لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-13, 07:35 AM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,





لماذا ؟ اسم استفهام تردد على ذهنه كثيرا وهو يخرج من مكتب رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة .. كان يأمل بوجود دكاترة واساتذة يعرفهم ..درس على ايديهم .. ولكن الاغلبية لم يعودوا هُنا ..




انكمشت ملامح وجهه غيظاً .. فهو لا يطيق ذاك المدير .. حتى الرئيس السابق تم استبداله بأمقت دكتور صادفه في دراسته الجامعية .. " نصر الله " .. اسم على غير مسمى .. كان موعده معه صباح يوم الثلاثاء .. واليوم هو الاربعاء عصرا .. حتى مواعيده لا يهتم بها ذاك الدكتور المتعجرف .. هذا ما كان يجول في نفسه وهو يجر خطاه في ممرات كلية العلوم الانسانية ..






غادر الكلية .. ومن ثم مبنى الجامعة .. كيف يطلب منه ان يُدرس مساقات ليس له علاقة بها ؟ .. وعذره بان القسم يفتقر للعدد المطلوب من الدكاترة لهذا الفصل .. وعليهم ان يتعاونوا .. هو مساق واحد للغة العربية .. وثلاثة أخرى ثقافات عامة .. تنهد وهو خلف مقوده .. حتى ذاك المساق سهل للغاية .. لن يتطلب منه بذل اي جهد يُذكر ..





شعر بوخزات الم في ذراعه اليسرى .. ليحرك انامله ببطيء .. يغلق قبضته ويعيد فتحها .. وحاجبيه قد انعقدا .. ربما الم الاعصاب بسبب حالته النفسية .. كلما زادت عصبيته عاوده الوجع .. ركن سيارته في ساحة المنزل وترجل .. بيده هاتفه .. وعلى كتفه نامت " غترته " .. ولج الى قسمه الصغير .. لينزع " قحفيته " البيضاء عن رأسه راميا بها على السرير ..





ليأتيه صوت من خلفه ملقيا بالتحية .. ليردها دون ان يلتفت .. يبتعد يفتح دولابه ليأخذ له ثوب نوم يرتديه بعد ان رمى بثوبه الذي كان عليه ..ابتسم جابر وهو مستند على جانب الباب مربعا ذراعيه على صدره : زعلان ؟





لا رد من بطي .. سوى حركة قدميه .. ليمر من امامه .. ويجلس في الصالة الصغيرة يفتح التلفاز .. تنهد جابر وظل على وقفته : من ذاك اليوم وانت ما ترمس وياي .. وحتى ما تسلم علي ..




نظره على الشاشة .. وفي يده جهاز التحكم يتجول بين القنوات : يعني شايفها حلوة انك تقلل من قيمتي قدام حرمتك ..




- تسرعت بالكلام .. بس احسن عشان ما تعيد هالسالفة الماسخة مرة ثانية ..




- من اي ناحية ماسخة .. من ناحيتي والا من ناحية خواتك ..




التفت بعد ان اغلق التلفاز .. ينظر في عيني جابر : شايفني ما استاهل وحدة من خواتك .. لهالدرجة طايح من عينك .. واذا ع سالفة الاوراق .. تراها اوراق قديمة .. من قبل ما اسافر وهن فالحجرة .. والغلط منك يوم انك ما حلالك تفتش الا عقب ما رديت من السفر ..





ظل الاخر صامتاً .. وتابع بطي حديثه : مقالات سياسية من ايام الطيش وبدايات الجامعة .. والشلة اللي كنت وياها .. وياي الحين تحاسبني عليها .. يا حضرة النقيب ..





اخيرا تحرك من مكانه ليقترب من شقيقه .. ينحني .. واذا بذاك يبتعد للخلف : ما اريد محبة راس .. تراك مب اول واحد يشوفني من منظار الايام اللي راحت .. بس ليش ما تباني اخذ وحدة من خواتك ؟




جلس على مقربة منه : شكله موعد الشغل ما كان مثل ما تريد ..




- ما عليك من شغلي .. الحمد لله كل شيء تمام .. خبرني ليش مستكثر علي وحدة منهن ؟




سحب انفاسه وزفرهن : شوف يا بطي .. الثنتين ما اظن يفكرن فالعرس الحين .. وانت تريد تعرس بسرعة .. لو تقدمت لوحدة منهن الحين .. يمكن تكون الصداقة اللي بيني وبين شبيب ع المحك .. يمكن يستحن يرفضنك .. بس بعدين شو بيصير .. هذي حياة مب يوم وليله والسلام .. فكر فيها زين .. وفوق هذا انت للحين مب مستقر ..




وقف ليرفع بطي بصره اليه : وتراني بكيفي خليتك تاخذني على قد عقلي ..




نظر الى عينيه واردف : اللي صار وانت مسافر ..




انعقد حاجبي بطي .. وانخفض نظره .. ليكمل جابر : اللي صار بيي يوم واعرفه .. منك او من غيرك ..




وبعدها ابتعد .. خرج من المكان .. ليسحب الاخر انفاسه ويزفرهن صارخا : الله يلعن الشيطان ..





,,



" ما اريد " .. كانت جملة رددتها شفتيها الصغيرتين كثيرا .. لاي طلب تكون تلك الجملة المرتجفة خارجة من ثغرها .. تقف في زاوية الصالة دموعها تتساقط .. وهناك في الزاوية الاخرى اكياس وضعهن مطر وخرج .. كانت فرحة جداً .. تتقافز كفراشة من زهرة الى أخرى .. تشتري جميع ما يعجبها .. لتتفاجأ اخيرا بوقوف السيارة عند منزل ليس بالمنزل الذي تعرفه .. وتحت كلمات كاذبة من حفصة نزلت من السيارة .. اخبرتها بانهم سينظرون الى ما اشترته اولا .. وهاهي الان تقف في تلك الزاوية .. بعد نحيب اتعبها .. وصراخ اعياها .. كُل ما كانت تطلبه هو العودة الى شامة .. ولكن لا من مجيب ..





تجلس مها على ركبتيها قريبا منها : حبيبتي شو رايج ناخذ اللي شريتيه فوق .. ونرتبه فالشنطة الحلوة اللي خذيتيها ..




هزت رأسها : ما اريد ..




تتوالى شهقاتها المتقطعة .. ووجهها غرق بدموعها .. لتتنهد مها بتعب .. منذ فترة وهي تحاول معها دون فائدة .. وخالتها تقف على مقربة منها .. لتنطق : كلثوم .. شو رايج تروحين تلعبي وييا مبارك ..





" ما اريد " .. قالتها واردفت : اريد اروح بيتنا .. ما اريد هني ..




نظرت مها لخالتها : خالتي والله حالتها تقطع القلب ..




" خليها .. شوي شوي بتهدى وبتتعود " .. نطقت بتلك الجملة وخرجت .. كيف ستعتاد .. الجميع حاول معها .. جدها وعميها .. والآن مها .. ولكن دون جدوى .. حتى العشاء لم ترغب بتناوله .. تعبت من الوقوف فجلست القرفصاء .. تربع ذراعيها على ركبتيها .. ان اقترب احدهم منها صرخت باكية .. فليتركوها .. هي لا تعرفهم ..





عند العاشرة تسمرت اقدام على مقربة منها .. لترفع نظرها .. وتلتصق بالجدار : ما احبك .. قلت بتردني بيتنا ..




جلس القرفصاء امامها .. هو من البداية لم يحبذ هذا الفعل : كلثوم .. ترانا نحبج .. ونباج تبقين ويانا .. شرايج اشتريلج عشى من الكفتيريا ؟




وقفت لتدفعه بكفيه .. ليسقط جسده على الارض .. باغتته ناطقة : ما احبك .. ما احبكم ..




وهرولت مبتعدة عن المكان .. لتختبيء اسفل الدرجات .. اما مطر فتنهد وتحوقل .. ومن ثم جر خطاه الى غرفة والديه .. يطرق الباب ويدخل بعد أن أذن له والده .. ليقف : الين متى بتخلوها برع فالصالة ..




" ما قدرنا عليها " .. قالتها والدته واردفت : كل ما قربنا منها صرخت فويوهنا واذا مسكناها عضتنا ..




وقف حمد : خلوها بتهدى .. بتتعب وبترقد وبنشلها فوق عند مها .. ع الاقل تحاول وياها يمكن تحبها مثل ما تحب شامة ..




" بكيفكم " .. قالها مطر وابتعد خارجا .. سيذهب لغرفته وينام .. وليفعلوا هم ما يفعلوه .. وليذوقوا وبال ما اقترفته ايديهم .. لن يضع نفسه في هذه المواقف مجددا .. ووصية شبيب لا يعلم كيف ينفذها وهي تصده بعنف .. فهو في نظرها الخائن .. كثير الكلام قليل الفعل ..





انفاس متعبة .. وكأنها تلج من سم خياط .. وصوت صفير تبكي له القلوب .. وارتفاع صدرها ونزوله بعنف .. جميعها مؤشرات لنوبة قاسية .. وجسدها النحيل المتكور على الارضية الملساء .. يطالب بالنجدة دون صوت ..





نزلت بخطوات هادئة من اعلى .. فلم تستطع النوم وتلك الصغيرة وحدها في الصالة .. وقفت على اعتاب الصالة .. تبعثر انظارها في المكان .. لا يوجد احد .. ربما اخذتها خالتها معها بعد ان تعبت ونامت .. عادت ادراجها .. لتتسمر اقدامها عند اول الدرجات على صوت أنين خافت .. وسرعان ما ظهر امامها الجسد الصغير المتعب .. جلست على ركبتيها .. ترفع رأس كلثم عن الارض .. وتربت على وجنتها المحتقنة بالاحمرار : كلثم .. كلثم ردي علي ..





لتحملها بعدها بجزع .. تضعها في الصالة وتهرول الى غرفتها .. شامة اخبرتها عن ازمات الربو .. وعن بخاخ الدواء .. بعثرت حقيبتها لتخرجه .. وتعود مسرعة للاسف .. تبخ منه مرتان في فمها الصغير .. وانتظرت لبرهة .. ستتحسن .. كانت تكرر تلك الكلمة في خلدها وهي ترقبها .. مرت الدقائق ولا يوجد اي بوادر لتحسنها .. بل ان انفاسها باتت اشد صعوبة .. لتتركها وتجري مهرولة .. تطرق الباب على خالتها وبعلها : خالتي .. خالتي فتحي الباب .. كلثم ما ادري شو بلاها ..




بوجه مفجوع اطلت : شو مستوي ..




وبصوت مرتعب : كلثم .. لقيتها طايحة .. شكلها ازمة ربو ..




تحركت الى الصالة : ما عطيتيها دواها ..




" عطيتها " .. واردفت وهي ترى خالتها تجثو عن جسد الصغيرة : بس ما فادها ..




تشدها الى حضنها .. وتمسح على وجهها : كلثوم حبيبتي ردي علي .. كلثوم فتحي عيونج ..




لتنطق بعدها : يا ويلي البنت ما ترد ..




ليأتيها صوت حمد من الخلف : شو مستوي ..




لتنطق حفصة بخوف : الحق يا حمد .. البنت بتروح منا ..






,,

هُنا أقف . وموعد الزفرة القادمة سأحدده لاحقا باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 14-11-13, 10:25 AM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

اسطوره زمان عن الزفرات واشتقنا لأبطالنا عسى المانع خير

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا   رد مع اقتباس
قديم 04-12-13, 08:04 PM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 255817
المشاركات: 7,589
الجنس أنثى
معدل التقييم: عصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسيعصفورالجنة عضو ماسي
نقاط التقييم: 5974

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عصفورالجنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 
دعوه لزيارة موضوعي

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

 
 

 

عرض البوم صور عصفورالجنة   رد مع اقتباس
قديم 09-12-13, 09:32 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

تفضلوا الزفره الجديده الكاتبة كانت عندها ظروف والليلة تم تنزيل الزفره الجديده









,,


الهواء مُثقل حتى وكأن ذراته تحمل اوزان على اوزانها .. لا نسمات هواء .. فقط السكون المطبق على كل شيء .. الا الشارع الضاج بحركة السيارات واصوات ابواق الانزعاج .. لم يبقى الا بضع ايام وسيغادر هذا المكان .. ويلفه هواء بلد آخر .. خطى ماراً ببوابة المحل .. وبيده كيس يحوي على بعض ما اقتناه آنفاً .. لفحته حرارة الجو بخلاف التكييف الذي كان فيه لساعة مضت .. وما هي الا دقائق حتى عاد الهواء البارد يلفه وهو قابعا خلف مقود سيارته ..


مبتسماً .. وروحه فرحة .. لم يكن يدرك بان الابتسامة ستذروها رياح المصادفة .. والفرحة ستقتلها كلمات لاحقة .. عجلات سيارته تغير مسارها الى احد المقاهي المفتوحة القريبة من سكنه .. يرغب بفنجان من شاي " الكرك " .. هذا ما جال في فكره في هذه الساعة من الليل ..





وهناك كانت آذآن تسترق السمع على حديث دائر بين مجموعة شباب تحولقوا على احدى الطاولات .. موليهم ظهره .. ووجهه لصاحبه الجالس قبالته .. لا يعي مما يتفوه به شيئا .. فحواسه قد صُبت في الخلف .. وكلمات تداولت الحديث عن محبوبة الروح .. وبعض الضحكات .. ومن ثم صوت احدهم : والله الوالده ما عندها سالفة .. يعني ما حلت فعينها الا وحدة كانت ماخذه اخوها .. اعوذ بالله .. ما اتخيل عمري اخذ وحدة معاشرنها اخـ.....




سقوط الكرسي واندفاع الرجل الصامت على غيظ ليمسك بتلابيب ذاك المتحدث قطع مواصلة الحديث .. وبصوته الخانق ينفذ حرارة انفاسه في وجهه : ياللي ما تستحي اللي تتكلم عنها اشرف منك ومن طوايفك ..



هرج ومرج .. وايدي تمسك سالم تشده للخلف واخرى تمسك الاخر تبعده عن البركان المتفجر .. وصراخ من احدهم بان يهدأوا .. كل ذاك كان في لحظة دخول حارب .. الذي اندفع ليكف الايدي عن المشاجرة .. ومن ثم ينحني يلتقط " غترة " سالم الساقطة على الارض .. ويعانق بكفه ذراعه : امشي ..




هو لا يعرفه الا معرفة سطحية .. يذكره حين بداية الشباب وانتهاء الصبا .. جار شبيب بعد عدة جيران قرباء .. سحبه معه للخارج متناسيا ما ادخله هذا المكان .. ليقف معه بالقرب من سيارته .. هو من امامه والسيارة من خلفه .. يصرخ بغيض وهو ينتزع " غترته " من يد حارب الممدودة : كان خليتني اكسر راسه اللي ما يستحي .. ايبون سيرتها وسيرة فارس وكنهم داريين انهم اخوان قبل لا ياخذون بعض .. تفوو




بصق غيظه جانبا مستطردا : صايرين مثل الحريم برمستهم .. وهي اشرف منهم ومن اهلهم ..




صمت يستمع للكلمات المحتقنة .. يستشف منها امورا جمة .. هل سالم عاشق لها ؟ ام انها نخوة فقط ؟ .. انتهى الحديث الساخط ليبتعد ذاك ولا يزال في جوفه شيء من غضب .. وبقي الاخر واقفا وفي نفسه شيء من عجب .. لترتسم ابتسامة خافتة على شفتيه .. وبعدها يغادر .. يسوده السكون والوجوم .. يتخذ طريقا غير طريق منزله .. تتوقف العجلات عند منزل صاحبه .. وبصره يخطف النظر الى الساعة الرقمية في لوح سيارته .. الساعة تقارب العاشرة .. اية زيارة قام بها في هذا الوقت المتأخر ؟! .. انكب على ذراعيه المتربعان على المقود .. يشعر بان هناك غصة داهمته ولم يحسب لها حساب .




أين أنت عن صاحبك يا حارب ؟ . كان دوما يقف بجانبك .. وانت لم تذكره الا في ساعة جدال عنه .. وهناك في صدري نارا متأججة .. اشعر بقلبي يحترق حد الانصهار دماً .. ويلاه هل القرب منها كَـ جحيم لا يذر اخضرا ولا يابساً .. عندها كانت جميع مشاعري تتراقص .. والآن اشعر بأن ساعة الوقت تحجرت .. ومشاعري تجمدت .. اشعر وكأني في كبسولة محكمة الاغلاق .. تسبح في الفضاء .. لا تطال الارض وليس لها في القمر هُدى ..





تنهد وهو يرفع جبينه على صوت نقر خفيف على زجاج سيارته .. لينزل الزجاج ويظهر له من كان يؤنب الروح لاجله .. يترجل ويصافحه ويحيه بالتحية الاماراتية .. وسؤال عن الحال يتلوه ذاك بصخب الكلام : بلاك يالس فسيارتك .. حياك داخل .. بعدنا ما رقدنا ..




ينطق وهناك ضحكات تتراقص في عينيه .. هل هو فارس الذي اسودت الحياة امامه منذ اسابيع خلت .. حتى خُيل له ان لا مفر الا الموت ؟ .. يبدو مختلفاً .. هل يمثل السعادة ليوهم الاخرين بان لا شيء يدعو للجزع .. لم يشعر بنفسه الا وهو يمشي من خلفه وكفه التحمت بأصابع فارس .. يشده وهو يثرثر بعتب .. يذكر الغياب .. فاين حارب من فارس في الايام الماضية .. ابتسم وهو يجلس مسنداً ظهره بالنمرقة .. رافعا وجهه لفارس .. ناطقا قبل مغادرته : انت بخير ؟




أي سؤال احمق تسأله يا حارب .. الا ترى بِأني أحاول التأقلم مع الحياة الجديدة .. أني بخير وإني أرى الحياة مختلفة عن ذي قبل ..




-
بخير والحمد لله .. ما نشكي باس ..



اجاب وابتعد ليعود بعد دقائق يحمل صينية في جعبتها عشاء .. يضعه امامه ناطقاً : ياللا سم ..تعشى وياي ..




تمتد الايدي تقتطع من الخبز .. وتلوك الافواه لُقيمات دون ان يزعزعها صوت .. هدوء غريب طرح باسداله عليهما .. يتناولان الطعام وكأنهما مجبران .. لينفض بعد حين حارب كفيه مكتفيا : الحمد لله ..




ليتبسم الاخر مُنهياً لِما في يده .. ليحمل الصينية بعدها ويترك المكان .. لا شيء سوى التحركات ذهابا وعودة .. ليسحب حارب انفاسه ويقذفهن دون رحمه .. يعاود الكرة بعد حين ليسقط فعله في آذان فارس العائد بصينية اصغر عن سابقتها تحوي " دلة " الشاي والكؤوس .. يحرر كفيه منها .. ويسكب لذاك العاقد حاجبيه ويمد له ما في يده : شو بلاك ؟ مستوي شيء .. مب عوايدك .. من اول ما شفتك قدام الباب وانا حاس ان وراك سالفة ..




ينظر اليه يرتشف من كأسه بصمت .. ليردف : عندك اخبار مب زينة عن شبيب وكنة ؟ ..



ارتفعت انظاره لوجه فارس القلِق .. ليستطرد بهدوء حَذِر : كنه فيها شيء ؟




ما بال اسمكِ يتردد عليّ وجداً ؟ .. يخنقني ما آل اليه مصيركِ .. هل تستحقين ان تَلوك الافواه سيرتك دون حدود ؟ ويتضاحك الشباب على احاديث امهاتهم .. يرشحنكِ لتكوني زوجة لهم .. وذاك الاخر يحتقن غضبا .. هل لكِ عشاق لا اعلمهم .. عشاق غير هذا القابع امامي ؟




اعاده من شروده صوت فارس : حارب اكلمك .. شبلاك مسهي .. خبرني مستوي شيء ؟ .. انت فيك شيء ؟




من جديد عب الهواء في رئتيه .. تاركا الكأس الصغير على الصينية : من شوي صارت ضرابة .. سالم متضارب وييا واحد من الشباب ..




" وليش ؟ " سؤال تردد حارب في الاجابة عليه .. لينطق أخيرا : يايبين سيرة كنة .. ولا عيبه وقام يتضارب وياهم ..




تعانق حاجبيه .. لينطق بسخط : وبأي حق يدخل عمره فهالسالفة .. لو هو ريال ما بدال ما يكحلها يعميها .. الحين بدال ما تكون السيرة بين كم واحد بتصير ع كل لسان ..




نطق حين رأى نظرات حارب إليه : لا اطالعني جذي .. هيه بعدني احبها واحب لها كل خير .. انا ريال ما بينقص مني كلام الناس شيء .. بس هي بنت وكلام الناس له دور واايد فحياتها .. ومالهم اي حق ايبون طاريها بالشين ..




ترتسم ملامح حنين مُحرم على وجه فارس الساخط .. حنين بخلاف الحنين الذي يسوق حارب منذ سنوات طوال .. الصمت في هذه الليلة يستحل الدقائق بنهم .. لا يختفي حتى يعود من جديد .. جاعلا للانفاس صوت كصوت نواقيس الخوف .. كصوت ارتعاد الروح .. ابتسم رافعاً كفه لِسقطها على كتف فارس .. ليرفع الاخر وجهه .. تنحل العقدة بين حاجبيه رويدا .. ويبتسم .. اتسعت ابتسامة حارب لينطق : ربي يعوضكم خير .




" آمين " .. نطقها مقتضبة .. ووقف لوقوف حارب .. اسرار مختبأة خلف صدريهما .. يمشيان باحاديث بسيطة عن موعد السفر القريب .. والابتعاد من جديد خلف عُذر الدراسة .. هل هو مجرد عذر يا حارب ؟ كان سؤال يتردد كثيرا على عقل فارس .. رفع كفه ملقيا التحية على ذاك الذي انطلق بسيارته حتى توارى عن الانظار ..


شد على شفته السفلى .. وانفاسه لخروجها ودخولها صوت واضح .. اغلق عينيه متحوقلا .. لا بد للحياة ان تمضي .. ولا بد لجراح القدر ان تندمل .. خطواته تنم عن عقل شارد خلف حديث ماض .. ليتخطى العتبة القصيرة مولجا جسده الى منزله الكئيب .. او هكذا يراه .. تلوح له والدته المستلقية على الارض وقد اسندت رأسها بإحدى النمارق .. وعلى اليمين منها شقيقتيه ظاهر عليهما الاندماج وكأن مُقلِهما ستخرج من محاجرها لتلتصق بشاشة التلفاز ..



" هند " ناداها وهو لا يزال في مكانه واقفا .. لتلتفت اليه لبرهة وتعود انظارها سريعا مشدوهة للتلفاز .. استطرد : قومي رقدي بسج سهر .. بييج دوام ولازم تتعودي ترقدي من وقت وتقومي من وقت .



-
بس شوي .


جواب قصير وصمت.. ليتنهد وينطق : ما بتفيدج هالافلام فشيء .. قومي .





عناد من قِبلها ومحاولة لا تفتر من قبله .. لتزفر انفاسها بغيض بعد ان قامت والدتها صارخة بها : سمعي كلام اخوج ولا تراددين .. قومي رقدي .





" اووووف " قالتها واقفة لتتبعها بثرثرة حانقة .. وخطوات قاسية غاضبة .. اما الاخرى فكانت تسمع ولا تسمع .. وانظارها لم تترك الشاشة .. يصل اليها صوت والدتها السائلة عن عُمر : اخوك بعده مايا ؟





" لا " قالها وقبل ان يدبر اذا بصوت والدته يناديه .. يقترب منها يساعدها على الوقوف : تعال ابا ارمسك فسالفة .





تنسحب ذرات الهواء رافعة صدره .. وكأن به أدرك الامر المطلوب فيه في هذه الساعة .. مشى من خلفها حتى ما رآها تستقر على طرف سريرها أغلق الباب من خلفه وظل في مكانه .. تداعب شفتيه ابتسامة خفيفة لا تكادُ تَبين .. تنهدت : الين متى هالحال يا فارس .. اخوك راح يشوف سعيد خال حرمته عشان يردها البيت .. وانت متى بتتحرك وترد حرمتك .. ترى العدة الا كم شهر ما بتبقالك دووم ..





راوده سؤال غريب " هل الجُبن والشجاعة يجتمعان؟ " .. فكيف لجبانة مثل سلوى أن تتمرد بتلك الطريقة .. لا تراعي حلال ولا حرام .. والآن تصمت مدعية إن ما فعله اجحاف في حقها تحت وطأة الصدمة التي هشمته ولم يكن يعلم حينها ان باستطاعته ان يجمع الشظايا ويعيد الصاق ذاته من جديد .. يستمع للحديث على لسان والدته : مستحية من امها .. كل يوم والثاني متصلة تسأل عنك ومتى بترد بنتها .. يا ولدي الظليمة مب زينه .. وانت يوم طلقتها ما كنت فعقلك ..





اتعبته تلك الكلمات المعادة .. تلوكها الالسن احيانا .. وتقذفها الاعين احيانا اخر .. ليس بظالم ، ولم يكن بمجنون حين اعتق رقبته من تلك المرأة التي لم يستطع ان يقحمها الى صدره .. وان حاول كانت هي تدفع به للوراء ليعود اميال .. يراها صغيرة .. كنقطة في زاوية ورقة .. لن تكبر . ولم ترد ان تكبر في عينيه .. فلما هو يكبرها لعيون الغير ؟..





تثرثر على مسامعه حتى اتضح الامتعاظ على ملامح وجهه .. لتنطق : ما عايبنك كلامي ؟ .. اخوك تحرك ولا خلاهم ع ما يبون .. وانت بعد من باكر تروح ترد حرمتك وتسكت امها ... والله اللي صار ما مخليني ارفع راسي قدام حد .





اسقط تنهيدة صغيرة .. ليغلق اجفانه بعدها يرغب بالهدوء قبل الرد على والدته .. فتح عينيه ليتنهد من جديد : رفعي راسج ياميه .. ولدج ما اذنب .. ولا ارتكب حرام .. ولا مشى فطريق الشين عشان تستحين ترفعين راسج .. يوم انه قتل وانحبس رفعتي راسج وقلتي ولدي ما غلط والغلط من الغير .. وارد الحين اقول كلامج لج .. ولدج ما غلط يا ام فارس .. ما غلط .. وسلوى مالها عندي مكان .. وعُمر رايد حرمته وسعالها وربي يوفقه .. وفارس لا تغصبونه .. دخيل ربكم لا تجبروني ع شيء ما اريده ..






,,


تحركت بخطوات خفيفة .. تقترب من الاصوات المنبعثة من الصالة .. حتى ما بدا لها الحديث واضحا جلست على ثالث درجة من أعلى .. اجبرت نفسها على التنصت فقط لتعلم الى أين سيؤول مصيرها .. يصلها صوت والدتها الغاضب : اللي سويته عشان بناتي يا سعيد .. ما اريد يقولون عن سلوى مطلقة وهي فالعمر .. ولا بتنازل عن رايي .. يريد حرمته يخلي اخوه ياخذ حرمته بعد .





اشاحت بوجهها عن وجه شقيقها المتحوقل .. مسح على لحيته الطويلة مطالبا بالصبرفي حضرة إمرأة فقدت عقلها ولم تعد ترى الصواب من الخطأ .. زفر بقوة وبشيء من الحدة تكلم : يا ام سيف اللي تسوينه غلط .. بدال ما بتصير عندج وحدة مطلقة بيصيرن ثنتين .





اسقطت كفها على فيها تمنع شهقة كادت ان تفضحها .. لتتغورق عيناها بالدموع .. هي لا ترغب الانفصال .. لا ترغب بما ترغب به شقيقتها .. نزل دمعها بهوادة .. ولا زالت تحاول ترهف السمع للحديث .. حنق والدتها لحديث خالها .. ومن ثم اضحى الحديث خافت لا يُسمع .. مسحت وجهها وانحنت بجذعها لعلها تلتقط شيء .. لكن لا شيء سوى تمتمات بعيدة .. فقررت انهاء التجسس .. لتقف على ساقين لا تعلم لما تسلل اليهما التعب حتى باتتا لا تقويان على رفعها .. تحاملت على نفسها مستندة بـ " الدرابزين " لتخطو بثقل .. تلج الى غرفتها بوهن غريب وتترك جسدها يسقط في احضان سريرها ..





تسمع رنين هاتفها .. وتعلم أن المتصل ما هو الا بعلها .. لا ترغب بالرد .. ولا ترغب بأي شيء في هذه اللحظة .. غيرت اتجاه جسدها حتى صار ظهرها لباب غرفتها .. وما هي الا دقائق حتى احست بجسد يجلس على طرف سريرها .. سكوت وسكون أحال ضربات قلبها الى وجع يفتك بصدرها .. اغمضت عينيها بقسوة لعلها والدتها ستخبرها بان لا رجعة الى حياة عُمر ..





" تحبينه ؟ " سؤال اسقطته سلوى على مسامعها .. وابعدت به هواجس روحها الخانقة .. لتفتح عينيها .. وتدس كفيها اسفل رأسها .. وتشد بساقيها إليها ...




اجابت وهي على حالها من الاستلقاء : السالفة مب سالفة حب .. بس ما اريد اكون مطلقة .. كل بنت تحلم تكون اسرة وعمرها ما حلمت تهدم وتكسر بيتها ..




-
انزين انتي ليش متضايقة ؟


-
امي بتنهي حياتي عشانج .. لانج ما عرفتي تحافظين ع بيتج .. لان الفرصة يتج وانتي رفستيها ..



قامت من مرقدها صارخة : تظنين الخمة اللي تعرفينه بيسعدج ..





فجأة تسمرت الانظار على الباب الذي فُتح .. يدها لا تزال ممسكة بمقبض الباب .. وانظارها ابتعدت عن سمية لوجه سلوى .. هل سمعت الجملة الاخيرة ؟ .. لما وجهها واجما بهذا الشكل ؟ اسئلة كثيرة جابت عقلي الفتاتين .. والصمت القاتل يُؤجج الهلع فيهما .. لتقف سلوى بهدوء : امايه ...




قبل ان تكُمل : سلوى .. خليني وييا اختج بروحنا .




تقدمت لتجلس حيث كانت تجلس ابنتها .. وقبل ان تنطق امسكت سمية بكفي والدتها تقبلهما : امايه الله يخليج لا تضيعين حياتي عشان سلووه .. لا تربطينا فبعض بهالشكل الله يخليج .




زمت شفتيها لتطلق بعدها سؤال اسكت سمية لما يقارب الدقيقة : كيف حياتج وياه ؟





في سرها حمدت الله كثيرا إن والدتها لم تلتقط حديثها مع شقيقتها آنفا .. مسحت عينيها بظاهر كفها واتبعت فعلها بأن أنحنت جانبا تلتقط من علبة المناديل منديلين ورقيين تمسح بهما أنفها وباقي دموعها .. حين طال صمتها قالت تلك : ما رديتي علي ؟





ازدردت ريقها واخفضت بصرها الى حجرها : الحمد لله .. تمام .. ما فيوم كدرني او ضايقني .. حتى امه وخواته طيوبات ..





وقفت بعد ذاك الجواب لترتفع انظار سمية لها .. وتزداد ابتسامتها مع تقاذف الكلمات من فيه أُمها : باكر بيي ياخذج .. يهزي عمرج .


,,

يُــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 09-12-13, 09:33 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,



أتضحك الحياة في وجوه البعض بمقابل العبوس في وجوه أخرين .. وتبهت بين الابتسامة والسخط في نفوس أخرى .. تهيم ضائعة بين حاضرها ومستقبلها .. متناسية الماضي القارع ابواب روحها بين الحين والحين .. روحها الموجوعة بسبب الغياب الا مبرر .. بسبب القول الغير مكتمل .. قالت ستتواصل معها بعد رمضان .. وذهب رمضان يلملم الغفران .. وتبعه العيد .. وعيد آخر يلوح في الطريق .. ولا خبر منها ولا أمر أكيد .. تمشي بمعية خالها .. بهويدة تنزل الدرجات القليلة في مدخل تلك البناية المكتنفة لعيادة تلك المختفية .. أرادت الاطمئنان وجاءها الجواب .. الباب مغلق منذ أجل ليس بقريب ..



ركبا ليأتيها صوته وهو يحرك سيارته للابتعاد عن المكان : انزين المفروض تحولج لدكتورة ثانية .. مب جذي تروح لا حس ولا خبر .


" أنا ما بغيت " .. وبعدها صمتت .. وصمت هو للحظات .. واذا به ينطق كاسرا السكون : بوصلج المستشفى وبروح .. عندي شغل .. من اخلص بخطف عليج .



بعد دقائق كانت تتخطى بوابة المستشفى داخلة .. ويدها قد اندست في حقيبتها لتخرج هاتفها .. وسرعان ما استقامت وهي تضع الهاتف على أذنها : هلا مهوي .. هيه وصلت .. عند الاستقبال ... اوك اترياج .


لاحت لها من بعيد كعادتها سافرة الوجه .. تقترب منها ترحب بها وتمسك بكفها تمشي معها : اخبارها الحين ؟


سؤال طرحته شامة وهي تسير بمعية مها .. لتجيبها الاخيرة : راقدة .. والاكسجين مب طايعين ياخذونه عنها .. يقولون الازمة كانت قوية .. غير هذا عند الفير صابتها حمى ..


ولجتا الى الغرفة .. ليظهر لها الجسد الصغير على السرير الابيض ذو الجوانب المعدنية .. انحنت تقبل جبينها وتمسح على رأسها .. ليأتيها صوت مها : الله يسامحهم .. قلت لهم ردوها .. قالوا بتتعود .


ابتسمت شامة : قدر الله وما شاء فعل ..


" تعالي " .. قالتها مها وهي تمسك بيد شامة تجرها معها الى الكنب الجلدي المتواجد في تلك الغرفة .. لتجلسا وتبادرها سائلة : متى بترد كنة ؟


-
اليوم .. قالوا بيصلون اليمعة فالحرم وبيردون .. افكر فيها وايد .. حياتها انعفست بين يوم وليله .


كانت تستمع لحديث شامة بشيء من الشرود حتى ما سألتها قائلة : عمي وحرمة عمي وين ؟


لتنفجر ضاحكة وسرعان ما كتمت ضحكاتها بكفها خوفا من استيقاظ كلثم : الدختور عطاهم محاضرة طويلة عريضة اليوم عشان حالة كلثم .. خالتي يت هني معصبة وقالت – تقلد خالتها – هذا اللي ناقص بعد يعلمونا شو الصح وشو الغلط .. عيال بعدهم ما طلعوا من البيضة خذوا الشهادة وشافوا اعمارهم الفاهمين وبس ..



ضحكتا سوية وبين الفينة والاخرى تنسرق انظار شامة ناحية كلثم الغارقة في سبات عميق .. لا صوت من تلك الزاوية الا صوت ذاك الجهاز النافث بانفاسه في انفاسها .. تنوعت الاحاديث بينهما .. وهدوء داعب الاجواء بعد حين ربما لم يعد هناك شيء يُحكى .. وربما هناك الكثير تحاول الالسن ان تلقيه ولا تقوى .. وقفت مها : بروح اييبلي عصير .. ايبلج وياي ؟


هزت رأسها بلا .. وعادت لتغرق في شرودها .. لم تدرك الوقت .. ومتى عادت مها لتمد لها بعلبة عصير : اندوج ؟



اخذته متبسمة وشاكرة .. لتلتفت الى مها الرامية بجسدها بجانبها مع تنهيدة عقيمة .. لتنظر اليها ترتشف من علبتها .. ومن ثم تستقر بين كفيها قريبا من ركبتيها .. وضعت العصير جانبا : مها انتي بخير ؟


لربما الحديث الوحيد الذي لما تطرقان له هو حالهما .. وذاك السؤال لطالما كان جوابه كاذبا .. ولكن اليوم لا ترغب بالكذب .. لا ترغب بالهرب مما يجول في نفسها ويؤرق روحها .. كللت وجهها ابتسامة صغيرة .. وتمركز نظرها على كفيها المحتويان لتلك العلبة الباردة : ما اعرف شو اقولج شيوم .. ما صرت اثق بحد من عقب اللي صار من سوسن .



سحبت الاخرى انفاسها : من يوم ما شفتها وياج فالجامعة وانا مستغربة .. ما حسيت فيوم انج ترابعين بنت مثلها .. مب قصدي انها مب مواطنة .. قصدي انها غير .. جريئة .. ما تستحي .. ولا عندها خوف من ربها ..



نظرت لشامة بابتسامة ساخرة قائلة : ما كانت تهمني المظاهر .. هي تقربت مني وانا فتحت لها الباب .. والحين حتى نفسي مب قادرة اقولها شو في .. مب قادرة اثق حتى فعمري .. اخاف ان صارحت نفسي يخوني لساني واقول للغير واندم . صايرة سطحية .. من يومين حسيت اني مها القديمة .. قدرت ارد شخصيتي واثبت نفسي .. حسيت بنشوة النصر على سلطان ..


قطبت شامة حاجبيها : ما فهمت ؟


قذفت بتنهيدة قوية .. تركت معها العلبة جانبا وتربعت جالسة على الكنب .. ووجهها لشامة : كان يريد العرس بهالاسبوعين .. اصريت انه يكون عقب العيد .. مادري شو صار له وتخلى عن عناده ووافق .. وغير رايه عشان الملكة .. وخلاها بعد اسبوع عقب ما كان مصر انها تكون فيوم العرس ..



" حلو " .. قالتها شامة بفرح واردفت : الملكة بتقربكم من بعض اكثر .. وبتعرفينه اكثر مهوي .. الله يسعدج .


توشحتها ابتسامة باردة وكأن الفرح لا يرغب بدخول زواياها : خايفة .. احس عمري ضايعة .. مرة اريد هالشيء ومره ما اريده .. ما اعرف سلطان كيف يفكر .


التفتت لشامة : نظراته لي تخوفني .. يمكن هذي نظرته .. بس مرات احسها بس لي هالنظره ..



" كيف يعني ؟ " .. سؤال طُرح دون ان تقابله أي أجابة .. كـ أسئلة كثيرة تمر باحثة عن جواب يروي جفافها فلا تجد .. ليستا بذاك القرب الموصل الى حدود بعيدة في البوح .. ليست شامة كـ ليلى بالنسبة لمها مؤخرا .. وليست مها كشخص تستطيع ان تبوح له شامة دون قيد ..


طرقات خفيفة على الباب اجبرت شامة على اسدال طرف " شيلتها " على وجهها .. اما مها فاكتفت بترتيب " شيلتها" على رأسها .. أختلاف كبير في الالتزام بين الاثنتين .. دخل بطوله الفارع تتسابق من خلفه خطوات الممرضة القصيرة وجدا بالنسبة له .. القى التحية بخفوت دون النظر الى القابعتين متسربلتان بالسواد ... حتى ما اتخذ من جانب السرير موقفا أنحنى .. يدس سماعته من تحت قميصها لتلامس برودتها صدرها العاري .. يبتسم ويقطب جبينه تارة .. وينفث انفاسه بحنق تارة أخرى .. ليأمر تلك الممرضة بعدها بأن تنزع الكمامة عنها .. وتضع مصلا آخر تدس به دواء يعيد اليها عافيتها .


وقف ناظرا اليهما ومن ثم سائلا : من المسؤول عن البنت الحين ؟


سؤال غريب جعل منهما ينظران الى بعضهما بشيء من عدم الاستيعاب .. لتقف مها وتقف من بعدها شامة .. وتنطق متسائلة : ما فهمت قصدك ؟


ابتعدت انظاره الى كلثم : اللي اعرفه انها فبيت شبيب من عقب وفاة ابوها .. وتفاجأت ببو خالد يقول انهم خذوها عندهم .. وعقب كلامي وياه .. واللي ما عيبه قال نشوف اللي فمصلحة البنت .


" انا المسؤولة " .. قالتها شامة بشيء من ثقة .. لتنظر لها مها وبهمس : انتي شو تقولين ؟


-
أنتي أخت شبيب صح ؟


لم ينسها .. ولم تنبس هي ببنت شفة .. واكتفى هو بتلك الجملة المستفسرة .. وخرج بعدها ..




,,


الغياب عن ارض اشبعتنا .. واحتوتنا .. وافرحتنا واحزنتنا كالصيام الطويل ينتظر موعد افطار يُروى به العطش .. وهما يتوقان لوضع اقدامهما على تراب الارض .. تراب الوطن بعد غياب اسبوع .. تضرب عقليهما افكار مختلفة .. افكارها يكتنفها الخوف والتوتر .. وكيف هي الايام القادمة .. وافكاره يرتادها الندم .. ولوم يساوره لنفسه ..



وقف ينتظر مرور حقيبتيهما .. وهي مشت مبتعدة حيث مقاعد الانتظار .. تنظر اليه يرفع هاتفه من بعد اتصال .. ومن ثم يدسه في جيبه وينحني يرفع حقيبتها ومن ثم حقيبته .. ويجر احداهما خلفه والاخرى يحملها بيده .. حتى ما وصل عندها قبع ناطقا : منذر مقبوض فالشغل ما يقدر يطلع .. وجابر مغلق فونه .. بنرد فتكسي ..


وقبل ان ينتصب واقفا رن هاتفه من جديد .. ليبتسم لصاحب الاتصال : هلا والله .. وعليكم السلام .. ربي يسلمك ... من ربع ساعة ... ما بكلف عليك فهالوقت المتأخر التكاسي موجودات ..



يسند هاتفه بكتفه ويجر حذائه من تحت سريره منحنيا يرتديه : لا تقول هالرمسه تراني ازعل منك .. ياللا مسافة الطريق واكون عندكم ..



دس هاتفه في جيب بنطاله .. لتطاله هالة من الوجع .. وصوت يأن في داخله بخلاف الضحكات المتخلل حديثه مع شبيب آنفا .. مشى بخطواته يختطف مفتاح سيارته من على الـ " كوميدينة " وينطلق خارجا .. ينادي بصوته على عبد الغفور .. ليأتيه مهرولا وطرف جلبابه الواسع في قبضة يده : خير يا بيه ؟


-
انا طالع .. لا تسكر الباب يوم ارد بسكره .. وارقد وسكر عليك حجرتك .



ليبتعد بعدها بسيارته .. تلوح له الساعة الرقمية فيها على اعتاب الحادية عشر .. ربما تلك الساعة خاطئة .. لينظر الى ساعة معصمة ويجدها متقدمة الاخرى ببضع دقائق .. يشعر بعظامه تتأوه .. منذ لقاءه بفارس وهو لم يطعم النوم الا سويعات تأرقهما كوابيس خانقة ..



آآه من وجع استحلني بين يوم وليلة .. ويزيد غرس انيابه في جسدي البالي بالعشق .. أأنا مجنون هوى حتى بتُ اراها في الوجوه .. حتى أُضحي اسمع اسمها مع الاحاديث الخافتة .. كيف لي أن أعيش وهي الهواء لي .. وهي الداء وهي الدواء .. اتتلذين بقتلي دون ان تعلمي إني لكِ مغرم .. بل ان شغاف قلبي تناديكِ .. أنتِ فقط ..



يعاتب نفسه على حب استحلها في اول الشباب .. واخمده سنوات .. وكلما اخمده زاد عصياناً وتمردا .. حتى ايقن بانه اضعف من ذبابة في هواها .. اوقف السيارة ساحبا انفاسه ليرتدي ثوب الفرح .. ملتقطا هاتفه من جانبه .. يتصل بـ شبيب يخبره بانه في الانتظار ..



الرياح في هذه الليلة عاتية .. قاسية تضرب المارة دون هوادة .. ينظر لتلك الاجنبية الممسكة قبعتها بيد .. وبالاخرى تحاول ردع فستانها عن الطيران حتى لا تنكشف .. تبسم وهو يرى طفل صغير التصق بوالده ينتظران سيارة أجرة .. وتجول انظاره بين القادمين الباحثين عن وسائل نقل ترحمهم من غضب الريح .



تسمرت انظاره هُناك .. على وجهها المنكشف في غفلة منها .. ليداهمها الهواء مبعدا طرف " شيلتها " حاسرا وجهها .. لم تتغير .. بل انها صارت اشهى عن ذي قبل .. انعم وأرق واجمل .. خالجه فرح ممتزج بحزن قاتم .. هل ستكون له ؟



عاد من احلامه على صوت شبيب الذي فتح الباب لشقيقته قبل ان يفتح الباب لنفسه .. ناطقا بالتحية قبل الصعود .. ومن ثم : انزين انزل ساعدني .. ما فتحت الدبه وخلاص ..



قهقه على عتب شبيب واجابه وهو يصافحه ومن ثم يحيه بالتحية الاماراتية : المهب برع مخبله فالناس .. وما حبيت انزل وتخبلبي ..


واردف وهو ينظر لشبيب ينزع " غترته " عن رأسه : الحمد لله ع السلامة .. نورت لبلاد بردتكم .


-
شو دراك إنا فالمطار ؟


تحرك بسيارته : خالك ما يقصر .. وعاني من رقادي يقولي قوم شبيب فالمطار ومحد فاضيله غيرك .. الغبي حاقد علي ما اعرف ليش ؟



ارتفع حاجب شبيب لكلام حارب .. الذي اكمل حديثه : وليش ما اتصلت عليّ وخبرتني .. مب انا ربيعك .. والا ما تعتبرني من اهلك .


بين العتب والتبرير صدح سُعال عقيم من كنة القابعة في الخلف ينطقان سوية : حلال .


زادت نوبة السعال حتى ظنت بانها ستختنق .. لتحرر وجهها من الغطاء منحنية للامام .. تلصق جبينها بالكرسي الامامي .. واذا به ينتشل قنينة الماء من جانبه يمدها لها : شربي ..


ليأتيه صوت شبيب : شارب منها ؟


-
هيه .. لا تخاف ما في شيء .. لا مريض ولا شيء .


ترددت بالشرب منها .. حتى ما شعرت بان ذاك السعال لن يعتقها .. سمت بالله وتجرعت الماء منها .. مع انها لا تحب الشرب من بعد احد .. الا من كان بعلا لها .. تهادى السكون اليهم .. ليتنهد شبيب مرخيا راسه على الكرسي .. يسترق النظر للجالس بجواره .. شاردا بعيدا ..



مجنون انت يا حارب .. وجنونك حكم عليك بالضياع بين ماضي وحاضر .. ارى وجع في عينيك الشاردة .. وارى مشنقة علقتها للفرح في داخلك .. كُلما اراد النهوض هددته بها .. أولست قاسيا يا حارب .. لتضع قلبك اسفل قدمك وتدوس عليه دون رحمة .


قطع حديث نفسه محادثا شقيقته : كنة انتي بخير ؟


لتجيب بخفوت : بخير ..


أوصلهما واعتذر عن الدخول .. ناظرا إليها تشق طريقها فتتلقفها والدتها تضمها الى صدرها .. تخفيها عنه خلف اسوار المنزل .. تدارك نفسه ليتحرك بعد ان وضع الحقيبة على الارض : الحمد لله ع السلامة مرة ثانية .



مودعا شبيب .. مستقلا سيارته .. وعينا صاحبه تراقبه حتى اختفى .. ليشد بكفه على جبينه ماسحا بها وجهه .. وضاربا بقبضتها على المقود صارخا : غبي .




اعترافاتي تؤرقني يا شبيب .. تلك الاعترافات الخرقاء في ساعة استسلام ..هل ستأخذها على محمل الجد .. ام ستطمسها في عمق اللامبالاة . حارب يتجنب النظر إليك بسببها .. إني احترق بسبب ورقة بلهاء ارسلتها لك .. وهل كنتُ لاعلم الغيب آنذآك .. أعذرني يا صديقي على وقاحتي .. على حبي لها .. وعلى عدم اعترافي الا متأخراً .



,,

" تعالوا .. تعالوا " .. رددتها تلك العجوز وهي تفتح ذراعيها لهما .. لتنسل كنة من بين ذراعي والدتها وترمي بنفسها في احضان جدتها : تو ما نور البيت ..



ترددت ضحكاته وهو يقبل رأسها المخضب بالحناء : وافديت هالريحة ياميه .



" الحمد لله ع السلامة " نطقتها شامة وهي تلج الى الصالة لتقبل شقيقها ومن ثم شقيقتها .. فرح تسور المنزل في هذه الليلة لتنسكب الدموع من المُقل .. تلفت : عيل هاشل وين ؟


" راقد " .. قالتها والدته واردفت وهي تجلس بجواره : وراه مدرسة .. بالمحايل الين رقد ..


تدس نفسها في صدر جدتها .. حتى استغربوا فعلها .. لتنطق والدتها بوجل : كنة شو بلاج ؟


ما إن وصل السؤال اسماعها .. حتى صدرت منها شهقة تدل على غرقها في البكاء .. ترتفع يده لتمسح على رأسها : بسم الله عليج .. شو صارلج فجأة .



" خلوها " .. قالتها العجوز وهي تبعد يده عن رأس حفيدتها .. لتردف : كنة بترقد وياي الليلة .. قومي فديتج .


التصقت بجسد جدتها حتى ثقُل على تلك العجوز السير .. وما إن أغلقت الباب من خلفهما حتى انتحبت الاخرى متشبثة من جديد بجسد العجوز : شبلاج .. بسم الله عليج ..


لترد باختناق : ما اعرف شو بلاني اول ما دخلت البيت حسيت بخنقة .. كانه حد يخنقني ..


ارتفعت ليبان لـ هداية وجه حفيدتها المحمر والغارق في الدمع .. لتمسح وجنتيها بيدها الحرة تباعا : تعوذي من الشيطان .. وقومي توضي وصليلج ركعتين ..



الاختناق استحل بذاك الهارب حتى أحاله الى مجنون فعلي .. يقف في حديقة منزله .. كفزاعة لا يتحرك فيها الا القماش .. تعصف به الريح لتتخبط خصل شعره على وجهه مرارا .. به بركان من غضب .. ليتحرك اخيرا .. يخطو نحو لوح من خشب مرميا باهمال .. يلتقطه بيده .. ليجرم بالجرار الخمس المزينة لمدخل منزله .. يحطمها دون هوادة .. يضربها يمنة ويسرى .. ويقع عليها مهشما .. يصرخ من بين ضرباته .. يهين نفسه .. ينعت روحه بالغباء ..


ليأتيه صوت ذاك الخائف من وراءه : يا بيه استهدي بالله ..



ليرمي ما في يده بعيدا .. يقترب من عبد الغفور المرتعب من حاله الغريبة ..يضع كفيه على كتفي ذاك الرجل .. ويحدق في وجهه .. صامتا .. ليتسآءل عبد الغفور : في ايه ؟ ..



تشدق مبتسما .. ليبتعد بعدها .. ناطقا وقد دس كفيه في جيب بنطاله : انا مسافر باكر يا عبد الغفور .. ودير بالك ع البيت .




,,

يُــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 09:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية