لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-13, 09:43 PM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 


مسااااء الووورد يا ورداااتي

شلووونكم حبيبااتي انييي ؟؟

عيووني جنت ناوية ان شاء الله انزل الفصل هيج وقت بس والله رجعت متأخرة من الصيدلية و هسة يللا قعدت عالااب
و عندي كم موقف ممخلصتهم تمآم
ان شاء الله اقعد اخلصهم و انزله .. يعن ورة نص الليل
و احتمال قبل الفجر الله اعلم
المهم لـ تنتظروني اذا عدكم دوام و الصبح ان شاء الله يكون الحرف موجود و تهجووا برآحتكم
أحبكم أني :)

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 08-12-13, 09:53 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,386
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

اقتباس :-  
عدنا بعد قراءة البارت الثآلث :$

حلو حلو .. عرفنا سن زواج تمني و يسار كان عمرهم 19 سنة
يعني الحين هم بسنة 2011 ..


تزوجها يسار وحملت بالتوأم ( يزن الولد و زين البنت )وهي حامل تركها ؟ وهذه هي مرت 11 سنة ..بس خلال هالفترة كان يكلم عياله بالسكايب..عشان جذي هم يحبونه ..مايعتبرونه غريب ..

اللي فهمته انه لاعب وغرته أضواء الشهرة والمعجبات ..


المهم
الحقير يسار يبي ياخذ العيال من أمهم .. وش هالأنانية؟ هي اللي تربيهم وتتعب وتجي بكل برود تاخذهم.. ماهو حب فيهم ولا لمصلحتهم .. بس عشان تقهرها؟
صج إنك خسيس
لكن ماعرفت منو يزن وهـ فديته أرجل منك .. هو عزوة لأمه وسندها بعد عراق ..



سميرة .. أم عراق.. مديرة مدرسة..

شلون صارت أم يسار..؟؟ *فيس بينتحر*
خخخخخخخخخخخخخخخخخخ

طلع كل تحليلي بالبارت السابق غلط في غلط ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
أجل لو أقولج إني كنت ع بالي عراق خطيب در؟ خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

يلا نعيد تحليل : (

سميرة أم عراق زوجها الأول محمد : عراق , درصاف هم اللي شسمه ذا انحاشوا وكذا أعمارهم حاليا بالثلاثينات, والظاهر طلقها محمد وتزوجت واحد ثاني وجابت يسار

وزوجها محمد لما طلقها تزوج عليها نزهت وجاب : تمني وزين

يعني عراق ودرصفا وتمني وزين إخوان من الأب محمد
عراق ودرصفا ويسار إخوان من الأم


مات محمد وماتت نزهت



الزبده الله يسامحج حلم انلحس مخ مخي ساعدينا نعرف الشخصيات :(
صرت بدال لا أحلل شخصياتهم وتصرفاتهم , قاعده احلل علاقتهم ببعض :(

شبلتس هههههههه الله يوسع صدرك على هيك تعليييق

انا معك انلحس مخي وانا اربط بينهم بس بالاخير تركت الامر للاحدااث هي اللي بتوضح لنا اكثرر

اتوقع يسار يلعب كونفوو ههههه او التكوندوو والاحتمال الاكيييد انه يلعب ملاكمه والا ياحوولم ؟؟

بس انا كنت مستغربه من شي واحد الحين يسار غاااب عن زوجته وعياله 11 سنه معقوله بيتعلقون فيه

هالكثررر ..حتى لو كانوا يكلمونه سكايبي احس مشااعر الحنين للاب ماتكون الا بوجوده ..

بس والله هاليسار محظوووظ غاااااااب ورجع ولقى له عياال وزوجه ومعجباات بليلاااس ههههههههه

حوووولم بانتظااارك لكشف باقي الغمووض ..

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 08-12-13, 10:02 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 257988
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: 19_soma_ عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 57

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
19_soma_ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

وسوومآ وراها اوف باجر وحـ تنطر الحرف لما الفجر 💪

 
 

 

عرض البوم صور 19_soma_  
قديم 09-12-13, 02:06 AM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 


بِسمِ الله و علَى بركتهِ سُبحانه


وَ صلواتٌ و سَلامٌ على أطهر الخلقِ سيدنا مُحمدْ .. و آلهِ و صحبهِ أجمعينْ

*


إلا صلاتَكُم يا أحبةِ .. و ما معها من الطاعاتِ
جَملوا أرواحكمْ بِها .. و الحُلمْ هُنا ،، لَنْ يُبارحْ مَحله .. بـ إنتظارَكمْ



؛


البَـاءْ الأُولى



*



باءٌ بَكيتُكَ كُلَ ليلَة .. فـ هَلْ بِـ مَنابٍ حذّف دمُوعٍ ؟





غنائي الحزين..

ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟

وماذا سأفعل..

قلبي حزين

زماني حزين

وجدران بيتي

تقاطيع وجهي..

بكائي وضحكي

حزين حزين؟

* * *

أتيت إليكم..

وما كنت أعرف معنى الغناء

وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..

وحلقت بالحلم فوق السماء..

حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا

وما جئت أصرخ بالمعجزات

وما كنت فيكم رسولا نبيا

فكل الذي كان عندي غناء

وما كنت أحمل سرا خفيا

وصدقتموني..

فماذا سأفعل يا أصدقاء

إذا كان صوتي توارى بعيدا

وقد كان صوتا عنيدا قويا؟

إذا كان حلمي أضحى خيالا

يطوف ويسقط في مقلتيا؟

وصار غنائي حزينا.. حزين

* * *

لقد كنت أعرف أني غريب

وأن زماني زمان عجيب

وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه

وأني سأنشد لحنا جميلا

وأدرك أني أغني لنفسي

وأني سأغرس حلما كبيرا

ويرحل عني.. وأشقى بيأسي..

فماذا سأفعل يا أصدقاء؟

أتيت إليكم بلحن جريح

لأن زماني.. زمان قبيح

فجدران بيتي دمار.. وريح

وبين الجوانح قلب ذبيح

فحيح الأفاعي يحاصر بيتي

ويعبث في الصمت صوت كريه

إذا راح عمر قبيح السمات

رأينا له كل يوم شبيه

وفئران بيتي صارت أسودا

فتأكل كل طعام الصغار

وتسرق عمري.. وتعبث فيه

* * *

أنام وفي العين ثقب كبير

فأوهم نفسي بأني أنام

وأصحو وفي القلب خوف عميق

فأمضغ في الصمت بعض الكلام

أقول لنفسي كلاما كثيرا

وأسمع نفسي..

وألمح في الليل شيئا مخيفا

يطوف برأسي

ويخنق صوتي..

ويسقط في الصمت كل الكلام

* * *

فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

ما زلت أعرف ماذا أريد


فاروق جويدة




تعسا لـ من إستباح ظُلما ، بؤسا لـ من جار و إستكبر ، يتكؤون ببطونهم الكبيرة على حيطان فانية و يخنثون العهد مع الله شهوة في العروش الزائلة ، غير متفقهين و لامتفكرين !




؛


قبل ساعات الصبح الأُولى ، حيث الفجر




: يساااااااااااار قوووم عاااد الله يااخذك

صُراخ خشن ، به بحة شجن ، و كأن بالمتحدث يملك حنجرة محتقنة و متقرحة ، و باكية !
تمغط كسول و همهمات نعسة مصدرها الـ يسار ، عين تنطفئ و اخرى تتخذ من الإشتعال خيارا لأجفانها ، و بنبرة يملؤها النوم ، و الوسن صاح مغتاظا : هااا يااا كللللب شتريييد ؟؟ هستووني " للتو " غفييت ، عووفني بحالي من الله ياخذك

: الله يااخذك انتة ان شاء الله
قوووم عااد ابتليي بيك انيي
يللاا يمعوود مو حتى وكت الصلاة رح يفوتني
يلاااا متواعد وية جمااعتي لتخليني اعوفك و أروح

: روووح منوو قلك قعدني

: اقعد يسار تعوووذ من الشيطاان و اقعد ، لك صلااة فجر هااية شلون تفوتها

قالها ذو القلب المولود حديثا ، بهدوء لم يفارقه الحزن ، بل لاصق حروفه بصفاقة !
ليكون الاخر جدارا اسمنتيا لا يسمع بما لا يود ، لحظة هدوء شكر الله عليها ، و قبل اتمامه الشكر انتفض جالسا ، مخلوع القلب ، مبللا ببعض ماء
سب و شتم و هو يسعل من بينهما ، بينما اذناه تلتقطان ما يقوله السخيف ببرودة تماثل برودة الماء الملتصقة قطراته على الرأس الأقرع

: هاا هسة صحصحت يللا قوم

: صصص

قاطعه بـ كل حنق ، ثم الزم لسانه الصمت بمكابح التغاظي ، جلس من استلقائه المرتخي ، لتمتد يداه سريعا حيث ما تدحرج من على الصدر ، رفع الجهاز الرفيع ليمسح شاشته بـ قميصه القطني ، شاتما بنظراته ذاك الواقف قريبا ، بجسد هزيل و قلب يناهز السبعين قرنا !
ظل حيث هو ، متجاهلا ما استقيظ من اجله ، مهتما بفتح زر القفل الخاص بالهاتف الانيق - و الذي لم يكن سوى تأريخ مولد الصغيرين - لتظهر من خلف اسوداد الشاشة تلك الصُورة الشهية ، اللذيذة ، المُخدرة !!
فبعد ساعات من التفرس في حناياها ، أدركه الوسن رغم ظنه بأنه سيرافق السهاد في الأمسية الكئيبة

لأول لمحة قفز قلبه بين الضلوع منتفضا ، مذهولا ، واقعا تحت المعدة لينفجر حيث البقايا المذابة ، و كأنه و بحماقة - مراهق - خر واقعا في الحب من اللمحة الأولى ، و للمرة الثانية !!

ذاك الحب المختص بـ أنثى واحدة و إن إمتلأت احضانه بالعشرات ، تلك الواحدة ، الشجاعة ، المغامرة ، لكم إشتاق غمرها حيث مستقرها الازلي ، من اكرم ضيافتها عاما كاملا ، ليطعنها في الظهر ، نكاية بمن طعنته في دمه ، كبرياءه ، عرضه ، و ما اكثر إيلاما على الشرقي من طعنة عرض تأتيه من قريب !

و ها هو مجددا ، يؤسر بمن لا يود الفكاك من أسرها ، و يفنى حيث لا نبض يعلو عند سواها ، و يتذوق الحُب ، مجددا ، لـ ذات الصغيرة ، المتسربلة فخرا و دلالا
أيحدث أن تُعشق الأمنيات كُلها مرتين ؟ و العاشق المخبول هو ذاته ! الا يتعض و يحبس الفؤاد بعيدا عن مناه ؟

بـ منامة قطنية حمراء ، قد لا تليق بالحنطيات ، ما خلا ذات العيون المختلطة بالعسل ، و الشعر الغجري الخاطف لأي لب يبصره دون إستثناء ، يحمد الله لـ تقوى جعلتها تهوى إخفاء سحره و القد الجميل

" الله أكبرُ الله أكبر "

صدحت بالفضاء مهدية الكون رحمة لا تستوعبها إلا قلوب متشربة إيمانا ، لوهلة شرد في روحانية الجو ، مستنشقا عبير الراحة بأبهى حُلتها ، و اطيب طيبها !
تخدرت انامله و انفجر عداد نبضه ما إن أتاه صوت ترديد الرفيق للأذان بهدوء جميل ، فراح يشرح القلب للإنصات و يستفزه للتشبه ، ففعل

بعد حين من الثوان ، كشر الذهن عن وعيه بعد أن انشق جلباب سباته اليومي ، ليرفع حاجبه رامقا الاخر بنظرة حانقة ، الحقد يتسرب من منبعيها : لك ألـن شقد **** انتة ، يعني قعدتني و قتلي أذن و حتفوت الصلاة و خبصتني و طلع ممأذن ؟ من طيح الله حظ حظك



*


كان هادئا ، خافت النبض و غاضا للطرف عن دنياه ، إذ زالت زينتها بعينيه و وأدت هيبتها القديمة ، و التي يوما ظنها العُقبى ، و الغاية الأثيرة
ليدرك على حين " إيمانا " غفوته الطويلة ، و شر التشبث بأسدالها ،
فصار منفقا نفسه و ملذاتها طمعا في عطاء الكريم ، و رحمته

لعله يسلى ، و يصطبر على ما خسر فيها فلم يتبق له من دون ما فقد مُلكا ، و المُلك كله لله العظيم

لما وصله الصوت المستنفر الحانق ، ذات بسمة خجلى داعبت خديه ، ليترك لها اللهو قليلا ، فهو لا يريد مقاطعة ما كانت يوما خير رفيقة ، لا ينتوي سلخ نفسه من ماضٍ هو دونه ، فارغا !
خرج الحديث من فمه ، خافتا به قليل من العجل ، و كثير من عتب : اول شي قتلك صيحني - محمد - بعد و لتقلي ممتعود ، عووود نفسك
ثاني شي ، يا عاقل ، يالي ابنه صاار بطوله ، اني ادري بسوالفك ، اول متقعد عبالك " كأنه " كاتليلك احد و تاخذلك صفنة شطولها
فـ لو مقعدك ورة الأذان تطلع الشمس و انتة صافن
ليستطرد بعدها سابقا إياه بـ خطوات : و ترة كبرت عالعناد ، يللا قوم ، هنيالها لأمك عليك يا هفة



*


تقف بهيئتها الجميلة و المزدانة بخجل حواء و اعتداد آدم ، على مقربة من الرواق المؤدي لمكاتب الأستاذة ، حيث القسم الذي ستنتمي لهيئته التدريسية ، تتجاذب اطراف الحديث مع إحدى المعيدات ، تلك التي تعرفت عليها بكونها شقيقة احد المعارف ، تولي الحجرات و من فيها ظهرها بينما اهتمامها فمنصب حول ما تقوله الشابة و يستحق التفكر ،
تناقشها بشأن تحديد الزي الخاص بالطلبة و تأثيره على جمعهم الرافض و بشدة ، مع بعض من مواضيع متفرقة ، كلها تختص بالتدريس و مشاكله الحديثة الولادة ، إذ إن أكثرها مما لم تكن على أيامها ذات إهتمام يذكر

: السلامُ عليكم و رحمة الله

سلامٌ عرضي جاء من قبل احدهم ، سائر بدربه كان ! لم تبصره فقد كان مروره خلفا منها ، لتتوقف خطواته إثر جملة الشابة بعد ان ردتا التحية بمثلها ،
: دكتور قيصر ، اعرفك بدكتورة دُرصاف ، دكتورة جديدة هنا ، و رح تقلل من ساعاتك التدريسية

حال شروع الفتاة في القول المرح ، إستدارت الدُر بهدوء ، و بهزة خفيفة من رأسها حييت من دون ان ترفع طرفها للوهلة الاولى ، لتعلو نبرة التعجب ، الخافتة رغم علوها .. فتجر بالإنتباه كله حيث هو : درصاف محمد ؟؟

بتلقائية رفعت ببصرها نحوه ، ليضييق البؤبؤان بتفكر ، و تذكر !
ومن بعده تمايلت الشفتين على الطرفين بما يشبه البسمة .. الغير مدركة حقا - سمرة - من تبصره ، رفت الاهداب عجلة صارت ، لينطق الذهن غير مُصدق : قيصر ؟؟ - و بإستفسار سخي بـ عجبه ، السعيد ، عادت لتكرر إسمه و كأنها تسأله - أ أنت أنت ؟! - : قيصر قيصر ؟؟

هو الأخر لم يكن ذو إستيعاب فوري لـ روعة قدر جمعهما بعد عمر مرت اعوامه مهرولة ، يا الله .. هذه الرفيقة كم كانت مبتهجة كـ فراشة البستان !
لقد نضجت ، و .. أرهقت !!
بـ لحظة فارت مشاعر الإخاء القديم ، ليتذكر جمعهما العتيق على هذه الارض ذاتها ، كم هو محيير أن تعاد أيامهم بعد تخليهم عنها ، أ فعلا ستعمل هنا ؟ حيث هو .. و أدهم !! : هههه اي قيصر قيصر
شلووونج در اخباارج ؟ أموورج ؟

نطقها بشئ من عجل غريب - جدا - على طبعه الساكن ، المتقوقع على ذاته ! ، و قبل ان يجيئه ردها تدخلت الصغيرة - مقارنة بهما - مستفسرة بـ تعجب : تعرفوون بعض ؟

لـ تلتفت حيث الدر المحتفظة بتلك الإبتسامة الصادقة ، و التي منبعها لم يكن سوى القلب المتلقي جرثومة من حنين ، تلك التي فتكت بمناعته حالما عبرت قدماها عتبة هذه الكلية .. المكتضة بالذكريات ، حلوها ، و حلوها !
بالتأكيد هو قيصر قيصر ، و من غيره يمتلك ذا الإسم و البشرة السمراء ، و تلك الملامح .. الشبه أفريقية

تنبهت لمحاكاتها من قبل الفتاة بـ إسلوب محبب ، مشاكس : هاي شنوو دكتورة ؟ اول مرة اشوف دكتور قيصر يطول وية احد بالسلام ، الظاهر علاقتكم قوية ؟

: قيصر أخووية

جملة و إن قصرت بـ أحرفها ، كانت على درجة معطاءة من المشاعر الفخمة ، لتنفخ بها " كل " الـ قيصر ، ذاك الذي و دون شعور منه راح يتلتفت يمينا فالشمال مترصدا مرآى من كان ممكملا لهما ، سابقا ! ، بل مكمل لهذه السيدة
آوه .. آتراها سلمت من يمين محمد و إبنه ليمين آخر ؟!

تنهيدة طويلة خرجت من اخر اعماق الصدر ، تلتها بسمة خفيفة ، لونت الوجه المكتئب ، و هو يستمع للحوار بين المعيدة ، و الرفيقة .. الأخت : هههه زين لعد اعوفكم على راحتكم اني ، - ولتختص الأنثى مضيفة بـ تحبب - دكتورة يمج تليفوني بس تحتاجين شي دقيلي

: تسلمين حبيبتي

: عن اذنكم

ذهبت و انظار المرأة تتبعها ، لتلف وجهها حيث القيصر ، و الذي سرعان ما علق بعد زفرة ، حنت لما ولى دون عودة ، و دون وعي من نضوج عقله ! : شلونج در ؟ شأخبارج ؟
هاي الدنيا شقد صغيرة !

: سبحان الله
بتهدج طفيف ، علقت ، لتقتله بنحنحة بسيطة ، و من بعده تجيب و الاحداق تبتسم تضامنا مع الثغر و الفؤاد المبتهج : الحمد لله على الله ، بخير تحت رحمة الواحد الأحد
أنت شلونك اموورك ؟ - و ببعض تردد ، أردفت .... - خالة و عمو شلونهم ؟

للحظة ، إنحسرت البسمة ، و إتخذت النبرة وشاحا من رضا ، كممت به فاه التعاسة !
: الحمد لله الحجية و الحجي بخير ، كبروا و تعبوا بهالوضع

: الله يخليهم و ينطيهم الصحة و العافية ،
و - طبطب - شلوونها ؟

هنا .. لم تنحسر البسمة ، بل الحياة !
ليبتلع حينها جمر الوجع ، الملتهب .. الحارق لكل خلية يبنى بها جسده ، الطويل ، بخفوت متحشرج نطق ، محاولا كل الإمكان أن يكون طبيعيا ، كـ أي - خال - محله : زينة الحمد لله ، دتدرس هنا ، و احتمال انتي رح تدرسيها ، إذا خلوج عالمرحلة الرابعة

: هههه يعني من هسة دتتوسطلها عندي ؟
اعذرني دكتوور ما اتعامل بالواسطات ، خلينا نشوف شطورتكم


أوهمها بمشاركتها الضحكة البسيطة ، ليربت على قلبه بـ موآساة ، فيلعق وحيدا جرحه الغائر حتى عظمة القص ، اذ نصفها يوما و لازال الشطرين ، منفصلين بغير ذي إلتئام !

: صار كم سنة !
يا الله

قالها بـ نبرة عكفت على شم عطر الحنين ، و الخدر به ، ليأتيه جوابها واعيا دون اي غياب ذهني ، فـ تستحق إحترام الرجل و الرفيق : خمسطعش سنة ، صدق سبحانك الهي ، أبد مـ تخييلت رح اشوف احد اعرفه هنا ، بعدني ممستوعبة !

: إي والله و لا اني
زين تعالي تفضلي لمكتبي ، خلي نشرب قهوة شي - ليستطرد بعجل مرحه خفيف - بعدج تحبين القهوة ؟

فتتسع بسمتها بذات - فرح - ، و الادراك يشل قفصها الصدري معاتبا ، إذ انها إختارت هذا المكان لـ تحن ، و تأن .. و تستمتع ببعض من سائغ المشرب المعتق أعواما أدركت العقد و نصفه : يووو فوق مـ تتخيل !
بس اعذرني والله ، وراية شغل لازم ما اطول

: ماشي يابة على راحتج ، بس نشوفج ان شاء الله ؟

: أكيد ان شاءالله
لأول مرة ، منذ زمن .. تتمنى صدقا إطالة الحديث ، و تعريضه ! ، فراحت تقول ببسمة خفيفة ، مستدركة الإستفسار : صدق مـ سألتك ، مـ تزوجت ؟ حتى اصيحلك - أناديك - ابو فلان

بضحكة خفيفة ، منطفئة المرح ، اجابها و احداقه تتابع تفاصيلها بدقة خجلة ، قلقة : لا الله يبعدنا
ليتوتر نبضه قليلا ، خشية على ذلك الغائب ، الغافل .. و هو يضيف متوجسا بنبرة صيرها طبيعية بعد جهد ، أو هذا ما تمناه : و أنتي ؟

: هم الله يبعدنا

دون شعور وجد نفسه يزفر براحة ، و لكن يبدو انها لم تبصره ، و كما صدمته بـ وجودها ، فعلت بتصرفاتها المحافظة .. فهي لحظات قلائل تلك التي كانت تلتقي فيه بالأبصار ، إذ كانت معظم الوقت مشيحة عنه طرفها لا الإهتمام

لم يكن أحسن منها ، تماسكا !
فلم يولي النضج أهمية ، و لا المنصب .. بل ظن انه بلقياها ، على هذه الأرضية قد عاد معها دارسا ، لا مدرس ! ، فراح هو الأخر يغدق على لقاءهم ضيافة كريمة ، بإستفسارات مهتمة : صدق عراق و الوالد اخبارهم ؟
بللا يسار يعني بين فترة و فترة اعرف اخباره عالفيس !

أضاف جملته رغبة منه بـ إصطياد عصفورين ، أحدهما التخلص من حرج موقف سلف ، لتجيبه هي بـ بحة شجن استكانت بحنجرتها على حين غفلة : الوالد الله يرحمه ، و عراق الحمد لله بخير ، هسة عنده مكتب استيراد ادوية

ليظهر عليه التأثر ، بهتاف خافت : الله يرحمه ، شووكت هاي ؟

فتهز رأسها ببعض من آسى : صار خمس سنين

: و الله جان خوش آدمي الف رحمة على روحه

قالها بصدق منفعل ، فتشكره بـ رزانة لطيفة : الله يخليك

لتتقهقر خطوته خلفا ، فيقول بـ نبرة فخمة .. شديدة الرجولة : ديللا يابة توكلي ، و عذريني اخاف أخرتج

: لا يمعود شدتقول ، صدق كذب .. اني ممصدقة شفت اخوية من جديد

إسلوبها الودود الملتزم ، أفحم حرجه منها ، ليحاول ان يكون كما هي : الله يبارك بيج والله
در ما اوصيج ، أي شي تحتاجيه هنا اخوج موجود ، اي شي حتى لو كلش شغلة صغيرة

: أدري بيك متقصر والله ، و ميحتاج توصيني أكيد رح اجي عليك ، بس دليني وين قسمك ؟

ما ان اتمت جملتها حتى استدار مؤشرا و عينيها تراقب مقصده : هو هنا ، هذيج الغرفة الي على ايدج اليمنة مكتوب عليها إسمي ، تشرفيني اذا جيتيني بأمر

ببسمتها ذاتها اردفت ، و شعور اضحى يملأ صدرها بسكينة غريبة : مـ يأمر عليك ظالم ابو طيب

: هههه بعدج تتذكرين هالحجاية ؟

: و الله هسة جتي على بالي !
- لتستدرك بأسف - لو مجنت مستعجلة جان خليتك تصيحها دا اشوفها شلون صارت هسة ، أكيد تجننن
و طبعا مرح تتذكرني ، جانت بالابتدائية اخر مرة شفتها

بلى ، شب عودها لتصير فتنة ، تلك القصيرة الشقراء ، نضجت يا رفيقة ، نضجت و معها نيراني استعرت !
سعال قصير ، جلى حنجرته به ، و من ثم علق متخذا المنطق خير سبيل ، منطق الشهامة : زين محتاجة شي هسة ؟ أكو احد منتظرج ؟ لو اوصلج اني ؟

بـ تفاخر مرح رفعت يمينها الحاملة مفتاح السيارة ؛ لتهز ميداليته مبتسمة بعذوبة ، فيشاكسها هو بـ نبرة الرجل الناضج ، الجميل قلبا
: هاي شنو صايرة تسوقين ؟ عمي طكووك ! يمعودة جنتي تخافين من النملة !!!

هنا ، جاء وقت القلب ليتنهد ، رضا ! : كبرنا

فيقابله الاخر بزفرة حارة .. و نبرة اشد منها : إي والله ، كبرنا




*

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 09-12-13, 02:22 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 






ما إن إختفت من أمامه ، و طيفها .. حتى رفع كفه ليدلك بها الملامح الجامدة !
أ فعلا كانت هي ؟ ذات الدر النقي ؟
و قبل أن تدركه الأجابة ، أدركه المتصل .. ليخرج هاتفه من جيب سترته ، و ساكن شماله اخبره بأنه لن يكون سوى واحدا ، هو و الجنون .. مترادفين .. أخبره فؤاده ببعض ما حدث ، ليتصل مستفسرا !

رفع الخط دون تعطيل ، لتصله نبرة ذاك عجلة .. قلقة ، ثقيلة الـ راء ببعض تخفي ، بجمالية تفرد بها الرفيق : قيييصرر طالع اني ، هذا ابن احمد واقعة عليه باب البيت و هسة بالجملة العصبية

: شنو ؟

لفظها بذات القلق ، و بلحظة توارى اللقاء السالف عن مرآه ، و كذلك ضرورة البوح بتفاصيله !

: اي والله خطية ، المهم ، من تخلص رروح لمدررسة الولد ررجعهم انتة ، لإن اني حطول

: ماشي ماشي ، تريدني اجيك ؟

فيرفض و ضوضاء المراكب ، و مزاميرها تصله متزامنة مع النبرة المرتفعة : لا شتسوي تجي ، أهم شي ررجع الولد ، و لتتأخرر عليهم تررة بـ 2 يطلعون

: أدري يمعود قابل اول مرة اروحلهم
و انتة هم اذا احتاجيت شي خابرني ، و هسة حخابرلك دكتور فؤاد ، هوة يداوم بالجملة العصبية ، حتى اذا هاي هوة يتكفل بالموضوع

: يارريت والله

و هكذا ، أغلق الخط .. و معه باب الحدث ، القريب !



*

ارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَة ٌ، في صدرها : حقانِ من عاجِ
شَجَا فُؤادي طَرْفُهَا السّاجي، وكُلّ سَاجٍ طَرْفُهُ شَاجِ


ابو فراس الحمداني






: عراق امي انتة ، و الله لـ تخاف عليها ، ترة هية مرتبة و تعرف شلون توقفه عد حده ، تربيتك

زفرة ضيق آتت أُكل صدره ، ليرد بنبرة خشنة تتسربل بعباءة من هدوء : هوة اني وصيتها اذا هم راح لمدرسة الجهال تخابر دُر ،
شقد ارعن هوة و سوالفه ، جنت منتظرة يجي يقعد و يتحاامل على نفسه و يحجي ويانا مثل الاوادم ، مو ينهزم - يهرب - كلما ميعجبه الوضع ، يعني مرح يجووز من طبعه هذا !

: زين ماما خابره انتة و خليه يجيك للمكتب و اقعد احجي وياه ، شوفه شـ ناوي ، شيريد من جيته هاي !

: هوة هم هيج ، دنشوف نهايتها وية سيابته " صياعته " و إستهتاره

قالها ليأتيه فجأة و على غفلة من ذهنه ، شئ ليشتته !!
عطر نفاذ نخر عباب الجلد و تسرب لما تحته ، تشربته الانسجة و منها للاوردة و ما معها من رفيقاتها من الشرايين ، لتصل الرئتين بذات سرعة استنشاقها من قبل الأنف و بطانته ، ليسعل دون تحمل لذلك الهجوم العنيف ، الوقح .. الثنائي المصدر

كان جالسا بإسترخاء تام ، قدماه - اللا متماثلتان في النسيج - منفرجتان ، بينما الرأس مطرق بميلان حيث الاذن اليسرى المستضيفة الهاتف الخليوي فوق صيوانها ، لما نفذت الرائحة لما تحت معدته رفع طرفه ليلتقي بمن لا يود لقيا امثالها صدقا !

جبينه تجعد برفض واضح لـ رؤياها ، بل لـ هيئتها بشكل أدق ، قدٌ عاري الإنحناءات ، لم تجود عليه بستر يحميه من نار الجحيم لئلا تصليه ، لم يحيد بصره عن حدقتيها المتخفيتان بلون فائق الإزرقاق ، لا يماثل ما اختاره لها الرحمن ، بعد حين غض طرفه ما إن لمح تقدمها البطئ و من خلفها الباب يؤصد بفعل يمناها

: فتحي الباب ... حضرتج

الخطوات الراكزة ، الشامخة توقفت دون تردد ، لم يبصر امتقاع الملامح رغم ثقته بحدوثها ، تجاهل وجودها كاملا ، ليحاكي من تنصت له من على بعد بينهما : هاهية يوم ، هسة اخلص من شغلة بإيدي و أخابره

بـ وقاحة تعرت قام بطردها ، و بأكثر من مرة ، لتفاجئه بـ صلافة التصرف مهملة آمره عن فتح الباب ، مُدركة الهدف من وراء ذلك ، و لسوء حظه ، لم تجئ لتنفذ ما يأمر به
عادت لتستطرد خطواتها بـ رشاقة ، ملحنة بـ كعبيها افخم المعزوفات المتبخترة بالإنوثة ، لتجده يقف فيهيمن بلحظة على فضاء المكتب الأنيق ، رغم أنها و بكبعها العالي فاقته قامة !
لم يكرمها بـ إلتفاتة ، بل اكمل دربه متقاطعا مع خطاها دون الاهتمام بها ، لم تلتفت خلفا بعد اذ تحاشاها ، و عاندت ما يود بدنوها اكثر من المكتب حتى اتخذت من المقعد الاسفنجي القصير و المكور لها مسكنا مؤقتا !

سمعت صوت الباب يفتح و من بعده طرقات الحذاء على الارضية لتستشعر قربه بلا مودة : السلام عليكم

للحظة تشنجت كأن كومة سُيلت من طين ثم صُبت فوق جسدها الجالس بأرستقراطية تليق بعنفوانها البادي من اللمحة الأولى ، تلك القديمة !
أليس من الأولى أن تكون هي أول من يحيي ؟
بعد لحظة من التبعثر علت نبرة مخملية ، ما إن تطرق السمع بالرنين الحاد ستتفقه الصورة المتكاملة عن صاحبتها ، و وحشية حضورها

: و عليكم السلام و الرحمة دكتور

بطرف الاحداق راحت تتابع خطواته العرجاء ، الغير منسقة ، زمت شفتيها ببعض حنق ، و من بعدها دنى ، ليدور حول المكتب الخيزراني ، فيجلس فوق مقعده ببساطة ، مشيحا ببصره عنها كُل الأمكان ، لربما مرت دقيقة و كلاهما لم يفلح ببدء حوار ، فهُنالك شئ لا يمكن أن يُقال !

بعدها عيل صبرها ، فهي لم تترك ما وراءها لتجئ فتشاركه جلسة التحكم بالبوح هذه ، فكانت هي اول من يبتر حديث النفس لكلاهما ، بنبرة متماسكة ، عتيدة

: دكتور ، اعتقد حضرتك جنت متوقع جيتي و منتظرها

: جنت متوقع تصبرين الاربع شهور ، فترة العدة !

بجزم يعتلى على ثقتها علق ، و هذه المرة حرر ذاته من القيد ، تاركا لـ بصره حرية التلاقي مع مقلتيها كرها لا طوعا ، باعثا لها ما يستحي اللسان الإفصاح عنه ، رسالة قرف كان عنوانها ، أين حيائك يا إمرأة !!


لم تهتم ، و هذا ما بدى واضحا على سخرية نظرتها ، تلك التي اخبرته بأن ما يقوله ، لا يستحق التفكر به حتى ، و هو اكثر من يعلم السبب ، فـ لم التظاهر بما يفسد الحقيقة ؟
شدد هو من نبرته ، قائلا بذات حدة للحظة كادت ان تبتر الأشعة المنبعثة من أحداقهما : على الأقل قدام العالم

بمرفقها تستند على خشب المكتب ، و الأنامل تتحرش بشياطينيه بمداعبة اطراف - الوشاح الملون - المعقود بأناقة على العنق ، فينحسر بـ ستره الوهمي على ذلك الجزء ، تاركا بعضا من النحر عرضة للنهش من الاعين الوقحة ، و بهزل يملؤه الخبث همست : اخر همي العالم دكتور
و ترة مجاية حتى نتناقش - بخصوصياتي - حضرتك

تحلى بأبرد الخصال ليستنطق مارده النائم ، فيأتيه متثائبا ، قائلا بكسل : روحي لدكتورة نجلاء و تعلمج على شغلج ، و اذا تريدين من باجر باشري
لتحتد بعدها النبرة ، اذ استفاق من كان نائما و ما ابصره لم يلاقي استحسانه البتة : بس قبل كلشي ، جية بهالمنظر ما استقبلها و لا يستقبلها مكتبي

دون ان تتزحزح من محلها ، بل تجاوزت حدود الحياء بوضعها ساق على الأخرى ، نافخة صدرها بزهو الأوليين ، نطقت و السخرية تتقاذف من بين الكلمات : مشفت قبة حتى اقول هذا جامع - مسجد - ، هاي اولا
و ثانيا ، لتحسسني انو اني موظفة عادية و تجيبلي مدري منو يفهمني شغلي ، أني صرت ام المال ، و تعاملي كله رح يكون وية حضرتك !

إبتسم !
ظل مثبتا نظره على وجهها المغلف بمساحيق تزيد الحسن حسنا ، و الجمال جمالا ، رغم انها تدرك بأنها تمتلك من البهاء ما يسمح لها بالتخلي عن تلك الطبقات الخبيثة ، إلا إنها قررت الشهر بكل ما في حوزتها من أسلحة ، قد تفتك بالبعض !
لم تُفاجئه بسكون اللسان و تحديق المقل ببؤبؤيه ، و كأنها تتحداه الإفصاح عما يدور في خلده فهي تدركه كل الادراك

زفرة ضيق صادقة افلتها من بين انفاسه المنتظمة ، الكئيبة ، ليعترف بخفوت نبرة تدغدغ الاحاسيس : ترة مشايف جرأة مثل الي دا اشوفها هسة ، - مداام فرات - ، حاليا اني مو بمزاج نقاش وية حضرتج ، مريلنا باجر و مثل مقتلج ، ما اريد اشوف هالمنظر مرة لخ " اخرى "

بعنفوان يليق بجلستها المشابهة لـ فرس في خيلائها ، تحدثت و هي تكز على فكيها بقهر لم تنفعها ارستقراطيتها في إخفاءه : ما اتوقع حضرتك اني جاية دا اقدي منك " اتسول " !!
جااية اطالب بحقي ، و رجاءا نفذ كلام المرحوم و لتخليه يندم انو سلمـ ـ

ليبتر عليها الإسترسال بالوقاحة ، مرخيا جسده على المقعد اكثر ، و ناطقا بصوت بارد الاطراف : باجر تعالي و جيبي اوراق التنازل
و اتمنى تكونين اكثر تحضر ، و تمدن بتعاملج
هسة توكلي على الله

إشتعلت الاحداق بإحمرار يماثل ذاك المتلون به الشعر اللولبي !
لتختفي زرقتها المصطنعة ، و تطل النار الحقيقة المخمدة مؤقتا ، فتنتويها انتفاضة سريعة لم تكد ان تدلع مشاعلها لتخب إثر النبرة الودودة ، الناطقة بعجل من خلفها و الموجهة نحو من امامها : د.عرااق ، تليفونك ليش مشغول دا اخـ ـ ـ

تعلق نظراته على خشب مكتبه اربك ثبات الجالسة بسيطرة غريبة لوهلة ، نبرة الفتاة تكاد تذوب لشدة الرقة ، و هذا الجلمود امامها لم يرفع طرفه نحوها حتى !!!
بردة فعل تلقائية إستدارت تود رؤية صورة المتكلمة ، تلك التي ما إن لمحت جانب وجهها حتى صرخت و ان لم تكن النبرة بالعلو المسمى صياحا : - فراااااات ؟؟ -

تمالكت مُفاجأتها من رؤية تلك الحسناء ، القصيرة ، لترفع طرف فمها بإستهزاء وقح ، و معه علقت : لتحسسيني انو شايفة جني !
اي فراات ، خيير ؟

دون وعي إسترسلت - من قضمتها الصدمة بين فكيها - بأحرف مهتزة بحشرجة اصلها غصة : انتي شلوون تطلعين من البيت ؟؟ شلوون تقطعين العدة ؟!!!!!
و شنوو هذاا لبسسج ؟؟ و ومكيااجج ؟؟؟ انتي شنوو دخييل الله !!!


غاصت في كرسيها اكثر لتلتفت بوجهها حيث الامام ، و اللا مبالاة تنفجر من همسها الخافت و هزها ساقها الطويلة المتدلية من فوق اختها ! : ما اتوقع وظيفتج تحتوي فقرة الاهتمام بشؤون الإداريين
بلغي الدكتور بشغلتج و توكلي على الله

بعد شهقة عدم تصديق ، صاحت منفعلة : يعني انتي فعلا متستحييين
ليكووون صدقتي نفسج و انو هالمكتب الج بيه حصة ، صحصحي عيني اذا عرفتي تلعبين على ابوية فأحنة ديري بالج - انتبهي - من عدناا

لم تستمسك بالأخلاق اللائقة ، بل إنفجرت ضاحكة بميوعة انثى : هههههه موتوا بقهركم ، الية بهالمكتب الحصة الاكبر حبي ، و الباقي لدكتوركم ، و اوراق التنازل تشهد

بصيحة تدق بيبان البكاء توسلت الصغيرة من الرجل المتخذ من الصمت حليفا له : دكتوور عرااااق

ضحكة باردة قصيرة ، مموجة بالرعونية اطلقها الفرات المالح بمائه ، مستطردة عمل سابق في اللهو بطرف وشاحها القصير ، لتستفز تلك للتقدم و قبل ان تقدم على شئ فاضخ ترصد لها الرجل بإسلوب شديد ، مهيب : دكتورة نهى ، قولي يا الله و هدي اعصابج

: دكتوور دتشوف اسلوبها المحترم ؟

لم تعلق هي ، و كأنها إستحسنت الصمت في حضرة تدخله الكريم !
فـ ليكن هو المُدافع الشهم امام هذه المتوحشة ، التافهة

: خلص دكتورة ، الموضوع هذا شخصي و اتوقع مكانه مو هنا ، شنو رأيج انتي ؟

أظنت منه دفاعا هذا الغبي ؟
تبا له و لـ حزبه من الموظفين كافة ،
تبادر لذهنها صورة عتيقة ، لرجل صارم ، معتد بمنصبه و أرضهِ ، رجلٌ لو ابصر حالها لأنزل بها العقاب !
و لكنه رحل معهم جميعا ، دفعة واحدة ، و أمام مرآها ، فقدتهم و حياتها لأجل ما يدعونه وطنا ، و عراقا ، و هي حينها أدركت أن العراق أناني الخصال ، يمتص اوردة بنيه حتى اخر قطرة دون أن يهديهم حتى ذكرى تُخلدهم ، فهم كثروا ، و مقابره اكتضت بـ أجسادهم حتى صار يتنكر زياراتهم الأبدية !
و بما إن كلٌ على مُسماه ، فأن هذا العراق ليس سوى مقبرة أخرى ، و هي تبغض المقابر

لو كان يعرفها ، لأدرك بأن الشموخ البادي هو قشرة من تراب الأحبة ، و لو نفضها عنها قليلاً لعلم حقا مما خلقت هي !

: أرجعلك بوقت ثاني

دون ان تضيف شيئا اخرا خرجت النهى فارة من الأفعى الماكرة ، ذات الرأس الضخم ، المنتفخ سما !

بحاجب إرتفع ثبتت مياه الفرات بصرها حيث ما اسمته مقبرةً ، و بنظرة إستفزازية راحت ترمقه ، رغبة منها بسلخه عن جلد التماسك الذي يصر على التستر به ، فلم يكن طائيا معها فيكرمها بـ جواده ، بل ظل على حاله ذاته لـ لحظات ، و عقبها علق بهدوء معجون بطينته : اذا تريدين تنجحين بشغلج لتكونين عداوات وية الي يشتغلون وياج

: اعتبرها نصيحة من .... حضرتك ؟

لم يستفز كما كانت بغيتها ، فأجابها بذات لغة ميكانيكية ، تليق بأمثاله من الرجال : اعتبريها الي تريديه ، بس اهم شي تبعدين الشغل عن مشاكلج
ليضيف بعد لحظة صمت ، و بجدية كادت ان تمس وعيها الا تعنتا : و ديري بالج من حسين ، ترة حاد سنونه عليج ، خلي هالفترة تعدي على خير

فيأتيه الجواب على هيئة سهام من مقل ، تشتعل بحطبها : دخلي يفكر يقترب مني ، و الله اشووفه نجوم الظهر

زفر ببطئ كارها الوضع اكمله ، و مستثقلا دوره الكريه بها ، لا يستطيع التفكير بالندم الآن ، فهو لم يعتب ابواب القضية إلا بعد أن إستخار و توكل على الله تعالى ، فليس هنالك حقا ما يخشاه بعد ذاك
إلا أنه لا يرتضيها لدينه ، و رجولته ، ان يكون مجبرا لتمثيل هذه المهمة و شريكته ، واحدة كهذه !
بنبرة كسولة ، علق ساخرا : هه ، شحجيت هسة ؟

: مو مهم الي قلته حضرتك ، المهم تعرف موظفتك هاااي مكانتها ، و لازم تفهمها انو توقف عند حدها ، و تستسلم لواقع انو ابوها الله يرحمه كتبلي هالحصة بإسمي

: لـ تنسين انو همة اولاده ، و صارلهم سنين يشتغلون هنا و الهم مكانتهم بين الموظفين كلهم، فأكيد اي حرب تدخليها ضدهم حتكونين انتي الخسرانة بيها ، فـ اتقي الشر و خلي هالفترة تعدي ، لإن المشاكل الحقيقية بعدها مجاية فعلا

فتعترض على ما قيل بأنفٍ متعالٍ و نبرة تحتد بوقاحة : دكتور ، دتلاحظ انو من جيت لهسة مـ تركت شي بتصرفاتي إلا و علقت عليه ؟ عفوا بس محد خلاك مُصلح اجتماعي اوكي - عمو - ابو حسيـ ـ


تضييقه لـ بؤبؤيه أخبرها بأنها قد داست حقل الالغام ذاك الذي خشيت عبوره رغم رغبتها ، فغايتها تكمن في نهايته ، و سبيله وعر ، وعر للغاية .. لذا عليها بالتأني ، و الكثير من الصبر !

: قصدي ، ابو حسين اوكلّك مهمة معينة و اله اسبابه المنطقة ، و انتة لازم تنفذها

لم يحيد ببصره عن مآق لوهلة بدت له متوترة بعد أن افلتت صاحبتها لجام اللسان ، إذ خانها بقول - برأيها - هو سرٌ خطير البوح ، و بإسلوب رسمي بحت ، راح يضيف على جملتها المبتورة : اذا مـ خانتني ذاكرتي ، فـ انتي مشمولة بقائمة المهام ، و لازم تطبقيها

قالها بذات النبرة الهادئة ، لكن حدسها الصادق في أغلب الاحيان متيقن بأن سهوها السابق استوقفه ، و بأن الهدوء هذا قد يتبعه اعصارا ، و لكنه سيكون بالهدوء نفسه

: احاول

لفظها الفم بإستنفار ، لتستقيم بقدها الغني بالمنحنيات ، و هي تستدرك انحسار تنورتها القصيرة - الضيقة - عن ركبتيها ، فتنزلها بـ حركة رسمت على وجهه امارات القرف كله !
إلا أنها مجددا تغاضت عمّا يبعثه بلغة الجسد ، لتميل نحو الأمام فترفع حقيبتها من فوق الطاولة ، و صوت إسواراتها الفضية يرن بفن بذئ من نوعه ،
جره العسر للانفاس ادركها دون ان تهتم ، بل تظاهرت بالإنشغال بإخراج شيئا ما من الحقيبة ، و بعد حين كانت النظارة المميزة تعتلي الانامل الملونة النهايات بالأحمر المشتعل ، غير ذاك المنطفئ و المعتلي فروة رأسها الخبيث

: باجر هيج وكت - مثل هذا الوقت - رح اجي ، فرغلي نفسك دكتوور

سخريتها ودت بها إصابته ، لكنها ايضا اخطأت الهدف ، اذ ظل محتفظا بجسده مسترخيا كمن لا يشاركه المكان مشعل أحمر الرأس ، مثير العود !

: عن إذنك

: فُرات

تقرأ حينا ، و تستوقفها بعض من كلمات ، كـ " جمد الدم بالعروق ، و توقفت النبضات لوهلة ، و حشر النفس بالفم مجبرا غير باغ ! "
لم تصدق يوما بأن كل ما يكتب ، يحس .. لربما هي خزعبلات - فارغي الهموم - الباحثين عن التميز ، يتظاهرون بالتفرد الذهني متلذذين بصوت تصفيقات الجمهور ، الأبله !

أما الآن ، و بعد عمر يخطو نحو الأربعين ، فلم يتبق امامه سوى الخمس سنين ، تشعر و لأول مرة بأنها لربما ليست سوى بلهاء جديدة تنتمي لذلك الفوج ، إذ تشنج الجسد من منابت الشعر الأحمر - ربانيا - حتى اطراف اظافر القدمين !
مناداته لها بتلك النبرة ، الخاصة .. و اللا رسمية ، ضربت برأسها ناقوسا منذرا بشر قريب ، شر لا تستسيغ وجوده في حياتها الممرغة بالكراهية ، و الحقد ، على كل من ينتمي لعراقهم العظيم - و العظمة لله - ، فكيف إن كان العراق ذاته جاءها متمثلا بـ رجل ؟!

: أخر مرة تطلعين بهالمنظر
إلتزمي بشروط الإتفاق حتى ألتزم من يمي

جاءت نبرته صارمة ، كـ سيف تعلق بعنق جان ، فتمددها بطاقة تتحرر بها من أسر لحظي ، يشتد به البله !




*





كُلنا نُصلي ، و لله الحمد
و لكن .. ما مقدار خشوعنا و صدقنا و نحن نقف بين يدي خالقنا ؟
فقط ، فـ لنتفكر




؛



في طريق معتاد ، تقود المركبة الخاصة بـ شقيقها ، و شعور بالإمتلاء يسكنها ، هي تمتلئ رضا !
نعم رضا و من لا يرتضي قدر الله و قسمته العادلة ؟
منذ أعوام و عودت نفسها على الصُوم ، ليس صوم الطعام و الشراب ، بل صُوم الدُنيا بأكملها ، كم عام ستقضيه على هذهِ الأرض غير أعوامها الـ ستَ و ثلاثون ؟ ستا و ثلاثين أخر ؟ أكثر أو أقل ؟
أتكتفي بـ هذهِ الشحة و تعرض عن دار البقاء ؟ تلك الخالدة ؟ بالطبع لن تفعلها
و لا غيرها ممن يتخذون العقل ليتفكروا بهِ في بديع الوجود و من قبله بـ عظمة رب الوجود
حباها الله " مُصابا " غير حياتها دهرا ، فـ لربما لو ظلت على حالها الأول ، لكانت إشترت بعضا من دنياها و دفعت الثمن من برزخها و الجنان !
لكم تحب الله الكريم ، العطوف بعبده .. و لكم تحب إختباراته

ربي حبيبي ، أنت أعلم بخير لا علم لنا بهِ .. فـ إجعلنا مؤمنين بـ القدر ، خيره و شره .. و إرض عنا و إرضنا يا أرحم الراحمين يا الله

*


بسم الله الرحمن الرحيم
آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

: صَدقَ اللهُ العظيمْ


همست بها بـ صوت خاشع ، صادق الإيمان ، لتسكنها راحة عظمى بعد أن أنهت " واجبها اليومي " بـ سماعها سورة البقرة ، كاملة .. عودت ذاتها أن تحتجز لـ سنام القرآن بعضا من ساعات يومها الطويلة ، لتجعل من الطريق الواصل بها حيث وجهتها اليومية رمزا للبركة بـ أطول السور ، حين بعد حين تحولت العادة لـ عبادة ، فـ صار التقصير بسماعها ذنبا لا تغتفره لذاتها اللاهية بالدُنيا

لما وصلت مقصدها ، فعلت ما أمرتها به نفسها العطوفة ، المتزينة بمثاقيل التواضع الجّم ، إذ ركنت السيارة بـ نقطة نوعا ما بعيدة عن البوابة الرئيسية و عن نوافذ المبنى المتوسط بحجمه - لئلا يبصرها المحرومين ، فـ تشاقق عليهم بـ ما يفتقدون ! -
و من بعد ذلك ترجلت منها لتسير بخطى ثابتة ، عسكرية .. حيث تلك البوابة الرمادية العتيقة ، و من خلفها جاءتها الترحيبات الودودة ، من بعض العاملات في المكان .. لينتهي بها الأمر أخيرا في مكتب المديرة التنفيذية .. ما ان عبرت بيمينها عتبة الباب متزامنة الفعل مع البسلمة و من ثم : السلام عليكم و الرحمة

حتى آتاها السلام مضاعفا بأجره لما تعلق به من ترحيب محبب : يا هلاااا ، و عليكم السلام و رحمة الله

لما جاء الرد من الخمسينية ذات الوجه المدور - الودود بـ تخلجاته الطيبة - .. اتقنت البسمة شق طريقها على البشرة المخملية ، لتنحسر فجأة حالما ادركتها محاولة الكبرى للإستقامة ، فعلت نبرتها معترضة بـ حزم جميل : أم إحساان الله يخليج لـ تقومين

لما وصلت حيث المقعد المقابل للمكتب البسيط ، أردفت ببسمة مكررة ، خفيفة : شلونكم اليوم ؟ و شلونهم البنات ؟

: كلهم زينين و بألف رحمة من الله ، إنتي شلونج ماما ؟
شسويتي اليوم ؟ رحتي للكلية ؟

لترد بلطف زائد : الف الحمد لله و الشكر
و بعدها تستجيب للتساؤل بينما القد يستريح حيث يفترض به : إي خالة رحت .. و الحمد لله هاهية ان شاء الله من باجر اباشر بيها

بردة فعل - حلوة - شهقت المرأة بحنق: لاا !
و بعد مَـ تقومين تجينا ؟

لتكتف بذات النبرة الراكزة ، و بثقة تجملها العفوية اردفت : لا لتخاافين .. ما اقدر يمر علية يوم بدون ما اشوف البنات ، و اسمع مصايبهم ، ان شاء الله ارتب وقتي و ما أقهرهم

: و الله يا حبيبتي انتي تعرفيهم ، كُلللش يحبوج و متعودين عليج
و الله مرات بنص الليل يقعدون من حلم مخترعين و يقضوها بجي يريدوج ، خصوصا رند و سنا

يا الله ، إن القلب يتوجع ، و الأحداق أبت إلا أن تدمع فـ يبان ضعفها اليتيم !
حاولت تجلية صوتها من ذات بحة غزت اوتارها المرتبطة بـ ثبات ، فـ زعزعته : ههه .. اي ادري ، و كم مرة و مرة خابروني و قعدوني من النوم

تنهيدة تفلتها من راحت اعوامها تعدو حيث ارذل العمر ، و من ثم تستطرق بهمس صادق : بس دُر تدرين بية ممقتنعة بتعلقهم الزايد بيج ، إنتي تعرفيهم و تعرفين نمط تفكيرهم .. باجر عقبه اذا الله كتب شي من عنده و اضطريتي تعوفيهم ، رح يتخبلون !! و يخبلوناا وياهم
اصلا اني ما ادري شلون من رح يعبرون الـ 12 و ينجبرون يروحون لغير دار يتحملون ، الله يستر شيسوون !

لوهلة لم تعقب ، و حديث يُدار إسبوعيا .. راحت إسطوانته تشغل من جديد ، بعد لحظات زفرت بما حملته من هم للصغيرات ، لترفع من حجرها حقيبتها الكبيرة واضعة اياها على الطاولة الصغيرة أمامها ، متخذة لـ نفسها فضاءا تتحاور به مع ذاتها

: درصاف ، حبيبتي ، ترة مهما تكون نيتج طيبة بمعاملتج للبنات صدقيني ممكن تأثر سلبا عليهم مستقبلا ، همة عقليتهم غير شكل ، و تعلقهم عنيف ، لازم شوية تخلين مساحة بيناتكم ، لازم نعلمهم الثقة بالنفس و نقلل من حدة تعلقهم بالأشياء و الأشخاص ، إحنة اخذنا على عاتقنا انو نربيهم التربية الي تخليهم يواجهون الحياة و الناس !

بـ نبرة معتدة نبذت التخاذل ، قالت و الحزم يملأ كلامها : أم احسان ، عمري مـ رح أأثر عليهم بشكل سلبي ، إن شاء الله .. أني اخذت عهد على نفسي ما اتركهم الا اذا الله اخذ امانته ، و أي وحدة بيهم بس تقترب من ال12 اني بنفسي رح انطيها كورسات اعتماد عالذات إذا الله اراد ، بس اسمحيلي السنين الي قبلها ما اقدر اكسر قلبهم ، عشت الوحدة و اهلي بعيدين عني ، فتقدرين تقوليين - و لو نتفة - حاسة بشعورهم

فتقاطعها الأخرى بحزم اكبر ، مذيل بكثير من حنو : مـ يخالف ماما دا افتهم موقفج ، بس هم ميصير تقولين هيجي ، إنتي مـ ضامنة امورج ، و لا ضامنة مستقبلج ، احتمال شغلج رح يضغطج و تضطرين تقللين جياتج ، أو يتوفر لج سفر يخلصج من اوضاع العراق التعبانة
يعني انتي فعلا مملزومة بيهم ، لذلك اني اريدهم يتعلمون انو انتي وحدة عادية مثل الي يتعرفون عليهم طول هالسنين ، و يقدرون يكملون بدون مـ يشوفوج و ينتظروج كل يوم

ببطئ راحت نظراتها تحدج ما حولها ناقمة ، لتهمس بعدها ببحة خفيفة ، صادقة الفحوى : اسمحيلي ، ما اقدر اغير من إسلوبي
و ترة لتخافين ، لا الزواج و لا السفر من اهتماماتي
اني مـ صدقت رجعت لهنا ، مرح اسافر من جديد ، إن شاء الله

لتعلق تلك بلوم واضح : لا حبيبتي تتزوجين ان شاء الله و نشوف كتاكيتج ، بعدج صغيرة

فما كان منها سوى أن تتبسم بـ لطف : صغيييرة ؟ ههه يمعودة خالة قولي يا الله

: در ، إنتي لغز جبيير ،
ليش مـ تفتحيلي قلبج شوية و تخلصيني من هالغموض ؟


توسعت احداقها بصدمة آنية ، رافقتها ضحكة لذيذة ، قصيرة : هههه ، يا غموض خالة يمعودة ؟؟ ترة عادية اني

فتنعكس الضحكة على الوجه البشوش ، لترفض عدولها عن البوح بـ حنق : أبد مووو عادية ،، يمعودة لحد الآن و صارلنا سبع شهور نشتغل سوة ما اعرف عنج شي ، بس بيتكم بـ - زيونة - و عندج اخوان اثنين و اخت ، و امج موجودة بينما ابوج الله يرحمه متوفي
اصلا لو مو اني حجيتلج على استشهاد زوجي جان مـ قلتيلي عن ابوج و زوجته الله يرحمهم جميعا يارب

شردت نظراتها لوهلة ، قطعتها بقول صلد النبرة : ترة مو قصة ما اريد احجي ، بس .. يعني اشوفها شغلة ما بيها فائدة ، أحجي شنو يعني ؟

: يعني مثلا تفهميني حياتكم شلونها قبل و هسة ؟
لتستطرق بعجل : هوة اوقفي ، قلتيلي والدج و زوجته راحوا على ايد ذولة اهل السيطرة الوهمية مو ؟

: إي ، الله يرحمهم يارب

: اللهم آمين
تنهيدة حسرة اطلقتها الحناجر ، و من ثم ابتعلت الكبرى غصتها ببؤس عاري الأكتاف و متهدلها : تدرين ، العراقيين هلقد مـ شافوا مصايب بهالكم سنة آيسوا ، بعد كلشي مـ يريدون لا حكومة و لا نظام و لا شي ، و الله بس دننتظر دورنا شوكت - كيف - نموت و نخلص !

لواحظ حدقت بمرآى التعاسة البائسة امامها ، لتجلي حنجرتها مرددة بذات بسمة خفيفة ، بها من التأنيب المؤدب بعضا : و لا تقنطوا من رحمة الله خالة ، رب العالمين قادر يبدل الحال لأحسن منه بين لحظة و اختها

فـ ينغمس الرأس بدلو من ندم ، شاهقا أنفاسه الخجلة بعسر ، و من بعد التوازن همهت بثبات : ونعم بالله العظيم
بس يا امي و الله خلصوا ، شبابنا من ورة السقوط لليوم مـ ذاقوا عمرهم و لا عاشوا شبابهم ، شو من ظييم لـ ظيم !

: و لا قبلها عشناه خالة ،
سبحانك إلهي من يومنا العراقيين الله مبتلينا بنفسنا

نظرة ثاقبة ، بها من التفرس الشئ الكثير ، و من خلفها جاءت النبرة متلونة بالشدة ، و الفطنة : يعني احساسي صحيح ؟ إنتو من ضمن الي تضرروا من قبل الحرب ؟ يعني من سافرتي قبل سنين و مـ رجعتي إلا هسة جانت سفرتج من ورة النظام مو ؟؟

نبضها تعالى دون ان تدرك ذلك ، و من بعده قفت الانفاس راكضة ، بلحظة إنقشع غماما احاطت به ذاكرتها ، لتظهر لها مآس مما قبل ، إنكمش جلدها و تخدرت اطرافها بـ لا شعور ، مهما بلغت من عنان التماسك ، و الصبر ، لا بد أن تأتيها لحظات تميز من الوجع .. و تتلوى به ! كما الآن .. فهي ليست سوى أحد بني البشر

أ تهمل الإجابة كما هي العادة ، أم صار لزاما عليها تبرير بعضا مما أسدلت عليه أستارا من التخفي ؟

تنهيدة قصيرة شقت سكون الجسد دون الذهن ، لتزيدها محدثتها بـ وقود يكفيها للإنفجار بوحا ، بقليل مما كان ، و ظل أثره للحين باق

: يعني جانت سفرتج قانونية لو لأ ؟

إيحاءات الجسد الساكن بصمت مهيب ادركت المرأة المسؤولة هنا ، لتعقد العزم على الإعتذار ، تاركة لسيدة الثلاثينات حرية غموضها ، و التشرنق حول الذات
و لكن قبيل تنفيذ ما عزمت عليه فاجأتها الأخرى بالإفصاح بنبرة هادئة كما اعتادت منها : اي إتأذينا ، الأمن ..... أخذوا اخوية الله يرحمه - و بتهدج و رجفة راحت تكمل ما بدأته مرغمة - جان طفل و الله ، عمره 17 سنة !!
و طبعا مـ عرفنا عليه أي شي من يومها لحدما فقدنا الامل برجعته ، و قبل كم سنة لقينا إسمه بقوائم المعدومين بالمقابر الجماعية


لتنتقل الرجفة كـ فايروس معدي لجسد الأخرى ، فترديه مختضا غير مصدق ! ، ببحة و المحجرين توسعا قهرا نطقت : لا إله إلا الله ، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
زين .. شلون يعني ، قصدي لييييش اخذوووه ؟؟ يا الهي جااهل شمعرفه بالدنيا

إلى هنا و جرة التماسك اخذت تخلو تماما ، بعد أن نفذت قطرتها الأخيرة ، الى هنا و النظرات الباردة تنصهر ، فتصير كـ سيل من فوهة بركان ضخم .. الى هنا و الوجع يستفحل صائحا بفضاها ، يا من صمتي من الأعوام اطولها ، أما صبرتي من خلفها عشرا ؟ لم تطرقين بابي و أنتي أعلم بأنني سـ أخنق عنق ثباتك ، لكنني عليك احن منك ، و سـ أحاول تخفيف وطأتي على قلبك الملكوم ، ندما
فمن لا يرفق بذاته ، يجبرني أن أرفق به ، و كيف لا افعل و انا رفيقك بالنأي و الغربة ؟!

بذات بحة آتت من خدش الحلق همهمت : الله يرحمه ، و يرحمنا وياه

: بس لييييش ؟

لم تجب ، إكتفت بإشاحة البصر حيث امامها ، بنظرة تاهت بين مسالك ما سحق من ماض !
لتكتفي الأخرى من سؤال لن يصل بها لبر اجابة ، فـ تمتمت حينها بأسى حقيقي : الله يساعد قلب امج ، شلون صبرت ؟؟

عادت لتحط ببصرها على القد الممتلئ ، فتجلي الحنجرة من قيح وجع تجمع و خنقها : لا هوة اخوية من ابوية

: أهاااا
لتستطرق بـ بعض من عجب : يعني اخو د.عراق ؟؟

: لالا عراق اخوية الشقيق
هوة الله يرحمه توأم تمني ، أم يزن ، تعرفيها

بخفة هزت من رأسها و ببطئ راحت تستوعب ما يقال : ياعيووني خطية ، الله يرحمه ان شاء الله و يصبـ ـ
صمت قصير ، متفكر ، ليتعشق الحاجبان ، و يلتصق اللسان بسقف الحلق مجبرا اياها على بتر الإسترسال ، رمشت بهدوء لتهمس غير متفقهة عسر العلاقات تلك !
: لحظة ليش هية تمني مو زوجة اخوج ، يسار ؟ شلون توأمها اخوج ؟

: إي مو هية تصير اختي همين

: نععععم ؟؟؟ شلووون ؟؟

دون ادراك فعلي ادركها المرح الخفيف ، لتجيب بصبر غريب ، و بطولة بوح لا تشبهها : همة من ابوية ، ههه عائلتنا شوية مشخبطة

: لحظة لحظة درصاف ، فهميني عدل ترة صدق دخت !!

بعد اسلوبها المضحك لم تجد الدر بدا من التسلية الخفيفة ، لتحاكيها ببطئ شارح : مو ابوية و امي من انفصلوا ، جان هوة متزوج ام تمني على امي ، بس ماعنده منها اطفال ، فبعدين امي تزوجت فصار عدها يسار ، و ابوية وراها صار عنده تمني و زين الله يرحمه

علامات التعجب ظهرت على سطح المقل ، بـ إيحاء مثير للهزل ، فتتفقه له الـ در ، لتعقب الصمت ببسمة حلوة الطعم و المظهر ، متمتمة بلطف : شفتي ، مو حقي ما احجي ، كل حجيي صدمات !!

: ههههه اي و الله حقج ، صدق صدمات ؛
يعني زين شرحتيلي الوضع حتى افتهم !
هوة اي احنة ندري يسار اخوج من امج لإنو اسم الاب يختلف ، بس مجنت اعرف انو زوجته اختج ، عبالي جنتكم و باقية يمكم عايشة
صدق زين هسة ابو يسار وينه ؟؟

: مستشهد بحرب ايران

: لا إله إلا الله ، هااي شنوو الله يسااعدكم ياا اميي !!

: الحمد لله و الشكر

: زين انتي صدق من سافرتي منو جان وياج ؟

: أخوية عراق اول كم سنة ؛ و من صار السقوط رجع و اجة يسار

: شنو خوما د.عراق هم جان مهدد من الامن ؟؟

: لا الحمد لله ،
بس علمودي مو مال ابقى وحدي

: يووو ، و عشتي وية اخوج هناك وحدكم ؟ و اهلج شلون جنتوا تتواصلون وياهم ؟ زين و جهاال يسار شلون يشوفون ابوهم ؟

: مو جنا نتفق بين فترة و فترة و بالعطل نجتمع بـ سوريا المسكينة ، الله يفرجها عليها
هناكة اجرنا شقة ، و كلما يتأزم الوضع اهلي يسافرولها ، و احنة هم نروحلهم .. و خصوصا امي و جهال يسار هواية جنا نشوفهم

: ما ادري شأقلج و الله

: لتقوليلي شي ام احسان .. بس ادعيلنا و لكل واحد تشتت مثلنا




*



كم مرَّة يا حبيبي
والليل يغشي البرايا
أهيم وحدي وما في
الظلامِ شاكٍ سوايا
أصيِّرُ الدمعَ لحناً
وأجعَلُ الشعرَ نايا
وهل يلبّي حطام
أشعلته بجوايا
النارَ توغل فيه
والريحُ تذرو البقايا
ما أتعسَ الناي بين المنى
وبين المنايا
يشدو ويشدو حزيناً
مرجعاً شكوايا
مستعطفاً مَنْ طوينا
على هواه الطوايا
حتى يلوح خيالٌ
عرفته في صبايا
يدنو إلى وتدنو
من ثغره شفتايا
إذا بحملي تلاشى
واستيقظت عينايا
ورحت أصغي. وأصغي
لَم أُلْفِ إلاَّ صدايا!


إبراهيم ناجي






على جانب الطريق تقف بـ المركبة الصغيرة ، المكُورة الزوايا ، تراقب - من على بعدها ذاك - الكتلة البشرية المزعجة الواقفة بإستفزاز ، ما زالت الاحداق غير مُصدقة لما راحت تبصره حديثا ، و كأن بالأمس لم يحدث .. و لم تُقابل فيه مَرضها القديم .. إلا إن شيئا واحدا يتحرش بـ قلبها ، يخبرها بأنها مُخطئة ، فالشؤم العتيق هب مجددا كإعصار محمل ببقايا أراض هدمت على يديه .. و غياب الهاتف أكبر علامة على ذلك الخطأ

لم يكُن يوما مُنصفا بحق طفولتها ، و لا مُراهقتها .. إذ كانت تسليته الأولى أن يعصُرها لـ تفيض احداقها دمعا ، و محاولات والدها اليتيمة لـ جعله يترأس المنزل ، و اللهو به كيفما يشاء رغبةً منه بـ تقليص إحساسا بالفقد تولد لدى صغير بعد أن وعى أدرك بأنه لا يملك من الأبوين سُوى أماً ، بعد هجرانها لـ من كان أول نبض لها ، عادت له و في جيدها قلب صغير ، ليستقبلها بـ ندم المذنب الأول ، و العاشق الأول !

و من ثم جائتها المراهقة القصيرة ، فجلبت معها همومها ، إذ كان بـ رعونته مصدر رعب حقيقي لـ والدتها ، فهي كما الجميع أدركت من خطواته الدانية حيث الصبا بأن له في صبيتهم مطلبٌ ، فظلت تحارب أعواما أن لا يكون له من بنتها نصيب !
لكن التوقيع على النهاية كان بالتأكيد من نصيب الرجل الشرقي ، و قراراته - بعد آمر الله سبحانه - .. لـ يكون الرجل مخطئا بحق ذاته و صغيرته .. إذ سلم راياته بيد من لا يستحق ، و للأسف بعد وضوح الأمر كان الأوان قد فات ، و براءة الطفولة توفت !

و ها هو الجاني يعُود مجددا بعد سُبات طال أمده ، عمره أعواما .. ترك فيها ضحيته شريدة ، تستبيح لذاتها فعل ما تشاء و تبتغي ، ليرجع كـ ثور هائج ، مُغتاظ .. يود غرس قرنيه في جسدها و البقية .. و كأنهم هم من نبذوه أولا تاركيه محملا بذنب ليس يعرفه .. تاركيه مُعلقا مُهملا ، مذبوح الأوردة

أتودونها صدقا ؟ ذلك الرجوع لم يكن بالسُوء العظيم .. فـ هو و بعد زمان تصدأت أعوامه ، و بعد تشهيره بـ إستهتاره و مجونه - و إن خفت موازيينه - بتلك النزوات الأكثر من عدد شعر رأسه - سابقا - جاء و بيده ظرف يثبت بأنها و رغم ما كان ظل لها في العمر شئ لم تصل أعتابه سواها ، عاد لينهيها عن المضي في الحياة التي إستوقفتها بعد رحيله الأخرق ، القاهر بعنفه لقلب رقيق ، غير مندملٌ الجرحين النديين .. حيث فقدانه تُوأمٌ و أخت !

و لكن .. و رغم ذلك المظروف .. و رغم لهفة الأحداق .. أسيكون سهلا عليها التخلي عن وجعها و الإنصات لـ طلب أخيهما .. أوستغفر ؟!
أوكان يوما الغفران يسيرا كما يطلبها الحبيب ؟ ولو كان كذلك .. لمَ لا يغفر هو لذاته فعلته و يمضي قُدما حيث يستحق ؟ لمَ لا يسمح لمن خذلتهُ بهجرها أن تغفر له و لم لا يفعل المثل تجاهها ؟
أخطأ كبيرهم هذه المرة .. فكانت شجرة النقاء هي الأقوم بالوصف .. و الأدق بالشرح ، هي من عدلت عن حياةٍ قديمة تبحث عنها الكثيرات ، لأنها تعلم بأن المغفرة تحتاج لكثير من القوة .. و هي ، و رغم تظاهرها بإمتلاك الكثير من مخزونات التمكن ، تراها في الواقع خالية الوفاض .. سهلة الإلتواء كأي أنثى !!
و أسهل الأنكسار كأي قشرة !

تنهدت بمرارة على حالهم جميعا ، سُبحانك اللهم .. و بحمدك ، فلا يُحمد على مكروهٍ سواك
نحن لا نود الكثير ، فقط إجعل لنا من إختباراتنا هذه درجات تقربنا بها منك يا عزيز ، يا رب العالمين

جُرت من شرودها الأحمق بما وَلى تاركا فوق اسطح الأفئدة شروخا ، لما لمحت الفُوج المنطلق من بوابة المدرسة .. و كما هي عادتها ما إن تبصرهما .. فتحت باب سيارتها سريعا بنية الترجل ، لتتوقف لحظة .. تاركة لمآقييها حرية الإغتسال بدمع قديم .. و هي تُبصر ما ودته في أوائل سنين وجودهم ، لا الآن .. بعد أن مزقت من أجل تضميد فقدهم جلدها ، و الشرايين !

من خلف الزجاج الداكن للنظارة المُعتمة ، راحت تراقب حركاته النشيطة في تحيتهم ، يظنه الرائي نبعا للحنان و الدفء الأبوي ، و هي أكثر من مُدركة بأن صغيريها سـ يترأسان شاشات الكثير من متصفحي برامج التواصل الحديثة , فـ هي قد لمحت أكثر من هاتف يسترق له و طفليه بعضا من لقطات ،
و أخرين يأتون ليلتصقوا بهم !!
جف حلقها فجأة ، و بقهر .. لـ تفتح بابها غير آبهة لأي نتيجة ستصل ، فقط لو كان الهاتف بحوزتها لـ كان الغول الأشقر الآن بمواجهة الدر ، فتلكمه لشدة طيش لا يتوب عنه
أغبي هو ؟ كيف يرتضي ان يعرض طفليه على الانام ؟ و أين ؟ بأرض بات بها الأمان مذبوحا كـ إضحية يوم عيد !
قبل أن تلتهم الأرض بـ قدميها الغاضبتين .. أبصرت الصغير عمرا ، لا ذهنا ، يجر توأمه من الكومة القريبة من والدهما .. متخذا لهما حيزا جانبيا

لتأتيها البسمة على عجل ، يملأها الزهو و الفخر .. فهذا الشبل لم يتخذ من الإسود سوى خاله ، و عمه .. لأن يكون منه ، و ما أحسنه من إختيار يا صغيري !

ظلت محلها تراقب بهدوء ، منتظرة أن ينفض الجمع التافه من حول الشخص الأكثر تفاهة ، للحظات تأتيها رغبة بصفع نفسها الحمقاء ، أي شئ يشدها لـ أخرق كهذا ؟ لا يراعي الحرمات .. و لا يهتم بالتقاليد ، و الأدهى و الأمر بأنه لا يرتبط بالدين و ربه كما يجب .. و كما تربى ، على يد محمد رحمة الله عليه ، بل إنحرف بـ تهور مُراهق و طيشه .. ليتخذ لنفسه سبيلا غير الذي أُتخذَ لهم الثلاثة من قبل الرجل الاكثر حكمة ، و تصوف .. سبيلاً هدفه زخرف الدنيا .. إذ هرع لاهثا خلف حلم صِباه الأوحد ، و نجوميةٍ سخيفة بأعين العُقلاء

أحداقها صارت تتوسع ببطئ مرتعب ، إذ لمحت - رائد - يتقدم حيث هُما مع إبنه ، تحايا تبادلوها دون ان تصلها ، و من خلفها مُزاح بان أثره بالإنشراح البادي على طفلها .. لا الصغيرة .. فـ تلك المُدللة لم تفتأ أن تُراقب والدها حينا .. و تستعرض بزهو أمام رفاقها كونها إبنته أخر ،
التُوقيت .. عظيم الخطأ !!
و لربما الصحة بالنسبة لـ رائد ، فها هي تلتقط نظراتٍ ساخرة يصُوبها كل ذي لحظة نحُو " زوجها " ، إبتلعت ريقا جافا ، هلعا .. و قلبها يستشعر فضيحة تدنو نحوهما بقدمي طفل للتو إشتدت عظامه .. عليها الفرار بالقلب و الكبد سريعا قبل أن يكونا للرفاق حديثا في الغد القريب !

بهدوء القلقين اغلقت باب السيارة ، لتتحرك دون لحظة تفكير أخرى نحُو طفليها .. و من يرافقهما الوقوف ، لم ترفع بصرها نحوه حتى و هي تُوليهم تحيتها .. لكنها على يقين بأنه لم يزحزح طرفه عن ملامحها المكتسبة جمودا يليق بـ البيضاوات ، ذوات الدم البارد .. لا بواحدةٍ مثلها حنطية البشرة ، و مُشتعلة الدمِ

: شلونج أم يزن ؟

: الحمدُ لله أبو مصطفى ،
شلونك مصطفى ؟

: الحمدُ لله خالة

لم تغادر عيناها محيط القصير ، الضعيف البنية .. و هي تكمل حوارها معه ، ببسمة عطوفة على ذات قلب يُتم قبيل أن يغترف من صدر والدته رضعةً واحدة ! : و شلونك بالإمتحانات ؟

: زين خالة

ما إن انهى قوله حتى علت نبرة الفتاة ، قائلة بـ حرص : قووول الحمدُ لله
صُدق مصطفى شوووف باباا رجـ ـ ـ

ولو أنها آتت بذكر اللطفاء لكان أفضل لهم جميعا - فيما خلا منها - إذ و قبل أن تستكمل جملتها وصلتهم النبرة الكسولة .. المميزة ببحة لا تلتصق بكل الحناجر ، بتحية عراقية بحتة .. يختص بها الرجال الأشداء .. و هو بالطبع في نظرها بمنأى عنهم : الله يسااعدكم

لتحلق الطيور على رأسيين ناضجين ، بينما الصغار فكان ردهم أكثر سرعة .. و بها من الحماسة الكثير ، فيما خلا شبيه خاله .. إذ إستشعر و بفطنة تكبر عمره بأن هنالك ما يقرص شياطين أبيه .. ليجعلهم على أهبة العراك !

فـ هذا الإنتفاخ البادي على الأوداج ، و تلك الضخامة الهائلة المتعلقة على الأكتاف .. لم تبشراه بخير المجئ ، بالذات مع النظرات الحارقة .. و التي تكاد تلفحهم بـ حرارتها

دون تردد دنى ليلتصق بوالدته ، مادا إياها بكل معونة تحتاجها ، وهو مُدرك بأنها في حاجة للكثير
لا تدري أتأخرت جدا في رد السلام ؟ أم هو من إفتقد حاسته السمعية لكثرة غزل الحسناوات بـ طغيان رجولته ؟
إذ لمحت حركته - السخيفة - و هو يقترب حتى يوشك على مُلاصقتها ، متدليا بكرته اللماعة أمام وجهها ، هامسا بجذل لعوب ، منذر بالسوء : سلمنا ترة !

إرتدادها للخلف بسرعة رسم على ثغره بسمة ، و بـ عينيه نظرة لم يكن لها معنىً سوى تُوعدٌ عنيف

: أعذرنا أبو الشباب ، مَـ عرفناك منو ؟

وجها لوجه يقابل ذا الملامح الودودة ، يمينه تقف المتلاعبة بالأنفاس .. و على يمينها صغيرها ، بينما في شماله تلتصق ذات الدلال الغُنج

: أبو مصطفى ، زميل الجهال

" و أنتة زميل أمهم !!! " ، يُقسم بأنها كانت على وشك أن تفلت من بين الفكين المنطبقين قهرا ، و لا يدري أي رحمة إستحقها من الله ليجعل له عقلا يتفكر بهِ .. حينها

أُلهم لا مُبالاة شديدة ، و هو يعلق متبرما .. بنبرة باردة : يا هلا و مرحبا
و من ثم يستعيد خصاله المشبعة بحب الحياة ، صائحا بـ حماسة إفتعلها عنُوةً أمام العاذلين ، بعيدين كانوا .. أم أقرب للقلب من نبضهِ : يللا بابا .. عالسيارة ركض بسرررعة

إضافته تزامنت مع إنحناءه لليمين ليرفع من على كتفي الصغير الحقيبتين ، مُضيفا بـ تعجب حال رفعها : لك سبببع أبني ، شلون تقدر تشيلهم سووة ؟ عفييية بييك بابا

و من ثم مال نحُوها قليلا ، ليهمس ببحة أخرست بلحظتها أي شيطان مريد يود لها لكم فكيه : طالع سبع ، على أبوه ... مو بللا ؟

دون رغبة منها بـ تذوق أقداحا مملوءة بالترقب الآكل لأطراف الاعصاب تحركت من خلفه لتجر صغيرتها متوجهة بحركات سريعة حيث السيارة ، تاركة له حرية ارتداء جلباب الفضيحة .. دون ان يمسس فلذتي كبدها شئ ، ولو أنه بالأمر العسير .. فمهما ودت لهما انسلاخا من استهتاره سـ تفشل ، و هما المتلصقان به كالغراء ، و هي الأخرى معهما !
كم من مرة ودت لو كان للأرض فم تبتلعها بهِ بعد أن تصلها همهمات النسوة عن علاقات عابرة لـ الملآكم الوسيم .. الهاجر لـ زوجته الباردة ، و كيف لا يفعل وهو يرى الممتلئات حسنا وإنوثة بينما زوجته المُهملة تعُد لوحة كئيبة داكنة الألوان ، مُغطاة بالأردية الواسعة ، المتسربلة سخفا

شعرت بـ خطى الصغير تتبعهما .. حتى وصلوا السيارة الحمراء ، فتحت لهما الباب الخلفي .. مرددة بتماسك : يللا مااما صعدوا

: ماما ننتظر بابا ؟

قالتها الـ زين بسرعة متلهفة كانت ستخدش قلبها لولا عُسر الحال ، إنتبهت لـ نظرات ولدها الواقف أمامها حيث والده و شعلة الغضب بيده يبد له بصورة واضحة ،

: إي ماما ، جنطكم يمه

قالتها لتتستر على الحقيقة المرة كما يقال ، فهي اكيدة بأنه قد سرق اهتمام الجميع بتواجده ، و لربما القلوب ايضا .. و أن يلاحظ احدهم هروب زوجته بأطفاله لن يكون شيئا هينا ، و لن تكون العقبى حسنة

صعدت في محلها الحديث الولادة !! قرب مقعد السائق ، و هي لأعوامها المنصرمة اجمع كانت الحملدار لعائلتها الصغيرة ، لم تترك القلق يخيم على فضاءها دون دكه بدعوات خاشعة ، تأملت بها خيرا ، جسدها ظل متخشبا بطريقة استفزت العقل دون ان يجد بدا من تغيير ما يحدث و يعاكس رغبته ، أخيرا !
زفرت بقوة لتجد انها و للدقائق الفائتة ظلت لأنفاسها حابسة ، لما لمحته يقترب ، متبخترا كـ طاووس مغتر بألوانه ، إلتفتت برأسها ذات اليمين ، غيرمشيحة عنه الأبصار ، فالنظارة المعتمة كانت لها نفعها حينئذ ، ليهاجمها الغثيان فجأة بعد أن لمحت وقوفه السريع ، مستقبلا معجب جديد ، بل كانت من ذوات التاء المربوطة ، و الشعور المفتوحة !
لم تتعرف عليها ، فـ ظهرها هو ما يقابلهم ، بينما وجه الارعن يظهر لهم من فوق ذات القامة القصيرة ، و يبدو على صفحة وجهه كثير من عفوية

: هااي ست زينة مو ؟

: إي هييية !!
من وين تعرف بابا ؟!

: أخاف هم معجبة ههه

نقاش بدأته الفتاة مع شقيقها لتنهيه ، بينما والدتهما فـ صامتة ، تكتفي بـ رص كتائب الجنود المدافعين عن حياض قلبها من غارة جديدة ، من السادي ذاته ، فالمؤمن لا يقع في جحر مرتين

هذه المرة ابعدت انظارها من عليهما ، و كأنه سيعلم عن امرها شيئا .. راحت تتظاهر بالإنشغال في البحث عن - كنز فقد - في جيوب حقيبتها ، لا تدري كم مر عليها و هي منكبة تبحث عما لم يضيع

حينما لمحت الكتلة المظللة للنافذة القريبة للسائق راحت تكاثف جهد البحث ذاك ، ليرزقها الله خيرا من التظاهر ، إذ وجدت شاحن الهاتف ، فأخرجته بحركات باردة ، فعليا .. و لم تشعر عند دخوله سوى بالإشمئزاز ،
لما لفحها عطره ودت لو تستفرغ اعوامها السالفة كلها ، إنها تكرهه ، تكره خياناته المستمرة ، تلك التي جعلت منها مثالا للتبلد !

ما إن جلس حتى التفتت حدوها دون ان يتكلم ، و هي تشغل ذاتها بربط الشاحن في محله ، و لما انهت المهمة مدت بيمينها نحوه ، قائلة بـ نبرة تجمدت بعروق احرفها الدماء
: انطيني موبايلي ، مابيه شحن

و كأنها تحاكي قدا من حجر ، لم يرف له جفن ، فإستطردت غير باغية ان تكرر التواصل معه ولو لفظيا : تليفوني يمك .. إنطينياه محتاجته

هذه المرة علق ، ساخرا ، هازئا .. و كأن بحبات الغضب تتلألأ فوق جبينه ، فتصب في ذلك الشق الطولي المزين حاجبه الأيمن ، حيث الشئ الوحيد الذي ما تزال تراه جميلا ، بل منبعا للجمال و مصبه ، حيثما يصير لفورة الغضب منبعا و مصبا

: ليش شتسوين بيه ؟ تخابرين - أبو مصطفى - ؟

ليفتر الثغر الرفيع عن ابتسامة ملتوية ، متنكرة بالخبث كما اعتاد من اللقيا الاولى من بعد ذلك الهجر : ليش مـ تحترم نفسك ؟ بس فعلا ، كل شخص يشوف بمنظاره

ابتلع لسانه لبرهة ، ليفغر القلب فيه متعجبا ، متضرعا الله ان تكون من امامه اي انثى سوى المنى
و بنبرة خافتة ، بحت لهول ما قوبلت به من صد علق : تمني وسم بقلبج .. إتأدبي

: منوو يحجي ؟ الأدب كله اسم الله عليك
يسار تحرك تحرك ، عيب من الجهال !

لتلقي النظرات ، فتكمم الأفواه ، و يصير النبض وحده لغة بين صبيان !




تُدمني نظراً إليّ، فوالذي
جعل الهوى قدراً على كفيك
ما تلتقي عيني بعينك لحظةً
إلا رأيت صباي في عينيكِ



إبراهيم ناجي





*


و للحرُوفْ بَقيَةٌ بإذنهِ تعالَى


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 02:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية