كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
ارتعشت جيمسي مما حصل . أقفلت الباب بشدة , وعادت الى الداخل تبحث عما كسر النافذة , وجدت الحجر والتقطته وأخذت تقلبه برفق بين راحتيها , قطبت حاجبيها باهتمام . رمت الحجر في الموقد بتوتر , وقامت بعد ذلك بتنظيف المكان من الشظايا المبعثرة في شتى أرجاء الغرفة . أطلقت صرخة ألم من دخول قطعة إلى يدها الناعمة . انتزعت قطعة الزجاج وقامت بامتصاص الدم الذي سال من يدها . ثم عادت الى مقعدها , وهي أشد تصميما من السابق لتبرئة اسم عائلتها .
عند وصولها , عند وصولها , كان كل شيء مختلفا . فالرحلة من لندن كانت مملة . الطريق الممتد بلا نهاية , السير المزدحم , تسببا في ازعاجها طوال الرحلة , وبقيت الأمور على هذا النحو إلى أن اجتازت مدينة لانكستر , حيث اتجهت الأمور إلى التحسن . أخذت مناظر الريف الانكليزي الطبيعية والخلابة تتكشف أمام ناظريها , وكأن أحدا , ينشر المناظر الخلابة خصيصا لمتعتها . تنهدت جيمسي , أصبحت الرحلة ممتازة .
منتديات ليلاس
ابتسمت عندما أعلن عن الوصول الى دنكلي . بدت القرية محاطة بالتلال الضخمة . لقد كانت تماما كما تخيلتها , قرية رائعة . شارع رئيسي يزدحم بالمحال المصفوفة على جانبيه , يفصلها عن بعضها بعضا المقاهي الفخمة . ورائحة قهوتها الغنية المحمصة تملأ الهواء النقي , وكل شخص يمجد طريقة موطنه في صنع القهوة . أما في محل بيع الكتب , الذي يقع على ناصية الشارع فكان مليئا بالعديد من الطاولات المرصوفة بالكتب والموضوعة إلى جانب الاتوستراد . وقررت جيمسي تناول فنجان قهوة واحدا, على الاقل .يمتد الشارع الرئيسي فوق الجسر , الذي يمتد بدوره فوق النهر المتدفق الذي يقسم القرية .اعتلت إحدى ضفتيه غابات كثيفة , وعلى الاخرى ارتفعت كنيسة قديمة ضخمة , تنبسط على المناظر الطبيعية , والمروج الخضراء الجميلة التي تمتد على ضفة النهر .
ابتاعت جيمسي غداء خفيفا من لفائف الجبنة وفطيرة التفاح . وكانت شمس صيف أيلول دافئة في ذلك اليوم على غير عادتها , لذا فإن جيمسي تنزهت في محيط دنكلي متنشقة العبير . مشت نحو النهر , بعد ان تناولت طعامها , متعت نفسها برمي الفتات للبط الدائم الجوع , المصطف على طرف النهر .كان كل شيء فيها مفعما بالحيوية في ذلك النهار , إذ شعرت كما لو أنها قدمت الى وطنها . ثم رأته واقفا والمياه المتدفقة تغمره الى وسطه . ابتسمت وقد دغدغت أوتار قلبها ذكريات والدها , المنسية منذ زمن . افتتنت بمهارته . رفع يده ملوحا بها فوق رأسه ودفع نفسه نحو الماء بقوة ولباقة . أبقى جسده صامدا أمام التيار .
وبدت عضلاته المشدودة من تحت معطفه الاخضر . رفع جسمه بثبات وأصابعه تضرب الماء بسرعة . تطاير رذاذ الماء , وصرخت جيمسي من الاثارة , عندما رأت أسماك السلمون تتطاير على شكل قوس قزح . افتتنت بكفاحه ضد التيار , لقد صمم مسبقا على كسب المعركة . والتركيز باد على وجهه . على الرغم من أن النصر لا يأتي بسهولة , ولمرات عديدة ظنت جيمسي إنه سيخسر المعركة . وعندما أصبح الفوز حليفه رفع سمكة منتصرا , فصفقت له جيمسي بطريقة عفوية .التفت , وكانت اللحظة التي لا يمكن ان تنسى .
|