قالت مديرة المنزل – لا اعتقد انك بحاجة إليهما لكن السيدة شارلوت أصرت على ان احضرهما .
قالت شرلي – سأتخطى هذا الألم حتى نهار الغد .
قالت ليبي بلطف – ان ذلك أحيانا ليس بالفكرة السيئة سأتركهما هنا في حال غيرت رأيك وسأحضر لك طعام العشاء في ما بعد .
هزت شرلي رأسها وقالت – ذلك سيسبب لك المزيد من العمل يا ليبي .
فقالت لها – لا يمكنك الإضراب عن الطعام .
حاولت شرلي الابتسام وقالت – سأتخطى ذلك على مواجهة عواقب الأمور أحيانا يجب علي القيام بذلك الليلة وأنا لا أزال متأثرة .
قالت مدبرة المنزل بجدية – انه لأمر حسن انك كنت كبيرة نوعا ما عندما أتيت للعيش معهما وألا فأنهما كانا حطماك بالاهتمام الزائد بالتفاصيل الصغيرة فليس ما جرى ألان بالأمر البسيط فعلا . أنما يمكنك تخطي ذلك في شكل حسن ولم تلحظ شرلي مغادرتها للغرفة ألا عندما كادت تصل الى الباب لشدة نعومة وقع خطواتها على الأرض .
نادتها ليبي واستدارت المرأة نحوها وقد رفعت حاجبيها استفسارا . فتنحنحت شرلي وقال – شكرا . اعني أني أشكرك على تقثك بي . الامل المفقود
أجابتها – انك قوية وحساسة يا شرلي وستعرفين كيف تخرجين من هذه الورطة .
ابتسمت شرلي قليلا لو ان الخالة شارلوت قد سمعت ذلك الحديث والتقويم المجرد من العاطفة لكانت أصيبت بنوبة ومن المرجح أنها كانت وبخت ليبي لكونها غير عاطفية لكن شرلي من جهة أخرى وجدت كلام ليبي مطمئنا جدا وان ثمة شيئا قد تعيش لأجله .حياة 12
فكرت بسخافة ان سبانس كان ليقدر أيضا النزعة التهكمية لذلك التناقض عليها ان تخبره بذلك ...
ثم استفاقت على الحقيقة من جديد فقد نسيت للحظات قليلة أنها لن تخبر سبانس بأي شيء بعد ألان .
حاولت ان تبتلع الألم الذي كاد يخنقها لكنها لم تنجح في ذلك وفكرت كيف لك ان تفعل بي هذا يا سبانس ؟
أخذت شرلي تنظر الى سقف الغرفة وبينما غمر الظلام المنزل أخذت الأضواء التي تزين الحديقة تضيء الواحدة تلو الأخرى وكل منها ترمي عبر نافذتها بظلال الأغصان التي تحيط بها على ورق الجدران الناعم الذي يغلف السقف الأملس . كانت الظلال تتحرك بسكون تختلط ببعضها البعض وتعطي أشكالا غير واضحة إشكالا كتلك التي تدور في رأس شرلي .
لو كان هناك اي تفسير منطقي فلم لم يطلعها سبانس عليه على الفور في الكوخ ومن جهة أخرى ان لم يكن هناك تفسير فلماذا لحق شرلي الى المنزل الكبير ؟ ولكن بعد ذلك . لو كان لديه اي عذر على الإطلاق فلم لم يخبرها به عندما وصل إليها ؟ لماذا لم يقل شيئا سوى ثقي بي يا شرلي ... ؟
قالت شرلي قاطعة تفكيرها – اللعنة انه لمن السخف ان أعذب نفسي بهذه الطريقة . لو كان هناك تبرير لتصرف سبانس لكان أوضحه . وطالما انه لم يفعل ذلك فليس هناك اي تبرير اذا . ان الأمر بهذه البساطة .
أمر واحد مؤكد لقد تصرف وبدا مذنبا كما يمكن ان يكون اي رجل فعل ذلك .زهرة منسية
برغم ذلك حاول ان يجعل الأمر يبدو وكأنه الطرف المظلوم وكان شرلي هي المخطئة .
حاولت ان تبعد عنها الشعور بالذنب الذي كان يزعجها وقالت في نفسها ان شعورها بالذنب غير منطقي على الإطلاق لقد أمسكت سبانس بالجرم المشهود تقريبا ومن الواضح انه شعر بالاستياء من ذلك الأمر الى درجة انه لم يستطع ان يواجه بشجاعة ما قام به وكان عليه ان يلوم شخصا أخر ليبرر تصرفه ولقد فكر على الأرجح لو ان شرلي لم تدخل الى الكوخ لم يكن هناك من مشكلة اذا فلقد كانت غلطتها . الامل المفقود
من جهة أخرى لقد اخبر وندي بالتأكيد ان علاقتهما لا يمكن ان تستمر ولعله شعر بصدق ان كل ذلك لا علاقة لــ شرلي به .
كان الإيضاح بسيطا وحتى انه بدا وكأنه نوع من الجنون وبرغم ذلك فكرت ان سبانس لا يفكر بهذه الطريقة لم يكن ذلك الشخص الذي يتجنب المسؤولية او يتهرب من الأمور الصعبة . سبانس غرينفيلد الذي عرفته ...
توقفت شرلي لحظة وتساءلت بحزن – هل عرفت سبانس حقا ؟
انتظرت ليبي حتى أخر لحظة ممكنة قبل ان تنقر على باب غرفة شرلي لتخبرها ان العشاء أصبح جاهزا لذا فان شارلوت ومارتن كانا قد جلسا الى المائدة عندما دخلت شرلي .
عرفت بالطبع أنهما كانا يتحدثا عنها لأنهما قطعا حديثهما فجأة في اللحظة التي دخلت فيها الى غرفة الطعام .
بعناية مفرطة أكثر من المعتاد نهض مارتن ليزيح لها الكرسي لتجلس عليه وكانت شارلوت تعبث بمحرمة الطعام القطنية منتظرة حتى يعاود الجلوس في مكانه قبل ان تمسك بملعقة الحساء من أمامها .
حدت شرلي حذوها برغم توقعها ان الحساء بالكر يما قد يجعلها تختنق .سنيوريتا

نفض مارتن محرمة الطعام بحدة الأمر الذي أزعج شارلوت ثم قال - لقد كنت اخبر شارلوت للتو ان الزعفران قد أزهر والبنفسج على وشك ان يتفتح أيضا يا شرلي . الامل المفقود
شعرت شرلي ان الضيق في حلقها قد خف قليلا وفكرت داعية الله ان يبارك العم مارتن لأنه جعل الأمر يبدو أسهل قليلا ابتسمت له وهي تفكر اي تناقض بين ما هو عليه ألان وقد ارتدى سترته المخملية الزرقاء الداكنة اللون وبين البستاني الذي كان عليه بعد ظهر هذا اليوم لم يحاول ان يفعل شيئا لإخفاء عمره وفي الحقيقة ان شعره الرمادي والخطوط التي بدت في وجهه تمنحه فتنة مميزة لم تكن موجودة في صوره عندما كان شابا .
بينما كانت شارلوت تحاول منذ سنوات أخفاء حقيقة عمرها . فقد كان شعرها دائما مسرحا ومصبوغا بإتقان وطلاء الأظافر يزين دائما أظافرها وزينتها حسب أخر الابتكارات حتى أنها في الأشهر القليلة الماضية قد اعتمدت ارتداء الملابس ذات الياقة العالية لتخفي التجاعيد الظاهرة على عنقها .
كان يخامر شرلي في بعض الأحيان شعور بالبهجة ببعض الجهود التي تقوم بها خالتها لتحافظ على نضارتها لكنها غالبا ما كانت تشعر بالحزن عليها فصحة شارلوت السقيمة قد حرمتها من عدة أشياء كان الجمال اقلها .جنى وكرمه
لقد ارتسمت بين حاجبيها ألان خطوط تشير الى أنها متجهمة قليلا ورأت شرلي أيضا ان خالتها لا تأكل جيدا وضعت شرلي ملعقتها جانبا ممتنة لذلك السبب الذي جعلها تتوقف عن ابتلاع الحساء . وقالت بهدوء – ان كان لا مانع لديكما أريد ان ننهي هذه المناقشة التي حصلت اعرف أنكما أدركتما الفكرة في شكل عام بعد ظهر هذا اليوم لكن ربما كان علي ان أخبركما ان سبانس كان في الكوخ ...
سالت شارلوت بحدة – هنا على أرضنا ؟
اومات شرلي برأسها إيجابا وتابعت – والمرأة ... ثم توقفت هنيهة ان أخبرت مارتن عن اسمها . وندي تايلور فإنها من دون شك ستطرد من عملها في اليوم التالي .
حتى وان أرادت حماية وندي فلم يكن هناك اي وسيلة لإبقاء ذلك الأمر طي الكتمان فمدينة هاموند مدينة صغيرة جدا لإخفاء أسرار من ذلك النوع و شارلوت لن تستريح قبل ان تعرف من كانت تلك المرأة ثم ان أول شيء تفعله هو ان تخبر مارتن لذا فان بوح شرلي او سكوتها عن اسمها لن يكون له اي اثر .
لن يفاجئها الأمر بالطبع ان كان نصف سكان المدينة يشتبهون في ما كان يجري فلذا من الأفضل من دون شك ان تخبر شارلوت الحقيقة ألان من ان تدعها تسال أعضاء النادي الذين قد يتهامسون شفقة بالطبع عن قصر نظر شرلي وسيكون من الأفضل بالتأكيد ان تخبر مارتن ان لديه مشكلة في مكتب مدير مؤسسته من ان تتركه يسمع ذلك من رفاقه في لعبة الغولف . الامل المفقود
نظرت شرلي الى صحن الحساء وقالت بهدوء – كانت المرأة سكرتيرته .
قالت شارلوت – وندي تايلور ؟ لم الفتاة الوقحة لقد قلت لك أنها ليست طيبة يا مارتن لكن يجب ان أقول ان أمر سبانس يدهشني ان يخاطر بعمله في شركة منتجات هدسون هكذا في حين انك أعطيته فرصة رائعة للعمل .
كانت تلك نقطة من المسالة لم تفكر فيها شرلي من قبل بدا وكان شارلوت تقول ان انغماس سبانس في علاقة مع اي امرأة هو أمر سيء جدا لكن ان يفعل ذلك في مقر عمله هو الجنون بعينه .
أدركت وجهة نظر شارلوت وفكرت سيئان بالنسبة عندي أكانت تلك المرأة وندي او أفضل صديقاتي او اي امرأة أخرى لا اعرفها حتى ؟عطر المحبة
نظرت شرلي الى مارتن كانت وجنتاه شاحبتين على غير عادتهما شاحبتي اللون ولأول مرة مذ عرفته تهدج صوته كصوت رجل عجوز وقال وكأنه يحدث نفسه – سأتحدث الى سبانس في الصباح .
حذقت اليه شرلي وقد خالجها شعور بالخيبة والدهشة في ان معا من الواضح أيضا انه قد شعر ان المسالة معقدة أكثر مما اعتقد في البداية وكان مشاعر شرلي ليست مهمة أبدا أمام تهديد سلامة شركة هدسون للمنتجات .
عادت إليها عقلانيتها بعد قليل فمنذ قدوم سبانس الى العمل في شركة هدسون للمنتجات قبل عامين كان مارتن يعده لان يتسلم مقاليد الشركة ذات يوم . وألان وقد ارتفعت علامة استفهام حول الحكم على سبانس فان مارتن بالطبع سيعيد النظر في العبء الإضافي على العمل فانه لن يكون أنسانا ان لم يفعل ذلك ردة فعله لم تقتصر على اهتمامه بشرلي بل لأنه كان يحب سبانس أيضا .
أحبه كما لو انه الولد الذي لم تنجبه قط فكرت شرلي في ذلك . الامل المفقود
لقد فكرت في كل الاحتمالات التي يمكن ان تحدث لوندي قبل ان تتكلم لكنها لم تتساءل ان كان هذا سيتسبب أيضا بفقدان سبانس لعمله .
سالت نفسها لماذا يزعجها هذا الأمر ؟ فكل ما فعلته هو أنها أطلعتهما على الحقيقة ليست هي من قام بالاختيار السيئ ان سبانس فعل ذلك بنفسه ان كان حقا ليس عنده إيه فكرة على خطورة هذه الزلة وحماقتها فانه يستحق ان يخسر مركزه اليس كذلك ؟
لم تسكن المشادة ذلك الشعور بالغثيان في معدتها .
أخذت ليبي بمهارة وهدوء صحون الحساء التي لم تمس تكد ووضعت على المائدة الوجبة الأساسية نظرت شرلي الى رقائق اللحم مع الخضر المقطعة الشهية وقد زينت في شكل رائع في طبق صيني وفكرت أنها قد لا تكون قادرة على مواجهة هذا التوافق ثانية .

أمسكت شارلوت بالشوكة والسكين وقالت – أني حزينة لما حصل بالطبع اعتقدت ان سبانس أكثر ثباتا من ذلك برغم ان الأمر مستغرب بالنسبة اليه نظرا الى ما كان معروفا عن والده ان يكون ...
قاطعها مارتن قائلا – هذا سخف يا شارلوت لقد كان جون غرينفيلد أحمق لكن ذلك لا يعني ان سبانس كذلك أيضا .
قالت شارلوت بحدة – لقد كان جون غرينفيلد مخادعا وكاذبا وكان في أمكانه أقناع الشيطان بتصديق قصصه مهما قلت يا مارتن فهناك وصمة على العائلات أحيانا لربما انه من الأفضل أنها ظهرت علنا ألان قبل ...
توقفت شارلوت ولكن كان من الواضح ان ما جال في خاطرها هو قبل ان يصبح هناك جبل جديد ليحمل ضعف العائلة الوراثي .
أغمضت شرلي عينيها لحظة محاولة أخفاء الألم الشديد الذي سرى في جسمها وبدأت

كلامها قائلة – اعذريني من فضلك يا خالتي شارلوت لا اعتقد أني ...
ودفعت بكرسيها الى الوراء . الامل المفقود
بينما كانت تغادر غرفة الطعام سمعت شارلوت تضيف قائلة – على اي حال يا مارتن عندما تقدم المرأة المال في اي زواج فلها الحق في ان تدير هي الدفة ومهما كان سبانس فانه ليس ذكيا كفاية ان لم يلاحظ ذلك أتعرف ؟
تعثرت شرلي في خطواتها وهي تسير نحو جناح غرفة النوم عندما تقدم المرأة المال ...
همست – أوه لا ليس هذا هو الأمر .
عرفت شرلي دائما في أعماق نفسها ان مارتن و شارلوت يعتزمان ان تستفيد من ثروتهما حتى قبل ان يتوفى والدها كان ذلك الأمر واضحا برغم انه لم يناقش علنا فقد كانت قريبتهما الوحيدة وأنهما سوف يعيلانها بالطبع .
لقد فعلا ذلك بالفعل عندما قدمت الى العيش معهما لقد دفعا رسوم تعليمها في مدرسة خاصة راقية وقدما إليها سيارة وتعلمت بسرعة ان تكون حذرة في البوح بما يعجبها لأنها في حال ذكرت ان شيئا قد أعجبها فان احدهما سيشتريه لها وقد كان يحدث ذلك غالبا .
أحيانا كان مارتن يتحدث إليها عن توظيف الأموال والعائدات المالية المضمونة وعلمتها شارلوت الأمور التي تتعلق بالإعمال الخيرية والصدقات والمسؤولية الاجتماعية التي يمثلها المال .
لكنهما لم يعطياها قط اي تفاصيل عن مخططاتهما او وصيتهما او عما قد يحدث لثروتهما في أخر الأمر استمعت شرلي بتهذيب الى محاضراتهما لكنها كانت تعتقد مثلما كان كل من مارتن و شارلوت يرددان ان الأمر مرهق جدا وكانت تفترض ان معظم ثروتهما سيذهب الى الأعمال الخيرية التي استمرا بدعمها بإخلاص طوال سنين عديدة وقد كان ذلك يناسبها ففي رأي شرلي ان أل هدسون قد فعلا ما يكفي تجاهها لقد زوداها ما يكفي لشق طريقها في الحياة وقد منحاها منزلا .
لكن هل كانت ساذجة ؟ هل كانا يعتزمان ان يجعلاها ترث كل قرش يمتلكانه ؟ ألهذا السبب اهتم بها سبانس غرينفيلد فجأة في فترة عيد رأس السنة الماضي ؟
أمضت شرلي معظم بعد ظهر نهار السبت تجري مكالمات هاتفية كي تلغي تحضيرات الزفاف .فاتصلت بمتعهد تقديم الطعام بمحل بيع الزهور وعازف الاورغ وبمدير النادي في المدينة
وقد ذهل كل منهم بطلبها هذا وقد إصر عليها كل واحد منهم ان تعيد ما قالته ليتمكن من أدراك الخبر فعلا وكانت ترتجف من شدة الإجهاد عندما انتهت من تكرار تلك العبارات المؤلمة التي لا تنتهي ولم تستطع الكف عن التفكير في أنها بعد ظهر هذا اليوم بالذات كان يجب ان تكون مع سبانس تلعب الغولف او تفتح علب الهدايا في الكوخ ... مع سبانس ... الامل المفقود
أغمضت عينيها كي لا تسقط دموعها ووضعت رأسها بين يديها لحظة وقررت ان ترتاح قليلا وتعد لنفسها فنجانا من الشاي مع العسل لتخفف الألم في حنجرتها ثم تتصل بعدها بالأشخاص المدونة أسمائهم في لائحة طويلة لتبلغهم ان حفلة الزواج قد ألغيت .
لقد عرضت شارلوت عليها المساعدة في هذه المهمة لكنها بدت شاحبة وضعيفة هذا الصباح وكأنها لم تنم طوال الليل .لذا فكرت شرلي ان الإجابة عن الأسئلة الفضولية ستتعبها فسيوجه الجميع الكثير من تلك الأسئلة في الأسابيع القليلة المقبلة ولا حاجة بــ شارلوت الى ان تبحث عن المزيد منها .
اتجهت شرلي الى المطبخ لتعد الشاي لنفسها وقد شغل بالها العدد الهائل من الاتصالات التي عليها أجراؤها كانت قد دخلت الى الغرفة الزجاجية قبل ان تسمع لفظ الأصوات فوقفت فجأة عند مدخل الغرفة تماما وقالت – اعذريني يا خالة شارلوت لم الحظ ان عندك ضيوفا .
ثلاث سيدات كن مجتمعات حول الكرسي الطويل خاصة شارلوت كانت كل واحدة منهن متأنقة ومتهندمة مثلما كانت شارلوت ونظرت كل واحدة منهن الى شرلي بفضول حاولن إخفاءه بوضوح .
مر في خاطر شرلي ان الأخبار تنتشر بسرعة ان القسم الباقي من أعضاء نادي البر يدج سيصل من دون شك في أية لحظة وتساءلت عما كان عذرهم بالمجيء لرؤية شارلوت بعد ظهر نهار السبت .
أشارت خالتها لها بيد هزيلة الى كرسي قريب وقالت – تعالي انضمي ألينا يا حبيبتي .

هزت شرلي رأسها نفيا وقالت – شكرا ان لدي الكثير من الاتصالات التي علي أجراؤها لقد كنت مارة في طريقي نحو المطبخ فقط .
سألتها شارلوت – اذا هل تخبرين ليبي إننا نرغب في تناول القهوة ألان ؟
بينما كانت شرلي تمضي عائدة الى غرفة الطعام سمعت أحدى زائرات خالتها تهمس قائلة – المسكينة الغالية أنها شجاعة جدا اليس كذلك ؟
قالت شارلوت – أني سعيدة لأنها على أبواب عطلة الربيع ستشعر بتحسن عندما يخف عنها ضغط العمل في المدرسة لبعض الوقت .
كان ذلك سيساعدها فكرت شرلي سيكون عندها الكثير من الوقت للتفكير حينها ولتتذكر أنها يجب ان تكون في ناساوا تنعم بأشعة الشمس على الشاطئ مع سبانس . الامل المفقود
كانت ليبي تعمل بنشاط في المطبخ لتحضير صينية وضعت عليها أبريق قهوة فضيا كبيرا بمجرد ان فتحت شرلي فمها لتتكلم قالت بانفعال – اعرف عندما قدمن كنت اصنع قالب حلوى بالفريز من اجل حفلة منح المساعدات المدرسية ولم يكن في استطاعتي التوقف حتى انهيه لذا فاني أسرع لإنهائه هناك بعض سلال الشوكولاتة في تلك الخزانة هلا وضعت ملعقة من البوظة في كل واحدة منها بينما اغسل ما تبقى من ثمار الفريز ؟
شعرت شرلي بالارتياح لانهماكها في العمل ففتحت كل سلة مصنوعة من الشوكولاتة الرقيقة ووضعتها بحذر في طبق بلور خاص بالحلوى وقد أضافت إليها ملعقة كبيرة من البوظة بالحليب .
دخل مارتن من الحديقة قبل ان تنتهي وكانت تفوح منه رائحة الأرض الرطبة والوحل .
قالت له ليبي محذرة – لا تدخل فسيدات نادي البر يدج هنا قال – نهار السبت ؟ ونظر مارتن الى الحلوى وأضاف – أنها تبدو لذيذة جدا .
أشارت شرلي بملعقة البوظة الى أحدى سلال الشكولاته التي انكسرت بينما كانت تفك عنها الغلاف . وقالت – هناك واحدة مكسورة ان أردت قضمها او ان كان في أمكانك ان تصبر دقيقة فساعد لك حلوى مميزة وخاصة حالما انتهي من تلك .
رفع مارتن قبعته عن جبينه والتقط كسرة من الشكولاته وقضم قطعة منها وقال – هذه جيدة هيا اخرجي معي الى الحديقة لبرهة يا شرلي .
إجابته – شكرا أني لست في مزاج يسمح لي بالتحادث اليوم يا عمي مارتن . وملأت أخر سلة ثم اتكأت الى الثلاجة ولعقت ملعقة البوظة ثم أضافت – لماذا ؟ هل وجدت سبانس مختبئا في صندوق خشبي او ما شابه ذلك ؟ كان هناك أحساس غريب في معدتها وكأنها لعبة تدار بزنبرك وقد لف ذلك الزنبرك بأحكام فقد تغيب مارتن طيلة الصباح أيمكن ان ...
رمي مارتن نظرة الى ليبي ثم هز رأسه .
بدا الزنبرك داخل شرلي وكأنه قد خل ليضعف ويفقد قدرته .
نثرت ليبي حبيبات التوت الطازجة فوق كل ملعقة من البوظة ثم حملت الصينية وعادت القهقرى عبر الباب المتأرجح واختفت وهي تتجه نحو الغرفة المشمسة . الامل المفقود
قال مارتن – لقد تكلمت معه . ثم توقف وكأنه لا يعرف تماما ماذا يقول بعد ذلك .
قالت – افهم ان ذلك يعني انه لا يملك اي تفسيرات لك أيضا ؟ هل أدركت أخيرا ان ذلك ليس مجرد سوء تفاهم سخيف ؟
بدا مارتن تعيسا .
خجلت شرلي من نفسها فقالت – أني آسفة يا عمي مارتن اعرف انك كنت تحاول المساعدة.
- لو انك تتكلمين معه فقط يا شرلي ...
- هل يعني ذلك انك لم تستطع إقناعه بان يقوم بالخطوة الأولى ولذا عدت لتحاول أقناعي أنا ؟ يا عمي مارتن عندما تنظر الى الأمر مباشرة فان سبانس هو من تخلى عني لقد منحته الفرصة ليشرح ذلك أمس لكنه بدا غير راغب فيها .
فغر مارتن فمه ثم أغلقه ثانية كسمكة ذهبية عاجزة . وضعت شرلي ذراعيها حوله ودفنت رأسها في كتف قميصه ذي النسيج الصوفي الناعم والباهت اللون وكان صوتها مكبوتا عندما قالت – أني آسفة ان بدوت حمقاء بعد كل الأشياء التي فعلتماها لي أنت و شارلوت وهذه هي الطريقة التي أكافئكما بها وبلعت ريقها بصعوبة وتابعت قائلة – الأمر ليس أني ارفض التحدث معه أنت تعرف . لكني اشك في ان سبانس متشوق كفاية الى التحدث معي أيضا اليس كذلك ؟
قال مارتن بصوت خفيض – الأحمق والمغفل الأرعن .
قالت – حسن ها قد أدركت ذلك ومسحت دمعه حبيسة عند زاوية عينها وحاولت ان تصطنع ابتسامة ثم أضافت - للمناسبة أيا منا تدعوه الأحمق والمغفل والأرعن ؟
اخذ مارتن نفسا عميقا وقال – شرلي ...
عادت ليبي الى المطبخ وهي تتمتم بصوت منخفض – أحداهن تريد التحلية بسكر اصطناعي وفيما أخذت تفتش في الدرج أضافت قائلة – أنها تتناول البوظة وكأنها لا شيء على الإطلاق لكنها لا تستطيع تحمل القليل من السكر العادي في قهوتها .

ابتسمت شرلي قليلا وقالت – ليس من عادتك ان تكوني متبرمة بضيوف الخالة شارلوت يا ليبي . الامل المفقود
رشقتها مدبرة المنزل بنظرة خاطفة وقالت – أوه ليس المحلى هو السبب بل الطريقة التي كن يتحدثن بها عنك لم تدرك السيدة هدسون ان خلف تلك الشفقة

المزعومة التي يبدينها رغبتهن الخبيثة في نشر الأقاويل ذلك هو المؤسف حقا الأجدر بها ان ترميهن خارجا .
تنهدت شرلي قائلة – انهن صديقاتها ولا استطيع لومهن على كونهن فضوليات وما أخشاه أنها ستكون عطلة ربيع طويلة جدا .
قالت ليبي وهي تسقط المحلى الاصطناعي في قصعة من البلور – ربما عليك الذهاب الى الباهامس على اي حال لم لا تستمتعين بوقتك في الخارج سواء تزوجت ام لا ؟ وتحركت بسرعة عبر المطبخ وقد انغلق الباب المتأرجح من ورائها .
تمتمت شرلي – اي شهر عسل غريب سيكون ذلك . وتركت تلك الفكرة انطباعا مفاجئا وكان عليها الاعتراف بذلك لكن في الوقت الذي أعدت فيه كوب الشاي وعادت الى غرفتها لتتابع اتصالاتها الهاتفية ثانية كانت قد نسيت تلك النزوة المجنونة بكاملها .مع ذلك كان واضحا ان مارتن قد مرر تلك الفكرة لــ شارلوت لانها سرعان ما عاودت طرحها على العشاء فقالت وهي تحتسي مرق اللحم – أنها خطة معقولة جدا يا شرلي .
الذهاب في شهر العسل بمفردي ؟ يا خالتي شار لوت ...
لم لا ؟ لقد فات الأوان على إلغاء الحجز لذا يمكنك الاستفادة بعض الشيء بالإضافة الى ذلك فالأمر يبدو وكان لا دخل لــ سبانس فيه في ما يتعلق بالحجز فالمنتجع كان هدية لك مني ومن مارتن .
تمتمت شرلي – كانت هدية لنا لا استطيع التفكير ...
تابعت شار لوت مباشرة – لم تضيعين فرصة حسنة ؟
- صدقا هل تلمحين الى انه يجب علي ان التقط أول رجل وسيم تقع عليه عيناي على الشاطئ يا خالتي شار لوت .
انتصبت شار لوت في جلستها أكثر وبدا صوتها باردا كالجليد قائلة – بالطبع لا .
عضت شرلي على شفتها وقالت – استميحك عذرا . الامل المفقود
استرخت شار لوت قليلا لكن الجو بقى محافظا على برودته برغم جهود مارتن وكانت شرلي مسرورة تقريبا لتمكنها من الاعتذار والمغادرة مباشرة بعد تناولها الطعام وذكرت شارلوت بتعهدها للمساعدة في تقديم الحلوى في حفلة زيادة رأسمال المنح المدرسية .
غمغمت محدثة نفسها قائلة – واعتقد أني مسرورة فعلا بان اخرج علانية . حسن عليها مواجهة ذلك في وقت من الأوقات ونظرا الى ردة الفعل الفورية من سيدات البر يدج فان ذلك سيكون عاجلا وليس أجلا . كان من المذهل جدا كيف تنتشر الشائعات بسرعة في مدينة بهذا الحجم عليها ان تبقى رأسها مرفوعا وتبتسم كان ذلك كل شيء .

لكنها لم تستطع عدم التفكير في ان من السيئ جدا أنها و سبانس لم يتفقا على الأقل على قصة تسمح لكليهما بالمحافظة على كرامته لم تكن تنوي الكذب بذلك الشأن بالضبط لكن من الأفضل كثيرا إلا يدعا التفاصيل تتقاذف في كل منطقة هاموند .
برغم ذلك فكرت ان كليهما ما زال يعتزم العيش هناك لم يكن الاستقبال في الحفلة سيئا كما توقعت برغم انه كان هناك الكثير من تعليقات العطف والفضول امرأة واحدة فقط أعلنت رأيها مباشرة وسالت لم ألت خطوبة شرلي الى هذا الانهيار المفاجئ ؟
في شكل شبه تلقائي أعطتها شرلي الجواب عينه الذي رددته في خلال اتصالاتها الهاتفية طوال اليوم – أنا و سبانس استنتجنا أخيرا أننا لا نناسب بعضنا بعضا .
قالت المرأة بإلحاح – ألان حقا من الواضح ان هناك أكثر من ذلك السبب .
نظرت شرلي مباشرة إليها وقالت ببرودة – كم لطيف منك ان تكوني مهتمة الى هذه الدرجة .
ظهرت أيمي هوول الى جانبها في تلك اللحظة وفنجان القهوة في يدها وقالت – ألان وقد خفت الجموع نستطيع التحدث عن خطط الدرس للأسبوع المقبل يا شرلي وابتسمت بلطف للمرأة الفضولية التي ابتعدت بامتعاض .
قالت شرلي بصوت منخفض – شكرا لك كان ذلك تقريبا فعالا كما لو انك رفستها .
- الأمر الذي ما كنت لأعارض القيام به كيف تشعرين ؟
فكرت شرلي بارتياح لم يكن هناك من حاجة الى أخبار أيمي أكاذيب اجتماعية عندما تسال أيمي كيف حال شخص ما فإنها تريد معرفة ذلك فعلا فقالت – كان بيانو كبيرا قد سقط لتوه من اللا مكان وضربني على راسي .
وضعت أيمي يدها لترتاح للحظة على يد شرلي وتضغط عليها مؤاسية –لم استطع تصديق ذلك عندما اتصلت بي اليوم .
- هل كنت تعرفين بشان وندي عندما سألتني أمس ان كان يزعجني كونها سكرتيرة سبانس ؟
هزت أيمي رأسها وقالت – لا شيء مطلقا اقسم لك أني اعتقدت بان وجود امرأة مثل وندي في الجوار هو كالبحث عن المتاعب أبدو متزمتة اليس كذلك ؟ ستكدرني الحركة النسائية من التنظيم واحتست قهوتها وتابعت – هل تكونين في المدرسة نهار الاثنين ؟
- بالطبع ولم لا أكون ؟ الامل المفقود
هزت أيمي كتفيها وقالت – لا اعرف ان كانت أعصابك ستتحمل الضغط علاوة على كل شيء أخر .
- بصراحة أني أتطلع شوقا الى الضغط حيث لا استطيع ترك أفكاري تسرح والأطفال
من حولي وهكذا يجب علي ان ابعد هذا عن تفكيري أنها عطلة شهر آذار التي لا أتطلع إليها بشوق .