العفووو اخوي .. فادي

الفصل السابع

كان من الجنون ان تحتفل بخطبتها قبل ثلاث اسابيع من موعد الزفاف , وتمنت بيبا بينما كانت تقف عن النافذة تراقب مجيء اصدقائها, لو ان بامكانها البقاء في غرفتها وعدم النزول الا انها استدركت ان تأخرها لن يدوم لأن شوان سيصعد وينزلها عنوة.
ولو فكر شوان قليلاً بعدم استفادته من زواجهما كانتقام من اهلها لخسرت بيبا بدورها , انه الآن في غرفة الجلوس يتعرف الى اقربائها ويتلقى التهاني وفي الواقع ان زواجهما سيعلن امام الناس لأول مرة هذه الليلة.ريحانة
اصطحبها شوان الى العشاء مساء الأربعاء كما قال لها . ولكنهما لم يتبادلا اي كلام سوى أتريدين المزيد من العصير , وهل أنت جاهزة للرحيل؟
وفي طريق العودة, انعطف شوان الى جانب الطريق ليوقف السيارة واخذها بين ذراعيه وراح يقبلها ثم تركها ببرودة وانطلق بالسيارة من جديد والصمت يخيم عليهما .
عندها اغمضت عينيها واسندت رأسها على المقعد تائهة بذكرى لمساته التي لا تستطيع نسيانها, لقد اخجلها عدم استطاعتها السيطرة على نفسها والتجاوب معه عندما قبلها , وتساءلت عن سبب انجذابها الكبير اليه والذي جعلها ترغب بالمزيد.

فتح لها باب السيارة لتخرج منه وسألها فيما اذا كانت مستعدة لذلك, حين اومأت ايجاباً , قال لها :
- تصبحين على خير.
استيقظت من افكارها الشادرة حين سمعت صوت الباب يفتح , استدارت نحو الصوت فوجدت شوان واقفاً امامها.
قال لها :
- هل انت جاهزة؟
- نعم, كنت سأنزل حالاً.
ادار نظراته في انحاء الغرفة باهتمام وتعجب وبدأ يتأمل الاثاث ذات الطراز القديم والغالي الثمن. قال:
- معلقاً جميلة جداً وقيمة على مااعتقد. هذه الاشياء الثمينة.
ثم تابع يقول بقصد اذلالها:
- اذا لهذا السبب قبلت الزواج مني, فقد كان من الصعب عليك التخلي عن كل هذا العز والرفاهية.
تجاهلت تعليقه وقالت بثبات :
-اذا كنت مستعداً باستطاعتنا النزول الى الطابق السفلي.ريحانة
نظر اليها متفحصاً وقال:
- بالطبع مستعد , ولا اعتقد انك تنتظرينني كي اعلمك بأنك تبدين جميلة جداً.
منتديات ليلاس
نظرت بيبا اليه بتردد متسائلة عن سبب اهتمامه الزائد بها , فلابد ان الخاتم الذي قدمه اليها جعله يشعر بأنه امتلكها , ولكنه ابتسم بسخرية مما جعلها خائفة منه.
- لا عليك فأنت في مأمن .. حالياً.
ولكن الى متى ستكون في مأمن منه؟ الى ان يجذبها من بين كل المدعوين الى زواية منفردة ويعاود محاولته القاسية في اذلالها الى متى؟
ارتجفت بيبا عندما وضعت يدها بيده , فقد كان يخيفها الى حد بعيد وبالرغم من انه بدا متأنقاً في بدلته الرسمية الرائعة الا ان ملامحه كانت واضحة الى حد بعيد, الى حد جعلها تنجذب نحوه بكل مشاعرها.
لابد انهما يشكلان ثنائياً رائعاً, قالت بيبا في نفسها , ولكنها بالرغم من انتعالها الكعب العالي جداً, لم تقارب حافة كتفه بقامتها , اما ثوبها فكان من الحرير الزهري اللون جعلها تبدو في غاية الاناقة والجمال, بينما وضعت حول عنقها سلسلة ذهبية وفي اذنيها وضعت القرطين الماسيين الخاصين بوالدتها والتمع اصبعها بخاتم خطوبتها الثمين.
وعندما وصلا الى غرفة الجلوس توجهت الانظار نحوهما , فرفعت بيبا رأسها بتعال وكأنها بذلك تحاول الافلات من هذه الوجوه المهتمة والمتسائلة .ريحانة
وبالرغم من وجود صورة جدتها فوق المدفأة فلم تكن تشعر بيبا في أي وقت من الاوقات بالتشابه بينها وبين جدتها مثلما شعرت به هذه الليلة , وعلمت عند ذلك ماقصده شوان عندما شبهها بجدتها واختارها لتكون وسيلة للانتقام , لقد كان الأمر بالنسبة اليها كمن ينظر الى نفسه في المرآة.

لابد ان شوان قد كره جدتها لكنه لم يستطع شيئاً حيال الأمر, اما اليوم بعد ان تغيرت الظروف فلن يتردد في رد الصفعة اليها سواء كان ذلك عن طريق الحب المنتقم او غيره, فليس باستطاعتها الهروب منه ابداً.
شعت الابتسامة على وجه والدها حين قال:
- اعتقدنا انك ستنتظرها اكثر من ذلك.
اجاب شوان بلطف:
- لم نشأ ان ندعكم تنتظرون كثيراً ياسيدي.
- آه حسناً...
استدار والدها نحو الضيوف وقال :
- لن اطيل الحديث معكم ايها الضيوف الاعزاء , فكل ما أود قوله هو اننا نرحب بوجود شوان في عائلتنا , لذا فلنهنئ هذين العروسن ونتمنى لهما مستقبلاً سعيداً.
قدم العصير وشرب الجميع نخب سعادتهما , بينما بيبا بقيت واقفة مكانها وقد رسمت ابتسامة باردة على وجهها, وكانت تتمنى في داخلها لو ان الأرض تنشق وتبلعها.
منتديات ليلاس
تقدمت احدى صديقات بيبا وقبلتها على خدها ثم هنأتها قائلة:
- عزيزتي بيبا ألف مبروك , لم أكن اعرف شيئا عن الموضوع , فأنت لم تذكري شيئا في حفلة العشاء التي اقامتها سارة.
- كل لم افعل, ذلك لأن الأمور جرت بسرعة .
ضحكت جيني وحولت نظراتها نحو شوان وقالت بهمس :
- حسناً أصدق ذلك! ولكن أين تعرفت عليه فهو مذهل , اتساءل ما إذا كان لديه شقيق يشبهه.
- اخشى ان أقول لك لا.
- آه للأسف لا.
اقتربت مارغوري من بيبا وابلغتها اطيب و احر تهانيها فقد كانت اول من عرف بالأمر ولكنها شعرت ان هناك شيئا غير واضح لأن الأمر قد تم بسرعة قصوى, وبالرغم من انها لم تسأل شيئاً لكن بيبا كانت متأكدة من انها ستكون دائماً جاهزة لتقديم المساعدة لها .منتديات ليلاس
- اتمنى لك كل السعادة يا بيبا.
- شكراً يا مارغوري.
تبعتها لوسي فتقبلت بيبا التهاني منها بامتعاض ورمت شوان بنظرة هائمة , لكنه لم يظهر شيئاً تجاهها بل تجاهلها فكأن مراقصته لها في تلك الليلة في المطعم والعشاء الذي دعاها اليه لم يعنيا له شيئاً , اما اذا اعتبرت لوسي ان بيبا امرأة متسلطة تسرق الرجال , فتكون هذه المرة الثانية التي تسمع فيها هذه الجملة من جيريمي.
- اتمنى ان تحظي بحياة سعيدة يا بيبا.
كان من الصعب على بيبا ان تقف بقرب شوان تتقبل تهاني اصدقائها وابتسامتها المتصنعة لا تفارق وجهها في الوقت الذي يقف فيه شوان وهو يعاني من الضيق لالتقائه باناس غرباء عنه, لكنه بدا مرتاحاً وغير مبالياً ابداً.
ولفت انتباه ردة فعل جيريمي تجاه خطوبتها من شوان , لقد كان متجهم الوجه فالبرغم من ان علاقتهما لم تكن جدية يوماً فهو لم يتقبل الأمر ببساطة لذا راحت ترقب بحذر تحركاته وانفعالاته.

اجبر جيريمي نفسه, بالرغم مما كان يشعر به , بالاقتراب لإلقاء التحية والتهاني وأخذ يمازح شوان في طريقة ودية ومهذبة :
- اعلم ياسيد انك اصبحت أقل الشبان شعبية في هذه المنطقة.
اجاب شوان ببساطة:
- افهم ذلك ياجيريمي ولكن بما انني جديد في المنطقة قررت ان اخاطر بشعبيتي لعلني احظى بشيء أفضل.
ضحك جيريمي وقال:
-من المؤكد ان شيئاً من ذلك لن يحدث , هل تسمح لي بتقبيل العروس؟
- بكل رحابة صدر ياجيريمي.
شعرت بيبا بانزعاج كبير للطريقة التي أخذ جيريمي وشوان يتحدثان بها عنها, فقد جعلاها تبدو كجائزة يحظى بها من يفوز في مباراة.ريحانة
وبالرغم من انها كانت قبلة سريعة وباردة , شعرت بيبا بارتياح كبير عندما ابتعد عنها جيريمي, وتساءلت كيف انها استطاعت ان تتحمله من قبل, فقد شعرت الآن كم انه ضعيف.
منتديات ليلاس
بعد ان انصرف جيريمي جذبها شوان الى جانبه ونظر اليها بطريقة ساخرة معلقاً:
- يبدو ان لم ترتاحي بهذه القبلة ابداً, على كل حال من الجيد ان اعرف انك لم تندمي على زواجك من جيريمي.
التمعت عيناها من سخريته واجابت:
- لم أقل يوماً بأنني كنت انوي الزواج منه مع انه رجل جيد وسيجعل من أية امرأة يتزوج منها سعيدة , فهناك أكثر مما تفكر به في الزواج.
لم يجدر بها قول ذلك, فحاولت ان تتحاشى عينيه بخفض نظراتها نحو الأرض, ولكنه لامس ذقنها بيده وادار وجهها اليه ليقول بحدة:
- انت امرأة مميزة غير باقي النساء , وجيريمي ليس الزوج المناسب لك , يلزمك رجل قوي وقادر على تحقيق رغباتك كلها ليس كجيريمي.
- تقصد رجلاً مثلك ؟
- تماماً رجل مثلي.
ومن دون أي إنذار ضمها بين ذراعيه وقبلها امام الجميع مبرهناً لجيريمي ولكل من حوله ان هذه التحفة الثمينة قد اصبحت ملكه الآن.
وعندما افلتها من بين دراعيه ادارت رأسها لترى كل من في الغرفة ينظر اليها مستعلماً عما كان يحصل حتى قبلها امامهم , فأحمرت وجنتاها خجلاً ولم تعرف ماذا تفعل .ريحانة
اول ماخطر ببالها , هو ان تبتعد وتختبئ عن الجميع, لكن شوان امسك بيدها بقوة وكأنه ادرك مايجول في خاطرها , قالت بصوت منخفض :
- اكرهك.
ضحك بلطف وقال:
- اعرف ذلك, وهذا مايضفي رونقاً على علاقتنا لأنه لا يمكنك منعي من فعل اي شيء, واخيراً فرداً من آل كوربت يدفع الثمن غالياً باستسلامه لي, لا احد يعلم ربما قد ينفعك هذا , فكما يقولون الغضب يؤدي الى تأسيس شخصية قوية.
- آل كوربت ليسوا بحاجة الى دورس لتأسيس شخصايتهم منك.