لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-13, 01:46 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. نبيل فاروق يكتب.. الهدف أنت (3)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الهدف أنت (6).. حلقة جديدة لدكتور نبيل فاروق





تراجع طائرات الهليوكوبتر كان بهدف الإيحاء بالثقة في مصرع المجرم




في خفة مدهشة تحرك مجرم القرن في ذلك العالم، بين الطرقات غير المرصوفة والتي لم تكتمل بعد لتلك المدينة الجديدة، محاولا الابتعاد بقدر الإمكان عن الساحة الخالية، التي تفصله عن مدينة البحوث العلمية.
كان بحكم عمله السابق في جهاز المخابرات العمومية في عالمه، يعلم جيدا كيف تتعامل الجهات الأمنية في موقف كهذا.

صحيح أنه قد وثب من تلك السيارة المدرّعة، فور وصوله إلى أطراف المدينة الجديدة، بحرفية تمنع طائرات الهليوكوبتر من كشف خروجه منها، وتركها تواصل اندفاعها، مدركا أنهم إن عاجلا أو آجلا سيلجأون إلى قصف السيارة بصواريخهم، كوسيلة أخيرة لمنعه من الفرار..
إلا أنهم حتما لن يتوقفوا عند هذا..
فلا بد، وفقا لأبسط قواعد الأمن، أن يتيقنوا من مصرعه قبل إعلان هذا رسميا..

وهذا يعني أنهم سيسرعون بكل قواتهم الأرضية لفحص المكان وتفتيشه، أو لفحص بقايا السيارة المدرعة والتيقن من وجود جثته المحترقة داخلها..
ولأنه يعلم كل هذا، فقد وضع خطته منذ البداية، مفترضا كل الاحتمالات الممكنة..
وكل ما عليه الآن هو أن يسبقهم في الوصول إلى نهاية المدينة الجديدة..

هناك تنتظره سيارته التي أخفاها في مهارة وخبرة، وتركها في موضع يتيح له الانطلاق بها في سرعة وبلوغ الطريق العمومية خلال دقيقتين فحسب..
وهناك سيمتزج بالسيارات العابرة، ويصير من العسير إن لم يكن من المستحيل، أن يتم تمييزه أو العثور عليه..

ولكل هذا فقد تحرك في سرعة، عاونه عليها إدراكه لطريقه جيدا، بعد أن درس المنطقة كلها في اليوم السابق ووضع خريطة تحرّكه مسبقا..
وعلى الرغم من ثقته الشديدة في كل ما خطط له، فقد توقف فجأة وانعقد حاجباه في شدة..

طائرات الهليوكوبتر تتراجع!
فما الذي يمكن أن يعنيه هذا؟!

المفترض وفقا لأبسط القواعد أن تواصل حومها حول المكان كله، حتى تتيقن من أن المكان نظيف تماما..
ولكنها تتراجع!
وهذا ليس إجراء طبيعيا..
أبدا..

وخبرته الطويلة، في عالم المخابرات العمومية، تشير إلى أن أي تغير في إجراءات الأمن، يعني وجود خطة غير تقليدية..
انطلق عقله بسرعة الصاروخ، يحاول استنتاج ماهية تلك الخطة الجديدة..

تراجع طائرات الهليوكوبتر يعني أن هناك خطة تستهدف الإيحاء بالثقة في مصرعه، حتى يفقد حذره الزائد ويتحرك في ثقة، ليقع في فخ ما تم إعداده له بدقة..
فما هي طبيعة هذا الفخ؟!
هل كشفوا سيارته، على الرغم من براعته في إخفائها؟!
هل يكمنون له هناك؟!
هل؟!

راح عقله يعمل في كل الاتجاهات ويدرس كل الاحتمالات، وكأنه أمام رقعة شطرنج كبيرة، يواجه عليها بطل العالم في اللعبة في مراحلها الأخيرة..
وعليه أن يستخدم كل براعته وخبراته وقدراته في تحريك قطعة، و..
لا توجد خطة بديلة..

ارتفع الصوت من خلفه فجأة، وصدم أذنيه في شدة، فاستدار إلى مصدره في سرعة مدهشة، وارتفع مسدسه نحوه..
ثم على الرغم من اعتياده المفاجآت والصدمات، ومن قدرته المدهشة على استيعابها وتجاوزها، في سرعة تفوق الوصف، فقد تجمد في موقفه، واتسعت عيناه عن آخرهما..

فما رآه أمامه كان مذهلا..
وبكل المقاييس..
***

مستحيل..

هتف قائد هليوكوبتر المفتش رياض بالكلمة، وكل لمحة من لمحات وجهه تشف عن ذهوله وانفعاله الشديد..
وفي انفعال مماثل، على الرغم من محاولة إخفائه، غمغم رياض:
- إنه ليس رجلا عاديا.

هتف قائد الهليوكوبتر:
- بالتأكيد.. لقد وثب من الهليوكوبتر، بلا ذرة واحدة من التردد ودون أن تتوقف، وعلى الرغم من هذا فقد هبط على السقف في رشاقة مذهلة، وكأنه يملك جسد فهد وقلب أسد.
غمغم رياض، محاولا كتمان انفعاله:
- إنه كذلك.

صمت قائد الهليوكوبتر لحظة، ثم تساءل في حذر:
- ولكن كيف جعلتموه يشبه مجرم القرن إلى هذا الحد المذهل؟!
انعقد حاجبا رياض، وهو يجيب في صرامة:
- هذه معلومات سرية للغاية.

هز قائد الهليوكوبتر رأسه، وكأنما يعلن اكتفاءه بهذا، إلا أنه عاد يسأل في اهتمام:
- لا بد أن لديه خطة قوية.. أليس كذلك؟!
لم يكن رياض يدري ما الذي ينتويه أكرم صدقي بالظبط..
ولا كيف سيواجه بديله في هذا العالم..
أو كيف وماذا سيحدث بينهما..

كل ما كان يثق به، هو أنها لن تكون مواجهة عادية، بأي حال من الأحوال..
ولأنه لا يدري شيئا، فقد كرر في عصبية مقتضبة:
- سري للغاية.
وازداد انعقاد حاجبيه..
كثيرا..

في نفس اللحظة التي فعل فيها هذا، كان اللواء فتحي ورجاله قد وصلوا إلى أطراف تلك المدينة الجديدة، وكان هو يقول لرجاله في صرامة، عبر أجهزة الاتصال:
- حاصروا المكان كله، وليبدأ الفريق (أ) والفريق (ب) في تمشيط كل شبر فيه، دون إهمال شبر واحد.

بدأ رجاله عملية الانتشار على الفور، واندفع الفريقان المشار إليهما لتمشيط المكان وفقا للأوامر، ووفقا لما تدربوا عليه في هذا الشأن، إلا أن أحد قائدي الفرقتين تساءل:
- لو افترضنا أنه لم يلق مصرعه بصاروخ الهليوكوبتر يا سيادة اللواء، فماذا ينبغي أن نفعل إذا ما عثرنا عليه؟ هل نلقي القبض عليه، أم..
قاطعه اللواء فتحي في صرامة:
- أطلقوا النار على الفور.. لن نجازف بمحاولة إلقاء القبض عليه مرة أخرى.

حمل صوت الرجل ارتياحه، وهو يقول:
- كما تأمر يا سيادة اللواء.
التقط جهاز اتصال رياض هذه المحادثة القصيرة، فهتف في غضب:
- ماذا تفعل يا سيادة اللواء؟! لقد طلبت منك في وضوح الابتعاد تماما عن هذه المنطقة.

صاح به اللواء فتحي عبر جهاز الاتصال:
- ما طلبته يعد خيانة عظمى أيها المفتش.
صاح رياض بدوره:
- مع اعتذاري لفارق الرتب، فأنا المسئول عن هذا الملف أيها اللواء، ووحدي أقرر ما ينبغي وما لا ينبغي في هذا الشأن.

بدا اللواء فتحي شديد الغضب، وهو يصرخ:
- يمكنك أن تتقدم بشكوى رسمية.
ثم أضاف قبل أن ينهي الاتصال:
- بعد أن أحظى بجثة مجرم القرن.

احتقن وجه رياض في شدة مع قطع الاتصال، ورسم عقله صورة لفرق الأمن وهي تطلق النار على أكرم صدقي باعتباره مجرم القرن، فسرت في جسده قشعريرة عجيبة، جعلته يقول لقائد الهليوكوبتر في عصبية صارمة:
- اهبط إلى جوار سيارة اللواء فتحي، في حين أجرى اتصالا مهما.
وتراجع بنفس العصبية، وهو يجري ذلك الاتصال برئيسه المباشر..

أما داخل تلك المدينة الجديدة، فقد راح أفراد الفريقين (أ) و (ب) يمشطون المدينة مبنى بعد آخر، وعبر خطة ممنهجة، تضمن عدم إفلات فأر صغير من بين أيديهم..
وعبر جهاز الاتصال الداخلي المحدود، قال قائد الفرقة (أ) لرجاله:
- اعملوا على تأمين كل مبنى يتم تمشيطه، حتى لا يعود إليه الهدف، بعد أن نفرغ منه.
وانعقد حاجباه دون أن يدري، وهو يضيف:
- في حال أنه لم يلقَ مصرعه بالفعل.

لم يكد يتم اتصاله، حتى جاءه صوت اللواء فتحي، يقول في صرامة:
- انتهت المهمة.. لقد لقي الهدف مصرعه بالفعل؛ عثرنا على جثته المحترقة داخل السيارة المدرعة.
قفز حاجبا قائد الفرقة (أ) يرتفعان وهو يغمغم في دهشة:
- حقا؟!

ثم عاد حاجباه ينعقدان، وهو يضيف في توتر:
- ولكن كيف تم هذا الاتصال يا سيادة اللواء؟ المفترض أن موجة الاتصال هذه موجة مغلقة محدودة بأفراد الفرقة وحدهم!
أتاه من خلفه صوت خافت، يحمل رنة ساخرة، وهو يقول:
- ربما لأنه لم يأتِ فعليا من لوائك.

استدار قائد الفرقة (أ) في سرعة، ليواجه صاحب الصوت وهو يرفع مدفعه الآلي، ولكن كل ما رآه في تلك اللحظة هو قبضة قوية تتجه نحو أنفه..
مباشرة..
***

ارتسم مزيج من الغضب والعصبية، على وجه اللواء فتحي، عندما هبطت هليوكوبتر المفتش رياض إلى جواره، فشد قامته، وشبك أصابع كفيه خلف ظهره، في وقفة صارمة متعالية، وهو يتابع المفتش، الذي قفز من الهليوكوبتر، واندفع نحوه قائلا:
- ستصلك أوامر من الوزير شخصيا يا سيادة اللواء، لتؤكد لك أنني وحدي المسئول عن هذا الملف.

أجابه اللواء في غطرسة عصبية:
- جهاز الاتصال الخاص بي أصابه عطب مفاجئ، ولن يمكنني تلقي هذا الاتصال المزعوم.
ناوله رياض جهاز اتصاله، وهو يقول:
- يمكنك استخدام هذا.

التقط اللواء جهاز اتصال رياض في هدوء، وقلّبه بين يديه، ثم رفع عينيه إلى هذا الأخير، قائلا في برود:
- وماذا عن الرصاصة التي أصابته؟!
تساءل رياض في دهشة مستنكرة:
- أي رصاصة؟!

ألقى اللواء فتحي جهاز اتصال رياض أرضا، وسحب مسدسه في سرعة ليطلق عليه رصاصة، ثم يعيده إلى جيبه بنفس السرعة، مبتسما في شراسة وهو يجيب:
- هذه.
احتقن وجه المفتش رياض، وهو يقول في غضب:
- لن يفلت هذا دون عقاب.

اتسعت ابتسامة اللواء فتحي، وهو يشيح بوجهه، مغمغما:
- يمكنك أن تحاول.
قالها ثم انعقد حاجباه في شدة، عندما لمح رجال الفرقتين (أ) و (ب) وهم يعودون من المدينة الجديدة، فهتف بهم في حدة:
- لماذا عدتم؟! المفترض أن تبقوا في مواقعكم!

أجابه أحدهم في دهشة:
- ولكنهم أخبرونا أنكم قد عثرتم بالفعل على جثة مجرم القرن محترقة داخل السيارة المحترقة.
صرخ فيه اللواء بكل غضبه:
- أي أحمق أخبركم هذا؟! لقد أطفأنا نيران السيارة منذ لحظات فحسب، ولم نبدأ عملية فحصها بعد.

اعتدل المفتش رياض، وارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة، امتزجت بالتماعة عينيه، ورجل الفرقة يغمغم حائرا مرتبكا:
- قائدو فرقتينا أخبرونا بهذا يا سيادة اللواء!
سمع رياض من خلف صوت أكرم يهمس:
- هيا بنا.

كان اللواء فتحي يصرخ:
- إنها خدعة أيها الحمقى.. عودوا إلى مواقعكم، حتى أصدر لكم شخصيا الأمر بالعودة.
تجاهل المفتش رياض غضب اللواء فتحي، وهو يلتفت إلى الواقف خلفه، والذي يرتدي زي أفراد الفرقة (أ)، وغمغم وهو يعود إلى الهليوكوبتر:
- هيا.

استقل كلاهما الهليوكوبتر التي ارتفع قائدها على الفور، فهتف أحد أفراد الفرقتين:
- لماذا اصطحب زميلنا؟!
استدار اللواء فتحي إلى الهليوكوبتر في سرعة، وكاد يشتعل غضبا وهو يصرخ:
- أوقفوا هذه الهليوكوبتر.. أطلقوا عليها النار.
ارتبك الرجال، فلم يطلقوا النار على الفور، وغمغم أحدهم متوترا:
- على المفتش رياض؟!

لم يجبه اللواء فتحي، وهو يتابع بكل غضبه الهليوكوبتر التي راحت تبتعد في سرعة، جعلتها بعيدة عن متناول رصاصات رجاله، وضاعف من غضبه أنه لا يستطيع أن يأمر طائرات الهليوكوبتر، التي ابتعدت بالفعل بمطاردة هليوكوبتر بداخلها المسئول الرسمي عن ملف مجرم القرن، فغمغم بكل ما يشتعل في أعماقه:
- خائن.

أما في داخل الهليوكوبتر، فقد هتف رياض في انبهار:
- كيف فعلتها؟!
صمت أكرم لحظات، قبل أن يغمغم في بطء:
- بالطريقة المعتادة.

لم تكن إجابة شافية، فتساءل رياض في حذر:
- هل واجهته؟!
خلع أكرم خوذة الفريق (أ)، وهو يجيب بنفس البطء:
- كانت مواجهة مدهشة.

كانت شفتاه تحملان ابتسامة ساخرة وهو يلقي إجابته الأخيرة، فتراجع في حركة حادة وهو يهتف:
- لست أكرم صدقي.
التفت إليه أكرم، وهو يقول وقد اتسعت ابتسامته الساخرة:
- هذا هو ما يطلقونه عليّ، منذ مولدي.

صاح رياض، وهو يستل مسدسه:
- أنت مجرم القرن.
وقبل أن يرتفع مسدسه، هوت قبضة مجرم القرن على فكه..
وبمنتهى القوة.
***
يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-04-13, 01:47 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. نبيل فاروق يكتب.. الهدف أنت (3)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الهدف أنت (7).. حلقة جديدة لدكتور نبيل فاروق





اعتدلت صوفيا في مقعدها ونفثت دخان سيجارتها في بطء




نفثت صوفيا جريشام دخان سيجارتها الرفيعة، في بطء واستمتاع، قبل أن تخفض عينيها إلى مستر زد، قائلة في ثقة ظافرة:
- هذا حقيقى يا مستر زد.. أكرم صدقي صار اليوم تحت سيطرتي الكاملة.

بدا الشك وعدم التصديق، وهو يتطلع إليها في صمت، طال حتى وجدت نفسها تضيف:
- الفكرة قفزت إلى ذهني عندما وقع في يدي ذلك الاختراع الفذ، لشريحة إلكترونية دقيقة، في حجم ميكروسكوبي، يمكن دفعها عبر إبرة محقن عادي، في عنق أي فرد عادي، فتصدر ذبذبات خاصة، تجعل عقله ملك يمينك، يطيع أوامرك، وينفذ ما تدفعه إليه، دون أن يدرك حتى أنه يفعل.

واصل مستر زد صمته لحظات، ثم تساءل في حذر:
- لماذا إذن ما زال يحتفظ بكل قدراته ومهاراته؟!
ابتسمت، وهي تنفث دخان سيجارتها مرة أخرى، ثم أجابت:
- وما حاجتي إليه، لو لم يملك كل هذا؟!

ثم مالت نحوه، مضيفة في حزم:
- العبقرية ليست في أن تقضي على قاهر المستحيل، بل في أن تجند كل قدراته لصالحك.
تراجع في مقعده، وهو يقول في اهتمام:
- وهذا ما يبدو لي ناجحا، حتى هذه اللحظة.

رفعت حاجبيها الجميلين وخفضتهما، وهي تقول:
- أرأيت!!
عاد يعتدل في حركة حادة، متسائلا في حزم:
- ولكن ماذا تستهدفين في النهاية؟! أن يصير مجرما؟!

هزت كتفيها، قائلة:
- لقد صار بالفعل.. ولقد رأيت بنفسك، كيف أنه قد صار مجرم القرن كما يصفونه، وليس مجرد مجرم عادي.
غمغم:
- هذا صحيح.

ثم استدرك في صرامة:
- ولكن هذا الهدف لا يفيدنا بشيء.
ابتسمت في ثقة، ولوحت بيدها الممسكة بسيجارتها، وهي تجيب:
- لقد أفادنا بالفعل.

وعادت تميل نحوه، مضيفة في ثقة:
- وستدرك هذا، بعد أقل من ساعة واحدة.
انعقد حاجباه في شدة، وهو يكرّر:
- أقل من ساعة واحدة؟!

اعتدلت في مقعدها، ونفثت دخان سيجارتها في بطء، وكأنها تتعمد أن تلهب أعصابه، قبل أن تقول:
- منذ قليل، نجح أكرم صدقي في اقتحام مدينة البحوث العلمية، وحصل على تصميمات أحدث سلاح إلكتروني، ابتكرته العقول المصرية، وهو قادر على إيقاف عمل كل الأجهزة الرقمية، في لحظة واحدة، بحيث يصبح عدوهم أعمى، لا يملك رادارا، أو أجهزة توجيه رقمية، أو حتى نظم تصويب إلكترونية، فلا يعود قادرا على رصد طائرات تتجه نحوه، أو التصدّي لها.. باختصار، هذا السلاح سيحوّل أية مواجهة بين المصريين وأي عدو لهم إلى مواجهة بين القرن الحادي والعشرين، والقرن التاسع عشر.

سألها مستر زد في انبهار:
- وهل خرج به من مدينة البحوث العلمية بالفعل؟!
ابتسمت ابتسامة كبيرة، وهي تقول:
- إننا نتحدث عن قاهر المستحيل سابقا، ومجرم القرن حاليا.

سألها في لهفة:
- ومتى نستطيع الحصول على تلك التصميمات؟!
أجابته في سرعة:
- لقد أخبرتك.

وعادت تنفث دخان سيجارتها الرفيعة، قبل أن تلقي ما تبقى منها إلى ركن الحجرة، مكملة، وعيناها الجميلتان تتألقان في ظفر:
- بعد أقل من ساعة واحدة:
وتضاعف انبهار مستر زد..
ألف مرة..
***
"هرب؟!"..
صرخ رئيس رياض بالكلمة، في غضب رهيب، في وجه المفتش رياض، الذي بدا في حالة مزرية، يمسك أنفه، الذي لم يتوقف عن النزيف، إلا منذ قليل، بعد لكمة أكرم القوية، فغمغم هذا الأخير، في ألم واضح:
- المفاجأة كانت أكبر من كل توقعاتي يا سيدي.. الرجلان نسخة طبق الأصل من بعضهما، وعندما غادرت ساحة القتال مع مجرم القرن، كنت أتصوّر أنني أغادرها مع أكرم صدقي الآخر، الذي أحضرناه من عالمه!

هتف رئيسه في غضب:
- بهذه البساطة؟!
هز رياض رأسه، مغمغما في أسى:
- مع الأسف.

انقلبت سحنة رئيسه في غضب شديد، وحدجه بنظرة نارية، ثم دفع قدميه دفعا؛ للعودة إلى خلف مكتبه، قبل أن يقول في عصبية:
- وماذا عن الآخر؟!
التقط رياض نفسا عميقا، قبل أن يقول:
- لا أحد يدري!

هتف به رئيسه مرة أخرى:
- ما الذي يعنيه هذا؟! رجلان داخل مدينة جديدة، يواجهان بعضهما بعضا، وكلاهما في مثل قدرات الآخر، وأحدهما عاد ظافرا، فأين ذهب الآخر؟! أهذا سؤال بهذه الصعوبة؟!
صمت رياض لحظات، قبل أن يجيب:
- قوات اللواء فتحي أعادت تمشيط المدينة الجديدة، وكل ما يحيط بها، مترا مترا، وشبرا شبرا، دون أن يسفر هذا عن العثور على أي مخلوق حي.

ضرب رئيسه سطح مكتبه براحته، وهو يقول في حدة:
- هذا يتعارض مع المنطق.
غمغم رياض، وكأنه يحادث نفسه:
- ومع الوقائع أيضا.

ران على كليهما صمت مهيب، قبل أن يسأل رئيسه مرة أخرى:
- وماذا عن قائد الهليوكوبتر؟! هل استجوبته بشأن ما حدث، بعد أن أفقدك مجرم القرن وعيك.
أومأ رياض برأسه إيجابا، قبل أن يقول:
- كل ما يعلمه هو أن مجرم القرن قد أجبره على الهبوط بالهليوكوبتر، خارج حدود تلك المدينة الجديدة، ثم استولى على الهليوكوبتر، وفر بها من المكان.

سأله رئيسه في سرعة:
- وماذا عن تقارير وحدات الرادار، ووحدات الدفاع الجوي؟!
أجابه رياض بنفس السرعة:
- الهليوكوبتر هبطت على بعد خمسة كيلومترات، من المدينة الجديدة، وتم العثور عليها قبل قليل، ولكن دون أن يعثروا على أي أثر لمجرم القرن، باستثناء بصماته داخلها.

تراجع رئيسه في مقعده، ولاذ بالصمت والتفكير لحظات، قبل أن يقول في عصبية:
- مهما كان أو حدث، فما زال السؤال الأساسي مطروحا.
وعاد يميل إلى الأمام، مضيفا:
- أين ذهب الآخر؟!

وكان هذا هو السؤال بالفعل..
أين ذهب أكرم صدقي؟!
أكرم عالمنا؟!
***
انطلقت تلك السيارة الرياضية الصغيرة، عبر شوارع القاهرة، متفادية مواقع أكمنة الشرطة، التي انتشرت في العديد من الشوارع، مسترشدة بجهاز تحديد مواقع عالمي GPS، من نوع خاص، تمت برمجته سلفا؛ ليقودها إلى نقطة بعينها، على أطراف مدينة القاهرة..

وفي داخلها بدا أكرم صدقي هادئا واثقا، وكأنما هو في نزهة جميلة، وليس شخصا مطلوبا، على أعلى درجة من الأهمية والخطورة، على مستوى مصر كلها..

وأمام منزل من طابقين، توقفت سيارة أكرم، وهبط هو منها بنفس الهدوء، وتلفت حوله، ثم اتجه نحو باب المنزل، وأخرج من جيبه بطاقة ممغنطة، مررها في جهاز صغير، إلى جوار الباب، فانفتح الباب في هدوء، ليعبره هو، ثم يغلق خلفه في إحكام..

ومع انغلاق الباب، أضيئت الأنوار على نحو تلقائي، وظهر رجل أصلع، ضخم الجثة، يقف في منتصف قاعة كبيرة، استقبل أكرم بابتسامة كبيرة، وهو يقول:
- نجحت كالمعتاد.
اكتفى أكرم بابتسامة هادئة، دون أن يجيب، فمد إليه الأصلع يده، قائلا:
- هل أحضرت المطلوب؟!

أجابه أكرم في هدوء:
- ومن أنت لأعطيك إياه؟!
بدا الأصلع غاضبا، صارما، وهو يقول في حدة:
- أنا من ينبغي أن تعطيني إياه.

ابتسم أكرم ابتسامة ساخرة، وهو يقول:
- وماذا لو رفضت؟! هل ستحاول الحصول عليه بالقوة؟!
قالها أكرم، وهو يضم قبضته، فتطلع إليها الأصلع لحظات، مستعيدا كل ما سمعه عن قدرات أكرم، وساد صمت ثقيل لحظات، ثم التقط الأصلع هاتفه الخاص، وطلب رقما قصيرا، ثم قال في صرامة وعصبية:
- إنه يرفض منحي ما جئت لأجله.

استمع إلى الطرف الثاني لحظات، ثم غمغم:
- فليكن.. سأنتظر.
قالها، وأعاد هاتفه إلى جيبه، ثم عقد كفيه أمامه، وتطلع إلى أكرم في اهتمام، فعاد أكرم يبتسم في سخرية، قائلا:
- هل تنتظر نجدة من السماء؟!

حاول الأصلع أن يبتسم، وهو يقول:
- بل من رأسك.
مع نهاية عبارته، انعقد حاجبا أكرم، وبدا وكأنه يعاني ألما ما، ثم لم يلبث أن رفع كفيه إلى رأسه، يمسكه بكليهما، وكأنه يحاول منعه من الانفجار، فاتسعت عينا الأصلع، وهو يقول:
- استسلم يا مجرم القرن.. لن تستطيع المقاومة طويلا.

بدا وكأنه على حق في قوله هذا، فقد تضاعفت ملامح الألم على وجه أكرم، وأحنى رأسه، وهو ما زال يمسكه بكفيه، وندت من بين شفتيه آهة ألم، جعلت الأصلع يقول في ظفر:
- ما رأيك في الحديث عن القوة الآن؟!
وفي هدوء، اتجه نحو أكرم، مضيفا:
- كان الأفضل لك أن تعطيني ذلك الشيء بنفسك، بدلا من أن أنتزعه من جثتك.

تعالت آهات الألم، من بين شفتي أكرم، والأصلع يقترب منه..
ويقترب..
ويقترب..

ومع ابتسامة واسعة كبيرة، مد يده إلى جيب أكرم، و..
وفجأة، قبضت يد أكرم على معصمه بأصابع من فولاذ، على نحو جعل الأصلع يرتجف في قوة، وتتسع عيناه عن آخرهما، مع ابتسامة أكرم الساخرة، وهو يعتدل بكل الحيوية والنشاط، قائلا:
- بمناسبة الحديث عن القوة.

وكانت مفاجأة..
مذهلة.
***
يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-04-13, 01:48 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. نبيل فاروق يكتب.. الهدف أنت (3)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الهدف أنت (8).. حلقة جديدة لدكتور نبيل فاروق





انعقد حاجبا صوفيا وهي تحاول الإتصال بريكو




أين اختفى أكرم؟!
كاد عقل المفتش رياض يشتعل وهو يطرح السؤال على نفسه للمرة الألف، بعد أن انتهى اللواء فتحي ورجاله من تفتيش كل شبر في المدينة الجديدة القريبة من مدينة البحوث العلمية، وفحص كل ما يحيط بها، دون العثور على أدنى أثر للمفقود..

أكرم صدقي عالمنا..
ومجرم القرن عالمهم، لم يعثر له أحد على أدنى أثر، ولم يقدم على أي خطوة جديدة منذ فر بهليوكوبتر الشرطة..
وبهذا تضاعف الغموض ألف مرة..
أو يزيد..

وبينما هو غارق في أفكاره وأسئلته، طرق مساعده على الباب ثلاث مرات، فلما لم يتلق جوابا دفع الباب في حذر، وارتفع حاجباه في دهشة عندما شاهد رياض يجلس بالقرب من نافذة حجرته، دون أن يشعر حتى بقدومه، فتنحنح مرتين قبل أن يقول في صوت خافت، وكأنه يخشى اقتحام خلوته:
- سيدي المفتش.

انتفض جسد رياض انتفاضة خافتة لم تخطئها عينا علي، قبل أن يلتفت إلى هذا الأخير، قائلا في توتر:
- ماذا هناك؟!
غمغم علي، وهو يدخل إلى الحجرة، في خطوات مترددة:
- يبدو أن مجرم القرن قد قرر التحوّل إلى العالمية، يا سيادة المفتش.

أثارت العبارة رياض في شدة، فاستدار إليه بجسده كله، وهو يقول في عصبية:
- من أين جئت بهذا؟!
أشار علي بيده، مجيبا:
- لقد غادر إلى روما، في طائرة السابعة صباحا.

هتف المفتش رياض بكل انفعاله:
- ماذا؟! أي قول أحمق تقوله بهذه البساطة يا علي؟! كيف يمكن لرجل، يحفظ كل رجل أمن في مصر صورته عن ظهر قلب، أن يغادر البلاد دون أن يستوقفه شخص واحد؟!
أجابه علي، في سرعة وتوتر:
- لم يكن من الممكن أن يوقفه أحد يا سيدي.

صرخ رياض:
- ولماذا؟! هل اختطف الطائرة بالقوة؟!
تراجع علي خطوة، وكأنه يخشى غضبه، وهو يجيب متوترا:
- كلا بالتأكيد يا سيادة المفتش، ولكنه غادر بهوية شخص آخر.

هبّ رياض من مقعده، هاتفا:
- مستحيل! لا يمكن لشخص أن يغادر دون فحص بصماته، و..
قاطعه علي بكل توتره:
- لقد اجتاز كل إجراءات الأمن يا سيدي.

صدم الجواب رياض، فتجمد في مكانه لحظة قبل أن يكرر في ذهول:
- مستحيل!
ازدرد علي لعابه قبل أن يقول، وقد تضاعف توتره:
- الأهم أنه قد غادر بهوية شخص، ليس من السهل استيقافه، أو الشك في أمره:
تساءل رياض في صوت مبحوح:
- رئيس الجمهورية؟!

ازدرد علي لعابه مرة أخرى، قبل أن يجيب بكل التوتر:
- بل أنت يا سيادة المفتش.. غادر بهويتك أنت.
واتسعت عينا رياض، بكل ذهول الدنيا..
وعلى الرغم من هذا، كان اتساع عينيه هو أقل مما يشعر به في أعماقه..
بكثير..
***

انعقد حاجبا صوفيا جريشام في توتر شديد، وهي تحاول للمرة العاشرة، الاتصال برجلها الضخم ريكو، الذي كان من المفترض أن يتسلم برنامج الشلل الكهرومغناطيسي، الذي استولى عليه أكرم، من معامل مدينة البحوث العلمية في مصر..

كان آخر ما نعلمه، هو أنه قد التقى بـأكرم بالفعل، في مكان اللقاء المتفق عليه..
وأن أكرم كان يرفض تسليمه البرنامج..
حتى أطلقت هي تلك الإشارة، التي تتصل بالشريحة الميكروسكوبية، المزروعة في جسد أكرم، والتي تجبره على طاعة أوامرها، على الرغم منه..
بعدها انقطع الاتصال، بينها وبين هاتف ريكو تماما..
وهذا يثير قلقها وتوترها..
وبشدة..

وعلى الرغم من أنها تبغض هذا في شدة، لكنها -ومع توترها الشديد- التقطت هاتفها المحمول، وطلبت رقما خاصا، لم تكد تسمع صوت صاحبته، حتى قالت محاولة التظاهر بالتماسك:
- دونا كاترينا.. كيف أنتِ اليوم؟!
آتاها صوت دونا كاترينا، زعيمة المافيا الإيطالية، محملا برنة ساخرة تبغضها، وهي تقول:
- لست أظنّك تجرين هذا الاتصال، فقط لسؤالي عن يومي يا صوفيا.

حاولت كتمان ذلك الغضب الذي يشتعل في أعماقها، إلا أنها خلّفت بعض التوتر في نبراتها، وهي تقول:
- هل من أخبار عن ريكو؟! هل عاد من مصر؟!
صمتت دونا كاترينا لحظات، قبل أن تسأل في جدية:
- لم أتلق منه أي اتصالات، منذ بدأ العمل لحسابك يا صوفيا.. ولست أدري حتى لماذا أرسلته إلى مصر، ولا ماذا يفعل هناك.. فوفقا لاتفاقنا المفترض أن تكون اتصالاته معك فقط، مقابل ما اتفقنا عليه.

لم تجب صوفيا تساؤلاتها، فأضافت دونا كاترينا في شيء من الصرامة:
- وما زلت أتساءل: لماذا استعنت بأحد رجالي، دون أي شخص من رجالك، الذين يفترض أنهم أكثر احترافا؟!

أجابتها صوفيا، في شراسة نابعة من عصبيتها:
- اتفقنا على أن أخبرك بكل شيء فور انتهاء العملية، ثم أنك قد تقاضيت ما يكفي للامتناع عن السؤال.

هتفت بها دونا كاترينا في غضب:
- ماذا كنت تتصوريني يا صوفيا؟ زعيمة وكالة لتأجير العملاء والقتلة المحترفين، مقابل أجر مجزٍ؟! إنني لم أتعاون معك مقابل حفنة من ملايين الدولارات، يمكنني حصدها عبر مئات المشاريع التي تديرها المافيا في مختلف أنحاء العالم خلال أسبوع واحد.. لقد تعاونت معك لأن تعاوننا سيصنع منا قوة، لا قِبَل لأي كيان بالوقوف أمامها أو التصدي لها.

أجابتها صوفيا في عصبية:
- وهذا ما أسعى إليه أنا أيضا يا دونا صدقيني، ولكن العملية تمر الآن بأدق مراحلها، واختفاء ريكو في هذه المرحلة بالتحديد يورثني حالة من العصبية، ربما كانت المسئول الأول عن طريقة حديثي معك.

ران الصمت لحظات على خطوط الهاتف، قبل أن تقول دونا كاترينا، وقد استعادت تماسكها:
- فليكن يا صوفيا.. سأواصل اتفاقنا بنفس الشروط، ولكنني سألزمك بكل التفاصيل، عقب انتهاء تلك العملية، التي تتحدثين عنها.
سألتها صوفيا، عاجزة عن كتمان توترها:
- وماذا عن ريكو؟!
مضت لحظة صمت أخرى، قبل أن تجيب دونا:
- سأحاول معرفة أي تفاصيل بشأنه.
أجابتها صوفيا في توتر:
- فليكن.

ثم أنهت المحادثة على الفور، وهي تغمغم في مقت:
- فلتتم العملية أولا، ثم لتذهبي بعدها إلى الجحيم، أنت ومنظمتك كلها يا كاترينا.
قالتها وألقت هاتفها المحمول على المائدة، وتراجعت في مقعدها، والتوتر ما زال يملأ كل خلية من خلاياها، والسؤال ما زال يطرح نفسه على عقلها في إلحاح مؤلم..
أين ريكو الآن؟!
أين؟!
***

غادر القاهرة صباح اليوم..
قالها نائب مدير المخابرات العمومية في العالم الموازي، فرفع إليه مدير المخابرات العمومية عينيه، وهو يتساءل:
- هل حصلتم على معلومات كافية بشأنه؟!

أومأ النائب برأسه إيجابا، وهو يجيب:
- اسمه ريكو باريللي، عضو نشط، في منظمة المافيا الإيطالية، ولكنه يعمل لحساب جهة أخرى، بأوامر من دونا كاترينا زعيمة المنظمة، ومعلوماته عن تلك الجهة الأخرى محدودة، ولا يملك سوى رقم هاتف، ينبغي الاتصال به عند الضرورة.

تراجع مدير المخابرات في مقعده، واستغرق في التفكير لحظة، قبل أن يقول، وكأنه يحادث نفسه:
- ما زال هناك ما ينقصنا إذن..
أجابه نائبه في اهتمام:
- ولكننا نسير في خطوات سليمة يا سيادة الوزير.

أومأ المدير برأسه، قائلا:
- سليمة ولكن بطيئة.
غمغم النائب:
- المهم أن تكون ناجحة يا سيادة الوزير.

مرة أخرى، أومأ المدير برأسه إيجابا، قبل أن يعتدل جالسا، وهو يقول في حزم:
- الأمر هذه المرة شديد الأهمية والخطورة، والهدف يستحق الجهد والعرق والتضحيات، ولكننا إذا ما بلغناه فسيساوي هذا الثمن الذي ندفعه بالتأكيد.
عاد النائب يغمغم:
- بالتأكيد يا سيادة الوزير.. بالتأكيد.

غرق مدير المخابرات العمومية في صمته وتفكيره بعض الوقت، قبل أن يقول:
- عموما، أنت تعرف القواعد.. في المرحلة التالية سنلتزم تماما الصادين اللذين نؤمن بهما: الصمت والصبر.
ابتسم نائبه دون أن يجيب، ولكن المدير لم يبادله الابتسام، وإن همّ بقول شيء ما، عندما ارتفع رنين الهاتف المجاور له، فالتقطه بحركة آلية، قائلا:
- ماذا هناك؟!

أتاه صوت مدير أمن مبنى المخابرات العمومية، وهو يقول:
- هناك زائر بلا موعد، يصر على مقابلتك شخصيا يا سيادة الوزير، ويقول إنه أمر عاجل يخص الأمن القومي.
انعقد حاجبا المدير، وهو يتساءل:
- ومن يكون هذا الزائر؟!

ازداد انعقاد حاجبيه، عندما أخبره مدير الأمن باسم الزائر..
فبكل المقاييس كانت زيارة غير متوقعة..
على الإطلاق..
***

ألقت صوفيا جريشام سيجارتها الرفيعة أرضا، وسحقتها بقدمها في حدة، قبل أن تنفث دخانها في عصبية، وتقول لقائد حراسها:
- كيف لم تعثروا على هذا الخرتيت؟! المفترض أنكم مدربون على عمليات البحث والاستطلاع، فكيف تعجزون عن العثور على شخص بهذا الحجم؟!

أجابها قائد حراسها في توتر:
- هاتفه لا يعمل أيتها الزعيمة، والوسيلة الوحيدة لتعقبه عبر الأقمار الصناعية هي أن يعمل، ولو لحظة واحدة.
قالت في عصبية:
- المفترض أنكم تستطيعون هذا، حتى ولو أغلق هاتفه.

أجابها، في توتر أكثر:
- إلا لو انتزع البطارية منه أيتها الزعيمة.
أشعلت سيجارة أخرى في توتر مضاعف، ونفثت دخانها بكل العصبية، قبل أن تقول:
- هل فقدنا أثره إذن؟

قلب الرجل كفيه في استسلام عصبي، ثم قال في سرعة، عندما لمح الغضب في عينيها:
- ربما لو..
قاطعته في حدة:
- لا يوجد ربما.

تراجع قائد الحراس في قلق، فصرخت فيه:
- اعثروا عليه.. وبأي ثمن.
أسرع ينصرف، وهو يتساءل: كيف يمكنهم العثور على رجل، لا توجد أي وسيلة لتحديد موقعه؟! أما هي فقد عادت تنفث دخان سيجارتها، في مزيد من العصبية والغضب، وعقلها يشتعل في شدة..

وفي أعماق عقلها الملتهب، انطرح سؤال مخيف..
ماذا لو أن ريكو قد حصل على البرنامج بالفعل، ولكنه لا ينوي العودة به إليها؟!
ماذا لو أنه أدرك قيمته، وقرر الاحتفاظ به، والمقايضة عليه؟!

برنامج كهذا يساوي المليارات..
هذا لو أدرك خرتيت مثل ريكو ماهيته..
وأهميته..
وخطورته..

ووفقا للتقييم الخاص به، فمن المستحيل أن يدرك هذا وحده..
ولكن ماذا لو أن دونا كاترينا هي من وراء هذا؟!
ماذا لو أنها أخلّت بالاتفاق، و..

قبل أن تتم تساؤلها الأخير، ارتفع رنين هاتفها الخاص، فالتقطته في سرعة، ورأت اسم دونا على شاشته، فأسرعت تضغط زر الإجابة، وهي تقول في حذر:
- هل من جديد يا دونا؟!
أتاها صوت دونا كاترينا حازما، وهي تقول:
- صوفيا.. لقد عثرنا على ريكو.

انتفض جسد صوفيا جريشام في قوة..
فقد حطم هذا كل تصوراتها..
تماما.
***
يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهدف أنت, نبيل فاروق
facebook



جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية