لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-13, 07:46 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 


السلآم علييييكم حباييييبي

شلوووونكم عيوني اخباااركم .؟؟؟

حباااايييب ..
إن شاء الله بإذن واحد احد باجر الفصل ،

و تقريبا عالـ 10 ليلاااااا
لحدما ارجع من الصيدلية و أفطر لإن حلومة صاايمة :)
و ان شاء الله الله يسهل علية و أكتب شي يعجبكم يااربْ
و عذروني عالتأخير بس طلع الشغل وية الكتابة خبطة صعععبة : (((((

إنتظرووووووني ترة ازعل :(

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 29-11-13, 10:29 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 255817
المشاركات: 7,589
الجنس أنثى
معدل التقييم: عصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسي
نقاط التقييم: 5974

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عصفورالجنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 
دعوه لزيارة موضوعي

 
 

 

عرض البوم صور عصفورالجنة  
قديم 30-11-13, 10:03 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 



بِـسمِكَ ياربْ


؛


لا تؤخروا الصلآة و الصالحات لأجلي رجاءا يا أحبةِ


،



الألف الثانية




*


ألفُ

اتيتك بعد صدٍ .. فهل القاك منتظرٌ ؟؟


.
.





يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه. ..
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراح نا ...
أخاف أن تنام



محمُود درويش






أقصى الأمنيات قد لا تندرج ضمن المسمى الحرفي بمعناه ،
و أعلى قمم السعادة قد تكون لها درجات من بساطة .. الصقر قد يرى الوجبة فتات ، و للعصفور هي وليمة ! كل له منظاره ، و زاوية تضيق و تتسع حسبما تشتهي ظروف حياته ، و نمط عيشه
و بعيشنا كـ حمائم ، لم نعتلي بأذقاننا حيث الصقور حاسدين ، و الأولى أن نطرق لمتابعة لملمة البقايا بين طرفي منقار عصفور صغير ؟! ، كل الرضا سيتملك كل حمامة ما إن تدرك عظمة رزقها ، و ترف عيشها ، و سعادة يمتلئ بها قلبها
فـ هنالك من ينام خال المعدة جوعا ، متكسر الأضلاع بردا .. مفضوح الستر لباسا !
فـ إرضوا يا عباد الله ليرضيكم الله و يرضى عنكم



؛





“فبُعد ووجد و اشتياق و رجفة ... فلا أنت تُدنيني و لا أنا أقرب
كعصفورة في كف طفل يزمها ... تذوق حياض الموت و الطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها ... و لا الطير ذو ريش يطير فيذهب”



― قيس بن الملوح, ديوان مجنون ليلى






مدركة أشد الإدراك بأن عصفوريها لم ينفكا عن لملمة الفتات بسعادة غمرت قلبيهما الرقيقين ، و كيف لا و هما من يتمنيان دوما هكذا لحظات .. كم تحايلا لكي تهديهما بعضا مما وداه عمرا ، فيقف الخاطر - الملتحم شرخه - بمرصاد المحاولة رافضا لنفسه الذلة .. و الكسر الجديد

كم ذلت و عذبت و تبعثرت أشلاءها الوردية على مر السنين ، حتى باتت رؤياها تنحصر بالرمادي الكئيب ، لربما في بادئ الأمر ، و أول اللقاء سكنتها نشوة الإنتصار الوليد ، و لكنها و للإسف كانت بعمر قصير .. إذ لم يتحمل رحم وعيها حملها أكثر من لحظات ، فـ لفظها منقرفا ، مترفعا عن كون ثانية من حبور تسكنه و النطفة تأتيه من جائر متجبر !

تهدل الكتف الحزين ، و تشققت اوراق الحنين ، تلك التي لوهلة مضت كادت على وشك أن تقرأ ، و ويل لمن كتبها ما كتب !!
فالقراءة تعاظم ألم الكاتب بـ مكتوباته ، و هو يلمس أثر وجعه منقوشا فوق جلد لا ورق .. و حبره من فحم عتيق ، فاخر .. و الحرف ليس سوى مأساة وجع !

: مااما نروح نجيب بيبي " الجدة " من المدرسة ؟ لو هية تجي وحدها اليوم ؟ شـ إتفقتوا ؟

كانت تلك إفاقة رجلها الصغير ، ليجرها من وكر بقايا الصبا ، العتيقة .. لـ مرارة مقدمة العمر ، و إن كان بغير ذي كبر !

: لا بابا عود من نروح للبيت هية تجي ، أريد اشوفها بالبيت خوما بالشارع ، مشتاااقلها كللش رح يصير لي سنة مـ شايفها

تعليق سريع ، منفر ، مشوه بالحنين الحقيقي هو أقصى ما تمكن منه اللسان ليلفظ ، فـ راحت أفكاره تهيم ، توحشا تارة فـ وحشة أختها
و ثالثة من خجل !!!

: و حتى هييية مشتااقتلك بابااتي ، كل يومية تقول شوكت - متى - يجي ابوكم عاد ؛ صدق بابا انتة كلش تأخرت ، و ترة احنة كلللش مشتاقييلك ، عفية هالمرة كافي بعد ابقى هناا !!!

إضافة مليئة بدلع الحسناوات ، المدللات ، جاءت من الصغيرة ، ليشاكسها بغمزة عين انعكست صورتها بالمرآة الأمامية ، معلقا بذات نبرة .. تهدلت خشونتها : ماشي بابا من عيوني
فتضاف البحة الفخمة على تلك النبرة الكسولة ، فتزيدها خبثا و إغواءا ، و كأن بسهام حروفه تتوجه ذات يمينه حصرا : باااقيي هالمرة و قررت حتى اذا سافرت اخذكم وياية بعد ما بيها مجال بابا ، مو مال اعوفكم بعد

شخرة هازئة ، ذات امل مات دون احتضار ، و دفن دون تشييع !! ، تبعتها بسمة صفراء انعكست على الوجه الكئيبة تفاصيله و من يجاورها تجاوز وقاحة الاستنكار ، ليتفوق بالإستفزاز المقيت و هو يثبت بأصابعه الخشنة اطراف رداءه الطويل ، العريض ، المشرف .. ذاك الذي لا يليق بأمثاله !

: ها حبايبي ، شنو رأيكم اخذكم لفد مطعم نتغدا بيه ارييد اشبع منكم ، حلووو ؟؟

لترتفع على حين غفلة مزامير الحماس عند فتاته ، أما الصبي الرابض بـ جسد مستنفر قلق ، فظل هادئا ، مراقبا تعابير ملامح حبيبته الأولى من صورتها المنعكسة على المرآة الجانبية ، يحاول أن يسبر اغوار قلبها ليكتشف ما تعانيه دواخلها ، أهي صدمة فرح ، أم ترح ؟!

إنتبه لـ والده الأشقر ، الوسيم ، المعتد بشهرته و بهاء طلته ، يراقبه بـ صمت ابلغ من الكلام ، فهو أكثر من مدرك بأن غصن فتاه ينحني حيث جذع امه يميل
ليصاب بالجشع اللحظي حينها ، و الطمع .. ود لو يسيطر على عالم الأمنيات ، و تحقيقها ، ود لو لملم اطراف الصغير و ثناها ، ليجمعه بذات علبة سوداء اسكنها جيبه !!! فلا يكون حينها لفاتنته الصامتة عليه سيطرة ، و لا مقدرة

و لكن أوسيفلح بـ فك التحام دام من السنون عشرة و من قبلهم تسعة اشهر ؟!
تلك التسعة التي فككت عظامها الرقيقة ، و شحذت من دمها و هواها و كبدها الكثير .. ترى كيف كانت و بطنها تنتفخ ككيس ملاكمة ؟!
سؤال مر بخلده لـ دهر يماثل عمر الصغيرين ؛ بضعفين !!
سؤال لم و لن يتجرأ يوما في النبش عن اجابته و كل العالمين من حوله ، حاقدين .. مستنفرين ، رافضين كينونته و انتماءه لـ عائلتهم المبجلة

تنهيدة إنحشرت بين التجاويف المنتفخة فخامة ، لوهلة انحبس نفسه ليولي القلب نبضه ، فتشربت شرايينه بالنيران المضرمة بين أفرعها
دعك على المقود المسكين ، ليصير لعنف تشنجه مصيدة ، و كيف لا و الفؤاد المتجلد بلادة أدركه حنينا مفاجئا بعد إذ لامس اوتار اوردته همس خفيف ، يستحلي الإنفلات من الثغر المزموم حنقا

: ماما .. اني تعبانة ، خلونا نرجع للبيت و بعدين طلعوا وية خالوو

و كأن بالإنفاس انكتمت لثوان .. صمت قصير ران ليكون اصغرهم الأشجع ، كما اعتاد ، فيذبح نحره بنبرة عصر لها حنجرته لتبدو بفخامة صوت من تربى تحت كنفه ، لتظهر بذات بحة لم يستقصدها ، بل هي وسام الشبه بينه و من يقود بهم .. للأسف !!


: خير ماما ؟ شنو مأذيج حبيبتي ؟

قوله تزامن مع تقدم جسده ليلاصق ظهر مقعدها ، حاشرا صوته بفلكها ، بينها و الباب .. لتلتفت برأسها فتجيبه بـ هدوء محبب لقلبه : لتخاف عمري ، بس شوية دايخة و نفسي تلعب " أصابني غثيان "

فتكتمل صورة العائلة ذات الافراد الثلاث - حصرا - ، إذ قدمت الفتاة جسدها بين المقعدين بعد أن حررت نفسها من الحزام الخانق ، لتمد بيمناها حيث كتف والدتها ، هاتفة بـ جزع : أكيد ماماتي ؟ يعني موو نفسج ضايق ؟

كانت اليمين مستندة على الكتف المماثل ، تصافح بأناملها كف رجلها الحبيب ، لتغار الشمال ، فترتفع هي الأخرى حيث وجهتها المعتادة ، كف صبيتها المغنجة ، فيميل الرأس قليلا مقبلة الانامل الرقيقة ، متحدثة بذات حنو فاصح : عمري إنتي لتخافين ، كلشي مابية

نبذ و كأنه لم يكن !!
إعتداد الرجل به تغاضى عن وجع غمد الخنجر بالصدر ، بين الاضلع العتيدة القوة ، ليتوحش فجأة ردا عن كونه غريبا بينهم ، فتعلو نبرته ممتعضة ، متذيلة بالهزئ : صدق كذب تونة هاي بس شفتيني دختي و رح تتخربطين " تفقدين الوعي " !!!
لعد اذا عرفتي بالي جاي شيصير بيج ... حبيبتي إنتي

بـ فراسة أنثى ، لمعت الاعين و إلتوى الثغر مسفرا عن إبتسامة خفيفة ، معلقة بطرفيها على خدي الدهاء البارد مناخه
لتضغط - بعض ما تمناه صبيا - على كفي صغيريها ، بإشارة واضحة ، و عارية الستر ، بأن لها من القوة ماليس له !

فيحتقن الوجه بغيظه ، و القلب بدمه ، و تثور ثائرته ، فلا يجد ما يروح به عن نفسه ، فيتخذ من الضغط العنيف على مكابح المركبة متنفسا لإنتفاخ صدره بقذائف لن يطلقها إلا بعد أن يحشر عدوه - منفردا - بزاوية البؤس .. !
و كأن هذه المركبة الصغيرة - المضحكة - صممت ليأتيها يوما فتكون به بدلا عن - كيس ملاكمة - لذوي العضلات المصطفة بفخامة

تحدته بـ صمتها أن يطيل الحديث ، فالخسارة لأمثاله اولى و احق ، لتصدمها ردة فعله الخنوعة ، إذ راح متوجها بعكس طريق جاءه ، و كيف فعل .. هذا ما لا تعرفه حقا ، إلا إن كان قد إتصل بـ شخص قدم له معونة رجاها .. و بالتأكيد لن يكون ذلك أحد أخويهما !

الطريق العام كان مزدحما لفرط التشديد الأمني - اللا آت بنتيجة يرجونها المتضررون - فـ تكفلت ان تكون لرحلتهم حملدارا ، فراحت توجه له بعضا من نصائح بخصوص الأفرع المتوفرة امامه ، فمعظم ما كان على زمنه قد ولت اعوامه ، و غسلت اشرعته .. و بات التنقل بين الشوارع و الافرع من اتعس الروتينيات اليومية و أصعبها

ثرثرة الفتاة لم تتوقف إلا في الضرورة - كـ ثوان وسن ، أو جوع يدركاها - لم تترك محلا أو بيتا .. فـ بناية إلا و راحت تسهب في ذكر معلوماتها عنها للأب الحنون !!
ذاك الذي حاول بكل ما آتته طاقته ان يسايرها ، و يماشي سعة الفرح بمقلتيها الواسعتين ، معظم الوقت قضته محتضنة مقعده من الخلف ، مشيرة بين لحظة و اختها لـ رمز انهيار من حولها ، غير واعية لما تنثره من املاح على جرحي والديها

اما من شاركها المسكن الاول ، الأظلم ، فإكتفى بالصمت رفيقا لدربه ، دون ان تغفو اجفانه عن مراقبة والدته ، و من يفخر بأن يكون له إبنا !!
بينما ، من لم تذق يوما للفرح نكهة بعد أن شق " من كان لها حلما " طريقه حيث - كل ما تمناه طفلا فـ صبيا و من ثم رجل - ، تاركها وراءه كـ بقايا أمنية ، و هي لم تكن يوما بأمنية ، بل هي كل التمني و الناس يشهدون

برودة جمدت اطرافها الاربعة ، و نبض راح يدوي كـ قصف حرب لم تنتهي ، اهداف ترمش توترا ، و صدر ينتفض بأنفاس وجلة .. لحظات و تحل حالة من سكون ميت ، لا يليق إلا بمن وافتهم المنية ، و من بعدها تعود فتهيج الأعضاء مستنفرة مجددا ، و كأنها تأبى إلا أن تكون ثائرة جامحة

عقد و بعض منه ولى ، فـ شاب العمر ، و تلون بالخريف ربيعه ، و ها هو الصيف قادما ، متوعدا بشمس ستلظي الجلود ، و تبخر الانفاس !
تعلم بأن هنالك موجة من اعصار في سبيلها إليها ، و قد يرافقها زلزال همجي برغم إنها لا تمتلك على خط الزلازل خارطة ، لا تدري أتلوم تمني الثلاثين أم طفلة التاسعة عشر ؟
أ تجلد من تجاوزت كل الخطوط الحمراء بفعلتها الرعناء ، و قبولها التحدي الأخرس ما بين القلب و العينين ؟ أم تكتفي بندب حظ قلب تخبط في نبضاته الأولى فوق ارض وعرة !

بطرف عينها راحت تراقب تعابيره المستنفرة ، بعد أن نادتها زفرته الحانقة ، بلا شعور ادركتها بسمة خفية ، متلذذة بـ حين بأسه ، ألا ليته يعيش عمره بائسا ، متحسرا على ما فات ، منشطر الفؤاد لثلمات !


ألم تدركي يا كل التمني بأن بعض منك لا يجب أن يتمنى ؟! فـ لربما تقابل صفاء نيتك بساعة إستجابة ، و أنتي أكثر من يعلم بأنكم في الحزن متراصون ، كـ عيدان في رزمة واحدة ، فإن إنشطر قلبه .. سيتفتت خاصتك فلا يتبق سوى الرفات !

للزحام ، و الجو المشحون بالـ إلكترونات السلبية الإشارة تأثير عميق في الاذهان ، و الأفئدة ، و قد تستفحل الحالة فتشمل العضلات اجمع ، فتراه متصلب الجسد ، بل متخشبا .. انفاسه بطيئة و كأنها لـ جنين لم تكتمل رئتاه بعد ، يراقب الطريق و حاجباه متعشقان بقهر لم يدق بابه الحديدي منذ مدة

إنه القلق ، تبا له !
هاج و ماج بدواخله ، منتشيا برؤيته يتقلب بـ إحتراق فوق جمره ، آتى و ظن المعتز بنفسه صور له بأن اللقيا ستختلف ، و بأنه كـ أضعف الإيمان سينتشل منها صغيريها بصفه .. حينها ينجح بلي الذراع التي تعبت بهدهدتهما اعواما

لكن أيعقل بأن من مثله يدركه اليأس من المحاولة الأولى و هو من تحدى و جاهد بكل ما إمتلكه - يوما - لأجل نجاح حصد ثماره و راح يتفنن بالزهو الأحمق بألوانه ؟
فقط إهدأ ، لسنا سوى في الجولة الأولى ، و أنت بإستطاعتك قلب النتيجة فوق رؤوسهم جميعا " يسار "
لا تهتم و لا تضجر ، و لا تترك للـ قهر نافذة مفتوحة للمنتصف لئلا يتسلل منها بخلسة منك و يضاهي لا مبالاتك جودة و حنكة ، أنت صنعت من نفسك ما يفخر به ولداك ، و هما لن يخذلاك .. و لن يتخليا عن حلم وجودك ، و قربك
أليس كذلك ؟
لن تفعلاها ، هه ؟




*








سيدة ممتلئة العود ، و العقود ، تكاد تلامس الستة منها .. بجلباب إسلامي ساتر ، حالك الإسوداد ، يعاكسه الخمار الأبيض الناصع ، فتكون البشرة الحنطية لونا وسطا بينهما .. تمشي بطريقها اليومي ، ترفع كفيها كل ذي حين لترد سلاما اطلقه احدهم
لها كينونتها و احتراما لا يماثله الكثير في حيهم ، فهي مديرة المدرسة الثانوية الصارمة ، ذات الرؤى المنحصرة بالأخلاق و العلم ترتفع الأمم
تربت تحت كفيها اجيالا ، فأحسنت تربيتهم كما يذاع عنها ، و لكن أ أفلحت بـ تربية من حملتهم برحمها وهنا على وهن ؟ قطعا فعلت مع أبناء محمد ، رحمة الله عليه
فقـط ذلك المتهور الأرعن من نجح بـ زعزعة ثبات نجاحها ، برسمه نقطة سوداء بين سطور رسالتها النقية !

تنهيدة حسرة انفلتت من صدرها المنتفخ نفحات إيمانية تعطر ما امامها و الخلف فالجانبين ، قادتها خطاها اليومية حيث محل الأسواق الضخم ، المنتمي لأشباه كثر في المنطقة
بحركات روتينية توجهت حيث الثلاجة الزجاجية ، لتملأ كيسا علقته بين قبضتها بـ أنواع مختلفة من الشوكلاتة ، و من ثم تقتطف لها بعضا من احتياجات المنزل ، و اخيرا تتوجه حيث المحاسب ، فيرحب بها الاخير و الذي لم يكن سوى احد الجيران ، إذ إستقبلها بوجه بشوش مرح

: يا هلاا بـ - ستنا - الغالية
شلونج ام عراق شأخبارج

فتفاجئه الـ - ست - بقول لطيف ، خفيف النبرة : و عليكم السلام و رحمة الله
و بعجل تجاوزت عن احراجه لتتمتم مكملة : هلا بيك أبو سلوان ، الحمدلله تحت رحمة الله
شلونكم انتو و الولد شلونهم ؟

: الحمد لله بخير ،
شو صار يومين ماكو حجية ، خير ؟

: لا ابوية ماكو شي بس شوية السكر ديتخربط و دا اخابر ام يزوني دترجعني من المدرسة

: له له له ، سلامتج يوم ، و اليوم شلونج ؟

: لا الحمد لله زينة متشوفني رجعت امشي

: إي مو اني استغربت ادري بيج تحبين المشي

: إي والله يا امي
الحمدلله على كل حال بية و لا بولدي

: الله ينطيج الصحة و العافية حجية ، صدق شخبار يسار ؟
يمعودة قوليله خلي يشد حيله و يرفع راسنا
ترة والله من بدت البطولة لليوم كلنا متابعين و مشجعين

: هههه
بخير امي الحمد لله

: بس حجية قوليله ترة بأخر منازلة مـ عجبنا

لا تعلم أ تبكي أم تترك لبسمة الراحة حرية الفرار دون قيود بين تضاريس الوجه المجعد !
إكتفت بـ : الله يهديه ان شاء الله

تلتها بتنهيدة اخبرت الشاب بأن هنالك بين الظلوع قلبا يعاني حرقة نبض !
حاول تذليل بؤس راح يطفو على النظرات ، بإضافة خفيفة النبرة ، مدموجة بالمرح : يووم شو مـ أخذتي تشبسات لـ يزن ؟؟ اليوم المسواق - المقاضي - كله للحلوة

: هههه حافظ مسواقي ، شسوي اذا رحتلهم بدون مسواق ياكلون راسي
و اي حطلي ليز و برنكلز ، من كل واحد تلاثة

تزامن قولها مع تأشيرها نحو النكهات الراغبة بها ، لتمر الدقائق تباعا ، فتكون بعدها امام المنزل ، ببطئ استخرجت مفاتيحها ، لتحشره في بيته الرفيع ، و ما إن تخطت اقدامها العتبة ، حتى فلتت من صدرها شهقة عالية شقت هدوء المكان من حولها

لم تعي إلا و جسدها القصير مرفوعا و مقاضيها مع الحقيبة تتدليان بإهمال من على ساعدها ، هتافات الصغيرين دقت قلبها المتلهف ، اكتفت بـ إسدال جفنيها املا ،
أ يعقل ؟
هما ثمرتان من جنتها الدنيوية ، و كبيرهما بالكاد يستطيع ان يحمل نفسه ، إذن .. أ عاد ذو الرائحة الحبيبة ؟

" سربرااااايززز "
تكررت مرارا من قبل الحناجر الصغيرة ، و نبرته .. يا الله ، نبرته ذات البحة الكثيفة و الكسل العابث ، هي ذاتها ما تعلقت بأذنيها كقرطي ماس بل و أثمن

: شلوونها سموورتي الدبدوبة

" يمممة إبني " !
فقط ما قيل لفظيا ، لتترجم الأحاديث الجسدية دفئ المشاعر ، بل و إشتعالها ، اذ هم بـ إحتضان جسدها المكور بكلتي ذراعيه ، مقبلا الكتفين و منتصف الجبهة .. بغصة خنقت انفاسها راح القلب يصيح منتحبا ، بصمت ! " عيون امك .. حبيبي ، رجعت !!!! .. أبوية إنتة رجعت "
كانت الشفاه على مقربة من البوح شوقا لما تلاقت الاعين بـ أخرى يملأها الدمع دون ان تفيض ، ذبلت اللهفة ، و وئدت الفرحة بعد ولادتها المتعسرة ، أغمضت عينيها لتفلته ببطئ .. و هو لم يمانع ، بل حررها بهدوء ، متمتما بنبرة خفتت : شلونج يوم ؟

يكاد الفؤاد يتفجر مبتهجا بحفل يكون النبض به إطلاقات نارية فرحة ، الصدر أخذ بالانتفاض كـ فرس جامحة هائجة في مضمار سباق ، يراهن الجميع بأنها المنتصرة .. و لكن ، آنى للبهجة سبيل و قتيلتهم تمشي على طرفين ، منكسرة الجناحين !

: يووم شبييج ؟ وجهج صار اصفر !!!!

قالها مستقبلا منها الحقيبة و ما يرافقها من اكياس ، ليمدهما بدون اهتمام خلفه ، نحو صغيره .. فيأخذهما الأخير مبتعدا خطوتين تاركا لمن دنت راكضة فسحة للمرور

: ماما خيييير ؟ هم السكر !!!

ذات الخلف تدحرجت بخطوتها ، لتميد الارض من تحتها ، فتغمض عينيها إستسلاما للهبوط حيث القاع المرمرية ، مادة بيمناها حيث التمني ، لتشهق الأخيرة مرتعبة ، مقتربة كل القرب حتى صار الجسد القصير مستندا على قدها الممشوق بكل باونداته !

: فوتيني - دخليني - جوة حبيبتي

لوهلة صعق ، محملقا بهما كمن لامسه تيار بفولتية تكفي لإنارة مدينة ،و كأن الاحداق إلتقطت للموقف صور متتابعة ، فتظهر امامه بالتصوير البطئ
والـدته .. من كادت لثوان مضت أن تبتلع رأسه في صدرها ، و تتنفسه بشهيق طويل
طالبته التحرر لتستنـد على غزالته الشريدة ، المتنمرة !

: يساااار سااعدني شبييك

صرختها الحانقة صفعت ذهنه ليصحو ، فينحي هواجسه جانبا ريثما يتخذ لنفسه مقعدا بين انفاسهم الممتلئة ترابطا !
كل الأقطاب آلمته حين اللقيا ، فلم يجد من ناضج منهم تجاذب ،
فـ الدر شحذت همتها بـ برد سطحها بـ مبرد متعروج ، حتى لاقى منها لا مبالاة الرجال ! .. و بعدها الغزالة التي قابلته بمكر النسوة و دهائهن .. و الآن والدته !!
لم يتبق منهم سوى الجريح ، أويظن بأن له في قلب ذلك نبضا ؟ إن كن الحوائيات ، متوحشات في وجه حضوره ، فكيف الحال بمن قضى اعواما يغتابه سرا و علانية ؟
أ سيكفر عن ذنبه حين اللقاء الأول بعد مصاب مضت عليه خمس من السنين ؟

بعد أن حط بـ - أمه - على مستقر ، فوق اريكة الصالة الـ تراثية الطراز ، تقهقرت خطواته خلفا بفعل كفين تلمعان بياضا .. و قطرات من عرق !

: إشـ رجعك ؟ مو جنا خلصانين منك و من مصايبك ، إذا هاي بدايتها لا هلاا و لا مرحبا بيك و بجيتك ، إرجع من وين مـ جيت


ظل محله متسمرا ؛ بعقل يرفض إستيعاب ضربة السيف هذه .. بل الضربات !!
و كأنها قضت طريقهما الصامت تبتهل لله أن يجعل لضيقها و قهرها مخرجا ، فـ رزقها ربها و استغلت رزقها بأبشع صورة ممكنة و هي تقذف بصدره وابل حقدها المزروع و المسقى بكفيه على مر أعوام طال أمدها

حرك رأسه قليلا ليبصر الجسد الرفيع القزمي ، ذاك الذي التصق بشماله .. و ذقنه يرتفع بمحاولة لـ مناوشة النظرات مع الغول المهمل ، المنبوذ من اهل قريتهم .. الطيبين !

: بابا لـ تزعل ، لخاطري
ماما كلش تخاف على بيبي فتصير عصبية اذا شافتها تتأذى
- لتضيف عجلة و بنبرة غشاها الوجل المرتعب - بابا .. مو تروح !!!

حاول جهد قوته أن يرسم بسمة و لو خفيفة على شفتيه مداراة لـ " زعله " ، إلا إنه لم يكن يوما ناجحا في فن التمثيل ، فإكتفى بـ رفع يساره حيث الشعر المرفوع بـ - ذيل حصان - عال ، فيبعثر بعضه شارد الذهن و القلب

: لتخافين بابا ما اروح

و من بعدها راح يتراجع بخطواته السابقة ، تاركا لهم المكان بـ زينته الدنيوية
ما إن ظن بأنه انفرد بنفسه خارج نطاقهم المتماسك ، حيث الحديقة الباذخة الجمال ، حتى خاب الظن بـ سماعه نبرة الصغير من خلفه ، تأتيه قلقة ، مع بعض من خجل : بابا .. نروح للجامع نصلي ؟
هم ماما و بيبي يرتاحون ، و هم انتة تصلي و تقرا شوية قرآن

لم يلتفت صوبه ، و إنكماش ملامحه أوضح نية بيتها ، لكنه و قبل أن ينطق استرسل ذو الأعوام العشرة ، و كأنه يمتلك غيرها خمسينا !
: صدقني بابا بس تروح و تصلي هناكة ترتاح ، جرب
حباب

برجاءه الاخير جاءت طفولته لتقضي على تقليده الرجال ، او لنقل تقليده لأحد الرجال ، المثاليين بـ عينه .. و دون ان يحصل على رد ، عاد ليستجديه بـ قهر : زين صلي هنا ميخالف
إحنة مو اخر مرة حجينا على سكايب اتفقنـ ـ

: روح جيبلي تليفون بسرعة

بصرامة اناني ، متحجر القلب صاح به دون ان يدرك بأنه سيشرخ بذات قهره بعض الأفئدة
فما كان من الصغير سوى ان يتقهقر بسكون ، و عقدة بين حاجبيه تكونت ، و أخرى في خلاياه الدمعية ، لتمنع هطول ما يراه لا يليق سوى بالنساء .. و الصغار !

دلف البيت من الباب الزجاجية المؤدية للمطبخ ، ليجد توأمه مستنفرة تنتظره ، و حالما رأته باغتته بقرب سريع و قول لاهث : حجى وياك بابا ؟ إشـ قتله ؟ - ماذا قلت له -

بنبرة غطاها الكسل تمتم ، و الملامح الناعمة حافظت على وجومها : قتله امشي نصلي بالجامع و مـ قبل

تأفأف قصير ، فـ نبرة متهدجة بالزعل : إي عفية ماما ليش هيجي - هكذا - ويااه !! .. يعني هوة هستووه - للتو - راجع من سفر و تعبان و صارله كومة - كثيرا - مـ جاي ، المفروض مـ تزعله

: لـ تتأفأفين ، و ديري بالج - إنتبهي - تعيدين هالحجي ، اكيد بابا ديسوي هواية اشياء غلط فكلهم يحجون علية
ماما و بيبي و حتى خالو و خالة
شوفيه حتى صلاة مـ يصلي !!!!

فتتوسله بعفوية منكسرة الخاطر : بس احنة نحبه و نريده يبقى

ليهم بوضع كفيه بجيبي بنطاله ، معلقا بإستخفاف واع : ترة هوة ميريد يجييي ، صارلنا كم سنة نتوسل بيه ، هسة يللا اجة و شوفيه شلون عصبي

لم يكن منها سوى ان تستقل دفاعا عن موكلها من خلف ظهره : حقه يصير عصبي ، شفت ماما و بيبي شلونهم وياه
و هالمرة بقى خالو ، اصلا هوة يكرهه .. عفية حرام عليهم

قطع استرسالها بالقهر بصيحة زاجرة : زيييين ، خالوو اخوه ترة و مـ يكرهه هوة بس يعصب عليه مرات

إكفهرت لصوته الملامح ، و انتفخت الاوداج حنقا : إففففف

نهرها بـ هدوء : قلت لتتأفأفيين ، و إمشي نصلي
ليستدرك مسرعا : صدق لحظة ، بيبي شلون صارت ؟

فتسبقه خطواتها ، متزامنة مع القول الممتعض : زينة

و قبل أن تبتعد اضاف بعجل : لحظة زييين ، بسرعة روحي جيبي موبايل ماما ، بابا يريد تليفون

لم تتأخر بالإلتفات لتقول بتفكير : موبايل ماما مابيه شحن .. أوديله مال بيبي ؟؟

: بكيفج ، و اذا تريدين شحني مال ماما و اخذيه

لتبرق العينين بشقاوة بريئة و هي تبتعد هاتفة بـ : حاضررر



*



بهتت الألوان ، و لم يتبق سوى الأسود الحالك .. شعلة فوق سراج لونه احمر فقط ما ابصرته المقل ، لتنعكس الشرارة على سطحيهما .. و يتعاظم الحقد بداخله
حقد نبت هنا ، بين هذه الجدران العتيقة ، حيث ايام مضت ، كانت بطولتها منحسرة بـ رجل و إمرأتين !
أحب فـ خان .. فـ شطر قلب و ذبح نحر روح

هنا توجعت الأولى شر وجع ، بكت .. و كتمت بعنفوان شرقية ، ليتكبر و يتجبر بـ سيادة شرقي !
فيتنافر الشرقيان ، و يتجاذبان لـ أطراف مختلفة ، تعاكسهما .. فـ تتوالى الأيام ، و السنون .. و يتفرق بعض الشمل ، ليسترجع المتماثلان قربهما الواهي ، و انجذابهما البعيد .. فهما لم يتناسيا ما كان يوما
برغم إنفتاح براعم جديدة بحقليهما ، براعم لها مصادر تختلف !!

لتمنو البراعم ذات يوم ، و تجاور بعضها أشواكا ، فترتديهما كـ سترة واقية دفاعا ، و بعد سنين النضج راحت الثمرة المنتجة تتوحش ، و تتفرس بالحقل و ما يحتويه .. ثأرا لـ حزن فات و لم يمت !



*




 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 30-11-13, 10:06 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 



بالمقعد المجاور للسائق ، يستقر بـ جسده الفاقد بعضا منه .. مسلما راية القيادة لـ " شقيقته " ، مرته لـ تأخذه حيث ود ، ثم أنهت هي مشوارها اليومي .. لينتهي النهار بعودتهما حيث المنزل ذي الجدران المحملة بعبق الماضي
هذا التكوين العتيق الذي حملهم بداخله اعواما طوال ، و تحمل منهم الدمع و القهر ، كم كان وفيا ، مخلصا في وظائفه ، حتى زرق الشعب سما لا مصل يداويه ، سم الطائفية العظمى !!!
فتشربها المتخلفون حتى اصغر خلية ، و تحولت عقولهم لـ حواسيب مبرجمة على قتل عدو الله .. و من عدو الله ؟! مسلم بطائفة أخرى ، تعسا لكم و لمن برمجكم بـ عذاب يوم عظيم
إن الله لا يرتضي لعبد ظلما ، و انتم خادعتم انفسكم و قلتم على الله ما لا تعلمون ، فـ ويل لكم إفتراءكم الإثم و البهتان

حيهم الحبيب ، و بيتهم النفيس ، كانت العودة له من أقسى خطوات التصدي للظلم ، و دفعت لأجله الأنفس .. و الدما !





*





لما اقترب أجل الفراق ، و لم يتبق على اللقيا شئ ، سعلت الشقيقة بخفوت ، لتستطرق بنبرة هادئة و البصر ممتد نحو الطريق امامهما : عراق ، ما اوصيك بعد ، لتشد عليه هواية لخاطر ماما

بشبه استرخاء كان الجسد مستقرا فوق المقعد ، يمينه ترتفع لتستند بمرفقها على زجاج النافذة ، بينما الكف و اصابعه الخشنة تولت مهمة العبث بشعيرات الصدغ الاشيب ، و بعد ذكر الـ در لما لا يرغبه امتعض ليعلق بـ غيظ مفتضح : على اساس هوة شلون رح يحس اذا شديت عليه لو مـ شديت ! يابة اخوج بايعها لـ غيرته من زمان

بـ بطئ نقلت بصرها حيث هو ، و راعها كم الوجع الذي نحر عنق ثباتها و هي تلمح يساره الساكنة فوق الركبة المبتور منتصفها !!
كم فقدت يا جميل الصبر أنت ؟! و كم توجعت !!
و كيف ألومك على قهرك و من مثلك لا يلام

نحنحة خفيفة ندت من حنجرتها ، لتتبعها بـ جملة سلسة الفحوى : زين ممكن اناقشك بدون لـ تزعل ؟

لم يغير من وضعه ، فقط الاحداق من تبدلت سحنتها لأخرى ، جامدة ، إذ لم يفته تهدج النبرة ، و لا رجفة الكف الخمري و بالطبع هو اكثر من مدرك لسببهما : ناقشي

قالها ، ليفتح لها بيبان الصراحة ، و يهديها أملا فـ تهديه بعضا من تعقل : أول شي لازم تبتعد عنه كلمة " أخوج " هاي
إنتة تدري بيه يتحسس ، يعني عراق الله عليك حتى جهاله خليتهم يصيحولنا " ينادونا " خالة و خالو مع العلم نكون عمامهم اقرب ، و أي أحد بمكاننا يختار يكون عم و خال بنفس الوقت ، إنتة فدمرة قسيت

كـ فخامتها كان عطائها ، فـ لهديتها الثمينة أثرا نفيسا في اعماقه ، ليتفقه في ما بعثته ، و إستمسك ببعضه .. فـ أضحى الذهن مسؤلا عن تصاريف اللسان : در
تدرين شقد جان عزيز علية و شقد جنت اداري مشاعره و كونه عاش وية اب مو ابوه .. بس ورة مـ دمر تمني ، و كسرلي ظهري لا والله .. وقع من عيني و صار هوة و الغريب سوة

بترت عليه الإسترسال بالبوح بـ ذات شهقة خفيفة : يمعوود عراق قول يا الله

تسمرت نظرته حيث اناملها المتمسكة بالمقود بكل قوة أوتيت بها ، تكاد تتساقط لشدة التصلب ، يا كل الصفاء و النقاء ، لم ترهقين القلب الدري بمن لا يستحق ؟!

زفرة طويلة ، و من ثم تعليق خامل النبرة : الف يا الله ، انتي دتناقشيني و اني دا اقلج الي بقلبي ، شنو تريديني اجذب و ارحيج ؟!

لتتنهد مستجدية " أملا خب سنا برقه " ، و من ثم تضيف منزعجة : أستغفرك يا إلهي
الله يرحمها خالة نزهت ، بس لو جانت معاملته زين ولو شوية ، مـ جان تخبل خباله هذا

هذه المرة ادار عنقه ليقابل جانب وجهها ، محذرها بحنو : لـ تذبين اللوم على احد و تشيلين اثمه ، هوة واحد مـ يستحي و اناني ، و بس شاف الدنيا رح تضحكله ذب - رمى - كلشي ورة ظهره و ركض على السوالف التعبانة
و هسة بهالحال شوفيه ، جهاله بطوله وهوة لا صلاة و لا صـ ـ

فتقطع عليه حبل يربطه بالغيبة عند كل ذي - يسار - : لالالا ، على كيفك وياه
عراق ترة اني جنت وياه والله مو للدرجة الي انتة توصفها ، يعني لحدما رجعت هوة جان يصلي و يصوم ، صح مو ملتزم دينيا بس يعني مو فدمرة " جدا " فلتان مثل مـ إنتة متخيل !!

بلا اهتمام فعلي لتبريراتها الممزوجة بـ لمسة أنثى اكمل عنها : بابا هاي من جنتو بكندا ،
و العام من راح للسويد و انتي عفتيه رجع ليورة .. مو هاهية بعد راحت الرقابة شيسوي خلي يسوي

: عراااا ...

بإرهاق حقيقي راحت اليمين تجر الشعيرات من بويصلاتها ، ليتمتم متعبا : در فدوة لعينج كافي و الله راسي يوجعني من الصبح و مابية حيل احجي حجاية
و اخوو. . .

فـ تصحح له بعجل و لمحة من ابتسام يحط على طرفي الثغر : أخونا اخووونا

لم يستمع لها ، و لم يتجاهلها بذات الوقت
فإختار أن يكون وسطا ، ليستطرد مكملا : و يسار الادبسز " قليل الادب " ماالي خلقه ، فـ من هسة اقلج إذا داس " زاد " بالحجي احتمال ارزله " أعنفه " ، فإنتي قوليله يحترم نفسه و يسكت ، خلي ارتاح و بعدين نشوف وضعه و شعنده جاي

: مـ يخالف ، بس مثل مـ قتلك ، تمني تريد تقرصله إذنه

انزل ذراعه حيث ارضية المقعد ليعين نفسه على الجلوس معتدلا ، و من ثم انهى الحديث بـ جدية : مهما يكون قرارها مـ رح اوقف بوجهها .. إنتي حطي نفسج بمكانها ، تقبلين ترجعين لواحد عرف عليج مية وحدة من كل لون و شكل ؟

و لكنها رفضت ان تنساق لـ أواخر الدرب ، بل إستقلت مركبة اخرى ، سائقها ذو قلب إنفطر يوما و لم يعاد لشطريه التحاما : در مو تمني عراق .. إنتة تعرف خواتك ، و تعرف تمني حنونة حتى لو عاندت شوية
و ترة والله يسار يحبهـ ـ

بنبرة ملولة لم تفقد فخامتها بادرها بالقول : هذا مـ يعرف يحب احد غير نفسه
و يمكن خايف من حجي الصحفيين و السافلين جماعته ، مـ يريد يرقولون مرته عافته بعد مـ شيب راسها و ضيع شبابها

: يمعود عـ ـ

: قدمتي اوراقج ؟

بكسل علق مغلقا ابواب الموضوع الهزيل بدنه ، و بنظرة مهتمة كان ينشدها خير الجواب ، لتصله أولا تنهيدة ضيق ، و من بعدها ردت بخمول يشابه خاصته : لا العميد مسافر و المعاون مموجود اليوم ، فـ على باجر ان شاءالله

: إن شاءالله

تقلص الطريق ، حتى وصل منتهاه ، و دلفت بهما الفرع السكني ، ليلمح الإثنان و من مقدمته تلك الجثة البشرية المتكئة على السور المرتفع بحركة مهملة ، رعناء
فالساقان يتعاكسان ، بينما الذراعان قررا التشابك فوق الصدر المتين ، و الرأس إختار أن يطرق بـ كسل حيث الأرضية الصلدة

: هذا شديسوي واقف هنا !!!!

خرج تساؤلها مبحوحا ببعض من مشاعر ، أضيف إليها حفنة وجل بعد رؤيته هذه .. اما الكبير فـ لم يتفوه بـ كلمة ، إكتفى بالتحديق المركز نحو مقصد شقيقته ، شئ غريب يحمله بدمه العابث له القدرة على التلاعب بـ أوتار القلب ، ليطرب الأسماع بلحن مستهتر ، كـ مصدره !

و من ترافقه علمت تخلخل الثبات به ، لتتركه حرا طليقا ، يرفرف بجناحي احداقه حيث يشاء ، رغم يقينها بأنه لن يطير بعيدا !
بـ خجل من فورة العاطفة ، تقهقرت برأسها شمالا ، لتغمض الاجفان هامسة بتضرع خشعت له القلوب ، و تحشرجت به الحناجر : يارب اجعلها بردا و سلاما يارب
إهدييهم يا إلهي

لتدير عنقها بعجل بالاتجاه العكسي بعد أن تناهى لها فتح قفل فـ باب السيارة ، فراحت تراقب بـ إهتمام قلق الترجل المتعسر قليلا على شقيقها ، إذ إنه لم يفلح قطعا بإختيار المركبة المناسبة لإعاقته .. و هي الأخرى لم تكاثف مجهوداتها للتخلص منها
فـ بعد عودتها ، و تسلمها وظيفة القيادة به ، أتاح لها حرية إختيار أنى تشاء من المركبات ، لكنها آبت إلا أن تبقى على ذات السيارة التي و للأسف قبل أشهر أفلحت بـ شق قلبه نصفين !!


قبل ان يقدم على غلق الباب بادرته الـ در مسرعة : عراق لخاطر روح ابوية انتة سلم عليه و ادفع بالتي هي احسن

لوهلة انقبضت يمناه على الباب ، ليعلق بشئ من سخرية جافة : شو لعد انتي مـ دفعتي بالتي هي احسن ؟

دون لحظة تردد سابقته بالرد و بذات بسمة قلقة : لإن اني يومية احجي وياه و ممشتاقلي و لا حيتأثر بـ سكوتي مثلك ، اصلا متعود على إسلوبي هوة .. صدقني

اهمل التعقيب ليدفع بالباب مغلقا اياه بحركة هادئة كـ تقاسيم وجهه المستكينة ، لتتبع خطاه ، فتستقر ارضا حاملة حقيبتها بيد و الهاتف مع المفتاح بالاخرى ، و من ثم تكتفي بمراقبة اللقاء المرتعش برودة تقرص الجلود

فـ ذو الخطى العرجاء تقدم مستديرا من حول السيارة ليجاورها و من امامهما الأرعن .. ذاك الذي اخيرا قرر أن يتهذب ، إذ رفع رأسه بحركة بطيئة مدروسة الدقة ، و من قبل أن يتخلى عن صمته وصله صوت الأكبر مبادرا بـ تحيته بالطريقة الإسلامية ، إذ بسط ملامحه للحظات ، قائلا و يمناه تمتد : السلام عليكم ، شلونه ابو يزن ؟

لم يفت الكبيران عمرا ، إرتجاف جسد الاكبر حجما !
لبرهة سكن و كأن بـ سرب حمائم اضحى يتجول فوق رأسه الأقرع ، ببطئ راح ينقل بصره بين الإثنين ، محملقا بتعجب صريح ، باحثا عن لمحة سخرية في انعكاس النظرات ، و لكن لا شئ من سوء ظنه ثبت

ليتعاظم استغرابه لما قرأ ما خلف صمت الـ در ، بحركة من مقلتيها دفعت به لـ يتقدم الخطوات الفاصلة ، باسطا كفه ، مدعيا حسن نية العودة !
فجاد - أخاه - بإستقبال يمينه ، بنية إصلاح ذات البين .. أو هذا ما وده

: شعندك واقف هنا ؟

قالتها الشقيقة و الأخت ما إن إبتعد الأخوان عن بعضهما ، لينقل بصره نحوها ، رافعا حاجبه الأيسر بتملل ، و دون إهتمام .. و بـ قلة أدب علق : إنتي شعليج

من المفترض أن تثور حنقا ، بل و تنهره بـ نبرة حادة لا تتجاوز الحد المرخي للأعصاب ، أ ليست تلك عادتها التي اكتسبتها من شقيقها الحبيب - الدكتور عراق - ؟


إلا إنها أفحمته بضحكة قصيرة ، و كأن مصدرها القلب لا الحنجرة !
لم تلمح نظرات الأكبر نحوها ، و كأنها للتو فقـط ذاقت طعم الأوكسجين النقي ، إذ و دون علمها تلون خداها بالزهري المنتشي .. أ كل ذلك شوقا لأخيك و خوفا من أن اجفو عليه يا سيدتنا الفاضلة ؟

ضحكتها دغدغت فمه ليبتسم بخفة ، و ببساطة نقل نظره حيث الاصغر ، آمرا إياه بـ بساطة : جاوب اختك عدل

ظن أن له أثرا قديما يصفع به خد الشاب الطائش ، ليتعدل !
لكنه اخطأ ، إذ تملل الضخم بـ إستهتار ، ليزفر بعدها و من ثم يعلق بـ شئ مغاير لما ينتظراه : أريد سيم كارت - شريحة هاتف - يشتغل هنا
بالمطار خابرتكم من فد رجال ، - ليستطرق مشيرا نحو الإمرأة بذقنه - و طبعا انتي مـ كلفتي نفسج تقوليلي منين خابرتني !!

زفرة متمللة ، متعايشة مع شعوره بالظلم من قبلهم اجمعين ، راح يضيف : ولوو عادي متعود عليكم ، بس هسة محتاج تليفون ضروري

: ليش ناوي تطول بالقعدة هنا ؟ و بطولاتك الغالية شلون ؟؟؟

بنبرة ملؤها الحنق جاء إستفسار اخيه ، الأكبر ، ليرفع بصره حيث هو ، شاعرا بقبضة من فولاذ ترتمي فوق نسيج القلب اللحمي لتدهسه
لم التعجب يا أيها النابض ، و هل إنتظرت من هذا الحقود حضنا متلهفا ، مشتاقا ؟!

تمالك خيبة أمله ببطئ احس به الشقيقين المتلاصقين ، لينطق بعد حين : لتخاف مـ باقي ببيتكم
عايفلكياه - تاركا إياه - عامر بأهله و قلوبهم السودة

و قبل أن يفترسه العراق الغاضب ، دنت منهم احدى المراكب حتى خففت سرعتها فـ توقفت خلف السيارة الضخمة - المذهلة برأيه - ، بلا ادنى اهتمام انسحب من دائرتهم المزعجة ليهتف ضاحكا ، و مزاجه تلون بأبهى اطياف المرح

: لك - ألـووووون - حبيب قلبيييي

بـ حاجبين إرتفعا صارت احداق عراق المتسعة عجبا تراقب الحالة النفسية المتذبذبة لأخيه ، بـ بسمة سخرية ادار عنقه ليقابل شقيقته معلقا : شوفي تصرفاته عبالك زعطوط - طفل - و الله ابنه اعقل منه !!!

بصعوبة أخفت بسمتها المصدقة لما قيل ، لتسعل بخفة ما إن وصلتهم التحية المسجاة ببحة شجية ، تفيض من احرفها الكآبة ، فتشكل سحابة من هم بلحظة اعتلت رؤوسهم جميعا

: السلام عليكم و رحمة الله

ردت السلام مع شقيقها ، لتنوي التحرك مبتعدة حتى جمدت محلها لما ارتفع صوت ذي الإسلوب المستفز ، مكملا بعبث لربما لم يقصده !

: ألن حبيبي ، أعرفك على أخوية - أبو محمد - عراق

أحمق أحمق أحمق
و تضاف لها مائة اخرى ، أيها الغبي الفارغ الجمجمة من محتوياتها ، آنى لك أن تبارز و أنت تعلم بأن سيفك حادا ، يذبح العروق دون اكتفاء ببحر من دم و لا جبال من بقايا أشلاء !
ألم تكتف بـ قهره سابقا ، لتجيئه الآن بقهر مصاحب لـ ذكرى مرة كالعلقم بل أشد مرارة على الفؤاد الملكوم ، و النفس الثكلى

ظل الدم بذات التجمد برأسها ، و الأنفاس أحتبست بـ إرتياع منذهل طال امده ، لتكتف تذوقا من كأس الشقيق ، و ببطئ انجرت من بين الكتل الرجالية غير مبصرة لما خلف على ارض العراق بعد هفوة اخيه .. أكيدة هي بأن الستار الأسود عاد ليسدل فوق بره و ماءه و السماء ، معلنا عن إستعادة العزاء !

دلفت حديقة المنزل و بعينيها جابت المكان قلقة مما يثقل العودة اكثر ، لتسرع بخطواتها للداخل ، و ما إن ولجت حتى تلقتها الاعين المترقبة
القت عليهم التحية ، ليردوا بأحسن منها ، التوأمين ، والدتهما .. و والدتها
يجلسون في المطبخ على طاولة الطعام البيضوية دون أن يكون امامهم صحنا واحدا .. ترقبهم لكل خطوة منها و لمن خلفها كان واضحا ، فـ إلتفتت ذات اليمين قليلا لتلمح المذبوح سلفا مقبلا بأدبارها بوجه مكفهر ، زمت شفتيها بـ خط محدب ، عابس ، حزين

رثت جراحه بصمت ، ليجيد فهم لغتها و التحاور بها ، إذ رفع حاجبيه قليلا مغمض العينين .. إذن ، لا نقاش ، و كأن ما جرح ، لم يجرح ، و ما نزف لم ينزف .. إلا ما قتل ، فقد قتل حتما !!

بدخوله مع السلام تبدلت الأوضاع قليلا ، و انشحن الجو بتوتر من نوع خاص ، فحتى الصغيرين على علم بـ أن عودة الاخرق لن تستحسنها ارض العراق بعد ثراء هجر و فقر لقاء !

المسنة - إلا قليلا - استقامت من محلها حالما اقترب بكرها ، لتقول بـ نبرة ثقيلة اللهجة ، بها بعضا من تزمت الاقدمين : يللا يوم روحوا بدلوا لحدما اصب - أسكب - الغدة
تونة ماما قومي وياية الجهال هم جاعوا


تعجبت الـ در من فعلة والدة اضناها الشوق ، و ابكى عينين ترجوان من الله قرة لهما منذ اعوام ، أ يعقل أن الجميع من العراق يخاف ؟!

نقلت ببصرها حيث اختها الصامتة ، الباردة و كأن قدها صار ضحية لـ اعصار جليدي ، هب و جعل منها تمثالا لن يذوب طيلة فصل الحنين ، المبكي !

أ هي الأخرى تخشى اخيها ام أن عودة الغائب لم تخدش شيئا من جدران التجلد التي احاطتها لـ أحد عشر عاما ؟! كم توجعت الصغيرة و هي تهمل بعد طول عشق !
أحمق أنت يسار ، و مستهتر ، و جاحد بحق الحب الطاهر ، و الاكثر حماقة منك فؤاد لا يرتضي أن يراك مهملا كما رآك

إسأل أختك ما أفضل مصرف في الكون لـ تصفية حسابك القديم و تسديد ديونك كي تعود لهم بـ سجل نظيف ، تودعه كل خير و امانة !
سلني فقط و أئتني بحسن نية ، ستجدني والله من المناصرين لك و لطيشك الراحل ، أما القادم فمن الآن أنفض يداي من ذنبه !

تنهدت بحسرة بعد ان سمعت صوت العراق بحديث وجهه لـ والدتهما : يووم فدوة عوفيلي تمني
تونة تعالي وياية شوية

انقبضت عضلات صدرها بعد ان زارتها النظرة المرتجفة لـ كل التمني ، لمحت بهما رجاءا ، و بكاء !
فـ راح الصوت يعلو مطالبا بعفو سريع عن جلسة الإعتراف المأمور بها من قبل من يعين نفسه قاضيا عليهم بعد الله تعالى : عراق انتظر شوية ، ورة الغدة عود احجي وياها

ليحدجها بنظرة مؤنبة ، اضاف اليها بهار الحديث المنزعج : لحدما تصبون غدة احنة مكملين حجينا
يللا بابا تعالي

ما إن إبتعد و أخته في دبره ، حتى انفرج الحصار عن المتبقين ، لتكون الصغيرة اكثرهم لهفة و حرقة ، فتدنو من خالتها شبه راكضة و هتافها يعلو بـ فزع : خااالة لتقولين بابا راااح الله يخليج

لوهلة لم تجب ، بل تنقلت ببصرها بين الاخرين ، أمها المنشغلة " جدا " بـ سكب الأرز في صحنه الواسع ، و توأم الصغيرة المتظاهر بـ اللهو في الجهاز اللوحي بيده .. ليسفر عن ثغرها بسمة هادئة كـ طبعها و هي تنحني لتقبل وجنة الفتاة ، هامسة بإذنها بـ سر صغير ، تاركة قلبين يتخبطان قلقا و توتر
أحدهما شاب حتى مل الشيب منه ، لتستدير مالكته و الصحن الكبير ثابت بين يديها ، ترتفع منه سحابات بخارية تسرق الابصار و تخطف الأنفاس
فـ تفصح حينها عن عتبها بـ بساطة و دون تكلف ، و كأنها لم تهتم لـ تلك الحيلة الملتوية المؤدية لـ تصريحها : در احجي وين اخوج ؟ شنو هالسوالف هاي ؟

إعتدلت بقد مستقيم ، لتتنهد بإرهاق حقيقي خالطته شبه بسمة ، أضافت بعدها و يدها ترتفع حيث الدبابيس الصغيرة المثبتة خمارها : و الله يا ماما لو مو هالسوالف جان مـ حجيتي
عالعموم اتوقع راح وية صديقه

: صدييقه ؟؟؟؟ و شووكت " متى " إجة حتى لحق يصااادق ؟؟

: لا ماما هذا ولد جان وياه بـ السويد و رجع قبل فترة

: زين ...... يعني خوش ولد ؟
أمي الدنيا تخوف و اخوج ميفتهم هالحجي ، هوة هستوة - للتو - جاي و شمدرينا مـ يشوفه احد ابن حرام و ياخذه و يحرق قلبنا عليـ ـ

صمتت فجأة بـ فزع لتلتفت حيث شمالها ، مبصرة الاعين الصغيرة الدامعة هلعا و قلق ، إزدردت ريقا صار جافا فما تمكنت من قول بعده ، لتنقذها ابنتها التي اقتربت من الصغير ، ثم اتخذت المقعد المجاور له مسكنا مؤقتا لقدها المتعب ، مالت عليه بخفة لـ تحتضنه بـ قوة مقبلة الرأس الأشقر .. كـ الذي كان لأبيه ، الأقرع حاليا

معلقة بذات الوقت بما يصب فوق النار حفنة تراب تخمد لهيبها : ماما عيوني ليش هالخوف
ربج حارسه لـ تبقين توسوسين ، و إذا انتي هيجي خايفة عليه ليش طلعتيه زعلان ؟

: و نعم بالله ، أستغفرك يا الهي و الله مو قصدي
بس قلب والدة شسوي

بررت الأم فزعها بخجل من رب العزة ، لتتقدم بصحنها حيث الطاولة ، فتضعه في منتصفها ، ثم تستطرد ما تبقى من عمل ، مكملة بـ نبرة حشرت بها كثيرا من اللامبالاة المفتعلة ، و كأنها عادت لتستعذب دور المديرة هنا : لعد شيريدني اكسر قلب اليتيمة و افرح قلبه ؟
لا و الله ما أسويها ، خليه هوة شوية يزعل و ينسى

" المصيبة هوة مـ ينسى لو بعد مية سنة " !!
هذا ما جال بخاطر الـ در و هي تهدي إبن - اخيها و أختها - قبلة أخرى طبعتها فوق خده الاحمر المتدلي قليلا بفعل ما يكنزه جسده من ادوية يومية .. تركتهما اخيرا بعد أمر صارم من - ست سميرة - لتغير ذات الملبس ، و لقاء الرحمن بـ صلاة وجب علينا إطالتها و الخشوع ، و من ثم العودة لـ تناول ما اكرمنا الله به من رزق لا يجد مثله الكثيرون



*






منذ أن تبعته و القلب يختض كـ من اصابته هزة صدرية !!!
بـ مشية متوترة ، تذكرها بـ تلك التي كانت تخطوها قبل اعوام طوال و مقصدها حينئذ غرفة الإدارة ، بعد أن نفذ صبر المدرسة منها و الكسل المرافق لـ وجودها - بعد فقدانها نصف قلب و روح - !!

دلف مكتبته الأنيقة ، لتفعل المثل و يداها المحشورتان في جيبي المنامة القطنية يتكوران بتشنج منقطع النظير ، بصرها مصوب أرضا حيث الخجل يمنعه من التعالي و الإلتقاء بـ أعين من قلدته مفاتيح الأبوة بعد تبديل أقفالها !

: شبيج يمعودة صرتي صفرة .. على كيفج " على مهلك " ماكو شي تخافين لو تستحين منه ، تعالي قعدي

قالها من محله ، لترفع بصرها قليلا فقط ، فيرتطم بجسده المكوم فوق الاريكة الوحيدة في المكان ، إبتلعت ريقها بوضوح و القلب راح يدوي بعنف اكبر ، لتتوسل القدمين بضع خطوات اخر .. لا غير

و لإنها كانت كريمة عليهما لـ عمر مضى فقد لبا لها النداء
سائرتان بها حيث اخيها ، جاورته في الجلوس ، لتنتفض على غفلة بعد ان مد كفه الكبيرة ليسحب يمناها القريبة ، شبه تنهيدة فلتت منه ليتبعها بـ : كافي تمني ضوجتيني " ضايقتني " ، اني مـ صحتج " ناديتك " حتى اسويلج رعب
جبتج حتى مـ أطولها عليج

لتضغط الكف البيضاء على اختها المعاكسة ، فيستعسر عليها جر الانفاس حين ، و النبض احيانا !
ليكمل هو بـ فقدان حيلة بغيتها فض التوتر من على الجسد المتصلب : انتي تدرين انو انتي و در وصية ابوية الله يرحمه ، و تدرين لو على قص رقبتي ما افرط بـ أبوية و اوامره

خدر حقيقي تسلل من اسماعها للقلب و منه للجسد أجمع ، فأصابها وهن على وهن !
اكتفت بالإنصات لبقية المخدر بـ كتفين ارتخيا تعبا عمره اعواما : انتي اختي و هوة اخوية ، إنتي اشوف بيج ابوية و هوة اشوف بيه امي ، بس اني وية الحق .. و هسة دا اقلج و ما اعيد حجايتي ، إلي تريديه اني حاضر ، لو تريدين عيوني انطيجياهم .. بس شرطي تسامحيه ، حتى الله يغفرله
تمني ، حبيبتي .. الدنيا مـ تسوى ، و فانية ، و إنتي مؤمنة و عاقلة .. و تدرين اذا عفيتي عنه إلج اجر عظيم يم رب العالمين ، فـ إختاري اخرتج بابا ، و سامحيه .. و اذا تريدين تربيه فـ والله اربيلجياه ، و اذا هاهية بعد متتحمليه و لا تريديه فـ على عيني و راسي
حاضر بالي تأمرين بيه

شهقة مرارة ، فـ إرتماء صار نتيجته إرتطام بالأضلع !
نشيج تعالى و قطع دابر السكون ، قلوب تواسي بعضها البعض ، و ألسنة تفضل الإنعقاد فـ إن لا مفادة لـ رقصها بين الحلوق

حين من الدهر مر ، و من ثم فرغ الدلو من قهره ، و إنفضت من المقل اخر دمعاتها ، لتبتعد الأم الصغيرة على إستحياء من ذي القلب الواسع كـ مجرة تمتلئ بأفلاكها ، تمتمة متقطعة ، ممرغة بالخجل ، حاكته بها و البصر يشاح بعيدا : بس اريد منك شي واحد قبل ما اقلك قراري

: قولي

بتحشرج نطقها ، فهو الأخر قد اصيب بطوفان المشاعر الذي دك قلاع اخته ، و بعضا من بواباته !

: الله يخليك عراق لـ تحسسه بالتفريق بيني و بينه ، يعنـ ـي ، هوة هم أخوك .. لـ تنسى هالشي






*







بتقلب من عانى أرقا ، من الاجفان نومها سرقا ، راحت تتمغط كسلا و إنزعاجا ، و ذات النبرة الحادة تولول فوق رأسها و كأنها فقدت إبنا ، لا سامح الله !

ابعدت الوسادة من فوق الملامح لتكشر بغيض سافر ، و الاجفان تكاد تلتصق لشدة الوسن ، بينما النبرة فـ ثقلت بالبحة : همممم هاااا ... شكووو

محض ثرثرة ، فاه يتحرك بسرعة بينما الصوت يختبئ خشية أن يتحرش بشيطان يقف على عتبات التصرف ، إذ كعادته يودها نارا بين كل اثنين !

دقيقة او اثنتان ، أكثر ام اقل لا تعلم حقا ، و لكنها و بعد وهلة أدركت وجوب النهوض ، و حل الأزمة - بعد استيعابها للتو - ، رمشت بجفنيها بتكرار ، موسعة مقلها اكثر في محاولة لشحت الإدراك ، لتعود فتتساءل بنبرة اقل ضياعا

: شكو تونة شبيج ؟

: تليفوني ماكوو ، قلبت البيت عليه و ماكو !!!!
و اني متأكدة موجود ، جان وياية بالسيارة الظهر ، وين راح ؟ باجر المدير العام جاي للـ ـ

لم تهتم حقا بالتكملة ، فقاطعتها مسرعة بنية الخلاص ، و البحة الكسولة لم تفتأ أن تتكاثف على سطح النبرة : سألتي جهالج عليه ؟؟

لتستنكر الاخرى بذات العجل : جهالي نايمييين خوما اقعدهم حتى اسألهم على موباايل ؟ حتى حراام

على ضوء الحديث ، إنساقت ، لـ تستفيق بعض الخلايا الدماغية و بها تعلق ضجرة ، منفعلة بهدوء الناعسين : لالا أستغفر الله ، فعلا حرام .. بس اني مو حرام تقعديني و تدرين بيه الأرق الـ *** قوة يخليني انااام ، هسة شينيمني بعد ؟؟ " كيف سأنام "

فيرتفع حاجباها كسلا ما إن شعرت بثقل جسد اختها يحط قربها ، و كأنها صمت فلا - تأنيب وصلها - ، صارت تلمحها بأعين متخدرة جالسة و الكدر يغطي ملامحها الجميلة ، و الصوت الشديد جاء متراخيا هزيلا : لتنامين قومي ، أصلا مـ باقي شي عالفجر

مشكلة هي التعلق الزائد بـ شئ ما ، دون الحصول عليه !
فكيف ان كان ذلك الشئ هو النوم ، و كل ما قاربته آتاك منغص من حيث لا تعلم !!

حادثتها بـ صوت ثقيل ، لا تود لـ كسله انجلاءا و من ثم صحوة : مخبلة انتي ؟ شبيج بهالليل تمني و الله تعبانة ، فهميني بنص الليل شذكرج بتليفونج ؟ إنتي البارحة كله ناسيته هسة اتذكرتيه ؟ على حظي !!!

فـ تكون الاخرى على قدر من الصحو ، و الازعاج : إي هسة تذكرته ، ردت اوقته عالصلاة و مـ لقيته ، قمت ادوره صارلي ساعة و هم " أيضا " مـ لقيته ، صليت التهجد و هسة جيت دا أسألج ، قومي صحصحي و صلي انتي هم

لترتفع النبرة حانقة ، ببعض من عند كان ليكون محببا لولا ذهن التمني المنشغل بـ - عنيد اخر - : اني وقتت تليفوني و ما اقوم قبل لـ يدق ، فـ قوومي طلعي برة تمني

راعها أن إستطردت المطرودة بإلحاح و كأن لا كرامة لها هدرت مرارا : و تليفووووني

بقهر افصحت و الغيظ تلبس يدها لتدفع بها جسد اختها بلا وعي حقيقي لـ بئيسة القلب و النظرات : تليفونج جهالج انطوه لأبوهم البارحة ، لعد شلون اني عرفت انو رح يبات برة و قلت لامي حتى ترتاح و تنام ليلها ؟؟ هوة خابرني من عنده .. يللا عرفتي وينه تليفونج العزيز ، كافي روحي نامي و اني عود من يأذن فجر اجي اقعدج

لم تهتم
و لم تعقب
و كأن هدف القدوم هو ما سيقال و ليس ما قيل !
بنبرة ملؤها الشجن الممتزج بالإنكسار تدلى القلب و معه الكتفين : درصاف

" مـ تقدر عيوني تغفى "
إضافتها كانت موجعة بحق !
إذ راحت لتغرز رمحها بمنتصف وعي الـ در ، فتستفيق عنوة كل الحواس ، و معهم الفؤاد ، فراح ينبض مؤنبا الكبرى على ذاك الكسل السالف ، حتى اجبرها على تكفير ذنبها بـ جر الجسد قليلا ، مفرغة لـ زائرة الليل هذه بعضا من مخدعها

: تعالي نامي هنا

و بين الرغبة و الواجب ، همست بـ تيه و قدها راح يستلقي بإحتياج يناقض القول : و جهالي ؟

فتكون لها الـ در كونا ، تلفها بذراعيها و تستند بذقنها على جرة العسل المنسكبة فوق الرأس المنتفخ بأفكاره الوجلة ، قبلة طويلة اسكنتها الرأس بثت بها مواساتها ، و رثاءها ، و من ثم علقت بـ همس حشرجته الأماني المستحيلة : جهالج نايمين لتخافين عليهم

مر من الوقت بعضا ، لربما كان طويلا للحد الذي جعل الصغرى تتحدث لتشق جيب الصمت الكريه ، العامل على تركيز فعالية الأفكار السلبية في الرأس و ما يقربه ، و بنبرة مستفسرة ، خافتة افصحت : در
لو إنتي بـ مكاني ، تسامحين واحد كسر قلبج ؟

ليعود الصمت جلبابا يستر جلستهما العارية المشاعر ، بعد ان رتق شقيه ، فظنت معه - الامنيات كلها - بأن الاخت قد إستسلمت للنوم و هنأت به ، فـ كادت أن تبتسم بؤسا راح يسرق النوم من عينيها فقط ، لـ تجفل من طول التنهيدة ، و من خلفها تلك النبرة الثقيلة ، المبحوحة : المسامحة قوة تمني .. و للأسف أني ضعيفة
ضعيفة كلش



*






أفتش بين أوراقي

فألقى صمت حرماني

وأبحر في متاهاتي

وصمتي ضاق بالبحار

وتذوي شمعة خجلى

ولايبقى سوى التذكار

دقائق عمري الحيرى

تلف وشاحها عجلى

تمزق شهقتي صمتي

ودمعي يرسم الأحزان

وأزرع أرض أحلامي

ولا أجني سوى الآلام




مها العتيبي




بـ فخامة تناسب سنها ، و شهاداتها ، تجلس على المقعد الجلدي البسيط ، بظهر مستقيم و ذراعين مرتخيتين بـ هدوء يظنه المبصر حقيقيا ؛
بينما الحقيقة تنحسر بكون كل نبض بها على وشك الإنتحاب ، قهرا .. فـ ها هي و بعد اعوام تجاوزت العقد و نصف يماثله عادت لـ موطن كانت به الفاتنة الشجاعة ، و التي لا تخاف في الحق لومة لائم !!
لـ يحشروا بفم شجاعتها براز الكلب ، و يحرموها من نعمة التقيؤ .. هنا ؛ في هذا الصرح العالي ، العتيق .. تشبعت بترف الصبا ، و من ثم قهر ارذل العمر دون المشيب !

لما اختارت أن تبدأ من هنا لم يدركها البؤس الذي ستعانيه حالما تعتب البوابة القديمة ، المحملة بعبق الماضي ، و لونه الجميل ، الدافئ .. أ تراها أخطأت بتقييد نفسها بأغلال الأيام العتيقة ؟ أوسيطول شعورها بتقلب الرئتين فوق جمر تلظاهما و الآن بات يهدد القلب ؟! يالرداءة الإختيار حين البؤس ذاك !

أنفاسها تتثاقل للحظات ، و تفقد تركيزها لأخرى ، تشعر بإنسياب الطاقة من بين اناملها كـ زلال لماع لا يكاد يرى ، لا تدري حقا من هي الجالسة فوق جسدها ، و تحادث الرجل المشار إليه بـ - معاون العميد - بـذات الصوت الذي تمتلكه !

أليس عجوزا جدا لتقلده هذا المنصب ؟! هذا ما طرأ ببالها حال رؤيته .. إسلوبه الهادئ ، الرسمي ساعدها على تخطي أزماتها الداخلية بعض الشئ ، بينما في الاغلب فـ كانت للأزمات إنتصاراتها !

بهدوء يشابه الملامح ، شكرت الشخص الرابض على مقعده بخيلاء تليق بأمثاله - و دون امتنان حقيقي - فـ هي من اجتهدت لتصل هذه المرحلة و بعد توفيق من الله تعالى ، فـ لا داع هناك للخنوع ، و أقصى ما يمكن ان يفعله هذا الصامت او من هو اعلى منه هو تحقيق إرادة الله تعالى ، ودعته لتغادر مدبرة بعد أن تسلمت الموافقة الرسمية بخصوص قبولها للعمل هنا ، حيث أرض تذكرها بماض ولى دون ان تولي جراحه ، دون ان تطيب و لا يخدر وجع تقرحاتها التي تعاني من إلتهابات ليلية ، تسمى بالأرق !

يا إله الكون
سبحانك ما خلقت الذاكرة و لا النسيان عبثا ،
لو بقيت بذاكرتي تفاصيل أوجاعي لـ مت قهرا ، و لو تخليت عن لحظات الفرح بين هذه الجدران لزاد همي هما
فـ بعض من تلون فتي نحتاجه حين تعدو بنا السنون لمنتهاها ، فالحنين رغم تعبه ، لذيذ .. يدغدغ اعراق القلب ، فتصير الدما ضاحكة ، راكضة هربا لتختبئ حيث وجدت حيزا يمتلئ بها

دون أدنى شعور ، و - بـ شوق تضاعف لمرآى التفاصيل امامها حية ، متجسدة بـ مئة هو ، و هي - قادتها قدماها حيث كانتا تنتميان قديما ، أليم أن تحس بالغربة و أنت في مكانك ، و الاكثر إيلاما أن يكون إحساسك منبعه من هم حولك

بـ محاولة لإخفاء إشتياقها راحت تعافر لـ تهدئة خطواتها ، متنقلة بين الممرات العريضة ، المزدحمة بالكثيرين .. حتى وصلت اخيرا مبتغاها ، ذلك الدرج العريض .. كان جداره بني اللون فلم طلوه بالرمادي ؟!
حبست أنفاسها عمدا و الرؤيا تقدح ببصرها و كأنها كانت أمسا ، اللقاء الأول !!!!
نشوة عارمة هزت القلب و اركان الجسد برمته لما اشتعل قبس من إستيعاب في ذاكرتها ، اللقيا الأولى ، بذات التأريخ هذا .. 4 \10 \ 1995
يا الله ، أ يعقل أن يرتج القلب كـ إرتجاجه ايام الصبا الراحلة كما كل شئ كان حلوا ؟
جميلة تصاريف الله تعالى ، و الأجمل أن تؤمن بـ أن من خلفها يكمن الخير كله ، " سبحان الله "
همهمت بها بوعي ارخى جفنيه مستمتعا بـ جمال الصدفة التي رتبها الله سبحانه و لم تنتبه لها هي سوى الآن ، حيثما إستفاض دلو الشوق بـ محتواه !
و كأن بشئ راح يداعب كتفها ، شئ ساطع بنوره ، شئ شد عينيها دون ان تبصره ، لتلتفت بـ حركة ارادتها بطيئة فكانت كذلك ، إلا أنها فقدت و للأسف أثار ذلك الشئ .. إذ لا غريب إلا رجل طويل بـ بدلة رسمية غامقة إبتعد عن موضعها موليها ظهره ، و بعض من تجمعات طلابية ، مولية إياها إهتماما ؛
لتدرك بعد حين ، بأن لا شئ هنا سيشدها ، سوى الماضي و ما يرتبط به من كوب قهوة و سكرها ، فـ رواية حنينها إليه







*





ثلاثيني العمر ،
أربعيني الهيئة
سبعيني القلب !
يتحرك برشاقة تناسب سنه الحتمي ، بـ هزات رأس خفيفة ، و أحيان يرفقها بـ همس خفيف يستقبل التحايا الصباحية ، و بالتأكيد بشاشة الوجه تعتلي الملامح بـ تقطع ، حسب نوعية المزاج اللحظي و جودته !

كـ عادته اليومية ، منذ أن عاد به قدره ليحتبس في هذا المبنى ، و هو يتخذ لسبيله خطا قد يراه البعض متعروجا ، به شئ من تعقيد ، و يراه هو الـ حياة بعينها !
أرأيتم هكذا بائس من قبل ؟ يجد بـ ذكرى طوتها السنون و إندثرت حياة كاملة ، ذكرى إحترق جثمانها و نثر الرماد لئلا يبنى ضريح له يكون مزاره حقا و واجبا من قبل العواطف الثكلى

قد يراه البعض خائنا ، ليؤكد الحال هو ، فقد فعلها و خان منذ أعوام طوال ، لما تشرب من مر علقم الغدر ، و الخسارة .. ثار بحماقة شاب ، فـ خسر الشباب و من خلفه العمر كله !

بسمة خفيفة شقت الخد المشعث ببعض من شعيرات اللحية الخفيفة ، بسمة عجب ، فهو لا يلتق بالكثير في هذا المحل العتيق ، حيث سلما كانت درجاته في سالف الاعوام مقاعد المحبين !
و على درجاته ذاتها ، تعثر يوما ذو النظارة الطبية ، ليفقدها ، و شيئا أخر لم يدرك كنهه في أول الأمر ، لتكون منقذته حورية لها قدمين لا ذنب ، و شعر أسود حالك ، و تحمل فوق العنق وجها كالبدر ، تتعلق به درتين ، من الصفاء أصفى !!

ببسمة خجلة ، تقف امامه ، على الدرجات السفلى .. ترفع بيمناها نحوه معيدة له بعض ما سقط منه و تعثرت به خطاها ، متمثلا بالنظارة الغبية ، بينما الشئ الأخر فـ نهبته حينها و بذات اللحظة ، رغم يقينه بأن أمثالها لا يعرفون للسرقة سبيل ، إلا إنها فعلت حينئذ .. و من يومها وصمت ذات الـ " درتين " بالسارقة !

لا يدري أي فكرة قد تدور بخلد أي مار و هو يلمحه واقفا على مسافة معقولة من كائن انثوي ، يحدق نحو وجهتها بصمت لسان و ضجة قلب ، و لكنه أكيد بأنه لن يحبذها من فكرة ، و لن يرتضيها على ذاته ، هو فقط التوقيت المؤرخ في اعراقه المتهدلة ، توقيت له ثمن غال في نفسه صادف وجود غريبة بـ محل قديم ، لا يشعر بلذته سوى من سكر من نبعه الغير محرم .. فعلى قدر الغياب يأتي الشوق و شوقه وصل أرذل العمر ، شوق يائس اللقاء ، محتضر التجروء بالأماني

ما ان شعر بـ إلتفاتتها القريبة حتى تحرك بعجل لا يليق بـ مركزه ، و لكن إختفاء نبضة من سلسلة لشبيهاتها ادركته ليسرع ، حتى وصل الرواق الحاوي على مكتبه .. و رفيقه
و دون اعادة برمجة الفكرة وجد نفسه متوجها حيث من يدعوه صديقا و ما هو بصديق ، بل اخ لم تلده امه ، فـ ولدته مجهولة ليصير له رفيقا

بنبرة خافتة دلف و تحيته تسبقه : السلام عليكم

نطق بها حال الدخول ، متغاظيا عن سفاهة ما حدث منذ قليل ، ليذكره الاخر بإصرار عفوي ، هادئ : وعليكم السلام ، شو دايخ ، شبيك ؟

فـ يكون رده مقتصرا على زفرة طويلة ، أعقبها بـ : مـ نايم زين البارحة
صمت لـ ثوان ثم تقدمت خطواته ليربض بالجسد فوق المقعد الجلدي ، ثم يعلق بنظرة شاردة حيث ما سلف من الزمان : قيصر

لـ يكون الأخر ثابت الملامح ، و النظرات ، و كأن به منتظرا ، لإفصاح يأت في مثل هذا الوقت من كل عام ، ليهمس بـ تشجيع : ها أيهم ؟

فيرفع البصر ساخرا نحو رفيقه ، معلقا بذات ضحكة خفيفة : يا أخي شلون تعرف الي اريد اقوله

: قلبي يعرف مو أني





*


سـ يُتبعُ بإذنهِ تعالى



حُلمِ

؛

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 30-11-13, 10:15 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 




حبااااااايبي انتظررركم جداااااا
و الله دا اتعب حتى يكون المكتوب يليق بثقتكم .. و ان شاء الله اكون تووفقت ياربْ
مهمتي صعبة جدا
بالذات إنوو أعرف الي دينتظروني مَينتظرون مجرد قلم ، و إنما ينتظرون حلم ، و دا اقارنها بأبرياء ، فـ دا اعتب كللش
محتاجة ارآءكم ضرووري جدااااا حتى اعرف ردات الفعل الحقيقية مااشي حباايب ؟


و بالنسبة للردود رآجعتلها إن شاء الله

و عذرووني تأخرت عالموعد بس لحدما نسقت الفصل و رتبته اخذ مني شوية وقت

أحبكم أني : )

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 06:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية