لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-13, 04:07 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


(66)


يفتح الباب ببطء ..
يقف مستنداً عليه بعد أن يغلقه خلفه ..
يتفحصني بأنظار مريبة ! ضوء المصباح الخافت يعكس على وجهه الضئيل ضلالاً مُرعبة !
أكنت أخافه ؟
يطفئ المصباح فتندلق العتمة كحبرٍ قاتم !
لا أبصر شيئاً .. سوى أن حاستي السمعية استيقظت بشكل عنيف ..
فأصغي بتوجس لخطواته الهادئة و هو يقترب !
العتمة ! هي رمز للليالي الحالكة التي أقضيها مع عبد الرحمن !
ليالي ! يمارس كل منا ما يمارسه كل الأزواج ! و لكننا نمارسه و الكره يفيض بيننا ..
ينفر من جسدي و أنفر من وحشيته و غروره !
في العتمة نمارس ما نمارس لألا نرى عيوب بعضنا التي حفظناها و اشمئزينا منها !
و رغم هذا فنحن يجب أن نمارس هذه الشيء ..
لماذا يجب ذلك؟
و كأن ثمة غاية من ذلك تجعل عبد الرحمن يصر أن يظفر بحقه الشرعي كل يوم !
مؤكداً على رجولته التي يرى أن يوسف يفتقر إليها بعدم مطالبته بحقه !
هذا العبد الرحمن ! رجعي بشكل لا يصدق ..


أخرج من الحمام و أنا أجفف شعري بالفوطة و أشعر بالدنس يملأني !
ما هو هذا الشعور الذي يواتيني مع كل مرة أجتمع مع عبد الرحمن على ذلك السرير ..
الشعور بالخطيئة!
أفتح باب الغرفة لأراه قد استلقى على السرير يجذب الغطاء على جسده العاري النحيف جداً .. أتقدم بثوبي القطني الساتر لأجلس على السرير أسرح شعري و يسود الصمت بشكل مربك ..
حينها يقول هو ضجراً :" انتهي من هذا و أطفئي النور لننام "
بخضوع :" حسناً "
و عدت أمشط شعري منكسة رأسي ..
كم أكره هذه الشخصية التي ألتحف بها بحضور عبد الرحمن !
أشعر بالوهن ! بالضُعف الذي أمقته ..لطالما عشقت القوة التي أتظاهر بها أمام يوسف !
فيغدو الأخير مسحوراً بثقتي بنفسي و غروري ..
تذكرته بقوة ! و حضرت صورته الزاهية لتتالق في خيالي ..
ذلك الرجل اللطيف و الهادئ ! ملامحه الشابة الوسيمة ..
أني أريده الآن ! تلك رغبة لا يمكنني كبحها !
رغبة ! نعم لطالما تعودت أن أحقق رغباتي الغير عقلانية فقط لأني أرغب بها و فقط !
و لا يهم من هم حولي و ما هو رأيهم !
هنا تسلل لمسمعي صوت عبد الرحمن من جديد :" أين فاضل ! "
تنهدت لأخفي توتري الذي نبت بشكل هائل لمجرد تذكري أن فاضل يبيت حالياً في منزل يوسف ..
همست :" كما أخبرك من قبل أنه يبيت مع صديقه لأن ظهره يؤلمه من الأريكة .. كما أنه لا يستطيع المذاكرة هنا!"
و اختلست نظرة لعبد الرحمن المستلقي خلفي من خلال المرآة الموجودة أمامي ..
كم هالتني النظرة المتخشبة التي صوبها ناحيتي ! هل كان يشك في شيءٍ ما !؟
لم يخب ظني سرعان ما أردف متهكماً:" ظهره يؤلمه ! هه و كأنه لم يعش سابقاً معي في ذلك الكوخ النتن ! كان يتمنى أن ينام على أريكة بدل النوم على الارض مع الحشرات !"
و حول أنظاره لي قائلاً بهمس :" اعتاد على الرفاهية في منزل يوسف!"
لبرهة تجمدت ! و شتتت بصري هروباً من نظراته الحادة ..
استوى هو بجسده الضئيل و هو يراقبني و كنت أنا أمشط شعري بسرعة مهولة ..
تمتم و هو يتفحصني بنظراته :
" سيارة آخر موديل!
غرفة خاصة !
حاسوب ! كاميرا !
هاتف آخر طراز ! أجهزة لا داعي لها فقط ليفاخر بها أمام صُحبه !
و ملابس جميلة كثيرة !
هه .. ما أجمل العيش مع يوسف و ما أبشع العيش مع أبي ! "

نظرت له هامسة بتوتر :" ماذا تقصد !( غضضت بصري) اخلد للنوم و اترك عنك هذه الأحاديث اللا معنى لها ! "
قرب وجهه لوجهي فبدت عيناه كعينا ذئب مرعب ! تلتعمان في الظُلمة ! منذرة بعواصف هائلة ! همس و هو يكز على أسنانه غضباً :
" أنت تعلمين أنه يعيش مع يوسف أليس كذلك ؟؟ "
صُعقت ! اعترتني رجفة ..
حاولت أن أتماسك و أن أهرب بعيناي عن عينيه كي لا يقرأ الكذب في عيني ..
صرخ فهزني هزاً :" تكلمي !!!! فاضل يعيش مع يوسف منذ فترة و أنتِ تكذبين و تقولين في كل مرة أنه مع صديقه ! "
قلت بقهر و أنا اغمض عيناي مشيحة بوجهي :" نعم يعيش مع يوسف ! اذهب و تشاجر معه ! أنا لا دخل لي !"
اشتعلت عيناه غضباً و هو يقبض على ثوبي من ناحية كتفي :" و لم تخبريني أيتها (..)"
صرخت و أنا أنهض و قد بدأت أتعرق بشكل جنوني .. خاطبته بقوة :" إياك أن تصفني بهذه الأوصاف ! أنا طاهرة رغماً عنك !! "
حانت منه ابتسامة ساخرة شيطانية و نهض من السرير ليتقدم بجسده العاري ناحيتي بشكل أرعبني بشكل مميت ..واجهني بعينيه هامساً :
" طاهرة ! ؟
( و انطلقت ضحكته تهز الجدران هزاً )
عاد يتأملني بكره .. :" طاهرة تخون زوجها ؟
هل الطهارة تتمثل فيكِ حقاً ! هل الطهارة تتمثل بامرأة شيطانية تتلذذ بتعذيب زوجها !
ثمة مرض تعانينه ! تعشقين السادية بشكل رهيب و مارستِ أشنع طقوسها على ذلك المسكين !"
همست و أنا أشدد من قبضتي يداي بعنف منكسة رأسي :" أنت من دفعتني لفعل ذلك !"
أطلق قهقهة عالية ثم همس :" هكذا ! تحبين رمي ذنوبك على الآخرين ! لا تحبين الاعتراف بأي ذنب فأنت الطاهرة "
أشار لي بسبابته بتهديد :" أخبري فاضل إن لم يعود للمنزل سأذهب لمنزل يوسف و أقلبه على رأس يوسف !
( بعنجهية ) لن يتمكن يوسف من إخضاعي ! "




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(67)


الحُب !
وردة رقيقة لا تنبت في الأراضي القاحلة !

أقف أمام مجموعة هائلة من الألوان المتنوعة ! المصفوفة بشكل جميل ..
و أظل أتفحصها باهتمام قبل أن أدير رأسي لابصر عمار الذي يقف مشدوهاً يتأمل الأقلام البراقة في الناحية الأخرى من المحل !
ابتسمت و أنا أنظر لعلبة اللون الزهري المائي في يدي ..

الحُب !
وردة جميلة جداً و لكنها ستموت إذ لم تتغذى جيداً ! و ستتحول لرماد.. لا لون له !

أنظر لفاضل الذي لازال يبحث عن المساطر المميزة التي يريدها ..
يقف هناك يدفع عربة مليئة بمستلزمات دراسته! كان هو الآخر مأخوذاً بما يُعرض هنا في المحل !
فاضل حالياً يسكن معي !
و لم أسأله حقيقة عن الأسباب ! و لم ألح كثيراً ! ظننته يمر بحالة عصيبة !
قررت أن أدخله في عالمي الجديد مع طفلي ..

يركض ناحيتي عمار فأخاطبه قائلاً :" و ماذا يريدون أيضاً ؟ "
ابتسم و هو يحاول التذكر :" قال الأستاذ أننا لكي نشارك في المسابقة ينبغي أن نشتري وسيلة كبيرة بيضاء و ألوان خشبية أو شمعية ! و ."
أخرجت الورقة من جيبي و هي تحوي شروطاً للمسابقة ! مسابقة رسم سيشارك فيها عمار !
عمار ابني ! ليس بارعاً في الرسم .. و لكني طورته بشكل رهيب !
في أقسى لحظات حياتي ! ألجأ للتلوين مع عمار ! للترفيه عن نفسي !
نلون ! و نلون ! و نلون !
أننا نحاول تلوين حياتنا الرمادية !
لا أريد أن يعيش طفلي طفولة خاوية ! تعيسة يخجل من البوح بها!
سأسعى بكل ما لدي أن تكون له حياة جميلة ! ليكون شخصاً سعيداً !

ابتسمت و أنا أتأمل عمار الذي تسلق العربة بمرح ليجلس بمشاكسة بداخلها يعبث بالحاجيات ..
أدفعه و نحن نسير ناحية فاضل الذي يقف يتفحص مشترياته بحاجبين معقودين ..
ينظر لي و هو يلقي بالحاجيات في العربة قائلاً بتنهيدة :
" المساطر التي أريدها ليست هنا ! و حتى بعض المستلزمات لم أجدها هنا ! "
قلت و أنا أنظر للساعة :" الآن اقترب وقت اذان المغرب ! لا يمكننا الذهاب لأي مكان آخر"
زفر بضجر قائلاً :" لا بأس ! غداً سأواصل البحث ! "
نصعد السيارة اللكزس .. أدير مفتاح السيارة فيبث المكيف هواءاً لذيذاً ..
أستند على مقعدي أقفل الحزام و بجانبي فاضل يدس في جيبه هاتفه بعنف ..
انظر له و قد غزت ملامح الضيق وجهه بشكل مفاجئ ..
يقفز عمار ليطوق رقبتي بسعادة و هو يخاطبني :
" أبي سترسم معي أليس كذلك "
ابتسمت :" نعم ! مسموح لأولياء الأمور بالمساعدة البسيطة ! و لكنك أنت من سترسم ! لا أنا ! "
رفع عمار يديه فرحاً :" نعـــــــــم سأفوز بالجائزة !! "
نظر لي فاضل مُطولاً .. ثم قال بضجر :" عما تتحدثان ؟"
ابتسمت أنا بدوري و قلت رافعاً حاجباي :" نهاية هذا الفصل ستكون مسابقة رسم ! في المدرسة ..
بمشاركة أولياء الأمور أي أن الأب سيساعد الابن في رسم اللوحة و تلوينها .. ستكون مسابقة جميلة أليس كذلك عمار؟ "
" نعـــــــــــــــــــــــم !!!! نحن نتدرب يوميا على الرسم و التلوين ! "
كان عمار متحمساً و لم يستطع حتى الجلوس في مكانه ..
فقال فاضل بسخرية :" أنتما ..... "
رفعت حاجباي أنتظره يكمل .. فهمس و هو ينظر للطريق :" أنتما تعيشان في عالم وردي ! "
قدت السيارة مبتسماً :" و أنت تعيش في أي لون ؟"
ابتسم فاضل بوجع ثم همس :" عالم لا لون له ! "
ثم نظر لي هامساً :" أنت لم تسألني لماذا أعيش معك الآن ! مشغول دائماً بألعاب عمار و رسوماته و أشياء سخيفة ! "
تأملته لبرهة ساهماً ثم همست :" أنا لستً مشغولاً ! و لكني سألتك إذ كنت تعيش بشكل جيد و تمنعت عن الإجابة و لهذا الحد لا أستطع التوغل لحياتك ! "
زفر فاضل و هو يسترخي في المقعد ثم همس :" يوسف نحن نحتاجك !! "
عقدت حاجباي و أنا أحدق في إشارة المرور الحمراء ثم حانت مني ابتسامة ساخرة .. رمشت لفترة ثم همست:
" لأول مرة تخبرني أنكما تحتاجاني ! "
أطال النظر إلي ثم عض على شفتيه بحنق :
"بالتأكيد سنحتاجك يوسف عليك تقدير ذلك !!
( بنبرة استياء ) أمي كل يوم تتاذى مع أبي و يتشاجران بعنف !
كما السابق بل بشكل أعنف و أقسى ! هل تعلم أنه يضربها؟؟ "
قلت و أنا أمسك بالمقود متنهداً :" لماذا تخبرني بشيء كهذا ؟ "

زفر فاضل بقوة ثم ارتفع صوته غاضباً :" ما بك يوسف ! أصبحت بارداً ! ( همس بانزعاج ) أمي تريدك ! انها تعشقك ! لا تفكر إلا بك ! أنت بالنسبة لها الحُلم !
لو تراها يا يوسف ! لو تراها لرأيت امرأة بشعة مهملة لا تستطيع إصلاح من نفسها شيئاً !
( بحزن ) لقد هرمت أكثر فأكثر بمجرد أن فقدتك "

و همس و هو ينظر لي يتفحصني :" أما انت ! تبدو و كأنك صغرت عدة سنين ! بشرتك زاهية .. أصبحت حيوياً و أكثر وسامة ! أكثر أناقة ! .. لماذا؟؟"

رفعت بصري ناحيته فرأيت في عينيه انعكاساً للأضواء التي تملأ الشارع الذي أظلم سريعاً ..
كانت عينيه تبثان حزناً عميقاً ..
صمتنا لفترة نُقلب الأفكار بذهنينا! و كُنت أشعر بالتضارب بين مشاعري ..
بمجرد التفكير برباب فإن الذكريات السيئة تأخذ مجراها لتتدفق براسي ..
استدرت برأسي لأرى عمار قد استسلم للنوم و هو يحضن بيديه مجموعة الألوان ..
ابتسمت بحب و همست :
"أنظر إليه ! ما أجمله ! أنه مشاغب جداً و لكن عندما ينام يبدو مسالماً جداً ! أقاوم رغبتي باحتضانه بقوة ! "
تأملني فاضل باستياء ثم همس :" لابد أنك تسخر مني ! أنا أكلمك بجدية و أنت تتكلم عن طفلك؟"
ثم همس بتردد :" ألم تعد تحب أمي ؟"
ابتسمت و أنا أنظر له :" بلى ! لازلت أحبها ! و لازلت أحبك أنت أيضاً ! لازلت أحب الجميع !
أنا لا اعرف الطريقة التي تنتهجها رباب التي تجعلها و بسهولة و وقتما تشاء أن تطرد أحدهم من قلبها !
أنا لا أستطيع ممارسة هذا النبذ العاطفي ..
و لكن .. ( اختلست نظرة لعمار المستلقي بسلام ) وجدت أنه الأحق بالاهتمام و التضحية !
سأحب رباب للأبد و لكني لن أضحي أكثر و لن أطاردها مجدداً ! و لن أحارب عبد الرحمن أكثر لأجلها !
ابتسمت : الحُب يختنق هكذا يا فاضل ! سيموت من كُثر التعذيب ..
لازلت أحافظ على حبي لرباب ..كما احبك أنت يا فاضل سأحب أمك ! كأشخاص عاشوا معي مُسبقاً لا يمكنني نكران العِشرة التي بيننا !
خفضت نبرتي: و لكنه ليس الحب التي كنت أتلهف للعثور عليه !
كنت مجنوناً أبحث عن ذلك الحب و لكنه كان بجواري ! ( حولت أنظاري لعمار بحنان )
أنه عمار !
أتعلم أني أقضي مع عمار كل وقتي ..
نعيش حياة جميلة مليئة بالمشاكسة ! و هو يحبني كثيراً !
و يقبلني قبل أن يخلد للنوم ! و نخطط معاً لحياته !
نفكر معاً في أشياء كثيرة ! و نذهب سوية إلى الحديقة العامة ..
عمار يراني أفضل شخص في حياته ! يراني أهلاً لينظر لي بإعجاب !
عمار يحبني بصدق .. و يناديني أبي .. و لا يتردد في أن يقول لي أنا أحبك !
لقد أعطاني عمار الكثير من دون أن يقصد حتى !
أليس الأولى أن اصب اهتمامي على من هم يحبونني بصدق !
وحده عمار أحبني هذا الحُب !"

تنهد فاضل بضجر:" طبيعي فأنت أبوه ! "
ابتسمت و أنا أنظر للشارع ساهماً :
" طبيعي ! نعم أنه حُب فطري .. طبيعي ..
و لم أكن أبحث عن حُب أكثر من أن يكون طبيعي ! حياة طبيعية فحسب !
هذا هدفي المتواضع ! أليس هدفاً مثيراً للشفقة ؟ "

و تأملت الطريق و أنا أقود السيارة بشرود ..
كم هو قلبي طيب كثيراً ليستقبل فاضل بسعادة غامرة !
و هو الذي لم يأتني إلا بغاية في نفس يعقوب ..
جاء بعد أن ضجر من ضيق الشقة .. و قلة المصروف و صراخ والده !
جاء بعد أن أحس بالشفقة قليلاً على أمه !

رباب ..
أني لا أسمح لذهني بالتصور .. كيف تعيشين الآن !
فلتعيشي و تمضين في حياتك في سلام ! و لأدوس على قلبي المغفل بقوة !
أنا ! أنطلق الآن في حياتي ! متفائلاً و أنا أرى عمار أمامي يكبر و يتطور ..
أراه كنسخة مني ! و لكنه النسخة الملونة و أنا النسخة الرمادية !

أما أنتِ يا رباب ! سيري في طريقك الذي لن يلتقي بطريقي أبداً !



 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:07 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


(68)


"( .... ) و ( ... ) .. يا ابن (..) "

تدافعت الألفاظ القذرة من فاه عبد الرحمن الذي وقف مواجهاً لفاضل بعنف ..
وقف بسترته البيضاء الداخلية التي اصفر لونها من كُثر ارتداؤها ..
يلف حول وسطه ازاراً بالياً ..لازال يتلفظ بأبشع الكلمات و على وجهه برزت إمارات الغضب..

تراجع فاضل هامساً :" أبي ! لا تشتمني رجاءاً ! "
زمجر عبد الرحمن بقوة :" اخرررس يا ابن الساقطة .. تذهب للمبيت عند يوسف هاه؟؟؟ أقسم أني سأحرمك من كل شيء ! "
نظر له فاضل هامساً :" أبي ! أنا ذهبت لـ... "
ارتفع كف عبد الرحمن لتقع بقوة على وجه فاضل ..
انكمشت بتاثر .. و شعرت برغبة بحماية ابني ..
اندفعت ناحيتهما و وقفت أمام عبد الرحمن قائلة بتوتر :
" فاضل ذهب لهناك لأنه يفتقر للكثير هنا يا عبد الرحمن !! لم يذهب عبثاً و لم يخبرك بذلك كيلا يجرحك لأنك لا تستطيع تلبية كل حاجاته "
نكّس فاضل رأسه فصرخ عبد الرحمن :
" و ماذا ينقصه؟ أنا منذ الصباح أعمل في المحل إلى الليل ..
و أعطيه مصروفاً بشكل يومي ! لكن هذا ( الحقير) متعاون مع يوسف ضدي .. الأوغاد ! "

انسحب فاضل مُسرعاً خاطفاً مفتاح السيارة فأوقفه عبد الرحمن بزمجرة :
" اترك مفتاح سيارتك ! كيف سأذهب للعمل غداً برأيك ؟ ( بسخرية )
إذهب و اطلب و سيارة أخرى من بابا نويل يوسف "

تأملت فاضل و هو يتوقف لبرهة! ثم يرمي بمفتاح السيارة على الأرض و هو يهمس :" تباً !"
و يخرج مسرعاً صافعاً الباب من وراءه !
كُنت أتأمل خياله باستياء! رُبما لا يعود فاضل مجدداً للشقة ..

لجأت للمطبخ أهرب من ثرثرة عبد الرحمن القاتلة و تلويمه لي على ذنب لم أقترفه ..
صرت أغسل الأواني بجد قبل أن يأتيني صوت صراخ عبد الرحمن من الحمام ..
كان يناديني مفزوعاً !
" رباب !!!!!!! " " رباب "
تركت كل شيء و هرولت للحمام ..
فتحت الباب و أنا أنظر لعبد الرحمن الذي يقف يتأمل أنحاء جسده ثم رفع عيناه لي بصدمة ! تحجرت عيناه و ثمة خوف يموج على صفحة وجهه الذابل ...
همس و هو يقترب مني و أشار لكتفه و صدره و بطنه هامساً :
" أليست هذه العوارض هي نفس العوارض التي بجسدك ؟"
قربت وجهي ناحية جسده بتوتر لأرى بثور سوداء مريعة تنتشر بشكل مريب بجذعه ..
انتفاخات مُحمرة مخيفة هنا و هناك !
رفعت رأسي له بقلق و هززت رأسي ايجابياً :" نعم ! "
زمجر حتى أفزعني و قد برزت عروق جبينه :" أي مرض معدي تعانين منه؟ ماهذا !!!"







أقدامه تهتز على بلاط المشفى بتوتر ..
كنت أجلس بجواره بعباءتي الفضفاضة المُحتشمة ..و حجابي الأسود السميك ..
لأنظر بقلق لملامح الغضب المتراكم على وجهه !
همست و أنا أقرب وجهي ناحيته هامسة :
" عبد الرحمن ! إهدأ ! ربما تكون مجرد فطريات أو .... "
قال و هو يكز على أسنانه باشمئزاز من دون أن ينظر لي :
" أخرسي و أبعدي فمك النتن عني ! "
تراجعت مصدومة فهمس مشيحاً بوجهه :
" من أعلاك حتى أسفلك أمراض مُريعة! تخفينها أسفل ملابسك المهلهلة ! ملوثة!"

استندت على الكرسي أحاول ضبط أعصابي و في نفس الوقت ! كنت أفكر ..
كيف أصيب عبد الرحمن بنفس مرضي !؟
و لماذا العلامات التي على جسده دانكة و متقرحة و متهيجة أكثر !
لم أعد أكترث إن كان يشتمني بشكل مهين ! فها قد ذقت السُم الذي تجرعه يوسف!
في غرفة الفحص تم فحصي و فحصه كلٍ على حدا و استمر أمر استخراج النتائج فترة من الزمن ..
فترة .. قضاها عبد الرحمن في شتمي و شتم نفسه و شتم يوسف!
ما دخل يوسف ؟ لا أعلم !
و لكن يوسف صار مُحور كل حديث يدور بيننا !

" عبد الرحمن .. رباب ! نتائج الفحص "
نهضنا سوية و القلق أخذ مني الكثير ..
واجهتني الممرضة بابتسامة لطيفة :" رباب أولاً ! سيكون هناك حديث خاص معها ! "
تشنجت و أنا أسير ناحية الغرفة تُشيعني أنظار عبد الرحمن الحادة ..
أربض أمام مكتب الطبيب الكهل الذي ابتسم لوهلة لي و هو يثبت نظارته أمام عينيه ..
" رباب؟"
شتتت بصري بحرج :" نعم "
ابتسم و هو يراجع الأوراق هامساً :
" كان هناك سوء تشخيص في زيارتك الأولى للمركز الصحي !
أخبروك أنها عوارض بسيطة تزول مع المراهم !
و لكنها في حقيقة عوارض لمرض معين ينتقل بالجنس !"

تخشبت لبرهة ثم همست :" أهو ؟ أهو خطير ؟"

ابتسم :" لا !
بالنسبة لك لا يوجد أي خطر .. هو مرض تكون نسبته طفيفة جداً لدى النساء!
و قد ظهر عليك و يمكن معالجته بجراحة بسيطة
أو ربما لا تحتاجين للجراحة إذ واضبتِ على حضور بعض الجلسات !
لكن ! ( رفع عينيه و انزلقت نظارته الطبية على أنفه لتكشف عن نظرة مُربكة )
زوجك الآن مصاب بالمرض و عند الرجال هذا المرض يعد من الأمراض المؤذية جداً لجهازه التناسلي و بقية الأجهزة العضوية كالكبد و المعدة ..
إذ تأخر في إجراء العملية ربما !! ربما ينتشر السم التي تفرزه الغدد النابتة على جسده و بالتالي !
لن نستطيع فعل أي شيء !
ربما يموت ! "


ثارت معدتي بشكل مُفاجئ ..
أصبت بالغثيان ..
أحاول استيعاب الفكرة
و أنا أعود لأنظر للطبيب الذي لازال يبتسم تلك الابتسامة
التي لا تتناسب مع ما يرميه من قنابل نووية ..
أكمل و هو يحاول ترميم مشاعري هامساً:
" ليس قصدي أن أخيفك و لكنها الحقيقة !
(مستدركاً) أخت رباب أنتِ انفصلتِ مؤخراً عن زوجك السابق
و اسمه يوسف كما هو مدون في الملف الخاص بك !؟ أليس كذلك "

" يُوسف؟"
نطقت اسمه بهمس ! لماذا يقفز اسمه في زحمة الأحداث هكذا لأتذكره رغماً عني ؟
قال الطبيب بعملية :
" أخشى أن يكون هو الآخر مصاب بالمرض ! أيمكنك إعطائنا رقم هاتفه للتواصل معه ليأتي لإجراء الفحص "
لبرهة شعرت بالذُعر ! من إمكانية إصابته بالمرض ! و صرت أسترجع السنوات الماضية خائفة !
متى آخر مرة استقبلت يوسف في سريري؟
في الحقيقة هي مرات متباعدة جداً !! بشكل كبير!
مرات استدعيت فيها يوسف لسريري لأحضّر له ليالي مشؤومة لن يتذكرها بسعادة أبداً !
أمارس حبي الشاذ لإذلاله و تجريحه و معاملته بحيوانية و سادية..
ثم أطرده من غرفتي بإهانة !

خاطبت الطبيب بخوف :" هل يمكن أن يصاب الذكر بالمرض و لا تظهر عليه العوارض ؟ "
ثم بُهتت لفترة ! و أنا غافلة عن إجابة الطبيب ..
كانت شفتيه تتحركان و لكني راجعت أفكاري !
منذ متى أنا رأيت جسد يوسف أصلاً؟

تذكرت كلام فاضل عن يوسف :" يُخفي تحت ملابسه جروح مريعة يا أمي ! أظنهم عذبوه !"
أجهل كل ما يعانيه يوسف لحد الآن !
بل أجهل كيف هي معالم جسده الحالية و هل يحمل نفس العوارض أم لا !
أجهل حتى معالم حياته ! هواياته ! ما يحب و يعشق ! ما يكره و يشمئز منه ! لم أكن أهتم !
شعرت بالنيران تَضرم من جديد بصدري..

أنهيت الإجابة عن أسئلة الطبيب و ذهني شارد ..
نهضت ملتقطة حقيبتي التقليدية و أنا أقبض على عباءتي بقوة .. أرفعها جيداً على رأسي ..
مشيت مشتتة و صرت أتمتم باسمه للحظات ...
" يوسف ،، يوسف"
هل كُنت تعشق امرأة ملوثة مثلي كما يصفني عبد الرحمن!
نظرت لملامح عبد الرحمن المقتضبة و هو يمد ساقيه إلى منتصف الممر
رامياً بفردة نعاله البالي في مكان مرور الناس ! كما العادة!
نهض عبد الرحمن من مكانه عاقداً حاجبيه ..
ينتظر مني إجابة على استفاهماته حول ملامحي الميتة..
بحثت عن إجابة جيدة و لكني كنت أجبن من أني أكون من يواجه عبد الرحمن بالحقيقة ..
أنه مصاب بالعدوى من مرض قد يقضي على صحته الجَسدية لفترة من الزمن ..
يحتاج للعلاج في الخارج على أقل تقدير ..
أخبرته أن الطبيب ينتظره و جلست على المقعد يغلفني السكون !
و لا أعلم حقيقةً ما هي ردة فعل عبد الرحمن حينما يعلم بالمصيبة التي نقلتها إليه !
ظللت أحدق بباب الغُرفة مُطولاً ! مُترقبة!
و لاحت بذهني ذكريات بشعة ..
أغتصب قبلة من شفتيه المحمرتين المرتجفتين
و أنا أقف على أطراف أصابع أقدامي قابضة على قميص بيجامته بعنف !
أبث في أذنه كلاماً مسموماً !يطعن بقسوة برجولته و أقف مبتعدة قائلة بنبرة آمرة متجبرة :

" تريد تجربة سريري اليوم ؟ عليك خوض اختبار الرجولة ! إذا رسبت ستُطرد من غرفتي كالكلب "
كُنت في بداية زواجي به ! إمرأة مجنونة تستلذ بهذا الدور الوحشي .. و تُعذب ذلك العاشق بشكل غريب !
و هو ؟ كان قابلاً بهذا التعذيب على أن يظفر بحبي في النهاية ! لقد كان معتوهاً !
رفعت عيناي و قد اعتراني شعور بالعار !
أتراه يتذكر تلك الليالي ؟؟ مؤكد ذلك !
لم أكن في كامل قواي العقلية! كُنت لازالت تحت وطأة الصدمة بفراق عبد الرحمن!
و رُبما !
لهذا أنا أتلقى العقاب !
أن أصاب بمثل هذا المرض !
ماذا يعني هذا يا ترى ..
إنه نذير !
أنه عِقاب إلهي !
على التكبر الذي أمارسه بجنون !
على الصدود الذي أنتهجه و التمنع لسنوات طويلة متجاهلة رجولة فذة و رغبات طبيعية !
هُنا ..... رفعت رأسي لأقدام عبد الرحمن تتقدم ..
ظهر محني و رأس مُطاطأ !
شفتين دانكتين تهتزان و ممرضة تقف بجانبه ترافقه حَذرة !
رفع رأسه فهالني منظر هذا الوجه !
جحظت عيناه غضباً حيوانياً !
يعض على شفتيه يكاد يمزقهما ..
قال بنبرة مرعبة و هو ينظر لي بكره :

" أيتها الماجنة ! أيتها الحقيرة ... سأقتلك "
و هم ليهجم علي ! ليفترسني !
تجمدت ! إثر صرخة :" رباب ابتعدي !!!!!!!!! "
ذلك الصوت ........................
نبض قلبي لبرهة!
قبل أن أستجمع كل قواي لأدير رأسي .. كُنت أريد أن ألمحه !
بغض النظر عن عبد الرحمن الذي تقدم ناحيتي مسرعاً و قد رفع ساعديه لينال مني !
لم أكن مكترثة لعينيه المُحمرتين اللتين تهتزان غضباً جنونياً !
كُنت فقط !
قد خُيل لي أني سمعت صوتاً أعرفه حق المعرفة !
قلبي بدأ يضخ دماً جنونياً ! أطرافي تهتز في وهن !
لازلت متسمرة على مقعدي ألتفت برأسي ناحية مصدر الصوت !
وجه فاضل !
حركت عيناي بسرعة ! فما عادت هناك ثواني كافية لأسرق نظرة !
أيادي عبد الرحمن تطبق على جسدي ..
ينتزعني من المقعد بعنف و أنا كالمغيبة أفتش بين الوجوه عن مصدر ذلك الصوت الذي يأتي من بعيد ..
أفتش ! أفتش بين الوجوه عن وجهه الطيب و ابتسامته الملائكية !
ذلك الرجل الأشقر !
الذي أسرني طيلة الفترة الماضية في دهاليز الندم و التحسر .. لتطفو فوق عيني دمعة!
مليئة بالتوق ! قد كُنت أتمنى رؤيته فقط ! فقط !

نهاية الجزء !
في لقاء قادم معكم
للجزء النهائي الختامي للقصة !
و هاقد شارفت القصة على الانتهاء !




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(69)

المَقطع مآ قبل الأخير


أيادي تتشابك في صخب الزغاريد ! و تحت هطول أوراق المشموم الندية ..
مخلوطة بأوراق نقدية ! تناثرت هنا و هناك لتكون أمنية لحياة جميلة !
كفه البيضاء السميكة كانت تمسك بكفها النحيلة السمراء !
عريس ملطخ بالعار و عروس ملطخة بالغرور !

هو الذي عاش في مستنقع الحرام منذ طفولته !
و هي التي عاشت في كنف أسرة متشبثة جداً بمفهوم الشرف !

هو الذي خُلق ساذجاً ! يبتسم رغم كل شيء ! و يظل يؤمن أن هناك ضوء قادم
و هي التي خُلقت امرأة نرجسية عواطفها شبه معطلة .. و ابتسامتها تخبئها عميقاً عن من تحب..

هو الذي تزوج بها باحثاً عن الحُب
و هي التي تزوجت به ! لتنتقم من الحُب !

كل المعطيات تشير أن ليست هناك نتيجة من هذه المعادلة الصعبة !
و أن الفراق أفضل حل ! ( منطقي و عقلاني على الأقل )
و لكن ! كل الحسابات تتغير ! و تتدهور في ذلك اللقاء !




قبضتين سمراوتين تراودان اللكم بشكل سريع و هائل ..
رجل أربعيني نحيل و امرأة ملقاة على الأرض متدثرة بعباءتها خائفة !

حشد من النظرات الفضولية المتطفلة و بعضهم نهض من كرسيه ليقترب ليرى هذا المشهد !
و ممرضة وقفت بارتباك لا تعلم ما تفعل !
كانت تتمسك بعباءتها أكثر التي سقطت على كتفيها لتغمض عينيها صارخة بخوف ..
و كانت الذكريات أبشع سوط يلسعها في ذلك الوقت !
حينما تذكرت نفسها و هي تقف تشهد سقوطه على الأرض و عصاةُ عبد الرحمن أتت بكل ما أتت على جسده !
كان يترجاها أن توقفهما ! لكنها وقفت كالحجر!

هل حان دورها في كل شيء ! هل ستذوق كل شيء ذاقه يوسف؟
ضمت ساقيها بخوف و هي ترفع ذراعيها تحمي جسدها المريض من لكماته !
صرخة اخترقت الفوضى العارمة التي حلت في رواق المشفى ..

" رباب ابتعدي ...."
رفعت عيناها ! و قد تصلب كيانها كُلياً ..
و رغم أيادي عبد الرحمن المعتدية فأنها كانت تبحث عن عينيه !
طفت في عينيها دمعة!
مُدة طويلة جداً تلك الذي عاناها قلبها بفراقه !
و كم هو حُب موجع ! ملوث بالألم و الندم ..
به حُرقة !!

طفت على ملامحها دهشة كبيرة و هي لازالت في معترك البحث عنه !
لا تزال تريد استيعاب حقيقة وجوده هنا!
لا تزال مأخوذة !
تتلفت حولها رغم لكمات عبد الرحمن ..

في آخر الممر ..
يقف هو بجسده المتناسق و شعره الأشقر الساطع !
بجانبه يقف فاضل الذي ارتسمت على وجهه ملامح الاستنكار

و هو يرى أمه ملقاة على الأرض تصد بذراعيها ضربات عبد الرحمن الذي لم ينفك عن شتمها ..
الذي لم يكف عن إطلاق عليها تلك الألفاظ الدنيئة ! علناً !
و أمام تلك الجموع ! ليطعن في شرفها ! و يتهمها أمام الملأ بأمور هو أعلم أنها لم تفعلها !

" عبد الرحمن !! "
زمجرة أتت لتقطع سيول شتائمه القذرة..
ليقف يوسف أمامه مباشرة فاصلاً بينه و بين رباب الملقاة على الأرض
لترفع وجهها في ذهول ! و الدموع تنهمر على خديها ..
شفتيها ترتجفان و خمارها الداكن انسل ليكشف عن خصلات شعرها السوداء ..
واجه يوسف عبد الرحمن بوجهه الصافي و ملامحه الجميلة .. لتعلوها تقطيبة حاجبين حادة .. ليقبض بعنف على قميص عبد الرحمن المهترئ .. خاطبه بحدة :
" أجننت !؟ فقدت عقلك !"
و دفعه بقوة ناحية باب غرفة المعالجة حيث تقف الممرضة ..
ليرتطم جسد عبد الرحمن الواهن بالجدار ..

علت ملامحه حقداً مدوياً و هو يبصر يوسف قبل أن يهمس :" أهذا أنت ؟"
خاطبه يوسف بهمس .. :" حتى لو أصابتك أمراض الدنيا !
و كُنت على مشارف الموت ! لا يحق لك الانتقام من شخص لا ذنب له !
أنها مشيئة الله .. و لا ذنب لرباب !"

لفظ أسمها بلفظ خاص ! أهكذا شعرت رباب و هي بين يدي فاضل
الذي أتى ليساعدها على النهوض من الأرض و الجلوس على المقعد ..
كانت تحدق به و دموعها لا تزال تسيل ! عاضة على شفتيها بحنق !
هي حقاً نادمة ! و تتلظى من الألم !ً

تتحرق حُبا جنونياً إليه !
تلفظ اسمه بلا شعور هامسة :" يوسف ! يوسف"

أيادي الممرضين جاءت لتطوق عبد الرحمن و معهم فاضل يحاول تهدئة والده ..
لم يتمكن من لفظ أي شيء و لكنه كان يحدق بيوسف بنظرات مبهمة
و فمه يعج بالكلمات إلا أنه لم يُمنح الفرصة ليقولها !
ليؤخذ عنوة إلى طابق آخر .. يلحقه فاضل قلقاً ..

عيون يوسف كانت تراقب عبد الرحمن .. كان يسير بضعف ! منكساً رأسه !
يتمتم بأمور لا يسمعها إلا هو ! زفر يوسف قبل أن يلتفت لرباب !

و كم كانت عينيها حكاية طويلة جداً من الشوق و الوله ..
لتضغط على شفتيها بقوة قبل أن تحني رأسها !
مُجهشة بالبكاء ..تخبئ كل مشاعرها و هي تقبض بأصابعها النحيلة على عباءتها !
هو ؟ هاله هذا المنظر !

رباب رغم إهمالها سابقاً لنفسها !
لم تكن بهذا الوجه الذابل و الجفون السوداء ! كان الحُزن قد نشر آثاره عليها ..
" رباب !"
رفعت رأسها لتبصر ابتسامته الجميلة !
لُطفه اللامتناهي !
عينيه العاشقتين لها إلى حد الجنون ..

ابتسم هو بدروه بحنان ثم همس :" لا تبكي ! كل شيء سيكون على ما يرام !
الله يحبك كثيراً !
و لن يدعك تتألمين ! ثقي أن هناك سعادة بانتظارك..
لا تيأسي أبداً"

تخشبت الدموع في محجريها و هي ترمقه فاغرة الفاه ..
تسبح في عالم آخر و هي التي عادت لها الحياة برؤيته !
تأملت هي يوسف الذي أودع في بداخلها أملاً و غادر بسكون !


أما هو ؟
فالأمل في صدره أثمر ليشق الممرات بعجالة !
ليقف أمام غرفة عبد الرحمن المخصصة له في الوقت الحالي ..
لم يأتي يوسف لفحص جسده !
فهو يعلم علم اليقين أنه لا يعاني من أية أمراض سوى مرض واحد فقط !

حُب رباب ..
ثمة كلمات كانت تجاهد للخروج من فاه عبد الرحمن و لكنه لم يجد سبيلاً لاستخراجها !
الأمل أنار قلب يوسف و هو يطرق الباب بتوتر مُمراً أصابعه في شعره الكثيف ..

كان يُفكر بابتسامة..
أنى لهذا العِشق أن يجعلك تبحث بجنون عن الأبواب التي تؤدي إليه !
عينا رباب كانتا عذاباً مهولاً بالنسبة ليوسف !
رغم أنه لم يحب أن يرى دموعها و لكنه شعر بالملائكة تحلق حوله فرحاً لأنها بكت عِشقاً له !

هل أحبتني فِعلاً كما أحبها؟
ذلك السؤال مازال يرواده ليشعره بالغبطة الخفية !
كان أمامها عاشقاً مجنوناً مستعداً لينتشلها الآن ليهرب بها لمنزله!
مستعداً لتلك الرغبة الجنونية لولا أن أجبر نفسه للابتعاد فقلبه ينبض بعنف !

لازلت ابتسامته تتسع في شفتيه حُباً لها
و لم يقطع هذه الحالة الهُلامية الفريدة التي عاشها سوى صوت فاضل :" أدخل "
فتح الباب ببطء ليبصر عبد الرحمن الذي يجلس على سرير طبي
و قد سحب الملاءة البيضاء على جسده الواهن !

يحدق بيوسف بذهول ! قبل أن ينكس رأسه متوتراً ..
و بجواره فاضل الذي أدار رأسه ليوسف حاملاً على وجهه إمارات الاستياء من حالة والده ..
جلس يوسف في الكُرسي المقابل و هو يبتسم بلطف لتنعكس أشعة الشمس المتسللة بخفوت على وجهه السمح ..
كفه تمسك بكف عبد الرحمن بتشجيع ! همس وهو يرفع حاجبيه :


" عبد الرحمن ! المَرض ليس خطيراً لدرجة أن تيأس تماماً !
يمكنك العلاج مبكراً ! هناك مستشفيات جيدة لإجراء العملية !
( يبتسم )
أنت عُشت طوال عمرك متعلق بالله سبحانه و تعالى !
و ليس صعباً عليك أن تصبر على بلاءه !
(بود)
بالنسبة لك البلاء نعمة ! لأنك أعلم من غيرك برحمات الله الواسعة !
ثق بالله عز و جل و اصبر على ما أصابك ! و ثق أن هناك فرج !
( يشدد على كفه)
أنا مستعد لادعمك مادياً
و يمكنني أن أأخذك لمستشفى موثوق به أنا أتعامل معه في تجارتي ..
المرض ليس نهاية العالم كما تعلم !"

رفع الآخر عينيه الحادتين ليوسف ليتأمل هذا الرجل مُطولاً ..
ابتداءاً من ابتسامته التي تشبه ابتسامات الأطفال النقية..
و مروراً بعينين المتلألتين اللتين تشعان طيبة ..
في نظره !

كان يوسف مُجرد رجل منحرف !
عديم الشخصية و تلائمه كله الألفاظ النابية التي يقذفها به ..
في نظره كان يوسف الرجل الأشقر الذي جاء من بيوت الحرام متجرداً من الشرف و الطهارة ..

تأمله عبد الرحمن بابتسامة مبهمة قبل أن يهمس :" لماذا تتصرف هكذا؟
لماذا تنسى بسرعة ؟ و تقنعني أكثر بأنك ساذج !"

عيون يوسف ترقبه بسكون ليكمل الآخر بانفعال ..:
لماذا تنسى أني من نهبك أموالك التي ستساعدني بها الآن؟
لماذا تزورني لتشجعني و أنا الذي لم أزرك إلا لأحبطك و أنال منك !
( ابتسم ابتسامة مُطعمة بالغرور )
أنت مُخطئ يا يوسف !
أنا لست طيباً مثلك لأقبل بمساعدتك هذه !
فهي بالنسبة لي تاكيداً على خسارتي
( ضحك بسخرية )
هه ! نعم يا يوسف أنا معك في حرب دامية و أنت من فاز في النهاية ! يا للعار !
رغم أنك لا تملك أي سلاح ! سوى الطيبة !
( بحزم )
لن أقبل مساعدتك هذه و لا حتى زيارتك هذه
و سوف أبيع محلي الذي أقمته بأموالك و أموال تلك الـ (... )
و بتلك الأموال سأتعالج !
هه !
أما الله الذي تحدثني عنه !
لم يرزقني بأي شيء جيد ! (بحنق )
لا بزوجة صالحة و لا بابن بار و لا بأموال و لا بسعادة و لا حتى بصحة!

تتوسع عيني فاضل بدهشة فيكمل قائلاً بغضب :
عبدته ليل نهار ! صليت أكثر منك و صمت أكثر منك و دعوته أكثر منك !
و لكنه لم يرزقني بشيء !

صاح فاضل مصعوقاً :" أبي أجننت ؟ انتبه لحديثك ! أنت تكفر !!! "
تتسع ابتسامة في شفتي عبد الرحمن الضامرتين ليهمس:
أهذه لعنتك يا يوسف؟
( رفع بصره ناحيته بحقد )
يوسف !
( رفع ذراعه ليشير بسبابته ناحية الباب )
أخرج من هذه الغرفة للأبد !
أنت طاهر! ( بابتسامة )
فعلاً ! أثبتت أنك أنت الطاهر !
و أنا هو القذر ..
أخرج و خذ معك زوجتك !
رباب لم تكن لي منذ أن نهبتها منك !
خذها !
و عِش بسلام بعيداً عنّي !"










يُغلق الباب ليرفع رأسه لفاضل الذي يقف جواره ..
و الذي قال بضجر :" أبي ! أنه لن يتغير ! عقله متحجر ! أنه ..."

قاطعه يوسف هامساً :" فاضل عُد له !
هو الآن مريض ينبغي أن تجاوره في هذا ! مهما كان قاسياً و فظاً هو من رباك يا فاضل !
( بجدية )مسألة الانفاق ليست مسألة تستدعي أن تهجره !
لن يعوضك أحد عنه ! فهو أباك رغم كل شيء !
ينبغي أن تتحمله و تداريه ! لطالما كان يعتني بك و يعلمك !
ليس السهل أن تتركه !
عُد إليه ! و لا تكترث بكلامه هذا !
هو مجروح من الداخل ! و يحتاج من يسانده ! أنت الوحيد الذي سيفعل ذلك !
حياتك معي لا معنى لها ! أنت أصلاً لست سعيداً بها و لست مستقراً !
عد إليه وصُب كل اهتمامك عليه! أنه يحتاجك !"


و ربت بكفه على كتف فاضل الذي عقد حاجبيه لفترة يُفكر ..
لينظر لباب غرفة والده! كأنه يشعر بأكوام من الحزن و العجز تنبث منها !
عاد ينظر لذلك الرجل الذي يسير بهدوء ناحية المصعد ..
كيف لك يا يوسف أن تسامح بُسرعة هكذا! كيف تستطيع ؟


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:07 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


(70)

** المَقطع الأخير **


ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ
المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين?

ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...
وجهَ شراشفي?
ماذا أفعلُ برائحتِكَ

التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي
ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي

وألوان ثيابي...
وتفاصيلِ حياتي?...
ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي?...

يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً
في كُريَّاتِ دمي...















بعد مرور سنتين :


السماء السوداء تحتوي البنايات الكثيرة المتلألئة ..
السيارات تطوف بسرعة في الطرقات ..
وحده منزل فاخر جداً ! تصميمه حديث ! الأنوار مضاءة على السور ..

إمرأة ممتلئة الجسد ..
ترتدي جلابية فاخرة متلألئة بلون ماروني قاتم يعكس لون بشرتها الحِنطي ..
أكمام الجلابية تنسل لتكشف عن ذراعين ناعمتين مملتئتين ..

ساعة فاخرة ! و خواتم من الألماس تزين أصابعها ..
الملونة أظافرها المنحوتة بعناية بطلاء أظافر أحمر قاني ..

كانت تقف أمام طاولات البوفيه المصفوفة في نهاية غرفة ضيوف فاخرة
مضاءة بالمصابيح التي تبث ذلك اللون الذهبي ..

شعرها الكستائي مرفوع بتسريحة فاخرة لتتدلى من أذنيها أقراط ثمينة ..
ملامحها وضاءة ! منعشة ! أحمر شفاه قاني يزين شفتيها !
و هي تحرك عينيها السوداوتين تنظر للأطباق الشهية على الطاولات !

تلتفت ناحية يد تمتد لتنزع قطعة حلوى مزينة بالكريمة .. تلتفت رباب له و تقول بغضب :

" عمااار !
هذه خامس كعكة تأكلها !!! هذا البوفيه للضيوف ألا تفهم ؟
ثم أنك ستصاب بتسوس في الأسنان "

يقف طفلها يضحك باسلوب مستفز و حول فمه كمية هائلة من الكريمة البيضاء ..
يقول بسعادة :" أمي أنها لذيذة ! "
قالت بحدة :" عليك أن تترك قطعة الحلوى هذه و تذهب للاستحمام حالاً !
الضيوف سيأتون بعد ساعات ! استحم و ارتدي الملابس التي جهزتها لك !"
"حااااضر "

تنهدت و هي تستدير تراقبه و هو يخرج من غرفة الضيوف
حاملاً الكعكة بكفيه الاثنتين قبل أن تتساقط بقع الكريمة على السجادة الفاخرة !

رفعت رباب قبضتا يديها بحنق قبل أن تنتبه لضحكته ..
رفعت رأسها لتراه يستند على الجدار بقميصه الباذنجاني الذي يعكس لون بشرته الأزهر ..
شعره الأشقر المُصفف بعناية ليحمل على ذراعه طفلة لا تتجاوز عُمر السنة ..

تملك شعراً حلزونياً أشقراً فاتحاً مُبيضاً ..
بشرتها ساطعة سطوع مبهر
و عينيها الواسعتين فيهما تمازج رهيب بين اللون العسلي و الأخضر !

كان يحملها بحُب شديد ! لتخاطبه رباب هامسة :" استيقظت حياة؟ "
ابتسم و هو ينظر لطفلته قائلاً :" تواً فقط ! "


حياة! كانت هذه الطفلة بذرة الحياة بينهما !
كانت رباب مُصرة أن تُبقي على هذا الحمل رغم احتمالات التشوه و الإعاقة كونها حامل في الستة و الأربعين من عُمرها !
و لكنها أصرت أن تكون أماً من جديد !
لتولد هذه الطفلة تشهد بداية الحياة الفعلية بين أبويها!
لذا أسماها أباها بهذا الاسم ..

تمصلت الطفلة لتنال بفرصة الحبو على ذلك السجاد الفاخر ..
ليرفع يوسف رأسه لرباب بابتسامة ليبصر فتنتها !
لكم كانت ساحرة بالنسبة له !
برّاقة .. نابضة بالحياة !
اقترب ناحيتها ليلامس خصلات شعرها المتدلية على جانبي وجهها ..
هَمس و عينيه تتلألآن حباً :" أنتِ جَميلة حقاً ! "
ابتسمت و هي تشيح نظرها خجلاً قبل أن ترفع ناظريها له هامسة :" لا تبالغ! "
رفع حاجبيه بسعادة :" بالفعل أنت رائعة يا رباب ! بقلبك و روحك الحيوية ! ( يهمس ) أنتِ تأسريني بهذه العينين "

ابتسمت بحرج قبل أن تتحرك بسرعة لتنحني تحمل طفلتها لتضعها بين يدي يوسف ثم تقف خلفه لتدفعه قائلة بانفعال :" لا تزال تشتتني يوسف ! ليس وقتك أبداً ! أخرج حالاً "
فتح عينيه بضحكة هامساً :" مجنونة "
ابتسمت لتسند رأسها كوعها على كتفه قائلة بتهكم :" أراك كالعادة تتأنق و تضع ذلك البارفان الساحر !
( رفعت سبابتها بابتسامة عصبية ) إياك أن تقترب من هذه الغرفة ! لا أريد لأي واحدة من الحاضرات أن تلمحك ! "

ضحك لتلألأ عينيه قائلاً :" إذ أزعجني عمار سأجلبه لهنا على أية حال !"
ابتسمت رافعة حاجبيها ثم همست :" لن تستفزني أبداً !"

" أمي !!"
يخطو بأقدامه الطويلة إلى الغرفة ليقف ضجراً و هو يدعك جبينه بأصابعه ..
يتثاءب حتى تدمع عيناه ثم يقول :
" أمي ما هذا متى سيأتون الضيوف ! مللت الانتظار حقاً ! "
يبتسم يوسف ! فهذا هو فاضل ! لم يتغير !
ثمة ألم خفي ! فهو فقد والده مؤخراً !
و لأن والده لم يقنع بالقدر فقد ساقه الزمن لقدر أسوأ و أعنف !
مات ! مات و قد تلاشى كل كبرياؤه !

بالنسبة ليوسف؟
فأنه حقق أمنيته التي يريد !
العائلة !

ابتسامة كان تعلو شفتيه التي تتلوان الشكر العميق لله عز و جل !
كل فرد هنا في منزله يمارس دوره كفرد من عائلة يوسف !
أما رباب ! لقد كانت تمارس كُل الأدوار !

كانت الأخت الصديقة !

التي تجلس القرفصاء على سريره و تسند كفها على خدها
تستمع لهذيانه اليومي ! ليستند هو على وسادته يتحدث و يتحدث و يتحدث !
كما لو كان قد مُنع من الكلام فترة طويلة جداً !
يتحدث عن أشياء كثيرة ربما غير مترابطة !
و لكنه يرى في عينيها تفهماً و إصغائاً لتعقب هي بعد كل تلك الأحاديث بنصيحة .. أو كلمات داعمة!
و كأنه لا يهذي كل هذا الهذيان إلا ليستمع لكلماتها هذه !


أصبحت الأم الحنونة !

التي تهرع إليه تراقبه و هو يمسح غرته عن العرق متعباً من صخب العمل !
الاحمرار يطغى على وجنتيه ..لتنحني تنزع عنه ربطة العُنق الخانقة ..
تعاجله بكأس ماء ! و كلمات كالثلج مثل ( عافاك الله )


كانت تمارس حتى دور الإبنة المُدللة !
لتمارس الغضب المُحبب ! لتجلس تقلب القنوات صامتة !
ينظر لها مُبتسماً .. كانت تنتظره يأتي ليطبع تلك القبلة و يضع في كفها وردة !
يُعالج دلالها بتدليل مُضاعف !


و أخيراً الزوجة الحبيبة !
التي تجلس أمام التسريحة ! قميص نوم طويل أبيض ساحر ..
ترش العطر على جسدها و على جانبي رقبتها ..تطلي شفتيها بمرطب خافت ..
لتنهض في حُبٍ لتتجه ناحية الغرفة الملحوقة بغرفة النوم و هي غرفة المكتب !
تقف خلفه دون أن يعلم لتراه كما العادة يضع نظارته الطبية و ينهمك في عمله على الحاسوب !
تنحني و هي تطوق رقبته بذراعيها فينسدل شعرها برقة !
تُقبل خده الأملس بُحب ! لترتقي عينيه ناحيتها بسعادة ..



لكم أعطت الكثير الكثير !
و أودعت كل مشاعرها إلى قلب يوسف !
بالنسبة لها !
فهناك دروس قاسية روضتها أن تكون هذه الشخصية الايجابية !
لتفتح عينيها تراقب يوسف !
هو بالفعل الشخص الذي يستحق الحُب!
الذي احتوى اعتذاراتها بسماح سريع ناسياً كل تلك الذكريات البشعة!
و احتوى ضُعفها بمساندة ! و وقف بجانبها في عُلاجها
احتواها بقلب مُحب !
هو من أحيا فيها هذا الجمال الذي يراه الآن !

يوسف؟
هو بطيبته يصنع هذا الجَمال في قلوب من حوله !
أنظار فاضل تحوطه و هو يسلم بترحاب على أخوة رباب ..
بشاشته تجعل أي شخص يؤمن !

أن كُل الأخطاء الفادحة يمكن دفنها عميقاً ! و فتح صفحة جديدة بيضاء نقية !
ابتساماته و هو يصافح أب رباب بعمق !
يجعل أي شخص يُقدر معنى أن ليست هناك تعاسة دائمة!
و أن هناك فرج مُحتم بعد كل بلاء !

فقط بشرط أن نؤمن !








تمت

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 11-04-13, 12:03 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 229283
المشاركات: 7,565
الجنس أنثى
معدل التقييم: براعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6201

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
براعم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلمو حنو على التجميع ربي يسعدك ويوفقك

يعطيها العافيه الكاتبه المميزة سميرة كريمي

رواية تستحق القراءة لما فيها الكثير الكثير من المواعف والعبر

بالبداية اهنيكي على ابداعك في سرد القصه والكتابه >>>> بالنسبه لي اغلب القصص ما اتابعها لان البدايه ما بتكون موفقه لدى الكاتبه وربما القصه تكون جيده جدا وفيها من المتعه الكثير ولكن البداية هي التي تكون المغناطيس الذي يجذب القراء ماشاء الله عليكي اختي جذبتيني من البداية للنهاية

مع اني ماتمنيت ان ترجع رباب ليوسف

والنهاية عندي كانت لما طلقها وعاش وهو طفله بعيد عن تلك العجوز المتعجرفة

عدة مواضيع مهمه وموجوده في واقعنا طرحتيها بالرواية قضايا وحلول بتسلل ذكي وواعي يحسب لكاتبة متمكنه

قضية التعذيب بالسجون بدون مايكون هنالك حسيب ورقيب يردع المجرمون بحق الانسانية خانو بلادهم وخانو انفسهم

قضيو اللقيط الموجعه والنظره الدائمه له مهما قام من اعمال طيبه يبقى ابن زنا نكره في نظر الاخرين الذين يتباهون بانسابهم ويتظاهرون بانهم ملتزمون بالدين والشريعه ظاهرا اما بعضهم

الكثير من الناس متشدد في دينه ولكن ليس لارضاء ربه ولكن ارضاء ومظاهره للناس انظروني انا ملتزم انا اصلي واقرا القران وانت غير فقيه بالدين كم وكم منا من ينظر على الاخرين وينسى نفسه

الله وحده مايعلم بالقلوب

قضية اخرى وهي تغلي المراة على زوجها واي تغلي بحيث انها تحرمه ما احل الله له >>>> واين التزامها بالدين بهجران زوجها وتعذيبه >>> طبيعي انه راح يسلك طريق الحرام >>>>> كم تمنيت لو تزوج عليها كان بردتي قلبي

قهرتني رباب العجوز الشمطاء قليل ما اصابها تعفنت بكبريائها الزائفه كثير عليها عبد الرحمن

من انتم لتحاسبو بشر مثلكم >>>>> ياجبروتك شو هاذ

لما دخلت رحمة الى اجواء الروايه فرحت وقلت لربما تخفف عنه وهو بحاجه الى امراة تخفف عنه اعباء الحياة التي اهلكته

فعلا ساعدته بكلماتها التشجيعيه التي كان بحاجه لها في غياب الاصحاب والاحباب >>>>> رحمة متزوجه وحامل ليه الشر بس ماضل الا رباب خلاص خلصو النساء من الكون


برغم ان النهاية ما راقت لي الا انني استمتعت جدا جدا بالقراءة

حنو اذا بتعرفي الكاتبه ياريت تحكيلها تعمل فصل جديد او جزء ثاني من الرواية

يكون فيه بطله جديده تفصلها ليوسف تفصيل

ونشوف عمار وفاضل لما يكبرو >>>> ماده دسمه لجزء ثاني ههههههههههه


يعطكيم العافيه على الكتابة والتجميع

تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور براعم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-13, 04:45 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 99585
المشاركات: 219
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداام هبتان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 512

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام هبتان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

حقا لك كل الحب والود والشكر يا حنو .....تسلمى يا غاليتى على مجهودك فى التجميع وعرضها لنا

فانا احببت تلك الرواية جدا فهى حقا تعبر كما قالت براعم عن كاتبة متمكنه تتسلل الى قلوب القراء فى هدوء وتمتزج مع دمائهم فيصنعوا نسيج واحد
الاهم والاهم هو القرب من الله عزوجل وعدم اليأس من رحمه الله ...اعتقد ان هذا كان مقصدها من الرواية ...

شكرا لك معزوفة حنين

 
 

 

عرض البوم صور ام هبتان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, الهند, kareemy, sameera, عزرائيلي
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية