لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-13, 05:27 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

هل ذاك الاجتماع بالامس سيزيل ما استحل في قلوبهم تجاهه .. ليوافقوا على اكمال ما بدأوه ؟ اتعتبر المُثُل فوق كل شيء .. قالوا له انهم لن يربطوا ما حدث مع ما تم سابقا .. لتصيبها رجفة في اضلاعها .. ستتزوج ذاك الذي لم تلمحه الا مرات قليلة برفقة "المرحوم" .. ازدردت ريقها وهي تتخيل نفسها تزف اليه .. اليوم سيمضي وسيأتي الغد الذي فيه سيكون موعد مع تحاليل ستقوم بها .. وبداية لمشوار جديد يرتبط فيه اسمها باسم شبيب .. اغلقت الماء لتخرج من "البانيو" بخطوات مبتلة .. تسحب "بالطو" الاستحمام لتلفه على جسدها .. وبضع من خصلات شعرها ابتلت لتنام على رقبتها وكتفيها .. والباقي كان مرتفعا لم ينله من الماء الا رشات خفيفة .. لا تشعر بالبرد .. لعل الافكار التي تجتاحها كفيلة ان تحيل جسدها الى كتلة من النار .. تنهدت .. لا تعلم لماذا تلك التناهيد لا تعتقها منذ ان سمعت بموعد الارتباط المؤكد .. رفعت ذراعها لتنزع ذاك المشبك محررة شعرها القصير .. وترتمي بعدها على ظهرها .. وساقاها متدليتا عن السرير ..


ابتسمت وهي ترفع كفها تتخيل خاتما منه يعانق بنصرها .. ستكون زوجة له ان كانت النتيجة لتلك التحاليل لصالحهما .. ما بالها باتت تفكر فيه كثيرا .. هل عشقته ؟ .. لعل تلك الاحاديث الحانقة على خالد منذ ايام مضت جعلتها تنظر للامور بمنظار مختلف .. انقلبت على يمينها .. لترتجف على فكرة الارتباط من جديد .. ستحبه ؟ .. لا بل انها بدأت في ذلك ..


انعقد حاجبيها فجأة على حديث قد قيل سابقا .. حديثا عن ارملة خالد وابنتها .. نفضت رأسها تبعد الافكار السوداء عن العبث بها .. لتمد ذراعها تسحب هاتفها .. وتعود تنظر لسقف وهو على اذنها ..


,,

تقلبت في فراشها مرارا وهي تسمع رنين هاتفها .. لتلتقفه بعد ان تخبطت يدها مرارا على " الكوميدينة " .. وتسحبه الى اذنها تحت الفراش .. وبصوت نائم : الووو ..

لتضحك تلك على صوتها .. وترد مقلدة لها : الووو ..


وتردف : قومي .. حشا مب رقاد عليج .. يعني اجازة وقلتي ما بقوم .. ترا رقادج بيتخربط..


رفعت الغطاء ولا تزال مستلقية : غريبة فرحانه .. والصوت يغني من الفرحة ..

جلست : قل اعوذ برب الفلق .. خمسه وخميسه


وغرقت في ضحكة طويلة استغربتها سوسن .. لتقطع عليها : لا اكيد صاير شيء .. هذي مب مهوي اللي دوم عافسة الويه .. ياللا بشريني شو مستوي ..


بحياء وكأن بها تهمس لا تتحدث : حددوا موعد الملجة ..


ابتسمت سوسن .. لتزيح الغطاء بالكامل وتترجل عن سريرها : شكله القلب قلب الوجه للجهة المعاكسة .. انزين برد اتصل عليج وباخذ كل علومج .. الحين بقوم اتجهز عندي مشوار .. باي ..


وما هي الا ربع ساعة حتى وقفت امام المرآة ترتب من نفسها .. تضع القليل من " المكياج" .. وتترك ساعتها الرشيقة تزين معصمها .. لتسحب ذاك الخلخال .. وتجلس على سريرها ترفع قدمها اليسرى .. لتدع كفاها يطوقان مفصل قدمها به .. حركته باصابعها وهي تبتسم .. لتقف تسحب عباءتها وهي تسمع والدها يناديها : يايه الحين ..


ترجلت من السيارة بحياء جم .. و ودعت والدها الذي وعدها بالعودة لاخذها بعد ساعة من الآن .. مشت عبر الممر القصير الى الداخل .. اخبرتها بانها ستكون في انتظارها في مجلس النساء .. وان لا احد في المنزل سواها واختها .. ووالدتها وجدتها وهاشل الصغير ..


خلخالها ذاك يصدر اصوات عند سيرها .. وكأن به يخبر الساكنون بانها هنا .. لترفع عباءتها قليلا .. لتفاجئ به يمسكها من طرفها .. انحنت تحاول اعتاقها منه .. هناك على مقربة من الباب .. لتباغتها النسمات وتحل وثاق " شيلتها " وتصرخ : لا مب وقته ..


وتقف من جديد تتلفت في المكان .. زفرت انفاس الراحة .. لتعيد لملمة شتات روحها مع تمتمات بـ الحمد لله .. تسمع صوت التلفاز جليا وهي على بعد خطوات من باب ذاك المجلس الصغير .. لتنحني من جديد عند عتبته تحل وثاق خيوط حذائها الاسود .. وتقف لتطرق على دفة الباب المفتوح بطرقات متتابعة .


كانت مع جدتها بعد حديث طال مع فارس .. وبعد محادثة من سوسن تؤكد لها مجيئها لزيارتها .. فهي لم تزرها منذ مدة .. وقفت وهي ترحب بتلك التي تقدمت خطوات .. لتنحني تقبل رأس العجوز وتسأل عن حالها : شخبارج يدوه ؟


-
بخير .. ما نشكي باس ولله الحمد ..


لتكمل اكل تمرات في يدها .. وتحتضن سوسن كنة بشوق لصديقة كانت معها على مقاعد الدراسة .. وتردد تلك : حيالله سوسن .. عاش من شافج والله ..


ضحكت بهدوء : عاشت ايامج فديتج ..


لتجلس بجانبها .. تقدم لها صحن البسكويت وتسكب لها كوب من الشاي .. واذا بتلك العجوز تسألها : شخبار اهلج ؟


ابتسمت وهي تنزل يدها الممسكة بقطعة بسكويت بعد ان قضمت منه قليلا : الحمد لله يدوه كلهم بخير ..


تطمس اصابعها المتجعدة في وعاء الماء .. بعد ان انهت تناول تلك التمرات .. تحمد الله .. وتستند بظهرها على النمرقة المخططة بالابيض والاسود والعنابي .. لتصمت على احاديث الشوق بين تلك الفتاتان .. واذا بها فجأة تعود من جديد تسأل : تزورين امج ؟


تشعر بعدم الارتياح لتلك الاسئلة .. لربما ستصل بها الى اسئلة أخرى .. ابتسمت على مضض واجابت : من زمان ما زرتها .. ما عندنا فرصة نروح نشوفها .. تدرين دراستي وشغل ابوي الله يحفظه ..


" زين زين " رددتها تلك العجوز وهي تسحب عكازها الى جانبها .. وتردف : ابوج بعده فشغلته ؟


تكلمت كنّة وكأنها تريد ان تسكت جدتها بلطف : يدووه باخذ سوسن داخل .. سوالف بنات يعني – لتقف وتمد يدها لسوسن – ياللا قومي ..


وتلك تنظر لهما بطرف عينها .. وسرعان ما اوقعت تلك النمرقة ارضا .. وتمددت مسندة رأسها بها .. وهي تتمتم ببعض الحديث الخافت بينها وبين نفسها ..


دخلتا الغرفة لتستدير لكنة الواقفة عند الباب : عيل امج وين ؟ وشامة وينها ؟ حتى هشول ما اشوفه ..


" استريحي " قالتها لتمشي وتجلس متربعة على سريرها .. وتستطرد : امايه راحت بيت خالتي ام سالم .. تقول من زمان عنها .. ويقولون انها مريضة ..


جلست على طرف السرير : الله يشفيها .. والباقي ؟

- هاشل اكيد فالملعب مع ربعه .. بيتمرغ فالتراب وبيي .. بس يا رب منذر ما يشوفه والا بيسويله سالفة


وقهقهت .. لتتابع الاجابة بعدها .. وتلك صمتت تستمع لها .. تشعر بانها بحاجة للحديث معها .. عن اشياء كثيرة بعيدا عن حياتها الزوجية ومشكلاتها التي بدأت تكبر من بعد ما حدث .. وسوسن كانت نعم الفتاة المنصتة لها . وسرعان ما مر الوقت بين ضحكات على الماضي البعيد .. وذكريات دراسية ممزوجة بالفرح .. وليتطرقن للحديث عن مها بين احاديثهما الشيقة .. لتسأل سوسن : كنه انتي عادي عندج ياخذ مها ..


لما هذا السؤال الذي يخفي بين طياته الكثير .. هزت رأسها بخفة مستنكرة السؤال : وشو فيها مها عشان ما نوافق عليها .. جمال وأدب .. وامي اختارتها على ذوقها .. والصراحة ذوق امي لا يعلى عليه ..


لتغرق في ضحكة قصيرة .. وتصمت وهي تضع كفها على كف سوسن الراقد على السرير بجانبها : سوسن في شيء ؟


رفعت رأسها لتبتسم .. وتهز رأسها بـ لا .. وقبل ان تنطق رن هاتفها .. لتجيب وتقف بعدها : ابويه برع ..


سحبت معصم سوسن تنظر لعقارب ساعتها : اووف ما حسينا بالوقت ..


لتغرق سوسن هذه المرة بالضحك .. وتقف ترتب " شيلتها " وعباءتها التي التصقت من جديد في ذاك الخلخال .. لتزفر لتلك الحالة التي لا تطيقها .. وتنحني تفك طرف عباءتها وهي تردد : مادري شو بلاه اليوم .. مب بالعادة كل شوي يشبكلي عباتي .. والله تقطعت منه .. شوفي ..


ترفع طرف العباءة لكنة .. لتضربها على كتفها : ليش تلبسينه من الاساس .. فوق انه يلفت الناس لج وانتي تمشين .. محد يشوفه اصلا ..


ابتسمت وهي تمشي معها خارجتان من الغرفة : ما رايحه السوق ولا رايحة بيت حد غريب .. ياية بيت اختي .. وقلت البسه ..


-
فديت اختي انا ..


نطقتها وهي تطوق كتفي سوسن بذراعها .. لتقف تلك عند الباب .. تلتفت لكنّة : خلج لا تعبين عمرج .. ادل الطريج .. ياللا مع السلامة ..


وقبلات متبادلة .. ومن ثم تلويح بالاكف .. لتختفي من امامها وتظل في مكانها واقفة .. تاخذها الافكار لايام مضت .. تشتاق لايام المزاح مع صديقاتها .. بل انها تشتاق لايام الدراسة بكل ما فيها .. سبحت في خيالاتها وهي على وقوفها ذاك .. لتفز صارخة حين باغتها من خلفها قائلا : بووووووو


يدها تعانق صدرها الذي بدأ يعلو ويهبط بعنف : الله يغربل بليسك يا منذر ..


ليغرق في ضحكة طويلة وهو يضم بطنه بذراعه .. والاخرى استند بها على جانب الباب .. لتغتاض منه وتضربه على كتفه : هذي سواه تسويها في .. ولو مت ..


من بين ضحكاته: والخيبة .. عاد من ترويعة تموتين ..


خذلتها روحها فلم يدم غضبها الا هنيهة وسرعان ما ضحكت معه : لا تعيدها ..


يقبل رأسها .. ويضع انملة سبابته على ارنبة انفه : ان شاء الله وعلى هالخشم .. شو تبين بعد ..


نظرت اليه متفحصة .. ثوب رمادي بـ"طربوش " قد تدلى على صدره .. و" غترتة " بيضاء لفها بأحكام على رأسه : اووه صاير معرس .. ع وين ؟


نفخ صدره بخيلاء .. وهو يتنحنح : يعني اذا رحت اخطب مرة بيوافقون ..


لتبتسم وكأنها في حلم مما تسمع : من صدقك .. واخيرا طاح اللي فراسك وبتعرس ..


ليعود لقهقهاته ويردف وهو يتعداها خارجا : عشم ابليس .. جابر ياي فالطريج ..


رفعت حاجبها : هذا كله عشان جابر ؟


رجع بخطواته لها ليضع عينيه في عينيها : يهبي الا هو اتعدله .. كنت رايح السوق .. وبعدين غيرت رايي ..


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 05-02-13, 05:28 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,

ليجمعهم لساعات ذاك المجلس .. يتبادلون اطراف الحديث .. وحديث عن ما كان وما قد سيكون من الامر لاحقا .. ليصمت جابر طويلا .. وحديث مقتصر بين منذر وابن اخته شبيب .. ليسأله : الا شبيب ما انت تقول انه كان ع ورق .. عيل من وين يت البنت ؟


ليرفع ذاك رأسه وكأن بذاك السؤال يعيده لما حدث صباحا بينه وبين ليلى .. ليجيب بدلا عن شبيب : ولد عمه حامي ما قدر يمسك نفسه ..


فرد ذراعيه على الكنب " البيج " .. واراح ظهره عليه : الله لا يبلانا ..


ليغرقوا في ضحكات متقطعة .. ويستطرد : لا وبعد تبوني اعرس .. والمصيبة ما طايع ياخذ بشوري


قالها وهو ينظر لشبيب .. ومن ثم نظر لجابر : شوفه وتعلم منه ..


ليحرك جابر رأسه مستنكرا : شو فيني بعد .. منذر خلك بعيد عني .. ما شكيتلك ..


اعتدل : لا وبعد يقول شو فيني .. اقطع ايدي اذا مب مضارب وييا حرمتك .. والدور ع ولد الاخت .. الله يعينكم بس ..


رفع جابر كفيه : يا رب اشوف فيك يوم يا منذر يا ولد ام منذر ..


ليضحكوا على دخول شمسة .. ووقوف ذاك بعد ان رد عليها السلام .. لينحني على كتفها .. يدعي البكاء : لحقي علي يا شمسة .. عيالج يبوني اعرس ..


-
وهم الصادقين .


" ها " قالها بجزع وهو يبتعد : قيتك يا عبد المعين تعين .. لأيتك يا عبد المعين عاوز اللي يعينك ..


ويعودون ليضحكوا وكأن تلك الساعات كانت اجتماع لترويح عن النفوس .. لا ينكرون بان جلستهم تلك ينقصها حارب وينقصها شخصا انتهى عن وجه الارض .. لا يزالون على حالهم بعد ان تركتهم شمسة فهي لا تقوى على مزاح اخيها الذي يثير غضبها احيانا .. حتى ما ان وقف ذاك على الباب ويده اختفت خلفه .. تحلقت الانظار اليه .. وتراحيب منهم ليدخل .. ليبتسم شبيب ويقف : شو بلاك حياك ادخل .. عاش من شافك يا ولد عمي ..


ودنى بخطواته وهو يستطرد : حيالله مطر .. حياك ليش واقف هناك ..


تسمر في مكانه .. لم يجرؤ على التقدم أكثر .. فذاك في وجهه .. والاخر يشتعل غضبا تفجر من مقلتيه .. ليردد بغضب جم : محد بينتقم لخالد منك غيري ..


وقفا بهلع .. ليتقدم جابر بحذر : مطر شو هالرمسة .. نزل المسدس .. عيب ترفعه فويه ولد عمك ..


لم يتحرك ولم تتحرك مقلتيه ابدا : مالك دخل يا جابر .. السالفة بيني وبين شبيب ..


بهدوء كما عُهد منه : تعوذ من الشيطان .. تراك مب بعقلك ..


" خليت العقل لك " .. صرخ بها .. وهو يشيح بنظره لمنذر الذي تحرك .. ليقف بعدها ويعود ذاك يطبق على المسدس بكفيه .. وعينيه في عيني شبيب .. ليردف : ومن وين بينا العقل وانت يالس تعق بلاويك ع ظهر اخوي ..


" مطر" صرخ جابر باسمه وهو يتقدم .. ليصرخ ذاك به : لا تقرب يا جابر .. والا والله انقع فيه الحين ..


" تعوذ من بليس يا مطر ".. قالها منذر وهو يقف في مكانه ليتابع : منو هذا اللي لاعب بعقلك ومشيشنك ع ولد عمك .. انت قدها توطي راس ابوك وتدخل السجن .. قد هالشيء يا مطر .. ما فكرت فابوك وامك ..


لا يهمه اي حديث يقال .. ما يهمه الآن هو ذاك الصامت امامه .. لما لا ينطق .. لما لا يدافع عن نفسه .. لتتسلل اليه رجفة غريبة .. واضطراب من ذاك الصامد وعينيه هادئة .. كأخيه .. الآن فقط يرى بأن تلك النظرة يتقاسمها اولئك الثلاثة .. جميع محاولاتهما بآءت بالفشل .. فهو لا يستمع ابدا الا لحديث نفسه الناقمة على شبيب ..


التفت شبيب نحو جابر الذي يتقدم بخطوات سريعة نحو مطر : عطني اللي فيدك ..


يمد يده وذاك يبتعد خطوات للخلف .. لا يعلم ماذا حدث . . ليدوي صوته في المكان .. ويقع ما في يده وهو ينظر لدماء جابر المنبثقة من ذراعه اليسار .. وكفه اليمنى تردع تلك الدماء دون فائدة .. ليتلعثم وهو يرى شبيب يقترب منه .. ومنذر يخرج من المجلس .. ردد بتوتر : مب قصدي .. مب قصدي .. هو اللي حدني..


ليمسكه من ذراعه يجره ليرميه على الكنب في زاوية المجلس وبعيدا عن الباب : يا ويلك اذا تحركت من هني يا مطر ..


ليسارع الى صاحبه الذي خر على ركبتيه .. واسنانه تدوس على شفته السفلى بقسوة .. والدماء لا تتوقف .. ليجلس ذاك بجانبه : جابر – يلتفت للوراء ليرى اثر الطلقة على الجدار – الحمد لله الا يرح ..

ليشد ذاك من أزر نفسه .. مؤلم ذاك الجرح الذي شق جانب ذراعه .. ليستمع لشبيب الذي انتشل هاتفه وهو ينظر لمطر الخائف : الو .. حارب تعال بسرعة البيت .. جابر منصاب .. واليرح كبير .. بسرعة لا طول ..


على صوت تلك الرصاصة .. خرجن .. ليقابلهن منذر .. وقد علت وجهه ابتسامة .. وهو يرى الخوف على وجوههن .. الجدة المتكأة على عكازتها .. وشمسة التي وقفت في وجهه .. وشامة التي تنظر بخوف من بعيد وهي تشد على كتفي هاشل الذي يحاول الخروج .. وكنة التي تقترب بخطوات متوترة من والدتها .. لتنطق شمسة : شو استوى يا منذر .. هذي رصاصة والا نتوهم .. شبيب فيه شيء ..


صرخ : شوي شوي علي .. حشا .. سؤال ورى سؤال ..


لتصرخ به العجوز وهي تحرك عكازها امامها : مب وقت غشمرتك .. شو اللي استوى ..


تصنع الضحكات ليردف : يالسين نجرب مسدس شبيب .. صارله فترة مركون فالسيارة .. والله انه عارف انكن بتخافن .. والا ما طرشني لكن ..

ليقفز ذاك من بين يدي شقيقته : اريد اشوف ..

ليصرخ به : والله ان شفتك معتب الميلس ما بتشوف خير ..

ليبتعد بخوف يعود الى مكانه : انزين ما بروح لا تعصب ..


نطقت تلك بخوف : انتوا ناويين ع موتي .. مرة انت ومرة شبيب .. عناللاتكم حد يجرب مسدس فالميلس ..


-
دخلن دخلن .. ما فينا الا العافية ..


ليحث خطاه عائدا الى المجلس .. ويكتفين هن بالوقوف دقائق ثم العودة الى الداخل .. ليصل على صوت مطر الواقف في مكانه في الزاوية كطفل عاقبه استاذه : مب قصدي .. شبيب ما بتسجني صح .. انتوا السبب ..


التفت له شبيب ليخيفه بنظرته .. ويعود ليجلس مكانه دون صوت .. فقط يراقب ما يحدث .. ليرفع نظره لمنذر وهو يربط اعلى ذراع جابر بـ" غترته " .. ويشدها بقوة يمنع تدفق الدم اكثر : روح اوقف برع .. من يوصل حارب دخله من الباب اللي ورى ..


" وهذا " .. يشير الى مطر الخائف .. ليجيبه شبيب بصوت عالي وكانه يريد ان يسمع ذاك الخائف : ان تحرك بيشوف شيء عمره ما شافه ..



,,

ارتدى ملابسه بسرعة .. بنطال " جينز " ازرق باهت اللون .. و " بلوزة " سوداء تبعثرت على صدرها كتابات ورسومات متداخلة .. ليسحب حقيبته الطبية بسرعة .. يتأكد مما بها .. ويخرج على عجالة .. لا يعلم كم مخالفة مرورية ارتكب .. فلم يعد عقله يعمل الا على سرعة الوصول .. ليتلقاه منذر قبل ان يصل بسيارته للبوابة .. يدخلان بخطوات مهرولة .. ليسأل حين ولج : شو اللي استوى ..


يترك حقيبته جانبا . يفتحها .. ويعاين الجرح .. يحتاج الى خياطة .. وهناك الكثير من الدماء بحاجة للتعويض .. هدوء تام اجتاح المكان .. ومراقبة من منذر على الباب .. وكأنهم في مهمة عسكرية اعتادوا عليها ..


لم يخفى عليه وجه صديقه الشاحب .. وعيناه الغائرتان .. ينظر اليه وهو يعقد حاجبيه .. دقيق جدا .. تركيزه منصب على الجرح الذي امامه .. حتى حين صرخ جابر متألما .. نطق : مسوي فيها قوي وتتويع من شكة ابره ..


من بين اسنانه نطق : خف ايدك ولا بتويع ..


ضحك شبيب على صراعهما .. ويبتسم هو على تلك الضحكة التي وصلته .. لن ينظر اليه .. بل انه لا يرغب بالنظر اليه .. سينهي عمله وسيغادر .. دون كلمة .. ودون اي حرف .. هو مجروح من شبيب حد النخاع .. يؤلمه وجدا ما حدث .. ويؤلمة أكثر ما عرف .. ليقف شبيب يتقدم من مطر .. يشده من ذراعه ليقف : قوم وياي ..


لينظر بخوف لذاك الحازم معه : بتحبسني ..


بصوت خافت يشوبه الغضب : ما اريد اسمع ولا كلمة .. بتمشي وياي وانت ساكت فاهم ..


يجره معه .. ونظراته على جابر .. وكأنه يطلب منه المساعدة .. ولكن ذاك اكتفى بالنظر قليلا ثم اشاح بوجهه ليقف مع حارب الذي يسنده .. وينطق وهو يساعده على الاستلقاء على " الكنب " الطويل : نزف واايد دم .. محتاي تغذية ..


لينظر الى منذر الواقف بصمت .. يعلم بان هذا الاخر يمقته .. ليبتسم : سويت اللي علي .. دير بالك عليه .. يمكن ترتفع حرارته – التفت لجابر – كنت ببقى وياك لولا اني حاس باني شخص مب مرغوب فيه هني ..


يد جابر تمسك بمعصم حارب الايمن .. وبنبرة متعبة : ايلس .. ما عليك منهم .. ايلس ..




,,

هنا اقف .. وموعدنا باذن الله يوم الخميس ^^

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 09-02-13, 09:12 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,


عالم آخر .. وحديث جسد لا يعلمه حتى صاحب الجسد .. وهدوء غريب يتبعثر في ذاك المكان الذي يقبع فيه منذ البارحة .. لا يزال صوت شمسة الصارخ حين رؤية الدماء يطن في اذنه .. هي تحفظ اخيها جيدا .. لم تنطلي عليها تلك الكلمات والضحكة الماكرة .. لتلج الى المجلس بعد نصف ساعة لتجده مسجى على "الكنب " الطويل .. وتحث الخطى بخوف اليه .. يذكر كلماتها الهجومية عليهم .. وحتى هو لم يسلم منها .. وخوف على شبيب لطالما رافق تلك الام .. وبعدها لا يذكر شيء .. لا يذكر أي شيء ..

عيناه متعبتان ..ولا يرغبان لتلك الجفون ان تبتعد .. او العكس .. ليحاول هو ان يفتح عينيه على حركة احدهم بجانبه .. وابتعاده عنه بعد ملامسة جبينه ..لتتفتح الجفون قليلا جدا .. بالكاد استطاع ان يميز منكبي ذاك الواقف بالبس العسكري .. ليحاول ان يرى اكثر دون فائدة .. ليتمتم : شبيب.


دخل عند الفجر الى قسمه الخاص في الجهة الغربية من المنزل .. ليأخذ حماما ساخنا . ويستعد لاول يوم عمل بعد غياب طال وجدا .. يحث الخطى الى دولابه الخشبي الكبير . وينتشل له ما يلزمه .. منشفة و ملابس داخلية ..ونظره الى ذاك الساكن .. لا يريد ان يزعجه بضجة قد يحدثها .. ويستدير رأسه حيث الاخر .. ينام على الكرسي دون ارتياح .. متعب هو . ولكنه هادئ هدوء الميتين .. اتعبه السهر ليراعي ذاك الجابر الغارق في حمى تسحبه الى قاع الامعقول .. لتبصقه قبيل الفجر من جوفها .. ويغرق ذاك بعدها في خيالات احلامه متناسيا وجع الكرسي لجسده ..


سحب ساقيه بخفة وهدوء .. حتى يستقر بعد دقائق عند سرير النائم .. كفه تقع بهدوء على جبينه .. وتمتمة بالحمد تخرج من بين شفتيه .. ليبتعد ويقف امام المرآة يرتب هندامه .. ويمشط شعره الى الخلف .. واذا بنبرته المتعبة تصل الى اذنيه .. ليمشي اليه .. يبتسم وهو يقف اعلى رأسه : تحلم ؟


قالها لان عينيه مغمضتين .. وانفاس صدره قد باتت مستقرة كـ"نوتة " موسيقية تحمل نغمات متواترة .. وقف قليلا .. لعله يفتح عينيه .. يجيبه .. ويقول مالذي دعاه لذاك النداء الآن .. سحب انفاسه .. ولا يعلم لماذا عينيه تسرقان النظر الى الآخر .. يشتاق لاحاديثه التي انقطعت .. بسبب امر قد قُدر .. هل الاقدار تحكم بنا الى الفراق ونحن في نفس المكان ؟ وتحيل ارواحنا الى انهار شوق تأبى الجريان ؟ ..



غادر المكان بهدوء كما دخل .. وعيون تتبعه دون ان تنظر .. ليتنهد وهو يبتسم .. يجر الغطاء على اكتافه .. لم ينم .. ولم يستطع الا الادعاء في حضرة الصديق والاخ .. والخليل الذي اشتاق الى السمر معه ..


وعيون أخرى قد استرقت العتب .. بعد نطق الشفاة التي تمردت في لحظة رسمت تعابير وجهين .. وحديث قلبين .. اغمض عينيه اللتان لم تنظران الا من خلال فتحة الجفون الصغيرة .. وتنهد .. يكاد يقسم انها كانت هنا .. وعلى شفتيه لا يزال مذاق دمع عينيها .. يكاد يجزم ان يده لا تزال تشعر بكفها الصغير الناعم يشد عليه .. وصوتها يتردد في المكان .. وكلماته المبحوحة من البكاء .. تنطق باسمه مصغرا " جبور " وتتبعها بكلمة " حبيبي " .. هل تلك الحمى ضربت عقله لتحيله الى هلوسة غريبة تطرق ابواب نفسه ؟.. تبا لها احالت جسده القاسي كورقة في مهب الريح ..



دوامة افكاره تلك لم تجعله ينتبه لذاك الصوت المناديا لـ حارب .. ولا خروجه المتوتر من الغرفة .. ها هو يعود بعكس ما ظهر .. حاجباه معقودان .. وافكاره متشتتة .. ليمشي في تلك الصالة مطولا .. ويقع نظره على كتاب اشعار ليبتسم .. كم يعشق الاشعار .. لينحني يلتقطه .. وتزيد ابتسامته .. لا يزال شبيب القاسي محبا لترهات اولئك اصحاب الحرف المنمق كمثله هو .. ليحمله بين كفيه .. يقلب اوراقه .. ليقف حيث اندست قصاصة ورق صغيرة .. لربما كانت من زاوية لورقة قرار ما .. او امتحان ما ..


ليرفع نظره لذاك المستلقي وعلى وجهه ابتسامة حمقاء . ليلعن تلك الحمى التي جعلت من صديقه طفل يهذي في آخر الليل .. ومتيما يلقي بهمهمات عشق في اوج حرارة الجسد .. ليجلس على طرف السرير .. ذاك ليس نائما .. ولكن تلك الحمى استنزفت قوته حتى كاد لا يقوى على الاستيقاظ التام .. بخفوت بعد ان جلس ذاك نطق : حارب .. كم الساعة ؟


ليتشدق ذاك وهو يربت على ذراع جابر اليمين : لو مكانك كنت خست من كثر ما رقدت ..


واتبعها بضحكة استغربها جابر وهو يعقد حاجبيه ويفتح عينيه : لا تقولي صارلي اكثر من يوم .. لاني احس جسمي متكسر .. الا اذا الدكتور حارب فشل فالعلاج ..


وضحك ضحكة قصيرة .. ليرفع ذاك حاجبه : تدري عاد .. لو ما خالتي ام شبيب كان ما يلست ..



ايدعي الغضب كالاطفال الصغار من مداعبة صغيرة منه ؟ ام انه حقا ناقم لما حدث ؟ .. رفع يده ليمسك ذراع حارب المندمج مع تلك الابيات المرصوفة .. ليلتفت له : انتوا مخابيل يا حارب .. وربي مخابيل ..



وصمت .. وذاك تسمرت عينيه على الاحرف السوداء .. وكأنها تاهت هناك .. ايدعوه بالجنون ؟ ايدرك ما يعانيه من جراء ما حدث ليتحامق بذاك القول .. تشدق بابتسامة جانبية ليبعثر الصمت : اقول جابر .. تراك البارحة بس تصاوبت ..


" اعرف " .. قالها وهو يغمض عينيه .. يرغب لذاك الحلم ان يعود .. ان تعود رائحة الخوف عليه في صوتها .. ورجفة اناملها على وجنتيه .. يرغب بان تعود .. ليفتح عينيه بغضب حين نطق ذاك : اسمع شو يقول نزار ..


أهذا وقتك ووقت نزار يا حارب ؟ دعه يعيش لحظات حلم جميل وهو بعيد عنها .. ليقرأ ذاك بصوت شاعر متمكن :



كي أستعيد عافيتي
وعافية كلماتي.
وأخرج من حزام التلوث
الذي يلف قلبي.
فالأرض بدونك
كذبةٌ كبيره..
وتفاحةٌ فاسدة....



ليقف ويكمل جابر بصوت متعب :



حتى أدخل في دين الياسمين
وأدافع عن حضارة الشعر...
وزرقة البحر...
واخضرار الغابات...


اعجبه الامر .. وتابع بعد ان توقف ذاك .. تابع ليتابع ذاك حلم ذكرى .. ونار مشتعلة .. ورمال صفراء اسودت في البعيد .. وكثبان تزاحمت .. وعصا في يد من اندثر .. يقلب الجمر وهو ينطق : احلى شيء ان اجازتنا يت وييا بعض ..


ليرد شبيب : هيه وانت الصادق .. ويا حلاة البر دام فيه الرباعي ..


لتتعارك الضحكات .. تشرخ سكون الصحراء .. ليقرأ وقتها حارب تلك القصيدة .. ذات القصيدة التي يسمعها الآن .. ليرد عليه خالد :



أريد أن أحبك
حتى أطمئن..
لا تزال بخير..
لا تزال بخير..
وأسماك الشعر التي تسبح في دمي
لا تزال بخير...


أريد أن أحبك..
حتى أتخلص من يباسي..
وملوحتي..
وتكلس أصابعي..
وفراشاتي الملونة
وقدرتي على البكاء...



كان يحفظ الاشعار .. يعشقها .. لو قرأت له بيتا أكمل من بعده ابيات من صدره .. التفت لسكون جابر .. وشيء ما سقط على جانب عينه .. أجابر يبكي ؟ هل الاقوياء يبكون ؟ كان يظن بانه الضعيف الوحيد بين الاربعة .. الرقيق الوحيد الذي يدخل مشاعره دائما في كثيرا من الامور.. ابتسم .. وهو يمد يده .. وبظهر اصابعه مسح ما سقط .. ليبتسم جابر : مب عيب اطيح دمعه ع روح خالد ..



يا الله يا جابر كم اني اغبطك في كل شيء .. في كلماتك التي تُخرس اي انسان عن المتابعة .. وفي عشقك الممزوج مع دماءك .. لا تظهر ابدا الا ساعة فقدان وعي .. وفي عنفوانك وقسوتك الحانية .. وهل هناك قسوة حانية يا حارب ؟ سؤال طرحه على نفسه في صمت .. ليقف يترك الكتاب جانبا .. لا داعي لبعثرة حروف اخرى تجر معها دمعة اخرى من رجل كـ جابر .. وقف ليسحب الهواء ويزفره .. اين هي تلك الايام التي كانت .. هل ستعود ؟ هل سيكون لها خط رجعة بدونه .. اجل بدونه هو .. فهو لن يبقى اكثر .. لن يدع الاقدار المرسومة ان تكسره .. بيده ان يقول لا .. وان يبتعد .. فقط يبتعد .. وابتعد عن الصمت .. ليجر ذاك جسده يسنده بظهر السرير .. ويغمض عينيه من جديد .. ليشعر بالضحكات تداعب روحه ويبتسم ..

,,


ارتفعت الضحكات على تلك المتمنعة .. فـ البارحة جاءت الى هنا بعدما وصلها خبر جابر .. وبقيت حتى صباح اليوم .. لتضع تلك الصينية امامها : قومي شليها له ..

- مابي خليه يتأدب ويعرف انه مب ليلى اللي يندس عنها اسرار ..


ارتفع حاجبيها وهي تجلس بجانبها في الصالة الصغيرة : يعني تفهميني انج مب مهتمه . وانتي البارحة صوتج شاق البيت شق .. حتى الشباب استحوا وانتي هاجمه عليه فالحجرة .. زين منهم انهم طلعوا قبل لا ياخذون اثم فيج ..


وكتمت ضحكة .. لتزفر الاخرى وبصوت متعذر : عااد وقتها كنت مصدومة .. بس الحين خلاص – التفتت لكنة وهي تحرك كفها امامها – الظالم سبع سنين يدري ولا يقول .. سبع سنين يا كنه ..


قهقهت تلك ولاول مرة تضحك بهذا الشكل من بعد ما حدث : الله مرة وحده ظالم ..


وعادت تضحك وتلك تغيرت ملامح وجهها وهي تضربها على فخذها : وكيف تبيني اروحله وحروب عنده ؟


تمالكت نفسها لتسيطر على الضحكات التي اتعبتها .. وهي تهز رأسها تحاول ان تنطق ولكن دون جدوى .. فتلك القهقهة عادت اليها .. وكأن بها تحاول ان تعيد كنّة القديمة .. اكملت الضحك ويدها تشير الى النافذة .. لتتحوقل ليلى وهي تقف : حشا الا كلمة وقلتها ..


وتابعت خطواتها بغضب نحو النافذة .. لتزيح الستار وتراه هناك .. يمشي وقد عانق هاتفه اذنه .. وعادت مسرعة تجلس بجانب كنّة : مب رايحة .. خليه يتأدب ..


قامت واقفة بعد نوبة ضحك لا تزال اثارها على عينيها الدامعة .. لتنحني ترفع الصينية عن الارض وتلك تنظر اليها .. وما ان استقامت : فارس بس حمى قتلت عمري عشانه .. وانتي مادري من وين قلبج .. ما اقول الا الله يعينك يا جبور ..


واردفت بضحكة .. جعلت من الاخرى ترمي عليها علبة المناديل لتصيب ظهرها : آآخ ..


زمت شفتيها وهي تستدير : هين يا ليلوه ان ما علمته عليج وع سوالف البارحة ما اكون كنة اخت شبيب ..


لتفتح تلك ثغرها وسرعان ما هرولت خلف تلك التي سبقتها .. لتقف عند عتبة باب القسم .. وتلك قد وصلت عتبة باب الغرفة .. استدارت لها ورفعت حاجبيها مرات متتالية .. وتلك تشتاط غضبا وتتوعدها بكفها ..



بعثرت نظراتها في المكان وهي تخطو نحو السرير .. وذاك يرقبها .. وكأنه ادرك انها تتيقن من عدم وجود ثالث في الغرفة .. ليبتسم : حياج .. حارب طلع وبيروح ..


وضعت الصينية جانبا وجلست .. ترفع كفها لتعانق جبينه .. وتحمد الله على رحيل تلك المتطفلة القاسية .. لتنحني وتهمس في اذنه حديث جعل شفتيه تتمددان وما لبث حتى غرق في ضحكة توازي ضحكاتها السابقة .. جميل جدا حين يضحك .. وعيناه تشعان بفرح غريب .. سعال داهمه بعد تلك القهقهات على من تسكن قلبه .. لينطق : طول الليل وهي تصيح ؟


هزت رأسها .. ليعود يضحك .. وهي تحكي له خوف تلك الممثلة القسوة .. تخبره عن حديثها الخائف لعدة ساعات .. تدرك كم هو يعشقها .. وهي تعشقه حد الانغماس في بحور الحب والعشق .. كما هي العاشقة لفارسها .. كم تشتاق قربه .. لمساته .. وحضنه في لياليها .. تطعمه بيدها كطفل صغير تدللـه والدته .. هل هي بهذا الحنان مع الجميع .. لها من حنان ليلى الكثير .. اخته وزوجته كم هما متشابهتان .. يبتسم لها .. وحنحنة افزعتها .. لتسحب غطاء شعرها عن كتفيها .. تدسه بتوتر .. وترد تحية السلام باضطراب .. لما الاضطراب هكذا من زوج اختها .. الانها تعلم انه ظُلِم .. بعثر كلماته وظهرها له .. ونظراتها لجابر وهي تشد على شفتيها .. بعثرها ناطقا : السمووحة .. بس نسيت السويج (مفتاح السيارة ) ..

ينحني ليلتقطه من على ظهر " الكوميدينة "..ونطق جابر : شو بلاك ؟


لاحظ ارتجاف يده وهو يأخذ ما جاء لاجله .. حتى هي استشعرت نبرته .. اهناك ما يخفيه .. ووالدتها ماذا ارادت منه عند الصباح الباكر .. نظرت اليه لتنطق قبل ان يجيب : حارب امي شو كانت تريد منك ؟


سحب نفسه ماشيا : ولا شيء ..


قالها مبتعدا ليقف عند عتبة الباب وظهره اليهما : كلام عادي من ام حرمتي ..


أي حياة هذه التي سيُرمى اليها .. ماذا بعد اليوم ؟ .. غادر المنزل وفي جعبته حديث صعب من خالته كما ينعتها .. حكم عليه بالكثير .. والحكم القادم قاسي جدا .. ارتسمت على وجهه ملامح السخرية حين نطق " ام حرمتي" .. اي زوجة هذه التي يقصدها .. حين اضحت على شفه ان تقع في قلبه ابتعدت بعقلها الغريب .. ومرضها الجنوني بالتوهم .. والخوف والتقوقع .. أي زوجة هذه يا شبيب التي تكافئ بها صديقك .. او انك لا تعلم من ترهات روحها شيء .. وان كنت تعلم هل سيبقى الصد قاموسا ترتضيه ..



امسكها من يدها سائلا : شو السالفة يا كنّة ؟


ابتسمت : اي سالفة ؟


عيناه لا تختلفان عن عيني شبيب .. لولا انها تعلم بانه اخ بالرضاعة لاقسمت ان لهما منظر الاشقاء واكثر .. بعمق نبرة قال : سالفة شبيب وحارب .. وامج ..


يلاحظ اضطراب انفاسها .. ليردف : مب معقولة ان شبيب ياخذ ع غلطة كلام مثل ما قالي ..


- ما صاير الا كل خير .. بس هم متغيرين عشان قرب العرس .. انت تدري ا...


قاطعتها كفه التي لامست شفتيها .. ليبتسم وهو يشد انفاسه : اذا ما تبين تقولين لا تكذبين ..



,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 09-02-13, 09:15 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

الكذب لنا معه حكايات منذ الصغر .. منذ الخوف من العقاب حتى وان كان لا يذكر .. فتتفوه اللسنتنا بفراغات الحقائق فقط للنجو .. ولِد معنا وسيبقى معنا في كلمات قد توصلنا احيانا للندم .. واحيانا اخرى للنجاة .. وقليلون من يضعونه في رف النسيان حتى لا تتشوه صفائحهم به .. هي تحاول ان تكذب على نفسها .. تخبر نفسها مرارا بانها لا تريد ان تهدم منزلا .. وعقلها يتهادى الى مزعمات والدتها .. فتبتسم وتضحك لذاتها مرددة " الشرع حلل اربع " .. هل نضع الشرع حيث نريد شاهدا .. ونرميه بعيدا حين لا يكون في صف مخططاتنا .. بلعت ريقها وهي تقترب من والدتها الجالسة على الحصير المصنوع من "النايلون" تحت الشمس .. فهي تبحث عن دفئ ابتعد هذا اليوم عن المحيط خلف نسمات هواء ترجف الارض ..

دنت منها تجلس وتسكب لها كوب من الشاي بالحليب .. وتختطف من الكيس قطعة " توست " تقتطع منها وتغمسها في الكوب .. وتبلعها بهدوء .. ووالدتها تبعثر خيوط " البراقع " وتغرس في احدهن الابرة لتعيد ترتيبه بما يتناسب مع وجهها العريض .. وهي في صمت ارجف تلك الهادئة الا من مضغ تلك اللقمة .. لتشرب الشاي بعد ما اضحى بعيدا عن السخونة باميال واميال .. وتردد بعدها : امايه .. خلينا نروح عند ليلى ..


لم ترفع وجهها عن ما في يدها : محد فالبيت ..


ارتبط حاجباها ببعضهما : وشو دراج ؟


وهي على ما هي عليه : البارحة بعد العشا يتهم سيارة .. وحزري( اظن) انها لاخو ام شبيب .. حرمة عمهم الله يرحمه ..


" انزين " .. قالتها وهي تحث والدتها على المتابعة .. لتردف تلك وهي تبعد ما في يدها وتنظف اصابعها من الصبغ البنفسجي الذي سلطه عليهن ذاك البرقع الذهبي : راحت وياهم .. وللحين محد ييا منهم ..


دعكت اطرافها ببعضهن .. وتبلعمت في الحديث : جابر بعد ما رجع من عقب ما طلع امس الظهر ..


ابتسمت تلك : تبينه ؟


زحفت ناحيتها لتمسك كفيها : امايه تقدرين تخلينه ياخذني ..


وكأن ذاك الطلب جاء في وقته .. فهي تسعى لهذا منذ امد .. وها هي ابنتها تسهل عليها الامر .. لتهمس لها بخبث : تسوين اللي اقوله لج .. وهو بيطيح ..


جفلت تلك مبعدة كفيها : لا تقوليلي ادعم فيه .. ترى ذاك اليوم غسل شراعي ..


" لانج غبية " قالتها وهي تقف تحمل ما انهته وتتبعها بكلمة : وخبلة ..



تمشي وتلك تنظر اليها .. وسرعان ما قامت تتبعها .. الى المنزل ومن ثم الى غرفتها .. لتقف عند الباب تنتظر شيء من تلك الداهية .. ظلت واقفة وتلك في صمت مخيف ترتب بعض الملابس في دولابها بعد ان وضعت ما كان في يدها .. زفرت وهي على وقفتها : اوووف .. امايه شو اسوي .. ترا والله اريده ..


" تعالي " نطقتها وهي تمشي خارجة من غرفتها .. وتلك تتبعها كأمعة لا تعرف اي خطوة تخطو .. لتجلس في تلك الصالة وتجلس هي بجانبها بعد ان ربتت بيدها .. وبشوق لما ستنطقه والدتها : هاا امايه .. شو اسوي ؟


قالت وهي تضع كفها على فخذ ابنتها : تتقربين من ليلى .. تصيرين دوم وياها ..


لتصرخ بغباء : امايه وانا شو لي فليلوه .. اقولج اريييييد جابر ..


ضربتها حتى صرخت وهي تضع يدها مكان كف والدتها : يالخبلة .. تبينه صيري دوم فويهه .. ولا بتصيرين الا اذا صارت هي ربيعتج .. فهمتي يالثوله ..


هزت رأسها بغباء .. ونطقت : يعني عشان يشوفني دوم ويحبني وعقبها ياخذني .. صح ؟


تشدقت بفيها : الحمد لله والشكر .. زين انه بعدج عندج عقل .. انتي كل يوم روحيلها تعذري باي شيء .. ملانه ولا عندج حد .. والا انج بروحج فالبيت .. المهم تلقين اي عذر وتروحين عندها .. سولفي وياها تخبريها .. خليها مثل ربيعتج ..



تدس سم التفكير في رأس ابنتها .. حتى ما ان ابتعدت عنها خارجة من المنزل لزيارة لاحدى جاراتها .. اعتزلت هي نفسها في غرفتها .. تبحث عن اعذار من تلك التي وسوست بها والدتها .. لتبتسم ببلاهة وهي تتربع على سريرها .. هي ليست بذاك الجمال الذي يطلبه اي رجل في شريكة حياته .. امتعضت حين قارن عقلها بينها وبين ليلى .. فتلك جميلة مع انها اقصر منها .. وشعرها ناعم جدا بعكس شعرها هي .. وشفتيها على صغرهما الا انهما بارزتان بجمال رائع بعكس شفتيها المختفيتان الا من القليل منهما .. قامت مترجلة عن سريرها .. تنظر الى وجهها في مرآتها .. وتشد خصلة من شعرها : مب حلو مثل شعرها – ابتسمت – لازم اروح الصالون واتعدل ..



رفعت مقلتيها للاعلى وسبابتها على شفتيها .. تدعي التفكير .. واذا بها تعدد : بملس شعري وبصبغه .. وبسوي تنظيف لبشرتي .. و... – نظرت لحاجبيها في المرآة وهي تحرك عليهما سبابتيها – يبالهم تخفيف .. وبصير عقبها حلوة .. واحلى من ليلوه .. وووع ..



,,

احلام نرسمها .. لا نعلم هل ستضعنا يوما على اعتابها .. ونلمسها حقيقة .. ام ستبقى سابحة في ملكوت فكرنا .. جميعنا نحلم وهي ايضا تحلم .. بحياة مختلفة .. بعيدة عن الطمع والاذلال .. بعيدا حيث هي فقط مع ابنتيها .. لا ترغب الا بالحياة الكريمة لهما .. ترفع كفيها في كل ليلة داعية بالفرج .. تشعر بالاختناق حتى انسكاب الدمع .. تبكي خوفا من المجهول الذي ينتظرها .. والايام تجري مسرعة .. كأنها ترغب بوضعها مع مواجهة المصير من جديد .. لاول مرة تتمنى من تلك الاشهر الاربعة ان تطول حد الاربعين واكثر .. تتمنى ان تبقى على ذمته بعد موته .. حتى لا يدنسها رجلا كما اخيها .. تكره التفكير في ذاك الرجل القادم لاجلها .. فهو ليس بالرجل الكبير .. فلما يضع نفسه معها وهي ارملة مرتين .. وليست لوحدها بل معها روحين ..



طوت سجادتها بعد ان اتعبها التفكير في هذا الامر .. تشعر بان عقلها توقف عن الاستيعاب .. ترغب بمواجهة عيد .. لربما يخبرها سر ذاك الرجل .. تنهدت وهي تستغفر ربها .. المكان هادئ جدا .. الا من صوت التلفاز الضاج بحديث " الكرتون" المتحرك على شاشته .. خرجت من غرفتها بعد ان صلت العصر .. لتجد ابنتها مريم جالسة امام التلفاز .. وعيناها تنظران بنهم لتلك الشخوص المتحركة .. تلفتت لعلها تلمح ابنتها الصغرى .. وحين خاب بحثها دنت من مريم : مريوم وين اختج ..


هزت رأسها دون ان تبعد عينيها عن تلك الشاشة : ما اعرف .. يمكن تلعب برع وييا فطوم وحصوه بنات خالوه شيخة..



كم تمقت هذا الاسم .. وتمقت صاحبته المتعجرفة الطماعة .. زفرت وبصوت غاضب اردفت : كم مرة قلت لها لا تلعب وياهن ..


تحدثت تلك وهي لا تزال مندمجة مع ما تشاهد : عادي .. خالوه شيخة محد .. يعني لا تخافين ما بتضربها ..


تمتمت بـ " إن شاء الله " .. لا حول لها ولا قوة .. فهي لا تستطيع الخروج لساحة المنزل الخارجية .. تركت المكان لتنزوي من جديد في غرفتها .. وهي تدعو الله ان يحمي تلك الصغيرة من كل سوء ..


تفترش الارض والهواء البارد الذي تنفثه تلك الثلاجة يلفح وجهها دون اكتراث .. وكفها الصغيرة تنغمس في ذاك الوعاء .. تسحب منه " الشكولاتة " الداكنة .. وتتلذذ به شفتيها .. حتى بات ثغرها وجانبه متسخا .. حتى ملابسها اتسخت .. تعشق الـ" نوتيلا" وجدا .. لم تشعر بتلك الخطوات القادمة الى المطبخ البعيد عن المنزل في احد زوايا ساحته الخارجية ..


كفأر صغير مختبأ .. هكذا كانت تختبأ خلف الباب المفتوح .. لتقف تلك خلفها ولا تزال بعباءتها .. لتنزع عباءتها بحنق : غربلاتج يا بنت خويلد ..


بخوف وقفت حتى وقع ما في يدها وتهشم امامها .. لم تشعر الا بكف تلك تقبض على ملابسها من الخلف تطوحها يمنة ويسرى : انا اشتريه لبناتي وانتي تاكلينه .. مسودة الويه ..


وشتائم قذفها لسانها القذر مع صراخ تلك المذعورة الباكية .. لتضربها مرارا على وجهها وعلى كتفها .. وتشدها بقوة تسحبها من المكان وترميها في ذاك المستودع بجانب المطبخ .. لتقع على الارض .. وسرعان ما غطى الظلام المكان .. لتبكي ويتقطع صوتها منادية والدتها .. ووالدها .. وصوت تلك من خلف الباب : عشان تتعلمين ان السرقة حرام يا بنت خويلد .. اذا امج ما ربتج انا اللي بربيج ..


انتحبت حد تحشرج صوتها الطفولي .. لتشعر ببرودة المكان .. والظلام يخيف مقلتيها الصغيرتان .. لتغمضهما وهي تضم ساقيها الى صدرها .. وشهقات صغيرة تخرج منها ونفسها ينقطع مع كل شهقة .. وتمتمات خافتة منها : ما بسرق .. خالوه فتحي الباب .. ماما ..



لا شيء سوى صوتها يتردد .. تمر الدقائق وهي في مكانها .. تتبعها الساعات لترتجف من البرد .. والظلام الذي صار قاسيا اكثر .. وهناك خرجت تلك بعد ان غابت الشمس .. وعادت ادراجها الى غرفتها حين لم تجد للصغيرة اثرا في تلك الصالة .. لتجلس بجانب ابنتها التي افترشت كتبها تقوم بواجبها المدرسي : مريوم حبيبتي قومي شوفي اختج وين ..


بخوف قالت : ظلام برع .. ما اريد اروح ..


تحتضن كتفيها الصغيرين بكفيها : حبيبتي خالج وحرمته وبناته طلعوا يتعشون برع .. قومي شوفي اختج ... انا ما اقدر اطلع من البيت .. روحي عند اليران (الجيران) ساليهم .. قومي فديتج ..


طوحت برأسها رافضة : ما اقدر .. انتي تقولين اذا طلعنا فالليل بتينا ام الدويس وبتاكلنا ..


نزلت دموعها بضعف لتطأطأ رأسها .. فترفعه تلك بكفها الصغير : امايه لا تصيحين .. خلاص بروح ادورها .. بس انتي لا تصيحين ..


تمتمت : يا رب احفظها .. يا رب احفظهن .. مالهن غيرك يا رب ..


خطواتها الصغيرة المترددة تعبر الطريق الى باب المنزل الخارجي .. وتقف لتنظر للخلف .. لترى ثوب والدتها من خلف الباب .. وصوتها يصل اليها : روحي فديتج .. سأليهم وتعالي ..


لتتابع المسير برعب من " ام الدويس " لعلها تهجم عليها الآن وتاخذها معها .. اختفت عن انظار والدتها .. لتقف تلك : حسبي الله عليك يا عيد .. حسبي الله عليك .. لو فاتح تلفون البيت كان ما طرشتها وهي خايفة .. يا رب .. يا رب تحفظهن ..


لتفتح الباب على مصراعيه حين وصلها صوت صراخ ابنتها الخائفة تهرول برعب : امايه امايه ..


ودموعها تتساقط بخوف على وجنتيها .. لتحتضنها برعب تسلل الى صدرها : شو بلاج ؟ شو بلاج فديتج ..


لتصرخ مرددة : حرامي حرامي ..


لتشد تلك من احتضانها .. لتبقى معها تبكي خوفا على صغيرتها المفقودة .. وضعفا تشعر به يكاد يدمرها .. لا تعلم كم مر من الوقت عليها وهي جالسة تدعو ربها ان يحفظ صغيرتها .. حتى ما سمعت اصواتهم قامت .. تتعثر بخطواتها القلقة .. ومريم اخذها النوم بعد لحظات الخوف التي مرت بها .. وقفت : عيد بنتي مب فالبيت ..


ليشد خطاه ويجلس دون اكتراث .. تتبعه تهزه من ذراعه : اقولك البنت مب فالبيت .. قوم دورها ..


لتتذكر تلك ما اقترفته يداها .وهي تطلب من ابنتيها الذهاب للنوم .. لتنظر اليهما وهي ترمي عباءتها جانبا .. وبصوت متوتر : اكيد مندسه فمكان .. والا وين بتروح – واردفت وهي مدبرة – بروح اسويلي زعتر .. هالاكل ما تقبلته .. كنه الا لحم رجاب ( جمل ) ..


هرولت بخطاها الى حيث موقع جريمتها .. وهي تسمع صراخ شقيقة زوجها عليه .. لتفتح الباب ومن بعده النور .. لتراها متكومة على الارض بين اكياس الارز والطحين .. وانفاسها متقطعة .. وصوت صدرها يضج في ذاك المستودع .. لتحملها بخوف .. وتجري خارجة .. وما ان وصلت حتى وضعتها ارضا لتجري تلك تاخذها في حضنها .. تبكي بخوف : وين لقيتيها ..


بلعت ريقها واجابت : راقدة فالستور (المستودع ) .. قلتلج مندسة فمكان .. شوفي حلجها ويديها ..


وكأنها تريد ان تدس جريمتها بجرم تلك الطفلة المتطفلة على تلك العلبة ..


تحرك كفيها على جهها تمسح الاثار عنه برعب.. لتنطق : عيد الحق البنت بتموت ..



,,

الموت قد يكون بداية لشخصياتنا المخبأة تحت اضلعنا .. او قد يكون نهاية لشخصيتنا الظاهرة للملأ .. منذ يومين وهو مختلف .. يذهب الى مدرسته بهدوء ويعود بهدوء .. لا يغادر المنزل مع صحبه .. حتى وان جاءوا يحثوه للخروج معهم يعتذر .. هناك شيء ما في داخله انتهى .. وشيء آخر ولد في تلك الليلة الظلماء .. التي قاسى منها الكثير .. والده ووالدته لم يسألاه شيئا .. فذاك الشبيب ابلغهما بوجوده معه .. الهذه الدرجة يثقان به .. ولا يسألان عن ابنهما دام شبيب برفقته ؟ .. زفر انفاسه وهو يقلب صفحات كتاب الفيزياء الذي اتعبته مسائله .. الكثير من القوانين التي لا يجيد تطبيقها .. لربما بسبب فكره المحمل بالكثير من الاحاديث المتضاربة .. لانه طالب ذكي .. لن يقف عند احد تلك المسائل هذه المدة الطويلة ..


شبك اصابعه ليسند ذقنه الخشن عليها .. فتلك الشعيرات تحث طريقها للنمو .. تنهد مرات ومرات .. وما حدث في تلك الليلة يؤرقه .. لم يعد الا ليلا في الليلة التي تليها .. فقط لان لديه مدرسة عليه ان يرتادها في اليوم التالي .. والا لم يكن ليعود .. سيطبق عليه ذاك مدة اطول .. نفض رأسه وهو يتذكر كلام كثير قيل من ثغر ذاك ابن العم ..


تنهد من جديد واذا به يلتفت حين فتح الباب .. ودخول شقيقه ذو العشر سنوات الى الداخل .. ظل واقفا عند الباب لينطق : ابويه يباك فالميلس ..



هز رأسه بنعم .. دون ان ينطق .. وعلامات استفهام اخذ يجرها خلفه وهو خارج .. ليسحب الهواء الى رئتيه .. الجو بدا دافئ في عصر هذا اليوم .. لربما سيرحل الشتاء باكرا .. كما رحل بعض ما في نفسه .. ولج ملقيا السلام .. ليقبل رأس والده ويجلس بجانبه .. يبدو غاضبا .. وانعقاد حاجبيه وصمته خير دليل ..



كانت والدته بمعيته .. تتناولت معه القهوة بعد ان صلت العصر وعاد هو من المسجد القريب .. لتنهي فنجانها حينها بحديث قد أرقها الاسبوعين الماضيين : حمد .. دام البنت لخالد خلنا نشوفها .. شو ذنبها المسكينه ..


ليتجهم وجهه : وانتي عادي عندج تربين بنت ما تعرفين امها من وين ..


ابتلعت ريقها وهي تغلق غطاء" الدلة " بعد ان هز هو فنجانه مكتفيا : بس نعرف ابوها ..


- سمعي يا حفصة .. الام ما يندرى عنها وعن اصلها وادبها .. دامها قدرت تلعب بعقل خالد وتاخذه فما منها امان .. ولدج وتعرفينه زين .. ما ينضحك عليه بكلمتين .. ولا هو من الشباب اللي ما يفكرون زين قبل ما يسون شيء ..


- يعني شبيب يكذب ..


- لا .. امها تكذب ..



بعد الصمت الذي طال .. نطق وهو يرى وجه والده : خير يا ابويه .. مبارك يقول انك بغيتني .. آمرني ..


نظر اليه وقد خطت تجاعيد السنون تحت عينيه اخاديد صغيرة .. هو ليس بذاك الكبير .. ولكن وفاة اكبر ابناءه قدمته سنين وسنين .. حتى بات يحمل سنين على سنينه الحقيقية .. تنهد : مطر من يومين وانا اشوفك رديت مطر اللي اعرفه .. ولا خاب ظني فيك .. وادري ان اليوم اللي كان فيه شبيب وياك هو السبب ..


عدل جلسته ليستند بظهره واستطرد : ما بسألك شو ستوى .. وشو اللي خلاك تروحله .. وشو اللي خلاه يبقى وياك يوم كامل ..


ازدرد ريقه .. احس بان والده يعلم بما فعله في تلك الليلة .. ربما ليلى ابلغت عنه بعد ان علمت من زوجها .. وربما ان شبيب هو من اخبره .. طرد تلك الافكار من رأسه .. فشبيب وعده بانه لن يخبر احدا .. كان هادئ جدا وهو يستمع لوالده .. الذي اردف : خل بالك من مبارك وانا ابوك .. الولد متغير وكاره بيت عمك وعيال عمك .. وتعرف منو السبب ورى هالشيء ..


اجل هو وافعاله وحديثه الحانق على شبيب كانوا سببا في زرع الكره في قلب ذاك الصغير .. ابتسم وهو يقف ينحني على رأس والده يقبله : ان شاء الله ..


وبعدها ابتعد .. يعلم بان ليس الامر بتلك السهولة .. تمنى لو يملك جزء بسيطا من شخصية خالد .. او شخصية شبيب .. ما ان ابتعد عن المجلس حتى كان لضيوف قادمون مكانا مع والده .. وحديث كثير يجر معه احداث اكثر ..



,,

جالسة امام التلفاز في الصالة .. تقلب في قنواته دون ان ترسي لها على شيء .. رأته خارجا وهاهي تراه داخلا .. تتغطى عنه .. فلم يعد مطر الصغير الذي تكشف شعرها في حضرته .. ابتسمت وهي ترى عرض ازياء على احدى قنوات الموضة .. وفساتين بيضاء جعلتها ترتحل بينها .. ستكون رائعة بفستان من تلك الفساتين .. بالامس اجرت تحاليلها .. وغدا او بعده ستظهر النتيجة .. وبعدها ان اراد الله ستكون له .. لشبيب الذي لا تكل الالسنة عن مدحه .. حتى خالد حبها القديم كان يمتدحه وجدا .. التفتت لخالتها التي توجه الخادمة باخذ القهوة والفاكهة .. والخبز الذي صنعته للمجلس .. خالتها هادئة من بعد اجتماعها مع بعلها .. وقفت لتجر خطواتها اليها : خالتي .. عمي عنده ضيوف ؟


تنفست وكأن بها خوف من وأد حلم تلك اليتيمة .. تراها فرحة مبتسمة على الدوام .. والآن هناك شيء ما يخبر قلبها بان هذه اليتيمة الواقفة امامها ستجر الى مكان لا تريده .. نطقت وهي تبتعد .. وتلك من خلفها : عمج وعياله هني ..


عمي .. أقالت عمي .. أي عم هذا يا خالتي .. ولما الآن يأتي لزيارة من مكان بعيد .. يبعد كيلومترات طوال .. ؟ ترددت تلك الاسئلة بخوف في صدرها .. لتجلس بسكون في تلك الصالة حيث كانت قبلا .. والاخرى جلست تشاهد مسلسلا ما .. ازدردت ريقها : خالتي ..


التفتت لها .. وسرعان ما عادت تنظر الى تلك الشاشة : خير ..


- اي عم فيهم ..


خوف يعتصر قلبها .. فاذا كان عمها الاكبر فهي في سلام .. لان اكبر ابناءه الذكور اصغر منها بسبع سنوات .. واذا كان الاخر فهنا طامة كُبرى .. نفسها تصرخ بدعوات متلاحقه .. ليس الآن ..وبعد ان بدأ قلبها يضخ حب لذاك الشبيب .. ليس الآن .. بعد ان رسمت احلامها القادمة معه ..



وقف بغضب من بين والده واخيه الاكبر صارخا : هذي مب رمسة يا عمي .. البنت بنت عمي الله يرحمه وانا احق فيها ..


ليمسكه والده من معصمة : ايلس .. السالفة ما بتنحل بالعصبية – ليتوجه بالحديث لـ حمد – شوف يا بو خالد .. البنت مالها الا ولد عمها .. وسلطان يبيها .. وانتوا حتى ما سألتونا قبل لا توافقون .. وهذي مب من شيمنا وانا اخوك .. الحق تشاور عيال عمها اذا يبونها او لا ..



تنهد وبهدوء : اسمعني يا بو عبدالله .. ولدك سلطان ع العين والراس ولا يعيبه شيء .. والبنت ربينها من صغرها .. وسالناكم اذا تبونها .. قلتوا خالتها اقرب لها .. ويدتها ما بتقوى ع تربيتها .. ربيتها وعيال اخواني بحسبة عيال عم لها .. وشبيب ولد عمها دامه ولد اخوي ..


صرخ من جديد : مها ما بتاخذ غيري .. وهذا الكلام ولا عندي زيادة عليه .. وصل هالرمسة لولد اخوك .. خبره ان سلطان يريد بنت عمه وهو اولى فيها ..



الصوت العالي وصل اليهن .. ليقتربن بخطوات وجله من باب المنزل .. لترتجف ومن بين شفتيها تنطق : هذا صوت سلطان – تمسك بكفي خالتها – خالتي الله يخليج ما ابيهم .. ما ابيهم .. الله يسلمج قولي لعمي .. خبريهم ..


دموعها تتسابق على وجنتيها .. وتلك لا تعلم ماذا تفعل .. ما عساها تخبرها ؟ .. فهم باستطاعتهم ان يبعدوا عنها اي رجل ان كان ابن عمها يطلبها .. فهو احق بها من الغريب .. يدها تربت على كتفها : لا تخافين .. عمج شاري شبيب .. واكيد بيقنعهم ..


ابتلعت خوفها وابتعدت مهرولة .. تريد ان تبتعد عن الاصوات تلك .. صوته هو .. قاسي جدا .. ولم تفكر يوما ان تكون له زوجة .. جلست على طرف سريرها بتعب الجري .. انفاسها تتقاذف بلهاث امامها .. تمتمت بينها وبين نفسها : يا رب .. دخيلك تبعده عني .. يا رب لا تخليني ..


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 09-02-13, 09:56 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

الخوف يوصلنا الى افكار وحديث ساذج غير عقلاني .. منذ ايام وهي لم تغادر منزلها .. مريضة بمرض الخوف من القادم لها .. زيارات جاراتها لم تنقطع يوما .. حتى تلك الام الموجوعة لوجع ابنتها جاءتها .. تحكي لها قسوتها على صغيرتها التي مهما كبرت تراها طفلة تحتاجها .. تنهدت وهي ترى فرحتها في زواجها منذ اربع سنوات .. فرحة جدا كانت برغم خوفها يومها .. تنهدت من جديد وكأنها تحاول اخراج سرا مدفونا ارقها طويلا .. رآها فاقترب منها .. يرمي ما على رأسه جانبا على الجلسة الارضية .. ويقبل رأسها متسائلا : اميه اذا تعبانا خليني اوصلج الدختر .. انتي من ذاك اليوم اللي لقيتج تصيحين فيه وانتي مب ع بعضج .. شو اللي مستوي وياج .. حد مزعلج ؟ سامعه كلام كدرج (ازعجكِ) .


اشاحت بوجهها : ما في شيء ..


شيء ما يحثه على السؤال عنها .. يشعر ان ما في والدته يتعلق بها .. فهي من زينها في عقله قديما .. حتى استقرت في اعماق قلبه النابض .. فتاة احبتها والدته حتى احبها هو لذاك الحب .. انزل عينيه وهو جالس على ركبتيه امامها .. وكفاه قد استقرا على فخذيه .. بهدوء نطق : كنه فيها شيء ..


هيج ذاك السؤال براكين تحاول ان تخمدها في صدرها .. لتصرخ به : انت شو بلاك .. ليش ما تنساها .. الحرمة عند ريال وانت تفكر فيها – تشير بيدها للباب – قوم روح ييب حرمتك من عند اهلها .. وخل عنك هالخبال ..


احتقن وجهه بالغضب وهو يضرب بقبضته على صدره : انتي اللي دخلتيها هني .. قلتيلي البنت لك وفارس ما بياخذها .. واشوفه خذها .. خذها وانا بس اتفرج .. والحين تبييني افكر فغيرها .. كيف .. خبريني كيف ..


وقفت وهو لا يزال امامها جالسا : لو انك ريال وكفو ما تخلي حرمة تلعب فيك بهالشكل .. خاف الله فحرمتك وعيالك .. حتى الريق الحلو ما شافته منك .. شو ذنب بنت الناس باللي فعقلك .. خبرني ..


رفع نظره لها : ذنبها انها وافقت تزوجني .. قلت لها القلب غيرها تملكه .. قالت الايام تنسي .. خليها تتريا الايام الين تنسيني ..


التفت للباب حين جاءه صوت ابنته ناطقة" بابا " .. ليبتسم وهو يفتح ذراعيه لتجري وتسقط في صدره .. يرفعها وهو لا يزال على جلسته .. يضحك مع تلك ذات الثلاث سنوات .. يعشقها بقدر عشقه لصاحبة اسمها .. والاخرى وقفت وعلى ذراعيها طفلها ذو السنة من العمر .. سمعته يبوح بحبه .. بحديثه عنها .. هي اخطأت حين ظنت بان قلبه كقلب اي رجل ستنسيه الايام الحب القديم .. ابتسمت .. ونطقت حين رحبت فيها والدته : اخوي يابني .. بنتك من امس تصيح تباك ..


واختفت من المكان .. تحمل اثار عقاب ليس لها اي حق في اخذه .. لتضع طفلها في سريره الكبير .. وتغطيه .. وتتنهد .. تبتعد تخلع عباءتها بهدوء .. وتعلقها على تلك " الشماعة " في ركن غرفتها .. وحديث نفس يضرب فيها : يعني مب قادر تنساها .. لا تنساها بس ع الاقل فكر في .. فعيالك – تشدقت بابتسامة ساخرة – اقصد ولدك .. والا بنتك هي فوقنا كلنا ..



,,

القانون فوق الجميع .. هذا ما تعلموه وهم على مقاعد الدراسة في كلية الشرطة .. وها هم ينفذوه بحذافيره .. انتصب واقفا حين جاءه خبر ما قام به ذاك العائد منذ اربعة ايام الى العمل .. يقولون بانه اعاد التحقيق مع اولئك المجرمون .. وانه سيبدأ بفتح حبال البحث من جديد .. سيعودون ليجرون اولئك الى مقاعد الاسئلة .. والوعيد .. لماذا ؟ .. مشى في ممر المركز ببدلته ونجمتين تتكللان على كلى كتفيه .. يحث الخطى حتى تطرق كفيه باب مكتب ذاك " النقيب " .. ليحيه بالتحية العسكرية ... ويصافحه ومن ثم يجلس .. ليبتسم وهو يرفع نظره عن ملف بين يديه : شو بلاك ملازم سعد ؟


سأله حين ساد الصمت المكان .. ليرد ذاك مستفسرا : الكلام بفتح القضية صح ؟ والا مجرد كلام ؟


ابتسم وهو يغلق ما بين يديه .. ويربع ذراعيه على مكتبه : صح .. في شيء غفلنا عنه .. واريد اتحقق منه .


هز رأسه مستنكرا واردف : شيء مثل شو .. احنا مسكناهم وحققنا وياهم .. هم الثلاثة اللي صار وياهم الاتصال .. وانت والمرحوم خالد عارفين هالشيء ..


تمتم : الله يرحمه ..


واردف : في شخص رابع ما انتبهناله .. ونسيته بس من كم يوم صرت اتذكر شو صار في ذيج الليلة زين .. ولا بيهنالي بال الا وانا ماسكه ..

,,

هـنا اقف .. وموعدنا يتجدد باذن الله يوم الاحد ليلا ^^

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 02:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية