لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-14, 10:18 PM   المشاركة رقم: 136
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 



حال ان صار في البهو الواسع لمح تلك العائدة ، تجلس القرفصاء و تحاور طفليها ، بل تستجوبهما بـ فضول النسوة .. إبتسم بخفة نمر .. و بلحظة حان الإنقضاض لتكون هي راكبة أذرعه هذه المرة .. بعد ساعة الإعتراف مع والدته وجد أنه من الغبي التمسك بعقائده المتخلفة ، سيخطو نحو الوصل معهم اجمع ، قفزة .. و عليهم أن يتلقفوه فاردي الأيادي و إلا .. فـ لكل قافز متلقي في مكان ما .. و بالتأكيد سينال من يتلقاه برحابة إن لم تفعل سميرة و أبناءها و الكنة !

كانت أخف وزنا من الدر ، هذا اول ما خطر بباله و هو يرفعها مجهز العدة من نشاط عظيم ، مستلقية على ذراعيه جعلها ليجد بأنها كـ أثقال مراحل التدريب الأولى ، فيستمتع بشهقتها التي شقت صدرها بحدة و أخفت صوتها .. بتهور رفع ذراعيه عاليا ، صارخا بـ وقاحة لاذعة و قدماها و اليدين تتدليان و تنتفضان قهرا و إمتعاضا : هذا عقاب حتى بعد مـ تبوقين لسان الجهااال ، ليش دتسأليهم شجنت اسويلهم ، إنتي شعليج بية ؟ و ترة هيجي سويت لـ در ، ها عجبج ؟

قبل أن يستطرد بقول يحمل رعونية اكثر إهتز لدى سعال حاد اصابها حتى تشنجت و تراخت و من ثم عادت لتتشنج !
كل ذلك حصل لها بسببه ، و قفزته المفاجئة ، المستهترة

: باابااا لااا نزلهااا ماما تخاااف

كان الصغير صوتها الرافض ، المرتاع .. المختفي !
لتظهر من خلف البيبان أمه فتنهاه بـ روعة اصابتها هي الأخرى : لك نزلهاا هاي شدتسوي ؟

توتر !
قسما بالله فعل و تخشب عنقه لمرآى الجميع يرتجف كأنه افقدها عمرها ، بمزاح
ببطئ أنزلها ليحررها تباعا منفرج العينين دهشة و الفم رهبة و هو يبصرها تسعل كما لم يرها من قبل ، إنشدت أعراق جسده و إستنفرت لتظهر من تحت طبقات الجلد بصورة مرعبة تلائم وحشية افعاله على مر السنين ، تقرب منها ابنها اولا ، فإعتدلت من بعد الإنحناء لتبعده عن رذاذ سعالها بـ يد و الاخرى تضعها فوق الفم المحمر

: نزعي " إخلعي " شالج حبيبتي نزعيه و تنفسي زين

طالبتها الام ، و بعز ما هي عليه من إختناق رفضت أن تريه خصلات كانت يوما كالعسل ، لا يدري ماذا فعلت بها ، أ لونتها بما لا يلائم ؟!
عاد بريق التوحش لعينيه و كاد أن يفلت سبابا بحقها لولا نظرة امه الصارمة ، المنذرة
ليعكف على مشاهدتها تجر انفاسا بطيئة ، تتعدل بلحظات تتوالى ، حتى عادت الحياة لتشرق بوجهها الوضاح ، الخمري لونا ، و الحريري حين اللمس ، أو هذا ما يذكره عنه قديما .. فبالأمس لم يستطع تبيان شئ ، إذ معاملته كانت خشنة كـ عضلاته

: شبيها ؟

قالها بنبرة جامدة ، تكاد تتقطع احرفها من الهلع الخفي ، لتجيبه ابنته بـ رجفة و هي تنكمش على جسدها الصغير ليلامس الجدار الاقرب : مو ماما مريضة

ارتد رأسه كأنه تلقى لكمة من مقاتل ، لوى عنقه ليواجه الام التي رفعت حاجبها معاتبة ، و معترفة : عدها ذات الرئة ،فنخاف عليها من الكحة تأذيها

هذه المرة رشقها بالبصر الحاد ، خشية ظهور ما يخفيه من رعشة نمت بأطرافه لأجلها ، لمحها تبلل شفتيها ثم ترتخي ملامحها المكفهرة ، لتقابله أخيرا بالبصر

تجلى القلق بنظرته ، و السخرية بخاصتها ، أخبرها بأنه أسف لتخبره بأنها ترفض إعتذاره !
عن أي شئ تتأسف و كل ما جناه قلبي من أفنانك كان أشواكا ، هي ثمرتين فقط ما أشكر الله تعالى أولا ثم أنت على وجودهما ليملئا سلتي الخاوية ، دعني أسألك و أنت تقف أمامي بكل تعنتك و تبجحك ، لم بخل بستانك علي ؟ لم أثمرَ لمن لا تستحقنَّ و عندي صارت الارض بورا ؟ ألا أستحق أن أجني ما زرعته من بذرات حسان بقلبك الفتي ولو قليلا ؟ أتهديني قواحلا و تهديهن جناتا ؟
فقط لِمَ ؟
و حين إرتضائي بـ حصاد بستان غيرك تأتيني كـ إقطاعي خبيث يود هلاك فلاحيه لأجل إرتقائه .. ويلك من دعائي إذ دعوت ، كل الويل يا عسير الفهم

: امشوا ماما بدلوا و صلوا ، الغدا جاهز

بادرت الجدة بتحفيز الصغيرين لأن يتحركا ، فتخشبا فوق بقعة واحدة ، كلاهما ينقل بصر الصغيرة بالكلام موجهة بصرها و جل الإهتمام نحو امها الجميلة : ماما صرتي احسن ؟

: اي ماما الحمدلله ، يللا روحوا وية بيبي

تحركت زين بـ هدوء لتلصق بجانب جدتها ، و هذه المرة توسلت ابيها ألا يعيد كرة الأمس : بس بابا مو تسوي مثل البارحة

توسعت احداقه بنية توبيخها ، لكن تلك النظرة الكسيرة اوجعت قلبه دون ان ينتوي لنفسه أذى ، فـ بح صوته بتذلل لذات الضمير الصاحي من سباته حديثا ، ليبتسم لها بـ حنية تشابه قديم اليسار : لا بابا لتخافين ، اني اسف على الي سويته البارحة

إنتفضت القلوب فرحة بما قيل ، ليبتلع هو ريقا جف بعد ان عصر كل ما نفخته به امه من وصايا و احاديث ، لأجل الزين و يزنها !
: يللا بيبي يزن

: بيبي باقي يم ماما اني

قالها ليضغط على زر تفعيل الغضب برأس ابيه ، و قبل أن يفلت عقال لسانه حاورته أمه بهدوء و هي تتحرك حيث الأريكة الموجودة : حبيبي روح

فيشاركها التحرك حتى اذ جاورها معاتبا اياها بأغلظ القول : البارحة هم قلتيلي روح ، و شفتي شصار ؟

تبسمت له بـ صدق ، شاعرة بأزهى حالات الفخر و هي تجد بأنها نجحت بتنشئة رجل يخصها دون وجود أبيه ، و لكم هي من مهمة صعبة على الإناث !
احاطت وجهه الحبيب بكفيها لتهمس له بحشرجة تأثر : لا حبيبي اليوم صدق مرح يصير شي ، حتى رح نبقى قاعدين هنا

فيأتيه من توأمه إمدادا مطمئنا ، طارت له فلول الاب إلا قليلا : ترة خالة دُر موجودة ، لتخاف يللا

تسللت نظراتها القلقة حيث القبضة العنيفة المتكورة بجانب الجسد المتخشب ، و لرعب سكنها أن يرى الأحمق من الصغيرين كيسي ملاكمة أسرعت بالقول الهادئ : يللا ماماتي ، والله مابية شي هية كحة و رااحت


ما إن إبتعدا مكرهين ، تحدثت أمه بـ جدية و تصميم ناقلة ببصرها بينهما : مـتتحركون من هنا
ثم أرسلت نظراتها حيث هُو و بشديد اللهجة اردفت : راح اروح اشوف دُرصاف و ارجع ، فـ هياتني قريبة .. يسـار ما أوصيك بعد

بـ هزل إتقنه رغم مزاجه المتقلب كـ " باندا صغير ، متكور الجسد " ، همس متحشرج النبرة : حاضر ست سميرة

وبخته بـ صمت لترتحل و معها همهّا الحديث حيث الغرفة الجانبية .. لما وجدت الباب مؤصدا زاد قلقها اضعافا ، فـ هاهي الدُر تثبت مخاوفها العظيمة بأفعال لم يعتادوها منها ، طرقت الباب بهدوء ، و همس فقط ما تمكنت من إخراجه من الحلق المتورم بغصة بكاء .. ودت لو كانت تمتلك من الشجاعة ما يكفيها لـ بصقها : دُر ؟ فتحي الباب ماما

و لأول مرة من فترة طويلة ، رفضت الـ متعقلة المنطق ، لتقول من خلف الباب بنبرة ثابتة .. جامدة : ماما عيني انتي بس شوية خليني وحدي ، هسة اطلع لتخافين

: دفتحي الباب خلي بس اشوفج

: قتلج مابية شي يا حبيبتي .. إنتي روحي كملي غداج ترة إبنج هسة يهيج يريد أكل

لمَ لا تكون كالإناث ؟ باكية شاكية ؟
لم تشبهت بها ؟ لا تشكو بثها و حُزنها إلا لمن خلقها سُبحانه ؟ و نعم بالله مُنصتا و مُفرجا للكرب .. و لكنها والدة ، و يكاد فؤادها يذوب بين الضلوع لشدة القلق ، أيعقل بأنها رأت أيهم حقا ؟
أم إنها تلقت عنه خبرا لم يكن حميدا لا قدر الله ؟
عند هذه الفكرة إكفهر وجهها و شَحُب ، يوما لم تنسَ ذلك الهُمام الشُجاع .. من قدم نفسه قُربانا لأهله .. و الدُر كانت أهله ، و حُبه الأعظم !
ليست غرة لكي يمر عليها ما حدث كالكرام ، هي و الحاج محمد - رحمه الله - يدركان بأن أيهما كان و لا يزال سببا جعله اللهُ لهم لينقذ الفتاة من براثن الأنذال !
لكن فعلته عقرت قلبه كالفهد ، و ذبحتها كـ حمامة .. إلا أن ما من مفر كان حينها ، لا مفر

تعوذت بالله من شيطان وتّرها ، فهي لا زالت تعاني الإنقباض من أن يكون هنالك ما حلّ به ، و بعد لحظة فقط فتر صَوت البُهتان ليعلو إيمانا يصدح بـ دواخلها ، أن إنا لله و إنا إليه راجعون .. و ما قد يكون قد اصاب ذلك الأيهم حين الشباب او الآن فهو بإذن الله تعالى ، و ما اللهُ بظلامٍ للعبيد

عادت ادراجها متقهقرة .. خائبة بعض الشئ ، لم تقاطع جلسة الصمت بين إبنها و زوجة على قيد الهجران ، إذ أكملت خطواتها حتى مطبخها و هناك عادت لعملها المستوقف .. ببال شارد و عقل مغيب .. و لسانها يلهج بالذكر دُون إنقطاع




*





مساءُ الخير يا جرحي
مساءٌكله ألمُ
مساءٌ ضمّ أحلامي
ولم يشفِ بها قرحا

مساء الدمع و الحيره
مساء الجفّوة المرّه
تنادي كل أحزاني
فتوقد للجوى جمره

فيا أرضي ويا منفى
ويا نبع الهوى الأصفى
أحبك بارتعاشات
صباها لافح الذكرى



مها العتيبي


على حالها ، بقميصها ذاته و التنورة .. شعرها مرفوع بكعكة صغيرة ، و مُغطى بإسدال الصلاة ، جسدها الأقرب للإمتلاء مُنكب على السجادة ، بـ تضرع .. تشهق الهواء متوسلة إياه أن يلج قصيباتها المُتقلصة بفعل فاعل ، فكأنما ما تسحبه ليس أوكسجينا .. فلم ترتوي منه ولو قليلا ، تشعر و كأن ملامحها إزرورقت لـ إملاق الأنفاس !
تنهيدة طويلة تنهيها بأنين متقطع .. صدر يعلو و يخبو بـ ضعف .. يا إلهي فقط صبراً .. ترفع كفيها لـ تحذف من على الخدين ما إندلق من المآق المِحمرة ، تشعر بالوجع ينخر عباب الحشا ، لم تشأ أن تراه و لم تتمنى أبدا ، هي أودعته الصدر منذ رحيلها ذاك .. غادرت منفطرة الفؤاد على عفةٍ ، و أخٍ و حبيب كان لها خاطبا !

هنالك من لا يُحب لأخيه ما يحب لنفسه ، و هُنالك من يعلق السيف بخاصرة أخيه بدل الغمد إن رآه فرحا بما أحبه و تمناه ، و هذا ما عانته من العواذل ، من تقدم لها مرارا و رفضته لما نمى بداخلها شجر الأياهم .. راح ينتقم منهما شر إنتقام .. فـ قدم بلاغا باليا حقيرا ، كان يقصد به الخاطب وحده ، لكنها جرت معه بعشوائية مهملة ، و بعد تعذيب و إنهاك .. و ذبح طُهر ، أُخرجت من دار الظلم ، لـ تجني و إفتراء .. و إنقصام ظهر !
فـ أخبروها بأن الأخ الصغير ثار و تبجح على المعتدين بـ عنفوان الشباب ، فـ أُخذَ و لم يعُد ، و بأن أيهمها الأخر قد خرج - و من قبلها - بعد أن تشبع جسده بالضربات الحيوانية ، و لم يكن من خلف خروجهما إلا نفسا دنيئة أخرى ، لم تفعلها حُبا بها بالتأكيد .. و لكن رغبة بـ من تملك قلبها من لحظات لقائهما الأولى ،
فـ كانت حين ذاك إبنة أحد كبراء الدولة ، و بـ تدخل من أهلها لقى زميليها حريتهما أخيرا ، و إنفصلا بعدها عن تراضٍ ، بل عن تبادل خيبات و طعنات .. أليس ذلك ما أرادهُ هو ؟ أليس من صّدق بأنها إبتلته بـ مصيبتهما و فقدان أخيها ؟
أليس هُو من فقد ثقته بـ صدقها معه .. تدرك بأنه لم يتركها لـ كُونها شُرخت ، قلبا و قالبا .. لكنه حينذاك رغب بالبعد لأسباب قد تكُون خفيفة على العقل الواع فـ يدركها سريعا ، لكنها لا تود أن تجد له أعذارا مُرعبٌ التفكير بها !

شهقت هواءا أُبتل ببعض دمع و ذكرى اللقاء الأخير ، و الغضب الأخير .. و الحُب الأخير تجيئها على غفلة من تماسكها ،

" اني شنو ذنبي اذا أخوج رراح ؟ مو أني هم جنت وياااج و تعذبت مثلج و أكثرر ؟
تعررفين شنو الكُرره ؟ أني كررهت نفسي و أدرري ما أقدرر أسااعدج لو أطلعج منهم ، جنت عاااااجز .. و إلي صارر ررح يبقى يحررقني طول عمرري ، يحررقني حررق
و فوق قهرري تقولين للناس أني السبب برروحة أخوج و قهرركم ؟
دُررة .. أتوقع وررة الي صارر ما بيننا حياة .. خلينا ننفصل و ننسى "

النسيان ، كذبة الأشهر كُلها كانت ،
كم رددت تلك الذكرى أعواما كي لا تنسها ، فلم تنسها .. و لا تغفل عن ضُعف ثقته بها ، فلم تفعل ، كيف أصدق الناس و كذب قلبه ؟
لم تبرر له حينها و لن تفعل و لو أُتيحت لها الفرصة من المرات عشرا ، فـ من أحب أن يلتمس لصاحبه عُذرا لـ بحث عن ألفا ، و من سكنته الوساوس فسيكفر بأغلظ العهود المُحبة ، و حبيب صباهّا دمر بنيانهما .. و حفر أساس بنيانٍ أخر في صدرها مع " الناس ذاتهم " ، و من بعد سنينا خمس إكتمل إعماره ، غير آبه لوجع أوتاد دكها بين اظلعها المِعوجة

بلحظة ضعُف أجهشت بالنحيب ، هي تناسته وربها الأعظم ، إستقرت عن ماضيها و ذكراه الحارقة ، ربت قلبها ألا يحن و لا يأن يوما ، لم تعلم بـ إنها ستنهار عند اللقاء الأول ، لم تدرك بأن قلبها عاقاً لمن ربته ، تبت نبضاته الرعناء و تبت ذاكرته الطاعنة ، أنى لك ألا تنسه يا قلب ؟ ألم تكتفِ من سنين النضج تلك ؟
أحرقتها رؤياه .. و ما فحَّم أظلعها بأن ريح إشتعاله حين مرءآها نفخت رئتيها حتى سعلت و تقيأت سخاما ملأ حياته دُونها ، أزاره الندمُ بعد التهور ؟
أ أحرقه الوجد فـ أطفأه بأخرى ؟!
لم هي من بين نسوة العالمين ؟ لم كَوى جرحها بأخرى يُكرم من دُونيتها الكثير ؟
باغتها بـ طعنة أدركتها من أخٍ محترق القلب .. جاءها في ليلة ظلماء ، غاضبا .. يزأر كأسد طعنت لبوته ، كـ أب ذُبحت إبنته .. ليخبرها بأن من كان لها حبيبا و زوجا قريب ، قد صار لغيرها يملك !
لو علم يسَّار بأنها رأته ، لـ إستبق الجنون و الثأر و هشم عينيه .. و راءه الحبيبة !

مجددا شهقت بإستجداء ذليل ، لا يُشابهها البتَة .. و لو لمحها أحدهم حينها لتمنت الموت على ذلك ، هي إعتادت الإنزواء حين التُوجع .. و الإنتحاب .. فقلبها لم يتصدأ بعد كي تفقد الشعُور ، هي فقط تتظاهر بالتصدي لكل ماهو كاسر للعود !

بعد حين لا تدرك كم كان ، إرتفع الآذان من المسجد القريب ، طاويا كل الملأ ، و من تحتهم و من فوقهم من وجود ، ساميا بـ " اللهُ أكبر " ، فـ تتقلص عند الله تعالى الأوجاع ، و الأحقاد .. و حتى الحب !
حُب الله هو الباق ، و الله هُو الحبيب المالئ للصدور ، هو الأقرب من حبل الوريد .. و هو الأرحم بإختيار ما ينفعنا لا ما يضُرنا ، و لو ترك لنا قيادة حياتنا لـ سارعنا نحو الحطام ، لهلكنا بأنفسنا .. هُو المُعطي و المُجزي ، هو الصبُور ، و الخبير
فـ يا رباه صبراً .. يا رباه إربط على كُلها المُبعثر ، المشتت الخطى كأعمى يتخبط تحت قرص شمس و في صحراء جُردت من العثرات ، لكنه لا زال يتخبط !
يارب إغفر لها ما تقدم من ذنب جعلها تنغمس بـ حزنها ، و تنسى فضلك عليها ، أنت سبحانك إصطفيتها للوجع .. و هل أجمل من تدليلك يا أرحم الراحمين يا الله ؟!
فقـط .. إرزقها سلوانا يقيها ضعف القلب حين اللقيا ، إذ صار لزاماً عليها إتمام حياتها ، أمامه .. و بإذنك وحدك




*




.. فقولي إنه القمر!
أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حبّاته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر
... فقولي إنه الشجر!
وفي الغابة موسيقى
طبول تنتشي ألماً
وعرس ملؤه الكدر
.. فقولي إنه الوتر
أيا لؤلؤتي السمراء!
يا أجمل ما أفضى له سفر
خطرتِ .. فماجت الأنداء.. والأهواء..
والأشذاء.. والصور
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
ولكن ليس ينفجر
فيا لؤلؤتي السمراء!
ما أعجب ما يأتي به القدر
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر
.. فقولي إنه القمر
***
أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحلّ محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟..
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر
... فقولي إنه القمر!.
***
أتيتك ...
صحبتي الأوهام .. والأسقام ..
والآلام .. والخور
ورائي من سنين العمر ..
ما ناء به العمر ..
قرون .. كل ثانية
بها التاريخ يختصر
وقدّامي
صحارى الموت .. تنتظر
فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب
لي السمر؟
وكيف أقول أشعاراً
عليها يرقص السحر؟
قصيدي خيره الصمت
... فقولي إنه القمر!



غازي القصيبي

؛

إنصياعه لوالدته كان مُريبا ، و هي الأخرى لم تكن على حالها حين عودتهم .. هنالك ما خُفي بينهما ، و ليته كان خيرا فأن لها فؤادا ضعيف البنية و النبضات ، والله ما عاد يحتمل الجلل
هي بخيرٍ إلا قليلا ، فقط برودة أطرافها الخجلى من صاحبتها ، اللا شُجاعة أضحت تُقلقها !
فـ ها هي تحتمي بذراعين يلتفان حول قدها بـ قوة ، و كأنها إن حررت نفسها سيندلق القلب الهلع من صدرها ، هربانا رعبا .. حاجباها يتقاربان بـ حميمية غريبة و هي تلمح فعلتها النكراء بوجهه الوسيم ، العابث .. للحظة توقف الريق عن الإبتلاع .. فإنعقدت ببلعومها غصة مخيفة ، حاولت تذليلها بـ قول راجف ، ساخراً ودته فجاءها كما بغت : اليوم شتريد ؟ هم تحبسني و تسمعني نفس الحجي ؟

: من شوَكت إنتي مريضة ؟

بـ سرعة تخلع القلوب عملت خلاياها الدمعية و بأشد طاقاتها ، لـ تتلألأ الأحداق بماها العكر حتى تشوشت عليها الرؤية ، السُخرية المصطنعة تجلت على حقيقتها بعد إستفساره الواهِ .. لـ تجيبه بنبرة مهزوزة : من جنت إنت بحضن هاية و ذيج

إحمّر وجهه و إشتعل فتيله الممتد أخره حتى برميل القلب ، بصوت أبح صاح بها متزلزل الثبات : تمننننـ ـ ـ

لتقاطعه بـ قهر و عنفوان : ليش تسكتني ؟ كذب ؟
و قبل أن تجُود عليه بالفرصة للحديث أردفت و قطرات نداها تتساقط من أطراف الرموش على الذراعين دُون المرُور بالخد المُنتفخ حقدا ودت لو بإمكانها وأده : يزن بيه ربو ، تدري ؟
ها إي صح تدري .. مرة جتله النوبة بـ سوريا و إنتة مَ عرفت شلون تتصرف .. ههه

زرقة عينيه إستحالت بنفسجا محترق التُويج ، ودهّا معه بحلبة صراع ، ودها رجلا .. تاللهِ لكان أذاقها مُر ما تفعله واللهِ .. لكنها فأرة فطنة تخاف قطعة الجبن ، إذ تعلم بأن من خلفها مصيدة !

: يا الله شلون مرينا بأيام .. مرات جنت أتخربط وعراق مموجود ، فـ تظل امي حايرة بينا .. آ ، قصدي أمك .. نخابر على واحد من الجيران يجُوون ياخذونا .. تخيييل .. هممم هالحادثة قبل فترة ، بللا قلي إنتة منو جنت مصادق ؟ لو بيا بطولة حااير ؟

راحت تجر أنفاسا متهدجة بالقهر ، فلامست قلبه العاكف على مراقبة تفاصيلها النابضة وجعا ، أبح شجي جاء صوته ليبتر عليها ما تهدفه من إيلامه ، وبه شئ أمسى من بعد سماعه سلسلة المعاناة ، يتألم !
: مو كافي ؟

تبسمت كما القمر في أخر الشهر ، قبل الأفول ، لا أفقده الله ضيا من كانت للياليه المعتمة تنير ، حتى و كله مغمور في لهوه ، و طيشه فأن القلب لطالما كان هنا حيث ارض هي لها تنتمي !

فردت بعدها بكسل كاد أن يعود ليستفزه : لأ مو كافي ، لو احجي منا لبعد دعش سنة هم ميبرد قلبي

حاول التمسك بالهدوء ، ليشخر ساخرا و ساقاه امتدتا أمامه ، ليكون على مقعده بنصف إستلقاء ، مزعج .. بنظرة ممتعضة حاكاها : و الي سويتيه البارحة

عزفت عن الشعور بصدق ما يسكنه ، لتظل تتابع حركاته بـ إنزعاج ، فترد عليه بنبرة صدقت حروفها : هم مـ برد تصدق ؟
يسّار شقد تعبتني إنتة .. أني ليش تزوجتك !!

ساءلت نفسها لا هو ، و كأنها و بعد عجاف طوال أدركت بأنه كان نبضة خاطئة ، لكنه قدرها من الله تعالى ، و ليس لنا من أقدارنا مفر .. عليها و رغم بؤس الإرتباط به أن تبحث عن نتاجه المُحلى بسكر زين و عسل يزن .. حفظهما الله لها و أسعدها برؤيتهما ملتصقين بظلها
قُطعت غفوة عقلها لا عينيها نبرته المتمكنة غرورا ، ليقول و كأن به يتحداها الإعتراض : لأن تحبيني

كان على ثقة ، لـ توأد ثقته بـ ضحكة قاتمة ، مرتجفة .. مُصححة بـ إرهاق : لإن غبية .. بس يللا ، تخفيف ذنوب



*


سُرى ،

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 10-01-14, 02:20 AM   المشاركة رقم: 137
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243238
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عاليماما ميري عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 705

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماما ميري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

سراوي حبي
مااعرف شنو اكتب يعني انتي فد شي يخبل عاشت ايدج عيوني فصل رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه
يارؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه انتي
كل فصل اقرا اروع من الثاني كل فصل اكول هذا يخبل تجينا بفصل اروع من الي قبله
حبي سلمت الانامل وترئ دكيت الخشب اخاف نحسدج ههههههههههه
مواااااااااااااااه ياسراوي الورده
ونسيت يمه فدوه ليساري الارعن
هسه صدك باي ههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور ماما ميري  
قديم 10-01-14, 07:47 AM   المشاركة رقم: 138
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 209570
المشاركات: 108
الجنس أنثى
معدل التقييم: سمانور عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سمانور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلام عليكم ابدعتي سرى الغالية في رسم الاحداث والحوارات وقليل في حقك الابداع لانك تجاوزتي ذاك منذ زمن الابرياء جميلتك الاولى مؤلمة حالة الدر من نكئ لجروح الماضي التى تغلبت عليها وتجاوزتها بقوة ايمان وصبر وتفاجئت بموت ابن عراق القريب كنت اظنه منذ سنوات بس زوجته هل هي متوفاة مع ابنها وفرات المستفزة اعتقد انها واقعه في حب عراق او ستقع في حبه لان زواجها الصوري كما اتضح من ابوحسين كان لرعايتها واخيها رافد الذي لم تتضح تفاصيل قصته للان والتمني ويسارها المتضخم الارعن كيف سيداوي جروح قلبها الدامية ويعود لحضن العائلة الدافئ اختي الغالية نحن في انتظارك دائما وفي شوق لحروفك النابضة بوجع العراق الحبيب والامه وحفظك الله وجميع امة محمد صلى الله عليه وسلم من كل شر واذى

 
 

 

عرض البوم صور سمانور  
قديم 10-01-14, 06:15 PM   المشاركة رقم: 139
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

مشدوهة انا من كمية الإبداع الرائع هنا ماذا فعلت حلم !!!... أسرار درصاف بدأت تتفكك غير انه لازال هناك بعض الغموض ... حلم أرجوك لاتقولي ان هناك قصة حب ستنشأ بين عراق وفرات ارجوك هذه الحقيرة المتمادية على الشرع والعرف لاتستحقه أبدا ...تمنيت ان حسين هشم رأسها المنتفخ غرورا ...

سلامي ياحلوتي وننتظرك بشوق

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة  
قديم 11-01-14, 12:04 AM   المشاركة رقم: 140
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2014
العضوية: 263044
المشاركات: 4
الجنس أنثى
معدل التقييم: أنا و خالتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أنا و خالتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

تسلم يدينك و الله على هالابداع اللي تقدمين لنا إياه
انفك الغموض شوي شوي بهالفصل
يسار أرعن و يبغى له تأديب حتى مع معرفتنا لأسبابه المنطقية نسبياً اللي خلته يبعد عنهم ,
و تمني حبها له مخليها هشه و سهل كسرها ما أبغى تتطلق بس أبيها تقوي نفسها شوي و تنشغل عنه , للحين يحبها هو بس يبي له قرصة أذن يتأدب .
الدر الرقيقة أوجعت قلبي , مقابلتها مع أيهم و هي اللي تناست ماحصل لها و رتبت حياتها خلاص , رجع بعثرها من جديد ,
اللي فهمته واحد كان يبيها و رفضته عشان حبها لأيهم , بلّغ عن أيهم انتقاماً و انمسكت معه در و تعذبوا , أخوها زين دافع عنها و فقدوه , صديقتها جنان طلعتهم بواسطة من أبوها و أيهم ترك درصاف و تزوج جنان . صح ؟
عراق المهيب , العراق الشامخ , فقد رجله و فقد طفله و لسى شكلنا ماعرفنا ربع اللي حصل له , فيه بوادر حب بينه و بين فرات بس بلييز لا , ماحبيتها و لا شخصيتها حسافه عراق عليها معليش .

شكراً جزيلاً على هالجمال اللي تقدمينه لنا يا سُرى , حلو اسمك :قلب: .

 
 

 

عرض البوم صور أنا و خالتي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 07:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية