لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-13, 12:32 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

رائعة جدا اخيرا يحست ام نوال بخطاها بس بعد ما علقت نوال بجابر الله يستر من نوال فهي حقودة وانانية
اتمنى كنة تطلب الطلاق من فارس لاني اعتقد انه لا يستاهل حبها لو كان العقم منه كانت عاشت معه وصبرت هي سوف تندم على بقائها معه لان الالم يسبب الكره على المدة فالافضل الانفصال قد تلاقي شخص يحبها وهي تنس فارس

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 04-04-13, 12:17 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 


,,


فسحة هدوء كل ما يحتاجه المرء ليعيد توازن نفسه .. وترتيب افكاره .. ومجابهة العيون .. ولربما مجابهة الالسُن .. يختنق بالاحداث التي تلت وفاة خالد .. كيف لحادثة ان تقلب موازين عائلات كثيرة .. عائلته .. شبيب ومن بعده شامة ومن ثم كنه .. وكأن خالد ذاك كان العقدة الواصلة اواصر الهدوء والسكينة في حياتهم .. هل لشخص مثله ان يكون مهم بهذا الشكل ؟ .. تنهد وهو يسحب قنينة " اورنامين سي " أخرى من الصندوق الذي بجانبه .. وهناك امامه ثلاث زجاجات قد فرغت وكان الرمي على الثرى مصيرهن ..




سبابته تعانق الغطاء ليثنيه وينتزعه .. ليصدر صوت تنفس القنينة من ضغط كان بها .. ودخان ابيض تصاعد من فوهتها ثانية وهدأ .. لينفض سبابته ويسقط الغطاء جانبا .. تنهد وهو يرفع ذراعه ليلثم فم الزجاجة الصغيرة .. يتلذذ بالطعم الذي يعشقه ويبدو انه أدمن عليه دون ان يشعر .. ذراعه اليسرى متدلية من على فخذه امامه .. هدوء غريب يكسوه .. وصوت هواء يأرجح قمم الاشجار السوداء.. لما يجلس في هذا المكان بالذات ؟ ألأنه بعيد عن اعين البشر؟ .. او لأنه هُجر وصرخت فيه الجدران مطالبة بالاُنس ..




تنهيدة انطلقت من صدره مجلجلة .. تنبأ عن معركة طاحنة بين اضلعه .. وومضات ماضي تترآءى امام ناظريه .. وجمل تضرب جدران عقله الساكن لتوقظه على حادثة آفلة منذ سنوات خلت ..


" مسوي فيها ريال ؟!" صوته الحانق حرقه في تلك الساعة .. ولا زال يحرقه الوقع الذي كان .. وهو يقف احتراما لذاك الصارخ امامه .. يشد جذعه بألم .. يشعر بأن ظهره واكتافه ورقبته من الخلف يتأوهون .. يرغبون بنزع الثوب الملطخ بقطرات الدماء .. وهو صامد مرغما .. احتراما فقط .. وصامتا على قهر وغل ورغبة بالصراخ بانه لم يفعل ما يقولونه .. ولكن عرق " الشهامة " كان ينبض بشدة .. يسكته ويدوس على لسانه حتى تكسرت الاحرف .. فصمت ..




" لا بارك الله فيك من ولد .. هذي سواه تسويها .. يا ويلي ويا ويل ابو عيالي من الفضيحة " .. وضربة بكفيها على صدره .. ترجعه للخلف مترنحا .. وكتم صرخة وجع من التصاق ثوبه من جديد على جراح ظهره .. وايضا صمت .. من جديد احتراما لتلك الصارخة في وجهه بعد صراخ بعلها الغاضب ..




نفض رأسه من تلك الاصوات الغاضبة .. ليرفع الزجاجة ويكتشف انها فرغت هي الاخرى .. ليرميها وتصطدم باخواتها الخاليات .. وينتشل أُخرى .. عقله غائب عنه .. واحداث ذاك اليوم المهين لكرامته يعود ضاربا حاضره بقسوة .. لقد نسي ما حدث .. لقد نسي كل شيء واعاد ضحكاته ومزاحه الى روحه من جديد ..



لا هو لم ينسى .. هو تناسى فقط .. وتعود اصوات أخرى تخترق هالة الصمت الدفين .. وقد اشير اليه بالبنان يومها .. وصوت لن ينساه ينطق ببكاء غريب : هو .. هو اللي هجم علي ..



وصراخ لم يعد يتذكره .. يتذكر جُمل مشتته " ان ما ربوك بربيك " . . " يالهيس تتعدى ع حرمة بيتي وانا فيه " .. وتكبيل كفيه على جذع شجرة النخيل .. يشد اليه حتى التصق صدره بجذعها الجاف .. ووجع يقطع ظهره النحيل يومها .. لا لم يفعل ؟ كان يصرخ بها ويقسم بانه لم يفعل .. كان سينطق .. سيخبر بما كان حقيقة .. ولكن صمت .. كانت الشهامة من جديد .. تبا لها من شهامة تضع الرجال تحت جلدات " العقال " .. كان رجل .. هو يقسم انه كان رجل حينها وليس مراهقا ..



ازدرد ريقه بمرارة وجع لكلمة كانت اجابة له بعد شهور من تلك الحادثة .. فرحا كان يومها .. يظن بان ذاك نسى كما تناسى هو ما حدث .. ليقف بفرح : بسافر ..



" درب تسد ما ترد " .. قالها وقام من مكانه .. يكرهه .. يشعر بذاك الكره يستوطن ملامحه .. تنهد وهو ينظر اليها : ما بتقولين شي ؟




ابتسم بسخرية على ذاك الموقف .. ليقطب حاجبيه وهو يتذكر يد صغيرة على ظهره .. وشهقات مكتومة يسمعها جيدا : لا تصيحي .. وبعدين منو قالج اتين الحجرة ..



فقط الشهقات يومها .. يتحامل على وخزات ذاك الدواء الذي تضعه على ظهره بكفها الصغير .. تنهد .. ولا تزال كفاه اسفل وجنته .. ووجهه بعيدا للجهة الاخرى : شو اللي تحطينه ع ظهري .. تراه صار يحرقني اكثر عن قبل ..



" كركم وملح " .. وصمتت .. بكاءها مؤلم له .. لن ينظر اليها .. سيدعي النوم رغم وخزات ذاك الدواء على ظهره .. لن ينظر لوجهها .. ولن ينطق .. فقط سيصمت حتى تخرج ..



سحب انفاسه وهو يحرك يده في الصندوق بجانبه .. ليلتفت .. وضحك بسخرية .. ونظر بعدها امامه .. شرب ست زجاجات من ذاك الـ " اورنامين " دون ان يشعر .. لما الآن تعود تلك الحادثة ؟ .. لما تلك الجمل تتبعثر في ذهنه من جديد ..



شبك كفيه ورفعهما اعلى رأسه يشد بهما جذعه .. كما لو قام من نومة طويلة .. وسرعان ما قبعا خلف رأسه ليضحك .. هو هكذا يضحك حتى وان كانت الذكريات مؤلمة .. سيضحك فحزنه لن يغير ما حدث .. اغمض عينيه لبرهة وتمتم : ما تستاهل ..



ليفتحهما على صوت ذاك الواقف خلفه بخوف : يا بيه عاوز تتعشى معايا ؟



ابتسم .. قلبه يبتسم .. لعله يحتاج ليتحدث مع شخص لا يعرفه .. ليقف وينفض ثوبه من غبار التصق به : ليش لا ..



نطقها واردف وهو يمشي بمعية عبد الغفور : مستانس ويانا يا عبد الغفور ..



جلسا متقابلين وصينية مستديرة بينهما .. قبع عليها صحن " فول " قد غرق بالسمن البلدي كما يقول عبد الغفور .. وخبز قد اشتراه منذ ساعة من الـبقالة القريبة .. ونصف دجاجة مشوية .. وخضار مختلفة .. وايضا صحن وقع نظر منذر عليه مطولا .. وهو يسمع رد عبدالغفور على سؤاله : الحمد لله يا بيه .. الاستاز شبيب مش مخليني محتاج حاجه .. ربي يديله طولت العمر ..



رفع رأسه سائلا : شو هذا يا عبد الغفور ..



" ملوخية " قالها وضحك .. واستطرد : باين انها مش كويسه .. بس كان نفسي فيها ..



وضحك بقهقهة اضحكت منذر .. وبعد مد الايدي .. كان هناك صمت يتخلل حركات الاكف .. وتردد من قبل ذاك المغترب عن اهله .. لينطق وهو يزدرد ريقه : الا الاستاز شبيب فين ؟ صارله اسبوع مامرش ولا سأل ؟



رفع ذاك نظره وبين اناملة قطعة خبز استقرت في صحن " الفول " .. ليكف يده بما فيها .. يشعر بان ذاك القابع امامه يخفي امر لا يرغب بالبوح به : بخير بس مشغول شوي ..



يلوك اللقمة ويلتقط كوب الماء من يمينه يرتشفه : في شيء يا عبد الغفور ؟ ناقصك شيء ؟



" لأ يا بيه " .. وصمت .. ثم اردف : كنت عاوز مرتب الشهر والشهر اللي بعده .. مزنوق حبيتين .. بنتي ع وش جواز ..



تمتم بالحمد وقام واقفا : الله يعطيك العافية ع الاكل الطيب ..وسامحني ما اكلت من ملوخيتك .. ما استصغتها ..



وضحك وهو يستغفر .. فتبقى نعمة من نعم ربه .. وغاب عن المكان دقائق .. ليعود يقف امام باب غرفة عبد الغفور مناديا عليه .. ليأتي له وهو يمسح كفيه المبتليين بجانب ثوبه .. ويسأله ماذا يريد منه .. ليدس ذاك كفه في جيبه .. ويخرج قبضته .. يسحب كف عبد الغفور ويضع بها بعض النقود ويشد عليها : هذا مني .. ولا تعلم حد ..



كلمات الشكر والثناء غمرت المكان من ثغر ذاك الرجل .. ليفتح كفه حين ادبر منذر .. وعيناه تلتقفان الألف .. والثاني .. وحتى الرابع .. ليهرول لاحقا به : يا بيه .. استاز منزر ..



وقف قبل ان يصعد سيارته : خير يا عبد الغفور .. صاير شيء ؟



يمد بكفه له : كتير يا بيه ..



يعود يشد على كف عبد الغفور ويهمس بخفوت : يعلها دفاعة بلا – اردف بنبرة اعلى – اعتبرها هدية الزواج ..



ابتسم له .. وودعه .. وانطلق مبتعدا بسيارته .. يشعر بان امواله لا يجب ان تبقى معه دون حاجه لها .. هو هكذا .. يعمل ويكسب ومن ثم يساعد بما يستطيع .. في الخفاء دون علم احد .. لا يرغب بالمدح .. لا يرغب بكلمات الثناء .. فقط يبحث عن الراحة خلف ما يفعل ..

,,



يشعر بالراحة تتسلل اليه .. ينحني قليلا بجذعه ليرى نعله .. ومن ثم يدس قدميه .. اليمنى ثم اليسرى .. لا ينسى الاقتداء ببعض افعال النبي صلى الله عليه وسلم .. ووقف يرد التحيه لمن قدم متأخر للمسجد .. مشى متوجها لمنزل شبيب القريب .. ولا يزال يرى وجهها الشاحب بين كفيه .. حين سقطت صرخ باسمها .. حاول ان يوقظها من اغمائتها بالربت على وجنتها .. لكن دون فائدة .. وسرعان ما امتدت يده لـ " شيلتها " يفكها عن رأسها .. يرغب بان تكون مرتاحة لعلها تستفيق ..


ضحك كمجنون يحدث نفسه .. اضحكه ما فعله بشبيب حين دخل عليه المجلس سائلا ماذا حدث .. ليصرخ به طاردا اياه من المكان .. طوح برأسه .. وبعدها انعقد حاجبيه .. هل هي بخير الآن ؟ كانت متعبة وجدا .. حين حملها على ذراعيه مُصرا على اخذها للمستشفى .. لتتعلق به كطفلة صغيرة خائفة .. ترتجيه ان لا يأخذها .. لا تحب المستشفيات .. حث خطاه على عجل .. يريد ان يصل اليها بسرعة ..




رفعت جذعها بتعب بمساعدة كنه .. هي على سريرها الآن .. لا تزال تسمع تمتمات الخوف من شمسة ومن الجدة وايضا من شامة .. بالرغم من تعبها الا انها شعرت باختلاف في تصرفات تلك الشابة .. كان هناك تفاعل غريب لم تعهده ..


ابتسمت حين نطقت كنه : بشو حاسه الحين ؟


ابتسمت بتعب .. وهزت رأسها : احسن ..



سحبت انفاسها وتلك تنظر اليها بخوف لتهمس : لتكوني ..



وصمتت حين انعقد حاجبا تلك .. وطوحت برأسها نافية .. فـ دورتها الشهرية منذ ايام غادرتها : لا .. من كم يوم مطهرة ..



وبالحاح غريب : كيف كانت .. مثل كل مرة .. والا خفيفة .. ترا مرات الحامل ما تنتبه ودورتها تنزل عادي وبعـ ..



قاطعتها تلك بامتعاض : كنون لا تسويلي فيها ام العريف .. انا مب حا..



صمتت هي الاخرى على دخول شامة وبيدها صينية صغيرة .. تبتسم .. تأكدت الان بان تلك مختلفة وجدا .. وضعت الصينية على طرف الـ"كوميدينة " .. ونطقت : امي مسوية شوربة .. صبتلج منها .. تقولج اكليها كلها والا يا ويلج من جابر ..



وبعدها ضحكت بخفة .. واتخذت لها مكاناً على طرف السرير الاخر .. لتسحب كنه الصينية وتضعها على جانب ليلى المستلقية .. وتبدأ باطعامها .. لتتمنع باشاحة وجهها : كنه ما اريد ..



" لتكوني .. " .. وقبل ان تكمل شامة جملتها صرخت ليلى : لا ..



لتلتفت على صوت هاشل الداخل عليهن من الباب الموارب : جابر ليش واقف هني ؟ ..



سؤال ذاك الصغير ارجفها .. لقد سمع الحديث .. طأطأت رأسها بخجل وتمتمت : اسفه شيوم .. بس نفسيتي تعبانه ..



ابتسمت وقامت واقفة : ولا يهمج – وجهت حديثها لكنه – خلينا نطلع اكيد جابر يريد يطمن عليها ومستحي يدخل ..




يخجل ؟! .. لا يا شامة ليس خجلا فهذا منزله .. وانتي اخته .. هو فقط يعاقبني بقسوة .. يقتلني دون ان يشعر .. لا ترحلا .. فاني اضحيت اعشق عدم الاختلاء به في هذه الايام .. لا ارغب بكلمات الجفاء .. ولا ارغب باحرف العتاب الضائعة بين قلبين .. اعشقه .. وما حدث اسبابه مجهولة .. بدأت اجهل حبي له ودرجاته .. من فينا يحب الاخر أكثر .. هههه هل سابدأ بالغناء الآن .. وساقول " اختلفنا من يحب الثاني اكثر " .. آه كم ان هذه الابيات لها من ما اعانيه الكثير ..




ارتجفت حين لمس كفها .. احتضنها بكفيه الكبيرين .. لم تشعر به .. متى دخل ومتى جلس امامها .. ومتى خرجتا .. ازدردت ريقها .. واخفضت وجهها .. لا ترغب بالنظر في عينيه .. نظرات الملام ستقتلها .. لا تزال كلماته الباردة تطن في اسماعها ..



كان في عينيه خوف عليها .. لا يوجد عتب .. ولا يوجد ملام .. كل ما هنالك حب عميق جعله ينسى قسوته .. ينسى كُل شيء .. هي ستبقى مدللته الصغيرة .. زوجته .. وخليلة روحه .. ربت على ظهر كفها .. فرفعت نظرها اليه .. وابتسامة جزع تمردت على شفتيها : شو فيج يا ليلى ؟



سؤال عقيم يا جابر .. اسألها ما ليس بها .. هي متعبة .. كارهة لنفسها .. ترى الحب في عينيه .. تحاول ان تبحث عن القسوة التي كانت فلم تجدها .. تنهدت تنهيدة خافتة .. وعادت تطأطأ رأسها .. تحرك بجلسته للامام قليلا .. ليرفع وجهها بانامله من ذقنها .. يتأمل وجهها الشاحب .. هل يعقل ان تكون حامل ؟ .. ابتسم في خفاء .. لا يعقل ابدا .. ليس في هذا الوقت وبعد تلك الزائرة التي يحفظ موعدها : ليش ما تبين اطالعيني ؟



بعثرت نظراتها .. وكأنها تهرب منه ومن تلك الاسئلة : ليش ما رحت دوامك ؟



تذكر .. انها تذكر مواعيد عملي .. لم تنسى .. لا تزال تهتم ..

انفرجت شفتيه بابتسامة .. لينحني بجذعه ليأخذ وعاء الحساء .. سيطعمها بيده .. احست بغثيان من رائحة عطره .. قريبا منها كان .. تراجع لينطق : بتاكلين الشوربة ومن ايدي ..



لاحظ الامتعاض على وجهها فاردف : شفيج يا ليلى ؟ انت مب طبيعية ..



اعاد الوعاء وقام واقفا : باخذج للمستشفى .. قومي ..



تعلقت فيه : لا .. ما اريد .. جابر انا تعبانه ..



سحبت نفسا عنيفا وزفرته باجرام امامه .. جعله يجلس بجانبها .. يشدها الى صدره : خايف عليج .. ومن حقي اتطمن ..



- اخاف يطلعون في مية علة وعلة .. ما احب ..



شدها اليه اكثر .. وكأنه يحتوي ضعفها الظاهر له .. وضحك بخفة .. يتذكر خوفها من الابرة .. لربما هذا سبب خوفها من المستشفيات بشكل عام .. سحب انفاسه : اذا تبينا نخلي بيتنا وناخذ بيت ع قدنا وقريب من اهلج تسمعين الرمسة ..



ستفعل أي شيء يا جابر فقط لتبتعد عن نوال .. ابتعدت عن صدره .. وبشحوب غريب : بتخلي بيتك ؟



زم شفتيه : البيت كبير .. واايد كبير .. وبعدين ما بخليه بس بنبعد عنه كم شهر الين ترتاح نفسيتنا ..



فجأة قال بفرح : شرايج نسافر ؟



قطب حاجبيه قبل ان تنطق واردف : بس تسوين اللي اريده .. واولها تشربين الشوربة كلها .. وتتعشين وترقدين .. وثانيها من الصبح اخذج للمستشفى تسوين تحاليل واطمن عليج .. ثالث شيء اذا صار اي شيء ..



وهنا رفع حاجبه وبنبرة فيها تهديد اردف : اذا صار اي شيء تخبريني فيه .. ما اريد زعل مني والدرب وانا مثل الاطرش فالزفة ..



لا تعلم لماذا ملامحه في هذه اللحظة ادخلت السرور اليها .. فضحكت .. وكتمت ضحكتها وقالت : ان شاء الله ..

,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 04-04-13, 12:17 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

كل ما يدور هنا كان بعيد عن ما يدور هناك في غرفة شمسة .. التي وقفت على دخول والدتها .. تتبعها بنظراتها حتى جلست مستندة بظهرها على صف النمارق القصير في غرفة شمسة .. التي نطقت : خير ياميه .. اشوفج فحجرتي ؟


نطقت تلك بعنف : من وين بيي الخير يا شموس .. خبريني من وين بيي ..


برعب اقتربت وجلست على ركبتيها امامها : شو مستوي ؟


لتهز تلك العجوز عصاها بجانبها : طايحة فالبنت هذا ما يصير وهذا ما يستوي .. مب انتي اللي قلتيلها تردله .. والا الحين يوم شفتيها تتعذب حطيتي عليها .. كان من الاول هالكلام .. من يوم ما درينا انه بيعرس مب الحين والعرس عقب باكر .. عمرج يا شمسة ما بتحسين بضيم بنتج .. عمرج ..



تكلمت تلك العجوز بسبب وجع طالها سابقا .. لا احد سيشعر بالم كنه الا من عاشت عذابات الامر نفسه .. قالت تحاول ان تبرر كلامها القاسي : بس ياميه مب عقل هذا .. تروح عرسه .. الا ينان وخبال بعد ..


-
خليها ..


واردفت وهي تقف بعد ان ردعت ابنتها عن مساعدتها .. تتوكأ على عصاها الغليظة : البنت مويوعه .. والعقل ساعة الويع ضايع .. يايتنج تريد منج كلمة زينه .. واذا ما عندج هالكلمة لا تتكلمي ..



وخرجت .. لتراه واقفا .. سمع ما قالت .. وكأن الحديث من فيها كان له .. هو ايضا قسى على تلك المتوجعة .. نظرت اليه طويلا .. طويلا جدا .. شعر بتوتر يغزوه .. لما تسمرت انظار تلك العجوز الكارهة له على وجهه بهذا الشكل .. بلع ريقه وبعثر نظراته .. هي عايشت تلك اللحظات التي داهمته منذ ساعة .. هي تعلم بوجعه هو ايضا .. لا يعلم لماذا عادت الذكرى من جديد .. لتحمل حديث غاب عنه .. لربما لانه لم يصدق ما يسمع يومها .. ومنها هي .. تعود الجمل تتراص في مسامعه وكأنه يسمعها الآن : لا تظلمونه .. ما هقيت منذر يسويها .. منذر مب ياهل ما يعرف الصح من الغلط .. ولا هو من شين الفعول .. غير ان البنات صاير من وراهن بلاوي ما يعلمها الا رب العباد ..



ابتسم لها .. يرغب في هذه اللحظة ان يقترب منها ويقبل رأسها .. يرغب بان يقول لها : صدقتي ياميه ..



ابتعدت عن المكان بتعب جسد تقدمت به السن .. وهو تنفس بعمق .. ليحث الخطى يبحث عن تلك التي قسى عليها .. يسمع صوتها في غرفة شقيقتها .. كانت هناك معها بعد ان خرجتا من غرفتها .. لتجلس معها على سريرها .. وكأنها تحاول الابتعاد عن التفكير في ذاك اليوم القادم مسرعا .. تستمع لحديث شامة : سوتلي سالفة اليوم .. لانها اتصلت وانا بعدني ما صليت الظهر .. والله يا كنه رقدت بدون ما احس وراحت علي .. وعشان اللي صار قالت من باكر بتعطيني ساعتين ..


ابتسمت : يعني انتي ما تبين هالساعتين ..


صمت تهادى في المكان لثواني .. فاوقفت تهاديه قائلة : اممم ما اعرف .. من عقب ما عرفت انها ..


استغربت سكوت شقيقتها .. مالذي عرفته عن تلك الطبيبة .. لتحثها للمواصلة : عرفتي شو ؟


بنبرة مندهشة اجابت : تلبس عباة راس وتتنقب .. قالتلي ان المتاعب النفسية اكثرها بسبب البعد عن الله .. هذا اذا ما كانت كلها ..


ربعت ساقيها وشدتهما اليها بحماس واردفت : تعرفين بديت اصدقها .. من ذاك اليوم وانا اصلي كل صلاة بوقتها .. وبعد مب اي صلاة .. اكون هادية ما افكر في اي شيء وانا ع السيادة .. قالتلي اذا حطيت ريولي ع السيادة ووقفت .. اتخيل اني واقفة والله من فوقي يطالعني ..


لا تعلم لماذا شعرت بشعيرات جسدها تقف .. ربما هو الخوف من الله .. او من انه يراقبها .. وانصتت لتلك المستطردة : كل ما اتذكر كلامها احس برجفة . واغيب عن الدنيا الين اخلص صلاتي ..


تنهدت وتابعت : بديت احبها ..


الطرقات الخفيفة على الباب المفتوح جعل انظارهما تتوجهان اليه .. وقف بابتسامة طالبا من كنه ان تذهب معه .. لم تلحظ ان ابتسامة شقيقتها غابت حين دخل .. غابت خلف سواد ما حدث لها بسببه .. لتنزل ساقيها وتحث الخطى لتغلق الباب .. ترغب ان تكون وحدها ..



تمشي من خلفه وكأنها مغيبة عن الواقع .. لعل حديث شامة القصير ابعدها عن الكثير من الافكار السوداء .. تنهدت ورسمت ابتسامة جافة على شفتيها .. حين وقف في وسط المجلس .. لا احد هنا .. الجميع في المنزل .. وشبيب في عمله .. سحب انفاسه واستدار لها .. سيعتذر .. هذا ما كانت تخاطب به ذاتها التي عادت لتعبها .. حين طال الصمت قالت : منذر .. بغيتني فشيء ؟


بحركة مفاجأة لها اقترب منها وقبل جبينها وفقط .. عاد ليصمت .. ومرة اخرى تتفاجأ به يمسك كفيها يتأملهما مطولا .. ماذا به ؟ هل جُن ؟ ام هي في حلم لا تعلم متى سينتهي ؟ .. امالت برأسها قليلا .. تنظر اليه .. وجهه الطويل يذكرها بوجه فارس .. ابتسمت على هذا التشبيه الاحمق ..فوجه فارس نحيل ووجه منذر ممتليء قليلا .. اعادة راسها للاستقامة حين رفع عينيه : ما نسيت اللي سوته هاليدين لي .. ما نسيت ..


عما يتحدث ؟ لماذا اشعر بالضياع ؟ هل انا اهلوس .. ام ان ذاكرتي تلاشت ؟ مالذي فعلته هذه اليدين سوى انها حكمت على القلب بالموت مئات المرات .. لا .. بل ملايين المرات .. اخبرني يا منذر ماذا فعلت حتى لا تنسى .. ماذا بك ؟ او لعل السؤال الاسلم .. ماذا بي أنا ؟


-
سامحيني .. قسيت عليج .. بس من النار اللي في .. انتي غير يا كنه .. وما تستاهلين اللي يصيرلج .. يمكن لاني مب قادر اسوي شيء صرت اقسى ..


عادت ابتسامتها لوجهها .. وبمرح استغربه هو قالت : عادي .. وبعدين اعرف ان كلامكم من ورى قلوبكم ..



كما هي .. تصرفاتها مع ذاك القابع بجانبها في سيارته ليست من قلبها .. ترغب لو تخفيه عن العالم اجمع .. ان تسجنه وتبقى هي على باب السجن حارسة .. نظرت اليه صامتا .. لم يقل شيء منذ ان جاء ليقلها من بيت اهلها .. تنهدت حين توقف في فناء منزله .. بالقرب من باب قسمه .. وقبل ان تترجل امسك بيدها .. نظر اليها ..

ارغم الشفاة ان تبتسم : كنه .. اقدر اطلب منج طلب ؟


قلبها يعتصر .. قد يخبرها ان تتركه وتعود الى منزل اهلها غدا .. او ربما يخبرها بانه سيبتعد من بعد الزواج ولن تراه الا بعد ايام ولعلها اسابيع وربما تصل الى شهر .. ابتسمت بوجل : عيوني لك ؟


رفع كفها ولثم ظاهره .. وتأمل اناملها النحيلة .. وبعدها رفع نظره لها : لا تحضرين العرس ..


فاني سأٌقبل جبين أمرأة اخرى .. والمس كف امرأة اخرى .. وسابتسم لغيرك .. فاني سافعل الكثير .. لاجل اُمي .. ولاجل الناس .. ولاجل فتاة لا ذنب لها .. لستُ ممن لا يراعون مشاعر الاخرين .. ومشاعركِ فوق الجميع ..


لا تعلم لماذا ابتسمت .. ووافقت .. وكأنها كانت تنتظر هذا الطلب في هذا اليوم بالذات .. لانها ايقنت بان عنادها سيقودها للجنون .. ليست قوية .. ليست كما تدعي .. وهو يعرفها جيدا ..




,,

جميع من حولها تراهم ينظرون اليها بنظرات تكرهها .. وحتى الهمسات تشعر بانها عنها .. اضحت مهوسة بما يحدث .. ولعل حديث نادية يريحها قليلا .. بان سوسن ما ان تتخرج ستسافر .. ستعود الى بلدها الاصل .. الى ايران .. عقدت حاجبيها .. فهي لم تكن تحبذ فكرة ان تكون صديقة لها يوما .. ولكن تلك الفكرة ارتسمت واقعا .. وتكسر الواقع على جنون الغرور والنرجسية العقيمة التي تمتلكها .. تنهدت وهي للمرة الرابعة تقرأ ذاك السطر في ذاك الكتاب بين كفيها .. لا تستطيع استيعاب المعنى ..



تجلس على احد الكراسي الخشبية الطويلة .. تحت ظل احد مباني الجامعة .. ترى تحركات البنات .. لاول مرة تشعر بغصة في جوفها .. هي كانت انانية .. فقط ترغب بان تكون الدائرة عليها فقط .. تجرح بالكلام كثيرا من باب انها افضل .. عادت ذاكرتها للوراء قليلا .. بعد انقطاع اواصر الصداقة باسبوعان .. حين سمعت على التلفاز برنامجا يتحدث عن ما كان بها .. وحديث الرسول الكريم لا يزال يتردد في عقلها .. " لا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى " .. اذا هي لماذا كانت ترى نفسها مختلفة .. ترى من هم ليسوا من جنسيتها اقل منها .. تنهدت من جديد واغلقت الكتاب .. لن تستطيع ان تدرس في هذا المكان ..


سحبت حقيبتها المتوسطة الحجم لتدس فيها كتابها .. وتنتزع نظارتها الشمسية لتردفها على عينيها .. ستعود للمنزل .. وبعدها ستعود للجامعة لمحاضرة الساعة الخامسة .. وقفت وهي تخرج هاتفها تتأكد من الوقت .. الساعة الثانية ظهرا .. هناك ثلاث ساعات طوال باقية ..


حثت خطاها لتخرج من البوابة .. فكرها شاردا بعيدا .. تفكر كثيرا في سوسن في الاونة الاخيرة .. تذكر بانها تكره والدتها .. ولا ترغب بالعودة الى بلدها .. ولكن اقامة والدها لن تُجدد .. هذا ما سمعته ..


وصلت سيارتها وركبت وقبل ان تغلق الباب تفاجأت بالجسد الذي رمى بنفسه على الكرسي بجانبها .. شعرت بالخوف مع الغيض .. شعور مزعج اصابها .. تضاربت معه دقات قلبها لتصرخ : شو اللي يالس تسويه يا سلطان ..


-
اريد اتكلم وياج .. وانتي ما اتصلتي ولا رديتي ع رسايلي .. قلت اييج بروحي ..


الصقت ظهرها بالباب .. وكأنها تبتعد عنه : والله ؟.. تباني اتصل فيك .. واكتبلك رسايل حب وغرام .. احنا وين عايشين يا سلطان .. ترضاها ع خواتك .. ترضا يتكلمن وييا ريال غريب تلفون .. او يراسلنه ..


نظر اليها .. يحاول ان يرى عينيها من خلف ذاك الزجاج الداكن : انا ولد عمج ..


رفعت حاجبها واردفت باستهزاء : ما شاء الله – تابعت بجدية – يعني مب محرم لي .. يعني انسان غريب يا سلطان .. والا دراستك برع وامريكا خلوك متحرر .. انت عايش هني وسط ناس تربوا ع عادات وقيم .. مب ع حب وخرابيط .. وتربيتي ما تسمحلي اكلمك .. لانك تبقى غريب علي.. فياليت تنزل ..


شعرت بالخوف من نظرات الاستحقار التي اخذ يبعثرها عليها .. ما به ؟ هي لم تخطئ .. ولن تخطئ معه في حبه الذي لا تعلم صدقه من كذبه حتى الآن .. تمالكت نفسها المتوجسة واردفت باصرار : انزل من السيارة ..


ابتسم : احبج يا مها ..


شعر بانفاسها المضطربة .. شعر بان هناك شيء ما في داخلها بدأ يلين من جملته تلك .. فاردف : اخر الاسبوع برجع اخطبج يا مها .. ومتأمل خير .. تدرين نقلت شغلي هني .. عشان اكون قريب منج ..


وبنبرة استشعرت فيها الصدق : لا تكسريني يا مها .. لا تكسريني ..


وابتعد عن المكان .. لتتردد تلك الجملة مرارا في ذهنها .. ولا تزال انفاسها تخرج مرغمة .. وكأن بها تجري دون هُدى .. اغمضت عينيها وتمتمت : اللهم لا تكلني لاحد سواك .. اللهم انر بصيرتي ..

وتمتمت بعدها بـ العياذ من الشيطان .. وتلتها بالاستغفار .. غريب ذاك السلطان .. وضعيفة هي في هذه اللحظة ..



,,

ضعف مها كان مختلف عن ضعف ذاك العاشق المعذب .. يجلس متكأ وبين كفيه صغيرته .. وبيدها قلم اسود اخذته بشغب من بين اوراقه في غرفته .. وكفها الصغيرة تمسك بكفه الضخم بالنسبة لها .. وترسم .. خطوط متعثرة ببعضها .. وتنطق ببراءة : بثويلك حنه مثل خالوه ..


ضحك ضحكة خفيفة واجابها : اوكي ..


وعاد بنظره على التلفاز .. وتلك تنظر اليه .. تعلم بانه موجود معهم بجسده فقط .. بحجرها صغيرها .. تهز ساقها لينام .. وقد استقر بين اناملها كيس " شيبس " تقضم منه بقهر مستفحل فيها .. حتى وان كان ذاك السالم باردا معها .. فهي ستشعله وستقهره .. هي تستطيع ان تفعل ذلك .. نظرت الى والدته التائهة في بحر افكارها .. وبيدها تتحرك مسبحة ذات حبات خضراء .. قالت وهي تمضغ ما في فمها : عمتي .. بتروحين العرس باكر ..


انعقد حاجبيه على سؤالها .. وشد قبضته حتى صرخت ابنته : بابا .. افتحها ..


قضم غيضه ولبى طلب ابنته .. وعلى جمر ينتظر رد والدته .. لتنطق : عرس منو ؟


التفت لا اراديا لها .. والدته مختلفة .. تخيفه بجمودها .. وبسرحانها المتواصل .. لتنطق تلك مجيبة : عرس عيال المرحوم خميس .. عيال ام فارس .. مب زين ما نروح وواصلتنا بطاقة منهم ..


بغيض قال : اكلي بعيد عن ولدج .. عن يطيح شيء فعيونه ..


هي كانت تقضم قطع " الشيبس " جانبا .. ولكنها علمت بان ثورته تلك من الحديث عن الزواج المنتظر .. لتبعثر الكلمات : ليش ما تشوف .. تراني اكل ع صوب ..


واردفت : شو قلتي عمتي ..


-
مب رايحة .. واذا ع ام فارس باستسمح منها ..


وقامت من المكان .. لينظر لكنة الصغيرة الضاحكة : ثوف ثوف .. حلو ..


وبعدها قالت : بابا نلوح الالعاب ..


وكأن طلب صغيرته جاء في وقته .. ليبتسم ويقبل وجنتها : باكر نروح فالليل ..


الكلمة الاخيرة شد عليها .. وكأنه يخبر تلك بانه لا يهتم .. لن يهتم .. ولكن دون ارادة منه يرى افكاره تسحبه اليها .. كيف تكون الآن ؟ لعلها تبكي .. او لعلها لا تستطيع البكاء من قسوة الامر .. عاد لسراحنه خلف اسألته عقيمة الاجوبة .. لم يشعر بذهاب صغيرته مع والدتها .. لم يشعر ببقاءه وحيدا في المكان .. ولم يشعر بان تلك الافواه في التلفاز لم يعد يعي ما تقول ..

,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 04-04-13, 12:18 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

شعور بالضياع يجتاحها .. شعور بالخوف .. هلع غريب يرجفها .. هادئة جدا منذ الصباح .. لا بل منذ الامس .. ساكنة .. وساكتة عن الكلام .. صدرها يعلو ويهبط برعب .. تنظر الى نفسها في المرآة .. الفستان الابيض السافر .. يتضح من خلف " الشيفون " بطنها .. وآخر ظهرها .. تشعر بانها عارية .. لما لم تستمع لسمية .. لما تشعر ان العناد الذي اصابها ارداها الى حفرة عميقة من الجزع .. ارتجفت حين فُتح الباب .. لتطل سمية بفستانها المختلف .. جميلة كانت .. وهي ايضا جميلة بزينتها التي ابرزت ملامحها .. اقتربت منها شقيقتها : سلوى حاسه ريولي ما بتشلني .. امي تقول نص ساعة وبنروح للقاعة ..


ابتسمت بجمود غريب : عادي ..


ماذا عساي اقول لكِ يا سمية ؟ اشعر بخوف يجتاحني كاعصار هائج .. لستُ كأنتِ .. أنا مختلفة .. متمردة .. والآن اشعر بان تمردي يخذلني .. خائفة .. بل اني اشعر بان قلب سيتوقف من الرهبة ..


حركت يديها بتوتر على جانبيها .. وهي تنظر لجسدها في المرآة : فاسخ .. صح ؟


-
لا .. حلو عليج ..



لتمضي الساعات تباعا .. يقترب الموعد الذي تخافه .. الموعد الذي لم تحسب بانه سيؤلمها بهذا الشكل .. لم تتناول اي شيء هذا اليوم .. منذُ الصباح وهي تشعر بان عينيها ستنفجران .. وستنضحان دما لا دموع .. البيت هادئ هدوء الميتين .. يشعرها بالغربة .. ويزيد من اوجاع روحها .. لا تعلم لماذا قادتها قدماها الى دولاب ملابسها .. وتخرج يدها فستانها الذي اشترته .. بسيط .. طويل .. وبلون السماء اكتسى .. لا تعلم لما ارادت ان ترتديه .. هل ترغب بان تثبت لنفسها بانها سعيدة .. اي سعادة هذه .. وقلبها المعلق به ينتفض كغريق في بحر تتلاطم امواجه دون ان تهدأ .. نظرت الى نفسها في المرآة .. جسدها لا يزال ممشوقا .. بدت نحيفة .. لعلها الافكار اوقعتها في حمية قاسية دون ان تدرك ..


ارتجف كفها ورفعته لشعرها المنسدل على كتفيها .. سحبته الى الخلف من جهة اليمين .. والتقطت دبوس شعر اسود وثبتته .. لتباغتها شهقة .. وتتبعها اخرى .. واخرى .. حتى ابتل صدرها بدموعها .. ولون السماء تحول للون زرقة غريب .. انهارت على ركبتيها .. وسرعان ما ضمتهما الى صدرها .. وتمتمت : اللهم لا اعتراض على حكمك .. اللهم لا اعتراض .. اللهم لا ..



لم تستطع الاكمال .. تشعر بان ذاك الفستان يحرق جسدها .. نار تلتهب فيها .. مسحت وجهها بعنف .. وخلعته بتهور .. تشعر بانه كلما لمس جسدها كأن هناك جمر يتغلغل في لحمها .. خطت عارية الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. تشعر بان عليها ان تطفيء ذاك الهيب .. لتغطس في حوض الاستحمام .. وتدع الماء يتدفق بعد ان سدت مجراه في الحوض ..



دموعها لا تسكت .. لا تريد عينيها ان تتوقفان .. تشعر بألم في مقلتيها .. سيكون مع غيرها الليلة .. الليلة لن يكون قريب منها .. سيتقاسم الهواء مع امرأة .. غطت وجهها بركبتيها العاريتين .. تحتضن نفسها بألم .. لم تشعر بالماء الثائر المبتعد عن حواف الحوض .. والهارب الى فتحة المجاري في منتصف دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. لا تشعر الان الا بان تلك النار لا تريد ان تهدأ .. لن تهدأ .. وزادت هيجانا حين سمعت اصوات السيارات .. يزفون فارس . فارس القلب .. فارس الروح ..



انتحبت .. لا يوجد امامها سوى البكاء .. اغمضت عينيها وكأنها تحاول ان تضع نفسها في مكان اخر غير هذا المكان . لتهدأ .. هدأت ولا تعلم لماذا اصابها الجمود .. حتى عينيها كفتا الدمع .. اغلقت الماء وسحبت " السدادة " المطاطية .. وراقبت المياه الهاربة .. وكأنها ترى هروب مشاعرها .. هروب ضعفها .. هروب وجعها . الذي لم تعد تشعر به ..



خرجت بعد ان جففت نفسها .. لترتدي ثوب نوم طويل .. كأنها لا تريد لشيء من جسدها ان يخرج اثناء نومها وهو غير موجود .. سحبت خطواتها .. واستلقت .. ما هذا الجمود الذي استحلها .. لا تشعر بشيء .. ابتسمت لنفسها كمجنونة ..



هو الآن معها .. هدأت الاصوات .. سيقف معها عند عتبة الباب .. وسيخبرها ان تسمي بالله وتدخل بيمينها .. ومن ثم سيضع يده على رأسها .. ويتمتم بالدعاء .. " اللهم اني اسالك خيرها وخير ما جبلتها عليه .. واعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " .. وسيخبرها ان تقوم وتتوضأ .. سيخبرها ان السجود لله في هذه الليلة سيبعد شحنات التوتر التي تجتاحهما .. ليحل الاطمئنان والسكينة روحيهما .. وبعدها سيتمتم لها قائلا : انا ما ارقد الا ع وضوء .. واحب اللي يرقد معي يكون ع وضوء الا اذا كان في عذر يمنع هالشيء ..


سيخبرها بان هناك ملك سيكون معها اذا فعلت ذلك .. سيستغفر لها حتى تصحو .. وكلما استيقظت في جوف الليل سيطلب لها المغفرة والعفو ..



نزلت دموعها .. كل ما مر هي عاشته .. وكأنها تذكر اول ليلة لها معه .. دموعها عادت تهطل دون هوادة .. اغمضت عينيها .. تشعر بالم في جفونها .. وتشعر بان جسدها حار .. حتى انها ابعدت الغطاء عنها .. وغفت .. وما هي الا برهة حتى شعرت ببرودة على بطنها .. ويد تكتم صرختها .. تكممها عن النطق ..


,,

هـنـا اقف .. وموعدنا يوم السبت باذن الله مع الزفرة الـ 21 ..
تحياتي |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-04-13, 11:59 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,


خطواتنا تمشي نحو مستقبل لا نعلم عنه .. قد نواصل بتوازن الخطوات .. وقد نتعثر ونقف من جديد .. وقد نسقط ولا نقوى على المسير .. صغيرة هي ما ان اتمت الثامنة عشر حتى ارتبطت باسم رجل .. وما ان انهت دراستها الثانوية حتى امسك بكفها منتشلها من كنف منزل تربت فيه .. بلعت ريقها .. تشعر بتعب نفسي يداهمها .. منذُ يومان انهت اخر اختبار لثانوية العامة .. تراكمت عليها العديد من الضغوط ..



تنهدت وهي تركب سيارته بمساعدة اخته نورة التي رفعت ذيل فستانها لداخل .. وبعدها قبلت وجنتها : مبرووك .. ان شاء الله تتهنون ..



وابتعدت خطوات لتغلق الباب .. لا تعلم ان كانت سمعت تمتماتها المرتجفة والخافتة حين ردت عليها المباركة .. نظرها لكفيها العازفة عليهما نقوشات الحناء .. وخاتم من الذهب الابيض يزين بنصرها الايسر بنعومة .. تدعك اطراف اناملها اليسرى باليمنى .. وتسمعه يضحك مع صحبه .. يبدو فرحا وغير مباليا .. رفعت نظرها قليلا لتسمعه يودعهم وهم يتمنون له ليلة سعيدة .. لتخفض انظارها حين وقعت عينيه عليها ..


رغبت بان تراه لعلها تستمد شيء من قوته فتعينها على اسكات رجفتها .. لتبتلع توترها بتوتر اكبر حين جلس بجانبها .. والقى السلام .. لتهمس برد التحية .. ومن ثم يردف : بتريا اوخوي يطلع وبطلع وراه ..



الهذه الدرجة مرتبط باخيه الاكبر ؟ .. هل هو الاحترام ؟ ام انه شيء آخر ؟ .. لم ترغب بكل هذا .. لم تتصور بانها ستتزوج رجل ملتحي بهذا الشكل .. ارتبطت بـ " مطوع " .. ارتجفت حين ايقنت الامر .. لم تتعرف عليه جيدا .. اسابيع قليلة لم تكن كافية لتعرفه .. حديثهما كان مقتضبا عبر الهاتف .. لا تعرفه .. هي توقن الآن وبقوة انها لا تعرفه .. كل ما تعرفه بانه يكبرها بست سنوات ربما .. او اكثر قليلا .. خريج كلية الشريعة والقانون .. ويعمل في دائرة القضاء ..


زاد توترها اضعاف وهي ترى اختها تخرج وامها بجانبها تحدثها .. ترى تحرك شفتي والدتها .. توصيها كما اوصتها هي .. إطاعة الزوج .. واحترام اهله .. وتوصيات تخجل منها .. ما ان تذكرتها حتى انفجرت الدماء في وجهها الدائري البريء .. تسللت الى نفسها شيء من الراحة .. فشقيقتها ستشاركها بتوتر هذه الليلة ..


نظر الى كفيها لبرهة ثم عاد بنظره على الطريق .. وبصوت هادئ نطق : بنروح البيت .. وبعد يومين بنسافر السعودية .. بنعتمر ..


لما هو جدي بهذا الشكل .. ولما يتحدث في هذه الامور الآن ؟ لماذا لا تحاول ان تنتشلني من توتري وخجلي وخوفي الذي اغرق فيه .. يا الله ساعدني .. كيف ستكون هذه الليلة معه .. هو لا يعرفني جيدا كما انا .. كيف سنكون ؟ أسيوافق على ان اتم دراستي كما اتفق مع ابي وخالي .. ام سينسى الاتفاق وسيكون علي السمع والطاعة ؟ كنت اتمنى الكثير .. ان اكون حرة نفسي .. اقود سيارة واعمل .


رفعت مقلتيها محاولة ان تسترق نظرة على وجهه .. فلم يتعدى نظرها لحيته السوداء الطويلة بعض الشيء ..
تضاعف الخوف في قلبها حين توقفت عجلات السيارة .. لترفع نظرها وترى سيارة فارس قد توقفت قبلهما .. ليفتح الباب لها .. ويده تمتد لتمسك بكفها المرتعش : حياج فبيتج ..



قالها ببرود غريب ضاعف ارتجاف قلبها الغض .. لتعانق اناملها كف يده .. ويشد عليها ليساعدها بالنزول .. لا تعلم ماذا حدث او كيف وصلت عند اعتاب الباب الموصد .. لم تشعر بشيء .. وكأن ذاك الخوف خدرها حتى اضحت في سُكر حمل ذهنها بعيدا .. تسمع احرف لا تعيها .. ويد تسحبها بخفة لتلج .. هنا ستموت البنت القابعة فيها .. وستحيى امرأة ..


تمر الدقائق غريبة .. حتى هو اختفى لتتراءى لها فتاة تبدو اصغر منها سنا .. تبتسم وتدنو منها حيث كانت واقفة في منتصف الغرفة : تبيني اساعدج ؟


ابتسمت
.. هي بحاجة للحديث .. لشخص غير ذاك الذي صار زوجها : ياليت ..


وتجلس بعدها على كرسي التسريحة .. وتلك تقف من خلفها تسحب تلك الدبابيس المتزاحمة لتثبت " الطرحة " البيضاء .. لتنطق : خايفة ؟


بل اني اكاد اجن من الخوف .. اشعر بقلبي سيهرب من صدري بسبب قرعه لتلك الطبول الضاربة لعظامي .. كم اتمنى ان تنتهي هذه الليلة المخيفة بسلام ..


ابتسمت : شوي ..


لتردف : انتي نوره ؟


هي نست كُل شيء في هذا الوقت .. هزت تلك رأسها وهي تنزل تلك البيضاء من رأسها وتبدأ بنزع دبابيس اخرى قد ثبتت شعر مستعارا على شعر تلك العروس الحقيقي : انا هند .. نورة راحت لاختج تسألها اذا تريد مساعدة ..


فتحت فيها لبرهة حين وقع الشعر المستعار ليبان ما تحته .. لتنطق تلك الناظرة الى انعكاس صورة هند : شو فيج ؟


بارتباك : هااا .. ما في شيء .. بس شعرج وايد قصير ..


وقفت لتلتفت : ما احبه طويل ..


ابتسمت الاخرى على مضض : تبين مساعدة فالفستان ..


طوحت تلك راسها بلا .. لتغادر هند المكان بتوتر لم يخفى عن سمية .. التي تنهدت وهي تراقب ظهر تلك المغادرة .. اخبرتها والدتها ان لا تخف .. وان تستسلم له .. وعليها ان تطمئن وهي معه .. كيف لها ان تفعل ذاك مع شخص غريب عنها .. وهذه الدقائق كارهة البقاء .. فتجري لتجر معها دخوله عليها .. ومن خلفه خادمة تحمل صينية عشاء .. تضعها وتخرج .. ليقفل الباب من خلفها .. ويقف وهو ينظر لتلك الساكنة بوقفتها وقد شبكت كفاها امامها .. ليرفع حاجبه ويقترب منها .. ويضرب قلبها صفارات هلع منقطع النظير .. ليلف من جانبها يحني رأسه ناظرا الى شعرها .. واذا بكفه تقع على رقبتها من الخلف بشيء من الشدة المستحبة : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ..



تُقسم بان قلبها في هذه اللحظة سقط عند قدميها .. تسمرت في مكانها .. بل ان جميع خلاياها تجمدت .. برغم حرارة جسدها الملتهبة .. ليمر من امامها يخلع ما على رأسه ويرفعه ليردفه على " الشماعة " الذهبية في زاوية الغرفة .. وهي ثابتة فقط تشعر بحركاته .. عاد يقترب منها .. وترتجف من لمس انامله لذقنها ..


اغمضت عينيها لتسقط دموعها تباعا .. لا تريد ان تراه .. وان تسمع تلك الجمل المخيفة .. تفاجأت حين لمست شفتيه وجنتها الحارة .. وقبلة اوقعتها في تناقض شخصيته .. ليهمس : ليش الدموع ؟ اباج تعرفين ان ديني وربي ورسوله اولا .. وامي ثانيا ..


ليبتعد ويقع نظرها على وجهه .. فيه راحة غريبة .. عينيه نائمة الاطراف تحكي هدوء جم .. ليرتفع نظرها على اخضرار رأسه .. لا شعر هناك .. بخلاف وجهه المكتسي بشعر لحيته السوداء .. لا تعلم لما شعرت بطمئنينة تعانقها .. وسكينة تُصب عليها من حيث لا تدري .. قد يكون السبب ذاك الدعاء الذي قاله ويده تلامس رأسها ..



,,

انفاسها تتهادى براحة كم تمنتها مؤخرا .. لتغلق الجفون دون ادراك منها .. لعله الاستسلام لما قدره الله لها .. ولعل ذاك الماء اطفئ لهيب روحها المتوجعة .. لتنسى كُل شيء خلف اغفاءة انهاها ذاك الشيء الرطب الذي عانق بطنها .. لتفتح عينيها بجزع .. وقبل ان تتفوه بصرخة تكسر هدوء الليل .. اذا بيد تكتمها .. يد رطبة لا يزال الماء يقطر منها .. جفلت بل حتى الحركة غادرتها .. وقطرات ماء تتساقط على جانب وجهها .. وانفاس حارة تقترب من بشرتها .. لتسارع الجفون الهرب خلف الظلام .. وتُفتح على همسات انزلقت الى مسامعها لتصل الى قلبها وتسكنه : ما اريد اسمع اي كلمة يا كنة .. ولا اي سؤال .. احلفج بربي الذي لا اله الا هو ما تسألين ليش ؟ ولا تسألين عن اي شيء ..


لتترك يده فيها وينحني يدس رأسه عند كتفها الايسر .. لتشعر ببرودة الرطوبة التي يعاني منها شعره .. لترفع كفها وتسقطها على رأسه : ما بسألك .. بس كم الساعة الحين ؟


لم يجبها .. تشعر بانه يغرق في جسدها .. وبعد صمت تمتم : الفير .. قومي صلي وتعالي ..


لتنسحب منه ويدس وجهه في الوسادة .. وتقف هي بذهول تنظر اليه .. لتحث الخطى تغلق التكييف .. فجسد ذاك مبتل وكأنه استحم بملابسه .. وغادرت لتختفي خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. ولا تعلم لماذا وهي تقف على سجادة الصلاة تذكرت حديث شامة لها .. لعلها بحاجة للخشوع في هذه الساعة كثيرا .. لتنسى كُل شيء .. حتى ما انتهت من صلاتها .. قادت خطاها اليه .. لا يزال على استلقاءته .. مع انه يكره استلقاء البطن لقول رسول الله : " انها ضجعة يبغضها الله عزوجل " ..



دنت منه .. ورفعت نفسها على السرير .. لتتحرك كفها تبعد شعره المبلول للخلف : غير رقدتك يا قلبي ..


غيرها كما طلبت .. ليعانق جسدها بذراعيه .. ويترك شق وجهه الايمن على صدرها .. ترغب بسؤاله عما به .. ولكنها لن تفعل .. وزوجته ماذا ستقول اذا قامت من نومها ولم تجده .. تنهدت .. ليدرك ما يجوب في خلدها .. وينطق ولا تزال عينيه مغمضتين : لا تجبريني ع شيء .. دخيل ربج يا كنه لا تجبريني ع شيء .. اوعديني ..


ارتفع رأسه مع صدرها حين سحبت الهواء الى رئتيها بنهم .. ليردف : اوعديني ..


لتبتسم وهي تمسد رأسه بكفها : اوعدك .. اوعدك ..


آه يا كنة كم اني اشتقت لحضنك .. وكم اني اشعر باني عطش ولن ارتوي منكِ حتى الممات .. أنتي مختلفة .. أنتي لولا اني اخاف ان اكفر لقلت انكِ ملاك منزل من السماء .. ولقبعت عند رجليكِ دون ملل ولا كلل .. استغفرك يا الله .. فاني انسان وخلقتني ضعيفا .. ولا اقوى الا بك .. فامدني بقوة من حيث لا احتسب ..



,,

الوعود كحبل مشنقة تلف على رقاب الواعدين .. كلما تخاذلوا رميت اجاسدهم لتعلق حتى الموت .. انزل قبعته ليشد شعر رأسه للخلف .. لا فائدة من الاستجواب الذي طال .. والجميع يأكدون له ان لا احد آخر .. وهو يُقسم بان هناك احدا اتصل بهم في تلك الساعة وابلغهم بتمركز قوات الامن .. تنهد ليرفع رسغه ينظر الى الوقت .. ساعات الصباح الاولى .. انتهى عمله منذ ساعات طوال ولا يزال في مكتبه .. زفر انفاسه من جديد وتعود له ذكرى تؤرقه ..


خالد وحديث ماضي .. ووعد بالوفاء يأكل جسده دون هوادة .. وخذلان لاجل اُم لا تقوى على بُعد ابنتها .. قام واقفا ليسحب قبعته العسكرية ويترك المكان .. سيعود الى منزله سيأخذ قسط من الراحة .. التحية العسكرية تُرمى عليه حين مروره من رجال الامن الذين صادفهم .. وابتسامته تنم عن راحة ظاهرة ..


فتح باب سيارته ليركب راميا بتلك التي في يده على الكرسي المجاور .. وينطلق .. وما هي الا دقائق حتى جاءه اتصال جعل نواجذه تبان من خلف الشفاه المنفرجة .. يدس سماعته في اذنه وعينه على الطريق : هلا والله .. شحالج يا قلبي ؟


قهقه بقوة ليردف : اوو شكله المزاج عال ..


توقف لاشارة مرور صادفته .. وهو يستمع لصوت تلك الذي امتزج بنبرة فرح غريبة .. واجاب : هيه اكيد مصدق انج فرحانه .. واعرف انج ما تمثلين .. هو حد يعرفج اكثر مني ..


تحرك وضحكاته تجلجل في الاركان : الله الله .. يعني حبيب القلب قام ينافسني ..


طالت تلك المحادثة .. حتى ما توقفت سيارته في فناء المنزل وترجل منها .. تحرك بهدوء الى باب المنزل : الحمد لله .. والله كنت خايف عليج واحاتيج ..


رفعت ساقيها لتتربع على الاريكة : الحمد لله .. المهم انه وياي وما خلاني


عينها تبتعد لتنظر الى باب غرفة النوم .. وتردف : هذا اهم شيء يا شبيب .. المهم انه وياي ..


ردد الحمد لله .. واستطرد : كنه اذا حتيتيني انا مويود ..


-
الله لا يحرمني منك .. حسيت انك بتكون قلقان وتحاتي .. قلت اتصل عليك واطمنك ..


انتهت المحادثة بينه وبين شقيقته لتتخطى قدميه عتبة الباب .. وصوت الـ" راديو " يصل الى مسامعه من الصالة الصغيرة .. ليدخل وقد علت وجهه ابتسامة : صبحكن الله بالخير ..


ويقع على رأس جدته مقبلا ومن ثم رأس والدته .. لتنطق العجوز بعد ان ردت عليه تحية الصباح : هلا بوليدي .. اليوم متاخر عسى ما شر ..


ظل واقفا : ما شر يالغالية .. الحين سمحلي بروح اريح شوي ..



اختفى .. ليظهر جسد شامة في المكان .. بتردد نطقت : ما كأنه صوت شبيب من شوي ؟


وبعدها انسحبت من المكان .. تقف على اعتاب قسمه .. سحبت انفاسها وزفرت .. متوترة جدا .. هي ليست قريبة منه كما كنة .. يعود اليها حديث قديم من تلك الطبيبة عن هواياتها .. وان عليها ان تشغل وقتها بشيء تحبه اذا كانت لا ترغب بالعودة الى الدراسة في الوقت الراهن .. يدها المرتجفة تسقط على مقبض الباب .. وكفها الاخرى تطرق عليه بظهر اناملها ..


لا اجابة تصل .. ففتحت الباب وولجت .. ومن ثم حثت الخطى الى غرفته .. الباب مفتوح على مصراعيه .. دنت حتى بعثرت انظارها في غرفته البسيطة .. وصوت الماء يتهادى اليها من دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. اذا فهو هناك يستحم .. عادت لتسحب الهواء وتزفره .. وفجأة تسمرت في مكانها .. ليغرقها حياء من منظر اخيها المتأزر بمنشفة بيضاء .. ومنشفة صغيرة تتحرك على شعره .. ليرفع نظره وتسقط هي نظرها للارض : شامة !


التعجب يلفه وجدا .. فتلك لم تدخل غرفته منذ امد طويل .. بنبرة مرتعشة اجابته : اسفه .. شكلي ييت فوقت غلط ..


ابتسم .. فكم يعشق حياء شقيقته .. لينطق : اتريني فالصالة الين البس ..



تشعر بان الجو حار جدا .. ستقف وتبتعد عن المكان قبل ان يأتي .. هذا ما كانت تفكر به وهي تشد كفيها عند فيها .. بعد ان اسندت مرفقيها على ركبتيها .. التفتت كمقروصة على صوته : حيالله شيوم .. تو ما نور المكان ..


ليكتسيها الخجل اضعاف مضاعفة حين جلس بجانبها واحاطها بذراعه : شو سر هالزيارة اليوم ؟


طال الصمت من قبلها .. ليسحب ذراعه عن كتفيها .. ويستند بظهره على جانب " الكنب " الطويل الجالسان عليه .. سيدع لها مجال لتتنفس .. وتزايدت ابتسامته وهو ينتظر الرد .. لا ينكر بانه متعب حد الاغماء .. ولكن هي هنا .. وفي جعبتها حديث لا تعرف كيف تقوله ..


تبدد الهدوء على صوتها وهي تنظر لظهر الطاولة الزجاجية امامها .. وكفاها قد ارتاحا في حجرها : امم .. شبيب اريد كام ..


وصمتت ثم اردفت بنبرة تتخللها فرحة استشفها هو : احب التصوير .. ومن زمان كنت اريد كام – صمتت واردفت – تكون بروفيشنال ..


لم يقاطعها وانتظر منها المزيد .. استطردت بعد ان نظرت اليه لبرهة وعادت بعدها للنظر الى تلك الطاولة : تقول الدختورة لازم اشغل نفسي فشيء احبه .. عشان ما افكر تفكير سلبي .. اريد احترف التصوير ..


بعد جملتها تلك تعلقت انظارها بعينيه الهادئتين .. ليتمنى ان يقابل تلك الطبيبة التي قلبت كيان شقيقته .. ليشكرها .. ليخبرها بانها طبيبة ناجحة بالفعل .. مد كفيه ليعانق كفيها المتشنجان من التوتر : من عيوني .. كم شامة عندنا ..


وقفت بفرح .. كطفلة لا تعي ماذا تفعل .. لتنحني وتقبل وجنته وبعدها تهرب .. فقط هربت .. ليضحك بخفة ويسقط رأسه للخلف .. يشعر بان الفرح كبير هذا اليوم .. لم يعتد عليه .. شقيقتيه سعيدتين .. وهو يقُسم ان سعادته لسعادتهما عظيمة جدا .. رفع جسده متوجها الى غرفته .. ليسقطه على السرير .. هو مُتعب .. ولكن لا يرغب بالنوم .. تسمرت عينيه على سقف غرفته المرسوم بسماء زرقاء وسرب طيور وسُحب صيف بيضاء .. وكأنه ينظر لسماء الكون .. تنهد واغلق عينيه وذراعيه تعانقا تحت رأسه ..


,,


اما صاحبه الذي استأذن من عمله قبل الفجر بساعات ثلاث .. عاد الى منزله ليقضيهن في النوم .. او لعله كان يوهم نفسه بذلك .. فمنذ ان علم بان هناك فرد جديد سيضاف الى عائلته وهو مختلف .. حتى النوم يهرب منه مبتعدا .. تسوقه الاحلام بعيدا .. وهاهو يجهز بعض من اغراضه لينقلها الى الشقة التي استأجرها .. لن يخاطر اكثر فهناك حياة عليه ان يحميها .. ابتسم وهو يرمي ببعض ثيابه في حقيبته .. يذكر ماذا حدث بالامس صباحا .. اصر عليها بان ترافقه الى المستشفى وتقوم بالتحليل الازمة ..



تطقطق برجلها بخوف .. سحبوا منها دم كاد ان يرديها الى اغماءة لا تحبذها .. وزاد مزاجها سوء ضحكات جابر عليها حين اخذت تردد بانها لا ترغب بالابرة .. تنهدت وهي تنتظره على المقاعد القريبة من العيادة النسائية .. تشعر بالخجل لقيامها باعطاءهم عينة بول .. لم تقم بتحليل مثل هذا من قبل .. تنهدت من جديد ليتراءى لها حين رفعت رأسها ..


قبع بجانبها يفتح لها علبة عصير برتقال .. ويعطيها اياها : ما نادوج ؟


هزت رأسها بلا .. قالوا فقط نصف ساعة على ظهور النتائج كاملة .. وهاهي تمر اربعون دقيقة دون اي خبر .. بلعت ريقها والتفتت له : جابر انا تعبت .. خلنا نروح .. وتعال بعدين شوف النتيجة .. والله اريد ارقد .. حاسه جسمي مكسر ..


قام واقفا : بشوفهم وبرجع ..


زفرت انفاسها بغضب .. وكفاها تحيطان بتلك العلبة وفكرها ارتحل بعيدا .. هل يعقل ان اكون حامل ؟ سؤالا طرحته على نفسها ونفضت رأسها من بعده .. لترفع نظرها من جديد للواقف امامها : شو قالوا ..


- قالوا بتتاخر النتايج .. عندهم عطل فواحد من الاجهزة .. ويمكن يحولون العينات لمختبر ثاني .. قومي ..


تمسكت بذراعه وتشعر بانها ستسقط ارضا .. لينطق بخوف : انتي بخير ؟



انعقد حاجباه وهو منحني يغلق حقيبته .. فهي حتى الساعة لا تعلم شيء .. وهناك اشياء تقلقه في تلك التحاليل .. لديها انيميا حديد .. ستحتاج الى جرعات من الحديد وهي تكره الابر .. زفر انفاسه فمهمته القادمة صعبة جدا ..




,,

الصراخ والثورات المتكررة منها .. تصيبها بانهاك غريب .. تصرخ على والدتها بحدة لتفتح لها الباب .. بالامس دفعتها حتى سقطت على الارض وانحنت تبحث في جيوبها عن باب المنزل .. دون جدوى .. لتحتقن بالغيض : ليش ما تبين تفتحين الباب ؟


اليوم هي على سريرها هادئة .. هل اصيبت بالجنون ؟ .. مدت يدها على والدتها بالامس لاجل هوس اصابها .. انقلبت على يسارها بشرود غريب .. هي ليست بخير .. هي تشعر بان هناك من يأجج عصبيتها رغما عنها .. وكأن هناك من يستحثها لفعل الحرام .. السحر حرام .. هي تعلم ذلك جيدا .. وايضا هي لم تكن هكذا من قبل .. كانت فتاة مسالمة بحق .. لا ترفع صوتها الا نادرا .. والآن وصل بها الامر لضرب والدتها ..


قامت عن السرير بضياع يتملكها طوال ليلها الفائت .. وقدماها تحثان الخطى الى النافذة .. تزيح الستار وترقب المنزل المجاور .. ابتسامتها اتسعت .. فسيارته هناك .. بتهور انتزعت عباءتها و " شيلتها " خرجت من غرفتها جريا الى الخارج .. لتشد مقبض الباب مرارا لفتحه دون جدوى .. وتزم شفتيها بغضب جم .. وتبعثر انفاسها الحانقة امامها .. لتلتفت لصوت القادم من وراءها .


- يالله صباح خير .. وين رايحة من غبشة ( ساعات الصباح الاولى ) ..



شدت بقبضتيها تنفس عن غضبها .. لا تريد ان تغضب .. لتنهمر دموعها تحت انظار والدتها المليئة بالاستغراب : امايه فتحي الباب .. امايه الله يخليج فتحيه .. اريد اشوفه .. اريد اقوله اني احبه وانه لازم ياخذني ويخلي ليلوه الخايسة ..



ادبرت دون ان تنبس ببنت شفة .. وهناك في عقلها ترددت احاديث غريبة .. لما لا تدعها تواجهه .. لربما يستطيع ردعها عما تنوي فعله .. ابتسمت وهي تسمع ابنتها الواقفة عند عتبة باب غرفة والدتها بعد ان تبعتها : الين متى يعني بتسكرين علي ..


ترقب والدتها الصامتة التي تبعثر دولابها .. وتعقد حاجبيها عندما اقبلت اليها .. ليزيد استغرابها حين رفعت امام ناظريها بالمفتاح .. لتشد تلك على شفتيها وتختطفه : مشكوورة ..


وتجري مسرعة خوفا من عودة تلك في قرارها .. انطلقت للحرية .. كعصفور طار من قفص حديدي .. لتقف تشد انفاسها وتقطع الطريق الفاصل بين المنزلين .. لتبعثر النظر من البوابة المفتوحة .. وتراه هناك يدخل حقيبته في سيارته .. مشت على حياء حتى ما ان فصلت بينهما بضع خطوات : احم .. السلام عليكم ..


لم ينظر اليها .. رد التحية واغلق الباب الخلفي لسيارته .. واتخذ له مكانا جانبا ووقف وظهره لها .. لتنطق : شخبارك جابر – وبغيض اردفت – وشحال ليلى .. عساها بخير ؟


باقتضاب اجاب : بخير ولله الحمد ..


لتزم شفتيها : ليش خليتوا البيت ؟


تنهد : يقولون في ناس يبون لنا الشر .. وما هقيت اللي يحب يضر حبيبه ..


التفت لها وسرعان ما غض نظره عن وجهها : اللي فيج يا نوال مب حب .. انتي يالسه ادمرين عمرج بدون ما تحسين .. تدرين ان السحر حرام .. وانتي وراسج والف سيف الا تسوين هالشيء .. تعرفين اني اقدر اسجنج ع هالسالفة ..



مؤكد ان والدتي وصلت اليه قبلي .. ما كانت لتعطيني المفتاح ان كانت لم تفعل .. لا احبك .. ولا ارغب فيك ايها المتعجرف المتكبر .. كل ما هنالك اني اكره زوجتك الحمقاء .. اكرهها ..


بصوت هادئ اكمل بعد صمتها الذي اخذ دقيقة ونيف : نوال خلي عنج هالخرابيط .. وشوفيلج شغلة تسليج ..


قال حديثه ذاك ليثور بركان غضب فيها .. وتترك المكان تحيطها نيران تتآكلها .. حتى ما دلفت الى منزلها وقفت تنظر الى والدتها الجالسة في الصالة تتناول افطارها : رحتيله صح ؟ خبرتيه عني وعن اللي بسويه ..


دون اكتراث وهي تشرب من كوب الشاي : شو قالج ؟


" مالج خص " قالتها بغيض لتقف تلك في وجهها : احترميني انا امج .. واللي فراسج خليه عنج .. ترا والله ما بيردني شيء عن حبسج اذا تماديتي .. بس ما بيكون حبس بيت ..


صرخت : الله ياخذها وياخذه .. عساهم ما يتوفقون لا دنيا ولا اخرة .. زولة بلا رده ان شاء الله ..


ادبرت وعلى لسانها دعوات عليهما .. وتلك تنظر اليها ومن ثم تمتمت : الله يهديج ..


وقفت من جديد امام نافذتها تنظر اليه يغلق بوابة منزله وينطلق .. سيترك المكان ويرتحل بسببها هي .. تنهدت وهي تتتبع سيارته المبتعدة .. الهذه الدرجة يعشق زوجته .. وفضل الابتعاد لاجلها .. اذا لماذا زوجها السابق لم يفعل مثله .. لماذا لم يترك منزل عائلته لاجلها .. وتركها تتخبط بين كره والدته ودسائسها وبين حديث اخواته المتكبرات .. هي تشعر بالغيرة فقط .. وتشعر بكره يتآكلها .. لما ليلى تلقى هذا الاهتمام وهي لا ..



,,

كانت تلك تجلس بتعب على سريرها وحديث والدتها الحانق يصل اليها : هذي سواه تسويها .. شو فيه بيتكم عشان تخلينه يودره .. وتكلفين عليه اجار شقه .. هذا بدال ما تاخذينه ع كفوف الراحة مثل ما هو مسوي .. افااا بس .. الظاهر ما عرفت اربيج ولا عرفت اعلمج كيف ادارين ع ريلج اللي ما بتلقين مثله بهالدنيا ..


رفعت راسها للواقفة امامها والغضب يتطاير من عينيها .. وبذبول اكتسى به وجهها : امايه السالفة مب مثل ما انتي تظنين ..


- ما اريد اسمع شيء .. وبعدين تعالي قولي سوى وسوى ..


لتخرج بعدها مغلقة الباب بقسوة .. وتستلقي تلك على السرير وساقاها متدليتان عنه .. جسدها متعب كثيرا .. ترغب بالنوم فقط .. لتغفو وهي تسمع صوت والدتها الثائر من جديد .. ولكن هذه المرة على مبارك .. والدتها في الاونة الاخيرة اصبحت صحبة مع الغضب على اتفه الاسباب .. منذ زيارة تلك المرأة الغريبة .. هناك في عينيها حديث ترغب بقوله ولا تستطيع ..



تنهدت وهي تفتح عينيها .. هدوء المنزل اراحها .. لربما ما في والدتها بسبب الاجازة وترقب نتيجة مطر في الثانوية العامة .. وسرعان ما تتهادى لها اصوات خافتة من نافذة غرفتها المفتوحة .. لتتحامل على تعبها وتقف .. تمشي لتنظر الى اصحاب الاصوات .. والدتها هناك ووالدها وايضا جابر .. ابتسمت وهي تنظر اليه .. وسرعان ما عقدت حاجبيها على صوت والدتها الحانق على جابر .. لماذا هي غاضبة على الجميع بهذا الشكل ..


- يا حفصة لا تدخلين .. هو وحرمته ينيازون ..


قالها حمد واردف : ما عليك من عمتك يا جابر .. اهم شيء راحتكم .. ودام البيت كبير عليكم وتبون تغيرون وانت قادر ع هالشيء توكل ع ربك ..


وقبل ان يفتح فيه اذا بحفصة تنطق : بس مب بهالشكل يا حمد .. كل ما قالتله شيء قالها هيه والله .. سمحولي بس هذي مب مريله اذا بتبع شور حرمة ..


حمحم وهو يستمع لحديثها الاذع .. تتحدث عن الرجولة .. ما بالها هذا اليوم هائجة عليه : عمتي الله يهداج بغينا نرتاح شوي .. وبعدين اريد ليلى تكون قريبة منكم .. والشقة كلها ربع ساعة وانتوا واصلين .. مب بيتنا اللي يبالكم ساعة الين توصلونه ..


تنهدت وحركت يدها بعدم اهتمام : كيفكم ..


وبعدها انصرفت .. ليبدأ حمد بالاعتذار : لا تواخذها وانا عمك .. ماعرف شو بلاها من كم يوم .. شابه ضو ..


" ولا يهمك يا عمي " .. نطقها واردف : تقدر تقول حق ليلى اني ابغيها ..


قبل ان ينطق والدها مجيبا اذا بها تقف على عتبات الباب ويدها تستند على جانبه .. لتلقي التحية وتمشي بخطوات متعبة ليقترب منها ويسندها : انتي بخير ؟


نظرت اليه .. عينيه تحكي خوفا غريب عليها لم تعهده يوما .. سمعت كلمات والدها المستأذن بالانصراف .. واذا به يمشي وقد اسندها بذراعه القوي .. حتى ما ان دخلا المجلس الصغير واراحها على الكنب الطويل .. قبع بجوارها وكفاه تحركا ليعانقا كفيها : شخبارج اليوم ؟


تنهدت : بخير .. ما رحت تشوف النتيجة .. للحين احس بتعب .. اريد بس ارقد .. ياللا اقدر اسند طولي ..


بحركة تفاجأتها تسقط يده على بطنها وبصوت حنون : كله من اللي ياي فالطريق ..


قطبت حاجبيها دليل لعدم الفهم .. ليرفع هو نظره اليها .. ويحرك سبابته بين حاجبيها : لا تعقدين حوايبج .. النتايج تقول انج حامل .. وفبداية الحمل بعد ..


ابتسمت وعادت وتجهمت .. ثم عادت وابتسمت : شو اللي يالس تقوله .. اصلا كيف اكون حامل ..


صمتت تنظر للحقيقة في عينيه .. ربما يداعبها بمزحة ثقيلة لن تستسيغها .. ولكن لا شيء سوى الجدية المرتسمة على ملامحه .. ليشد كفيها اكثر : ليلى انتي حامل .. ولازم نراجعهم عشان يطمنون عليج اكثر .. وانا اطمن بعد ..


دموع تنم عن فرح عانق روحها .. دموع اختلطت بدموع ندم على ما بدر منها يوما .. ظلمته دون ان تعي حقيقة الامر .. والآن هي حامل .. تحمل نطفة صغيرة منه هو في احشاءها .. وكأن الله يعلمها درسا بان تثق في بعلها .. انامله تمسح خط الدموع المنهمر : لا تصيحين .. ما اريد ولدي يطلع صياح بسببج ..


اختلطت ضحكتها ببكاءها .. ليشدها الى صدره : ليلى شو قلنا الحين ..


بنبرة مكتومة في صدره نطقت : مب مصدقه .. حاسه اني بطير من الفرحه ..


أأخبركِ بما هو اسوء .. ام اصمت حتى حين ؟ لا ارغب بقتل فرحتكِ التي استشعرها من رجفة جسدكِ بين ذراعي .. لا ارغب الا بان احتوكِ .. وغدا لناظره لقريب .. غدا سنستمع لكل شيء .. وسنضع نصب اعيننا حماية صغيرنا القادم .. ليلى ارغب بان تكوني قوية .. لا ارغب بالضعف ان ينهككِ ..



ابعدها عن صدره ليمسح دموعها : قدمتلج موعد باكر ع الساعة حدعش ( 11 ) ..


هزت رأسها بالموافقة .. وبعدها عادت الى حضنه .. ترغب بالبقاء هناك حتى الغد .. حتى موعد اللقاء مع الطبيبة التي ستشرف على علاجها .. هناك في احشاءها روح صغيرة .. وهي لا ترغب بتركه .. لا ترغب بان تبتعد عن سماع نبضات قلبه .. عن انفاسه التي تشعر بدخولها وخروجها ..



اُم .. ساكون أم يا جابر .. سيجمعنا طفل صغير زيادة على الحب .. اشعر بنبضاته الصغيرة في جوفي .. هناك يرقد بسلام مطمئن .. آآه كم ان الشعور رائع .. سأسكت جميع النساء الكارهات لعشقنا .. وسأعلن اني امرأة كاملة .. سأصرخ بأني سآتي بطفل من حبيبي الذي تتعاركن لنيل نظرة منه .. هو لي .. وله .. هو لنا نحن عائلته الصغيرة .. هل تسمعون .. جابر لي انا فقط ..


,,


الانانية تقبع في نفوس البشر بنسب متفاوتة .. بين حناياك وحناياكِ انانية خرقاء تقوم في لحظات دون ان نشعر بها .. وتعود للخمود .. وهناك في قلبها انانية مفرطة كونها اُم .. وقلب الام ورقة خاسرة في معركة الإثار .. تفترشان الحصير البلاستيكي بالقرب من باب المطبخ الصغير .. وبينهن وعاء عجين .. وقطع جبن " كيري " .. وصينية فرن مدهونة بالزبدة .. وهي تجلس تنظر الى مناوشاتهن ..



تفرد قطعة العجين الصغيرة في الصحن الصغير وتضع قليل من الجبن وتلفها بكفيها الصغيرتين .. لتصرخ وهي ترى كلثم لا تجيد العمل : امايه .. شوفي كلثم خربت الفطاير ..



لتنطق تلك بصوت متعب وهي تحاول اغلاق العجين باناملها : ماما .. ما تسكر ..



لتترك ما في يدها وتبدأ بتعليم ابنتها الصغيرة كيفية صنع فطائر الجبن .. لا مدرسة الآن .. والملل أخذ من صغيرتيها الكثير .. لتصنع لهن من العمل تسلية .. ترقب تنفس ابنتها المتعب .. الربو اضحى لا يفارقها .. قلقة بشأنها كثيرا .. الجو في هذه المنطقة تغير عليها .. لتلتفت لمريم السعيدة بمساعدة والدتها .. تلك الاخرى ينتابها قلق شديد ناحيتها .. فـ عوض لا يكف عن تجميلها في اعين صحبه .. وبالامس صرخ بها : باقي كم سنه وبتصير حرمة .. وانا ولي امرها دامني ريل امها ..




تنهدت وهي تقف .. لترفع مريم نظرها اليها : اماية وين رايحة ؟



حركت كفها على شعرها : برجع حبيبتي انتبهي لاختج ..



وقفت عند عتبة باب غرفتهما .. تشد انفاسها الى رئتيها .. عليها ان تضع انانيتها جانبا .. ستضع مصلحة ابنتيها اولا .. هما هنا ليستا بخير .. ولن تقوى على تحمل تبعات حياتهما بجانبها .. هي مهما قويت فلن تستمر .. فعوض قاسي جدا .. ستخضع له يوما لا محالة .. سيقضي على سعادة طفلتيها .. جلست القرفصاء امام دولاب ملابسهما .. تجمع ما فيه وتضع ملابس مريم في كيس وملابس كلثم في كيس آخر .. لتختم الجمع باوراقهما الثبوتية .. وشهادات مدرسية لمريم ..




خرجت على صوت مريم المنادي لها .. ومن خلفها تمشي كلثم بخطوات متباطئة : امايه خلصنا الفطاير ..



تنظر لاكفهن المتسخة .. تبتسم ومن ثم : حبيباتي روحن تسبحن ..

بتحصلن ملابسكن ع الشبرية ( السرير ) ..



لتدفعهن بخفة من اكتافهن لداخل : ياللا فديتكن ..



سحبت انفاسها وتسابقت خطواتها الى غرفتها .. تذكر انها رأت مفاتيح باحد الادراج .. لعل بينهن مفتاح اضافي للباب الرئيسي لهذا الملحق .. بعثرت الدرج الاول ولم تجد شيء .. وايضا الثاني .. لتقف : يا ربييه والله اني شفتهن بس وين ؟ ..



زمت شفتيها بتفكير وانظارها تتبعثر في الارجاء .. لتبتسم وهي تتوجه للصالة .. ربما هن هناك بالادراج في تلك " المكتبة " الكبيرة .. لتفتح احد الادراج بجانب التلفاز .. وتبعثر ما به .. اوراق فواتير واقلام رسم .. وعلاقة مفاتيح مهملة في اخره .. سحبتها وخرجت مهرولة للباب الرئيسي ..



يدها ترتجف لتجرب المفتاح الاول دون فائدة .. تحركه ولا يستجيب ذاك القفل .. بتوتر تركته لتلتقف الاخر .. ليكون كما صاحبه .. تنفست بهلع وهي تجرب المفتاح الثالث .. ادارته واذا بابتسامة تعانق شفتيها .. الباب انفتح .. ستُخرج ابنتيها من هذا السجن .. اقفلته وهرولت الى المطبخ .. لتتملكها غصة من حزن اليم وهي ترى ما صنعته اكف طفلتيها في تلك الصينية .. تنحني لتحملها وتدخل بها الى المطبخ .. وتغطيها وتترك المكان .. لا يوجد وقت لطهيها ..




بعد ساعات في سيارة اجرة .. تقبع هي بجانب الباب لا تُرى الا عينيها التائهة .. وبجانبها مريم وبجانب مريم كلثم .. تشعر باختناق .. وكأن هناك اكف ضخمة تقبض على رقبتها تمنع الاكسجين عن الدخول الى رئتيها .. ليصلها صوت مريم : امايه .. منو الريال اللي كان يصارخ عليج فذاك البيت .. وشو يعني بنت حرام ..



آه يا مريم أأخبرك بان ذاك الرجل هو احد اعمامك .. أأخبرك بانهم يظنون بانكِ ابنة غير شرعية لي .. وانكِ لا تمتين لهم بصلة .. سامحيني يا ابنتي .. حاولت ان افتح عقولهم المتحجرة لكن دون جدوى ..



التفتت لها : لا تهتمين فديتج ..



نظرت الى تلك الصغيرة المتعبة .. انفاسها منهكة بسبب داء الربو الذي لا يرغب بان يعتقها في الايام الماضية .. يتطوح رأسها حين تغلق عينيها بتعب .. عادت انظارها للامام حين سألها السائق عن الطريق .. لتجيبه : ادخل يمين ووقف عند آخر بيت ..



تنهدت حين توقفت العجلات : ياليت تتريانا ما بنتأخر ..



وشدت خطاها مع ابنتيها وبيدها كيس به ملابس كلثم .. وقفت تنتظر المرأة التي طلبت مقابلتها .. وطال الوقوف .. لعل تلك الخادمة لم تخبرها .. لتجلس كلثم القرفصاء : ماما متى نرد البيت ..



تهدج صوتها : تعبت ماما ..



وقبل ان تنطق اذا بأمرأة تقف ترحب بها .. ظنت بانها متسولة تطلب معونة ما .. فمدت يدها بخمسون درهما : سمحيلي ما عندي غيرهن الحين .. وربي يرزقج ..



كفت يد المرأة بكفها : لا فديتج انا مب طلابه ..



لتتلعثم الكلمات على لسانها .. وطفلتيها تشبثتا بعباءتها من الخلف .. وبهمس قالت : انا ارملة ولدج خالد .. الله يرحمه ..



صمت .. وسكون مخيف .. وانفاس ثائرة من قبل حفصة .. لتصرخ بها : خالد ما عرس .. ولا له ارملة ..



بعثرت نظراتها على الصغيرتين المختبئتان بخوف : واذا يايه ترمين بلاج علينا .. فاقولج ردي من وين ما يايه .. مب احنا اللي نربي بنت حرام .. وينضحك علينا ..



-
سمعيني يا ام خـ ...



قاطعتها وهي تدفعها بيدها : طلعي من بيتي .. ما اتشرف تكون وحدة مثلج هني .. وحمدي ربج اني للحين ساكته .. والا ما بيردني عنج الا الحبوس – وبصراخ اردفت – طلعي برع



تمسكت بذراعها تتوسل التصديق : الله يخليج سمعيني .. بنت خالد بتضيع الله يخليج ..



نفضت يدها : طلعي قبل لا ايي ابو خالد .. تراج ما بتشوفين خير ساعتها .. طلعي ..




" حسبي الله ونعم الوكيل " رددتها مرارا وهي تمسك بكفي ابنتيها وتبتعد .. لتدخل السيارة ودموع لا تريد ان تتوقف .. حتى ذاك السائق قال سائلا : شو في ماما .. ليش يصيح ..



لا اجابة .. فصمت .. وشهقة خفيفة صدرت من كلثم .. هي على وشك البكاء .. فصراخ جدتها ارعبها .. لتندس بجانب شقيقتها الايسر .. وتلك المريم لم تعد تعلم شيء .. ونفس الجملة تتكرر في عقلها .. التفتت على والدتها : اماية منو هذي .. وشو يعني بنت حـ ...



صرخت بها قبل ان تكمل : مريم سكتي عني .. اللي في مكفيني ..



واردفت : اطلع ولف يسار ..



لا يوجد امامها الا هو .. هو فقط من سيحمي ابنتها .. ستحمي واحدة والاخرى ستحاول ان تحميها بنفسها .. ستتركها هناك .. حتى ان صرخوا بها بابشع الكلمات .. ستصرخ هي ايضا .. ستخبرهم انهم مخطئون .. وانها ليست فاسقة تبحث عن من يداري فسقها .. هن بناتها بالحلال .. وهي ابنتهم حتى وان صرحوا بغير ذلك ..



توقفت السيارة من جديد .. لتترجل وبيدها الكيس نفسه .. وتحث ابنتيها على النزول معها .. لا تأمن ذاك السائق اذا تركت مريم هناك وحدها .. حثت خطاها وبيدها كف كلثم وباليد الاخرى كيس ملابسها .. ومريم تمشي من خلفها .. حتى ما توسطت فناء المنزل نادت باعلى صوتها : هود ياهل البيت ..



مرت دقيقة واذا بخادمة تقف امامها : ما في حد .. كلش يروه ..



-
وين راحوا ؟



حركت يدها تلك الخادمة : يروه سوق عشان رمزان في يجي .. بابا شبيب ياخذ ماما كبير وماما شمسه وماما شامة وهاشل ويروه .. ما في حد .



انسحبت راجعة ادراجها .. واذا بها تقف عند بوابة المنزل تضع الكيس عند الجدار من الداخل .. وتوقف ابنتها قريبا منه .. تجلس القرفصاء وكفيها تعانقان كتفيها الصغيران : كلثم حبيبتي . انا ومريم بنروح وبنرجع بعدين .. انتي تريينا هني ..



بعثرت نظراتها على والدتها ومن ثم على مريم الواقفة خلفها : بروح وياج ..



اغمضت عينيها بنفاذ صبر .. وفتحتهما وبنبرة حانية : حبيبتي ما بنتأخر .. انتي تمي هني ولا تطلعين برع البيت انزين ..



هزت رأسها وتقوست شفتيها : ما اريد ..



وبشهقة باكية متعبة اكملت : بروح وياكم ..



لتقف تلك وتصرخ حتى ابتعدت مريم خطوتان عنها حين صرخت : كلثم سمعي الرمسة .. والا تبيني اضربج .. قلتلج يلسي هني تريينا ..



لتمسك يد مريم وتدبر واذا بتلك تتحرك : ماما



استدارت وعادت تصرخ عليها : كلثم لا تخليني ازعل منج .. خلج هني ..



وسحبتها من ذراعها لتوقفها بعيدا عن البوابة.. حتى بكاء صغيرتها لم يردعها .. لتعود بنبرة قاسية : والله ان تبعتيني بضربج ..



تقوست شفتيها اكثر وانهمرت دموعها .. وهي ترقب تحرك والدتها مبتعدة : ما .. ما ...


,,

هنا اقف وموعدنا باذن الله يوم الاربعاء ليلا مع الزفرة 22


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 12:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية