لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-13, 04:04 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 



(44)

نَهضت رباب بشكل مُفاجئ ..
دائماً ردّات فعلها مفاجئة و غالباً ما تكون سلبية و لا أتمناها ..

و لكن ذلك اليوم ..
منحت رباب خدي اليتيم قُبلة ..

قُبلة بعد قرون طويلة !
قبلة بعد سنين القحط و الحِرمان ..
قبلة بعد أيام من الهجر و التعنيف !
و النبذ و التجريح !
و القتل و التعذيب !
و الجلد و التنكيل !

لأراها في ذلك اليوم المُسود ...
بعد لقاء شيطاني بعبد الرحمن المقيت !

تُقبلني ! هكذا بلا أي مقدمات ..
شددت بأصابعي على الغطاء في صدمة !

و رفعت عيناي لها حيث جلست قبالتي تبتسم ..
حاطت رقبتي بذراعيها و همست
و في عينيها القاتمين حَنان لا يمكنني وصفه !

حَنان لم أذق طعمه من قبل ..
كان حَنان عالج يُتمي و وحدتي ..

أسندت جبينها على جبيني و همست :" أنا زوجتك أنت وحدك ! "
لا يمكنكم تخيل الحالة الرهيبة التي دخلت فيها !
مشاعري ثارت بشكل هستيري ..ازدردت ريقي بتوتر ..

لأكتشف أني و فطرياً ! و منذ الطفولة
أني شخص متعطش للعاطفة بشكل جنوني لا يمكن كبحه ..

صرت أشتت بصري و الدماء تصاعدت لتحتقن في وجهي ..
شفتي أعضها لا ارادياً ..

كُنت و مازلت شخصاً يبحث عن المشاعر و ما إن يحصل عليها !
فأنه يفقد جزئاً من عقله ..

رباب تعلم عن هذه الحالة التي تواتيني !
نعم و تلاحظها منذ الوهلة الأولى !

كانت فيما سبق تتفنن بإدخالي في هذه الحالة ثم تتركني فجأة بجمود ..
فلا أستطيع إسكات صراخ مشاعري !

لا أستطيع إسكات قلبي الذي شرّع أبوابه بقوة
مستعداً لفيض من المشاعر !

كانت تسقي ضمأي بقطرة ! ثم تتركني أتلوى !
كانت تتلاعب بمشاعري بشكل قاسي ..


لتخبرني بعد كل تلك النظرات !
أنها تمزح ! و تكذب ..
و أنها لا تُحبني قط و لن تحبني !
و أنها خدعت قلبي ..


و لهذا حاولت اليوم أن أصمد أمام لُعبتها
و ألا أبدي تعطشي للمشاعر المكذوبة !

فأنا أعلم أن سيول مشاعرها أغدقت بها بكرم على عبد الرحمن
و أنا تتركني أتلظى بحر نار صدودها ..

أعلم جيداً أن رباب !
لازلت تترك باب بيتي مفتوحاً لعبد الرحمن !
و كذلك باب قلبها ! و أمامي توصد جميع الأبواب !

لن يصدق قلبي اكذوبة قبلتها !
لن أصدق أكاذيبها و ألعابها الجارحة لكرامتي !

رفعت عيناي لها في حُزنٍ كبير و أنا أشعر بالاحمرار يطغى على وجهي .. همست :" ابتعدي رباب "

لوهلة رأيت الصدمة في عينيها ..
أرخت ذراعيها و أبعدتهما بهدوء عني ..
و ظلّت تتأملني بعمق ثم أنكست رأسها تُفكر ...

نهضت من السرير مسرعة و هي تشيح بوجهها ثم خرجت من الغرفة ..
نعم هي لا تزال تُحب عبد الرحمن!

لا يمكن أن تتغير !
عبد الرحمن اليوم يزورها ليطمئن على سلامتها ..

يتحدثان عن الطاعات و الحسنات و أشعر بالغُربة بينهما !
أنا مذنب بينهما ! أنا لا شيء ,,

أنا مجرد حائط !
مجرد لعبة بالية تلتقطها رباب لتلعب بها بعنف ..
تمزقها إرباً إرباً ثم ترمي بها مجدداً ..




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(45)

آلمني جداً !!

لم أكن أستطيع تفسير صده عني
رغم أنه انفعل كالعادة بمجرد أن قبّلته !

هل تذكر الماضي؟
هل سمع عبد الرحمن !
ما به لماذا جفا؟

في صباح اليوم التالي
أقف بخماري الذي الفه على جسدي
لينسل كاشفاً عن شعر بني طويل أشده بقوة !
مُعبرة عن ذلك التوتر الذي يعتريني ..

أراه يهبط على الدرجات ببذلته الأنيقة بلونها الدّخاني ..
كان لون يتمازج بشكل جميل مع بشرته الزهراء ..
و شعره الأشقر الخفيف جداً الذي بدأ بالنمو ..

كُنت متوترة بدوري حقاً !
لأول مرة يصد عني يوسف! ما الذي حدث؟

حاولت ألا أنظر له و هو يأتي ليجلس على مقعد في طاولة الطعام
و انشغلت ببشر الجُبن ..

عمّار كان الوحيد الذي يعالج هذا الصمت المريب ..
و هو يصرخ بكلمات أغنية مزعجة .
.
لم أكن أكترث مسبقاً
إذ كان يوسف صامت و فمه يعج بالكلمات إلا أنه يخفيها !
إلا أني اليوم صرت أختلس النظر إليه

و هو يحتسي الشاي و يبتسم ببرود لعمار
الذي يرفع صوته بشكل مؤذي ليؤكد لنا أنه يغني
و كانه ينتظرني أن أسكته !

لم أكن متفرغة لعناده التافه..
كنت مشغولة بمشاعري لذلك الشخص..

و كُنت أضع الأطباق أمامهما قبل أن أجلس بدوري على مقعدي ..
بالأمس قال عبد الرحمن كلاماً خطيراً حقاً !

الشقة و الأثاث و الزواج بي !
ماذا لو كانت كل هذه الكلمات تتقاذف في ذهن يوسف الآن ..
قدمت له صحن الجبن و ناولته الخُبز ..

رفع عينيه العسليتين ناحيتي و ابتسم ..
!!
لبرهة شعرت بماء بارد يُصب في جوفي ..
و عمار لازال في صراخ جنوني :" العصفور طار طار و الماعز نط نط ... و "


كُنت أحدق في عيني يوسف اللامعتين و هو يبتسم ..
في السابق لم تكن هذه الابتسامة تؤثر فيا !

و لكنها اليوم أكبر هدية يهديني إياها
في صباحي المملوء بالتوجس و القلق..

كالعادة يَسود الصمت أثناء تناولنا للطعام
و لكن على الأقل هو راضٍ !
أيهمني رضاه حقاً ؟

أتأمله و هو ينهض يُخاطب عمار بأنه سيزوره اليوم في المدرسة لأن اليوم يوم المفتوح ..
يضحك عمار و هو يقول بأنه سيريه أصدقاءه و زملائه ..
يخرجان بهدوء و أنا ساهمة !

ماذا يُوسف ؟ ماذا؟
هل لازلت تُحبني ؟

أم كرهتني بعد كل الأذى الذي عانيته بسببي ..
أنتشل هاتفي الخلوي لأقضي وقتي بالحديث مع أهلي و مع فاضل !

أتجنب سماع أخبار أبي ..
أقفل الهاتف بملل
قبل أن يرن الهاتف ليتراقص اسم عبد الرحمن على شاشته !


تناولت الهاتف لأرد :" آلو عبد الرحمن ؟ "
بود : كيف حالكِ رباب ؟
ابتسمت : بخير ! أنت كيف حالك !


عبد الرحمن

هو الحُب الأول

و القلب الأول

و الحُضن الأول

و القُبلة الأولى

و التجربة الأولى ..

لن أستطيع انتزاع حُبّه من صدري ..

- - بخير عزيزتي !
كُنت فقط أريد أن أطمئن عليكِ هل ذلك الـ(.... )
آذاك بشيء؟ بعد خروجي من منزلكم بالأمس ؟


همست و أنا أشتت بصري :" لا ! لم يسمع أي شيء ! "

ضحك عبد الرحمن بهستيريا ثم همس :

" بل سمع كل شيء و لكنه حَشرة أمامي
لن يستطيع مواجهتي على أي حال
و لن يستطيع مواجهتك أنت يا رباب !
لأنه سينظر لنفسه و سيجد أنه لا يحق له التكلم حتى ! "

همهمت :" بلى و لكنه حقاً كما يبدو لم يسمع شيء "

" لا يهم ذلك الآن !
اسمعيني ... أريد أن أتوظف في شركته !
هل يمكنك أن تخبريه بهذا مُجدداً؟"

قُلت بسرعة :" لا !
"
همس :" لماذا؟ "

قلت بتردد :" عبد الرحمن !
أنت لا تريد الوظيفة ! فلا داعي لتحرجني معه
و تسبب لي مشاكل معه أنا غنى عنها "

صمت هو فشعرت بالذنب ..خصوصاً عندما قال متهكماً :
" لا داعي لأحرجك معه ؟ و من يكون ذلك الـ (،،، )

صرت أنزعج من تلك الألفاظ القذرة التي يلقيها على يوسف !
و لم أكن أدري ! هل أنزعج من الألفاظ لأنها قذرة و منافية للأخلاق و فقط !

أم لأنها تطعن في شرف يوسف و شخصه و عرضه و أخلاقه !

قُلت أواسيه :" اسمع !
لدي مبلغ جيد يكفي لأن تفتح به مشروع خاص بك !
ألم يكن حُلمك أن تفتح لك كَراج للسيارات ؟ "

صمت عبد الرحمن في ذلك الحين كان يدل على قوة اصغاءه .. فقلت :
" سأعطيك ما لدي في البنك أنا لا أحتاج هذه الأموال حقاً ! "

قال بشك :" أأنت جادة؟ "

قلت بعزيمة :" قلت لك هذه الأموال لا أحتاجها
و هي مُكدسة لدي في البنك !
سأعطيك إياها و افعل بها ما تريد و لا تذل نفسك ليوسف و لا لغيره "

صمتنا مُطولاً .. فهمس :" أنتِ رائعة يا رباب !!
لا أعرف حقاً كيف أعبر لك عن شُكري "

ابتسمت و أنا أنظر لأظافري ثم هَمست :" لا تشكرني !
و لكني حقاً لا أحتاجها و أنت أولى بها ! "

قال بحماس :" أعدك يا رباب أني سأفتتح مشروعاً صغيراً يكفي لدخلنا ..
الشقة مناسبة لنا
غرفة لنا و مَطبخ صغير و حمام و صالة

و فاضل سيقبل النوم في الصالة على أية حال!
و سوف أصارح أبوكِ بفضيحة ذلك الـقذر ( بحنق )
و أخبره عمّا رأيناه منه لكي يقتنع بموضوع الطلاق
و حينها سأكون قادراً على إسكانك معي ! أليس كذلك ؟ "


فكرت مُطولاً و أنا أدير عيناي في منزلي هذا الكبير و الفاخر
و طرأت في ذهني عينيّ يوسف الطيبتين !

هل سأكون شَريكة في هذه المؤامرة النَجسة !
أحقاً كنت أريد الطلاق
و الهرب لعبد الرحمن و يوسف أعطاني كل شيء أريده !
بحجة الخيانة ؟

نعم خانني و لكني أيضاً أخونه !
نفضت هذه الأفكار و قررت أن أعود رباب السابقة ! رباب المخلصة في حُبها ! رباب الصلبة ! رباب التي تعرف ما تريد ! رباب التي تريد الطلاق من يوسف ..

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:04 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


(46)


متى نمارس هواية التأمل من خلال ثقوب الأبواب ؟
عندما ننظر لأشياء محرمة !

كل نظراتي له هي باعتباري هي نظرات مُحرمة خارجة عن أدب غض البصر !
عندما تبصر الجانب الجميل في يوسف !

كُنت أعاقب عيناي عندما تهرب لتعانق عينيه العسليتين و رموشه الشقراء ..
لتهبط بمجون لتتأمل شفتيه الرطبتين المحمرتين ..

أعنّف نظراتي على هذا الفسوق عندما أغمضهما بقسوة .. فلا أمل !
لازالت عيناي تتفحصه بجنون ..

أتأمله و هو يجلس في الصالة كالعادة
يعمل على الحاسوب المحمول بجد و هو يضع نظارته الطبية الإضطرارية عند استخدام الحاسوب ..

أغوص في تأملاتي الدقيقة
و صارت هذه هواية لا أشبع منها أبداً !
فمنذ ست سنوات لم أتأمل هذا الشخص .. و يا لها من هواية !

فانا أمارسها خُلسة ! لألا أنفضح بهذا الجُرم !
أتأمل أصابعه التي يحمل بها أوراقه و ملفاته ..
ثم يثبت بها نظارته باطارها الأسود على وجهه المتورد ..

أغوص فأغوص في الكَنزة بلونها البُني ..
لتمارس تشاغباً فظيعاً مع لون شعره الأشقر
الذي تسقط شعيراته الناعمة على جبينه الأبيض ..

فيستند على مسند الأريكة و هو يسند كفه على خده الأملس ..
أنهر عيني التي مازالت تمارس الفواحش

لتغضب كبريائي الذي جعلته رباً على كل مشاعري !
كان رباً ظالماً مضطهداً !
و رغم هذا كانت عيناي في ذلك اليوم
عاصية ! عاصية !

مُخجلة ! ماجنة ! فاسقة !
لتخرج مجدداً عن إمرتي لتتجه له ..
فينهض قلبي يحاول أن يلحقها إلى حيث تذهب !

ينتبه ( أسير نظراتي ) لعمار المستلقي على بطنه
و باندماج تام يرسم على أوراق أبيه الخاصة ..

تعود عيناي لتعانق الانفعال الذي طفى على ملامحه :
" عمّار !!!!! على ماذا ترسم "

أحاول استرجاع عيناي بكل قوتي لأحول أنظاري لفاضل الذي جاء لزيارتي .. كان يجلس معي في غرفة الطعام المُطلة على الصالة !

و للأسف كان هو أيضاً يمارس ما أمارسه !
هو أيضاً يخفي تعاطفه و شعوره بالذنب تجاه يوسف !

نعود نراقب يوسف و هو يتفحص أوراقه بصدمة و عيني عمار ترمقانه بسذاجة ..
ينزع نظارته بقهر و هو يزمجر:
" ماذا فعلت ؟ من قال لك أن تلمس حقيبتي ؟
أغرب عن وجهي ! أذهب أنت و ألوانك بعيداً ! "

غَضب يوسف دائما ما يكون غضباً ليناً !
سرعان ما تخمد براكينه و يضطر للاعتذار ..

و لذلك فحتى عمار لا يخشى هذا الغضب !
كان عمار يتأمله بنظرات باردة جداً ..

كُنت أنا و فاضل نتأمله أيضاً و كأننا نتشارك في أفكارنا !
بأن هذا الرجل ساذج حقاً و لا يعلم عن المؤامرات التي تحاك من وراءه !

همست لفاضل :" هل أوصلت لأبوك الأموال؟ "
" نعم ! "

صمتت فقال فاضل :" أمي هل يسألك يوسف عنها ؟ "
" لا ! و لكني أخشى أن يكتشف ذلك ! "

" أخبريه بالحقيقة لن يغضب ! "
" هل أنت جاد؟ "

" سيغضب و لكنه سيصمت كالعادة "
ضَحكت بعمق و أنا أسند جبيني على قبضتي يداي ..
من المُخجل أن أستغل طيبة هذا الرجل !

تأملني فاضل مُطولاً ثم هَمس :" أمي هل سيخبر أبي جدي بما فعله زوجك؟ أقصد .. الزنا "
قلت و أنا أعود لأنظر ليوسف الذي استسلم لعمار فصار يبحث عن الأوراق التي لا يريدها ليعطيها لعمار ..

قُلت و أنا أتأمله :" لا أحب ذلك أبداً !
فيوسف تغير و تاب حقاً "

زفرت ثم نظرت لفاضل بعمق :" ما رأيك أنت يا فاضل !! ( بهمس ) أقصد بالطلاق "

تنهد فاضل و هو يرفع كتفيه و يشتت بصره
ثم عاد ينظر لي هامساً بابتسامة جانبية:

" للتو أعطيتني مَصروفي لهذا الشهر يا أمي !
( خفض بصره ) من المُخجل قول هذا
و لكن أي حياة مادية سنعيشها بدون يوسف ؟ "

تأملته بعمق حيث التمعت عيناه السوداويتين !
لأول مرة أكتشف طريقة تفكير فاضل ..

الذي شرد بأنظاره إلى يوسف ثم همس :" لنكن صريحين أمي !
أبي لم يستطع الإنفاق علي بشيء ..
لولا يوسف لما تمكنت من التعايش مع طلبة الطب المُرفهين !

( نظر لي ) لما تمكنت من قيادة سيارة مُحترمة أفاخر بها أمام زملائي ! لما تمكنت من أن أرتدي ملابس ماركة لكي أكون في مستواهم !
لولا يوسف لتهت أنا !

لولا يوسف لما اكتسبت ثقتي بنفسي هذه..
( بابتسامة ) يوسف يعلم أنه المسئول الرئيسي عن الإنفاق علي
و لكنه لا يذلني بذلك أبداً
و يُشعرني دوماً بأنه لا يعلم أنك تنفقين علي كل هذه الأموال ..

ثم رفع بصره متنهداً :" أبي أحبه كثيراً ! و أعلم أي ضائقة مالية يعاني ! و أعلم أنكِ لازلتِ تحبينه !

و أنكما تريدان العودة لبعضكما البعض
و لهذا كُنت أتمنى عودتكما للحياة السابقة !
( بابتسامة باهتة ) هه و لكن عندما فكرت جيداً !
بأن يوسف هو من تكفل برعايتي مادياً كل هذه المدة !
فكيف سأشتري ملابسي إذ كنت تفتقرين للمال يا أمي ؟
و كيف سأتابع صرعات الموضة و الهواتف الجديدة
و اللابتوبات الحديثة و الكاميرات و الأجهزة
و غيرها من الأشياء التي أتنعم بها في الوقت الحالي!"

ابتسم و هو يميل برأسه ناحيتي و رفع حاجبيه الكثيفين هامساً بصراحة:
" إذ فكرت بنفسي فسأجد أن مصلحتي هي عدم طلاقك يا أمي !
قررت تحسين علاقتي بيوسف
و ألا أقذفه بالكلمات المهينة و ألا أتعمد جرحه
لأنه يمكنه أن يحرمك من الانفاق علي و بعدها كيف سأعيش؟"


كُنت مصدومة منه .. تشتتتُ ثم رفعت رأسي باستنكار أحدق به ..
همست عاقدة حاجباي :" ما هذه الأنانية يا فاضل؟ لم تكن مادياً في حياتك؟ "
ابتسم ثم نهض قائلاً و هو يشير ليوسف :
" هذا الرجل غبي ! و غباءه يفيدني ..
أحياناً من الممتع العيش مع الأغبياء و مجاراتهم "

و خرج من غرفة الطعام ليسير بطوله الفارع و جسده النحيل ..
مخبئاً كفيه في جيبي بنطاله ..
ليصعد الدرجات الرخامية البسيطة التي تقوده للصالة ..

أراه يجلس بجوار يوسف و بود غريب يحوطه بذراعه
و ينخرط معه في حديثٍ على الأرجح عن عمار ..

يوسف كان سعيداً بهذا التقارب بينه و بين فاضل
و رأيته يبتسم ببراءة و هو يتجاوب مع حديثه ..
ضحكته ساذجة حقاً ! عينيه اللامعتين تجهلان ما يدور حوله !

شَعرت بالحيرة ! هل سأشعر بالنَدم إذ تركته !
بتركي ليوسف سأفقد هذا المنزل
و هذه الأموال و سأفقد عمار أيضاً بزواجي من عبد الرحمن ..
سأفقد كل هذه النِعم !

ما أبحثه لدى عبد الرحمن هو الحُب ! العيش مع شخص أحبه !
تُرى ألم أحب يوسف؟
إذاً لماذا لا أفصح عن ذلك لعبد الرحمن !




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(47)


مرت الأيام..

ضجت بداخلي نوايا جنونية شاذة عن طبيعتي الرتيبة ..
و رأيتني أنتزع قميص نوم من خزانتي ..
أقمصة نومي طويلة الأكمام ساترة قطنية ..
باهتة الألوان !
هي أشبه بأثواب خاصة للمرضى ..
و لكني لازلت أحتفظ بعدة أقمصة جريئة !
كُنت أرتديها في عهد عبد الرحمن !
كانت قديمة ! و لكنها ساحرة ..
تأملت القميص الذي بيدي ..
كان أشبه بفستان ، أهداني يوسف من قبل ..
و تذكرت ردة فعلي القاسية جداً
يوم فتحت الهدية و صرخت بوجه يوسف
بأنه يظنني مراهقة لأرتدي مثل هذه الفساتين ..
كان فستانا من الحرير المَطفي ..
لونه أحمر قاني .. عاري الظهر و الصدر ..
طَويل و به شُق على جانب الساق اليمنى ..
مشغول بالتطريز و الكريستالات الصغيرة جداً ..
كان رائعاً حقاً !
و لا أدري لماذا ارتديته اليوم ..
أحاول أن أشده للأسفل ليتناسق مع جسدي..
أنثر شعري حول كتفاي ..
و أطلي شفتاي بأحمر شفاه قلما أستخدمه ..
أرسم عيناي بكحل عريض فتبدو أوسع و أعمق ..
نظرت لجسدي !
لن أقول أني كُنت مُبهرة !
جسدي حقاً ليس متناسقاً و لا مشدوداً ليكون أهلاً لارتداء مثل هذا الفستان ..
و لكن أنها النوايا التي تشغل فكري!
أنا بالفعل !
أبصرت جمال يوسف ..
و رأيته يملك في كفيه مالا يملكه عبد الرحمن!
أحببته لأنه أطهر و أبرئ و أنقى و ألطف و أصدق !
و أطيب ! بل و أكثر حُباً لي ..
تنهدت و قلبي يهتز في صدري لهذه المغامرة الفريدة من نوعها ..
التي جعلتني أخرج من غرفتي بحذر أحيط جسدي بروب احتياطي ..
أتجه نحو غرفة يوسف مسرعة و كأنني أرتكب جرماً !
أتنفس بعمق و أفتح الباب متمنية أن أراه كما العادة مستيقظ ينتظرني ..
يروادني الخجل !
الخوف التردد .. ماذا أنوي أن أفعل؟ لا أعلم !
لكني أريده بالفعل!
أريد استرجاعه من جديد !
سأدوس على كبريائي لأقترب !
سأتنازل عن مفاهيم كثيرة حشوتها برأسي
سأتنازل عن قوانين فرضتها على يوسف
سأتناول عن ممنوعات منعتها عن يوسف !
لأني أحببته بالفعل!

*نهاية الجزء

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:04 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 



(48)


وقفت ممسكة بمقبض الباب أتأمل الظلام المُسيطر على أنحاء غرفته عدا عن نور بسيط جداً ..

أنظر له بتوق !

كان نائماً على سريره بعشوائية ..
الغطاء لا يكاد يغطي جسده ..
أتأمله بعمق و أنا أقترب ..
أخلع الروب لألقيه جانباً ..
أتأمله أكثر..

بيجامته البيضاء القطنية ..
كفه الملقاة على الوسادة ..
وجهه السمح و عينيه المغمضتين !
شعره الأشقر الذي استعاد كثافته ليتناثر على جبينه بفوضوية ..


السلام الأبدي المرتسم في تقاسيمه!
و كأن هذا الشخص لم يذنب يوماً في حياته!
كان ملائكياً لأبعد درجة! لماذا كنت أكرهه؟
لمست شعيراته الناعمة التي تسقط على أذنه ..


أحببتك ! و لكني لازلت في تخبط بينك و بين عبد الرحمن!
جئتك لأتأكد من مشاعري بنفسي !
هل فِعلاً أنا أريدك؟؟


انحنيت لأجلس على السرير بحذر ..
أنحني بوجهي بتردد و أنا أقترب أكثر
فلتفحني أنفاسه المنتظمة ..
أتأمل شفتيه التي عقدت العزم على احتواءها بقبلة !
و لكن حاجزاً منعني من ذلك؟


أهو الشعور بالذنب؟
أنا أعلم أن يوسف ليس من طبعه الصد و الهِجران و التجريح..
و لكن...


عبثت بخصلات شعره الناعمة التي تتناثر بعشوائية ..
و نهضت لأتراجع ..
جلست خلف مكتبه الصغير الذي يبعد عن سريره ثلاثة أمتار ..
أتأمله مُطولاً و هو يغرق في نومٍ عميق ..
ثم أسندت ذراعاي العاريتين على سطح المكتب أعبث بأصابعي ..



.. أتناول المِصباح اليدوي لأشغله فتبدو اضاءته ساطعة بشكل مؤذي ..
باصبعي النحيلة أدير عجلة التحكم بقوة الضوء لأزيد سطوعه..


أوجه الإضاءة ناحية وجهه بحذر ..
أركز أكثر على عينيه
و أراقب حاجبيه و هما ينعقدان بانزعاج
و رموشه الشقراء تهتز .. من سطوع الاضاءة القوية ..


وجهه بدا مشعاً في ظلمة الغرفة!
أبعد الإضاءة سريعاً و أنا أفكر في الجنون الذي أمارسه الآن !
ماذا أريد من هذا الرجل الآن؟

أراه يتحرك في سريره و أنا أشعر بقلبي يهتز ..
سرعان ما عاد لسكونه و هو ينقلب على ظهره ..
أتأمل ملامح السلام في وجهه قبل أن أوجه المصباح من جديد على عينيه ..


كُنت ظالمة حقاً !
فهذا الرجل يستقيظ عند السادسة فجراً للذهاب للعمل
و رغم هذا فأني أعتدي على فترة نومه و هدوءه و راحته ..
أتأمله و أنا أشعر بالمتعة ..


يعود ليحرك حاجبيه بانزعاج ثم يحرك وجهه هروباً من الاضاءة الساطعة
فألاحقه بمصباحي ..
لا مهرب ! يجب أن تستيقظ !
يرفع كفه ليضعها على عينيه و أراه يهمس :" ما هذا "
يدير وجهه ناحيتي ! يعقد حاجبيه باستنكار :" ماذا تفعلين؟؟"



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(49)


توترت للنبرة الجافة التي خاطبني بها ..
أنهض بجرأة لا أدري من أين استحضرتها و أنا أحمل المصباح ..

أراه يحاول أن يحجب الاضاءة بكفه عن وجهه..
قبل أن يستوي جالساً و هو يطرق برأسه و يفرك عينيه ..

..يعقد حاجبيه ثم يرفع رأسه ناحيتي
و هو بالكاد يستطيع فتح عينيه من سلطة الضوء القوية ..
نور المصباح القوي ينعكس على وجهه الأملس ..

كان ينظر لي مضيقاً فتحتا عينيه و كأنه لا يستطيع استيعاب ما يرى ..
أقف أمامه بابتسامة أظنها كانت تعبر عن مدى استمتاعي بتعذيبه ..
أقف بفستاني الأحمر ..
بشعري الذي أنثره حولي ..
بلون أحمر الشفاه الساطع ..
و مصباحي الذي أوجهه على وجهه ..


أتأمل ملامح النعاس المسيطرة على وجهه ..
همس و هو يرفع حاجبيها الشقراوين
و لم تفلح محاولاته البائسة في فتح عينيه أكثر :

"ماذا كنتِ تفعلين؟ "

لا أدري أهو لا يزال تحت تاثير النوم ليخاطبني هكذا
متجاهلاً الفستان المغري الذي أرتديه ..

جلست قُبالته و ابتسمت :" كُنت أريد أن أوقضك "
حدق بي مُطولاً مضيقاً فتحتا عينيه عاقداً حاجبيه بقوة !
يرمش برموشه الشقراء مراراً تجنباً لسطوع الضوء....

تجول أنظاره في أنحاء وجهي باستغراب
ثم تهبط عيناه ليرى ذلك الفستان العجيب !
أنا أعلم أنه يُحاول أن يقنع نفسه أن ما يراه هو محض خيال ..

همس و هو يشيح بوجهه ضاغطاً بأصابعه على عينيه :
" أقفلي المصباح رباب ! عيني"


اقتربت بوجهي بابتسامة عميقة ....
ينظر هو لي بتوتر و أنفاسه الحارة بدأت تلفح وجهي ..
أسلط الضوء على عينيه ..
فيبدو وجهه مشعاً و هو يغمض عينيه بألم مُجدداً ..


" رباب "
ابتسمت و أنا أقفل المصباح رأفة بعينيه ..
أمد أصابعي الحادة بجرأة لأرفع غُرته الشقراء عن جبينه ..
قبلت جبينه بعمق.. ثم قلت :" الليلة أنا لك"


يفتح عينيه بغير استيعاب فألامس بأصابعي شفتيه المحمرتين ..
أهمس بابتسامة :" صدّق يا يوسف ! الليلة ليلتك "
تهتز عينيه المتلألأتين بصدمة ..
يشتت بصره بحيرة ثم يهمس :" لمَ؟ "


أشده من ياقة بيجامته لأهمس :
" هكذا فقط ! ألم تكن تترجاني أن أسمح لك بذلك؟
كُنت تكاد تقبل قدماي لأسمح لك بذلك ! فها أنا أسمح لك "


لبرهة ندمت على نبرة التكبر تلك !
فرأيت في عينيه انكساراً كبيراً ..
قبل أن يعود ليلقي بجسده على السرير
جاذباً الغطاء قائلاً بنبرة أغاظتني حقاً :

" لم يعد ذلك مهماً "

تاملته بصدمة!
اتكأت بكفي على السرير و أنا أهمس بابتسامة ساخرة :
" ماذا !!!!"


رفع عينيه لي بقوة ثم همس :
" رباب ! هذا ليس أكبر همي ! اليوم أنا أتخلى عن هذا الحق الشرعي .. "


نظرت له مَصدومة بحق !
لم أكن أتوقع أن يتغير يوسف هكذا !
في السابق كان يعبدني لأعطيه العاطفة مغلفة بجسد ..

في السابق!
كان حيوانياً !
لا يُفكر إلا بشهوته الثائرة التي لا يمكنه كبحها !
كان عاجزاً عن إخماد لهيبها!
كمراهق !
كان كالمراهق تماماً .. كان يطالبني يستعطفني ! و الآن؟


قلت بضحكة أداري بها صدمتي .. :

" تعلمت المُكابرة ؟ أم أنك رأيت أجساد أخرى و صنوف أخرى فلم أعد أرق لك أليس كذلك؟
رأيت جسد صباح أليس كذلك؟ لا ألومك! "


شعرت بتفاهتي عندما رمقني بنظرة عميقة ..
تفحص فيها فستاني باستنكار ..
استوى مجدداً في جلسته و أخرج هاتفه الخلوي من أسفل الوسادة ليحدق به في ثوان..

ثم رفع بصره ناحيتي و هو يرمقني بعينيه العسليتين المتلألئتين .. ضم شفتيه لبرهة .. قبل أن يهمس :

" رباب !
الساعة الثانية صباحاً ؟
أهو وقت في نظرك للعراك معي و فتح الدفاتر القديمة ؟
جئتِ توقظيني لهذا السبب ؟

( حدق بي بعمق ثم همس ببطء و هو يخفض عينيه)
صارحيني ! ماذا تريدين صِدقاً ! ؟"



تراجعت في وُجوم !


لا أدري ...
لا أدري ما الذي أريده ؟

أريدك أن تعبدني مجدداً ؟
أريدك أن تنهار تحت أقدامي !

علمتني أن أدوسك !
علمتني أن أتفنن بسحقك !
علمتني أن أصعد فوق كرامتك ليرتفع رأسي..
علمتني أن ألعب بك كثيراً ! و أرميك بعدها لعبة ميتة جامدة ..


أريد أن أخبرك أن لي عاشقاً غيرك !
و أنت مجرد حائط !
و أنت مُجرد خزنة أموال أنهب منها ما أريد !
لا أدري ما الذي جئتك أريده !


أريد رجلاً يحيي أنوثتي الميتة؟
أي رجل؟
أم أريد أن أستعيد عبد الرحمن !
و أريدك أن تطلقني؟
الطلاق هل أريده فعلاً ؟


و ما الذي سأمارسه بعد الطلاق !
أي دور سأمارسه من دونك يا يوسف
فأنت مسرحي ..
أقيم فوقك أدواراً عجيبة !
لا تشبهني ..


لا أدري !
لا أدري !


هل عشقت عينيك ! و لكني أكابر؟
و هل كشفت مُكابرتي أخيراً يا يوسف؟
هل وجدت قلباً أخراً يحتويك فصرت ترفضني؟
و أي قلبٍ هو الذي استقبلك !


أرفع عيناي لعينيه التي تحوطاني بتركيز و شعرت بالخجل فجأة!
و رايت نفسي أنهض مُسرعة ..
أتعثر بخطواتي .. ألتقط الروب القطني ..
أرتديه على عجل !
أقابله بظهري !
أخبئ حزني !
أخبئ انكساري !
أخبئ ضعفي !
أشد قامتي !
لأثبت قوتي !
لأثبت أني لا أأبه به !

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:05 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


(50)


،،

الإحتراق الأخير !
تطآير الحُب !



معصميَّ مثبتين في جدار متهالك ..
أنظر للأرضية الاسمنتية .. بُقع دم وحشية تنتشر هنا و هناك ..
أرفع رأسي المُتعرق و أفتح عيناي بألم ..
ألفظ آهات عميقة قبل أن أنصعق بشدة و أنا أرى أمامي وَجه جلادي !

وجه أسمر نحيل ... عينين تغوصان في ترهل عَظيم .. !
أعض على شفتاي مرتعشاً ،
عَبد الرَحمن !


أراه يهوي علي بعصاته ! يشتمني بأقذر الكلمات ..
الدنيا تدور من حولي ..
دمائي تسيل بجنون ! ألفظ حمم بركانية من جوفي ..
يَنتزع مني حُب رباب بقسوة !
ينتزعه بعُنف ! و يرديني قتيلاً !
صريع الوِحدة !


،،



أفتح عيناي لاحدق بالمروحة التي تدور بسُكون ..
يا لهذا الكابوس ..كم بدا وجهه بشعاً مرعباً !
أستفيق من ذلك الكابوس لأرى نفسي مُلقى على سريري ..


الهدوء يحيط بغرفتي كما العادة ..
أعض على شفتاي لبرهة ..
و بأصابعي أفرك عيناي من المشاهد التي رأيتها تواً !


كم أكرهه !
كم أكره ذلك الرجل المغرور الذي يمتلك صلاحية افساد حياتي ..
أنظر حولي للأغطية المكومة فوقي ..
أجدني تعودت النوم بعشوائية على سريري الواسع !
فالقسم المخصص لرباب صار ملكي منذ زمن طويل ..



أرفع رأسي بجهد!
فوق جسدي يستقر فستان أحمر أنيق ..
أرفعه بأصابعي و أنا أستوي جالساً أحدق به بتقطييبة حاجبين !
لأراه مقطعاً ! ممزقاً تمزيقاً ..



هي رسالة عدائية من رباب التي لازالت تُحب اللعب بقلبي !
ابتسمت و أنا أراقب الفستان ..
و شعري يتبعثر على جبيني بعشوائية ..



رَباب !
تعاني من داء العَظمة !
مَرضاه يحتاجون لأناس مثلي يقبلون أقدامهم ..
يعززون فيهم الشعور بالرِفعة !
رفعت حاجباي بتهكم ..


متجبرة هي زوجتي !
لتمل من وضعنا الساكن حالياً !
فأنا لا أطالبها بأي شيء الآن !
تظهر من جديد أمامي تحفزني على المُطالبة !
لتمارس دورها من جديد رافضة نافرة ..



تمل هي من وضعي الرتيب بالنسبة لها!
لم أعد ألاحقها و أقبل أقدامها!
هي موقنة أني أحبها ..
موقنة أن ذلك العبد لازال يتعبد في معبدها ..
لذلك تريد تعبيراً أكثر فعالية يؤكد تلك العبودية ..



ألقيت بفستانها من أمامي ..
حتى لو كان ذلك على حساب القليل من كرامتها!
يا لغرورك يا رباب !
أنا أفهمك جيداً !



بأصابعي أشغل الدُش ..
أغلق الباب الزجاجي الذي يحيط بحوض السباحة ..
أقف أنفث أنفاساً كئيبة
و الماء يتساقط على رأسي المثقل بالأفكار ..
فتنزلق قطرات الماء على جسدي
الذي لا يزال يحمل آثاراً تذكرني بتلك الأيام !


أحرك أصابعي أفرك شعري المبلل ..
قَبل أن أفكّر جدّيا في تحسين مجرى حياتي!
أقصد ترتيب شخصيتي المتدهورة ! المشتتة
التي تدوس عليها رباب بلا اكتراث !


لازلت أجهل الأسباب التي تدفعها للتلاعب بقلبي؟
أهي مُتعة سَحق الأشياء التي نكره؟
،



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(50)


،،

الإحتراق الأخير !
تطآير الحُب !




كان يوم إجازة !
أدخل المَطبخ ببنطالي الجينز و أنا أشمر عن أكمام الكنزة الصوفية بلونها الزيتوني..
لترتقي عيناي باتجاه فاضل الذي يتحدث بصوتٍ عالٍ لوالدته ..
يقف بجاكيت شتوي جلدي و سكارف يحيط برقبته..
ينظر لشطائره و هي تنشوي ببطء في المشواة ..
و يلتفت لرباب بضحكة.,


هي .. كالعادة تجمع شعرها بقوة ..
تقف عند طاولة التحضير .. تقشر الخيار ..
و عمار طِفلي يجلس أمام طاولة الطعام بملابس النوم
و النعاس يطبق على جفنيه ..


ابتسمت بتراخي هامساً و أنا أخبئ كفاي في جيبي بنطالي :
" صًباح الخير "
التفتت ناحيتي رباب بسرعة ثم خفضت رأسها فوراً ..
لم أدري حقيقة لم انكمشت بهذا الشكل ..
و لكني قررت أن أشعرها بأني نسيت ما حدث ليلة أمس ..
جَلست على مقعدي بجوار عمّار و انحنيت لأقبل خده الصغير ..:
" صباح الخير عمار "


و نَظرت لفاضل الذي استدار لي مُبتسما :
" صباح النور يا زوج أمي العزيز "
التطور في علاقتي مع فاضل ملحوظ و لا أجد له سبباً !
لكني أعتقد أن لدى فاضل قلباً أبيضاً
مختلف عن الصورة التي رسمتها في ذهني ..



أبتسم له و هو يناولني شطيرة من شطائره المشوية باتقان ..
و نجلس سوية نتحدث بتناغم عجيب ..
فأحتسي الشاي و أنا أراقبه ..
بملامحه الحادة التي يُشبه بها أبيه ..
ابتداءاً من بشرته السمراء الدانكة قليلاً ..
و العينين التي تحملان نظرة قوية جداً ..
يُشبه أبيه حتى بنحالة جسده الشديدة و لكن فاضل أطول ..
اكتسب طول والدته ..




أهزّ رأسي له بمتابعة و هو يشرح لي صعوبة المواد ..
يمسح بيده على رقبته المليئة بالعروق
و هو يستمر في تذكر المشاريع التي عليه تأديتها..
فأراني أهزّ رأسي بابتسامة و أقول دونما وعي :
" الطِب صعب جداً ! رسبت عدة مرات و كُنت سأنسحب من هذا التخصص لولا ..."



لولا!
اهتزت حدقتا عيناي و أنا أنظر لفاضل الذي يتابع ما أقوله باندماج ..


تطرأ بذهني مشاهد لا أحبها ..
يد سميكة دست في جيبي أموالاً طائلة !
هَمسة : كل شيء تريده سأفعله لك !
أنت هنا في جنّة ! أيها الفتى اللقيط أنا أقدم لك الجنة !
الجنة!
كانت جحيم الماضي الذي عشته !



انتبهت على رباب و هي تضع طبق الخضار ..
تنظر لي بنظرة لا أفهمها !
كأنها ترى معي المشاهد التي أراها الآن بذاكرتي ..
أراها تُضيق عيناها ..
نعم ! زوجها لم يكن يعيش حياة نظيفة أبداً !




يرفع فاضل عينيه لي مُجدداً ليغير دفة الحوار قائلاً :
" لن تذهب للشركة اليوم ؟
( و نظر للسترة الشتوية التي أرتديها فوق قميص أبيض برزت ياقته فقط )


أرفع عيناي لعينا رباب التي ترمقاني ثم أشتت بصري قائلاً :
" اليوم إجازة في شركتي أيضاً ,,..
( رفعت حاجباي بزفرة ) الوضع متردي في شركتي حقاً "


بتعاطف قال فاضل :" ابذل جهدك"
قُلت هذه المعلومة لأوصل فكرة لرباب عن المستوى المادي المتضعضع الذي اعيشه !
و الذي أحاول بشتى السُبل معالجته و لكنها تجهل كل شيء ..


ينهض فاضل و هو يعبث بأصابعه في شعره الأسود المُموج الدّهني ..
:" سأذهب للحلاّق تذهب معي يُوسف؟
.. ( يضحك و هو يربت على كتفي )
لقد طال شعرك كثيراً يا زَوج أمي الأشقر "



حوّلت أنظاري لرباب !
و وجدتها فرصة للاختلاء بها ..
فُرصة لأفصح لها عن الكثير ..
رفعت بصري لفاضل
و ابتسمت بمرح و أنا أقلده بالعبث بشعري بغرور :
" أنها الموضة كما تعلم ! ( ضحكت ) لن أذهب,, خذ معك عمار"



أراقبه و هو يضحك ثم يسحب كف عمار ..
أتأملهما و هما يخرجان ثم نظرت لرباب التي تحدق في الصحن مُطولاً ..

تأملتها بعُمق .. كُنت متردداً !لكني نهضت من مكاني لأجلس جوارها ..
تنظر لي ببرود ثم تلتقط باصبعها قطعة الخيار لتقضمها في شُرود ..
أحيط خصرها بذراعي ..
ألمس خدها باصبعي ..
تخفض عينيها ..
فأهمس لها بابتسامة :" كيف حالك؟! "



تنظر لي بعمق ..
و ما يفصل وجهها عن وجهي بضع بوصات فقط..
تَهمس بشفتيها الضامرتين :" تُحاول استمالتي لأجل ماذا؟ "

أبتسم و أنا أمسك بكفها .. أهمس:
" رَباب أحبك حقاً ! أريد أن نعيد ترتيب حياتنا من جديد "
تبتسم هي بسُخرية :" حقاً؟ و الدليل أنك خنتني "


فهمت أنها لن تستجيب كما العادة..
و أنها لم تسامحني كما وعدت ..
متناقضة حقاً هي رباب !
تسعى للاقتراب !
و حين أفتح أبوابي لها ؟
تهرب بتكبر زائف ..


كنت سأتراجع في تخاذل قبل أن تقبض هي على ذراعي ..
واجهتني بوجهها بملامحها المملوءة بالقوة و التحدي ..
ابتسمت بسُخرية ثم غاصت بأصابعها النحيلة في شعري ..
هَمست بحيرة :

" هل استمتعت مع صباح حقاً أيها .. ( فكرت و هي تدير بعينيها مبتسمة بسخرية ) "



كُنت اعلم أنها كانت على وشك مسبتي !
تنزلق كفها النحيلة على رقبتي
و هي تنظر لي بنظرات تفحصية لم أفهمها ..
ابتسمت لها بصدق و رفعت حاجباي هامساً بتأكيد :
" أُحبك حقاً .. أنتِ فقط ! أقسم بذلك .. "



تأملتني بشرود ..
قلت و أنا لازلت أبتسم أراقب تشتت نظراتها :" رباب !
أنا سأظل أغير نفسي ..
و أنتِ أيضاً حاولي أن تغيري نظرتك عني !
انسي الماضي يا رباب "



ابتسمت هي بسُخرية و هي تنظر لطبقها .. لم تكن تنوي الرد ..
بتردد و ببطء أقترب بشفتاي ناوياً أن ألثم خدها ..
إلا أن صوت الخادمة أفزعني :" سيد يوسف!ّ! "
نهضت رباب فوراً لتنفي عنها تهمة الجلوس جوار زوجها .. ..



قالت الخادمة : ثمة رسالة صوتية "
و أشارت للهاتف السلكي الذي يقع في زاوية في المطبخ ..
نهضت بدوري ناحية الهاتف ..
و رباب تلاحقني بأنظار ملتهبة لم أفهم معناها
إلا عندما ضغطت على زر تشغيل الرسائل الصوتية..



لينبثق صوت عبد الرحمن ..
" حبيبتي رباب !
شُكرا على كل شيء بصراحة أنتِ نعمة إلهية !
أنا حالياً في حال جيدة و سأباشر بالعمل سريعا ..
المبالغ التي أعطيتني إياها كانت كافية لأن أنطلق بقوة !
أنت كريمة فعلاً !
أنا أعلم أن رصيدك الآن فارغ !
شكراً لتضحياتك من أجلي و ثقي أني سأرد لك الديّن حينما نتزوج !
أنا أتحرق شوقا لليوم الذي يطلقك فيه ابن الحَرام
فقد طال انتظاري طويلاً
أنا الآن أعمل و لدي شقة جيدة لنا سأحسنها أكثر !
و حتى عمّار أنا مستعد لأن أربيه من جديد و أعوضه عن ذلك الأب النجس "







أقف..
كشجرة متيبسة ! سقطت مني كل أوراقي !
سقط مني كل شيء أفاخر به!




 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 10-04-13, 04:05 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy

 


( 52 )

!
!
!
كُنت أقف خلفه مباشرة ..
أهتز بجسدي ..
ألاحقه دون شعور ..
أراقبه و هو يشغل الرسالة الشيطانية ليأتي صوت عبد الرحمن ..
بودي لو أوقف الحياة بضغطة زر !
بودي .. بودي لو أحذف هذا المقطع !
أراقب جسده المتصلب .. و كلمات عبد الرحمن تأتي كالسهام ..
كُنا على شفا قُبلة !
و الآن على شفا صفعة !
أراقبه بتشتت .. كان لازال يستمع إلى نهاية الرسالة التي توقفت أخيراً ..
راقبت اهتزازات ذراعيه و هو يقبض على الهاتف كما لو كان سيحطمه ..عُنقه المُحمر ..
توترت ! وددت لو أستطيع أن أحتضن غضبه الذي يتصاعد كدّخان سام من رأسه ..
بارتجافة و ارتعاشة عاد يضغط على زر إعادة تشغيل الرسالة ..

" حبيبتي رباب ! شُكرا على كل شيء بصراحة أنتِ نعمة إلهية !
أنا حالياً في حال جيدة و سأباشر بالعمل سريعا ..
المبالغ التي أعطيتني إياها ............"

مددت يدّي بصعوبة لأختطف منه الهاتف بعنف .. بعد ماذا؟ بعد أن سمع كل شيء ؟
لم أكن أخجل من أن أبوح له بحبي لعبد الرحمن ! و لكني الآن مرتعشة بعار الخيانة!
لماذا؟ لماذا؟ أأحببته ..
رميت بالهاتف جانباً لأخرس اللعنات التي تخرج منه و عُدت أقف خلفه مُباشرة
أراقب رأسه .. شعره الاشقر الثلجي .. أراقب انفجاراته ..
يُنكس رأسه و هو يضع كفه على وجهه .. يلهث بشدة ..
ثم يهمس بينه و بين نفسه :" كما العادة! "
كُنت أنتظره يُفرغ فيَّ جُم غضبه !
لأني أعلم أنه يتلظى الآن كثيراً !
و أعلم أن رجولته تنزف ! الغيرة في صدره كتنين هائج ! أريده أن يستدير الآن بصفعة تطيحني من عليائي !
أفرغ الحمم يا يوسف أفرغ !
لكنه هَمس دون أن ينظر لي حتى :" أفسحي ! "
صرخت لأدفع عني التُهمة ! لأجبره أن ينظر لي :
" ما الذي يدور في خلدك؟؟ أنا امرأة ناضجة أكبر و أعقل من تتطلع أنت على رسائلها الخاصة و تقيمها حسب مفهومك المريض"
يهمس ببرود يناقض نيرانه الثائرة :" أفسحي فقط ! "
يستدير ليقف مشتتاً بصره و أنا أراقبه بكامل تركيزي ! عيناي لا تبرحان عيناه ..
قل لي يوسف أنك لم تتاثر ! قل لي !
قل لي !
يرفع وجهه المُحمر ناحيتي بألم يحاول إخفاؤه .. يمط شفتيه الحمراوتين في حيرة ..
يشتت عينيه العسليتين .. يرمش برموشه الشقراء ..يحاول عبثاً أن يخفي كل هذه الملامح ..
قبل أن يعبر من أمامي ليخرج من المطبخ ملتقطاً هاتفه !
اهتز!
أنهار !
أني لست رباب الأولى التي تنتشي برؤيته على هذه الحالة !
لست رباب الأولى التي تفصح بجرأة عن حبها لطليقها !
لست رباب التي تفاخر بالخيانة العاطفية !
تغيرت كُلياً !
ألقي بغروري بعنف و أركض وراءه ألحق به .. أراه يتجه للخروج من المنزل ! يتجه لفتح الباب الرئيسي .. سيهرب؟
أركض خلفه و أنا أختطف خماري الطويل و بسرعة هائلة ألفه حول جسدي و وجهي ..
كُنت مُجنونة حقاً و أنا أراقبه بمشاعر نارية يخرج من المنزل .. أقبض على كنزته الصوفية ثم أصرخ:
" يُوسف ! لا تمثل علي هذه الأدوار !! "
و تراجعت بتشتت و خجل:
"الأموال كانت مجرد دين و ....."
أراقب الانكسار في عينيه قبل أن يترك الباب لينغلق لوحده مصدراً صريراً أشبه بأنين ! هل يأن قلبك يا يوسف؟ ..
يبتسم و هو يرفع حدقتا عينيه العسليتين ..
يبرز عرق قوي في جبينه الأبيض ..
يهمس و هو يتأملني من أعلاي حتى أخمص قدماي ..
كم كانت نظرات مؤذية لكرامتي
" رباب ! أنا اعتدت هذا منك "
ثم خفض عينيه بألم:" أخبريني هل ساعدتيه بكل كرم ! كي يؤثث شقتكما و تتزوجا؟
( ابتسم بسخرية ) يا له من حب يا رباب !تنهبان أموال غيركما لتعيشا بنعيم !
و على ذلك الرجل الذي تنعتونه بأبشع الصفات أن يصمت و لا ينطق بشيء ( بقهر مكتوم )
.. هو حائط فقط أليس كذلك ؟
( بهمس قالها فأدمى قلبي ) ألا تخافين الله؟"
اقترب بوجهه ليواجهي بنظرة خيبة عميقة و ابتسامة مطعونة بالألم :
" منذ أن تزوجتك يا رباب لم تكوني لي !
أنتِ هنا جسد فقط !
و قلبك ساكن مع عبد الرحمن "



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( 53 )



متى نقرر أن نعيد برمجة مشاعرنا ؟
عندما نشعر أن ثمة خطأ ! ثمة خطأ فيها !
يجب أن نعرف أين هو الخطأ ؟
و كيف نصححه ! و كيف نشغل مشاعرنا من جديد لتتكيف مع البرمجة الجديدة !
كان قلبي يعاني من فيروساً عظيما يسمى رباب !
و لم أقتنع أنه فيروس إلا عند هذه اللحظة !



آه ! يا رباب ؟ لقد حطمتِ كل شيء !

فهمت أن كل شيء قد أُفلت من يدي ...
و أن بيدي فقط ! مكنسة ..
لتنظيف قلبي من حُب رباب !
و أن بيدي فقط مكنسة لتنظيف حياتي من هؤلاء الشخوص المتمرسة في أذيتي
و رغم ذلك ،وجَب علي أن أعدهم ضمن عائلتي !
و ان أبتسم لهم بسذاجة !
و أن أتظاهر أني لم أعلم بشيء ..
هذا ما كان يمارسه يوسف الساذج! فرحاً بأسرته المزيفة ..
فرحاً بأصنام من حوله ! أطلق عليهم مسمى أفراد الأسرة !
رحبت حتى بعبد الرحمن ليكون فرداً من أسرتي فها أنا أتلقى العِقاب !


و ها أنا أتلقى الطعنة من الظهر من قبل تلك الانسانة التي بذلت لها كل شيء !
و أقنعت نفسي أنها ستحبني مع الأيام و ستحبني إذ تبت و اصبحت صالحاً !
ها أنا أجني حصاد غبائي ..



تطاردني الهواجس و الظنون و الأفكار
قبل أن أقف مستنداً على الجدار أراقب فاضل و هو يجلس أمام المرآة و الحلاق يقوم بقص شعره المموج ..
و أحوّل أنظاري لعمار الذي يدور كما العادة في المكان باحثاً عن شيء يسّليه !
أفهم جيداً معنى الخيانة !
لذلك هويت على أقدام رباب أطلب منها العفو ..
لأن الخيانة أبشع شيء ممكن أن يواجهه الزوج أو الزوجة!
كُنت أريد أن أمزق نفسي تمزيقاً لأجلها !
كنت أريد أن أعذب أكثر لأرضيها !
لأقنعها أني لم أشأ خيانتها
و لكن .. أنها الشهوة التي بيدها فقط أن تمحي العقل تماماً !
لم أكن اريد الخيانة !
و خنتها قهراً ! و طوعاً لما يمليه علي شيطان جسدي ..


و لكن رباب !
و منذ ست سنوات ! لازالت تطيع شياطين قلبها!
لتخونني في كل مرة مع عبد الرحمن !
عضضت على شفتي بحنق ..
حتى قررا أخيراً التخلص مني ليجتمعا معا بعد طول فراق ..
عبد الرحمن البغيض! هل هو شخص طاهر كما تصفه رباب حقاً؟ !
لينهب أموالي من دون أن أعلم و يتصرف بها كما يشاء !
أودعت تلك الأموال لرباب لتسعد معي و لكنها استغلتها لتبني عشها مع عبد الرحمن !


" يُوسف ! "
أرفع رأسي لفاضل الذي يقف أمامي و هو يحدق بالبراكين التي تثور مني ..يقترب هامساً :" ما بك ؟ "
نَظرت لعمّار لبرهة ثم زفرت و أنا أغمض عيناي ..
أشحت بوجهي بغضب لم أستطع كبته .. ثم مشيت ناحية الباب مخاطباً فاضل :" لنخرج "
صعدنا السيارة اللكزس ..
خاطبني فاضل و هو يراقبني و أنا أقفل الحزام على جسدي ..
انكس رأسي أخفي ملامح القهر التي تلون وجهي بالتورد .. و أقبض على المُقود بقوة..
فاضل بدوره كان يتأملني مُطولاً .. ثم همس :" ألم تأتي لتحلق؟ "
أقود السيارة و أرفع بصري للمرآة الأمامية لأرى عمار يقف خلفي يعبث بشيء ما ..
ثم نظرت لفاضل هامساً :" لا! "
عُدت أبصر الطريق و ازدردت ريقي هامساً :" فاضل ! أين هو مَحل أبوك؟؟ "
توسعت عينا فاضل بتوتر .. و أشاح ببصره سريعاً ! يبدو أنه كان عِلم بهذه المؤامرة..
أي أنه كان شريكاً بهذه المؤامرة! للم شمل الأسرة و التخلص من يوسف للأبد !
كززت على أسناني بحنق و أنا أتعرق بجنون ..
عينا فاضل ترمقني مُطولاُ و هو يضم الجاكيت الجلدي لجسده النحيل ..
أوقفت السيارة أمام المنزل و خاطبت عمار بهدوء :
" عمار أدخل و اجلس مع أمك ! لا تخرج من دون إذنها ! "
بمرح :" حاااضر "
هبط من السيارة و ركض بطفولية ناحية المنزل ..
زفرت بعمق و أنا أعود لأقود السيارة مشمراً عن ساعدي ... ففوجئت بأصابع فاضل السمراء تقبض على معصمي ..
شد أكثر بأصابعه على معصمي فرفعت بصري ناحيته ...
نظر لي بعمق ثم همس :" ما بك يوسف ماذا جرى؟ "
رفعت حاجباي بتهكم ثم همست :" تسألني؟ "


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, الهند, kareemy, sameera, عزرائيلي
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية