لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-15, 09:43 PM   المشاركة رقم: 4601
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا هاغلق الرواية اثناء تنزيل الفصل اعذروني بتأخر شوية بالخاتمة لانها قيد الكتابة..

ومابفتح الرواية الا بعد تنزيل الخاتمة

الفصل طوووييييل ومتعب

جدااااااااااااااا

أتمنى من كل قلبي ينال اعجابكم ورضاكم


أحبكم في الله

ونصيحتي لكم..

اتركوا قلوبكم تتنفس :*

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-15, 09:47 PM   المشاركة رقم: 4602
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

شيوخ لاتعترف بالغزل
الفصل الثلاثون والأخيــر
***
بعــد ثلاثة أشهر...
....
تراقص الزمن وهو يمضي بالجميع شاهداً على ماجنته الأيام من دمار, شلل يصيب الحواس ويتركها شبه متبلدة شبه ميتة لاتعطي ولاتأخذ.. نفس يدخل وأخر يخرج..
أحياء فقط بالاسم..مع أن كل مانحيا لأجله.. بعيــد..نستطيع رؤيته..ولكنه كالسراب..مُحال الوصول اليه.
كانت الأيام باردة.. كطقس الشتاء مكفهرة غاضبة.. لاتلقي عليك ابتسامة ولاتحييك بتحية..
كانت جربة كالأرض في تلك الأوقات..ناشفة..صحراوية ان شئنا الدقة..وكيف لا وقد خلت من معاني الحياة..
خلت من الابتسامة ..الفرح..خلت من الحب..
حتى جاء الربيع..
مسيطراً وبقوة.. تمتلى الشوارع بروائح الطلع وتتصاعد بعد الفجر أصوات الطيور وتنتشر رطوبة حنونة تبدد برد الشتاء الذي كان يغادر بتثاقل..
كان الربيع فصلاً قصيراً للغاية في بلاد اشتهرت بصيفها الطويل وشتاءها المتواضع.. كان فصلاً لاوجود فيه للفرص الثانية..اغتنم وقتك قبل ان ينتهي..
انتهز فرصك قبل ان تغلفها حرارة الشمس بقسوة وقيظ الحر..
كان فصل الفرصة الأخير..
....
شعر بشعاع الشمس يسقط على عينيه مخترقاً ظلامه بقسوة كعشرات الابر الساخنة اخترقت عقله ..مؤلمة لاسعة حاول تفاديها لتهاجمه من الجهة الأخرى..
-مالذي يحدث هنا؟؟
زمجر بغلظة وهو يستقيم على سريره ليفاجئ بالجوهرة وهي تفتح النوافذ بجلبة مرحة صارخة بحماس:
-هيا استيقظ ياأخي الكسول.. انه الربيع..لانرى مثل هذه المناظر في البلدة على كل حال.
نظر لها باستنكار..ثم نظر للنوافذ التي شعت ببريق قوي بعد أيام طويلة من الأمطار والتي ودعوا بها فصل الشتاء..
-جوهرة اغلقي النوافذ.
هتف بغيظ.. لتنظر له باصرار:
-لا ياقحطان..انه الوقت الذي تنهض فيه وتكف عن رثاء نفسك.. لقد مضى وقت كافٍ.
كان يعلم ان مجيئ شقيقته من البلدة ليلة أمس كان من أسوأ الافكار التي راودت أمه على حين غفلة.. فهي هناك لاتقدر على المجيء ولن ترسل سلمى بكل تأكيد.. ومن غير الجوهرة التي يبدو أنها تنفذ تعليمات حرفية..
-جوهرة انها السابعة..وانا لدي اعمال كثيرة وأريد النوم قليلاً بعد.
-منذ متى تنام بعد الصلاة..لم أعرفك بهذا الكسل..
تهالك الى فراشه وغطى عينيه بساعده وهو يفكر..
هو لاينام ليلاً.. لعنة صُبت على رأسه منذ ثلاثة أشهر..سحبت النوم من عينيه قصراً..وجعلته يحدق في الظلام لساعات قبل ان يصلي الفجر ويعود متهالكاً ليحظى بأقل من الثلاث ساعات نوماً قبل ان يذهب لمتابعة عمل الشركة الجديدة التي أستلمها بعد مقتل حسن..
كيف لأحد أن يفهم انه لم يعد كما كان..لاشيء عاد مثلماكان.. ليس منذ رفضته..نبذت زواجهما ونبذته وقصت بنفسها بعيداً محمية منه .. هو حاميها الأوحد..!!
تأوه بضيق وهو يسمع ثرثرة الجوهرة ..يعرف انه لن يعود للنوم الأن.. مستحيل أن يفعل..
نهض بتثاقل..ورماها بنظرة قاتلة قبل ان يستسلم لدفعة من يدها للحمام وهي تامره بتسلط ان يكون على مائدة الفطور بعد دقائق فقط..
وفعل..
تأمل كل انواع الاطايب بتقزز.. هو لم يأكل الفطور منذ دهور.. لم يكن يشعر بالرغبة لتناول الطعام وهو ينهض مثقل بالنعاس والوهن.. وكان يؤخر وجبته لمنتصف الظهيرة بعد أن يهلك نفسه بالعمل.. وحين يعود في المساء يكتفي بوجبة خفيفة من أحد المطاعم المجاورة..
دفع طبقه باتجاه الجوهرة وهو يحمدالله بصوت خفيض واكتفى بالقهوة:
-انت ستأكل طعامك قحطان.
نظر لها بجمود:
-لست جائعاً.
-انظر لنفسك..لقد نحلت..
همست بغصة تؤرق قلبها ليبتسم باقتضاب وهو يسألها مغيراً الموضوع:
-كيف حال الطفلين؟؟
-بخير..قحطان الصغير يتعب قلبي في المدرسة.. فهو لايريد ان يذاكر ويفضل اللعب طوال الوقت.
نظر لها بتمعن:
-انه يحتاج للحزم ياجوهرة وأنت متساهلة معه كثيراً.
هزت كتفيها بيأس ليخفض عينيه ويهمس:
-انه بحاجة لقوة رجل.. انه بحاجة لأب.
جمدت عينيها وشردت قبل ان تهمس مخنوقة:
-نحن لن نعود لمثل هذا الحديث مجدداً قحطان..
تنهد بصبر:
-انه لايزال مصراً ياجوهرة.. لقد كلمني مجدداً قبل بضعة ايام وكنت أنوي زيارة البلدة للتحدث معك.
-لاأريد الحديث عن هذا.
انتفضت واقفة وهي تلملم الاطباق بيدين مرتجفتين وتسللت الى المطبخ..
اغمضت عينيها بألم.. كيف لهم ان يكونوا بمثل هذه القسوة..يريدون منها الاسراع بالزواج قبل حتى ان تتعافى من كل ماحدث لها.. ارتجفت يدها أكثر وكادت توقع الصحون وهي ترميهم في المغسلة بذعر..
لاتستطيع ان تفكر برجل في حياتها بعد تجربتها الاولى..
بعض الندوب لاتزال صامدة في جسدها لتذكرها مغبة التسليم لرجل.. هي حتى لاتعرف من هذا الرجل الذي جاء بسببه قحطان للبلدة بعد اسبوع من مغادرته المستشفى ليفاتحها بشأنه.. لاتستطيع التفكير بمدى ذعرها ورفضها النهائي للفكرة وقتها.. ومنذ ذاك الوقت كان قحطان يستغل كل مناسبة ليذكر لها هذا الرجل الغامض.. وكيف انه يثق به لدرجة انه لن يخاف عليها معه أبداً.. لقد كان الجميع يثق بحسن قبلاً!!
لم تعد تستطيع تحمل الثقة .. لو خسرت مجدداً فلن تتعافى هذه المرة قط.. وهي في طور التعافي الان..
فلم تسمح لهم بتعريضها للأذى مجدداً؟؟!!
-انا أسف..
سمعته من خلفها فأخذت نفساً عميقاً والتفتت اليه بابتسامة مهتزة:
-دعنا من هذا الأمر..أخبرني عنك أخي؟؟ هل من أخبار عن سيـــادة..؟؟
ياالهــي الرحيم..
فكر بطوفان مشاعر هاجمه بقسوة ليرمي بقناع تماسكه المضحك أرضاً ويفضح مشاعره التي هاجت كعاصفة رعدية في عينيه قبل ان يشيح بوجهه عن شقيقته التي ارتفع حاجبيها تعاطفاً وهو يهمس بخشونة:
-أسمع عنها عبر عمي سالم..انها بخير.
كان هذا يؤلمه.. لن يكذب..يؤلمه ماكان يقول له عمه من أنها صامدة وقوية بل تستمتع بيومها بشكل كبير في انتظار طفلهما..وحدها!!
كيف تفعل هذا وكل مايعانيه هو الظلام والوحشة.. وفوقها ..الوحدة القاتلة!!
-سأذهب لرؤيتها..
همست الجوهرة بتأكيد لينتفض بحنق.. قهر.. الجميع يراها.. عائلته كلها زارتها.. حتى امه فعلتها مرة برفقة الجوهرة بعد خروجها مباشرة من المستشفى واستقرارها في منزل جميل في الضواحي.. بعيداً عنه ..تسكن مع ابيها وأمها التي بقيت للاعتناء بها فترة حملها..
كان هذا هو عقابه..
رفضه تطليقها أمام الجميع رغم أمر الشيخ ..كان يستوجب العقاب.. وعقابه كان بأخذها بعيداً عنه.. صحيح هي لم تغادر عدن.. بعد رفضه الصريح لتوقيع اوراق مغادرتها..ولكنها لم تبقى لتشتكي وأصرت على ابتعادها.. ووافقها الجميع.. جدها ووالدها..
-هل أوصل لها شيئاً؟؟
همست الجوهرة بحذر لكنه كور قبضتيه بقوة وهتف بغضب مكتوم:
-لا..انا ذاهب الأن.
-اترك السائق ليوصلني ياقحطان..
-سأبعثه لك انه لايبقى معي هذه الفترة..فأنا اقود بمفردي.
اومأت بصمت بينما يغادر هو.. تنهدت بحزن لحاله.. أين هو مماكان..
أيعقل أن انفصاله عن زوجته يسبب له كل ذلك الحزن الغارقة فيه عيناه؟؟!! أكان يحبها الى هذه الدرجة فعلاً!! لقد كان قاسياً معها معظم الوقت لن تنسى ابداً الوقت الذي حبسها فيه في جناحهما في البلدة ومنع اي زيارة لها.. تنهدت باستياء حين تراها فهي سيكون لها كلام قاسٍ معها.. لايجب أن تتصرف على هذا المنوال.. ثلاثة أشهر من الهجر كافية جداً.. قحطان يفقد نفسه للحزن والقسوة.. انه منغلق على نفسه أكثر مماكان قبلاً..
حالته تسوء ولن ينصلح حاله الا بعودة سيادة اليه..
بعد ساعتين كانت تتوقف بها السيارة امام مبنى عصري في ضواحي المدينة وقالت للسائق بنبرة أمرة أن ينتظرها لأنها لن تتأخر..اتخذت طريقها للمبنى الذي زارته مسبقاً عدة مرات.. وصعدت عبر المصعد للطابق المنشود..
...
-اوووه ماذا دهاه اليوم..؟؟
انتفضت بانزعاج ونهضت تقف متوترة..نظرت لها أمها بقلق وهمست:
-هل أنت بخير سيــادة؟؟ هل لايزال الألم ؟؟
زفرت سيادة بضيق ومشت باتجاه الشرفة التي تطل على مساحة خضراء واسعة:
-لا امي ليس ألماً؟؟ الطفل يتحرك بكثرة اليوم.. يركل دون توقف..
اقتربت منها أمها وهمست بقلق:
-هل أتصل بوالدك ونأخذك للطبيب؟؟
هزت رأسها مخنوقة..واحاطت عنقها هاتفة:
-لاأمي.. فقط أريد الاستلقاء لبعض الوقت.. لم أنم طيلة الليل.
كانت مرهقة وهي تتذكر الكوابيس التي رأتها طيلة الليل .. ارتجفت بخوف وهي تسمع جرس الباب وتنظر لامها بضراعة.. والتي همست بضيق:
-من يأتي دون انذار؟؟
وسرعان ماكانت خادمة شابة تطرق الباب وتقول :
-السيدة جوهرة في الصالة وترغب برؤية سيدتي.
-يالهي ألن نكتفي من اولئك القوم..
هتفت امها بضيق والتفتت لها هاتفة تطمئنها:
-لاتقلقي بنيتي سأصرفها..
-لا ماما.. الجوهرة صديقتي..
اعترضت سيادة بحدة ونظرت للفتاة:
-ضايفيها باحترام وسأتي على الفور..
ثم أسرعت للمرآة ونظرت لوجهها.. ماذا ستفعل لكل هذه الهالات السوداء والارهاق.. لاشيء بهذا الوقت القصير.. تنهدت وهي تهز كتفيها انها الجوهرة.. ابتلعت ريقها ولامست بطنها المنتفخ قبل ان تذهب اليها..
-السلام عليكم..
همست بابتسامة حالما رأتها مماجعل الجوهرة تنتفض واقفة وتقترب لتعانقها بمحبة وهي ترد السلام..ثم نظرت لبطنها بفرحة:
-انظروا لابن أخي وهو يكبر.. يارب الكون.. كيف حالك سيادة؟
اختنقت العبرة في حلقها وهي تسمع الجوهرة تشير اليه.. ولكنها أخفت احساسها بمهارة وهمست:
-انا بخير جوجو... وأنت؟؟
-له الحمد.. تعالي لنجلس تبدين متعبة.
-انه لايكف عن الركل منذ الصباح.. لقد أتعبني.
همست بانزعاج وهي تمسد بطنها لتضحك الجوهرة غامزة بعينيها:
-انها شقي وقوي هذا الصغير انا واثقة انه سيولد بصحة جيدة ويثير الشغب فينا كلنا.
ابتسمت سيادة بمرح وهي تتخيل ولادة طفلها بعد كل هذا العذاب..
-كيف حال سلمى؟؟انا لم ارها منذ زمن لم لاتأتي لرؤيتي؟
عقدت الجوهرة حاجبيها وهمست بقلق:
-سلمى هي الأخرى في حالة غريبة.. لاتخرج ابداً من المنزل حتى اجتماعات النسوة بدارنا بالكاد تحضرها.. انها تنغلق على نفسها ولاأحد يعرف السبب.
-لابد انها سمعت كلمة من اولئك النسوة بسبب طلاقها.. مجتمعكم قاسٍ للغاية ياجوجو..انه بالكاد يرحم احداً.
-معك حق..
همست الجوهرة بشرود وهي تعي حالتها نفسها.. بعد مقتل زوجها على يد أخيها ورغم القلة التي يعرفون بالحقيقة الا أنها تعاني من بعض النظرات واللمزات.. حتى هي لم تسلم..
-أخبريني لم عدتي الان.. لقد كنت هنا قبل فترة وجيزة وظننتك ستبقين في البلدة لفترة بعد؟
تسائلت سيادة تخرجها من شرودها لتنظر لها متهكمة:
-عدت بسبب زوجك العزيز.
شحب وجه سيادة.. بينهم كلهم كانت الجوهرة هي الوحيدة التي تحاول كلما التقتها ان تثير مشاعرها بذكره.. وكأنما لايهمها ماتشعر به ؟؟!! وبينهم كلهم كانت الجوهرة هي من تشتاق لرؤيته وتتوق لسماعه يتكلم..!!
-لقد اتصل بأمي بحالة يرثى لها.. لاأحد يترك شيوخ العزب وحدهم.. انهم يغرقون في شبر ماء.
قالتها الجوهرة ضاحكة بخبث وهي ترى احمرار وجه سيادة ونظرتها الجامدة لتواصل الضغط بأسلوبها السلس:
-قحطان لايجيد حتى غسل ملابسه وحده.. وقد سئم استخدام المغاسل الكهربائية التي تهري ثيابه.. ولاتسألي عن الطعام.. فالمطاعم قد كونت ثروة بسببه.
-لم لايزال هنا؟؟ لم لايعود لبيته؟؟
هتفت بحنق..متجاهلة ماتعرفه انه قد أصر على البقاء قريباً.. حتى يراقبها ..
-تعرفين العمل..
قالتها الجوهرة بخفوت..ثم ترددت وهي تستغفر الله بداخلها على الكذب الذي كانت تنوي التفوه به.. كان يجب أن يوضع حد لهذه المهزلة بينهما وهي مصممة على تنفيذ ماتريد..
-قحطان يعمل بجد.. ويرجع في منتصف الليل أحياناً.. انا لااستطيع البقاء قربه طيلة الوقت..انه يحتاج امرأة في حياته..
تصلبت سيادة والتفتت للجوهرة بحدة قبل أن تهمس بشحوب:
-أنا لــن أعود لأخيك.
-أعرف.. أنت عنيدة للغاية.
قالتها الجوهرة بهدوء مدروس.. قبل أن تتنهد وتشيح بوجهها لتلاحظ سيادة نظرة الذنب في عينيها:
-ماذا تخفين عني؟؟
-لاشيء..
قالتها بتوتر لتثير اعصاب سيادة التي هتفت بحنق:
-جوجو الان ستخبريني ماذا تخفين عني؟؟
زفرت الجوهرة بشدة ونظرت لسيادة بنفاذ صبر:
-بصراحة لقد أوصتني أمي لقحطان بمجموعة من الفتيات.
اتسعت عينا سيادة بصدمة للحظة قبل ان تهتف بذعر:
-قحطان لديه مجموعة من الفتيات؟؟
كانت تنطق اسمه بعد مقاطعة لمدة شهور وجعل اسمه ريقها يجف لتقابل ضحكة الجوهرة الساخرة وهي تهتف:
-ماذا تظنين أخي بالضبط؟؟ شهريار؟؟!!
زمت حاجبيها بعصبية ونهضت تصيح بعصبية:
-جوهرة انا لاأريد ان أعرف شيئاَ عن قحـ... عن أخيك..انا أريد أن أنساه فقط ولايهمني لو أن لديه عشيرة من النساء.. لايهمني.
رفعت الجوهرة حاجبيها ونظرت لبطنها مشيرة اليها بمرح:
-لاتستطيعين نسيان رجل وأنت تحملين طفله سيادة.. ثم كفي عن عصبيتك وتعالي لتجلسي..انا لم أكن الا أفضفض لك بماتريده أمي.. لم انت غاضبة هكذا؟
نظرت لها سيادة بغيظ وعادت تجلس الى جوارها.. رغبتان تصارعتا بداخلها..
تريد سماع القصة كلها وترغب بطرد الجوهرة وعدم الاستماع لها من الاساس.. ولكنها التزمت برغبتها الاولى مرغمة..
-انظري.. لقد اعطتني بضعة صور لأريها لأخي..مارأيك بهذه؟؟
جحظت عينا سيادة مصعوقة والجوهرة تفتح هاتفها لتريها صورة فتاة صغيرة السن بالكاد تجاوزت السن القانونية للطفولة..
-جوهرة هل انت مجنونة؟؟
صرخت بعنف وهي ترمي الهاتف بتقزز والجوهرة تصطنع البراءة هاتفة:
-ماذا فعلت؟؟ ظننتك تريدين التخلص منه بأسرع وقت.. تزويجه بأخرى صغيرة سيلعب بعقله ويجعله يوافق على طلباتك كلها..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-15, 09:47 PM   المشاركة رقم: 4603
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

تنفســـي.. تنفســي..
طالبت نفسها محاولة السيـــطرة على لهاثها الذي لم يفعل سوى زيادة اختناقها وهي تشيح عن الجوهرة لأنها لو نظرت اليها الأن فسوف تفقد تعقلها وسوف تكسر رأسها بأي شيء أمامها..
-جوهرة..اصمتي.
هتفت من بين أسنانها المطبقتين بانفعال لتقول الجوهرة بهدوء:
-انا لاأفهمكم حقاً.. تقولين انك لاتريدينه..وحين أعطيك الطريقة لتتخلصي منه..هاأنت ترفضين؟
-تريدين مني اختيار عروس لزوجي؟؟
هتفت بجنون ثم أمسكت أنفاسها.. وهي تشعر بالاختناق للفكرة التي يبدو أنها تفسر كوابيس ليلتها الماضية.. شعرت بجسدها كله ينتفض.. يرتجف وكأنها خرقة في مهب الريح..
جلست لم تعد تقوى على الوقوف.. وهمست :
-أرجوكي اتركيني الأن ياجوهرة.
نهضت الجوهرة بحنق وهتفت:
-تطرديني؟؟
اغلقت عينيها بقوة وهتفت بعصبية :
-اذهبي لأخيكي جوهرة.. اذهبي قبل أن أحطم رأسك.
ارتسمت ابتسامة متلاعبة على شفتي الجوهرة قبل أن تلتقط عبائتها وطرحتها وهي تهتف:
-كماتشائين.. فكري واتصلي بي..
قالتها وانصرفت بينما بقيت سيادة على المقعد الوثير وهي تشعر أنه منجد بشوك حار.. ينخر جلدها بقسوة حتى كادت تجن.. نهضت تدور حول نفسها بحرقة..
تباً تباً.. هي لاتريد التفكير هكذا.. هذه الغيرة الحارقة.. هذا الألم.. هذا الغيظ .. ربااااااااااااه انها تغار .. لا لا .. لم تكن غيرة كان احساس لايوصف ينهشها كذئب متوحش من اعماقها..
كيف يمكن ان تسكت عن هذا؟؟ هذا الألم..
هي لاتريده بعد الان.. هي بالطبع لاتريده.. ولكن فكرة ان يكون لامرأة سواها..
سمعت تحطم الزجاج واتسعت عيناها وهي تدرك انها رمت بمزهرية قريبة عرض الحائط..بكل قوة لتهشمها لألاف القطع.. كانت تلهث بذهول.. حين جائت أمها لتحيطها بحنان وهي تحاول تهدئتها بسيل من الكلمات الفرنسية والتي لم تفعل شيئاً سوى ادرار دموع كالسيل وهي تغرق في حضن امها..
شهقت بألم ومرارة.. وهي تدمدم بألم لايتوقف:
-سأموت ماما.. سأموت..
ضمتها ايفا بقوة وهي تشعر بالضياع.. مالذي قالته لها الجوهرة لتحطم قوة ابنتها وتبعثرها بتلك الطريقة..!!
أما الجوهرة فقدد نزلت الى حيث السيارة تنتظرها بابتسامة واثقة.. كان عليها الأن ان ترمي بثقلها عليه هو.. كان على أحد أن يحرك المياه الراكدة.. وهي ستفعل..
دخلت السيارة بهدوء وأمرت السائق بنعومة ان يذهب بها للمركز التجاري .. الكثير كان ينقص قحطان من مواد غذائية واستهلاكية وهي تنوي ان تعوض ذلك النقص..
لم تسمع السائق الذي انطلق بالسيارة بخفة وكأنما تسير على وسادة هوائية.. نظرت له باستغراب.. لم يكن السائق نفسه ..اتسعت عيناها بذعر وهي تهتف:
-اوقف السيارة ودعني انزل الان.
-ولم تريدين النزول؟؟ ألم تقولي بأنك تريدين الذهاب للمركز التجاري؟؟
اتسعت عيناها بذهول وهي تنكمش في مقعدها وتتعرف على الصوت عميق النبرات.. وكيف تنساه..؟؟ الرجل الذي أخذها لرؤية جثة حسن؟؟ صديق قحطان ورئيس حراسته؟؟
-لم أتيت؟؟
هتفت بحيرة وهي تبتلع ريقها ليبتسم لها عبر المرآة الداخلية:
-السائق..تعرض لوعكة وقد كنت قريباً..ولم أمانع.
ابتلعت باقي تساؤلاتها وتراجعت في مقعدها وهي تكاد تمزق قماش عبائتها الحريرية بتوتر.. لم تتوتر..انه مثله مثل غيره.. مجرد حارس شخصي يعمل لدى أخيها.. لايجب أن يثير توترها بأي شكل..
كان الصمت يلفهما وهي تشاغلت بالنظر لمعالم المنطقة الجديدة التي يقطعانها باتجاه المركز التجاري.. رغماً عنها أُخذت بالرائحة العطرة التي تسللت الى أنفها.. رائحة رجولية لن تخطئها.. عطر خفيف ولكنه ثابت ومحرك للأعصاب.. استرقت نظرة للرجل الذي يقود السيارة بكل كفائة .. وتأملته خفية..كان طويل القامة بحق.. وكأن رأسه سيصل لسقف السيارة..كتفيه عريضين وجثته ضخمة مقارنة بأخوتها.. يده العريضة تحكمت بالمقود بسلاسة.. واصابعه الطويلة التفت حوله بإحكام..
لم تتبين ملامح وجهه جيدااً من مكانها ولكنها تتذكر ملامحه.. لم يكن وسيماً كأخوتها بالطبع.. ولكن كان هناك قوة تشع من عينيه الضيقتين..
نفضت عنها أفكارها الجريئة بنفس قصير مرتفع وعينيها تتسعان بذهول لماذهبت اليه أفكارها..
-هل من خطب؟؟
سمعت صوته الهادئ لتنظر له مذعورة..هل فطن ماكانت تفكر به..؟؟!!
-لاشيء مهم..
هتفت بسرعة ليبتسم ويعود بعينيه الى الطريق..
وصلا الى المركز وهناك رافقها بسلاسة لتنظر له باستغراب فقال مقرراً:
-انت ذاهبة للتسوق.. وأنا سأساعدك..لن تستطيعي حمل كل شيء وحدك.
-أستطيع تدبر نفسي جيداً..
اجابت بجفاء ليهز كتفيه بلااكتراث ويرافقها دون ان يلقي بالاً لاعتراضها.. وكان محقاً..
الاشياء التي اشترتها كانت تعبئ عربة التسوق بشكل كبير حين عادا الى السيارة وشعرت بالخجل وأكرم يضعها بصمت في صندوق السيارة دون أن يشتكي اويعترض.. لقد بقي معها طيلة فترة الصباح ولم يبتعد عنها الا لذهابه للمسجد عند أذان الظهر فقط..
جلست في السيارة بانتظاره ان يقودها للمنزل ولكنه انحرف لطريق جانبي باتجاه البحر واوقف السيارة تماماً..
-لما توقفنا هنا؟؟
تسائلت بتوتر ليزفر أكرم مطولاً.. وقبل أن تسرع بالقاء المزيد من التساؤلات فاجأها هو بقوة:
-لم رفضتنــي؟؟
نظرت له بحيرة في البداية.. لم تفهم مايعني..ثم اتسعت عيناها بذهول وهي تدرك مالأمر.. كان هو؟؟
-أنت؟؟!!
-ألم يخبرك قحطان عني؟؟
قالها متفاجئاً لتبتلع ريقها بصعوبة وتتلفت حولها بذعر:
-اعدني الى منزلي.. الأن..
-تقنياً هو منزل قحطان.. وهو يعرف تماماً انني الأن معك .فلاتتصرفي بهستيرية.
قالها بنفاذ صبر لتشهق بصدمة من تصرف أخيها المشين ليسارع أكرم:
-بيننا حديث يجب أن يتم.. أريد أن أعرف الأن لم تصرين على الرفض؟؟
-انا لاأريد مناقشة الأمر معك..واذا لم تقودني لمنزل أخي في التو فسأغادر وأخذ سيارة أجرة.
هتفت بغضب.. ليغلق امان ابواب السيارة بحركة واحدة جعلتها تنتفض مذعورة وهو يهمس بخفة:
-انت لن تغادري قبل أن اخبرك بمااريده.
-ماذا تريد مني؟؟
-انا أريد الزواج بك..
قالها بصراحة وثقة جعلتها ترتجف والعرق يتصبب منها بطريقة مخجلة وهي تحاول ايجاد سبيل للهرب بينماتصرخ بحنق:
-وأنا لاأريد الزواج بأحد.
-لماذا؟؟ أنت لاتزالين شابة..
تسائل بحنق لتنتفض بيأس وتصرخ:
-انا أم لطفلين..لايوجد رجل عاقل يقبل بعائلة جاهزة..
كانت تبرر مخفية حقيقة مشاعرها.. وقلبها يصرخ بوجع ان لايوجد رجل عاقل يقبل بامرأة تحمل ندوباً في جسدها أكثر بكثير من سنوات عمرها..
-أنا أقبل..
قالها ببساطة لتنظر له بذهول.. فيواصل بحنان وهو ينظر لها عبر المرآة:
-أناأعرف كل شيء .. ماحدث معك وزوجك السابق انا..لدي فكرة.
اتسعت عينيها بذهول وهمست بصوت مخنوق:
-كيف؟؟!!
-قحطان أخبرني..
-كيف يجرؤ..؟؟
انسابت دموع الخزي من عينيها وهي لاتقوى على ابعادهما من مغناطيسية عينيه عبر المرآة ليجيب بهدوء:
-لأنه رجل صادق.. حين طلبتك للزواج قبل ثلاثة أشهر تقريباً لم يتردد باخباري عماعانيته مع زوجك السابق.. أخبرني انك مجروحة ومتألمة ممافعله بك والله اعلم مافعل ولايعلمه سواك..
-ليس من حقه ان يخبرك..
همست باكية ليقول بحزم:
-قحطان يثق بي.. وهو لم يقل لي هذا الا لأنه يدرك ان رغبتي بالاقتران بك صادقة.. أرادني ان اعرف كل شيء قبل أن اكرر طلبي.. ورغم رفضك فأنا قد كررته اكثر من مرة ولازلت مصراً عليه.
-لماذا؟؟
همست بحيرة..واضافت بمرارة:
-لم تريد الاقتران بامرأة مثلي قد انتهى حظها في هذه الدنيا..
-لاتقولي هذا..
هتف بحنق..يارب الكون كيف تفكر هذه المرأة..كيف تظن انها خسرت حياتها بسبب تجربة فاشلة فقط..
-اسمعيني جيداً .. انا مررت بتجربة فاشلة بنفسي.. تجربة ارغب بمحيها من ذاكرتي ولكنني لااستطيع.. انها جزء من حياتي كما كانت تجربتك انت..
-لاشيء..لاشيء يقارن بماحدث لي..
هتفت بألم ليتنهد بحرارة:
-أعرف ان ماعانيته وأعرف انها تجربة بشعة..وكل ماحدث بعدها كان مؤسفاً ولكنني لست كحسن.
اغمضت عينيها بحرقة وهتفت:
-أرجوك خذني للبيت.
تنهد وهمس:
-عديني أن تفكري بالأمر مجدداً.. عديني ان تعطي لنا فرصة..
-لماذا؟؟ مالذي تريده بواحدة مثلي؟؟
تسائلت بمرارة ليتصلب قبل ان يهمس:
-لأنني أحبك..
نظرت له بذهول فابتسم لها بثقة وهو يواصل:
-حين رفعتي السكين بوجهي ذاك اليوم.. وحين أخذتك لرؤية جثة طليقك المشوهة.. كنت شجاعة للغاية ولم تخشي شيئاً وانا.. لم اقابل امرأة في حياتي بمثل شجاعتك ..حينها عرفت أنني وجدتك..
تجمدت مكانها وسمعت صوت محرك السيارة يعمل وهو يعود لينطلق بها .. ورغماً عنها شعرت بدموعها تجف..وقلبها يرتجف.. لأنها ولأول مرة منذ سنوات..
تسمع كلمة احبك.. بمثل هذا الصدق.. وهذه الثقة.
***
نيويورك.. الربيع..
انتشرت خيوط الشمس واخترقت الأغصان الباسقة للأشجار في السنترال بارك وبسطت صورة رائعة الجمال للأرض وكأنها توقظها بلمسات حانية.. استمع صوت الطيور المبكرة وهي تغادر أعشاشها بحثاً عن لقمة العيش وانتشرت روائح الزهور بشكل مكثف..
وعلى مقعد حدائق منفرد جلس ينظر لبعض الاوز البري يتنافس على فتات الطعام الذي يلقيه بشرود.. وحين انتهى من قطعة الخبز التي حملها معه من مخبز قريب كعادته اليومية نهض بخفة وتجاهل الألم الذي انتشر عبر ساقه وهو يتسند على عكازه بقوة ويتخذ طريقه لوجهته اليومية..تأمل المبنى المنخفض بسوره الأبيض وسقفه القرميدي المثلث ثم دخل ملقياً تحية مقتضبه للحارس الذي بات يعرفه .. وشق طريقه متسنداً على عكازه الى غرفة جانبية حالما دخلها واجهته رائحة المعدات ممتزجة برائحة العرق..
نفض سترته وترك عكازه وهو يتقدم الى كرسي طويل جلس عليه وسرعان مااقتربت منه فتاة طويلة القامة بابتسامة واسعة وأمريكية خفيفة:
-كيف حالك اليوم؟
-سيئة..
زمجر بخشونة لتتجهم ملامحها وتزم شفتيها:
-هل حدث شيء؟
-ساقي متشنجة ومنذ ليلة أمس والألم لايطاق.
تنهدت الفتاة واقتربت تكشف عن ساقه.. كان الجرح الطولي يمتد من منتصف الفخذ الى أسفل الركبة.. تعرف أن الرصاصة التي تعرض لها تسببت بكسور مضاعفة لعظمة الفخذ واحتاج الأمر لثلاث عمليات جراحية لاستعادة هيكل العظم السليم.. والان لايزال في بداية رحلة العلاج الطبيعي.. وهو غير متعاون البتة..
-سيف عليك أن تكون اقوى من هذا.. بعد كل مامررت به الألم الان يجب أن يكون أخف.
-ولكنه ليس كذلك وتلك الحبوب التي تصرفينها لي لاتنفع بشيء.
هدر بعنف لتنتفض الفتاة قبل أن تتمالك نفسها وتتكلم بحزم:
-انها الحبوب المناسبة لك تماماً وكونها لاتنفع فهذا لايعني سوى ان ماتشعره من ألم ليس هنا..
وأشارت لساقه .. ثم رفعت يدها لرأسه وهتفت برقة:
-بل انه هنا..
نظر لها بخواء..ماذا يعرفون عن ألمه؟؟!!
عن قسمه الذي تعهد به.. عن حبه الذي تخلى عنه..
ماذا يعرفون عن ألم القلب وحرقته..
أنه ينخره من الداخل ويتركه كمنخل قديم.. لافائدة منه ابداً..
-لم لانبدأ التمارين..
همهم ببرود فتنهدت المعالجة بصبر وبدأت تمارينه الخاصة.. استلقى هو دون حراك بينما تقوم بتحمية عضلات ساقه كالمعتاد قبل البدء بجلسة علاجه الطبيعي المؤلمة..
وشرد عقله بعيداً كالعادة حين يترك جسده المتضرر يسترخي..بعيداً عن الشد والعصبية التي غلفت وعنونت حياته الحالية..
شرد اليــها ..ومالذي حدث قبل ثلاثة أشهر؟ وأخر مرة رآها قبل أن يأخذونها بعيداً عنه بكل قسوة.. اغمض عينيه وتذكر بلحظة ذلك اليوم حين استيقظ على نهنهاتها التي مزقت قلبه.. كان كل جسده يؤلمه.. وكل المه اختفى حين سمعها تناديه حبيبي..
اراد ان ينهض من رقاده ليمسح دموعها ويضمها الى صدره ويطمئنها أن كل شيء سيكون بخير..
ولكنها رحلت..
فتح عينيه بعاصفة من الغضب وهو يتذكر مظهر ذلك العجوز وهو يأمرها بالرحيل..
كانت تلك أخر مرة يراها بها..
ابتلع غصة وهو يتذكر العجوز الذي سأله عمن يكون بكل قسوة.. وسأله عمايريد بكل وضوح..
"أريدها هــي"
همس برجاء.. لتشتد عينا الجد ويقبض على عصاه بقوة تكاد تحطمها قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويقول بصوت حازم:
-لقد فديت حفيدي بحياتك ونحن مدينون لك..
نظر له سيف بأمل ليحطمه لأجزاء وهو يستطرد:
"ولكن ماتطلبه هو المستحيل بعينه..ابنة الشيوخ محرمة عليك يا ابن السلطان, وطلبك هذا يتوجب عليه أن نقتلك ولكننا سنعفي عنك.. وستكون حياتك هي مقابل انقاذك لحفيدي"
"أنت..أنت لاتعني ماتقول"
همس متحشرجاً.. ليواصل الجد وكأنما لم يسمعه:
"غداً ستصل عائلتك كما أظن.. من الأفضل أن تبقي ماحدث لنفسك.. والا فإن عائلتك هي نفسها من ستقوم بماعفونا نحن عنه.. فهكذا دأب ذئاب الشيّب.. تأكل بعضها ان خرجت عن قوانين القبيلة.."
"لاتفعل بنا هذا.. أنا وسلمى نحب بعضنا"
صاح بألم ليشيح الشيخ بوجهه هامساً بصرامة:
"لاتقل مثل هذا الكلام مجدداً.. ان سمعك أحد أخوتها.. فسلمى نفسها من ستواجه مصير القتل.. نحن شيوخ لاتعترف بهذه التفاهات.. ولاشيء يبرر الخطأ عندنا ولايغفره الا الدم"
راقب حينها خروجه بذهول.. لم يجرؤ على ان يفعل شيء.. لم يجرؤ حتى على ان يتوسله.. شعر بقلبه ككتلة سوداء ثقيلة تجثم عليه.. وفعلاً..
وصل ابناء عمومه في اليوم التالي.. ودون أن يصلا معه لنتيجة حول من تسبب بماحدث له تركهم يرتبون أمر نقله الى الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن.. بطائرة مجهزة.. ليستكمل باقي علاجه تحت اشراف أمهر الأطباء..
ومنذ ثلاثة أشهر لم يسمع عنها شيء..
حاول الاتصال بها مراراً ولكن على الدوام كان رقمها مغلقاً..
حتى أصبح اليأس عنوانه.. وأدرك انها أصبحت المستحيل بالنسبة اليه وأن لاشيء يستطيع فعله ليحصل عليها.. لقد أصاب اليأس قلبه.. وويل لقلب سقمه اليأس.
-لنذهب الى المضمار..
سمع معالجته تهمس بهدوء وهي ترى استغراقه في أفكاره لينهض ببطئ.. ويتبعها بصمت..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-15, 09:48 PM   المشاركة رقم: 4604
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

ذلك المساء كان هناك مناسبة خاصة عليه حضورها كجزء من حياته الاجتماعية التي يكرهها.. وبالفعل لقد كره كل لحظة قضاها برفقة من يُفترض أنهم أصدقاءه ورفاق العمل في تلك الليلة الربيعية الهادئة.. كان يقبع في ركن منزوي يراقب الظلام ينتشر عبر مدينة مانهاتن وتنتابه غصة وهو يتذكر ليلة مماثلة قبل شهور حين التقاها..
كانت تبدو فاتنة رائعة الجمال ولم تترك صورتها مخيلته قط..
اغمض عينيه بيأس وهو يحتسي الشراب المسكر دفعة واحدة عله ينسى..ولكنه لايفعل..كل مافي الأمر انه يتذكر بصورة أكبر وأكبر..
"المعذرة؟؟"
سمع الاعتذار الرقيق لينتفض وهو ينظر للمرأة التي اقتربت منه بتؤدة..
"لاأظنها ستقدر اغراق نفسك بالشراب وابتعادك عنها بهذه الطريقة"
نظر للمرأة بذهول.. أين رآها من قبل؟؟
-من أنت؟؟
همس بخشونة لتقترب مبتسمة:
-صديقة مشتركة..
-أنا لاأعرفك..
قالها بصلابة ولهجتها المصرية تثير فيه الشكوك..
-ولكنها تعرفني حق المعرفة..
انتفض قلبه باستجابة .. هي؟؟!! لاتوجد هي .. سواها..
-سلمى؟؟!
همس بخشونة أرسلت قشعريرة على طول عموده الفقري.. رباااه كم اشتاق لأسمها يخرج من بين شفتيه بعد شهور من صراخه الصامت به..
-لايوجد غيرها.
-هل تعرفينها؟؟ هل رأيتها؟؟
تسائل بلهفة مجنونة لتنظر له المرأة والتي لم تكن سوى ريهام صديقة سلمى المصرية والتي التقتها في باريس:
-أناأعرفها.. ولكنني لم ألتقيها منذ باريس.. لقد اختفت فجأة ولم اعرف عنها شيء.
استبد به اليأس..وانطفأت اللهفة من عينيه لتعود وتشتعل وريهام تضيف بمكر:
-حتى قبل اسبوعين..
تحجرت الكلمات في حلقه وهي تواصل:
-لقد استطعت الحصول على رقمها من خلال سيادة.. تعرفها بالتأكيد.
-هل كلمتك؟؟هل أجابت عليك؟؟
-لقد تكلمنا..
همست بغموض ليقترب منها بحدة:
-احتاج أن اكلمها أرجوكي.
-أنا أسفة.. سلمى قطعت عهداً على جدها ألاتكلمك ابداً.
جلس على مقعد قريب ووضع رأسه بين كفيه :
-أنا أحتاجها..
-وهي تحتاج اليك..
رفع لها عينين بائستين لتقول بحرارة:
-سلمى تحبك بجنون.. وحبها يمزقها فهي لاتعرف كيف تنهيه ولاحتى كيف تحتويه بداخلها.لقد قضت شهوراً تجاهد لتقنع بالحياة كما عاهدت جدها ولكنها لم تعد تقدر.. لقد أخبرتني بكل شيء حدث وبصراحة أنا أظن بأنك لم تقم بماعليك فعله نحوها.
-أنا لاأعرف ماعلي فعله.. أمامي سنوات من الكراهية والرغبة بالثأر ولااعرف كيف.. أتخطاها.
قال بعجز لتهتف به:
-انت رجل.. باستطاعتك الوقوف امام الجميع ..افعلها ياسيف.. سلمى خُذلت من قبل فلاتخذلها أنت الأخر.
نظر لها بتشوش لتقترب وتجلس بجواره:
-لم أكن أنوي ان افتح فمي.. لقد وعدت سلمى التي ائتمنتني على سرها..ولكنني رأيتك قبل ايام.. وتعرفت اليك على الفور.. والان بصراحة لم اعد اقدر على السكوت.. شعرت بأن انتقال زوجي الى نيويورك ولقائاتي المتكررة بك يجب أن تكون لهدف..وسلمى هي ذاك الهدف الذي أصبو اليه..لاتتخلى عنها ياسيف.
تراجع في مقعده بوهن..
ماذا سيفعل..؟؟ مالذي يقدر على فعله وسط معمعة كثأر قديم وكراهية متقدة..
هل يستطيع الحب وحده أن يفعل المعجزات؟؟ أم أن زمن المعجزات قد ولى كمايقولون؟؟
***
ألمــــانيا.. فرانكفورت
تفتحت الأزهار بالرغم من بواقي الثلج على قمم الجبال التي ظهرت في المدى..وامتلأت الشوارع بروائح الربيع وانحسرت الغمام عن السماء وبدت مشرقة بشمس ربيعية هادئة..
لم ترى هذه الكمية من الأزهار في حياتها.. ابتسمت باشراق وهي تضمها لتتنشقها بعمق قبل أن تضعها في وعاء خاص من البلور.. ووقفت تنظر حولها بتوتر..
"واااااااااااااااو..انه رااااااائع"
سمعت صوت شقيقتها خلفها يهتف باعجاب صادق فالتفتت نحوها وهتفت بلهفة:
-أتظنين؟؟
-انه رائع.. يالهي انظر يوسف..
تأمل يوسف الشهري الغرفة الواسعة لطفليه والتي أُعيد تزيينها بطريقة رائعة تشي بذوق رفيع وموهبة خفية..
-نادين انت موهوبة.. لاأصدق كيف كانت الغرفة وكيف أصبحت..
-انظر للألوان وكأنني في حديقة أزهار..
هتفت همس باعجاب ثم نظرت لابنتها وقالت بتساؤل:
-مارأيك بغرفتك الجديدة؟؟
تلفتت ليان الصغيرة حولها بفضول قبل ان تركض الى الحائط الذي احتوى على زينة من الازهار البراقة والفراشات بشكل جميل.. وألصقت ظهرها له ونظرت لوالدها بشقاوة هاتفة بفرح:
-انظر بابا..انا فرااشة كبيرة..
ضحك يوسف من اعماق قلبه واقترب يرفع ابنته اليه بحب وهو يهتف:
-انت فراشة شقية وانا لن أسمح لك بالطيران بعيداً ياصغيرة..
ضحكت همس لمنظر زوجها الذي يعشق ابنته بشكل ميئوس منه ونظرت لطفلها الاخر والذي كان يتسلق سريره في الجهة الأخرى بصعوبة وهو يصيح بكلمات متلعثمة:
-أريد ركوب سيارة..
سارعت نادين نحوه ورفعته على فراشه الذي يتخذ شكل سيارة سباق سريعة حمراء..وهي تضحك بحنان.. بينما قالت همس بفرح:
-انت حقاً موهوبة نادين.. لم نكن مخطئين حين عهدنا اليكي مهمة تغيير ديكور الغرفة..
-لقد استمتعت بها..
هتفت بصدق ليقترب يوسف ويقول بثقة:
-كنت واثقاً منك نادين.. واعتقد ان اختيارك لدراسة التصميم هو القرار الأمثل..انها موهبة فريدة.
اتسعت ابتسامتها بتشوق.. وهي تومئ برأسها.. ونظرت حولها لتلك العائلة التي أصبحت جزءاً منها هي واختها سارة.. ورغبت أن تحتفظ بهذا الحب الى الأبد.. خفق قلبها بعنف ونظرت لسارة التي كانت تشارك ليان لعبها بالفراشات الملونة وتضحكان بمرح..
كانت همس وزوجها هما اعظم هبة حصلت عليها.. لقد ساعداها في كل خطوة حين وصلت لألمانيا.. لم يتركا لها الفرصة حتى لتتنفس.. كانت مباشرة تدخل الى كورسات مكثفة لتعلم اللغة وفي المنزل كانا يقضيان معها ومع سارة الساعات الطويلة لتتقنها..
حتى ان يوسف اشترى منزلاً جديداً أوسع بكثير من منزله السابق.. كان يصر انه خطط لهذا من قبل ولكنها تدرك انه فعل هذا من أجلها وسارة..
أصبح لهما غرفة واسعة مشتركة.. زينتها وفرشتها نادين بنفسها.. وحالما رأت همس مافعلته بغرفتها بدأت تشجيعها على التفكير بدروس التصميم.. وهاهي تدخل ذلك العالم..
واول انجازتها كانت غرفة الصغيرين..
ومنذ الاسبوع القادم ستبدأ دروسها الفعلية..
تنهدت بحرارة.. حياتها الماضية تبدو وكأنها مجرد كابوس.. مظلم مؤلم.. يوقظها ليلاً أحياناً...
ولكنها انتهت منه.. بتشجيع من همس ويوسف.. وقفت على قدميها مجدداً وهي لاتنوي الوقوع..ابداً بعد الأن..
هاجمتها صورته للحظة.. وشعرت برجفة تجتاحها.. علي؟؟!!
-هل أنت بخير؟؟
احاطتها همس بقلق لتنظر لها بقلق:
-أحتاج لأن أتكلم معكي..
نظرت لها همس بتوجس قبل ان تمسكها معلنة انهما سيقضيا بعض الوقت لوحدهما محملة يوسف مسؤلية طفليه بمرح:
-انت مسؤول عنهما..
اتسعت عيناه بهلع حين ركض الاثنان نحوه بشراسة ملقيانه على فراش ليان ترافقهما سارة ضاحكين بصخب بينما تسللت همس ونادين التي هتفت بتوتر:
-أتظنين انه من الصواب تركه لهم هكذا؟؟
-دعيه يتحمل مسؤولية نزواته بنفسه لمرة واحدة..
ردت بخبث وهي تقود نادين لغرفتها الخاصة ثم الى شرفة منعزلة تطل على منظر رائع للجبال وجلستا معاً وهمس تقول:
-اترغبين بالشاي؟؟
-لا..اريد ان انتهي من هذا الأمر..
نظرت لها همس بقلق لتخفض نادين عينيها وتقول بصوت جامد:
-1اريد أن أخبرك ماكنت أفعله في عدن..
-نادين ليس عليكي ان ..
-بلى..
قاطعتها باصرار.. ثم نظرت للجبال وهمست:
-لديكي الحق أن تعرفي.. وأن تخبري زوجك وأن تقررا بقائي معكما من عدمه.
شعرت همس بالخوف.. لقد وجدت شقيقتها أخيراً.. جزءاً حقيقياً منها يرتبط معها بالدم.. ولاتريد أن تفقدها.. الا أنها صمتت جزء منها يشعر بالفضول والاخر.. يريدها أن تخرج تلك الاسرار من كاهلها علها ترتاح ..
-بدأ الأمر حين كنت في السادسة عشر.. كنت عائدة من المدرسة..
تحشرج صوتها وذاكرتها تعود بها الى ذلك اليوم الأسود..
-حين وصلت الى المنزل كان فارغاً على غير العادة.. بحثت عن امي ولم أجدها.. شعرت بالخوف ولكن سرعان ماظهر أمامي..
اختفى صوتها وهمس تناظرها برعب.. لاتريد أن تفكر بماحدث لتلك الطفلة.. لاتريد حتى ان تتخيل ولكن نادين رفعت رأسها حينها.. ونظرت في عينيها بثبات وهي تواصل:
-كان شاباً يعمل لدى خالتي..لااعرف مايفعله بالضبط غير انني كنت اراه في المنزل طوال الوقت..يرمقني بتلك النظرات الخبيثة ولايكف عن مد يده وملامستي بطريقة مقززة كلمامررت الى جواره او تعمد الجلوس معي .. سألته عن امي وخالتي ولم يجبني.. وجدت نفسي اركض خائفة من مكان لأخر وهو يطاردني كالمجانين.. حتى أمسكني..و..
-يالهي نادين..
اقتربت همس منها لتضمها لصدرها بقوة ونادين تجهش بالبكاء.. لم تخبر أحد قط عن هذا.. لم تفتح فمها بماحدث يومها.. الألم.. العذاب الذي عانته وهي تقع تحت شاب طائش.. متوحش لم يرحمها وهو يجردها من أغلى ماتملكه اية فتاة.. بكل قسوة وبرود..ليتركها جثة هامدة.. بلاروح.. فقدت كل مستقبل لها في حياة كريمة.. مجرد خرقة بائسة مستعملة..
همس أدركت ان نادين لابد عانت الامرين بعد ذلك الامر.. وتركتها تفرغ مافي صدرها من مشاعر بكلمات متلعثمة وهي بالكاد فهمت منها القليل..
أدركت ان امها وخالتها تركتا ذلك المتوحش يفعل فعلته بتدبيرهما.. لتصبح نادين احدى اوراقهما الرابحة في تجارتهما الدنيئة.. مجرد طفلة في عامها السادس عشر.. فكرت بهول ماحدث لها..ماتعرضت له..
-حاولت ان اقاوم.. ولكن زوج امي كان يجبرني على الدخول الى احدى تلك الغرف.. ثم يتركني برفقة احد اولئك المقززين..
نظرت لهمس الذاهلة بألم وهتفت:
-كنت مجرد طفلة ولم أكن اعرف سوى الألم ياهمس..
مسحت همس دموعها وهي تحاول السيطرة على مشاعرها المتخبطة ونادين تستعيد هدوءها وتواصل:
-ولكنني كبرت.. وتعلمت.. تعلمت ان اخدع.. وان اوقع بالرجال ..أن اخدعهم لأخذ المال.. بطريقة او بأخرى أصبحت واحدة منهم..
-انت لست كذلك..
قالت همس بألم لتضحك نادين بجفاف:
-بلى كنت.. ثم وكمن يوجه لي صفعة على وجهي استيقظت..
وشردت ببصرها وهي تهمس:
-كانت سارة بالكاد في عامها الثامن.. وكنت سأخرج في موعد كالعادة .. وحين جاء موعدي نظر لي بعدم رضا.. قال بأنهم أخبروه انني صغيرة السن.. ولكنني اكبر بكثير ممايحب..
قالتها بقرف وهي تغلق عينيها لتلك الذكرى.. وهمس تناظرها بجزع..
-حينها اتت لي سارة بكل براءة وطلبت مني احضار حلواها المفضلة حين اعود.. وامام عيني رأيت شهوة ذلك الحيوان في عينيه.. وهو ينظر اليها وهي تطالعه بكل براءة.. وقال لي بجوع ألا تأتي تلك الصغيرة فوق البيعة؟؟
شهقت همس بذعر وهي تتخيل ليان.. تتخيل ان ينظر لها أحد بتلك الطريقة وكادت الأرض أن تميد تحت قدميها ونادين تهمس:
-حينها أدركت انني يجب ان اخرج من هناك.. حين ذهبت مع ذلك القميئ الى الفندق القذر الذي تتعامل معه خالتي.. أسكرته حتى الثمالة.. ثم ضربته بكل قوتي ياهمس.. ضربته بين ساقي حتى رأيته ينزف الدم وادركت حينها انه لن ينظر لأي طفلة كمارأيته ينظر لشقيقتي الصغيرة..
ضغطت همس على كفي نادين بقوة لتنظر لها تلك بشجاعة وتهمس:
-ومنذ ذلك اليوم وأنا نظيفة.. لم يلمسني رجل.. ولم أفرط بنفسي قط..
-اوه يالهي..
هتفت همس وهي تعانق نادين بقوة.. لتهتف الاخيرة بصدق:
-أنت الان تعرفين حقيقتي.. تعرفين كل مافعلت.. ارجوكي فكري..انت ويوسف..أخبريه..بكل شيء لو أردتي.
-لا لا..نحن لن نغير رأينا بك ابداً..
-خذي وقتك همس..
-لا لن أفعل..
قالتها بتصميم ونظرت لشقيقتها بعينين صافيتين وهتفت:
-انت تائبة..وفعلتي كل ماعليكي لتخرجي من تلك البؤرة .. ولسنا نحن من نعظ ونقيم.. انت أختى ولن أتخلى عنك.
رفرفت عينا نادين بتأثر وهمست بألم:
-يوسف؟؟
-يوسف من جمعنا ببعضنا من الاساس.. وهو يثق بي وبقراراتي.. انت جزء من العائلة نادين.. ولن تفلتي منا.
اضافت ضاحكة وهي تمسح دموعها لتشاركها نادين الضحك الغارق بالدموع وتعاود معانقتها وهما تسمعان الفوضى القادمة ليدركا ان يوسف فشل في السيطرة على العاصفة التي تركوه ليحجمها..
***
عــــدن..
أغلق سيارته بهدوء وعلق حقيبته على كتفه بينما يتوجه نحو مبنى المستشفى الضخم استعداداً لمناوبة جديدة ..
"عــلي!"
توقف بحدة واستدار ينظر لصاحبة الصوت الخافت..
"ترنيم!!؟؟"
اقتربت منه ببطء ليهمس بقلق:
-ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة؟
كانت عيناها باردة بعيدة..وكأنها فتاة أخرى..
-جئت لأودعك..
اتسعت عيناه بدهشة.. كانت ثلاثة أشهر مضنية للجميع..ماحدث لهذه الفتاة الرقيقة..الحادث الذي تسببت به وراح ضحيته طفل بريء.. جعلها تدخل في صدمة نفسية قوية لم تخرج منها الا بعد شق الأنفس..ولاأحد يعرف عمق الأذى الذي تسببت به لحالتها العقلية بعد.. لاتزال تحت العلاج النفسي..لاتزال تحت مراقبة شديدة من عائلتها ومنه.
-تودعينني؟؟
تسائل بحيرة لتواصل بصلابة:
-أنا مسافرة..
-الى أين؟؟ وهل من المعتاد ان يكون خطيبك هو اخر من يعلم؟
زفر بحدة لتحرك رأسها بقلق..
-انا تحدثت مطولاً مع عائلتي.. ورغم أن لاأحد يوافقني على ماسأفعله الا أنني مصرة عليه ياعلي..
صمت بانتظارها ان تكمل ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-15, 09:49 PM   المشاركة رقم: 4605
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

-لقد اتخذت بضعة قرارات وأريد دعمك..
-أنت لست بحالة تسمح لك باتخاذ قرارات مهمة الأن..
قالها بمهنية بعيداً عن التعاطف لتشع عينيها بوجع وهي تصرخ:
-أنا لست مجنونة..
-أنت في حالة صدمة..
رد بحزم قاطع لتضحك بسخرية:
-لقد تجاوزت صدمتي منذ فترة.. انا أعرف جيداً ماذا فعلت..
-أنت لم تفعلي شيئاً.. كان مجرد حادث.
هتف بمهادنة لتنظر له بتجمد وتهمس بصوت شاحب:
-انا قتلت طفلاً صغيراً ونجوت بفعلتي ياعلي.
-كان حادثاً.. والديــة مشروعة في الدين.. وقد قبلتها عائلته لأنها تحتاجها..كانت عائلة فقيرة وبسببك أصبحت الان تملك منزلاً ورب الاسرة لديه عمل خاص به يعيش وأسرته منه.
لمعت الدموع في عينيها وهمست:
-وبسببي أم فقدت صغيرها.. قلي ياعلي..لو كان ابنك..هل كنت لتسامح؟؟ لتقبل الدية؟؟
ابتلع ريقه بجفاف..
-انها ظروف مختلفة..
-الشيء الوحيد المختلف ان والدي العزيز قرر ان ابنته المدللة لايمكن ان تتعفن في السجن.. ولأنه مختار الراجي العظيم.. فلاشيء يقف بوجهه,
صرخت بمرارة ليتلفت علي حوله بقلق..كان بعض الناس قد استرقوا النظرات اليهما بفضول..
-اهدئي ترنيم.. والدك عمل المستحيل لحمايتك..وهو لم يخالف القانون..ابداً..انه يحميك.
-وأنا سئمت من هذه الحماية..
زفرت بسخط.. ثم أخذت نفساً عميقاً وهتفت:
-أنا سأسافر بعيداً.. لاأعرف لكم من الوقت..
-و دراستك ؟؟
تسائل بحنق لتنظر له بجمود:
-لقد سحبت اوراقي اليوم..
-ماذا؟؟؟
صرخ بحدة وبصدمة لتفسر بصوت مرير:
-الطبيــب.. يعيد الحياة.. يزرعها ويراعيها.. لايأخذها بقسوة وطيش.
نظر لها بصدمة قبل ان يرفع يديه يهدئ من روعها ويهمس:
-أنت تحتاجين لفترة نقاهة ياترنيم.. خذي بعض الوقت..
-معك حق.. ولكنني سأخذ الكثير من الوقت ياعلي..
نظرت له لفترة طويلة قبل ان تقوم وبكل بطء بنزع محبسه من يدها تحت انظاره الذاهلة وتناوله اياه هامسة:
-لاأستطيع أن أكون معك.
-مالذي تفعلينه؟؟
همس بغضب لتجيب:
-حاولت ان أشرح للجميع اننا يجب ان ننهي الأمر.. ولاأحد يصغي.. والدي لايريد حتى مناقشة الأمر..يقول ان لاأحد يرفض أحد شيوخ العزب..
كانت لاتزال نظرته عاصفة وهي لاتزال تحمل محبسه له:
-وأنا لاأستطيع ان ابقى معك ياعلي.. أنا أحتاج للبقاء وحدي..انت لم تعد تناسبني.
-لاتقولي هذا..انت لاتفكرين بتعقل.
-انا راحلة ياعلي..ولن اعود قريباً.. سأذهب للبقاء مع عمتي خارج البلاد ولاأعرف ان كنت سأعود.
لايعرف مايقول..لابد ان عائلتها قد رفضت قراراتها بشدة... ولذا تكبدت هي مشقة المجيء وفسخ علاقتها به..
-أمي سترسل كل الهدايا والذهب لمنزلكم بالبلدة..مع خالص اعتذاراتها.. يمكنكم أن تخبروا الجميع انني أصبحت مجنونة.. وأن ابي أرسلني للعلاج في مصحة نفسية في أوروبا.
قالتها بهدوء لينظر لها علي بذهول فابتسمت بسخرية وهي تهز كتفيها:
-على الاقل هذا مايهددني به والدي انه سيفعله..ولكن.. صدقاً لم يعد يهمني..
"وداعـــــــاً ياعلي"
قالتها بهدوء وهي تترك خاتمه ليسقط ارضاً بينهما برنين مميز وبدون اية اضافات كانت تشيح عنه وتندس في سيارة أجرة قريبة وتنطلق أمام عينيه المصدومتين.. لأول مرة في حياته يجرب احساس النبذ .. ولم يعجبه.. أبداً.
***
باريـــس..
قصـر آل الشيّـب..
"أين هو؟"
زفر السلطان بتوتر وهو يجيل عينيه في وجوه الكثير من افراد عائلته اللذين توافدوا من جميع اقطار العالم دون مبالغة ليحضروا الى باريس بناءاً على دعوة ابنه سيـــف..
حضر معظمهم ليتخلف هو؟؟
شعر بالسخط وأحد ابناء عمومته يقترب بحنق:
-أين هو سيف ياسلطان؟؟ لم نترك اعمالنا لنركض خلف نزوة من نزواته اليس كذلك؟؟
ضغط السلطان فكيه بقوة ونظر لابن عمه بغضب:
-تعرف سيف جيداً ياشاكر.. هو لايتصرف بناء على نزواته ابداً..انه سيف الشيّب.
تراجع شاكر بحنق.. واتجه لمجموعة من اقرباءه يواصل حديثه الحانق والذي سرعان ماهدأ مع هدوء باقي المتواجدين حين فتح الباب الواسع للقاعة التي تستخدمها العائلة لاقامة اجتماعاتهم السنوية..
ووقف عليه سيف .. ينظر للجميع بصلابة.. مديراً عينيه يبحث في الوجوه عن شخص غائب ليتسترخي ملامحه برضا وهو يتأكد أن كل من يهم قد حضر..
الجميع يعلم مغبة عدم الانصياع لأوامر السلطان القادم لأل الشيّب..
حتى الأن على الأقل..
تقدم من الجميع بهدوء محاولاً اخفاء عرجه وهو يستخدم عكازه بكبرياء.. متجهاً مباشرة للرجل العجوز الذي جلس على مقعد بعيد وقد اخفى عينيه الضريرتين خلف نظارة ضخمة.. وجسده الضئيل تحت معطف فاخر..
قبل كفه وقمة رأسه ونال عليها ابتسامة استحسان من جده العجوز قبل ان ينتقل ويفعل المثل لوالده الذي نظر له بغضب ساخط:
-تأخرت؟؟
-كان لدي مااقوم به..
قالها بهدوء وهو يلتف للجميع ويرحب بهم بكلمات مقتضبة قبل أن يدعو الجميع للجلوس على المجلس المعد على الطريقة العربية بشكل مرتفع.. وسمح للندل بادارة القهوة.. مهما ظلوا بالغربة وتفرقت بهم السبل..كان العربي يرجع مهما غاب لأصوله وقت الحاجة..
-لم لاتدخل في الموضوع مباشرة ياسيف.. لدينا اعمال علينا الرجوع اليها.
هدر احد عمومه لينظر اليه سيف ببرود قبل أن يوزع نظراته للجميع قائلاً بصوت جهوري:
-جمعتكم اليوم..لأنني أخطط للقيام بخطوة هامة.. وأريد دعمكم كله خلفي.
-أتخطط لفتح سوق عمل جديد؟؟
تسائل والده باهتمام ليهز سيف رأسه نافياً ببطئ وانتقلت عيناه للجميع بخفة قبل ان يقول بصوت ثابت:
-أنا أخطط للمصالحة مع آل العزب..
رآن الصمت ثقيلاً والوجوه الذاهلة المستنكرة كلها تتوجه اليه ..قبل أن يهض أحد عمومه صارخاً بحدة:
-هل جننت؟؟ أتدرك ماتقوله؟؟
والتفت لوالده وصرخ به:
-هل تسمع مايقوله ولدك ياسلطان أم أنك تشاركه جنونه؟؟
صمت سيف والاصوات تتصاعد استنكاراً لما قال وانحرفت عيناه لتقع على والده الذي كان وجهه الاحمر وانتفاخ أوداجه دليل غضبه وصدمته وهو يهدر بقوة:
-تأكد انني اسمع هذا الكلام مثلكم جميعاً للمرة الأولى..
-آال العزب مجرد زمرة من البدو يحكمون أمورهم بالعرف والتقاليد البالية.. مجرد مجموعة من المتخلفين جداً لايزال السلاح والدم يحكمهم.
تدخل احد ابناء عمومه بألمعية نال معها نظرة ساخطة من سيف الذي نهض صائحاً بقوة:
-دعوني أفسر لكم موقفي اولاً قبل أن تحكموا رأيكم..
نظر له الجميع بترقب رغم الرفض في عيونهم.. وأخذ سيف نفساً عميقاً ويواجه الكل العين بالعين..
-نحن ومنذ سنوات معزولون عن بلادنا.. لانجرؤ على ان نعود.. تشتتنا في البقاع وبقينا فيها لدهور..الى متى نظل على هذه الحال؟؟ الى متى نظل نخاف من ثأر قديم عفا عليه الزمن؟؟ ومن المخطئ فيه؟؟ أيعرف أحدكم حقيقة ماحدث لتنشأ هذه العداوة؟؟ أشك كثيراً..
قالها بسخرية وعيناه على الجميع وهو يواصل:
-لاأحد منكم يدرك ماحدث حقاً قبل سنوات وسنوات..لقد خُلقنا على هذه العدواة ولم نتسائل حتى ماسببها؟؟
والتفت لجده وقال:
-ربما كان جدي هو الوحيد الذي يعرف..فسبب القطيعة كان ابن عمه.. ومافعله بأل العزب.
رأآن الصمت على الجميع وهم ينظرون للجد الذي رفع رأسه ببطئ ليخاطبه ابنه بدهشة:
-ابي؟؟ هل كنت تعرف ماينتويه سيف؟؟
-نعم أعرف.. وأعتقد بأن عليكم أن تنصتوا للفتى..
عادت الانظار لسيف بحيرة والذي أخذ نفساً عميقاً أخر قبل ان يفصح:
-الجميع يعرف ان سبب العداوة بين العائلتين أن واحداً من ال العزب قام بقتل أحد افراد أسرتنا.. ولكن.. هل نعرف الأسباب؟؟
تناقل الجميع النظرات وتبرع أحدهم بالاستنكار:
-لايهم الاسباب ياسيف.. لقد تلطخت يد آل العزب بدمنا وهذا لايغتفر.. ربما كانت سلطنتنا وقتها ضعيف في مواجهة مشائخ العزب.. ولذا اكتفينا بالتراجع ولكن أنت لاتقترح ان نعفو..؟؟
-انا لااقترح شيئاً.. أنا سأخبركم بالضبط ماحدث وقتها..
قالها سيف بحدة ليصمت الجميع بفضول.. فالجميع يتلهف للمعرفة..
-المقتول منا كان ابراهيــم الشيب.. ابن العم الاكبر لجدي.. والقاتل كان شيخان العزب.. ابن كبير العزب..وشيخ قبيلتهم.. القصة كما عرفتها من مصادر موثوقة جداً..
ونظر لجده بابتسامة ليواصل بعدها :
-ابراهيم الشيب تقدم لخطبة ابنة عم شيخان.. في مجلس كبيرهم وبالطبع رفض الامر بل تم عقد قرانها على الفور بابن عمها الكبير وكان جدي ابراهيم هو شاهد العقد..
-هذه حركة قذرة..
علق أحدهم بغيظ لينظر له سيف بحدة قبل ان يواصل:
-ولكن جدي ابراهيم لم يتوقف عند هذا الأمر.. فبعد ان غادر وعائلته بمهانة كبيرة من مجلس الشيخ.. بعدها بفترة عاد ابراهيم الى مجلس الشيوخ.. ليدرك ان المرأة التي كان يريدها زوجة له أصبحت أماً.. لااعرف مالذي كان يفكر به جدي وقتها.. لابد ان هناك شيء ماخاطئ جداً قد لعب بعقله.. شيطان تلبسه..ولكنه لم يغادر مجلس الشيخ الا وهو يخطط للانتقام من شيخان وتلك العروس التي خسرها.
-ماذا فعل؟؟
تسائل احدهم بلهفة ليهتف سيف بحنق ودمه يغلي من الحقيقة التي صرح بها جده بعد ضغط مستمر منه:
-لقد استأجر قطاع طرق وقام باختطافها..
بهت الجميع بعيون متسعة اليه ليواصل بحنق غاضب:
-أتصدقون أن أحد السلاطين يقوم بعمل كهذا .. قذر وحقير..
وبالطبع كانت عائلة العزب في حالة من الجنون.. فمن اختطف امرأة شيخ القبيلة.. من تجرأ وفعل هذا؟؟ ولكن تلك المرأة كانت مدهشة.. رغم جنون جدنا العزيز استطاعت الهرب منه.. ولكنها للأسف لم تنجو..
قالها بأسى.. ونظر لجده المنكس رأسه ارضاً.. وهمس بثقل:
-لقد ماتت حال وصولها الى زوجها..ماتت بين يديه بعد تعرضها لااعرف..ربما للضرب او الاعتداء من قبل جدنا العزيز والمختل للغاية..
صمت الجميع بذهول وسيف يصرخ:
-تخيل ان يحدث هذا لزوجتك.. ابنتك.. شقيقتك..!!
شحبت وجوه الجميع وهو يواصل:
-اقل ماسيفعله هو أن يقتله.. أن ينتقم لزوجته لابنة عمه أليس كذلك؟؟
"كان هذا اقل مايفعله"
"بالنسبة لي.. فأنا سأمزقه بأسناني وأعلقه أمام منزلي لأربعين يوماً عبرة لمن يعتبر"
التفتت الانظار كلها لصاحب الصوت الكسول والذي وقف مستنداً على الباب بكتفه ملقياً نظرة على الجميع قبل ان يقول بتشدق ساخر:
-أتلقى دعوة لحضور كل اجتماع ممل وسخيف من اجتماعات السلاطين وحين يكون الأمر بهذه الاهمية والتشويق يسقط اسمي سهواً؟؟
-لم يسقط سهواً.. لقد تعمدت اسقاطه..
قالها سيف بحنق ليتقدم منه الرجل بخطوات واثقة واسعة تظهر طول ساقيه ورشاقته في تلك البدلة الرسمية وهو يخلع قبعته بأناقة ويهمس بعتب:
-يالك من ذئب ناكر للجميل.. ماذا فعلت لك لتقصيني؟؟
-لأنك لاتحضر ابداً..
قالها سيف ساخراً ليقهقه الرجل:
-وهل تلومني.. انظر الى عائلتك المملة وستدرك السبب..
-لم أتيت ؟؟
اقترب منه بشكل كبير وقال بصوت خفيض:
-لأنني شممت رائحة نساء..
زفر سيف بغيظ والرجل يقترب ليهمس في أذنه:
-أخبرني من تكون تلك التي تنوي قلب عالمك كله وجلب حد السيف الى رقابنا جميعاً بسببها؟
-أصمت للحظة وساندني هنا..
قالها سيف بحدة لينظر له قريبه بابتسامة تتلاعب في عينيه الذهبيتين قبل أن يرمي له بقبعته ويقول:
-ألا أفعل على الدوام..؟؟
ثم غمز بعينه بخفة والتفت لعائلته قائلاً بلهجة مسرحية:
-لقد سمعتم الرجل.. لاأحد يلوم شيخان العزب على قتل جدنا.. لو كنت مكانه لمااكتفيت برجل واحد.. لكنت قضيت على كل السلاطين وكان يقدر..
ثم التفت لسيف وقال بمرح:
-كيف أؤدي..؟؟ هاا؟؟
-تباً لك يا أوس.. فقط ساعدني دون عروضك المسرحية..
زمجر سيف ليضحك أوس.. ويندفع نحو جده ليقبل رأسه ويهتف:
-مالذي تقوله ياكبير السلاطين؟؟ أنترك الفتى يحاول.. ونراقب من بعيد؟؟ ام ندخل بثقلنا خلفه؟؟
خفق قلب سيف بقوة .. وهو ينتظر اجابة جده بينما تدخل صوت غاضب:
-هل نسي الجميع مافعله قحطان العزب بي؟؟؟
التفت الجميع لعبدالعزيز الذي كان يراقب بصمت قبل أن يثير دخول أوس ابن عمه غيظه وغضبه.. وهو يتصرف كمااعتاد على الدوام.. سرقة الاضواء والتباهي.. كان يعرف ان عائلته لايمكن ان توافق على ماكان يقوله سيف.. ولكن بتواجد أوس معه..كان الأمر يحتمل الشك..
-لقد كاد يقتلني..
-أنت كنت تخطط لسرقة زوجته منه؟؟ وكأن التاريخ يعيد نفسه ماذا توقعت ان يأخذك بالأحضان؟؟
قالها سيف بغيظ ليشحب وجه عبدالعزيز وهو يصرخ:
-سيادة كانت خطيبتي..
-سيادة من آل العزب لم تكن لتتزوجها ولو وقفت على رأسك..
صرخ سيف ليرد عبدالعزيز:
-سيادة تحبني..
-لاأظنها تفعل الان بعد ان فشلت في رفع أصبع امام زوجها الهمام..
قالها أوس بسخرية جعلت عبدالعزيز يبتلع باقي كلماته وينظر لهما معاً بكراهية بينما يعود أوس وسيف ليناظرا الجد بترقب وسيف يقول:
-جدي.. آل العزب ليسوا من نرغب بمعاداتهم.. ولقد مر وقت طويل ويجب علينا ان نسعى للمصالحة.. اذا مااردنا أن نعود الى ارضنا وأرض أجدادنا بطريقة تليق بنا..علينا ان نسعى للمصالحة..
صمت الجميع بانتظار امر السلطان الكبير..والذي صمت للحظات طويلة جعلت سيف يحبس أنفاسه متوتراً ليقول بعدها بصوته المبحوح:
-سنفعل ماتريد يابني..
توسعت عينا سيف بذهول بينما علت الهمهمات المعترضة بسخط من خلفهم والسلطان الكبير يهتف مسكتاً صوت كل معارض:
-سنذهب لأآل العزب بفخامة لاتليق الا بالسلاطين.. ولكن..
وتعلقت عينا سيف بجده في ترقب والكلمة تعلق دقات قلبه :
-اذا مارفضت المصالحة..من قبلهم..أنت من ستدفع الثمن بني..
ابتلع ريقه بتوتر بينما أوس يتسائل بخشونة:
-ماذا تعني ياجدي؟؟
-ماأعنيه أن سيف سيخسر كل أسهمه في شركات السلطان الشيب.. وسيترك كل ممتلكاته من منازل وسيارات لتصرف العائلة..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 03:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية