحة عطرها المميزة !
يا الهي
حركته السريعة على السرير قد آلمت رجله
كاد ان يصرخ دفن وجهه في الوسادة بقوة ضاغطا عليها بذراعيه فيما ابتعدت قليلا عنه
ليلتفت لها مصدوما في الظلمة
وبفحيح كالحية أراد ان يقطعها بأسنانه
لم تتحرك ناظرة اليه بدلال فلابد أن يخضع !
تقترب منه مقربه شفتيها له أكثر
فيما امسك بفكها بين يديه بقوة كادت تهشمه
: أيتها الخبيثة الساقطة مالذي تفعلينه
يخرج من سريره بسرعة متجها الى الجهة الاخرى من السرير
ممسكا بيدها بقوة
: يا الهي ايتها الافعى اتجرأت على فعل ذلك ؟

فيما انقلبت سحنتها الى الخوف العارم فهو الآن يريد سحقها ، لم تجرؤ على النطق !
صرخ بها بصوت عال كاد أن يصمها : ايتها الفاجرة
تعالي معي
يتجه بها جارا اياها خلفه غاضبا يريد ان يرمي بها من الدرج
هذه اللعينة تلاعبت به
يصرخ في ارجاء المنزل بصوت ايقظ كل من فيه
يهرع الخدم ليجدونه ممسكا بيدها وهي بتلك القطعتين

تعالت الشهقات والهمسات
يصرخ في وجوههم : اين سعد ؟ احضروه
فيما يدخل سعد مسرعا فهو لم ينم بعد
ليصدم بذالك المنظر
يا الهي ما هذا ؟
يلقيها عليه : خذ هذه الافعى من هنا لا اريد رؤيتها مجددا في هذا المنزل
خذها لتجمع ملابسها ثم تغادر وبحقد ينفثه في وجهها : الى جهنم
لا اريد هذه الفاسقة هنا هيا ..
يصعد الدرج غاضبا لا يكاد يسيطر على نفسه
يلتفت له ليقول : عندما تتخلص منها تعال الى غرفتي سمعت .. يشير الاخر الذي اصطحب الفاجرة الى غرفتها لكي يطردها ..

يدخل غرفته حانقا على نفسه يا الهي كدت ان اقبلها
تبا لي ..
يمسك برأسه بين يديه
يسير في الغرفة كأسد مجروح
كل ذاك السخط والغضب من نفسه
يا الهي كدت ان اخونك للمرة الثانية يا مريم !
يصرخ في ارجاء الغرفة غير مصدق
وهذه المرة يصب جام غضبه على كرسيه الخشبي
يرمي به الى اخر الغرفة لينقسم نصفين
صدره يرتفع وينخفض من شدة الانفعال
لم يشعر بالم رجله كما شعر بالم قلبه
آه يا مريم
آه .. اين انتي
اين رحلتي
كيف تتركينني هنا وحيدا
كيف تتركينني للساقطات حولي
اين انتي .؟

يدخل سعد الغرفة حزينا على سيده
يصرخ في وجهه كانه سيبكي : اين هي يا سعد ؟

الم تعرف شيئا عنها
مالذي تفعله ؟
فيما يدور في الغرفة حائرا تائها
اخبرني انطق قل لي شيئا يطمئنني

فيما سعد لا حول له ولا قوة ماذا سيقول
: سيدي الجيران لا يعرفون اكثر مما قالوا لي
هم انفسهم حاولوا البحث ولكن كأن الارض قد انشقت وابتلعتهم !
تبا تبا تبا ..صارا باسنانه بقوة
والان ما الحل ؟ لا تترك هذا الموضوع يا سعد
ولأول مرة : ارجوك ..

لقد ضيعتك من يدي يا مريم
لماذا لم اخذك واطير بك
لماذا لم اضمك لصدري حين رأيتك
اللعنة ..
اين انتي يا مريم ؟
لو كنت اتحرك بحرية كنت وجدتك منذ وقت طويل !

هذه المرأة قد هيجته قد أثارت رجولته
يفتقد لهذه العواطف والاحاسيس
منذ فترة طويلة كأنه يعيش في صحراء المشاعر
الى أن رآها .!

وفيما مضى من حياته ..

تقف في منتصف القاعة الفخمة تتحرك في كل اتجاه
فاليوم هو زفاف ابنة عمها
كانت متالقة
فستان اسود يلتف على جسدها مبرزا شده بياضه
كل تلك الطبقات من الشيفون التي تتطاير حولها عندما تتحرك
شعرها الذهبي الرائع منسدل بكل حرية على ظهرها
متزينة بقلادة واقراط ماسية
لم تكثر الزينة على وجهها الرائع الذي لا يحتاج الى زينة
عينيها الخضراوين المزينة بالكحل
كل من تمر به يحسدها على جمالها وعلى حظها !
فهي صغيرة وجميلة وقريبا ستتزوج !
كم من الفتيات يحملن هكذا حظ !
تجلس بجوار امها وعماتها وبنات اعمامها تتحدث وتضحك
هي سعيدة .. سعيدة جدا
فها هو حب الطفولة سيتوج بالزواج
تلقي نظرة على يدها اليمنى متفحصة في حب ذالك الخاتم الالماسي الكبير
فيما تدير باليد الاخرى الخاتم في اصبعها وتتنهد في شوق
حين تبدأ المغنية بالغناء فيبدأ الجميع بالتصفيق والغناء والرقص

فالليلة هي ليلة حب !

تمسك بين يديها هاتفها الذي لاحظت التماع نوره
تضغط على الزر لتردها تلك الرسالة تبتسم اكثر وتشعر بالخجل
فيما عضت على شفتيها باسنانها واكتس خداها بحمرة قانية
تتحرك من مكانها متجهة الى غرفة النساء تتناول عبائتها وخمارها وتنظر في كل اتجاه
لكي تخرج خلسة !!
ارتدت العباءة والخمار على عجل فيما انطلقت رجلاها لفتح الباب الرئيسي لتخرج مباشرة
الى باب سيارته !
تجلس بجانبه في سعادة غامرة فيما ينظر اليها بحب !
- هل لكي ان تخلعي الخمار فلن يراك احد ، السيارة مظللة !
- دعنا نتحرك اولا ثم سنرى ، هيا بسرعة تحرك !

خرجت من شفتيه ضحكة خلابة تعشقها فيما تدعس رجله على المكابح منطلقا لمكان يعرفه جيدا !

لم ينتبها لتلك العيون الخبيثة التي كانت تراقبهما وتتبعت آثارهما حتى وصلا لمبتغاهما !




انتهى الجزء السادس ..
كونوا بالقرب
ايفا ادم .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:30 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 



( 7 )






تجلس وداد على كرسي صغير منتظرة مريم حتى تنهي حمامها
فاليوم هو موعد غسل شعرها !
فيما كانت تلاعب حمود وتقرصه في خده كل دقيقة
وجدته واقفا على عتبة بابه ينظر لها بعمق
نعم هي ترتبك عندما تراه وفي ذات الوقت لا تطيقه !
تسمعه يسألها باهتمام واضعا اصبعا على شفتيه بينما يده الاخرى تستند على الباب
: وداد ! كيف حالك ؟
فيما تتبرم وداد من الاجابة - ترد عليه بقسوة : أنا ... لا ... اتكلم ... مع امثالك !
قالتها له بهدوء مستفز
ضيق ما بين عينيه يلتفت برأسه الى غرفته ويده تنغرس في شعره بقوة فهذه الوداد لا تترك فرصة حتى تهينه فيها ! وهو يستحق !
: حسنا ! يقولها في برود متجها الى داخل غرفته يلتقط الجاكيت البني الثقيل ويخرج بحثا عن امرأة !
فإذا كانت وداد حتى الأن لم تستجب فهناك المئات ممن ينتظرن !
وداد حسناء الملامح
لها وجه مثلث بعينين لوزيتين عسليتين
فمها صغير جدا حتى لا يكاد يرى
انفها مستقيم
شعرها فقط لا ترتاح له فهو يضايقها كثيرا مجعدا وخشنا !
متوسطة القامة
درست حتى المرحلة الاعدادية ثم لم تعد تستطيع الدراسة التي تكلف الكثير
ففضلت الاتجاه للعمل !
بينما صديقتها الوحيدة لم تدرس ابدا !

كثير من المرات ايام الاسبوع تجلسان مع بعضهما البعض لكي تعلمها وداد بعض القراءة والكتابة
حتى انها اقترحت عليها الذهاب الى المسجد للدراسة فهناك فرصة كبيرة للتعلم .
في ذاك الزمان حين كانت صغيرة كانت شديدة الولع برؤية جارهم الوسيم .. خالد ...
ولكن بعد زواجه أحبطت ونسيته
ثم وفاة زوجته إثر الولادة تركته ضائعا يسير مكبا على وجهه !
بكل تلك الافعال التي لا ترضي الله ولا العباد ..
شعرت بكل ذلك الانجذاب يذوي
وفي الحقيقة هي لم تعد تهتم له ولا تفكر به ..
فقط .. تجاهلته وكأنه غير موجود !

تخرج مريم من حمامها لتنادي وداد كي تساعدها على غسل شعرها !
وكالعادة قبل كل غسيل تغمض وداد عينيها بقوة وتبدأ بقراءة الاذكار وتمسح بيدها على شعر صديقتها !
في كل مرة تفعل ذلك تضحك منها مريم ملء شدقيها
حسنا لا بد ان افعل ذلك هل تريدين ان تستيقظي صباحا قرعاء !
فيما ضحكت مريم من جديد وهي تنزل ذلك الشعر الكثيف الطويل على جسدها
وما زالت وداد تبسمل !
ينهدر الشعر حتى ركبتيها في نعومة غريبة ، بسهولة ينزلق بين الأصابع
لذلك تلجأ الى تكويمه فوق رأسها شادة إياه بقوة حتى لا يضايقها
تقول لها وداد
اتعلمين عندما تتركين شعرك هكذا تتغيرين تماما
تصبح ملامحك اقل حدة واكثر جمالا !
مريم ترد عليها
ما اعتقده هو ان شعري أخذ كل القوة التي في جسدي ليحتفظ بها لنفسه !

ولكنني أحبه
لو قصرته او حلقته سأشعر بأنني عارية .


فيما تبدأ وداد بصب الماء على رأس مريم
الى ان انتهيتا من غسله فهو متعب !
لفت المنشفة حول شعرها وخرجت تلحق بها وداد
التي فاجأت مريم بقولها وهي تضحك سعيدة غير مصدقة : لقد وجدت عملا جديدا !
تلتفت لها مريم في فرحة غامرة : صحيح؟! مبروك يا وداد !
فيما اخذت وداد تسرد لها الحكاية
تلك المرأة الثرية التي حدثتك عنها قد طلبت مني اليوم ان اعمل لحسابها
- أحقا ؟ انتي محظوظة ! وماذا ستفعلين لها ؟
- سأعمل في منزلها
- مريم وهي مفتوحة العينين : وماذا ستعملين في منزلها ؟
- سأعمل خادمة ولكي تبرر: تقول انها حين تحتاجيني كمزينة ستستخدمني
فيما شعرت مريم بالحزن على صديقتها فهي لا تتمنى لها العمل كخادمة !
- حسنا هل اتفقتي معها على الراتب لكي لا يخدعوك ؟!
وداد تضع يدها على فمها وهي جد سعيدة : خمسمائة ؟!
شهقة تخرج من حنجرة مريم وتمسك الاثنتان بيدي بعضهما وتبدءا بالقفز فرحا ...
بعد ان هدأتا
أخذت الاثنتان بإعداد بعض المعجنات التي ستأخذانها الى بيت العم حامد فاليوم هو يوم التلفاز!
تركت حمود الصغير بين ذراعي والده
فمن الجيد انه قد تذكر ان اليوم هو يوم اجازتها !



اجتمع الكل عند العم حامد وزوجته فاطمة
كل قد احضر شيئا معه : معجنات وحلويات ومشروبات
تجلس النساء في جهة والرجال في جهة اخرى
كانت الساعة قرابة الثامنة
واليوم العم حامد سيدير التلفاز على فيلم مصري قديم
كان الجميع هادئا يتابعون في صمت الا حين يلتقط احدهم شيئا لكي يأكله !
مريم و وداد والفتيات اللاواتي في مثل سنهن يجلسن بجانب بعضهن البعض يتغامزن ويضحكن !
كان الفيلم مليء بالمشاهد الساخنة والقبل التي لا تنتهي !
عندما يشاهون البطل مع البطلة وهو يقبلها كان الكل يتظاهر بفعل شيء ما
فتجد من ينظر الى رجليه
ومن ينظر الى اصابع يديه
ومن ينظر للسقف
كان المنظر مضحكا حقا
من شدة الضحك وضعن اياديهن على افواههن يحاولن كتم الصوت ولكن لا جدوى
فأحدى الفتيات افلتت منها ضحكة عالية بحيث نظر الجميع اليها باستهجان وكأنها مذنبة !

فيما نطقت احداهن بصوت خافت
يا لتلك النساء المحظوظات الرجال لا يكفون عن تقبيلهن !
فيما نحن في المنازل لا نجد الا الصراخ والأوامر !!

فيما تهمس مريم لوداد : ماذا حدث لأحمد ؟
لا نعرف انتي تعلمين انه يثير العديد من المشاكل مع الحكومة !
فهو لا يبرح المسجد الا وقد ملىء رؤوس الناس بكلامه ضد الحكومة !!
أعتقد لهذا السبب قد امسكوا به !
وهي حزينة .. حال امي لا يعلمه الا الله ونحن كذلك !
فيما التفت العم حامد اليهن بنظرة لاسكاتهن فهن يزعجن تأمله !
.................................................. ...........................







لَحظَةُ الصَّمتِ كانتْ كَلامًا..
بيننا ،
لُغَةً ليسَ يَفهَمُها في الوجودِ
سِوانا
إنَّها أبْجَدِيَّةُ مَن يَعشَقونَ
ومَنْ يَنزِفونْ
إنَّهُ النُّطقُ مِنْ حَدَقاتِ العُيونْ
كُلُّنا مُغْرَمونْ
كلُّنا عاشِقونْ
بَصْمَةُ العِشْقِ لا تَتشابَهُ
بينَ الأحبَّةِ
حتى يَكونوا
بِنفسِ البراءَةِ ،
نَفسِ الطَّهارَةِ
نفسِ الجُنونْ


(
كلنا عاشقون .... نزار قباني
)



تخلع عنها العباءة والخمار
تنظر بعشق الى الملامح التي تسلب الانفاس
بطوله بجسده بعينيه
بلونه الذي لوحته الشمس ليصبح أجمل من رأت
بشعره الاسود الغزير معطيا بعدا آخر للون عينيه الخضراوين بأهدابها السوداء الغليظة
وحاجبيه اللذان يرويان قصة عذاب !
تقف بكامل زينتها امامه بعنفوانها وجمالها فهو يعلم انها قد خلقت له هي مصيره !
بينما يقترب بخطواته منها
متمتما باسمها ياسمين !
يمسك بذراعيها بين يديه
تحترق انفاسه على خدها وبين شفتيها !

فالليلة هي ليلة حب
!

غرقت في أحضانه وبين ذراعيه فهي تمنته بكل الخوف الذي يرفرف بين جنبيها !
سلمته نفسها طائعة راغبة !
هي الليلة ملكه !

فيما كان يغرقها بقبلاته
كل سنوات الغربة قد ضاعت في عينيها
كل سنوات العذاب بدون انثى قد ولت !
وكل أيامها ستكون بين ذراعيه تتذوق طعم شفتيه !
هي الليلة ملكه !

تشهق بالبكاء بين ذراعيه
قام عنها مفزوعا سائلا : ياسمين ما بك ؟
ياسمين التي دفنت وجهها تحت الغطاء في نوبة بكاء حادة لم يستطع اسكاتها
آه يا الهي
ياسمين أأنتي نادمة ؟
تبا ..
ياسمين اجيبيني
فيما ياسمين لا زالت تبكي وتنتحب
يصله صوتها من تحت الغطاء متقطعا .. لما..اذا .. لم .. ننتظر ؟!!
العرس لم يبقى عليه الا اياما فقط ؟!
فيما انقلبت سحنته الى الغضب : يا الهي لماذا لم تقولي هذا الكلام قبلا ؟!!
ماذا تريدينني أن افعل الان ؟
قفز من على السرير مرتديا ملابسه في سرعة وهو يزيح الغطاء عنها بقوة !!

بكائك لن يغير شيئا ، ما حصل قد حصل !
لا تفرق الايام اليوم او فيما بعد ! فقط ابعدي هذه الافكار عن رأسك
يقترب منها جالسا على السرير مربتا على شعرها الذي يعشقه : ياسمين حبيبتي أنظري الي
فيما ياسمين لا زالت كما هي تشعر بالحزن و.. العار ..!!
فالعرس قريب لماذا لم يصبرا ، لماذا ؟

نهضت من السرير مسرعة تاركة اياه في حيرته تتجه نحو دورة المياه
اغلقت الحمام خلفها ومن ثم سمع صوت المياه
تنهد في حزن .. لم يرد ان يجرحها وكذلك لم يغصبها على شيء !!


يغادرا الشقة في هدوء قاتل ..


كل منهما شارد في افكاره .. لم يتخاطبا طوال فترة القيادة
ولم ينتهبا لمن كان خلفهما تماما !!

توقفه عند بوابة المنزل الضخمة : حسنا توقف هنا !!
ينظر لها بذهول : الطريق طويل حتى تصلي للمنزل سأضعك امام الباب !

فيما اصرت انها تريد ان تستنشق هواءا نظيفا ولا يوجد هناك ما يخيف فهذا منزلها !
اذعن لها على مضض وتركها تنزل وحدها !
فهي متضايقة جدا وغير سعيدة !
حتى هو قد غادرته الفرحة بتصرفها الغير مسؤول !
انتظر حتى دخلت البوابة فيما انطلق بسيارته .. لكي يدفن وجهه في وسادتها !!


حيت البواب الذي لا رغبة لديه في الحركة او الوقوف من الواضح انه يريد النوم
مشت مبتعدة الى منتصف الطريق ..


كانت تمشي بين الاشجار في ذالك الممر الطويل ترى أنوارا بسيطة في المنزل
فلابد انهم لازالوا في العرس فالوقت مازال مبكرا !
شعور غريب يتملكها وكأنها تختنق !!

بيدان كممتاها وحدت من حركتها جارا ايها بعيدا عن الأعين !!






نهاية الجزء السابع ..
ايفا ادم .

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 31-01-14, 07:32 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حارس العذراء الكاتبة / ايفا آدم

 

( 8 )





وفي حياة اخرى تهجّر الأرواح وتقتّل الأنفس !
يزرع الخوف و الخراب
وتدمّر العقول والأبدان ...

صوت إطارات عالية جدّا أفزعت النيام !
صراخ وعويل وصياح
يركض الجميع
منتصف الليل حيث ألقي بجثة صاحبها مدمى !
تصرخ وتولول الأم والأخت والأخ
بينما الجيران مجتمعون يحوقلون
او يضربون يدا بيد ..

بينما يركض خالد لطلب سيارة اجرة
يحاولون سحب الجثة الى تلك السيارة
فصاحبها يلفظ انفاسه !

تجلس مريم بجانب وداد
مصدومة من منظر اخاها
منتف الشعر واللحية
مجلود الظهر والصدر
بعينين زرقاوين مدمايتين

يا الهي يا أحمد أكنت تستحق ذلك؟
أنت من كنت تمضي أيامك في عبادة
تقضي أوقاتك في صيام وصلاة
أنت من لا تخرسه الحكومة !!
هكذا ؟!!
يفعل بك هكذا ؟!!
يحضرونك ويلقونك عاريا !!

يا إلهي إرحم احمد !
فلم يبقى سوى الرجاء !
الولولة والنحيب والصياح لم ينتهيا الى الفجر

فيما الجيران قد تفرقوا وهم يدعون له !
الكل تعب يريد النوم ولا تنقصهم مصيبة احمد !!


لم ارى يا بلدي حياة تقتل على يد مثلما فعلت يداك
أنحمل اخطآئنا ام انتي من تحملين الأخطاء
عقدة ذنب تغلغلت فينا
ذنب حبك وذنب كرهك ومقتك لنا ..
نولد فيك لننتحر ، وتلدين أبناء الحرام ليقتاتوا من دمك !!
بينما ما زلت تضحين برؤوس الأبرياء على ترابك الملائكي !!
وطن أصيب بشلل رباعي بقبوله الظلم وحياة العبودية !
وطن يمارس سياسة الإخصاء على أيادي النساء العقيمة !!
وطن تجرّع أبناءه المر مخلوطا بسم !!

:


في ذالك الزمان

استيقظ من نومه على رنين هاتفه

فيما أخاه عبدالرحمن بنبرة غاضبة يأمره ان يأتي توّا
يرتدي بذلته السوداء وقميصه الناصع البياض
حذائه الأسود اللامع
مع عطره الرجولي الفاخر
في فورة شبابه وقوته وجماله
يغادر في سيارته المرسيدس متوجها الى بيت العائلة

كان قصرا
رهيبا
كبيرا ويخطف الانفاس
بحدائقه الخلابه
وبحيرة صغيرة تبدأ بشلال !
أحواض السباحة الكبيرة
والجلسات العائلية المختلفة الاشكال والمواقع
منتشرة هنا وهناك
هنا ترى .. الثراء الفاحش !
في أرقى أحياء مدينة بني غازي !!
يدخل على عائلته المجتمعة
الكل يجلس في سكون مخيف !

جو خانق متوتر مليء بالسواد !
فيما ذبذبات كراهية وغل انتشرت تغطي الرؤوس
وكأن الغربان تقف فوقها متفرجة !!
:
دخل عليهم محييا
فيما تقدم نحوه أخاه الكبير ..

مادّا يده للسلام
فيما إمتدت اليد الأخرى تهوي على خده بصفعة مدوية !
تاركة إياه في صدمة وذهول
لم يرفع حتى يده الى خده !
ما السبب ؟ ما هذا !!

فيما ينهال عليه اخاه بالشتائم
ايها القذر الحقير
أهكذا تفعل بنا ؟!
إستئمناك عليها
و تخوننا ايها الوضيع
فعلا انك ابن ال............ الأجنبية !
فيما ما زال واقفا مذهولا بهذا الكم من الشتائم
ما يسمعه أحقا يخرج من فم اخاه ؟!!
أهو أسوء كابوس رآه في حياته حتى الآن أم ماذا ؟!
إحمر وجهه فيما أخذ يتنفس بسرعة فهم مجتمعون هنا كي يهينونه !
برزت عروق فكيه من الغضب الذي جاش في صدره

كاد ان يحمل اخاه عاليا ويرمي به ارضا ورغم ذلك ....

التفت ناظرا الى كل تلك العيون المحدقة
يرى الحقد والكراهية
يرى التشفي
يرى الحزن
ويرى الحب !
وهي واقفه مختبأة خلف امها لا يرى منها سوى طرف شالها !!
ووالدها الآخر الذي يجلس مستمعا هادئا تماما !!
حاول التحدث بهدوء فيما وقف الرجال وكل يريد التخلص منه
وعلى طريقته !!
يكمل صوت قريب محاولا التهجم عليه
ايها الجبان لقد اخبرتنا ياسمين بما فعلته بها !!
كيف تفعل ذلك !!
انك حقير حقا
منذ البداية
لا اعرف كيف سلمناها لك
فأمثالك معروف هم من اي بيئة واي اخلاق !
ايها الخنزير !!
مازال يستقبل اهاناتهم وشتائمهم كأنها لا تمت له بصلة
فيما التفت الى أخاه محدقا به في هدوء بنظرات كادت تخترقه بحدتها : ما المشكلة ؟
ماذا يحدث هنا ؟

: ألا تعرف ما المشكلة ؟ فعلا انك حقير

لقد اخبرتنا ياسمين عن القذارة التي قمت بها !!

نظر اليها مضيقا ما بين عينيه بتساؤل غريب
: اخبرتكم ياسمين ؟عن ماذا تتكلم بالضبط ؟.
لازال يتمالك اعصابه قبل ان يعصرهم جميعا بين قبضتيه !
حاول احدهم هذه المرة التهجم عليه جسديا محاولا ركله بقوة
ايها الوضيع لا زلت لم تفهم اتريدنا قولها مجاهرة
ماذا تحسب نفسك ..
يمسكه من اعلى قميصه
فيما نظر له من علو نظرة تحدي ان يلمس اكثر مما لمس !!
لم يجرؤ أحد البتة قبلا ان يعتدي ولو بالإشارة على شخصيته الفذة القوية !!
خلق الإحترام لنفسه في محيطه ولكن هاهم يتعدون حدود الإحترام وعلنا !!
ولكنه سيجاريهم ويلعب لعبتهم القذرة الآن وليذهب الإحترام الى الجحيم
امسك بيده بقوة نازعا اياها .. نافثا نارا تسعر في صدره في وجهه
: حتى الآن لا زال هناك بعض الاحترام .. فإما أن تتكلموا وإما أن تخرسوا !

امها التي نطقت هذه المرة بلغتها الأم
فهم كلما ارتبكوا يتكلمون لغتهم شارحة له الوضع تماما !..

ينظر لهم في ذهول بعينين مفتوحتين عن آخرهما ..
: ما هذا الهراء الذي تتحدثونه
هذه المرأة هي زوجتي
زوجتي انا
لا دخل لكم فيما حصل بيننا !!

يتحدث بينما يضع يده على خاصرته متبرما من هذا الحوار السخيف !
رجل دخل على زوجته !! ماذا يريدون ان يفهموا من هذا ؟!!
فعلا وقاحة لم يرى مثلها في حياته !!

رد عليه شخص يكرهه حتى النخاع قائلا بخبث : ياسمين لا تريدك بعد الآن .. طلقها !!
فيما زفر غاضبا بقوة هذه المرة
لا لن يحتمل
صارخا في وجوههم : أجننتم ؟!!
تريدون تطليقي من زوجتي !
ويصر على اسنانه بقوة : انها زوجتي ، لن اسمح لأحد بالتدخل بيننا
مهما كان !
يتجه صوب ياسمين المختبأة الباكية وراء امها الحزينة فهي بين ابنتها وابن اختها ..وكلهم غرباء عنهم !

لم يكمل طريقه اليها
وقف في وجهه متحديا
ها هما يتواجهان
كل هناك غضب في جوفه
وهذا المكان اصبح حلبة لمن سينجو !

سادا الطريق عليه : قلنا لك انها لا تريدك بعد الآن ! ألم تفهم بعد ؟

لم ينظر له .. فهو لا يستحق نظرة منه : ابتعد عن طريقي اريد التحدث الى زوجتي
مشددا على كلمته ليفهموا أن ليس لهم الحق فيما يهترون به !
ياسمين ردي علي أحقا ما يقولونه ؟


: محاولا صده بيديه .. يريد ضربه فهو لا يحتمل هذا الشخص
منذ ان دخل حياتهم وكل شيء تغير
لا يحتمل جماله
ولا يحتمل ثرائه
ولا يحتمل أنه زوجها !
غيرته استفحلت في شرايينه فأمسى لا يميز أمامه الخطأ من الصواب .
فهو بزواجه منها قد نسف كل خططه معها ولكن الآن سيأخذ بثأره ..
فأعميت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر !!
: قلت لك ابتعد عن طريقي
اقترب منه خطوة حتى اختلطت الأنفاس المحترقة بالغل والحقد واقف يتحداه في زوجته
ولكنه لن يفلح ..
: وانا قلت لك طلقها !

: ايها الوغد كيف تسمح لنفسك ..يمسك به من رقبته و ينظر الى الآخرين
ما هذا الذي تفعلونه
أجننتم ؟!!
تريدون تطليقي من زوجتي
يصرخ بهم بصوت راعد فهو قد ضاق بهم ذرعا ،ضايقوه وضاق صدره منهم !
يريدون نفيها من حياته
يريدونها ان تحيا من دونه
يريدون تطليقها منه ؟!
اي منطق هذا ؟


يصرخ بها : ياسمين ردي علي ، ماالذي اسمعه ؟ ماذا يحدث ..

اراد تهدئة نفسه

فربما هم مصدومون منهم ولكن هذه حياتهم وليس لهم دخل فيها
سيعطيهم فرصة اخرى

ربما سيفكرون ثانية ويعرفون خطأهم
: حسنا سأخرج الآن الى ان تهدأو ..

فيما يحيط به ثلاثة منهم وبتهديد : لن تخرج قبل ان تطلق !

يالهي
ماذا يحدث حقا
مالذي يجري هنا
رائحة عفنة لمؤامرة جلية واضحة المعالم !!
: قلت لن اطلق ، كم مرة ساكرر بأنها زوجتي !
وبابتسامة إستهزاء فيما الوجوم يلف وجهه : يبدو ان الكثيرين هنا قد فقدوا عقلهم !

هذه المرة يسمع صوتها مهزوما باكيا حزينا
طلقني يا يوسف !
طلقني لم اعد اريدك !!

: ياسمين ! مالذي تقولينه ؟

تصرخ بأعلى صوتها بينهم : طلقني انا لم اعد ارغب بك !
اريد الطلاق حالا ! الآن !
ارجوك يا يوسف !


لا لا لا
يمسك برأسه بين يديه
ملتفتا في كل اتجاه
لا يكاد يرى شيئا
عيناه لا تريا شيئا !

هم بالخروج ثانية ولكن لا مجال
فهم الآن يريدون قتله ولن يهمهم !

نطق اخيرا بذهول .. وهدووء ..حسنا !
ابتعدوا عن طريقي ، فانا لم أعد ارغب بإمرأة اتهمتني باغتصابها بعدما سلمتني نفسها طواعية !!

لقد أهانته
لم يدري بأنها طفله
اخبرت عائلتها كاملة بما حدث بينهما !
اخبرتهم انه اعتدى عليها !
هو لايزال لا يصدق ما يجري الآن
ربما سيستيقظ غدا من منامه بين احضانها
ربما غدا سيقبلها من جديد
ربما غدا ستصبح ملكة بيته وقلبه !

ولكنها اليوم تريد فراقه !
نطقها في اسى وحزن وانهزام : انتي طالق يا ياسمين !
خرج مسرعا تلاحقه اصوات البكاء والصراخ ..
فذلك لن ينفع يا ياسمين ..

لقد هزمتني ..!!
حطمتني واذللتني
فهل سأنسى لكي يوما هذه المسرحية الهزلية
التي شهدت اندحاري على خشبات مسرحها
ولم تستحق حتى تصفيق الجمهور !!


نهاية الجزء الثامن !..

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العذراء, الكاتبة, ايفا, حارس
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t193144.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-08-14 11:34 PM
Untitled document This thread Refback 31-07-14 09:19 PM


الساعة الآن 03:14 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية