لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-13, 07:46 PM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

هذا كلام الكاتبة

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Anaat Al R7eel مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عشان ما اتعبكم فالدخول اليومي لرواية ..
بخبركم ان الزفرة 31 .. ان شاء الله بتنزل يوم الاثنين بالليل ..

الوقت ما بقدر احدده .. لان يمكن الظروف تعاكسني فأتأخر ..

انتظروني |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 27-08-13, 08:13 PM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257230
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: قليله بوح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قليله بوح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

السلام عليكم طولتي حييل انتي قلتي لينزل الاثنين واليوم الثلاثاء

 
 

 

عرض البوم صور قليله بوح   رد مع اقتباس
قديم 27-08-13, 08:25 PM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

اعتذر على التأخير بس البارت اليوم نزلته الكاتبة

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 27-08-13, 08:27 PM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,


تتلاعب به الاقدار كيف تشاء .. وهو ليس عليه سوى التأرجح .. يقبع خلف مقود سيارته تتآكله المخاوف .. يزفر بسبب الازدحام يوم خميس .. وكأن الناس لا تخرج الا في هذا اليوم وفي هذه الساعة المشؤومة .. كان صوته متعبا .. شعر به .. ليس شبيب القوي الذي يعرفه .. هل يعقل بان تلك اصابها مكروه ؟ .. نفض رأسه من تلك الفكرة السوداوية التي طرقت عقله .. وانامله امتقع لونها جراء الشد القاسي على المقود .. لا يتحركون .. وكأن من تحت عجلاتهم بيض يخشون ان يتهشم ..




بوق صدح من خلفه .. ليصرخ وكأن ذاك سيسمعه .. ومشيرا بيده للامام بغضب : ما تشوف .. والا تباني ادعمهم ..




ومن ثم استغفر ربه وهو يتنهد .. ليس بالشخص العصبي .. ولكن انقطاع الحديث من بعد تلك الجملة القصيرة اصابه بهلع لا مثيل له .. كره وجوده في ذاك الفندق البعيد .. لو إنه في منزله لكان الان في منزل صاحبه .. قال له بصوت متعب " الحقني " ومن ثم صمت .. حتى ان صراخه عليه ليجيبه ذهب ادراج الرياح .. يغلق الخط ويعاود الاتصال لكن لا من مجيب .. ماذا حدث ؟




في خضم قلقه اخذ يعد ايام فرحه .. لا يعلم كيف يبعد توتره .. فامسى يتذكر لحظات السعادة .. يذكر فرحته حين اختارته والدته ليختار اسما لشقيقته الجديدة .. فكان " رنا " اختياره .. ليضحك الجميع عليه حين نطق بانه اسم يحبه لشخصية كرتونية .. كان مجيء تلك الباكية ليل نهار عيدا .. يتزاحمون للعناية بها .. ورويدا رويدا اختفى الاهتمام الا قليلا .. ويذكر ان يوم نجاحه في الابتدائي ليكون على عتبات المرحلة الاعدادية عيدا اخر .. حين فاجأة والده بلعبة الكترونية كانت يومها في مقام " البلايستيشن" الحالية .. " الفاملي " بالعابها البسيطة .. واشرطتها ذات الثمن البخس مقارنة بالاخرى ذات الابعاد الثلاثية .. ضحك وهو يتذكر تسمرهم بالساعات الطوال امام شاشة التلفاز واللعب .. هو وشبيب وكثيرا ما ينضم لهما خالد .. اما جابر فكان بعيدا عنهم لا يأتي الا في الاجازات .. ويذكر غضب والده منهم حتى عمد الى كسرها ذات يوم ..

كانوا يمنعون عن انفسهم الطعام ليدخروا النقود لشراء شريط العاب قد رأوه في ذاك الدكان القريب .. لم يدركوا الا بعد حين ان ذاك الهندي كان يخدعهم حين يخبرهم بان ما لديه اصلي وثمنه اعلى بقليل عن ما كانوا يشترونه ..




تحرك وهو يبعد تلك الافكار .. هل تستكثر الحياة عليه الفرح ؟ .. فما يلبث حتى يختفي .. استغفر ربه مرارا .. هو من يضع نفسه في دائرة الغضب .. لعل الامر ابسط مما يتصور .. ربما وقع هاتفه وتحطم .. او هو من حطمه .. لانه اظهر نفسه الضعيفة لحارب الضعيف ؟ .. تشدق بضحكة ساخرة .. وسرعان ما قطب حاجبيه .. لا ليس شبيب من يفعل ذلك .. ليضغط على " البنزين " منطلقا بسرعة حين فُتح الطريق امامه اخيرا ..


,,



حين تحتضر الانفاس في صمت المكان نرغب بافراغ ما يعتلج بداخلنا .. وهو كان بداخله الشيء الكثير .. لم يدخل جوفه الا الماء منذُ الامس .. وهاهي الشمس تودع يوما آخر .. كُلما فرش سجادته للصلاة استشعر الرهبة .. يرفع كفيه للدعاء لها ولذاك الذي لا يعلم عنه شيء الا انه غادر المستشفى عند الظهر كما اخبره منذر .. وايضا يدعو لنفسه ليمده الله بالقوة الكافية ..

قبل صلاة المغرب خرج متوضيء ليجلس بتعب على طرف سريره .. وانفاسه متعبة .. يشعر بأن لا طاقة له .. استنفدت جميعها .. يرغب بالخروج والصلاة في المسجد لكنه يشعر بالخوف .. يشعر بانه ان غاب لربما يُفجع .. قد تحاول تلك شيء فتبيد نفسها .. وخاله يفضل الهرب كعادته .. لا يستطيع الاعتماد عليه .. هو في المنزل ولكن لا يشعر بالراحة ..




اسقط رأسه بين كفيه .. هل امسى على حافة الجنون ؟ .. لاول مرة يحتاج للبوح .. للكلام حتى تنفد الحروف منه .. به رغبة بالصراخ .. يحتاج للجري اميالا طوال .. لعل الجري الذي يحبه يريحه .. يحتاج لوجود شخص بجانبه .. كـ جابر مثلا .. نفض رأسه فلا يستطيع ان يدخل جابر من جديد في معمعة ما يكتنفه .. يكفيه ما حدث من عمهما حمد .. يكفي ان خالد جرهما الى امور ارهقتهما وجدا ..



تنهد ليرفع رأسه ويقع بصره على هاتفه المندس بين قنينة العطر وعلبة المناديل .. على طاولة " التسريحة " .. سحب انفاسه واقفا .. يختطفه ويعود يقبع على طرف السرير .. لا يعلم لماذا تخطى الحروف ليطبع حرف الحاء .. ويترك الاسماء ليتأمل " حارب " .. ظل ينظر ثواني .. يحاكي اربعة احرف امام ناظريه ..




لاول مرة يدرك ان الاربعة اجتمعوا باربعة .. وانهم اجتمعوا بالمد .. وهو الوحيد الذي اختلف بمد الياء عنهم .. هل تختلف الارواح كاختلاف الاسماء .. هل يسكنه كبرياء مختلف .. ووجع مختلف .. ؟ .. خالد .. جابر .. حارب .. وهو شبيب بالياء ..




ابتسم ابتسامة صغيرة .. صغيرة وجدا بالكاد تحركت لها شفتيه .. ما بال عقله يأخذه الى مكان مختلف . هل هو على مشارف الجنون حقا ؟ يعيد التساؤل ذاك مرارا .. حتى ما ضغط الاخضر واردف الهاتف على اذنه نطق مقاطعا لذاك الذي تشع من نبرته سعادة ما : حارب .. الحقني ..




لتتهادى يده نازلة عن اذنه .. وهو يلمح ذاك الجسد الواقف عند بابه .. يبكي .. هاشل يبكي .. ترك الهاتف على السرير ليسوقه الجزع واقفا امام النحيل .. يمسك ذراعيه : شو بلاك ؟



الخوف فقط ما تسربل اليه من ملامح شقيقه .. لينطق ذاك بخفوت .. يرفع ذراعه ماسحا وجهه .. وكأنه يقول بانه رجل لن يبكي : امي تصيح ..



ليشير بذراعه للخلف : سمعتها تصيح ورى البيت .. امي شو فيها ؟..




" ما فيها شيء .. ما فيها شيء " .. قالها له ليبتعد بخطاه .. وكأنه يخبر نفسه بان لا داعي للخوف .. لا يوجد شيء يستحق الخوف .. ولا داعي للضعف .. هو يستطيع ان يمسك بزمام الامور .. يستطيع ان يكون العون للجميع .. لاخوته ولوالدته ولجدته ولكلثم الصغيرة .. يستطيع ان يقف دائما على قدميه حتى وان كان داخله روح مهشمة تنتظر اكف تجمع بعثرتها .. يستطيع ويستطيع .. متناسي كُل شيء من خلفه .. ذاك الصارخ بجزع عبر الاثير في هاتفه المُلقى حيثُ كان .. متناسي انه كان بحاجة للبوح وللصراخ .. فقط الان ما يراه هو انه كان قاسي دون ان يدرك ذلك .. قاسي لدرجة انسكاب دمع امه في الخفاء ..




قبل ساعات طوال على الغداء كانت المتعة مغتصبة .. ومد الايدي بالاكراه لصحن الارز يشوبه سكون ما .. الا من بعض المناوشات بين هاشل وكلثم .. وزجر من شمسة ان يصمتا ويأكلان دون صوت .. تجلس على يمينها شامة وعلى يمين شامة منذر .. تراهما يلتقمان الطعام مجبرين .. ربما بسبب الجوع .. ولكن النفوس تغص بلوعة مُرة .. اما هي فمدت كفها بضع مرات لتقبض لقيمات بالكاد استصاغتهن .. المكان ينقصه شبيب .. متوجعة لوجعه .. تعلم انه مع شقيقته يجبرها على الطعام كما اجبرها قبلا على الافطار .. ويناولها بعده الدواء ..



التفتت تتربص بالممر .. تأخر وهي ترغب بان تدعوه للاكل من جديد .. لا يحادثها .. بل انه لا ينظر اليها ...تحلقت الانظار لها حين وقفت تحمد ربها على نعمه .. لتجر خطاها بعد ان غسلت كفيها الى حيث ابنيها .. لا تستطيع ان تلومهما على الوجع المستوطنهما .. ولكن هي ايضا بحاجة لمن يخبرها بان الامور ستكون بخير ..


وقفت بهدوء وصوته يصل اليها .. هاديء ويجبر تلك على ابتلاع دواءها : خذي دواج ..



كانت تمد كفها المرتعشة له .. وبسرعة خاطفة ترمي الحبتان الى فيها .. لتعانق كفيها الباردة كفه المطوقة لكأس الماء البارد .. يشعر بان جسدها يرتجف .. لادنى امر تغرق عينيها بالدموع وترتجف شفتيها دون ان تنطق بحرف .. ابعد الماء ليبتسم في وجهها ناطقا : كنه ..




لم ترفع نظرها اليه .. لا ترغب سوى بالهرب عن الوجوه .. حتى وجهه لا ترغب بالنظر فيه .. استطرد ويده تشد على انامل كفها اليسرى : ربج قال .. ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة .. الحياة بتمشي .. وحياتج بتمشي .. ما بتوقف ع شيء صار ولا لج يد فيه .. قولي الحمد لله ..




انهى حديثه لينحني يقبل جانب جبينها .. وبعدها يقف للمغادرة .. رفع نظره لوالدته الواقفة بجوار الباب ولم ينبس ببنت شفه .. مر من امامها طالبا ملاذه .. غرفته التي لا يخرج منها الا لغرفة كنة .. شعرت بقلبها ينقبض فحاله لا تسر .. لتستدير وتلج غرفة ابنتها .. ما ان اقتربت منادية باسمها .. حتى تدثرت تلك بغطاءها .. مولية والدتها ظهرها ..




أوجعوها بقسوة .. اخطأت ولكن الا تستحق الصفح وقبول الاعذار .. لينهكها الالم حد الاختناق من حال آل اليه ابنيها .. لتقبع خلف المنزل على المساحة المرصوفة المرتفة عن الارض ببضع " سانتيمترات " وتسكب الدمع .. يتخلله نشيج وأنين مضني .. ليلتقط هاشل الاصوات المتضاربة والمكتومة .. ويجري مسرعا لشبيب .. يدرك بان شقيقته لن تعود لمنزل فارس بعد اليوم .. اخبره بذلك خاله بعد الحاح منه لمعرفة ما يحدث .. ليصرخ ويهيج متوعدا لفارس .. طفل يرى الجميع مذنب الا اهله ..




خطواته تهرول ليقف على تكومها هناك .. تغطي وجهها بكفيها وتبكي .. ليعاود المشي مسرعا .. يقع امامها على ركبتيه .. يبعد كفيها : يالغالية شو بلاج ؟




إلا دموعكِ يا أمي لا اقواها .. لا تغتالي قلبي بعد الاغتيال مرات ومرات .. أنظري إليّ .. حادثيني .. اصفعيني ان كان صفعي يسكن الدمع فلا ينسكب .. لا تتأوهي .. فالآه نصل سام من فيكِ ..




سحبت انفاسها بشهقة قتلته .. لتنطق : شو اللي تبونه وبيريحكم .. قولولي شو اللي تبونه وبسويه لكم .. لو موتي بيريحكم عساني الموت ..



ترك رسغيها ليحني رأسها يلثمه : عسى عمرج طويل .. لا تقولين هالكلام ..



ابعدته عنها : تلوموني ليش سكتت .. تلوموني وانا يومها ما كنت داريه منو اصدق .. ابوكم والا كلام ام سالم .. تلوموني لاني خليت كلام ابوكم فوق اي كلام .. والحين تتصددون عني .. ولا كأني مويوعه من اللي صار .. هي ما تبي شوفتي وانت ما تبي لسانك يكلمني .. ليتني مت ولا شفت قلوبكم السوده .. ليتني مت و ..



بلوعة وهو يعود يمسك رسغيها : دخيلج ياميه لا تقولين هالكلام ..



يشد بكفيها على وجهه .. يضرب بهما وجنتيه : ضربيني .. استاهل الضرب .. ضربيني ..



لتسحب كفيها منه بعنف : ياولدي لا تلوموني ..



انامله تقع على وجهها تمسح دمع انهكه هو قبل ان ينهكها .. ليسحب رأسها اليه .. يقبله وجدا .. قبلات كثيرة تناثرت .. ورائحة الحناء المخضبة له منذ ايام لا يزال يشمها .. وطلب بالسماح يردده وجدا .. ليصدح صوت الاذان يجبره ان يبتعد عنها قليلا .. ويبتسم : سامحيني يالغالية .. بس اللي صار للحين كاتم علي .. وكنه لا تلومينها مويوعه وويعها كبير .. يبالها وقت عشان تبرا .. قومي .. مب زينه يلستنا هني ..




يطبب جروح الغير ويخمد جراح روحه .. ليقبع بعد دقائق على سجادة الصلاة في مجلس الرجال .. كان قبل دخوله هناك تضج اسماعه بحديث هاشل المسترسل دون انقطاع .. يسأل اسئلة كثيرة ولا يلومه ابدا .. فحتى الاعمى سيشعر بان هناك امور اختل توازنها .. تركه هاشل حين رآه يفرش سجادته ناطقا : روح صل قبل لا تفوتك ..




ليهرول من المكان يلبي الامر بفرح .. يحب ان يأمره شبيب بأمور يراه يفعلها دوما .. وبعجالة ادى صلاته لينظر للجالسة بجانبه تحاول تقليده .. ارتبطت به في الايام الاخيرة .. كشقيق اكبر .. تلعب معه ويضربها احيانا .. ويصرخ عليها احيانا اخرى .. رآها تشد بكفيها الصغيرين على وجهها .. لينطق : كيف تصلين وشعرج برع ما يصير .. وبعد لابسه قصير ..



نظرت اليه وقد شدت على شفتيها وانعقد حاجبيها : انت بعد تصلي وشعرك برع .. ولابس قصير ..



ضحك عليها وهو يقف : انتي بنت يالخبلة .. انا ريال عادي ..




وخرج بعدها يجري .. وخرجت هي ايضا لتشكي قوله لشامة .. ليقف عند اعتاب الباب من الخارج .. يسمع لصوت حارب الواقف عند البوابة الكبيرة : هود هود



ليجري نحوه وذاك يتقدم منه بخطوات ويقف .. يحيه بالتحية الاماراتية ومن ثم يردف : ما سمعتوا الجرس ؟



" خربان " .. قالها هاشل ليقاطعه ذاك بسرعة : صاير فيكم شيء .. حد منكم تعبان .. اختك .. يدتك .. امك .. شبيب ؟



كان ذاك يهز رأسه بالنفي متخوفا بعض الشيء من امساك حارب لكتفه .. ومن كم الاسئلة المتساقطة عليه .. ليتنهد الاخر عاتقا كتف هاشل .. سائلا : وين شبيب ؟



-
فالميلس ..



عقد حاجبيه ونظره يبتعد لجهة المجلس : حد عنده ؟




ما باله ؟ أيلعب باعصابي .. أم ماذا ؟ هو بخير .. وهم جميعا بخير .. اذا ما سبب ذاك الصوت وتلك الكلمة الخارجة من فيه الضاربة بي كقذيفة نارية التهبت معها جميع اعضاءي .. ولما لم يجب على اتصالتي .. تبا لك يا شبيب بعدد نبضات قلبي المرتعبة عليك وبك ..





تسمرت قدماه عند الباب حين لاح له الجسد الجالس يكتسيه بياض الثوب .. واصابعه تتحرك في تسبيح للخالق .. ليرفع معصمه ناظرا لساعته .. استغفر ربه .. وحث خطاه لدورة المياه ليتوضأ .. هو ليس بذاك المواضب على مواعيد الصلاة .. وادائها في اوقاتها ..قد يأخذه العمل كثيرا عن هذا الامر ..




سحب احدى السجادتين القابعتين على الطاولة الصغيرة في زاوية المجلس .. ليفترشها بجانب ذاك .. الاخر سلم عن يمينه وعن يساره ليرفع كفيه لربه .. يتمتم بدعاء يكاد يكون مسموعا للواقف بجانبه .. حتى ما انتهى ومسح بكفيه وجهه .. طوى سجادته وتركها في مكانها .. واتخذ لنفسه مجلسا على الارض ومستندا بظهره على " الكنب ".. وعينه تقع على المصلي بملبسه البسيط جدا .. ليدرك بانه جاء على عجاله .. فحارب يحب التأنق والواقف يبدو بعيدا جدا عن صفات صاحبه ..



يشعر بان هناك بركان ثائر في صدره .. انتهى من صلاته ليأتيه صوت شبيب : تقبل الله ..



وبغيض يكاد يخفيه اجاب : منا ومنك ..



ليقف ناظرا للجالس والرافع نظره له : فيكم شيء ؟ انت فيك شيء ؟



-
الحمد لله ما فينا الا العافية ..




وكأن تلك الجملة فتحت فوهة البركان في صدره .. ليصرخ في وجهه : شايفني مخقه لك والا شو .. تتصل في وتقولي الحقني وعقبها تغيب .. قلت الريال فيه شيء .. حرقت فونك ولا همك .. خليتني اطلع فهالزحمة لو ستر ربك كان الحين واصلنك خبر وفاتي .. ويالس ولا عبالك شيء .. عبالك اني انسان ما احس وبتضحك عليه .. شو قالولك حجر ..




سكت عن الحديث .. وذاك كان ثائرا بحق .. لاول مرة يراه بهذا الشكل .. وجهه محتقن بالغضب .. ذراعه لا تهدأ من التلويح .. ولسانه يلقي باشياء واشياء .. جديدة وعتيقة .. شد على شفتيه ناظرا للاعلى .. مردفا كفيه على وسطه .ياخذ انفاسه بقسوة .. ليعاود الكلام بنبرة اقل حدة .. ناظرا لعيني صاحبه : تدري ان بسواتك طيحت قلبي .. شبيب محد لي فهالدنيا غيرك .. انت اخوي وربيعي واهلي ..




" تعبان يا حارب " .. قالها وقد اخفض رأسه ولا تزال ذراعه متكأة على ركبته متدلية على ساقه المثنية .. ليردف : لا تلومني ..



جلس القرفصاء وكفيه ارتخياء امامه .. يقابل ذاك الواهن : من متى ما رقدت ؟




كان ينظر لوجهه الشاحب .. ومقلتيه النابضتان بلون الدم .. لابتسامته الخافتة حين نطق : واللي احنا فيه يخلي حد يرقد .




تلك النبرة المنكسرة لا يحبذها على صاحبه .. وقف : وين شبيب اللي اعرفه .. وين شبيب اللي كان يقولي شوف زين ترى مرات المصايب خير .. تذكر يوم ماتوا اهلي الله يرحمهم .. قلتلي ..



وعاد ليجلس جلسته السابقة ليردف : قول الحمد لله .. يمكن ورى موتهم خير لك .. والحين اقولك يمكن ورى اللي صار خير لهم ..



صرخ ذاك : اي خير يا حارب .. اي خير بعد ما كانت تموت فيه صارت تتقزز من كل شيء صار بينهم .. اي خير وهي للحين ما نطقت .. عمرك ما بتعرف ويعها ..



وقف ليعطيه ظهره ناطقا بنبرة وكأنها خرجت من اعماق سحيقة : عارف الويع يا شبيب .. عارف يوم تتمنى انسان قربك ولا تحصله .. عارف شو يعني انك تفقد شخص خليته فقلبك سنين وسنين .. وبعدك مب مقتنع بالخسارة ..



التفت له : الانسان يقول الحمد لله .. الحمد لله ..




هل هُناك ارتعاش في نبرتك يا حارب ؟ أو انه يُخيل اليّ ؟ .. أكل تلك العذابات في صدرك حتى الآن .. ولم تبح .. تتحدث .. تتلعثم .. تبحث عن جمل اغدقتها عليك فيما مضى .. الا تدرك ان الحديث اسهل من الفعل .. الم تدرك ذاك حتى الان ..




" قوم " .. صرخ بها في وجهه .. واردف : سافر .. خذها وياك واطلع من هالمكان .. كنه محتايه تغير جو .. محتاية تبعد .. لا تيلس مثل العايز اللي ما بيده شيء .. ترا بيدك اشياء وانت غافل عنها .. ولا لو كل من ياه شيء قال الموت ارحم .. محد عاش .. قوم والا والله ما عاد تشوفني يا شبيب ..





ليحرك بعدها خطواته خارجا .. لا يرغب بالبقاء اكثر .. فلسانه في هذه الساعة قد تبرأ منه .. اصبح عاق به وبعقله .. يفعل ما يشتهي .. والابتعاد افضل وافضل ..


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 27-08-13, 08:29 PM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

وهناك في بيت بعيد بعض الشيء .. منذ ساعة او لعلها اقل .. كان يشرد بذهنه عن واقعه .. لاول مرة يشعر بانه في الخانة البعيدة .. منزويا غير مرغوب فيه .. لاول مرة يأتيه احساس الخيانة .. هل هي خيانة يا جابر ؟ ام ان القرب الدائم اضحى مسيطرا وان حدث البعد ولو لفترة اعلنت الخيانة منك ؟




خرج من دورة المياه ( اكرمكم الله ) بعد ان استحم من عمل دام ساعات طوال .. كان مشغولا حتى رأسه بقضية مطر .. كان يرغب بالقول لصاحبه لقد امسكنا ذاك الـ علي البارحة فجرا .. وفاجأه ذاك حين الاتصال بان لا رغبة له بسماع شيء .. وانه متعب ويرغب باجازة طويلة جدا .. لتسوقه افكاره بان ابن عمه ارهقته الاحداث الماضية وحقا يحتاج لراحة .. ليبتسم له ناطقا : ولا يهمك .. ارتاح .



ليُلام بعدها من منذر حين التقاه في محطة البترول .. يعاتبه اين هو من صاحبه وابن عمه واخيه .. ليهوله مصدر تعب ذاك .. الهذه الدرجة لم يفكر بان يطلب العون منه .. لماذا ؟ يشعر بان في داخله ملايين علامات الاستفهام تتراقص .. كانوا ان حدث امر علموا به جميعا .. يتكاتفون عند المصيبة ويفرحون عند المسرة ..




كان يقابل الدولاب ليسحب له ثوب يرتديه حين اتاه صوتها الساخط من عند الباب .. وبيدها هاتفها : جابر .. انا شو بالنسبة لك ؟ شو مكاني هني ..




لا رد منه .. تتحول خطواته الى " التسريحة " يشد له مجفف الشعر .. انحنى يفتح القابس وهي في غيظ استشفه من نبرتها قبل ان يرى وجهها المنعكس امامه .. صدح صوت المجفف .. لترفع صوتها : ليش ما ترد ..




واردفت وهي تتقدم رامية الهاتف وسط السرير : طرطور هني صح ؟ .. هذي مب اول مرة ولا ثاني مرة اعرف من بعيد .. وانت تدري ولا خبرتني .. ليش ؟ .. تخاف افشي اسرارك .. ومن متى كنت ثرثارة ما احاسب ع كلامي ..




بلعت ريقها : ليش ما ترد ؟ والا كنه مب بنت عمي ومثل اختي .. خايف ع ولدك اذا دريت ..




تقدمت منه .. لتسحب المجفف من يده .. تغلقه وتضعه بعنف على سطح " التسريحة " .. ليحتقن هو بالغضب .. وتستطرد هي بغيظ : هذوني عرفت .. ما صار شيء لولدك .. ما صار شيء .. اييني الخبر من امي اللي وصلها من يارتها .. وانت تدري ولا همك .. ما قلت قومي وقفي وييا بنت عمج .. طلعتني قليلة اصل .. وانت ..




لتصمت حين اطبقت انامله على فيها : سكتي .. الله يخليج سكتي ..




كانت نظراته محتقنة بكثير من السخط .. فقط قال تلك الجملة الامرة وصمت .. ليجر خطاه خارجا من المكان .. كُل ما يرغب به الان هو ان يواجه ذاك الشبيب .. يسأله لما لا عِلم له بما حدث ؟




ليصطدم بحارب خارجا من هناك .. رفع حاجبيه وتكتف .. ليقف ذاك مبتسما .. وتغيب الابتسامة حين قال جابر : الحمد لله ع السلامة .. الظاهر مب الا شبيب اللي يدس عني ..




تقدم منه يحيه بالتحية الاماراتية : الله يسلمك .. ترا ما يليق عليك الزعل ..




لستُ في مزاج يسمح لي بالضحك يا حارب .. انت وهو وانا اخر من يعلم .. هل كنت تعلم بالامر اول حدوثه .. وجئت راكضا الى هُنا ؟ ام انها الصدفة ؟



ربت على كتفه : لا تاخذ ع خاطرك .. ترا اللي صار دوده الكل ( جعلهم لا يفكرون باي شيء )



-
لي كلام وييا شبيب ..




قال جملته وابتعد .. ليهز الاخر رأسه : الله يعينك يا شبيب .. بيكمل عليك جابر ..




وغادر بعدها المكان .. ليتحطم السكون على صوت جابر المجلجل حين التقى بشبيب عند باب المجلس يرغب بمغادرته : افاا يا شبيب .. وع كل اتصالاتي ما قدرت تقولي تعال .. تعال اوقف وياي .. تتهرب مني وتقول تعب .. حتى ظنيت انك مريض ومحتاي راحة .. والمصيبة اكبر من هالشيء ..




" اهدى يا جابر " .. قالها واردف وهو يمسك بيده : تعال ..



وقبل ان يدبر ليجره من خلفه .. نفض الاخر يده : مب ياي .. صرت ادري اخباركم عقب الكل .. مب منكم انا ؟ .. مب كنه اختي ؟ وفارس ربيعي ؟ .. والا هي اختك انت وبس ..




ليعم الصمت على صوت عجلات السيارة المتوقفة في ساحة المنزل .. ويترجل منها عمهما وزوجته .. يحث خطاه لهما .. ليتلقف جابر مسيره بقبلة على الرأس .. ويتبعه شبيب بنفس فعله : افاا وانا عمك يا شبيب .. يصير وياكم كل هذا وانا آخر من يعلم .. ما قلت ان عندي عم لازم اخبره ..




" سمحولي " .. نطقها جابر ليبتعد يقبل رأس حفصة .. ومن ثم يختفي خلف جدران المنزل .. ينحني مقبلا رأس العجوز ومن ثم شمسة بعد ان القى التحية .. ووقف ناطقا : سمحولي .. والله ما دريت الا من منذر قبل ساعة ..




تحركت تلك العجوز تسحب عصاها بجانبها .. وتعتدل في جلستها : مسموح يا وليدي ..




" وين كنه ؟ " .. سؤال بعثره لينهى وجوده في الصالة بعد ان وصله الجواب .. وتحل هناك حفصة تجلس مع شمسة ووالدتها .. واحاديث نسوة يسودها الحسرة على الحال .. اما هو فطرق الباب على تلك المدعية النوم .. الهاربة من الوجوه خلف اسدال العيون .. تشعر بالضعف وبالخجل .. وبمشاعر كثيرة تجتاحها .. وجُل مرادها ان لا ترى العيون المشفقة .. اغمضت عينيها حين ولج .. وقف طويلا على مقربة من الباب .. يرى تنفسها المتعب ليعلم بانها مدعية ما هي فيه .. ليتركها ..




وتوالت الاقدام هناك .. عمها وتتبعه زوجته .. واحاديث يبترها قول " لا حول ولا قوة الا بالله " مرارا .. يكسرونها باحاديثهم المكتظة في اسماعها .. حتى الهروب لم ينفعها .. لتسكب دموعها بعد ان هدأ المكان .. كيف ستستطيع مواجهة المجتمع وهي لا تقوى على مواجهة اهلها ؟



,,

كذاك الذي اتخذ من غرفته ملاذ له من بعد خروجه من المستشفى عند الظهر .. لم يغادرها حتى الساعة .. اراد النوم والهرب لكن ليس كمثلها بالادعاء .. بل اراده حقيقة .. ولكن لم ينله .. ليقف في هذه الساعة المتأخرة من الليل .. يتوضأ ويقبع على سجادته .. يصلي بخشوع .. ويدعو ربه كثيرا .. كُل شيء ينطق بوجودها .. سريرهما .. عطورها المزدحمة على " تسريحتها " .. شموعها الساكنة في انتظار اناملها لتوقظها من غفوتها وتتراقص طربا ..




حتى الاثاث يصرخ محتاجا لبخور المسك الذي انقطع منذ يومين .. وهو .. حتى هو يشعر بانه لا يقوى على الفراق .. هل يجوز التفكير فيها من جديد كمعشوقة ؟ تناثر عشقها وجدا على جسده .. ؟ ام عليه ان يردع العقل عن الترهات المحرمة ؟ .. وكيف سيردعه ؟ ..




انسكبت امطار عينيه لتغرق كفيه المستتر خلفهما وجهه الطويل .. يطلب من الله ان ينزع حبها من قلبه .. وان يحل مكانه حُبا جديدا .. يطلب العون .. يطلب ان لا يكله لافكاره طرفة عين . ويطلب الكثير والكثير .. والغفران كان جُل مطلبه ..




تنهد ليجلس براحة على طرف سجادة الصلاة .. يشعر بان احباله الصوتية قد اهترأت .. وان هناك عقدة لا يقوى على حلها لينطق .. قلبه به وخزة لا ترغب مفارقته .. خالف ساقيه .. وذراعيه استندا على ركبتيه .. يشد قبضتيه تارة ويرخيهما تارة أُخرى .. يسمع ثرثرات ساخطة بين اخيه وزوجته .. احاديث يسودها الكمد .. لربما طلاقه لشقيقتها أثر على حياتها مع شقيقه .. تنهد .. فلا يريد ان يزحم عقله بالتفكير اكثر ..




سحب انفاسه وزفرهن .. ليقف ينظر الى المنبه الصغير على " الكوميدينة " .. الساعة تقارب الفجر .. حتى ذاك المنبه انخرس في غيابها .. اغمض عينيه ينشد الراحة في انفاس هادئة .. يعب رئتيه بسكون جسد .. ويزفرهن ببطئ .. وسرعان ما حث الخطى خارجا .. سيخرج وسيقابل الناس .. لن ينفعه البقاء خلف الجدران .. سيحتمل نظرة العيون .. وشفقة الالسن .. وتمتمات الافواه .. ولكنه لن يقبع مع افكاره القاتلة .. افكار مُحرمة .. وهل يشتهي الحرام الا من قل ايمان قلبه ؟




وهو ايمانه بربه كبير .. خرج لتلفحه نسمة هواء ناعمة .. تحرك لها ثوبه مرحبا .. سيمشي الى بيت الله .. سيبقى هناك بين جدران العبادة .. لا بأس بقراءة القرآن حتى طلوع الشمس .. سيريحه ذاك الفعل وجدا .. اوليس بذكر الله تطمئن القلوب ؟ وهو يبحث عن الاطمئنان .. ولن يجده الا عند رب رحيم رؤوف ..




دخول صلاة الفجر اجبره على الوقوف بعد ان كان جالسا وبيده كتاب ربه .. ليصافح مجموعة الرجال المقتحمة السكون .. الباحثة عن السجود .. واحاديث ترثي حاله .. وجمل تقويه منهم .. لينطق لسانه مرارا " قدر الله وما شاء فعل " .. أو " الحمد لله ع كل حال " ..




لينتهى السلام وتبدأ الصلاة .. وبعدها يعود لكتاب الله .. مر الوقت وهو يتمتم بأحرف القرآن .. لم يشعر الا بقدمين ارتفع عنهما الثوب الابيض تقفان امامه .. ليصدق .. ويرفع نظره .. ذاك الرجل العجوز .. شائب اللحية .. بشوش الوجه .. إمام مسجدهم .. ابتسم لا اراديا له .. لياخذ مكانا بجانبه ويجلس .. وانامله تحرك المسبحة مع تمتمات التسبيح المنبعثة من شفتيه .. وبعد الصمت الذي لم يتعدى ثواني نطق : اخبارك يا ولدي ؟




تنهد وابتسم ثم اجاب : الحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه ..




" متأكدين يا فارس ؟ " .. سؤال كان الجواب عليه اغلاق المصحف وتقبيله .. ومن ثم الوقوف والسير الى الارفف في زاوية المسجد .. والعودة بعد حين .. والجلوس امام ذاك الوقور .. ليعم السكوت .. ويقطعه ذاك : يا ولدي اخوة الرضاعة لها شروطها .. قولي .. كم رضعة رضعتكم الحرمة ..




ابتسم بانكسار : سالفتي معروفة من زمان .. الكل يدري اني ولد ام عبدالله بالرضاعة .. اكثر من اسبوع وانا ارضع من صدرها .. لو تسأل اي حرمة بتقولك عن السالفة ..




سحب انفاسه واردف : السالفة اليديدة هي انها مرضعة حرمتـ...



قطع حديثه .. ليبتسم الاخر رابتا على ظهر كف فارس .. ليستطرد فارس حديثه : امي تقول ان الحرمة متأكدة انها رضعتها فوق الخمس مرات .. يمكن سبع ويمكن ثمان .. ويمكن اكثر ..



سحب ذاك الشيخ انفاسه : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. لا تقسى ع عمرك .. واللي صار ما بتأثم عليه لان ما كان لك علم .. وربك اذا احب عبده ابتلاه .. وين بلاءنا من بلاء يعقوب او بلاء ايوب .. وغيرهم من الرسل .. بس احنا صايرين هشين وننكسر بسرعه .. وناسيين ان من تعلق برب العباد ما خاب .




" والنعم بالله " .. قالها .. ليتبعثر بعدها حديث طويل عن الصبر على البلاء .. كان نعم المستمع .. وكأن بتلك القصص المروية على لسان العجوز قارب نجاة انقذه من الغرق .. بعد ان كُسرت مجاديفه ..


,,




بانامل مرتعشة اخذت تبحث عن ورقة قديمة .. بحثت عنها مطولا سابقا ولم تجدها .. لتفتح دولاب ملابسها .. لا تعلم لماذا امتدت يدها للثوب المركون على احد الرفوف بعد ان طوته .. تمزق يومها بسبب السير الطويل .. فتركته دون رجعة .. سحبته لتنفضه .. وتدس كفها في جيبه .. لتعيقها ورقة دُمرت بسبب الماء حين غسلته ..

انتزعتها متلهفة لنقطة قد تكون المخرج لها ولابنتها .. لا .. بل لابنتيها .. وسرعان ما اغتيل الامل خلف ارقام مبهمة .. اغتالها الماء والصابون .. زمت شفتيها لتطوي الورقة المهتريئة بين اناملها .. يشغلها الحديث الذي سمعته وجدا .. حتى باتت ترى النور من ثقب صغير يطل من بعيد .. خلف اتصال صغير يبعد عنها عوض لسنين طوال .. دون ان يعلم هو ..




ولكن الامل اندثر مع الورقة العارية من الخطوط .. الا من تشوهات على وجهها .. طوت ثوبها لترميه حيثُ كان .. في قلبها غل لا يهدأ .. ترغب بانهاء معاناتها .. لا يهم ما تكون النتيجة لاحقا .. فالتعب اضناها الى حدود عدم الارتواء بالصبر .. اسرعت الخطى الى الغرفة المجاورة .. هو سيأتي في أي لحظة .. اخبرها بانه سيتناول الغداء معهما .. اذا فلم يتبقى الا ساعة من نهار وستطأ قدماه ارض الملحق ..




ولجت لترى مريم منكبة على كُراس رسم .. والالوان تبعثرت من حولها .. ركعت بجانبها .. لتشد كفيها : مريوم سوي عمرج تعبانه ..



" شو ؟ " قالتها صغيرتها باستفهامات احاطها الاستغراب من والدتها .. لتنطق : خلي عمرج مريضة .. كحي .. صيحي ..



-
ليش ؟



تربص بها الخوف من انفعال والدتها : امايه انتي بخير ..



اطبقت باناملها البيضاء على ثغرها .. ومن ثم بهدوء تكلمت : سمعيني مريوم .. لازم نطلع من هني ... بنخلي عوض ياخذنا للعيادة .. والوقت وقت غدا ما بيقدر يتحمل يتريانا هناك .. بقنعه يرد هني عشان يتغدا .. لازم اتصل بحد ..




كانت تنظر لها ببلاهة .. لتسألها : تسمعيني .. لازم اطلع .. اريد اتصل ضروري .. فديتج لازم تساعديني ..




" بس ما اعرف اسوي اني مريضة " .. قالتها ويتخللها صوت فتح الباب الخارجي . لتمد كفها ضاربة مريم بعنف .. وتكتم من بعدها صوت مريم عن الصراخ .. همست : قولي ان بطنج يعورج .. مثل ايام المدرسة يوم تكذبين علي عشان ما تروحين ..




كانت دموعها تنسكب .. مشدوهة لوالدتها .. هل جُنت؟ .. ومن ثم اعتقتها بعد ان همست من جديد في اذنها : ساعديني فديتج ..



وبعدها وقفت تشد خطاها خارجة .. صارخة بعوض المدبر ليدخل الغرفة الاخرى : عوض الحقني .. مريوم ما اعرف شو فيها .. تصيح وتتلوى ..




عقد حاجبيه ليشد الخطى ويقع نظره على الجالسة تشد بذراعيها على بطنها ودموعها تتساقط .. ليجلس القرفصاء بجانبها .. يحاول رفع رأسها دون جدوى : مريوم شو يعورج ؟



صرخت مرات متوالية : آآخ ..



ليقف ناطقا : لبسي عباتج .. بناخذها العيادة نشوف شو فيها ..




قلبها يقرع طبول خوف اتعبت انفاسها .. تجلس بالخلف مع ابنتها تشدها اليها .. لا ترغب بكشف ذاك التمثيل .. سيقتلها وسيقتل مريم اذا اكتشف امرهما .. تنهدت حين توقفت العجلات بالقرب من بوابة العيادة .. التي تبدو مزدحمة بعض الشيء لوجود عدد من السيارات في المواقف ..




ترجلت تساعد مريم المندمجة في التمثيل .. لعله خوفا من والدتها ومن كف اخر يقع على وجهها .. او ربما خوفا من عوض اذا اكتشف انها لا تعاني من شيء .. وان البكاء ما كان الا لضرب امها لها .. لترتجف اوصالها حين نطق : ببركن السيارة وبلحقكن .. روحي قدمي بطاقتها الين ايي ..




لم يعطها فرصة لتجيب .. لتنطق مريم وهي تمشي تحت ذراع والدتها : امايه خايفة ..




تمر الدقائق وهي جالسة تنتظر دورهما في الدخول عند الطبيب .. من حسن حظهما انه لا يوجد الا طبيب واحد . ولكن عدد المرضى قليل .. كانت تحرك رأسها تحسب الجالسين على المقاعد الخشبية .. رجل عجوز مع عامل هندي .. يبدو عليه الارهاق .. يسعل بين الفينة والاخرى .. وهناك على مقعد مقابل .. طفل قد يكون بعمر مريم .. يجلس مع والده ويبدو ان يده تعاني من جرح تلوث الشاش من عليه ..




التفتت على صوت البكاء الذي لا يهدأ .. لرضيع في حضن امه .. تهاديه ليسكت .. لكن لا فائدة تُرجى .. وقبل ان تلتفت لابعد عن الكرسي المقابل لها .. اذا به يقف من خلفها .. وما لبث حتى جلس بجوارها وقد بان الامتعاظ على وجه تلك الام السافرة الوجه .. المكان للنساء هُنا .. نطق : بطلع اترياج فالسيارة .. ما اداني هالاماكن .. من تخلصي وقفي عند البوابة وانا بييج .. انزين ..



بلعت ريقها : ان شاء الله ..




كانت تخطط ان تصرفه هي .. كانت تشحذ نفسها بالشجاعة .. ولم تدرك ان شجاعتها بجانب عوض تتلاشى .. وقفت ونظرت لمريم : يوم ينادوج دخلي .. خبريهم ان بطنج يعورج ..



شدت حقيبتها على ذراعها واردفت : ما بتأخر ..




هناك في سيارته ارتسمت على ملامحه علامات الغضب .. وهاتفه قد عانق اذنه : انت شو تقول ؟



ليأتيه الصوت : البيت ما فيه مخلوق .. ولا لقينا اللي تدوره .. الشباب ما خلو مكان فيه ما دوروه .. شكله صاحبك شرد ..




رص على اسنانه بغيض .. واغلق الهاتف ليشد قبضته ضاربا طرف المقود .. انفاسه الثائرة كانت تشرخ السكون .. ليتمتم بغضب : عيد الكلب .. والله ما اعديها لك بالساهل ..




تمر الدقائق مثقلة بالخوف .. لتدثرها وهي ترى خلو المكان الا منها هي .. ماذا لو جاء عوض ؟ .. ماذا لو سألها اين والدتها ؟ .. التفتت للخلف ترقب طريق اختفاء بدرية .. وقفت بهلع حين نادت الممرضة باسمها .. لتتلفتت باحثة .. هل تركتها كما فعلت مع كلثم ؟




ابتسمت وهي تراها تدنو منها . لتتشبث بها وكأنها عادت من بعد غياب : وين رحتي ؟




" خلينا ندخل " .. انصرفت معها الى غرفة الطبيب .. لا بد من علاج يسكت شكوك عوض .. ولا بد من تمثيل القوة من جديد ..


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 04:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية