لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-13, 11:32 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259832
المشاركات: 746
الجنس أنثى
معدل التقييم: عشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1785

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عشـق القــمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Lollypop رد: رواية 13

 

ووواااااووو فصل رااااائع وأجمل مافيه انه هديه الى صديقك تهانينا مباااارك له أتمنى له حياه سعيده وجمييييله!!
أوووه حياااة معالي مع زوجها السابق فضييييعه جداا!! كنت رااح اسبه وأشتمه وأنعته بانوواع السب لكن معالي أراحتني نفسيا بطعنه في يده ياليتها كانت موجهه لرقبته وينتهي الكاابوس هع هع!!..
ماعلينا ماعلينا الظاهر ان زوجته الثانيه زجت به في السجن !! وووواااااووو هذي بنت ابوها ولابلاش!!هههههه
وووااااااووو رااااائع جدا جدا وصفك لحوارهم وجلستهم وكيف أنتقلنا من ماضي معالي الى حاضر قصي اللي ماعنده اي فكره كيف يواسيها!!
انا كنت اعتقد ان الاولاد بطبعهم لايفقدوون الام كثيرا اممم يمكن ان البنت اقرب الى أمها لكن حقيقة أنا ربما اظن ان معظم الاولاد وليس كلهم يفقدون اﻷم!!
ولكن وصفك وكل شيء تحدثت عنه عن اﻷم راااااااائع جداااا جداااا لديك قلم مميز ليه ماتحط صور عن شخصيات الروايه اممم فكره ليس أكثر!!
طيب طيب انا تمنيت ان قصي اخرس فم معالي با أسنفجه وصابونه !!
بس مؤثر جدااا جدااا هذا الجزء ..أسامه اكبر أخووته ..لطالما تمنيت ان لي أخ أكبر مني ^-^
مووقف والدتهم والمقبره مؤلم جدا !! لكن ابدددعتتت من جد وصفك أجمل من جمميييييل ..!! لااحب التعمق في الاحزااان لذا أسمح لي ان أطييير طيراان الى مووقف الجن..هههههههه..
بسم الله اعووذ بالله ..وش ذا طيب طيب ماعلينا يشوف أمه بس طل شووي تطلع وحده لا لا يخوووف صراااحه لو كانوا في أبهى حله اذا بقيت ثانيه في محلي فسموني عشوقه ههههههه انا من جد وانا اقرا هالمشهد وانا اناظر يمين وشمال مابحب هالاشياء..!! طيب وش قصة قصي هو وهالنسوووان..اول مررره اشفق على رجل من نون النسووه..هههههههههه!!!!الله معك ياقصي!!
مافي أمل تقووولنا يااخي مين بطلة قصي ؟!!
الشرع محلل اربع فقط..ههههههههههه..!!
ومافي أمل تقول وش سر 13؟!!
ايه يابابا تعووذ من الشيطاان الظااهر أخنا الكااتب أحمد ..ناوووي يخووفك انته بعد !!
حيدر اجا وانقض المووقف ..وجمعتهم العااائليه جميله جدا واجمل لو الام تتوسطها!!
رحم الله جميع أموووات المسلمين!!


فصصصل جممميييييل وراااائع جدااااا وخيااالي أتمنى لك المززيد من التقدم والتفوووق!!وعرفت نبذه عن حياة قصي وعائلته ووالدته!! وأعتقد ان تعليقي كان طوويل لكن حبيت أعلق على الفصل الراااائع ..برااحتي!! ولاتحرمني من الاجابه على أسئلتي على الاقل اكاد أموووت واعرف مين بطلة قصي ..!! وشكررررااااا بحجم الكوون لك !!أختك..عشق!!^-^

 
 

 

عرض البوم صور عشـق القــمر   رد مع اقتباس
قديم 28-12-13, 09:41 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

السلام عليكم ورحمة الله..

أتمنى أن يكون الجميع بصحة وعافية

الأسبوع الفائت كان مليء بالأعمال كعادته منذ بدأت بكتابة هذا القصي.. ولا أنكر إني كنت أحصل أحيانا متنفس ساعه أو نصف ساعه للكتابه، لكنها لم تكن تخدمني بالشكل المطلوب فأصبحت أكتب ثم أمسحه مرة أخرى لأكتب شيئاً يليق بكم..

تعليقاتكم ومشاركاتكم تؤثر فيني جدا جدا جدا وأحاول أنتقي لكم أجمل الكلمات لكن التعبير يخونني

ولا أنكر أنني أستقي بعض أفكاري من تعليقاتكم وتفاعلكم مع بطلي المجنون

فاعذروني عن الأسبوع المنصرم.. ولا أقول الأسبوعالقادم.. لكن لو حصل فاعذروني وإن كنت سأبدأ الكتابة من الآن..

أما بالنسبة لأسئلتكم الدائمةحول بطلة قصي وسر الرقم 13

فهو كان مبني على 13 شخصية تدخل في حياة قصي وتؤثر فيها سلباً أو إيجابياً لنهاية القصة. وفي نفس الوقت يعتبر الرقم 13 دليل على سوء الحظ في الموروثات العربية

أما بالنسبة لحبيبة قصي.. الأولى أو الأخيرة لازم نعرف إن شخصية قصي مهما كانت مختلفه عن أقرانه ومهما كان يبحث عن الأنثى الكامله أو المختلفه فهو في النهاية لازم يتزوج مهما كانت الأسباب..

لأن مستوى الكمال نسبي.. أقصد أن ما قد تراه الأخت عشق القمر كمالاً في بيئتها.. قد تراه الأستاذة براعم أمراً عادياً جداً في بيئتها..

أما بالنسبة لرسم شخصيات القصة فأنا أرسم الكاريكاتير وأنشره وفكرت إني أرسم الشخصيات أكثر من مره لكني لم أركز عليه أبداً.. حتى في الروايه كنت أتجنبه دائماً حتى لا أظهر قصي أو أحد الأبطال بشكل أسطوري في الملامح الخارجيه..

فتجنبت الحديث عن شكله أو شكل وحده من الأبطال ما عدا ربى وخانني النعبير فيها أعتقد..

والسبب في هذا إني أعطي مساحه من الحرية لتفكيركم إنه يتخيل نفسه أو أحد يعرفه مكان البطل هذا..

من الأشياء اللي آلمتني جداً في هذي الروايه هي شخصية سمر الجميلة حقاً.. والطريقة اللي انتهت فيها من حياة قصي..

حتى مشهد الوداع أو النهاية اللي كانت بين سمر وقصي كانت بارده نسبياً ولم تعجبني..

حاولت أتعاطف معاها جداً وأقرب قصي منها أكثر لكني أعرف وتعرفون إن زواج قصي يعني نهاية القصة بكل تأكيد..

فكان لابد من عدم التوقف عندها وإكمال القصة وإن كان في النفس تأثر من عدم إنصافها في الروايه..

آخر شي وأهم شي.. اللي ينتظرحبيبة قصي أونهاية القصة فهي ما راح تختلف عن أي نهاية قصة في العالم

لأن الجمال في القصة مش في نهايتها وإن كانت النهاية جميلة لكنها تظل نهاية..

أكرر اعتذاري عن عدم تواجدي أمس بجزء جديد..وبإذن الله سأسعى أن يكون القادم أجمل

واعذروني على التقصير في الرد عليكم حقاً.. أشوف قلمي لا يرتقي للرد على مشاعركم الجميلة وتفاعلكم الراقي وتأثركم الصادق مع الشخصيات,, واللي يلهمني كثير في رسم ملامح الجزء القادم..

تحياتي :)

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
قديم 28-12-13, 12:05 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 229283
المشاركات: 7,565
الجنس أنثى
معدل التقييم: براعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6201

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
براعم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 
دعوه لزيارة موضوعي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يعطيك العافيه يارب واحنا بانتظار ابداعك خذ راحتك اخي

مايميز روايتك الاسلوب في السرد وربما الفصول تكون قصير ولكنها قمة في الابداع
واكيد الفضول ربما تكون النهايه سعيده وعاديه بنظرك ولكن صحيح كلامك العبره بالمضمون

ولا اخفيك عندما اظهر لنا قصي تعاطفا مع سمر ومع كل الصفات التي تملكها الا انني تمنيت الا تكون تلك النهايه ليس لانني لااريد سمر او اني لم احبها ولكن لم ارد ان تتنهي الروايه

ربما البعض منا يجامل في بعض الروايات ويدعي ان ينتظرها بكل شوق

لا ابالغ ان قلت انني افرغت وقت نزول الفصل في ذلك الوقت لاتحرمنا من ابداعك


شكرا لك اتمنى لك التوفيق

 
 

 

عرض البوم صور براعم   رد مع اقتباس
قديم 28-12-13, 02:36 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259832
المشاركات: 746
الجنس أنثى
معدل التقييم: عشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1785

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عشـق القــمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

وعليكم السلام والرحمه أهلاااا اخي ..
الحمد لله بخير جميعااا!!
أووه اعترف اني انتظرت نزول الفصل الى ان غلبني النوم!!
ﻵتضغط على نفسك أكثر ..رااح ننتظرك وننتظر قصي ..أهم شيء تووفيقك ..واممم منشان انك بتالقي وقت وتحاول تكتب وتمسح ..!! اعترف ان كتابة الرووايه صعب لكن ليس صعب امام قلمك المميز!! افكار تأتي فجأه دونها جانبا وانا متأكده انها تساعد في الفصول القادمه!! ^-^
أووه تماما زي ماتوقعت بسر رقم 13..وارجع واهتف من جديد روااايه مميييييززززه!!

صراااحه قصي وسمر فرااقهم كان صعب بالنسبه لي طبعا قصي كان بارد..وانا معك زواج سمر من قصي تعبتر النهايه..
وبما اني.سمعت.كلمة نهايه فاانا بهتف واوقول لا لا لا تزوجه الحين اصلا مو لازم. يتزوج .!! اهم شيء نعيش مع قصي هالروايه ..!!
بالنسبه لشخصيات الروايه فكرتك جميله ناخذ راحتنا لكن اتووقع ان جميل ان تكتب لنا ملامحهم..وفي الحقيقه" ربى " بالعكس انته اظهرت شكلها بااسلووب رااائع وان قلت انت العكس من كلامي فانا ارجع واقول بل كنت رااائع واتمنى تستمر!!
اممم اتووقع في الفصول القادمه يحدث شيء يحررك قصي من مكانه اقصد بهذا مشاعره احاسيسها برووده مزاجه.. !! شيء يحركه من مكانه..وانا متاكده انك راح تغير من قصي وبالتاكيد بيتغير من الاشخاص اللي في حياته..!! مع حادثة ود احسست ان قصي قليلا بدأ يتكلم عن نفسه ..!! ومتأكده ان في شيء راح يحصل لقصي كما تغير قليلا مع حادثة ود!!
ووفاة والدته تحدث عن مشاعره كثيرا بفقدانه لوالدته..واتووقع ان قصي لم يجد هدفه بعد لاادري بس اني.احس ان قصي تائه لاادري يمكن احساسي خاطئ ..بس حقيقه من السطور الاولى شعرت اني تائهه مع قصي !!
تائه وغامض قليلا احسه غموضه قليلا ينجلي ..
ﻵانكر انها روايه مميزه جداا جدااا ..واتمنى حقا ان أقرأ روايات ثانيه من قلمك..!!
وبإذن الله نرى المزيد من قلمك الاكثر من الراااائع وربما اتواجد الجمعه القادمه او ربما ﻵ ..فقد بدأت امتحاناتي..!!
أتمنى لك المززيييد من فضل الله خذ وقتك مع قصي سننتظرك..شكرااا لك بحجم الكووون^-^

 
 

 

عرض البوم صور عشـق القــمر   رد مع اقتباس
قديم 03-01-14, 07:58 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

-16-

كان يوماً جميلاً ضحك فيه الجميع بشدة عندما علموا بالموقف الذي حصل بيني وبين والدي حين ظن أن جنياً يتخذ من غرفتي مسكناً له، ثم انتقل بنا الحديث نحو مواقف مضحكة كان (الجن) متصدّراً فيها أكثر من غيره.
اغتنمت فرصة تواجدهم قبل أن يدخل كل واحد منهم إلى غرفته ليرتاح قبل صلاة العصر، فأخبرتهم برغبتي في السفر لكن والدي طلب مني البقاء، قال لي أنه يريد الحديث معي بعد الصلاة، فصعدت إلى الأعلى برفقة (ليث) و(حيدر) حيث جلسنا في الصالة العلوية، وبعد صلاة العصر توجهت إلى الديوان الخارجي، حيث يجلس أبي ليستقبل أصدقائه.
من عادة أبي أن يجلس في صدر المجلس متربعاً فوق مقعده، لكنه يغير هذه الجلسة إذا أراد أن يشعر محدثه بأهمية الموضوع فيضع رجليه على الأرض ويحني ظهره إلى الإمام، أخبرته بذلك فضحك، قال:
- الأمر مهم فعلاً يا بني.. لقد تحدثت مع (أسامة) البارحة بخصوص أخويك (حيدر) و(ليث).. إنهما يريدان اللحاق بأخيك (حمزة) الذي ينوي الزواج في منتصف الربيع القادم.. فأخبرني (أسامة) أن هناك متسع من الوقت لنخطب لهما..
صمت والدي ليرى تأثير كلماته على وجهي ثم تابع:
- في حال استطاع زوجات إخوانك أن يبحثن عن زوجتين لهما، ما رأيك أن نقيم حفل زفاف لأربعة رجال بدلاً من ثلاثة؟؟
صمتُ قليلاً لأحاول انتقاء كلماتي لكنه قاطعني وأمسك بيدي يحدثني بنشوة وفرح:
- سيكون حفلاً رائعاً يتحدث عنه الناس لسنين قادمة، لا تحمل همّ الترتيبات، بإمكانك أن تنتقل بزوجتك إلى هناك إذا كنت لا تحب الإقامة هنا..
- لا.. ليس كذلك..
- أما إذا كنت تريد الإقامة هنا فسأطلب من (أسامة) أن يبحث لك عن عمل منذ الغد.. وحتى تحصل على عمل.. سأتحمل كل شيء.. فقط أخبرني بأنك موافق..
كان من الواضح أن أبي يشعر بحماسة شديدة لا يجدر بي مقابلتها بالرفض، ثم من قال أنني رافضٌ أو مؤيد لفكرته، كل ما أريده الآن هو أن أخرج من هنا لأستطيع التفكير واتخاذ القرار المناسب.
قاطع والدي أفكاري ليمنحني حلاً لم أكن أملكه، قال:
- لا تستعجل في اتخاذ قرارك.. فكر بروية ثم أخبرني بما تريده.. لكن عدني أن تفكر حقاً فيما قلته لك..
قمت لتقبيل رأسه ثم قلت:
- حسناً.. أعدك.. سأفكر جيداً..
قلتها ثم توجهت نحو باب الديوان لأغادر فقال أبي ضاحكاً:
- أم أنك لا زلت تعتقد بأنهن يأكلن الأطفال؟!
كانت هذه الجملة مختصراً لقصة تروى عني عندما كنت صغيراً ولا أذكرها، يقول أبي أنني عندما كنت صغيراً، كانت زوجة (أسامة) تحاول أن تقطع خيطاً زائداً في قميص رضيعها بفمها، وعندما سألتها ماذا تفعلين أجابتني ضاحكة بأنها ستأكله فهرعت إلى أبي وأسامه قبل أن تأكلني وأخبرتهما بأنها تأكل الأطفال، وبالرغم من أنهم أكدا لي أنها لم تأكله إلا أنني بقيت لفترة طويلة أتجنب الجلوس معها وحدنا.
أخفيت ابتسامتي وأشعلت سيجارتي بعد أن خرجت من محطة الوقود متجهاً للطريق السريع، اكتشفت وأنا أقود سيارتي متجهاً نحو الشمال أنني لم أفكر في الزواج أبداً منذ ولدت، كأنني لم أؤمن يوماً بحتمية ذلك، وحالما دخلت المدينة رحت أتأمل نسائها وأسأل نفسي.. يا ترى أي واحدة منهن تريد يا قصي؟؟ ترجلت من سيارتي متجهاً نحو أحد المطاعم وأنا أقول لنفسي.. حتى أتمكن من الاختيار بشكل جيّد.. يجب أن أعرف كل أنواع النساء وأجربها حتى يكون اختياري ناتجاً عن معرفة ودراية.
جلست على الطاولة أنتظر طعامي وأتأمل كل شيء يقع أمام زاوية بصري.. رأيت فتاة تجلس أمام شاب يضع أصابعه بين أصابعها وعينيه مسمّرة على عينيها فعلمت أنه كاذب من تهدل كتفيه وعدم مناسبة تصرفه مع حركة فمه، ولأن هذه المشاهد تثيرني لدرجة الغثيان فقد قلبت وجهي نحو الجهة المقابلة لأرى زوجين يحملان طفلهما الصغير، وبينما يحاول الأب وضع اللعبة في يده، تحاول الأم أن تعدل ياقته من الخلف، على يمينهما جلس رجل بجوار امرأة تكرهه لدرجة أنها تحاول النظر إلى أي شيء عداه، خلفهم مباشرة جلست فتاة تملأ وجهها بمساحيق التجميل فأصبحت كأنها لعبة معروضة للحب أو شيء آخر.. لا أعلم..!!
تمنيت أن أأخذ ذلك الحبيب الكاذب لأضعه أمام تلك الفتاة التي تشبه الدمى الصينية، ثم أركل تلك المرأة التي تكره زوجها وأمنحه تلك الفتاة التي كانت تصدق كل شيء وعينها تفيض حباً ولمعانا.. لوهلة تمنيت لو أنني أستطيع أن أفعل ذلك حقاً.. لكنني حين تخيلت أنني أملك القدرة لم أفعل ذلك أبداً..
لأنني اكتشفت أن تلك المرأة - التي كنت أود ركلها- غاضبة من زوجها لأنّه يطيل النظر إلى (الدمية الصينية) ولفرط حبها له وغيرتها عليه، باتت غير قادرة على تحمل الجلوس في ذلك المكان، أما تلك الفتاة المخدوعة بمعسول الكلام فإنها تستحق ذلك، كانت شاشة هاتفها تومض بشكل متواصل منبئة عن اتصال شخص قلق عليها لكنها وضعت هاتفها في جيب حقيبتها لتتخلص من إزعاجه، ربما يكون حبيبها السابق.. وبالرغم من أنني أصبحت أملك القدرة على وضع كل الأمور في نصابها - في خيالي على الأقل- إلا إنني فضّلت ألا أفعل شيئاً حيال أخطائهم وتعديلها.. كأنني أعاقبهم على سوء اختياراتهم ممارساً دور القدر!!
اكتشفت أيضاً أنني لم أستمتع بالنظر إلى الناس ومراقبتهم منذ زمن بعيد كما أفعل اليوم، لم أكن أعتقد أن في ذلك متعة لا تشابهها متعة، خاصة عندما أكتشف أمراً يؤكد نبوءتي التي وصلت إليها قبل أن تحدث، فأعرف أن هذه المرأة ستقبل طفلها، وأن هذا الرجل سيسقط، وأن تلك المرأة هي من ستقوم بدفع الحساب!!
قبل أن أستمتع بمواصفات هوايتي الجديدة في الحياة أطلت برأسها من باب المطعم بعد أن دفعت الباب بيدها فالتقت نظراتنا ووجدتني أبتسم رغماً عني ببلاهة في وجهها، كانت هي نفس تلك العيون التي كنت أقدم لها قرابين الحب كل ليلة.. في البداية توقعت إنني أحلم، لكنني عندما تفرست في بقية ملامحها علمت أنها لم تكن هي.. بل كانت أخرى تملك عينين تشبه عيناها..
هل قلت تشبهها؟!!
هذه هي المرة الثانية التي تبدو لي فيها امرأة تملك مقاييس حسية يمكن أن أقارنها من خلالها بشبيهاتها بين بنات حواء.. الأولى كانت حينما ظهرت لي صباح اليوم عندما كنت نائماً في غرفتي ورافق ظهورها ظهور النساء من بعدها كأن كل واحدة منهن تحاول أن تثبت لي أنها الأفضل.. أو ربما أردن أن يثبتن لي أن جميع النساء يتشابهن بشكل أو بآخر، وأن تلك التي كنت أعتقد أنها مختلفة لم تكن سوى أنثى تعيسة!!
الغريب في الأمر أنني عندما ابتسمت لها كأنني أعرفها ثم أزحت نظري - عندما تيقنت أنها ليست هي- لم تكترث كثيراً، كأنها اعتادت أن يقع الناس في هذا الخطأ معها دائماً حين يعتقدون أنها شخص آخر.. ترى كم من النساء يشبهن بعضهن بهذه الطريقة؟
شعرت أنني أستخدم عيني للمرة الأولى في حياتي، وأنني يجب أن أحاول استكشاف الأشياء بها مرة أخرى كأنني طفل بدأ يميز الأشياء لتوه ويعطيها أسماءً تناسب عالمه الصغير، لأن إعادة النظر إلى الأشياء بموضوعية وتركيز يسلبها الكثير من سحرها الذي قد يفتننا في المرة الأولى.. فلا تستغرب إذا كررت النظر إلى شيء واحد ورأيته يختلف في كل مرة بالرغم من أنه لم يتغير..
وطالما أن الأمر كذلك.. لابد أن أضع هذا في الاعتبار، أريد امرأة تملك فتنة (تالا) وحضور (خصال) وثقافة (سمر) وحيائها.. أريد امرأة تملك حنان (معالي) وجنون (ود) وإصرار (ربى) وملائكية تلك التي زجّت بي نحو مفترقات الحياة..
نعم.. وقبل هذا كله أريد امرأة قديسة كـ(أمي).. أليست هي من النساء أيضاً!!
عندما قررت الخروج من المطعم، شعرت وأنا أقوم من على الكرسي بأنني أخف وزناً رغم امتلاء معدتي بالطعام، شعرت أنني تركت جزءاً مني هنا ولم أعد أرغب بحمله من جديد.. وحالما ركبت سيارتي وجهت نظري نحو حائط المطعم الزجاجي فرأيته لا زال جالساً على نفس الكرسي في المطعم يتناول طعامه بعينين ناعستين وأعصاب مرتخية كأنه عجوز شارف على الستين، كان مظهره تعيساً ومثيراً حد الشفقة!!
سألني (باسل) عن سبب سفري المفاجئ ولأنني أعلم أنه لن يتركني قبل أن أخبره بالحقيقة فقد أخبرته بأن الشوق لوالدي كان سيّد الموقف.. جلسنا نتسامر تلك الليلة قليلاً ثم ذهبنا للنوم..
بدأت أشعر أن شيئاً بداخلي قد تغير.. بت أمتلك قوة أكبر.. أركز على أمور دقيقة لم أكن أركز عليها سابقاً.. أشعر أن حالتي الاسفنجية بدأت تتحول تدريجياً بشكل أجمل..
بات تقييمي لكل أنثى يأتي من منطلق (هل هي صالحة للزواج؟) وبالرغم من أني لا أرى الكثير من النساء في يومي لأنني لا أحب الخروج كثيراً وإن كنت أعلم أنهن يتواجدن في أقسام أخرى من الشركة إلا أنني لم أفكر في إقامة علاقة مع زملائي عوضاً عن الزميلات، لأنني لا أحب العلاقات الممتدة ولأنني شخص شديد المزاجية، وأخاف أن يؤثر ذلك على علاقتي بهم في العمل.
عندما أردت الخروج من مكتبي آخر الأسبوع رأيت (معالي) تقف أمام الشركة.. فتحت باب سيارتي وجلست على مقعدي فجلست بجواري.
قالت:
- أين كنت؟ ولماذا لا تجيب على اتصالاتي؟!
لم أنظر باتجاهها، حاولت أن أتجاهل سؤالها، لكنني توقعت أن يزيد ذلك من عمق الفجوة بيننا فقلت:
- كان والدي مريضاً.. فذهبت لزيارته.
كانت تعلم أنني أكذب لكنها أرادت أن تصدق ذلك، ربما لأن النساء يشعرن بالقوة حين يعلمن أن الرجال يضطرون إلى الكذب خوفاً من ردة فعلهن!!
قالت:
- وكيف حاله الآن؟
- بخير.
صمتنا قليلاً فقالت بابتسامة في محاولة لتجاوز كل ما حدث:
- لقد أعددت طعام العشاء..
لم أجبها، ولم أستطع أن أرفض طلبها بعد أن جلست تنتظرني كل هذا الوقت، أخرجت هاتفي وتحدثت مع (باسل) لأعتذر عن تناول العشاء معه وتوجهت إلى منزلها مباشرة.
كان كل شيء أكثر حميمية هذا المساء، حتى (ليان) بدت مستمتعة بوجودي، وعندما قامت والدتها لتكمل بعض أعمالها اقتربت مني وجلست أمامي مباشرة كأنها تنتظر إشارة مني بالاقتراب، فمددت يدي واقتربت مني على استحياء شديد فأجلستها بجانبي ورحت أتحدث معها وأسألها، وكعادة الأطفال راحت تسهب في كل شيء..
كنت أفعل ذلك لأتجنب الحديث مع (معالي) ويبدو أنها كانت تريد ذلك أيضاً فتركتني ألاعب ابنتها في غرفة الجلوس واختفت هي متنقلة بين غرف المنزل، كان من الواضح أنها مرتبكة جداً وعلى غير طبيعتها التي أعتدتها عليها، كأنها تخفي أمراً لا تريدني أن أشعر به، بعد قليل رأيتها تقترب وتجلس معنا مرة أخرى.
وقفت (ليان) على المقعد ثم وضعت قدمها اليمنى على فخذي والقدم الأخرى على حافة المقعد لتستطيع أن تصل بيدها إلى راسي ثم راحت تنبش شعري وتلعب بشاربي وذقني.. قالت (معالي):
- ليان.. لا تفعلي ذلك..
قاطعتها بابتسامة:
- لا بأس.. إنها طفلة..
قالت (ليان):
- لا.. لست طفلة.. أستطيع أن أفعل كل شيء.. أليس كذلك ماما؟
حركت (معالي) رأسها بابتسامة:
- بلى..
قلت:
- أنا جائع.. هل تعرفين كيف يعدون الطعام؟
- نعم.. اسأل أمي؟؟ أليس كذلك ماما.
أحببت أن أتخلص من ذاتي تلك الليلة، من كل أفكاري ومعتقداتي وما يشوش عقلي، ربما أحببت أن أعتذر لـ(معالي) بطريقتي تلك الليلة، حملت (معالي) ابنتها التي نامت بجانبي إلى فراشها ثم عادت لتجلس عن يساري في الزاوية، قالت لي:
- أعتذر عما حدث ذلك المساء.
- لا بأس..
- كنت فقط أريد أن.. أقصد أنني كنت سعيدة بوجودك.. فأحببت أن تشعر أنني مهتمة بتفاصيلك.
لم أجبها فتابعت:
- منذ أول مرة رأيتك فيها شعرت أنني أقف أمام نخلة من نخيل العراق، لا يزيدها الزمن إلا قوة ومهابة تستمدها من جذورها التي استعمرت باطن الأرض قسراً عشرات السنين.. منذ ذلك الوقت وأنا أتمنى أن أعرف عنك كل شيء.. لكن يبدو أنني اقترفت خطأً باستعجالي.
قاطعتها:
- لا بأس.. حاولي نسيان ما حدث.. أنا أيضاً كنت سيئاً في ردة فعلي..
- لا.. إنني أعذرك.. لو كنت مكانك لفعلت أكثر من ذلك..
ابتسمت في وجهها:
- لنحاول نسيان ما حدث إذاً طالما أننا لسنا غاضبين.
صمتت قليل ثم قالت:
- كما تحب.. وإن كنت لا أحب نسيان ذلك اليوم، لأنني شعرت فيه بأنك جزء من..
توقفت عن الكلام ثم نظرت إلى السقف وهي تحرك يدها أمام صدرها، فعلمت أنها عاجزة عن شرح ما تشعر به الآن، قلت:
- كلنا جزء من هذه الحياة.. اكتشفت ذلك قريباً.. يتم إعادة تكريرنا في هذه الحياة بصور مختلفة، لذلك نتواجد بصورة حسية أو معنوية في حياة بعضنا، أحيانا قد تجدين رجلاً لا يشبهني أبداً لكن له صوت كصوتي تماماً، أور بما يمسك بسيجارته مثلي تماماً، كما أنك قد تشبهين أحداً رأيته يوماً ما..
قاطعتني:
- هل رأيت أحداً يشبهني من قبل؟!
- في الواقع.. لا..
- لماذا تريد أن تقنعني بذلك إذاً..
- لأنني.. لا أعلم.. لكنني متأكد من ذلك، لا تأخذي الأمر بحساسية..
صمتت قليلاً ثم قالت:
- بالرغم من أنك تبدو قليل التعقيد جداً في قرارتك وتصرفاتك، إلا إنني أشعر كلما اقتربت منك بأنك الشخص الأكثر تعقيداً في هذا العالم.

- عندما كنت صغيراً كان والدي يحاول أن يذكر والدتي كثيراً جداً.. ويدخلها في كل موقف يحصل يومياً.. بالرغم من أنني لم أشاهد لها سوى صورة واحدة تتوسط غرفة أبي، ولا أعتقد أنها ستعرفني هي أيضاً لأنها ماتت قبل أن تراني.. حتى وإن كانت قد رأتني فلا بد أنها لن تعرفني بعد أن تغير شكلي هكذا..
عندما كنت صغيراً، كانت كل مخاوفي تتمركز حول تمكنها من معرفتي وتمكني من معرفتها إذا قامت بزيارتي في المنام كما تزور أبي كل فترة فيخبرني برسائلها في الصباح، وفي كل مرة كان يقص لي خبر رؤيتها فإنه يختم القصة برسالة موجهة لي منها تقول لي فيها "كن ولداً عاقلاً واسمع كلام والدك يا قصي"..
كنت سأكون أكثر طاعة لرسائلها لو نقلتها لي بنفسها دون وسيط!!
أعدت رأسي إلى الخلف حين شعرت أن دمعة تحاول الفرار من عيني وصمت، فشعرت بيدها تقترب من يدي وتغطيها بحنان وتضع أصابعها على نتوء كان في يدي، قالت:
- أنا على ثقة أن هذه الندبة لها قصة رائعة لن يستطيع الزمان محوها من مخيلتك.. دعني أخمن.. لابد أنك كنت تلعب حينها مع إخوتك ولم تشأ أن تخبر والدك خوفاً من أن يعاقبهم.. لذلك أخفيتها ولم تعالجها سريعاً فأصبحت هكذا.. أليس كذلك؟؟
ابتسمت وحاولت أن أسحب يدي من يدها لكنها سحبتها بقوة فوضعت يدي الأخرى فوق يدها، قالت:
- اغفر لي عجلتي الدائمة وفضولي.. فعندما تتحدث يا (قصي) أشعر أنني طفلة تستمع إلى قصص الخيال والخرافات.. هل تعلم يا قصي.. أرى فيك إخلاص أبي وجنون زوجي وكل الرجال.. أرى فيك مدينة لا تهدأ.. تشبه كل الرجال لكنهم لا يشبهونك.. أعتقد أنني أحببتك..
اقتربت مني وجلست بجانبي تماماً وراحت تغني بصوت منخفض ومثير جداً بطريقة اقشعر لها شعر بدني، وضعت رأسها على صدري وواصلت غناءها ذو اللحن الغريب والجميل جداً..
نظرت أمامي فوجدت ذلك التعيس الذي تركته في المطعم ينظر لي بحدة رافضاً أن يستمر بقائنا متقاربين على هذا النحو كأنه يحذرني من أن موافقتي على ما يحدث الآن سيزيد الأمر سوءاً، وفي تحد سافر مني لوجوده، رحت أخلل شعرها بيدي وأقربه من أنفي كأنني أخبره بأنني لا أكترث بوجوده وأنني مستعد للتجربة هذه المرة.
كانت هذه الليلة مختلفة عن سابقتها مع (خصال)، كنت غارقاً في اللذة والسعادة، ربما لأن (معالي) كانت تعرف ماذا يجب أن تفعل، ومتى تفعله أيضاً!!
انحنيت اجمع ملابسي من الأرض فأمسكت بيدي، قالت:
- قصي..
نظرت إليها بابتسامة مشوبة بقليل من الخوف لأن صوتها كان مختلفاً جداً، قالت:
- أنا لا أريد منك وعداً بأي شيء.. فقط أريدك أن تظل بجانبي دائماً كما أنت..
قبلت يدها فوضعتها على خدي للحظات ثم رحلت تاركاً جسدها الممتلئ وهو يأخذ حيزاً أكبر على الأريكة بعد أن كان هناك جسد آخر يقاسمه المكان..
رحت أسأل نفسي بعد هذه الليلة التي قضيتها مع (معالي) عن معايير الجمال في الأنثى، وقبل أن أعرف ذلك أريد أن أعرف أمراً أهم، خاصة عندما شعرت بالنفور من (معالي) آخر الوقت بالرغم من المتعة التي منحتني إياها، كيف يقرر اثنين مهما بلغا من العقل أن يعيشا مع بعضهما حتى آخر لحظة في عمرهما؟؟ ألا يشعران بالنفور من بعضهما بعد مدة من الوقت؟؟ ألا يتغير تفكير الإنسان كلما كبر في السن؟؟ ألن يشعر وقتها أنه قام بتصرف خاطئ حين قرر الارتباط بإحداهن على وجه الخصوص وإكمال حياته معها؟؟
لست متذمراً ولا أنانياً.. كل مافي الأمر أنني ملول بطبعي، لكن كيف استطعت البقاء مع (باسل) في مكان واحد كل هذا الوقت؟؟ أعتقد أن هناك أسباب كثيرة لكن أهمها هو أن ما يبقيني مع شخص كـ (باسل) لأطول مدة ممكنة هو أنني لست مجبراً على البقاء أصلا..!!
أعتقد أن الإنسان يفقد الشعور بالمتعة حالما يشعر أنه مجبر على ممارستها، ربما لأنه يشعر بالخوف من أن يبقى مجبراً في مكان واحد لوقت طويل حتى وإن كان يعشقه.
هل أنا مجنون؟ مريض نفسي؟ لابد أنني كذلك لأنني لا أشبه أغلب البشر الذين يتناسلون من حولي ولا أؤمن بما يفعلوه، وبناءً عليه يجب أن أرعى داخل القطيع، لكنني كلما أتذكر صورة الحياة المصغرة في المطعم تلك الليلة فإنني أتراجع لأنني أعلم أن أغلب البشر يكذبون في كل شيء..
وفي خضم بحثي عن فتاة تمتلك مواصفات المرأة التي أود الارتباط بها فلا بد أن أسجل أول صفة أريدها أن تتحلى بها.. وأهم صفة أيضاً.. لا أريدها أن تكذب!!
أعلم أن ذلك قد يصعب المهمة لكنني هكذا أريد امرأة بمواصفات مستحيلة. بالرغم من أنني أعلم أن القدر قادر على أن يريني أن ذلك هو أبسط ما يستطيع فعله، فقط عندما يريد هو أن يفعل ذلك!!
دخلت إلى مكتبي بعد فترة الغداء وجلست على الكرسي موجهاً بصري من النافذة التي أخذت مساحة الحائط بأكمله أراقب المارة الذين يعبرون أمامي طوال الوقت، فسمعت صوت الأستاذ (حسن) يخترق الصمت:
- أستاذ قصي.. هل بإمكانك الحضور إلى مكتبي الآن؟
ضغطت زر الهاتف بأصبعي، قلت:
- حسناً..
قمت بتثاقل متوجهاً إلى الباب، لابد أنه سيسند إليّ مهمة ما ثم يحدثني عن سيرته الأسطورية التي بناها بعصامية من خلال إنجازه الكثير من المهام في حياته الوظيفية، والغريب أن بعضها لم يكن مسند إليه أصلاً!!
أكثر ما يجبرني على تقبل ترهاته هو أنه يحبني جداً ويتغافل عن سقطاتي المزاجية التي أقوم بها بين الحين والآخر، دلفت إلى المكتب متوقعاً أن يكون بمفرده لكنني تفاجأت بوجود ثلاث موظفات من أقسام أخرى، وموظفاً آخر أذكر أنني رأيته في مستودعات الشركة.
قال الأستاذ (حسن):
- مرحباً أستاذ قصي.. خذ كرسياً واقترب مني أريد أن أتحدث معكم.
سحبت الكرسي وجعلته مقابلاً له ثم جلست، فراح يعرفنا على بعضنا البعض ثم أخبرنا بأمر ترشيحنا نحن الخمسة لدورة في تطوير الذات على حساب الشركة.. كان يستطيع أن يرسل لكل موظف رسالة يخبره فيها بذلك ويطلب منه التوقيع بالموافقة أو الرفض، لكن المدراء يحبون استغلال هذه اللحظة ليشعروك أن هذه الدورة هي على حسابهم الخاص، وأن عليك أن تبدو سعيداً وممتناً لأنه رشحك لذلك، لكنني أحب أن أسلبهم تلك المتعة دائماً فأشعرهم بأنني غير مهتم نهائياً.
عندما قمت للخروج حاولت أن أتذكر أسماء الأشخاص الذين سأكون بصحبتهم لمدة سبعة أيام لكنني لم أستطع فأخذت ورقة الترشيح وقرأت أسماء الموظفين وأرقام هواتفهم.. (فاطمة)، (ماجد)، (لمى)، (بشرى) و(قصي) أنا.. وبالرغم من أنني حفظت أسماء الفتيات اللاتي سيشاركنني هذه الدورة إلا أنني لم أعرف أشكالهن ولم أركز فيها جيداً حتى الآن.. لا بأس فالأيام السبعة كفيلة بأن تفعل ذلك.
في اليوم الأول للدورة صعدت إلى مكتبي لأوقع على ورقة الحضور ثم نزلت إلى الأسفل حيث كان الجميع بانتظاري، لم نتحدث طوال الطريق بكلمة واحدة، وصلنا إلى الفندق قبل بداية الدورة بساعة إلا ربع، فتوجهت إلى المطعم وطلبت فنجان قهوة ورحت أحتسيه مع سيجارتي بهدوء شديد وأنا مغمض العينين، سمعت صوت الكرسي الذي بجانبي يبتعد إلى الخلف ثم صوت رجل يتنهد وهو يهوي بجسمه عليه، قلت:
- أهلاً أستاذ (ماجد)..
قال بعد ضحكة قصيرة:
- وكيف عرفت أنني (ماجد) وأنت تغمض عينيك؟
- ومن سيرغب بترك كل المقاعد الفارغة في هذا المكان ثم يقرر الجلوس بجانب شخص مدخن مثلي..
فتحت عيني ونظرت إليه مباشرة، فقال:
- ربما.. هل تتوقع أن تكون هذه الدورة مملة؟
أكره هذا النوع من الأسئلة المملة جداً وأكره أصحابها فاكتفيت بتحريك رأسي وقررت أن أغمض عيني فلا شيء يستحق أن أبقيهما مفتوحتين لوقت أطول، لولا أن الفتيات اقتربن هن أيضاً وشاركننا الجلوس على الطاولة الدائرية، قالت إحداهن وأظنها الأكبر سناً:
- السلام عليكم..
تفصحت ملامحها بسرعة وهي تنظر إلى نقطة مبهمة خلف (ماجد)، قلت:
- وعليكم السلام ورحمة الله.. أهلاً..
قالت الأخرى كأنها تكمل حديثاً كانت بدأته مع صديقاتها:
- لقد خفت أن أتأخر بعد ذلك.. حتى أنني نسيت أن أحضر أقلامي ومفكرتي لأدون بها.. هل لدى أحدكم قلم؟
سارع (ماجد) وأخرج قلماً من حقيبته قائلاً:
- معي قلمين.. أحب أن أستخدم الأحمر لأدون به الأشياء المهمة فقط.. لكنني سأكتفي بالأزرق، يمكنك أن تأخذيه.
وضع القلم على الطاولة أمامها فأخذته وهي تقول:
- شكراً..
كان الوضع مثيراً للاشمئزاز جداً، بدت تلك الفتاة تحاول أن تصنع جسر تواصل بين أي منا، وأعتقد أن (ماجد) سعيد بذلك جداً.. بينما بدت الثانية التي ألقت السلام متعقلة وهادئة، أعتقد أنها أكبرنا سناً لذلك كانت تتصرف بتلقائية مع الجميع، لم تعجبني هذه المجموعة جداً، ويبدو أن الفتاة الأخرى التي ظلت صامتة لم يعجبها الأمر كذلك، فرحت أخمن أسمائهن، لابد أن الكبيرة هي (فاطمة).. فاسمها قديم بعض الشيء، أما تلك المراهقة فأعتقد أن اسمها (لمى) أما تلك الصامتة فهي (بشرى) بكل تأكيد، لطالما آمنت أن لكل شخص نصيب من اسمه، وسأكون سعيداً جداً إذا كنت على حق.
قطع (ماجد) حبل أفكاري، قال وهو يهم بالوقوف:
- هيا بنا نسجل أسمائنا قبل أن نتأخر.. أحب أن أحصل على مكان جيد في المقدمة.
قلت:
- سألحق بكم.
نظر إلى وجهي مستنكراً، فهممت أن أقول له وما دخلك بما أفعل، إن وجودنا في سيارة واحدة صباح اليوم لا يعطيك الحق في أن تتصرف كأنك زوجتي لكنني قلت:
- لدي مكالمة مهمة، سأنهيها وألحق بكم مباشرة..
قال (ماجد):
- لكن لا تتأخر أرجوك..
- حسناً..
سيكون أسبوعاً حافلاً بلا شك، أتمنى أن ينتهي قبل أن أفقد أعصابي وأقوم بتحطيم وجهه، دخنت سيجارة أخرى ثم لحقت بهم، وحالما دخلت إلى القاعة أشار لي ماجد بيديه ثم أشار إلى كرسي فارغ كان بجانبه يبدو أنه حجزه من أجلي، اقتربت منه مرغماً ثم جلست لأنني لا أريد إحراجه، بعد دقائق دخل أحدهم وتقدم نحو المنصة التي ارتفعت لنصف متر تقريباً فصعد عليها وأمسك بمكبر الصوت ثم راح يشرح لنا في نقاط أننا يجب أن نبقى هادئين وأن ندون الملاحظات، ويبدو أن هناك صلة قرابة بينه وبين مديري الأستاذ (حسن) فراح يؤكد لنا أننا في مكان يحسدنا عليه الكثير من الأشخاص، وأنه يجدر بنا أن نظهر استحقاقنا لهذه الفرصة، لم يبق سوى أن يخبرنا أنه سيقوم بطرد الأشخاص المشاغبين لأنه صاحب هذه القاعة!!
دخل بعده أحد المنظمين بصحبة فتاة قصيرة بعض الشيء فسلم ثم رحب بالسادة الحضور، وأعطانا نبذة قصيرة للدكتورة القصيرة (روان) وقدمها تقديماً لا يخلو من بعض المبالغة المتكلفة التي اعتدنا سردها نحن العرب، بعدها قامت الدكتورة بالتقاط مكبر الصوت وبدأت في الحديث مرفقة بعض الصور على جهاز العرض.

يتبع..

****

اعتدت أن أتوقف عن الكتابه عندما أصل إلى 2500 كلمة تقريباً..

لكني هذي المره حاولت أعوض واستمريت حتى وصلت لأكثر من 3400 كلمة..

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية