كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ضاع قلبها هناك - يولندا راميريز
واحست بقلبها يقفز عندما شاهدت الطيف الطويل يتقدم نحوها.. اخيراً وصل .. ووقف يبتسم لها:
- ستيلا! هل انتظرت طويلاً؟
- ليس كثيراً.
- دعيني أساعدك.
فضحكت محتجة:
- ولكنني على مايرام .. حقاً.
لمسته كانت ناعمة ولكنها ارسلت شرارات لامفر من الإثارة عبر ذراعها.. وقال لها:
- يجب ان تحذري .. اريدك التمتع بيومك ولن يحدث هذا اذا تألمت.
بعد ان وقفت , ابتعد عنها قليلاً وهو يتفحصها:
- دعيني انظر اليك.. رائعة جداً.
وهو ينطلق بسيارته قال لها انها سترى جزءاً آخر مختلف من الجبال .. السماء كانت زرقاء صافية مع قليل من الغيم الابيض مستقرة فوق القمم.. واخذت الطريق تتلوى صعوداً , وعند كل استدارة لها كانت تطل امامها مناظر مختلفة , وكانت المناظر تقطع الانفاس بجمالها حتى ان ستيلا اخذت تحملق من حولها دون كلام, في الاسفل, بعيداً في شق بين جبلين, رأت لمعان مياه نهر.. والى جانب الطريق مرج واسع مليء بأزهار برية, برتقالية , بيضاء , وصفراء, تتراقص وتتمايل مع النسيم .. ويخيم فوق كل هذا هالة من الصفاء والسكون والاتساع, وأوقف جاك السيارة ثم مد ذراعه على ظهر المقعد فوق كتفيها , وقال:
- أيعجبك هذا؟
منتديات ليلاس
والتفتت اليه تهز رأسها موافقة دون كلام , عيناها دامعتان وعواطفها في قمة التأثر لمجرد وجوده معها ومشاركتها جمال المكان..
وأنزل ذراعه عن المقعد ليضمها على كتفيها, ولم تحس ستيلا كم مضى عليهما وهما يجلسان هكذا بالتصاق لا يحتاج الى كلمات , كل ما احسته هو انه عندما رفع ذراعه عن كتفيها ليدير المحرك ثانية, احست بالضياع.منتديات ليلاس
ووصلا الى بركة النهر, جلسا على ضفتها للتمتع بنزهتمها.. إنه مكان هادئ وجميل, مكان بعيد عن الممرات المعروفة التي يستخدمها زوار الجبال ونادراً ما يكتشفونه, وكانت الشمس تتسلل عبر الاشجار الباسقة لترمي بأشعتها فوق الصخور وتتسبب بالظلال.. ومن فوق صخرة عالية يتدفق شلال تجري تحته كتل كبيرة من الرغوة البيضاء, تعود لتصب في البركة.. وكان الطحلب يتعلق بالصخور , وتحت الشجر مئات من نبات الفطر , حذرها جاك منها بأنها سامة ..لا تؤكل , فاستدارت اليه ضاحكة:
- اعرف هذا, ولكن أليس منظرها جميل؟ وانظر الى هذه الحمراء اللون والبقع لبيضاء فيها.. أظنك جئت بي الى وادي الجنيات , ولو اغمضت عيني , ستخرج الجنيات من خلف هذا الفطر وتبدأ بالرقص.
وومد جاك يده ليداعب شعرها وضحك.
- أتعلمين .. أنت لازلت طفلة بطرق عديدة.. هل كنت تؤمنين بالجنيات وانت صغيرة ستيلا؟
|