لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-13, 07:46 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

لم أتخيل أن أتزوج علياء!!!!!
علياء قبل أن يقع الحادث كانت بالنسبة لي مُراهقة مملة مدللة .. تصغرني بثمان سنوات تقريباً .. كانت بالنسبة لي طفلة عنيدة ...
و بعد أن حدث ما حدث ! و أصبحت مُقعدة و مشوهة ! كيف لي بالارتباط بها !!
بديهي أن أرفض !
لكني رأيت اصراراً في عيني أمي أكثر من الرجاء في عيني خالتي
و كأن أمي تشعر أنها المسئولة عن الحادث و لذلك ستدفع الثمن
و الثمن ! ابنها مُحمد ..

ياه! كيف سأتصرف؟؟
أنها حياتي هل أربطها بزوجة مثل علياء؟ و حسناء؟ أأتركها و تغيرها المفاجئ؟
تسمرت لبرهة أطرد تلك الأفكار الأنانية عن رأسي .. و فكرت أن علياء بنت الخالة العزيزة و الغالية و التي تعاني ! و ربما الوسيلة الوحيدة للتخفيف عنها هي الزواج!
لكن لست أنا من سيضحي هذه التضحية!
عضضت على شفتي و الأفكار تحوم برأسي بجنون ..
طرق الباب و ظهرت أمي ....
لم أشأ مقابلتها بملامح الاعتراض الصارخة بوجهي ..
هي اقتربت و جلست جواري :
" أعلم أن ذلك صعب و لكن .... "
رمقتني هامسة :" تمنيت أن أموت و ألا تعود أختي لترى ابنتها التي أمنتني عليها بهذه الحالة ! خالتك طيبة لم تقل شيئاً .. لكني أشعر بها .... أشعر بمعاناتها و السبب أنا "
رمقتها لبرهة ثم همست :" أمي.. أنه قضاء و قدر "
نظرت لي بعينين دامعتين :" اقبل يا مُحمد .. لأكفر عن ذنبي .. اقبل لأحفظ ماء وجهي .. اقبل .. اقبل اقبل .."
تشتت و لم أستطع قول تلك الجملة التي أريدها لكني ضغطت على نفسي و أنا أرفع رأسي لها بضيق ثم قلت بصوت مخنوق :
" لكني...لكني ...."
هتفت :" لكنك ماذا؟؟ سوف تعالجها حتى تعود كالسابق و هي ابنة خالتك الوحيدة ! من كنت ستتزوج غيرها"
كدت أن أصرخ :" حسناء "
لكني رحت أكتم صراخي فوق ركام الصرخات التي أكتم في صدري ...و خفضت عيناي لكي لا تكشف عن رغبتي .. المدفونة!
ابتسمت أمي بحنو :" لا شيء يدعو للقلق ! سوف تتعود عليها . ستتعود يا مُحمد"
نظرت لها مزدرداً ريقي فقالت برجاء :" لا تخيب أمل خالتك المسكينة! أنها ابنتها الوحيدة .. لك أن تتفهم شعورها "
كنت متحرجاً من نطق اي شيء أمام اصرار أمي ... ثم فكرت لوهلة !
من أنا حتى أرفض الزواج بابنة خالتي؟؟
من أنا لأضع شروطي حسبما أريد ..؟؟
لأجل حسناء؟
و من هي حسناء؟؟؟
امرأة أُعجبت بها لكن .... لكنها لم تبادلني هذا الشعور.. و تلجأ لي فقط عندما تحتاجني .. أما قلبها فينفر مني ...
أستغرب من قلبي المفطوم على حبها .. كطفلٍ لم يرى أحداً في هذا العالم غير أمه ..
لماذا صُرت أفكر بقلبي لا عقلي؟
هنا شعرت بنفسي حقيراً و صغيراً .. شخص مثلي لم تعجب به أي فتاة من قبل ..
مُحمد طبيب المخ و الأعصاب الذي يعتكف على التقارير و الملفات و من حوله الناس يتضاحكون !
لماذا أرفض هذا العَرض المُغري؟؟
زوجة تريدك يا مُحمد !
ستدخل قصر الزواج أخيراً ليغنيك عن حسناء و غير حسناء ..
كأنني كنت أهدهد نفسي و أوهم نفسي ..
ما أجمل أن تتزوج زوجة مشوهة مقعدة أليس كذلك؟
جميل كثيراً .
فهذا أقصى ما يمكنك الوصول إليك يا مُحمد ..
رفعت رأسي لأمي و قلت بتصميم :" موافق"





--
ذُهلتم؟
صُعقتم؟
استنكرتم؟
يحق لكم ! أنا أيضاً مثلكم !! أقود سيارتي و أشعر بعصف مدوي برأسي الذي يكاد يتفجر ..
رأيت الفَرحة جلية على خالتي و هي تشارك أمي الزغاريد و أنا أقف بينهما بتيه و شروق ترمقني باستنكار ... ابتسامة باهتة واريت بها ما بداخلي من براكين تتفجر ..
لا مَجال للتراجع! و ما أهمية سَعادتي ؟؟ ليست مهمة ! أبداً !
تعودت أن ألبي كل الطلبات ! تلك مهنتي .. أساعد كل شخص يعاني على حساب نفسي و وقتي و راحتي..
اتصلت بي أمي تبشرني بموافقة العروس ..حاولت أن أكون ظريفاً لأطمئن قلب أمي ..و لأسعد خالتي ..
في ذلك الوقت لم أجد ملجئاً إلا عيادة صديقي لعلاج الادمان .. التي يتعالج فيها أخي سِراج .. بعد أن أخبرت أبي أن سراج يدرس في عدة دورات في مدينة أخرى ..
لاقيت سراج و عانقته و سألته عن حاله .. كان نشيطاً حيوياً .. سُرعان ما لاحظ هو استيائي .. فهمس :
" ما بك مُحمد؟؟"
كنت أجلس على سريره الطبي و أنا أنزع نظاراتي و أظل أنظفها هروباً من سراج الذي يتفحص قميصي و أزراره العلوية المفتوحة باهمال ..و رفع نظره لشعري المبعثر .. لا أدري كيف كان شكلي !
هنا صاح سراج ..
" مُحمد ! لماذا وجهك محمر و تكاد تبكي؟؟ "
و أطلق ضحكة في غير موقعها ..
رفعت رأسي له فصمت هو لبرهة ثم اقترب هامساً :" ما كُل هذا اليأس؟ لم أرك يوماً هكذا ... هل تم فصلك من العمل؟"
تأملته و فكرت ! أنى لقلبي أن يحمل المَزيد ؟ سأفضفض ! و أفرغ الحمم التي تلتهب بأحشائي ..
أمسكني سراج من كتفيّ و لأول مرة بدا جاداً :" مُحمد؟ ما بك"
تأملته مُطولاً ثم همست و أنا أرمش بعيناي :" سِراج .. سأتزوج بعلياء "
تسمر لبرهة ثم صرخ :" المشوهة ؟؟؟؟؟؟؟؟"
ازدردت ريقي ... فقبض هو على قميصي بجنون و صاح :" كنت أقول أنك مخبول يا أخي الكبير و لكن أن تتزوج مشوهة!!! هذا ما كنت أخشاه .. لا تقل أنه واجبك الوظيفي "
زفرت :" بربك! و هل سأتزوجها بارداتي؟؟ "
صاح بانفعال :" و من يجبرك ؟؟ و هل أنت فتاة ليجبرونك على الزواج "
نهضت من السرير و أبعدته مزمجراً :" سراج !! "
و استدرت له هامساً :"لم أُجبر على الزواج و لكن .. وُضعت في موقف حرج للغاية"
و أكملت باستسلام :" المُهم أني وافقت على هذا الزواج و لا مجال للتراجع"
اشتعل سراج و لا أدري سبب انفعاله المبالغ فيه .. و هتف و هو يضرب كفاً بكف بضيق :
" يا خسارة يا خسارة ! ستتزوج بتلك المشوهة و المعوقة؟؟؟ تاركاً الممرضات الجميلات كلهن؟"
رشقته بنظرة لاهبة ثم همست :" أرجوك لا تتحدث عن علياء هكذا "
و نظرت للناحية الأخرى و أنا أرتدي نظارتي و أدفعها باصبعي .. ثم قلت :" وَاجبي أن أسعدها "
انتفض هو :" لازلت تتكلم عن الواجبات و الوظائف و كأن حياتك كلها وظيفة يجب أن تنجزها حتى الحصول على الراتب و لكن في زواجك من علياء لن تحظى براتب .. بل ستكون خاسراً "
تأملته مُطولاً .. حقيقة!؟ لأول مرة سراج يقول شيئاً منطقياً .. فعلاً؟ الى متى سأنفذ كل الأوامر التي توجه إلي ؟
--



دَعوني أختصر عليكم كل شيء لألا أرهقكم بالأحداث .. تزوجت بعلياء من دون أية حفلة .. و من دون عِلم أبي !
لحظة ، لحظة ! ...... لستُ عاقاً بأبي .. و لكنها رغبة حقيقية لأمي كانت تصر عليها بقوة ! و قالت أنه سيفسد الزواج .. لأن أبي معارض لفكرة زواجي فكيف من علياء؟؟
كل شيء جرى سريعاً ! و كأن أمي لا تريد إعطائي مهلة لإعادة حساباتي .. و شروق المعترضة قررت أن تكون محايدة أخيراً ...
دَخلت شقتي المُستأجرة كعريس باهت .. أرتدي تلك البذلة الأنيقة و أخطو بخطواتي أبحث عن عروسي في الزوايا ..
غُرفة النوم كانت موصدة! تأملت الباب مزدرداً ريقي .. كأنها تخبئ ورائها معاناة ستنكشف عما قريب لي .. أي عريس أنا؟؟؟ لا تزفه والدته لعروسه؟؟ لا يرى تصفيق الناس و بهجتهم؟
يرى شقة صامتة .. و عروسٌ خلف الباب مختبئة؟؟ و أهل انفضوا من حوله هروباً من ردة فعل متوقعة ..
فتحت الباب ببطء و دخلت و أنا أشعر بحروب مشاعري .. بل أشعر بصخب أفكاري ..
أي عَروس تلك التي أزف إليها ..
لأجلس أمامها على السرير و هي مغطاة بالطرحة البيضاء المزخرفة ..
أظل أتأملها كمجهول غريب بالنسبة لي..
عرقي يتصبب بجنون على جبيني ..
أمسح غُرتي و أنا أفتح عيناي بارتباك و أنا أتأملها ..
مددت أصابعي بربكة ..
قد تقولون ! كفاك دلالاً يا محمد أنت رأيتها من قبل فلمَ الارتباك الآن..
و سأقول لكم! ربما هي حالة تواتي كل عريس .. خصوصاً لعريس مثلي يعلم أي وجهٍ سينكشف له الآن ..
لازلت أمد أصابعي ببطء حتى أمسك بالطرحة الخفيفة ....
أرفعها ببطء و عيناي مفتوحتان على أقصاهما ..
أزحت الطرحة و تسمرت و أنا أتأملها ..
رُبما كنت لا ألاحظ عُمق هذه التشوهات..
علياء!
زوجتي!
هكذا هي ...
خفضت عيناي على الفستان الطويل الأكمام و الذي يغطي رقبتها أيضاً ..
أي فستان زفاف هذا؟؟ و لكن ؟ أفضل..
عدت أنظر لها بربكة حيث كانت تُنكس رأسها المغطى ( بحجاب ) من تحت الطَرحة ..
قبلت جبينها المشوه و حاولت أن أبتسم :" مبروك يا علياء ..ها نحن زوجين من الآن و صاعداً"
و اهتزت كلماتي و أنا أراها ترفع وجهها بنظرات خجلة .. لم أمنع نفسي من تشتيت نظري و تذكرت حديث أمي .. سأتعود ..
كُل هذا لأنسى حسناء ! ؟ أتزوج بشكل عشوائي و سريع فقط لأنسى حسناء
عدت أنظر لعلياء التي نكست رأسها و كأنها شعرت بنفوري .. لم يكن شعوري هذا أستطيع التحكم به .. لكني قررت أن أضغط على نفسي لأمنحها تفاؤلاً في ليلة زفافها ..
أزحت عن رأسها الطَرحة و نظرت للكرسي المتحرك الذي بجوار السرير .. عدت أنظر إليها فوقع بصري على ساقها المبتورة
واتتني رغبة بالتقيؤ ! رحت ألهث بجنون و أنا أقبض بيدي على صدري .. و أعرضت عنها و أنا أفتح عيناي على مصراعيهما .. ما هذا؟ أي زوجةٍ تزوجت ؟؟
شعرت بها من خلفي تتحرك ثم تهمس :" مُحمد؟ ما لك ؟"
استدرت لها و نظرت للسرير الذي نجلس عليه سوية ! ذهبت أفكاري لما يجب أن يحدث حين يأتي موعد النوم !تصدع رأسي بجنون ...
كيف لي أنام و هي بجواري !؟؟؟؟؟؟؟
واتتني رغبة بالبكاء للمعضلة التي أنا فيها !!!!!
ازدردت ريقي و عاد لي بعض عقلي لأفكر .. قليل من التحمل ! اجعلها تبتسم فقط .. علي الصبر ! هذه الليلة على نحو خاص ! أنها زوجتي و ابنة خالتي ! و لو لم أسعدها سأكون ختام حياتها التعيسة!
استدرت لها و نزعت نظارتي الطبية و وضعتها جانباً .. ربما لكي لا أرى تفاصيل التشوهات الدقيقة.. نظرت لها و ابتسمت :
" علياء أكنتِ تعتقدين أننا سنتزوج؟"
رفعت وجهها ناحيتي فارتبكت و أنا أحاول ألا أبعثر أنظاري من جديد و أحاول أن أركز على النظر في عينيها على أن أنشغل بوجهها المشوه !
ابتسمت بهدوء :" لا .. أأنت سعيد؟"
أي سؤال هذا؟؟؟؟ بل أنا أود الانتحار على قراري الغبي ..
اصطنعت ضحكة :" بالتأكيد و أنى لشخص ألا يسعد بالزواج من علياء المُدللة "
ابتسمت بفرحة .. فنهضت أنا قائلاً :" عن اذنك .. سأستبدل ملابسي "
دخلت الحمام حاملاً البيجاما القطنية .. وقفت ألهث أمام المرآة ! أهناك عريس يتعذب عذابي هذا؟؟؟
نفضت هذه الأفكار و نظرت لوجهي بصرامة .. علي أن أكمل ما بدأت به ..و كيف لي أن أقول ذلك و أنا الذي وافقت ! علي أن أقتنع أن علياء هي حياتي الآن كلها ! لا مجال للالتفات هُنا و هُنا ..
استبدلت ملابسي و تعمدت التمهل و التمهل .. و فكرت ! لو نامت علياء سأرقد أنا في الصالة .. فكرة غير مألوفة لعريس أليس كذلك..
غسلت أسناني عشرات المرات .. و غسلت وجهي و توضأت .. بل استخدمت كريم لشعري .. و رحت أبحث عن شيء أنشغل به أيضاً .. و تلك المسكينة لابد أنها تنتظرني ..
خرجت بعد نصف ساعة من الحمام و قد استحممت و رائحة الصابون تفوح مني ..
رحت أفرك شعري بالفوطة و ما إن نزعتها حتى دُهشت برؤية علياء على حالها ..
اقتربت منها مصدوماً .. فنظرت لي و قالت باستغراب :" تأخرت"
وقفت أمامها بدهشة !!! ثم همست :" لمَ لم تنامي؟؟ "
رفعت وجهها بألم ثم همست :" و هل سأنام بالفستان؟؟"
العبارة الأخيرة شلت عقلي !! ماذا يعني؟؟؟
تذكرت أني تزوجت معاقة لا تستطيع تحريك جسدها إلا بالكاد .. و أنا موكل بقضاء كل ما تحتاجه ..
أي أنني موكل بنزع هذا الفستان أيضاً ؟؟
انطلق ضوء الصباح ينير الغرفة بشعاعه ... أنها فُرصتي لأحكي لكم شيئاً .. أنا علياء تلك الفتاة المشوهة! التي قبل بها مُحمد زوجةً..
هي معاناة طويلة أعانيها و يمكنكم تقدير حجمها ! بعد الدلال و الأناقة ، أستفيق على حقيقة التشوه! ظننت أنني سأنسى عند هذه اللحظة.. و ظننت أني سأُهمل ... و لكن تبين أن الله لم ينساني!
فبعث إلي بهدية كنت أرتقبها !
مُحمد
ابن الخالة الغالي .. الذي كُنت أراقبه و أكتم حُبي ..
ذلك الرجل الممتلئ الجسد قليلاً .. يصطبغ ببشرة بيضاء .. يضع نظارة طبية أمام عينين رماديتين.. لحية مهذبة خفيفة .. و شعر ناعم و غرة خفيفة تتناثر على جبينه العريض .. كل شيء عنده مرتب و منسق و منظم ..
كُنت أحبه و أتمناه و لم أشأ أن أكون له زوجة و أنا بهذا الحال..
يريدني مشوهة و مُقعدة ؟؟ فله ما شاء ! و كلي ظن بأنه و كالعادة يدوس على رغباته ليسعد الآخرين .. و ها هو الآن يدوس على رغباته ليسعدني ..
كان بامكاني الرفض ! رفض هذا الزواج كي لا يتأذى و أتأذى ! لكن لم أستطع .. فالحب في قلبي لازال يشتعل أكثر فأكثر !
فهذا مُحمد .. الهدية الالهية المستحيلة !
مُحمد ذلك الرجل العفوي .. الجدّي أحياناً أخرى ..الطيب القلب ... ها هو يرقد بجانبي .. ها هو زوج لي .. أنه هدية من السماء لا تقدر بثمن ..
جلست و رحت أتأمله و هو ينام بجواري بعمق .. ثم عبثت بشعره بحذر ..... أنّى لهذا الشخص المثالي أن يقبل بي؟؟
أدرت رأسي للمرآة .. لم أنزع غطاء رأسي من البارحة .. نظرت لثوبي الفضفاض بلا أكمام .. لم أتمنى أن أكون عروس مثيرة للتقزز ..
لم يخفى علي توتر مُحمد .. و حتى نومه بجواري كان قراراً صعباً بالنسبة له .. فكم تقلب و تقلب و هو يصد بجسده عني ..
و ها هو الصباح يشرق على رجل لم يكتفي بالنوم .. ليس لأنه سهر مع عروسته !
ظللت أتأمله دون أن أتجرأ على إيقاظه .. كما لو كان سباتاً يستحيل الاستيقاظ منه ..
لكني تفاءلت عندما تحرك قليلاً و هو يفتح عينيه و يعود يغلقها ...
همست :" مُحمد "
و لمست ذراعه ببطء ..فأدار رأسه ناحيتي و همس و هو يغمض عينيه :" نعم؟"
قد نسي أنه مع زوجته الآن ! ضحكت بخفة ثم عدت أقول _ بخجل :" مُحمد "
فتح عينيه ببطء و ظل يتأملني .. و سرعان ما تغيرت ملامحه و هو يرتبك و يتشتت .. حاولت أن أواري ذلك و أنا أبتسم :" إلى متى ستظل نائماً؟؟"
نظر لي لبرهة ثم رفع جسده بتقاعس ليجلس و هو يرتب شعره .. ثم ابتسم دون أن ينظر لي :
" صباح الخير يا عروس "
ابتسمت :" صباح النور"
أزاح هو غطاء السرير ثم ابتسم :" أول يوم في زواجنا يستدعي فطور دسم أليس كذلك؟"
و كل هذا و هو يتحاشى النظر إلي ..
دار هو حول السرير ليأتي ناحيتي و هو يجر الكرسي المتحرك .. مد يده ناحيتي ببالغ لطف فاتكأت عليها لأنتقل للكرسي ..
فجأة تغيرت ملامحه و هو يبعثر أنظاره بارتباك ثم يعرض عني .. عقدت حاجباي .. و سريعاً عرفت السبب .. ساقي ! بالتأكيد سيشمئز منها إلى هذا الحد..
و الشيء الذي أكد ذلك .. راح يبحث عن غطاء ثم جاء ليضعه على ساقاي هامساً :" هكذا أفضل "
هكذا أفضل؟؟؟ كم هي عبارة جارحة بالرغم من أنها بديهية ! لست أريد تعذيبه معي و لكن ماذا بيدي أن أفعل؟!
مُحمد لم يشأ التهرب مني و لم يشأ تحسيسي بذلك .. رأيته يجر كرسيي ناحية الشرفة ثم ظل يخبرني ببيوت معارفه في هذه المنطقة ..
سألته :" هل ستأخذني لزيارة أمي طوال فترة زواجنا"
نظر لي و ضحك :" بالتأكيد ! "
و قال بشقاوة :" و أنا أيضاً أريد زيارة أمي "
سألته سؤال كان يحفر و يحفر في قلبي حفرة ألم أريد دفنها :
" مُحمد! هل تشمئز من شكلي ؟؟"
كان سيجيب و كنت أعرف جوابه لذلك قلت :" مُحمد أريد عمل عملية تجميل و أريد تركيب ساق صناعية"
تأملني مصدوماً ... بالفعل شعرت برغبة بالبكاء ! و لم أقاوم هذه الرغبة لذلك انفجرت بنحيب فاجأه و صُحت:" أعلم أنك تعاني معي و لا يمكنك تحمل هذا أكثر .. "
نظر هو للمباني من الشرفة ثم عاد ينظر لي هامساً :" هل هذه رغبتك؟؟"
صُحت :" نعم !"
هزَّ رأسه :" أنا فكرت بهذا أيضاً .. لا تقلقي .. "
رفعت رأسي له و كنت أشاء أن يمسح دموعي بنفسه ! لكنه أخرج من جيبه منديل و أعطاني إياه مبتسماً :
" لا تبكي ! طلباتك مجابة يا مُدللتي "
ابتسمت له بغصة! .. فرن هاتفه المحمول .. رأيته يدخل للغرفة مجدداً ...

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:47 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

" آلو ؟ مرحباً دكتور فؤاد ...
نَعم؟
أنه يوم إجازة لي ..
حسناً ..
لا بأس .. سآتي حالاً "
عقدت حاجباي و حركت الكرسي ناحيته حيث كان يهم باخراج ملابسه من الخزانة .. نظر لي و حاول أن يبتسم :" عذراً عزيزتي .... هناك حالة طارئة تستدعي وجودي "
--



انطلقت بالسيارة في الطريق بعدما أوصلت علياء لمنزل خالتي .. حَقيقة! فؤاد يريد افساد حتى حياتي الزوجية المهترئة .. و مع محاولاتي برسم ابتسامة على محيا علياء يتصل فؤاد و يفرض أوامره كما يشاء ..
لستم تتخيلون ملامح الاستنكار على وجه علياء المشوه ! و كذا هي خالتي .. أي عريس يعمل حتى في أول يوم في زواجه !
دخلت المشفى و رحت أعاين الحالات الموجودة .. لم تكن حالات كثيرة و كان بإمكان عادل أن ينوب عني ..عموماً لم أشغل نفسي بالسؤال عن عادل و رحت أعمل ..
بادرتني الممرضة سُعاد :" مبروك دكتور على الزواج .. "
ابتسمت :" شكراً"
قالت باستغراب :" لم تدعونا على الحفلة؟ "
رمقتها مُطولاً ثم همست :" لم أقيم حفلة .."
و انطلقت ناحية غرفة التخطيط هروباً من مزيد من الأسئلة ..
،،
رُحت أجوب المشفى هنا و هناك .. و رأيت نفسي فجأة أمام غرفة المرضى المشتركة التي فيها رضا .. تسمرت لبرهة و أنا أسمع صوت حسناء :
" دكتور مُحمد "
تلفتت حولي لأراها تقف ترمقني بابتسامة جديدة علي ..كان وجهها مُشرقاً و هي تعبث بحقيبتها .. و ترفع أنظاراً خجلة ناحيتي ..
" أشكرك.. على وصايتك للأطباء أن يعتنوا بأخي و أشكرك على دفعك لتكلفة الطبيب المختص .. "
ارتبكت ثم ابتسمت :" لا داعي للشكر هذا واجبي كما تعلمين "
رمقتني مُطولاً ثم اقتربت قليلاً هامسة :" لقد طلبت خطبتي مُسبقاً يا دكتور "
و رفعت أنظارها لي و أنا متجمد مكاني ..من هول الصدمة!
و لم أشأ أن تكمل حديثها لكنها أكملت :" ربما كان ردي عليك سلبياً و لكنها ليست رغبتي الحقيقية .. في الحقيقة أنا موافقة على الخِطبة .. "
تصلبت تماماً و أنا أرمقها !!!!!!!! الآن؟؟ لتوكِ تقولين هذا يا حسناء؟؟ لتوكِ؟؟
تأملتني و أنا مصعوق و قد انعقد لساني .. فهمست :" إلا اذا غيرتَ أنت رأيك"
نظرت لها مُطولاً ثم رفعت يدي لها و أشرت للدبلة .. هامساً :" أنا تزوجت"
فتحت عيناها بصدمة ! و اصطبغ وجهها باللون الأحمر .. تشتتت هي بحرج ثم صاحت بمرح مفتعل :
" ياه ! أتعلم رأيت الدبلة و لذلك قررت أن أمزح معك هذه المزحة الثقيلة .. فلماذا سأغير رأيي ؟ أنا لا أريد أتزوج بتاتاً .. لأجل رضا .. "
و ضحكت بألم و هي تكابر :" مبروك ! يجب أن أزورك لأرى العروسة "
نظرت لها مُطولاً .. و آلمتني ضحكاتها المفتعلة .. تكابر؟ و تكتم رغبتها و لو كنتُ أدري بأنها ستوافق على خطبتي لما تزوجت علياء ..
قالت بمرح :" أنتظرني قريباً سآتي لزيارتكم "
ثم غادرت ... تأملتها ..
بيني و بينكم!
إذ كنتُ نادماً على زواجي من علياء مرة
فالآن أنا أتندم على ذلك مليون مرة ..
حسناء؟ لقد طارت من يدي ..
طارت بسببي أنا ! بسبب مفاهيمي و قيمي المغلوطة !
أن أقدم مصالح الناس على مصالحي !
فأضحي بحسناء
و أتورط بعلياء
--
انتهى وقت الدوام .. أراني منهك تماماً و أنا أقود السيارة متجهاً لمنزل خالتي لآخذ علياء .. رن هاتفي الخلوي و كان أبي ...
" أبي؟ كيف الحال؟"
قال بجدية :" بخير يا مُحمد... مُحمد؟؟؟ ما هذا الخبر الذي جاءني؟؟"
قلت ببلاهة :" أي خبر؟"
صاح بحدة :" أنك تزوجت بابنة خالتك المشوهة؟؟"
تسمرت مصدوماً !!! و فكرت .. من أخبره؟؟
قلت لتهدئته :" نعم لأنها ...."
قاطعني بحدة :" الآن الآن سآتي لمنزلكم لأتفاهم مع أمك العجوز التي ذهب عقلها "
قلت مرتبكاً :" أبي.. لحظة ... سأفهمك الأمر .."
صرخ :" ماذا ستفهمني؟؟ ألم أوصيك ألا تتزوج أبداً ؟؟؟ لماذا تزوجت و أخفيت عني؟؟ ألستُ أباك؟؟ و لماذا تزوجت تلك الفتاة؟؟؟ واضح أنك جُبرت لترضي أمك و خالتك"
و أتمم :" أريد رؤيتك في منزل أمك .. ها أنا آتٍ "
أقفلت الخط و أنا مرتبك ..من أخبره بذلك؟؟ أيمكن أنه سراج البغيض؟
ضغطت على الفرامل بقوة و أنا أنطلق إلى المنزل ...
الجزء الثامن

عصف مدوي يكاد يفتك بعقلي.. من هول ما ألاقيه من مواقف تسبب لي الجنون--
وصلت للمنزل و ترجلت من السيارة مُسرعاً مُتجهاً ناحية سيارة أبي المركونة و التي ترجل منها و على وجهه ملامح حادة و هو ينظر للمنزل .. استوقفته و أنا أمسك بيده :
" أبي؟ أبي .. لا تُدخل أمي في الموضوع رجاءاً "
نظر لي و صرخ :" أنا رافض لهذا الزواج "
" لكني تزوجت يا أبي! "
عاد يزمجر :" و لماذا لم تُخبرني؟؟؟ "
نظرتُ له ثم نكست رأسي :" لأني كنت أعلم أنك سترفض "
دفعني بيده و مضى ناحية المنزل ..فلحقته و كلي خوف من ما سيحدث ... إذ كان أبي ناراً ؟ فأمي جحيماً ...
لست منفعلاً للدفاع عن حبي لعلياء هذا إن كان هناك حُب .. لكني فِعلاً لا أريد أن تحدث مشاكل بيننا .. علاقتي بعلياء خُلاصة لعلاقة أمي بخالتي ..
نظر لي أبي و قال بنبرة أمر :" اذهب و نبه أمك أني سأدخل "
زفرت و أنا أهبط بكتفاي بقلة حيلة .. ثم دخلت المنزل و نظرت لأمي الجالسة في الصالة .. تقدمت فرأيت خالتي و علياء و شروق تجلسن معها ..
نظرت لهن و قد صُعب علي الأمر ...
بينما رفعت علياء رأسها و ابتسمت عندما رأتني .. فخاطبتني أمي :" أهلاً بالعريس! عروستك تنتظرك "
قلت :"أمي ! أبي في الخارج يريد أن يُكلمكِ "
عقدت حاجبيها باستنكار .. فقلت :" البسن الحجاب "
و خرجت من المنزل تلاحقني أنظار علياء .. فتحت الباب لأبي الذي دخل بوجه صارم و هيبة مُربكة..
قدته للصالة حيث تجلس أمي بوجه ملتهب و هي تحكم خمارها ..بجانبها خالتي المتربصة .. و في الأريكة المجاورة علياء التي تنكس رأسها و شروق المشتعلة!
التي نهضت بعصبية و مضت ناحية الدرج فأمسكها أبي من ذراعها .. التفتت له و صرخت :
" لا تلمسني "
رمقها بحدة حيث ركضت ناحية غرفتها .. عاد أبي ينظر لأمي بحنق :" ما هذه التربية الفاسدة يا عفاف؟؟"
رمقته أمي بحدة و هبت واقفة :" ماذا تريد يا أبا مُحمد؟؟ بيتي بكل من فيه يرفضك "
حانت منه ابتسامة و هو يحك ذقنه الملتحي بمفتاح السيارة ثم قال :" أنسيتِ أني من أعطيتك هذا المنزل لأسترك أنتِ و أبنائك "
و نظر لعلياء و زمجر بحدة :" لماذا زوجتِ ابني بهذه الآفة؟"
ارتبكت و أنا أراقب علياء التي ترفع وجهها بصدمة ! فتصرخ خالتي :" احترم نفسك يا هذا! ابنك تقدم لها بملء إرادته .. لا أقبل أن تتكلم عن ابنتي هكذا "
و صاحت أمي :" لا شأن لك بمحمد و زوجته .."
صرخ أبي :" بل هذا الرجل هو ابني و أنا من صنعته طبيباً ليتزوج بأفضل النساء "
و أشار لعلياء التي تبكي:" لا أن يتزوج بهذه المشوهة المخيفة ليرضيكِ أنتِ و أختكِ "
و استدار لي قائلاً :" أجبرت على الزواج يا محمد؟ "
رمقته بتشتت و نظرت لعلياء التي تنحب ..فقال أبي بأمر :" طلقها .. "
رمقته بصدمة و قد اهتزت عيناي .. و أمي مشدوهة و علياء تجهش بالبكاء و خالتي تنظر لي برجاء ..
قلت بتصميم :" لا أبي .. علياء زوجتي لن أتخلى عنها "
وجه أبي تحول لنار مُتقدة ... ثم مضى غاضباً خارجاً من المنزل ..
رُحت أتعرق بشدة و أنا أشعر بأني تخطيت حدوداً حُمراً !! كيف رفضت أمراً لأبي؟؟
حولت أنظاراً مشتتة لأمي و خالتي اللتان تتحدثان بحدة عن أبي .. و التقطت ابتسامة علياء و هي تمسح دموعها .. اتجهت نحوها و جررت مقعدها قائلاً :" هيا علياء سنذهب لشقتنا "
استوقفتني أمي :" بُني مهلك .. سأعطيك حصتك من طعام الغداء.. "
في شقتي الصغيرة ... جلست على الأرض و وضعت الأطباق على الصينية بترتيب .. كنت أفكر باستياء !! لست أنا من يعصي أبي و يخالفه! لست أنا ... لكن.... هو من علمني أن أحاول ارضاء جميع الأطراف ..
و يجب أن يكون هناك طرف لا تستطيع إرضائه .. و للأسف كان أبي ... شمرت أكمام قميصي عن ذراعيّ و أنا أنظر لعلياء بحماس :" ياه رائحة شهية .. ألا تريدين مشاركتي؟؟"
هزت رأسها سلبياً بابتسامة ثم نكست رأسها و هي تعبث بخمارها ..
لذلك شرعت في تناول طعام الغداء بحماس ..لأسكت ضجيج معدتي ..
نظرت هي ناحيتي و دفعت بعجلات كرسيها قليلاً باتجاهي ثم انحنت هامسة :" مُحمد ؟؟ "
أجبتها من دون أن أرفع رأسي :" نعم عزيزتي ؟؟ "
عادت تهمس :" أأنت صادق فيما قلت؟ ألن تتخلى عني مهما يكن؟؟"
تركت الملعقة لبرهة و رفعت رأسي لها مُبتسماً :" أتشكين في هذا "
تلاقت أعيننا بصخب مشاعر جعلها تبتسم و هي تتنهد ثم تقترب أكثر بكرسيها .. ثم عادت تنحني هامسة :
" مُحمد؟ أتسمح لي بقولها ؟؟ "
رفعت حاجباي و ابتسمت :" قولي ما تشائين يا غاليتي "
ابتسمت بخجل و أنكست رأسها :" أحبك كثيراً "
تأملتها مُطولاً و شعرت بقلبي يتحرك مُجدداً كما تحرك عندما رأيت حسناء للوهلة الأولى ..
نهضت من مكاني مسرعاً و أمسكت بكتفي علياء بضحكة :" أنا أيضاً أحبك كثيراً "
و قبلت جبينها ثم همست :" بل أقسم أني لن أتخلى عنك مهما حدث "
رفعت أنظارها بدهشة ثم خفضت عيناها بحرج ..
فكرت لبرهة ! أظنني بنيت حياتي الزوجية على المُجاملات ..غداً يمكن أنني أقول لعلياء (( ياه ! ما أجملكِ ))
نبهتني علياء بابتسامة :" محمد ؟ ما بك سرحت ؟"

نظرت لها و ضحكت :" سرحت فيكِ "
ابتسمت بدلال و هي تشد يدي :" مُحمد هيا أكمل غدائك؟"
مسحت على رأسها من فوق الخمار و قلت :" علياء أشكرك كثيراً "
--


هي لحظات جميلة قضيتها مع علياء .. قبل أن أفتح باب الحمام فأكتشف أن السعادة تتوقف عند هذا الحد ..
نظرت للملابس المُكدسة في سلة الملابس المتسخة .. عدت للخزانة أبحث عن شيء أرتديه فأكتشف أنه ليس هناك بيجاما مجهزة .. زفرت و أنا أغلق الخزانة و أمضي فأكاد أن أتعرقل بحذائي و من حوله جوربيّ المتسخين ..
حككت شعري بضيق ! و التفتت لعلياء التي تراقبني و هي على السرير .. ثم تنكس رأسها :" يبدو أننا بحاجة لخادمة "
نظرت لها قائلاً :" و لكني أكره الخادمات "
و قلت مبتسماً :" لا تقلقي أنا تعودت أن أدير شؤوني بنفسي "
قبل أن أمضي استوقفتني :" و شؤوني أنا؟؟ "
نظرت لها ضاحكاً :" و شؤونك أيضاً لا تغضبي "
لكن ملامحها كانت حادة و هي تهمس :" و هل ستغسل ملابسي؟ و هل ستتكفل بنقلي من مكان إلى مكان ؟ و هل ستقضي لي كل ما أحتاجه و عملك يأخذ منك نصف يومك؟؟"
نظرت لها لبرهة ... ثم اقتربت قليلاً هامساً :" علياء عزيزتي .. لا داعي لهذا التوتر .. أمورنا يمكننا قضاءها بسهولة .. "
و شمرت عن يداي مبتسماً :" لا تقلقي أبداً "
و اتجهت ناحية الحمام و وضعت الملابس في الغسالة .. و شعرت بالخزي من نفسي!
رفعت كفي و أنا أعد على أصابعي :
" مشوهة ، مقعدة ، مدللة ، فاشلة في الدراسة ، و لا تقضي أي واجب من واجبات المنزل و فوق هذا .. فأبي غير راضي عن زواجي منها "
كيف تزوجتها؟؟؟
و كيف كنت أهب فرحاً لها عندما قالت لي أحبك ..
و ماذا ستنفعني كلمة أحبك؟؟ أمام هذه الملابس المكدسة؟؟
قبضت على رأسي حانقاً .. تباً لتلك الساعة التي تزوجتك فيها يا علياء و تباً لقلبي الطيب الذي جعلني أقسم ألا أتركك و تباً لي عندما عاندت أبي لأجلك..
استدرت لأرى علياء تبتسم لي و هي على السرير !
شعرت بنار متأججة بداخلي ! هل أنتِ سعيدة و أنت مستلقية هناك و أنا من أقوم بأعمال المنزل؟؟ هل أنا رجلٌ حقاً؟؟
شغلت الغسالة و وقفت أفكر .. فجأة تخيلت تخيلات صدعت رأسي ..
تخيلت عادل و نوارة يضحكان و هما يصرخان :" محمد أتغسل الملابس عوضاً عن زوجتك "
ضججت بالغضب و أنا أمشي مسرعاً و أرتدي الحذاء على عجل فتبادرني علياء :" إلى أين "
قلت بجفاف :" سأخرج قليلاً و أعود"
كُنت أنتظر محمد في الشقة.. بعد أن سمحت للسيدة كريمة أن تغادر و هي جارتنا التي يطلب منها محمد أن تجالسني ريثما يعود.. و حقيقة فأطفالها مزعجون و قلبوا الشقة رأساً على عقب ..
فكرت و أنا أنظر لهذه الفوضى ؟ من سيرتبها غير مُحمد؟؟
طال انتظاري و أنا أعمل على الحاسوب .. لهذه الدرجة انزعج مني .. و لكنه هو من قبل أن يغسل الملابس بنفسه .. و هل كان يعتقد أن بمقدوري فعل شيء واحد ؟؟
هُنا فُتح الباب .. ففرحت كثيراً و أنا أجر الكرسي المتحرك ناحية المدخل .. اقترب و هو يحمل كيساً .. و كم كان وجهه يحمل ملامح باهتة .. شعره مبعثر على جبينه .. و زر قميصه العلوي مفتوح باهمال ..نظر لي لبرهة ثم نظر للصالة و ما حصل بها من فوضى ..
جررت الكرسي ناحيته و قلت :" مُحمد ؟ أين ذهبت "
تقدم هو ثم نظر لي .. نزع نظارته الطبية و فرك عينه هامساً :" قضيت عَملاً معيناً .. "
و جلس على الأريكة متنهداً ثم رفع عينيه لي بحدة :" ما كل هذه الفوضى؟؟ "
اقتربت منه بارتباك و قلت :" أبناء كريمة! لم أستطع منعهم .. "
تنهد و وضع الكيس على المنضدة قائلاً :" هذا هو العشاء "
ابتسمت له و أنا أقترب أكثر ثم مددت يدي بجهد لأربت على كتفه :" عوفيت "
نظر نحوي بنظرات باهتة ! .. قبل أن يرن هاتفه الخلوي ..
انحنى و رفع هاتفه من المنضدة و نظر لاسم المتصل على الشاشة.. عقد حاجبيه و نظر لي ... ثم أجاب على الهاتف هامساً :
" مرحباً آنسة حسناء ..
كيف الحال ؟؟
بخير ..
بلى بلى
الآن؟
لا لا أبداً !
حياكِ الله .. حياكِ الله ..
مع رضا ؟
نعم .. نعم ..
حياكِ الله
وداعاً "
تارة يبتسم و تارة يخفض عينيه و تارة ينظر لي .. و شعرت و كأنه تحمس قليلاً .. فاعتراني الفضول لأسأله فور اغلاقه للهاتف :
" من هذه ؟"
نظر لي و قال :" أخت مريض لدي! ستأتي لتبارك لي الزواج و تسلم عليكِ "
و نظر للساعة :" يجدر بي ترتيب هذه الفوضى في وقت قياسي "
نهض بنشاط و باشر بترتيب كل شيء و أنا أتأمله بحيرة ..
بعد أن أكمل ذلك مضى مسرعاً لغرفتنا فاستوقفته :" محمد أريد أن أبدل ملابسي "
استدار لي فهززت كتفي :" لاستقبال الآنسة "
تنهد و دفع بكرسيي بسرعة ناحية الغرفة ..


--

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:47 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

" هذا؟ "
" لا .. أنه عاري الأكمام كثيراً"
" هذا ؟"
" لا .. ألا ترى أنه قصير فتبان ساقي؟ "
تنهد و هو ينظر لملابسي المصفوفة ثم نظر لي بحنق :" بربك علياء أهذا وقت التخير ؟ أمامنا نصف ساعة و تأتي حسناء .. "
زفرت بتدلل :" و لكن ينبغي التأنق أليس كذلك؟"
نظر لي بنظرة باردة ثم انتفض بانفعال :" هيا اختاري أي ثوب تريدين أريد الاستحمام "
ابتسمت ثم همست :" اختر لي إذاً "
فوجئت به يفتح الباب الآخر من الخزانة و يأخذ ملابسه مُسرعاً و يتجه للحمام قائلاً :" عزيزتي لن أستغرق عشر دقائق و سآتي لأتفاهم معك بشأن ملابسكِ "
تسمرت لبُرهة .. ما به؟ لماذا مرتبك لهذه الدرجة ؟؟
--
لكم أن تتخيلوا كم كان زوجي غريباً .. أراه ينسق المائدة .. ثم يتمتم :" حمد لله أنني اشتريت عشاءاً مفتخراً و زدت في الكمية قليلاً .."
و اتجه ناحية المرآة و هو يسرح شعره و ينسق قميصه ..
قُرع الجرس .. فارتبك مُحمد و هو ينظر لي :" ها قد أتت "
و نظر للمائدة و الصالة المرتبة و نظر لي أيضاً يتأكد من مظهري الجيد .... و انطلق ناحية الباب ..
طللت برأسي للمدخل ..
فدخل هو بصحبة فتاة طويلة القامة .. اتضح جمالها الفاتن و ابتسامتها .. نظرت لمحمد المبتسم و هو يرحب بها بحرارة!!
من هذه؟؟ !
ذات وجه بيضاوي نقي و حاجبين أسودين مع عينين ساحرتين .. رغم العباءة الفضفاضة فأنها كانت تبدو رشيقة القوام ذات جسد انثوي مميز و مثالي ...و أكثر شيء أثارني حبة خال صغيرة تستقر على خدها الناعم فتضفي عليه حُسنا فوق حسن..
هنا ثارت الغيّرة و أنا أحاول كبتها !
أكنت أظن أن محمد لا يرى غيري أنا المشوهة السقيمة؟؟ لا بل يرى أنواع الجمال فكيف سيحتمل بشاعتي ؟؟
اقتربت ناحيتي ثم تسمرت مصدومة و هي تتأمل وجهي .. فتتغير ملامحها للاشمئزاز .. ثم تهبط بعينيها للكرسي المتحرك .. تنظر لي بصدمة ثم نظرت لمحمد الذي ارتبك .. و أشار لي :
" علياء .. زَوجتي "
نظرت لي بدهشة .. ثم اقتربت و مدت يدها :" سُعدت بمعرفتك .. أنا حسناء .."
مددت يدي للسلام عليها ببرود فدعاها مُحمد للجلوس و هو يرحب بها من جديد..
و سألها عن أخيها بابتسامة .. تحدثا عن أشياء كثيرة تخص المشفى ..و أنا كالجدار لا أنطق و لا أحد يلتفت لي .. سوى نظرات تقزز من تلك الفتاة !
شعرت بالمهانة و محمد لا يوليني اهتماماً و أخذه الحديث معها .. و بدأ يدعوها لتناول الطعام ..
راحا يأكلان و يتحدثان و خير من محمد أنه التفت لي و سألني :" عزيزتي لمَ لا تأكلين ؟"
و وجه لي الملعقة و هي تحوي المكرونة نحوي و ابتسم :" ألا تريدين ؟"
أشحت بوجهي :" لا شهية لي "
رمقتني حسناء ثم ابتسمت :" تعلمين ؟ مُحمد طيب القلب و قد ساعدني طويلاً .. بصراحة ! فعل ما لم يفعله أقرب الناس .. "
ابتسم محمد و خفض رأسه .. فنظرت هي لي و هي تتفحصني :" ينبغي أن تشكرين الله على زوج كمحمد .. و تعتنين به "
ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ و ماذا تعرف هي عن مُحمد؟؟ كي توصيني به هكذا ؟؟
~~

هي أشياء تستثير أي زوجة في مَكاني ..! خصوصاً عندما غط محمد في النوم .. و فكرت ! كما تفكر أي زوجة ! إلى متى.. سيظل هذا الشخص بارداً ؟
في اليوم التالي أوصلني لمنزل أمي .. ..
كنت أجلس في الصالة و شروق موجودة .. رحبتا بي .. و أخبرتني شروق أنها تهرب من لوم والدتها بشأن عدم زواجها لحد الآن ..
نظرت لي أمي نظرة غريبة ثم همست :" علياء ما أخبار محمد ؟؟"
تأملتها ثم قلت :" بخير .."
" أأنت سعيدة معه؟؟"
ابتسمت :" كثيراً .. يعتني بي فوق ما تتصورين "
عادت تسأل بهمس :" إذاً هل حدث؟؟ "
عقدت حاجباي :" ماذا؟"
اقتربت ناحيتي و همست :" تعرفين عما أتحدث .. هل جرى ذلك الأمر ؟؟"
ارتبكت و تشتت ثم رفعت عيناي ناحيتها بارتباك :" لا .. ليس بعد "
عقدت حاجبيها :" و لماذا؟ أتمنعينه ؟؟"
زفرت :" لا .. لكنه ! لكنه يتهرب من هذا الأمر "
رفعت شروق رأسها حيث كانت مستلقية على الأريكة و ظننتها نائمة .. لكنها قالت بتهكم :
" من حقه أن يتهرب ! بزوجة مثلك يحق له أن يرقد في الصالة "
نظرت لها و قد شعرت بطعنات مريرة بقلبي .. فقالت أمي :" شروق ما هذا القول؟؟ محمد لم يشكو لك شيئاً"
و نظرت لي :" بُنيتي ... لا ينبغي أن تتظاهري بالغباء .. حاولي التلميح له .. "
زفرت :" سأحاول "
--
من قال أني لا أحاول ؟؟ و لكنه هو من يصدني بنومه المفاجئ .. أو انشغاله بأشياء أخرى .. أتراه يشعر بي؟؟
انتظرته طيلة نهار اليوم التالي أن يتصل بي و يسألني عن حالي .. لكنه لم يفعل .. و فكرت في حديث أمي و ضرورة فتح الموضوع بشكل مباشر هذه الليلة !
لعلكم تقولون! يا علياء أنظري لنفسك في المرآة .. و سأقول أني نظرت .. و رأيت بشاعتي! و لكني رأيت شيئاً آخر .. رأيت قلبي الذي ينبض بالحب لذلك الإنسان ..
حل الليل و أرى محمد منشغل بتقارير و فحوصات .. رمقته و أنا على السرير ثم همست :
" محمد .. ألن تأتي "
و أشرت للسرير فقال :" حسناً "
نهض متنهداً .. و جاء و استلقى على السرير و أغمض عينيه مستعداً للنوم ..
خاطبته :" مُحمد؟؟ ستنام ؟"
هزّ رأسه :" الساعة الحادية عشر علياء .. تودين السهر؟؟ "
قلت :" مُحمد ! أتعتبرني زوجة حقاً؟؟ "
فتح عينيه و نظر لي عاقداً حاجباه :" بالتأكيد "
نكست رأسي :" إذاً لماذا هذا البرود ؟؟"
اعتدل و هو يتأملني :" برود؟؟ هل قصرت في أمر يا علياء "
من جديد أراه لا يعي ما أعنيه ..
هززت رأسي :" نعم .. و هو شيء مهم .. ألستَ تنتظر عيالاً ؟؟"
نظر لي بنظرة استنتاج و كانه عرف ما أقصده لذا عاد يستلقي و هو يغمض عينيه ..
وضعت وجهي أمام وجهه و قلت بنبرة حادة :" مُحمد!!"
همس :" ماذا تريدينني أن أقول "
انفعلت و قد كسا وجهي الاحمرار :" أريد أن أعرف لماذا تتهرب من هذا الشيء؟ قل لي .. إلى متى ؟؟"
صعب علي أن أصرح برغبتي هذه و لكن بروده أجبرني ..
فتح عينيه ليشهد تدفق الدموع من عيناي .. فاستوى مسرعاً و همس :" علياء !! "
مسحت دموعي و همست :" أجبني "
قال متنهداً :" سأفعل ما تريدين فقط لا تبكي "
هُنا ثُرت ! و صحت به :" محمد !! لازلت تفعل كل شيء و كأنك مجبور .. "
رمقني بضيق ثم همس :" علياء ! "
ثم نظر للسقف بربكة قبل أن يعود ينظر لي و قد احمرت وجنتيه بحرج :" علياء! أنا ... أنا أحتاج أن تمهليني بعض الوقت كي أتأقلم "
عندما رأى عدم الرضا على وجهي .. ابتسم و همس :" رجاءاً "
زفرت و قلت بحدة :" كما تشاء ! و هل سأجبرك"
و مسحت دموعي :" لهذه الدرجة أنا مقززة؟؟"
ابتسم و هو يشير برأسه سلبياً.. ثم أمسك بكتفاي هامساً :" يجب أن تقدري مكانتك عندي ..."
و قبلني ثم همس :" أنتِ غالية كثيراً
قبلتها ثم همست :" أنتِ غالية كثيراً "
مازحتها و راضيتها حتى ابتسمت و تركتني أستلقي من جديد لأنام .. أوليتها ظهري و أنا أزدرد ريقي بارتباك ؟؟ ما هذا الموضوع الصاعق الذي فتحته معي؟؟
لم يخطر ببالي أنها تفكر بذلك الأمر .. ظننتها علياء الطفلة الذي علي تدليلها و تدليلها و هذا أقصى ما يمكنني تقديمه .. لكن ! لقد اصابت موضع الجِرح ..
بالكاد أستطيع تحمل وجودها معي في هذه الشقة .. في هذه الغرفة ! فهل كانت تتوقع مني ذلك الأمر ؟؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟؟ يفترض أن أهيئ نفسي لهذا الشيء .. و يفترض أني أعتاد على تشوهها !
التفتتُ للخلف لأتفقدها .. كانت نائمة!
تنهدت و عدت أفكر .. حسناء؟؟ حسناء ؟؟ لماذا تغيرت يا تُرى؟؟ لماذا؟؟ و لماذا لم أشهد هذا التغير إلا بعد زواجي؟؟ كم هذا يؤلمني و يجعلني أنفر أكثر فأكثر من علياء.. لماذا؟؟ لماذا أرى في حسناء الحياة ؟ و أرى في علياء الموت؟
تنهدت ! هل كنت أعتقد أني سألبي كل احتياجات علياء؟؟ للأسف. .. أحد الحقوق رغماً عني يسقط فلا أستطيع تحقيقه لها..
الجزء التاسع

في عشية اليوم التالي خرجت من الشقة أتهرب من علياء .. كنت أحاول مجالستها و التودد إليها و لكن بعد معرفتي لرغبتها الحقيقية فأني كلما أنظر لعينيها الآن أرى فيهما مُطالبة مُلحة ! لذلك أهرب ..
مضيت بالسيارة بلا هُدى و أنا أستمع للراديو ..توقفت بالسيارة أمام الاشارة الحمراء و أسندت رأسي لبرهة... ماذا أفعل الآن ؟ إلى أين أذهب؟
برقت فكرة جنونية عصفت بأفكاري عصفاً ..
ما إن حالت الاشارة إلى لون أخضر إلا قد انطلقت بالسيارة بسرعة لا تضاهيها سرعة ..
وداد ! سألاقيها مُجدداً ..
--
ترجلت من سيارتي التي ركنتها خلف الرصيف المقابل لمنزل فؤاد .. يفترض أن فؤاد لديه الآن دوام في المشفى .. وقفت مستنداً على سيارتي و رحت أضرب بكفي على سطحها بتوتر ...
ماذا بيدي أن أفعل؟؟
نظرت للناس التي تتجول هنا و هناك .. من الصعب الاقتراب من المنزل مُجدداً .. سأنتظرها حتى تخرج ! كان أملاً ضعيفاً و لكني اقتنعت به كي لا أثير أي شُبهة ..
و جلست على الرصيف و أنا أحك يدي ببعضهما من البرد .. يمكنني القول أني تناسيت زوجتي التي تنتظرني .. و ظللت أنتظر كما لو كنت سأنتظر قرنا ..أنتظر وداد لأحاول و لو بقليل أن أخرجها من هذا الجحيم..
أخرجت من جيبي كتاب صغير عِلمي عن تركيب المخ .. ربما هو كتاب ممل بالنسبة لكم و لكني قرأته مئات المرات .. و أكثر ما يثير تساؤلي حول امكانية الاستفادة من مخ الانسان حتى بعد مماته .. أي أن هناك جزء من مخ الانسان يحوي ذكرياته الماضية بل أنه يحوي أرشيف كامل لكل ما مر به الانسان من تجارب و ما لا نتذكره ليس بالضرورة أن تكون ذكرى تالفة لا يمكن الاستفادة منها بل هي ذكرى قديمة لا يمكننا استحضارها ..
رفعت رأسي للمنزل و فكرت .. أي أن فكرة غرس أجسام صناعية في مخ الانسان ربما لحفظ الذكريات بشكل أفضل ..و لكن لماذا؟؟ و ما الفائدة من ذكريات وداد مثلاً بالنسبة لفؤاد؟؟
هل هي مجرد تجربة عبثية ؟؟ أم ورائها غرض معين يستفيد منه فؤاد؟؟ كانت مجرد فرضيات ..
عُدت أقرأ الكتاب و شعرت برغبة بالنوم .. و بدأت الحروف تصبح ضبابية فلا أستطيع قراءتها..
أطرقت رأسي و أغمضت عيناي تدريجياً ..
" محمد ؟؟"
رفعت رأسي ..
فتحت عيناي مصدوماً !!
و قد سقط قلبي بين أحشائي ..
تجمدت كُلياً ...
فؤاد ؟؟؟؟؟
يقف بطوله المهيب .. و ملامحه الحادة .. رفع حاجباً و هو يتفحصني و أنا أجلس على الرصيف.. و همس :
" مُحمد ؟؟ ماذا تفعل هنا "
رفعت رأسي بارتباك و قلبي يقرع بجنون و لساني معقود لم أستطع أن أكذب أي كذبة أو أبرر أي تبرير ..
أسند هو كفه على خصره و عينيه تلتهبان بنظرة استنكار شديدة .. ثم قال :" تبدو مريضاً "
ربما لمح اصفرار وجهي من شدة هلعي ..
مد هو يده ليساعدني على النهوض .. فنهضت و أنا أشعر أن قدماي معطلتان ..
التقت عينانا بشكل مخيف .. عينيه العسليتان الحادتان الصغيرتان ..
نسقت نظارتي على عيني بارتباك فقال :" ما الذي جاء بك لهنا؟؟ "
ازدردت ريقي و قلت من دون تفكير :" تهت "
نظر لي باستنكار :" تُهت "
و ابتسم بتهكم فقلت و أنا أفتعل ابتسامة :" شعرت بتعب أثناء القيادة و فقدت التركيز فركنت السيارة هنا لأخذ راحة .. "
و قلت لأغطي كذبتي :" و أنت ماذا تفعل هنا ؟؟"
فتح عينيه بذهول ثم أشار لمنزله و قال :" بيتي هنا "
و وضع كفه على جبيني :" تبدو مُتعباً حقاً .."
و قال بسخرية :" هل تريد مني أن أوصلك لمنزلك بنفسي ؟ أخشى أن تؤذي نفسك "
ابتسمت و أنا أشير بيدي :" لا ، لا داعي .. "
و مضيت فأمسك بذراعي و قال :" مُحمد .. أريدك أن تنوب عني في العمل ! "
و ابتسم :" أعلم أنك متعب و لكن أريد أن تقوم بكل مهامي الإدارية ابتداءاً من الآن "
عقدت حاجباي :" لمَ؟؟ "
تنهد :" أمر بحالة وفاة ..."
تسمرت و أنا أسأل بريبة :" من ؟؟"
أنكس رأسه :" أختي الكُبرى "
هوت الصاعقة على رأسي لتحطمه لأشلاء !!!!!!!!
--

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:47 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

قدت السيارة و أنا أضرب جبيني على المقود بقهر .. بل و أنا أشتعل بلهيب الألم ..ركنت السيارة أمام مطعم ... و فتحت النافذة و أنا أمسح عرق جبيني .. نظرت لوجهي في المرآة .. كان مُحمراً كئيباً ..
" ماتت ؟ ماتت ؟ "
لماذا كنت غافلاً كل هذا المدة ! حتى ماتت وداد ! على يديه القذرتين ! كيف ؟؟ كيف ؟؟ كيف سمحت لنفسي أن أتجاهلها كل هذه المُدة .. و أنشغل بعلياء و حسناء و أنسى وداد ؟؟
وداد هي خلاصة واجبي الوظيفي و الانساني الذي يجب أنفذه و إلا فلا أستحق كلمة إنسان أو طبيب !!
ألم الضمير ضج بصدري بل و خنقني ! و فكرت بحنق و أنا أضيق بعيناي .. لماذا قتلها ؟؟ و أي خبث يكبته هذا الانسان؟؟ و أي قلب بارد يملك !!
و أنا ؟ ماذا فعلت ؟؟ كنت أتفرج فحسب .. ياه كم كرهت نفسي !
فكرت باعلام الشرطة .. ليتم التحقيق في الأمر .. و لكن فجأة شعرت بأن هذه قمة التحدي الذي يجري بيني و بين فؤاد و يجب أن أفوز عليه ..
لابد أن أعرف ما هي نوايا هذا الشخص !
.. كنت أضرب أخماس بأسداس..
هل ماتت وداد اثر كثرة التجارب التي تُجرى عليها ؟؟
أم ماتت بنية مقصودة من فؤاد ..
في الاحتمال الثاني .. يفترض أنه سيستفيد حتماً من موتها لاكتشاف نتيجة لتجاربه تتضح في خلايا مخها بعد الموت مثلاً .!
أهذا ممكن ؟؟
و لمَ لا ؟؟
انطلقت بسيارتي نحو المقبرة و كانت قريبة .. رحت أبحث عن الحارس .. و أنا أنظر لداخل المقبرة المهيبة بظلامها المرعب .. وقفت لبرهة أتأمل السماء السوداء و صوت البوم يزيد الجو رهبة ...
الجو الضبابي برياحه التي تحرك ملابسي و شعري بعنف ..
نظرت للحارس الذي تقدم ناحيتي و قال بحدة :" من أنت و ماذا تريد ؟؟"
اقتربت منه و قلت و أزدرد ريقي :" لدي مجموعة أسئلة "
و نظرت لداخل المقبرة بربكة و عدت أسأله :" هناك نعش شُيع إلى هنا لامرأة .. أليس كذلك؟"
قال بارتباك و هو يهزّ رأسه :" نعم .. تم دفنها صباح هذا اليوم "
خاطبته و قد شككت بأمره :" أتعرف عنها شيئاً .. أو .. هل فعل أحدهم أمراً بجثتها؟ "
صاح :" لا أعلم ، لا أعلم .. "
و دفعني بعنف و هو يصيح :" ما غرضك لتأتي منتصف الليل تسأل عن شيء كهذا؟؟ "
قلت باصرار و أنا أتقدم لداخل المقبرة :" أستطيع جلب الشرطة لاستخراج الجثة و يكشفوا بنفسهم عمّا فُعل بها "
قبض هو على قميصي :" مكانك .. "
نظرت له و همست :" أخبرني ماذا حدث و لن أخبر أحداً بأنك تعلم بأي أمر صدقني "
نظر لي بارتباك ثم همس :" لن أخبرك أبداً "
كان رجلاً ريفياً و فكرت أن النقود ربما تكون وسيلة للحصول على معلومات كثيرة .. و لكن واضح من اصراره أن فؤاد أتى إلى هنا و رشاه قبلي و نبش قبر أخته ...
ماذا يمكن أنه فعل بالجثة ؟
ريثما كنت أفكر في شيء كهذا فوجئت بالحارس يأتي بعمود كبير و يصوبه ناحيتي ..
صرخت و أنا أتراجع متألماً واضعاً كفي على مقدمة رأسي .. و فتحت عيناي بصعوبة و أرخيت كفي لأصعق بأن رأسي بدأ ينزف بشدة ... رفعت كفي مجدداً و أنا أبعد شعري عن جبيني المخضب بالدم ..
و نظرت له و أنا أتهاوى على الأرض .. فاقترب ناحيتي و هو يرمي بالعمود .. انحنى و هو يهمس :
" لا أريد أن أقتلك و لكن إن كنت ستحضر الشرطة يمكنني قتلك بسهولة "
رمقته لفترة و أنا ألهث فعدت أخاطبه و أنا أمسح الدم عن غُرتي :" لو كنت أريد اعلام الشرطة لأعلمتهم قبل أن آتي .. "
و نظرت له باصرار :" أخبرني "
قبض هو على قميصي و رفعني من الأرض ثم رمى بجسدي على البوابة .. و اقترب قائلاً :" إما أن تخرج أو دفنتك في هذه المقبرة "
رمقته لفترة ..
كان يجب أنفذ بجلدي .. لذا نهضت مسرعاً و لذت بالفرار .
أعد الدقائق و الثواني ! و أنظر للساعة التي تشير عقاربها للثانية عشر ... الليل يظلم و الخوف يعتريني ... زوجة تعيسة مثلي يهرب منها زوجها عندما يرى الليل يحل ..
أتصل بهاتفه فأراه مغلق .. و أتصل على هاتف مكتبه فلا يرد ..
لم أسمح لنفسي أن أستسلم للنوم! لقد تجاهلني اليوم بما فيه الكفاية..و كنت متأهبة له لأعاتبه و أصرخ بوجهه..
هُنا سمعت صوت باب الشقة الرئيسي ينفتح ..فتأهبت و أنا أنظر للباب أترصده .. و قبضت على اللحاف مستعدة للصراخ و البكاء ..
فُتح الباب فانفجرت :" و لماذا تأتي؟؟ "
تسمر لبرهة .. و أنا ألهث أراقب ظلاله من الظلام الحالك و أعود أصرخ :" أي قلب تملك؟ لماذا تكرهني؟؟ لماذا تزوجتني أصلاً؟ لماذا لا تأتي إلا في منتصف الليل ثم تنام ببساطة؟؟ أي زوج أنت؟ "
تنهد و هو يشعل المصابيح .. فصُعقت لأراه مضمد الجبين و قميصه مخضب بالدم ..
يرمقني بنظرة باهتة .. ثم تقدم و هو يضع حقيبته .. و خلع حذائه و جوربيه بصمت ..
شهقت بصدمة و انفجرت بالبكاء .. نظر لي و أنا متشبثة بقميصه و أصرخ :" ما كل هذا؟ محمد ؟ ماذا جرى لك؟؟"
رمى هو بحذاءه و استدار لي ممسكاً بيدي :" علياء لمَ كل هذا الخوف ؟ "
ازدردت ريقي بخوف و أنا أنظر لقميصه الممتلئ بالدماء و ارتجفت مذعورة :" محمد !! محمد !! من فعل بك هذا؟؟"
تنهد :" سقطت على الدرج فحسب .. "
تأملته بفجيعة فابتسم :" يبدو أن هذا القميص أخافك .. "
و نهض هامسا :" سأستبدل ملابسي "
تأملته بذهول و هو يدخل الحمام ... و فكرت ... كيف سمحت لنفسي أن ألومه و لم أعرف ظروفه ! يا لي من مزعجة و مقيتة ..
هنا جاء هو و استلقى على السرير مبتسماً :" هكذا أفضل؟"
عبثت بشعره و همست :" حمداً لسلامتك "
قال :" أشكرك حبيبتي "
ابتسمت له و قلت :" فقط احترس في المرة القادمة لأنك لو سقطت مُجدداً سترى قلبي يتدحرج معك"
ابتسم و هو يتأملني ثم قال :" علياء .. خشيتِ عليّ؟"
ملت برأسي و قلت :" ممم .. يمكنك القول أن قلبي تدحرج من فوق السرير و أنا أراكِ بهذا الحال"
ضحك هو ثم قال :" هل تأخرتُ عليكِ "
هززت رأسي :" كثيراً و كنت سأقتلك لولا "
أشار لجبينه و قال :" لولا أن هذا الضماد أنقذني "
ضحكت ثم همست و أنا أحرك شعره المتناثر على جبينه :" لولا أني أحبك و أخشى عليك"
قال بنظرة ناعسة و هو يبتسم :" عزيزتي ... قلبي و عقلي ليس مركز معكِ و مع كلماتك .. لذا أريدك تمطريني بهذه الكلمات صباح الغد "
و جذب الغطاء هامساً :" لأني سأنام الآن"
تراجعت و أنه أتأمله و فكرت ! بهذه السُرعة! يبدو أنني يجب أن أقدر أنه متعب
خاطبته :" هكذا ستنام دون أن تقول شيئاً "
فتح عينيه بارهاق كأنه يترجاني أن أتركه ينام بسلام ثم همس :" سأقول أني أحبك كثيراً و سأحبك أكثر لو عُدت لوسادتكِ "
ابتسمت و استلقيت على وسادتي ..
نظرت له حيث غط في نومه بعمق .. و تذكرت الفجوة التي بيننا ..و علاقتنا المشوشة .. و التي يجب أن أعالجها .. لكن !! أمام تهربه هذا لا يسعني الضغط عليه أكثر ..

صباح اليوم التالي استيقظت بنشاط مستعداً لمهمة في غاية الأهمية و الاثارة! كنت أفكر و أنا أغسل أسناني ... فيما سأفعله اليوم للوصول إلى سِر فؤاد الذي يخبئه ...
بعد اكتشافي بالأمس بأنه نبش قبر أخته و عبث بجثمانها و هي ميتة! فكرة زلزلت كياني حقاً !
و التفسير الوحيد لما فعله هو اجراء بحوث جديدة على مخ انسان ميت لا يزال يحتفظ ببيانات مهمة ..
في دراستي كنا نتعلم أن الباحث لا يتخلى عن أدواته مهما كلف الأمر .. و مخ وداد هو أداة جيدة لفؤاد ..يحوي كل تجاربه السابقة.. و خير معين لتجاربه القادمة..
طُرق باب الحمام و جاء صوت علياء :" مُحمد! تأخرت عن العمل "
نظرت لوجهي في المرآة :" حسناً "
كنت أفكر في امكانية كشف فؤاد بأني أنا من ذهب للمقبرة .. عندما يرى هذا الضماد الملفوف على رأسي .. و مؤكد أن الحارس سيصفني وصفاً دقيقاً لفؤاد ..
و لكن فؤاد حالياً في اجازة و مدة اجازته تكفيني لنزع هذا الضماد حتى لو لم يلتئم الجرح..
--
في المشفى ..
استوقفتني الممرضة سعاد :" ياه مُحمد ... سلامتك .. ماذا حدث "
قلت و أنا مستعجل :" اصابة بسيطة جداً "
و اتجهت إلى الاستعلامات ...كنت أحاول اقناع الموظفة بتسليمي مفتاح مكتب فؤاد لأني سأنوب عنه هذه الأيام .. و بالفعل حصلت على المفتاح ..
دخلت الغرفة و أقفلت الباب من خلفي كمن يرتكب جُرما .. و اتجهت ناحية مكتبه المُرتب ..رحت أحاول فتح الأدراج لكن أراها مقفلة .. للأسف ..
كنت أبحث عن شيء يدل عن طبيعة التجارب الذي يجريها فؤاد .. و مع رؤيتي للأدراج و الخزائن المقفلة .. زاد فضولي و زاد احباطي .. يا لحرص هذا الشخص..
رحت أجول في المكتب و لم أجد شيئاً .. أو حتى ورقة تبدو مهمة ...وقفت أمام روزنامة معلقة على الجدار .. توقعت أن يسجل ملاحظات معينة على يوم وفاة وداد .. لكن لا شيء أبداً ..
يا لغموض هذا الشخص!! مضيت أبحث أكثر و رأيت أرصدة لمشتريات أجهزة مرمية في سلة القمامة .. تصفحتها بتململ .. ثم رميتها في القمامة و أنا أهم بالخروج مُحبطاً ..
تسمرت لبرهة .. و عدت أنظر للأرصدة!! ركضت لها و استخرجتها من سلة القمامة ... أرصدة لمشتريات أجهزة طبية ؟ قرأت أسماء الأجهزة و اكتشفت أنها لا تخص المشفى ..
أي أنه اشتراها له !!
يعني هذا أنه يملك مختبراً يجري فيه تجاربه و يضع فيه أجهزته !! يا ترى هل هو في منزله ؟؟
فكرت لبرهة و أنا أحك شعري .. لا ! مستحيل أن يضع أجهزة بهذه القيمة الباهضة في منزله !
جلست أمام المكتب و أنا أقرأ المشتريات بدقة ..
أجهزة غريبة بالفعل ..
لكن كيف لي أن أصل إلى ذلك المختبر ؟؟
هل يمكن أن يكون أحد زملائه يعرف بأمر المختبر السري ؟؟ لا .. لا أظنه يفصح بأمر كهذا ..
وضعت كفاي على رأسي و أنا أعيد قراءة المشتريات و أسعارها ..
و تسمرت عند ابر الروبيديوم المسجلة في آخر القائمة ..
الروبيديوم هو عنصر مشع و يستعمل للتجارب العملية على الأغلب ...
و على هذا فأنه يمكنني التقاط هذه الأشعة اذا كنت أملك عداداً يقيسها ..
قفزت لهذه الفكرة الرائعة .. مؤكد أنه يحتفظ بهذه الابر في مختبره الذي يعج بتجاربه الشيطانية و بيدي الوصول لذلك المختبر بسهولة .. اذ امتلكت هذا العداد ..الذي سيدلني على المختبر..
مشيت مسرعاً خارج المشفى فرحاً بهذا الاكتشاف العظيم.. ناحية مركز البحوث و اشتريت منه العداد .. و صعدت سيارتي و وضعت العداد بجانبي ..
الآن أمامي أن أجول المدينة شبراً شبراً.. لالتقاط أشعة الروبيديوم!
ضحكت و أنا أهزّ قبضتا يدي بحماس .. و أمسك بالمقود بفرحة .. نظرت للعداد .. ثم انطلقت أجوب المدينة ..
--

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:48 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

جُلت بالسيارة حول المنطقة التي تحيط بمنزل فؤاد .. و أنا أعاود النظر للعداد .. فأرى أن مؤشره لازال ساكناً ..فكرت لبرهة أنه لن يتخذ مختبراً في هذه المنطقة! مؤكد أنه مكان بعيد قليلاً ..
زفرت و انعطفت لحي آخر ..
كنت أحتاج مزيد من الصبر و التحمل لأجول المدينة بأسرها ..
هُنا رن هاتفي الخلوي .. و كانت حسناء!!
حسناء؟؟!!
ألم ينتهي كل شيء؟؟؟ ألم يتعافى رضا ؟؟ تذكرت أيامي الجنونية التي أحببتها فيها و لكن ذلك الحُب خمد فجأة كرادع ضميري كوني متزوج..
رفعت الهاتف :" أهلاً "
جاءني صوتها الرقراق بنبرة لينة :" مرحباً دكتور كيف حالك ؟؟"
قلت بمرح :" أنا بخير يا حسناء ؟ لمَ كل هذه القطيعة؟؟ "
" لا أبداً .. يفترض أنك من تسأل عن رضا أليس كذلك؟"
" بلى .. كيف حاله؟"
" بخير .. آآ .. رأيت سيارتك تمر بجانب مركز التسوق .. و... أحببت التسليم عليك "
تلفتت حولي قائلاً :" أنت بجانب مركز التسوق؟؟"
" نعم .. "
قلت :" سأمرك الآن "
" حسناً "
من قال أن ذلك الحب خمد؟؟
حركت المقود و انعطفت عائداً لتلك المنطقة ..
لمحت تلك الفتاة الطويلة القامة بالعباءة و الحجاب الأسودين و الوجه البيضاوي بالبشرة البيضاء النقية ..العينين الخنجريتين ذاتهما تحملان ثقل الرموش الكثيفة ..
بديهي أن أعود للمقارنة الصعبة...بين حسناء الحسناء و علياء المعلولة ..
أوقفت السيارة بجوارها فهمت بالصعود و بادرتني ابتسامة سرعان ما تحولت لشهقة :
" دكتور ماذا أصابك؟؟"
رمقتها و أشرت لجبيني :" هذا؟؟ "
و ضحكت بمرح :" لا شيء على الاطلاق .. مجرد جُرح بسيط "
اقتربت :" أرني.. ياه .. "
و وضعت يدها على صدرها هامسة :" أخفتني عليك "
علامات تعجب كثيرة تتراقص فوق رأسي الذي لم يستوعب المعاملة الحسنة هذه .. هل من الممكن أن يتغير المرء إلى النقيض تماماً ؟؟
" مُحمد "
التفتتُ لها .. فقالت بنبرة هادئة نسبياً :" هل يمكنني قول اسمك هكذا خالياً من أي لقب؟؟"
مضيت بالسيارة و أنا أخاطبها :" بالطبع .. "
أخرجت من الكيس الذي تحمله قطعتي شوكولاتة و أعطتني واحدة و هي تقول :" تفضل "
تناولتها و قلت :" لك أن تعرفين كم أحب الحلويات رغم أنها مضرة "
ضحكت و هي تلعب بقطعة الشوكلاتة :" من المفترض أن تنسى قوانين الطب المملة "
و نظرت إلي قائلة :" مُحمد ! لا أخفي عليك.. تفاجئت بخبر زواجك و تصورت أن مثلك لا يمكن أن يتزوج .. قل لي هل ستشغلك زوجتك عن مساعدة الناس ؟؟"
رمقتها لبرهة ثم عدت أنظر للطريق :" علياء؟ "
ثم رفعت كتفاي بمعنى لا أدري ..
فقالت بارتباك :" هل هناك سر وراء زواجك منها؟؟"
عدت أنظر لها و شعرت بالحرارة .. فقالت موضحة :" أعني .. أعني ! ما الذي يجعل طبيب مثلك يتزوج بـ..."
قاطعتها :" رُبما لأني طبيب يسعى وراء مصالحي و أريد استغلال مرضاي "
رمقتني بصدمة ثم تشتت و هي تشيح بوجهها .. و كنت أقود السيارة بهدوء ناحية أحد المطاعم و لكن الازدحام كان عارضاً أمامي..
" معك حق ! "
نظرت لها حيث تنكس رأسها و تعبث بعباءتها و أكملت :" رُبما كُنت فظة و أظن فيك ظن السوء "
و رمقتني طويلاً ثم همست :" رُبما من الجراءة أن أقول ذلك .. و لكني اكتشفت أني خسرتك "
أدرت رأسي ناحيتها و أنا متسمر لفترة .. ثم همست :" أنا أيضاً خسرتكِ .."
و نظرت للطريق هامساً :" لقد طلبت الزواج منك فلمَ رفضتِ ؟ ما كان السبب؟؟ لقد أعلنت صدق مشاعري و حسن نياتي فلمَ رفضتِ؟"
وضعت هي كفها على صدرها ثم همست بصوت متحشرج :" .. أ.. آ .. لا أعلم .."
ساد الصمت فترة من الزمن .. حتى قالت هي :" رُبما لأني أكره من يقترب مني لأي غرض كان .."
نظرت لها و قلت :" لكنك كنت تعلمين أن غرضي سليم "
" لم أكن متأكدة ! "
ثم اندفعت بكلمات كالحمم " يجب أن تقدر أنني أعيش وَحدي مع أخ مريض ضعيف الشخصية عجز عن الدفاع عني مرات و مرات و أنا من كنت أدافع عن شرفي و سمعتي و عرضي وحدي ! وحدي واجهت الأعين الطامعة "
نظرت لها فغضت بصرها هامسة :" حياتي مجرد دوامة من الصراعات مع وحوش آتية لالتهامي و علي الدفاع عن نفسي بنفسي "
و نظرت لي :" و تعودت أن أرفض كل شخص يتقدم لخطبتي ! لألا أقع في الخديعة "
رمقتها ثم قلت بجدية :" أنتِ تصنعين هذا الجو المرعب بالنسبة لكِ و أنت من صنع هذه العُقدة !"
صاحت بانفعال :" لو كنت فتاةً مثلي وحيدة لعرفت معنى حديثي "
تأملتها طويلاً فهمست :" كل تصرفاتي كانت نتاج معاملة المصلحة الدنيئة التي يعاملني إياها الرجال ! فكيف بي أن أتصور أنك مختلف عن جميع الرجال؟؟"
رمقتها مُطولاً ثم نظرت للطريق هامساً :" و ماذا تغير؟؟"
تنفست هي ثم همست :" الذي تغير أنني اقتنعت أنك شخص شريف و لكن بعد فوات الأوان "
و نظرت لي بتهكم و هي تهز رأسها :" هه! بعد أن تزوجت أنت تلك الفتاة ! "
همست :" نعم لأنها قبلت بي دون حركات الغرور تلك"
انتفضت هي ثم قالت بابتسامة :" يمكنني القول أني أعرف أنك تزوجت بها كردة فعل لرفضي لك أليس كذلك؟"
كانت واثقة و محقة في ثقتها بنفسها فقلت :" رُبما "
و نظرت لها :" لكني مرتاح نسبياً معها .."
تبادلنا أنظاراً عميقة ثم فوجئنا بطنين جهاز العداد و مؤشره يستيقظ من سباته ثم يرتفع بقوة .. فتحت عيناي بصدمة و تلفتت حولي لأرى أرض بها مجموعة مباني متفرقة ..
همست حسناء :" ما هذا الجهاز؟"
كنت أتصبب عرقاً و أنا أنظر للجهاز لاهثاً .. و أعود أنظر للمباني المتفرقة !
فؤاد! هل مختبره هُنا؟؟
من الصعب جداً التصديق أني هُنا بالقرب من غابة فؤاد .. من الصعب التصديق أني هُنا أستطيع تحديد مكان جحيم فؤاد .. الحقيقة تتجلى أمامي .. كأني أشعر أني سأكشف عن سر رهيب يخفيه ذلك البحاثة ..

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, حالة, جنون, سلمى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية