لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


ما وراء الماضي

(1) . . . و ابتسم القمر ابتسامته الاخيرة ، مودِّعًا سمائي ، تاركًا لي و عدًا بالعودة ، سارت بي اقدامي الى المجهول . تاركة خلفي قدري الذي صمّمت

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-13, 06:34 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 255689
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: Angel nouna عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Angel nouna غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي ما وراء الماضي

 

(1)
. . . و ابتسم القمر ابتسامته الاخيرة ، مودِّعًا سمائي ، تاركًا لي و عدًا بالعودة ، سارت بي اقدامي الى المجهول . تاركة خلفي قدري الذي صمّمت على كتابته بيدي ، و الذي رسمت فيه حريّةً دفعت ثمنها كرامة !
و لكنني اكتشفت أنَّ ما قدّر ربي هو الأفضل ، و يبقى سؤالي .. ماذا سيكون ثمن هروبي من قدري أبداية جديدة أم موت محتوم !

لامست يداي طرف مقبض الباب الخشبي القديم ، بلونه البنيّ الكئيب ، تسارعت نبضات قلبي ، فراح يرتجف خوفا ، ربما خوفا ، او ربما فرحا ، لا ادري ما كان ذلك الشعور ، عندما تعود الى ماضيك ، ماضيك الذي حاولت جاهدًا التخلص منه ، و اتهمته بالسرقة ، نعم اتهمته انه سرق احلامك ، و اصريت على ان يسجن في زنزانة الزمن ..
و مرّت الايام و اثبتت لي براءته ، فهذا الماضي الذي ارتسم امام أعيني لوحة سوداء كان رحمة امام قسوة الأيام التي واجهتني ، و الذين اعتبرتهم اشباحا في صغري ، رفضتهم و كرهتهم ، اكتشفت لاحقا انهم اشبه الى الملائكة ، .... و عدت مكسورة الجناح ، الي اصلي ، الى الحرمان ، و كم هو جميل الحرمان امام الذُّل ، و كم هي سعيدة دموع الجوع امام دموع الإنكسار ، و كم هي لذيذة قهوة مرة امام قهوة سكرها خليط من حقد و شرٍ مرير !!
أخيرا ، فتح الباب امامي و كأنما فتحت آفاق الحياة أمام عيناي ، لم تكتمل لحظة فرحتي ، فرائحة الرصاص الحادّة اعتنقت انفي ، تنفست الصعداء و دموعي قد وصلت الي موعدها مع خداي الحمراوان !! على و جهي الكئيب المرهق ، اعتلت علامات الحزن و مرارة الندم ،، و ضعت حقائبي جانبًا و رحت اتلمس المكان ، و قدماي تمشيان بتثاقل اثر التعب الذي ارهقني طوال المسير ..
سقف بيتنا هذا الذي جمع عائلة واحدة اعتادت على التآلف و ...... ، لم يعد قادرا على الصمود ، هرم ، كبر ، اصبح عاجزا عن مهمته السابقة و غير قادر على حمل اعباء هذا المنزل ... ابيض كان لونه ، لون العفة و الصفاء ، لم يتخلى عنه ابدا، فقد ارتداه اليوم كفنًا !!
شرعت برحلة الإستكشاف .. "هذه غرفة امي" ، هذا سريرها ذي الأغطية الأرجوانية الملطخة بغبار الأيام !! هذه جدرانها و قد باتت محطًّا للخدوش و اللّكمات ، هذه نافذتها المطلة على حديقة عرفتها غنَّاء و لكنني خذلت في شأنها ، فقد امست صحراء باهتة ، و تلك غرفة "نور" بألعابها المبعثرة في كل مكان ، و هذا مطبخنا ، هنا كانت تقف امي تغسل الأواني ، الأواني التي انتشرت شظاياها في كل ناحية من انحاء المكان و هنا كانوا يتساعدون في تحضير و جبات شهيّة ، و لكنها اضحت غذاءً للجرذان !! ، و هذه غرفة الجلوس، آه و كم كانت تتسع من اقرباء و اصدقاء و اهل الدار ، كم هي حزينة الآن و قد استوطنت بيوت العنكبوت جدرانها ، جدرانها الغاصّة بدموع الإشتياق ، و هذه .... "غرفتي" و ها هو الملصق الذي كان على الباب "ممنوع الدخول" وبعد ان خر صريعا رافعا رايته البيضاء للإرتجاجات التي سببتها بعض طلقات نارية اصدرها سلاح العدو !!
اقتحمتها ، لأرى صديقتي العزيزة ! التي انشأت في شراييني رغبة لم استطع تحقيقها ، رغبة بالصدق و الجراءة ، مرآتي ! انها التي كنت ارى فيها دموعي ، اشجاني و افراحي ، لم تدفعني جرائتي لأكذب امامها او أخطئ بل كنت ارى فبها شخصيتي الحقيقية التي اعتدت على اخفائها دومًا ، كانت تفعل ما اريد ، و تتصرف كما اريد ، كانت تفهمني و تتكلم كما افعل ، كانت تجذبني لكوني كنت ارى فيها الشخص الوحيد الذي يفهمني، أنا !
اضحت صديقتي جثة هامدة تكسرت اضلاعها ، و حتى الآن مازالتُ ارى فيها (الحقيقة) و لكن اراها في عدّة اوجه .......
(2)
ايام قليلة غيرّت المنزل من خرابٍ الى جنّة ! اتعبني العمل ، و نهشت النظافة من قوّتي الكثير ، توّصلت الى بعض العمّال ليعيدوا ترميم المنزل و طلاء جدرانه ! رميت المفروشات القديمة و اشتريت افخم ما في السوق ، لم يحتج ذلك أكثر من أسبوع و يوم ، أعدت الحديقة الى نضارتها السابقة ، في هذه الفترة رحت أتجوّل في الأزّقة علّني اتوصّل الى منزل (أمّ وسام) ، و لكن عبثًا فالمنازل تغيّرت و الضيعة القديمة أصبحت أقرب الى المدن ، مازال سكّان ضيعتي يحملون في راحتهم الوفاء و التضحية ..
منزلنا كان الوحيد الذي لم يتغيّر ، فالحرب القاسية أنشأت دمارًا دفع الناس الى اعادة بناء مساكن لهم ، في طريقي ، وقع نظري على سلال ورود يحملها شابُّ اسمر اللون ، جسيم ، مفتول العضلات ، لم أميّز ملامح وجهه جيّدا بحكم الأمتار التي تبعدنا ، اقتربت منه أكثر ، لفتت نظري قطعة قماشٍ يلفّها حول ساعده دفعتني بقوّة على أن أنظر الى وجهه مع أنّني حاولت ان أبقي وجهي موّجها الى الأرض !
إلتقت عيوننا لتعيدني خمس سنوات الى الوراء ، حيث كنت جالسة على الحشيش الأخضر مستندة الى شجرة و أمامي نساء ضيعتي يقطفن حبّات الزيتون ، في يدي قطعة من قماش اتلاعب بها و قد خيطتّ على طرفها حرفي (W & A) إقترب مني وسام متردّدا و جلس بجانبي ، و هو يحدّق بما في يدي ، ابتسمت مرحبّة و مددت يدي لأقدم له هديّتي !
تأّملها بهدوء ثم حرَّك شفتيه لينطق بها (أحبك) ، لم أكن قادرة على ان اعيد له ما قال فالتزمت الصمت و انا اربطها له ، نظر بحزن و الدموع تتغلل في عينيه السوداوان .
- وسام : سوف ترحلين ؟
هزّ صوته كياني ، و تركت كلماته في قلبي جرحًا بليغًا ، و لم استطع ان أرد فأكتفيت بأن أهز رأسي .
- وسام : قولي شيئًا
- قمر : ربَّما ، ... و لكن ..
لم أكمل ما كنت سأقول ، فقد همَّ بالرحيل ..
- قمر : الى أين ؟
- وسام : الى مكانٍ استطيع فيه ان أنساك
- قمر : بيتك ؟
- وسام : الموت !!
و عدت الى الواقع ، لأراه و قد تعدّاني و اكمل مسيره ، أغمضت عيناي لأرى سوادًا ،
سوادًا لا اكثر!

 
 

 

عرض البوم صور Angel nouna   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الماضي, وراء
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية