كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"إنني اشاركك به ."
أجاب متيحا لها الفرصة لمعرفة ما تريده .
"وهل تعتقد بأن ذلك كاف ؟"
سألت بصوت عال .
"إنه كثير , بقدر ما يمكنني اعطاؤك ."
"هراء , وماذا عن الغرفة الصغيرة ؟"قالت بشكل لاذع .
نظر إليها بدهشة للحظات قبل ان يكرر ببطء سائلا :
"الغرفة ؟ ماذا تعنين ؟"
"الغرفة الخشبية , هي الاخرى لك , لكونها قرب البحيرة ."
"حسنا , لماذا ؟"
قال ذلك وقد توترت أعصابه فجأة , واحلولكت عيناه .لقد أدرك ان فترة الهدوء بينهما قد انتهت , وعاد كلاهما إلى طبيعته .
"الناس , السائحون , الذين يحبون قضاء عطلاتهم ."ردت .
قطب حاجبيه , وعيناه غير متسامحتين , وقال :
"يوجد القليل جدا منهم في المنطقة ."
"هل أنت مندهش ؟"قالت وهي تتهمه .
" لست مندهشا ولا مستمتعا ."
قال بصوت منخفض وغاضب .
" إنك تعترضهم , أليس كذلك ؟"
منتديات ليلاس
قالت ببرودة : "أعتقد ان الناس العاديين غير المناسبين لكل هذا , إنها تناسب الاغنياء فقط ."
ابتسم لطريقة اختيارها الكلمات المناسبة , والتي تفتقر الى روح الدعابة . كان جادا وصوته جافا :
"كفي عن هذا السلوك الدرامي . إني أعرف بعض المشكلات التي تأتي من تطوير هذه المنطقة , وكان من الممكن ان تؤدي الى تدمير ...."
"تدمير لمن ؟"تساءلت بحدة.
"البيئة . الريف هش , وبحاجة لأن يعتنى به ."
شرح لها بصوت كله ألم .
"ليس الجميع بلهاء , لماذا تحكم على الجميع بتحامل ؟"
"إنه ليس تحاملا بل خبرة ."
رد عليها وهو يقترب نحوها , في حركة تهديد .
"كيف تجرؤ على ان تنصب نفسك مكان القاضي .والمحلفين ؟ فكل انسان له حرية الذهاب الى المكان الذي يختاره ."
ردت وعيناه تشعان , وغير مهتمة بالتأثير الذي تركته كلماتها عليه . كان غاضبا , فالكلمة البسيطة حرية تعذبه . لقد كان حرا من المسؤولية , حرا من ضغط الواجبات , متحررا من كل الالتزامات , ولم يدم ذلك وقتا طويلا , فقد انتهى سريعا , واجبر على تقبل دوره الجديد .
حملق به ببرودة وهو عابس , وفي داخله ألم عميق جدا .
"حرية ؟ حرية , مهما كان الاذى الذي قد تسببه ؟ الناس أحرار في التجول في كل مكان يختارونه , باستثناء هذه المنطقة ."
قال بحدة وفمه متجهم وتعابير العنف تغطي وجهه الصارم .
" السيد يتكلم ."قالت باستهزاء .
"هل تعتقد حقا انك تملك نوعا من الحق الالهي , اليس كذلك ؟"
"هنا أنا أفعل , إني امتلك قوة تفوق كل شيء ."
التهديد الرقيق واضح في نبرة صوته واقترب منها اكثر . حملق فيها وعيناه الباردتان القاتمتان كالصوان , ولون وجهه بدا يتلاشى تدريجا وغضبه يزداد . ضمها من وسطها بشدة جعلتها تصرخ من الألم . أذهلها فعله فصمتت وتقابلت أعينهما بصراع غاضب . حاولت جيمسي أن تدفعه بيديها لتستعيد حريتها , ولكنه كان يمسك بها بقوة واحكام , تفرس فيها وصمته المخيف يوبخها أكثر من ثورة الغضب التي توقعتها منه . وحاولت مجاراته في الغضب ولكن غضبها تبخر تحت تأثير نظراته الجامدة .
|